200 ألف زائر لمعرض الكويت للكتاب

200 ألف زائر  لمعرض الكويت للكتاب

تنوعت الفعاليات في المعرض الكويت للكتاب في نسخته الـ38 الذي نظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مقدمًا مجموعة من الأنشطة المصاحبة على مدى أحد عشر يومًا.

حقق المعرض قفزة نوعية من خلال بلوغ عدد زواره 200 ألف من محبي الكتاب والقراءة، وتنوعت شرائح القراء والكتاب، إذ شهدت الساحة الأدبية ظهور مجموعة كبيرة من أصحاب التجارب الحديثة في النشر.
استهل المعرض بحفل الافتتاح الذي حضره وزير الإعلام وزير الدولة لشئون الشباب الشيخ سلمان الحمود، مشددًا على أهمية تنمية القراءة لدى الناشئة لتهيئتهم للمستقبل، معتبرًا الكتاب وسيلة أساسية في التثقيف والمعرفة، ويبين أن النشاط المصاحب للمعرض يحفل بمجموعة فعاليات ثقافية وفنية متنوعة تهتم بمختلف شرائح المجتمع، وتركز على تحفيز الأطفال على القراءة لتنمية ثقافتهم وتهيئتهم إلى المستقبل، وكذلك تناقش عبر ندواتها تأثير الإنترنت على الكتاب الورقي وسبل الاستفادة من التكنولوجيا في المجال الثقافي».

القراءة والاطلاع
وقدّم الوزير الشكر إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بصفته الجهة المنظمة لمعرض الكتاب، متمنيًا استمرارية هذه الفعاليات الكبيرة لخدمة الثقافة وازدهارها، كما شكر الوزير وسائل الإعلام المختلفة لحضورها المعرض ومتابعة فعالياته. ومن جانبه، استعرض الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة فعاليات النشاط المصاحب لمعرض الكتاب، مبينًا أنها تشمل التشكيل والأدب والشعر والصور الفوتوغرافية والآثار والموسيقى، إلى جانب فعاليات الطفل، وأضاف: «أوجه دعوة إلى الآباء والأمهات للحضور إلى المعرض مصطحبين معهم أولادهم لغرس قيم ثقافية لديهم كالقراءة والاطلاع، ولاسيما أن هناك مجموعات شبابية تنظم مجموعات للقراءة تهدف إلى تأصيل هذه المفاهيم المعرفية الجميلة».

حجم المشاركة
بدوره، اعتبر مدير معرض الكتاب سعد المطيري أن المعرض يحتل المركز الثالث على خريطة المعارض العربية، مشيدًا بدعم دولة الكويت لمكونات الثقافة العربية ومن ضمنها دعم الكتاب من خلال معرض سنوي، وكذلك تقديم إصدارات ودوريات متنوعة في جميع المجالات الثقافية والأدبية.
وعن حجم المشاركة في الدورة الحالية من المعرض، أشار إلى مشاركة نحو 530 ناشرًا ما بين اشتراك مباشر وغير مباشر، ومنهم 317 ناشرًا يشاركون بصورة مباشرة وأجنحتهم موجودة داخل صالات المعرض، مبينًا أن نحو 217 دار نشر تشارك عن طريق «توكيل» رغبة في تقديم وجبة ثقافية متميزة للقارئ تشمل مجالات اهتمامه المختلفة.

هندسة الحوار
بالتعاون بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة، عقدت ضمن الأنشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الكتاب، ندوة فكرية تحت عنوان «صناعة ثقافة وهندسة حوار مع الآخر» بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين والمثقفين والإعلاميين من مختلف الدول العربية ناقشوا خلالها عدة محاور تتعلق بهندسة وصناعة ثقافة الحوار مع الآخر.
وضمن محور المحاضرات والحلقات النقاشية، قدم المهرجان سبع محاضرات، هي كالتالي؛ محاضرة عن «النشر الإلكتروني ومستقبل الكتاب الورقي» شارك فيها الناشران صلاح شبارو من مكتبة النيل والفرات الإلكترونية - لبنان، ود.ناصر الشمري من مكتبة آفاق – الكويت، وحدد المتحدثان سلبيات واقع النشر راهنًا، معتبرين أن ثمة علاقة تكامل بين الكتابين الورقي والرقمي. ومحاضرة حول بعض تجارب الكتابة الإبداعية الجديدة، وندوة تتمحور حول الأدب الساخر في الخليج العربي، استعرض فيها الكُتَّاب السعودي محمد السحيمي والكويتيان جعفر رجب وأحمد حيدر ملامح من تجربتهم في الكتابة الساخرة، مؤكدين أهمية هذا النوع من الأدب في إحداث التغيير في المجتمع. وكذلك محاضرة حول دور القراءة في تكوين شخصية المراهق، تحدثت فيها الدكتورة نادية الخالدي، كما استضاف معرض الكتاب الدكتور أحمد خالد توفيق من مصر ومنذر القباني من السعودية وعبدالوهاب السيد من الكويت في ندوة عن أدب الرعب والغموض والجريمة، ورفض المشاركون فيها تصنيف كتاباتهم ضمن قائمة الدرجة الثانية، مستغربين إنكار دور هذه النوعية من الكتابة الإبداعية في تطور المجتمع. كما استضاف المعرض الأديب إسماعيل فهد إسماعيل في محاضرة بعنوان «في حضرة العنقاء والسماء الزرقاء»، وهو عنوان مزج بين روايتين من روايات إسماعيل، هما الرواية الأولى والرواية الأخيرة له، وأدارتها الشاعرة سعدية مفرح، وحضرها جمهور كبير من الأدباء والمثقفين والناشرين ورواد المعرض.
وفي مجال السرد، تحدثت ثلاث روائيات عن تجربتهن في السرد، وقرأت الروائيات بثينة العيسى وجنى فواز الحسن وبشاير محمد مقاطع من أحدث أعمالهن الأدبية، فجاءت القراءات محملة بالصور الشعرية الممزوجة بالتكثيف في اللغة، وأدارت الجلسة الكاتبة فاطمة يوسف العلي. وضمن مجال الشعر، تراوحت الأمسية الشعرية بين العامي والفصيح، إذ قرأ الشعراء المشاركون، الشاعر السعودي مسفر الدوسري والتونسية فاطمة محمود واللبناني د.محمد السعدي مجموعة نصوص متباينة الشكل والمضمون، لتنهل من الغزل والعواطف الجياشة والحب المتنوع للوطن أو للمرأة. وفي ختام الأنشطة المصاحبة للمعرض، قدم الفنان عمر الدقيل ليلة غنائية من الفن الحضرمي.