في الـحضورِ والغِياب

فـي الـحـضـورْ..
كانَ ورداً عـابــقَ الـوجــد تـَـلـظـّى
خـَـلـفَ عـشـْـريـنَ سِــيَـاجْ
كـانَ تــَـمْــراً و حَـلـيـبـًا لأنـاسٍ
فـي بـُــيُـوتٍ مــنْ زُجَـاجْ
مــاءَ بـَـحـرٍ..
كــوّنَ الـرّيــحُ بــهِ مَـوجـًا
إلى أقـْـصى أجـاجْ..
كـانَ نــجْــمـًا فـي العـشِـيـّـاتِ..
سَـمَـاءً لـنـخـيـلٍ أرْطــبَــتْ مـنْ دون أنْ تــُـرْوى
وأرضـًا مَــسَّـهـا ضَــيْــمُ احْـتـيـاجْ.
كـلـّـمـا قـُـلـتُ لـهُ: يا صَـاحـبـي،
هَــيّـا بـنـا نـَـمْــضي
فـقـدْ مَــرَّ عـلى الـشـّـوكِ الـطـَّـريــقْ
والـتــَّـمَــنـّي مُــوصَـدُ الأبـْـوابِ بـالأصْـفـادِ .. فـانـْـظـُـرْ
قـالَ: فـي الـبـال خـَـيـالٌ لـزهُـورِ الـجُـلـّــنـارْ
وَأرى فـي الـحُـلـْـمِ مِــفـْـتـاحـًا فـَـريــداً
وعِــلاجـًا للــّرتــاجْ
عــنــْـدمـا جَــاءَ إلـى الـظـُـلـْـمَـةِ غــنــّى..
فــارع الـصّــوتِ يـُـنــادي
نـَجــمَـة الـصّـبْـح ويَــفـْـنى كـفـَـتــيـلٍ لـسِـراجْ
فـي الـغِــيـابْ..
تـَـرَكَ الـسّـاحـَـة مـَـلأى بـالـحُــضـُـورْ
وبـشَـيْءٍ يـُـشْــبـِـهُ الـفـَـقـْـدَ
وحـَـشْـدٍ مـنْ عـَـصَـافــيـرَ وأشـْـجَـارِ نـَـبـَـقْ
تـَـرَكَ الـسّـاحـَـة مـَـلأى بـالـحُــضـُـورْ
بـِـظِـلالٍ لـدَهـالــيْــزَ وأحـْـيـاءٍ يَــتــَامـى
وعـَـبــيـرٍ سَــالَ مـن مــئــْـذنـَـةٍ كـُـبْـرى
ولـحـْـنٍ لامَــسَ الــرّوحَ
وفـي الـقـلــبِ تـَـنـامــى
***
كــيْــفَ حــالُ الــسّــفــرِ الــُمـوغِــلِ فـي الــُبـعْــدِ؟
ومـا حَـالُ الــنــَّـدامـى؟
ولـمـاذا كـأسُــكَ الـفـارغُ لا يَــبـْـكــي
ولا يـَأسـى بــذاكَ الــسـّــفـْـرِ حـبْـرٌ تـتساقــَاهُ الـسُّـطـُـورْ؟
ولـمـاذا أنــتَ فـي الـقــُـرْبِ وفـي الــُبعـْـدِ حـكـايــا؟
ومـَـعـانٍ تـتـسامـى؟
تـَـرَكَ الـسّـاحـَـة مـَـلأى بـالـحُــضـُـورْ
وبـشَـيْءٍ يـُـشْـبـِهُ الـفـَـقـْـدَ
إذا مـا خـَـفـَـقـَـتْ بـالـقـَـلـبِ ذكــْرى للـّـذي
يـَـسْـكـُـنُ فــيـنـا
والــذي نـَـمـشـي لـَـهُ الــدّربَ
مَـواعـيـدَ، ورايــاتٍ،
نـُـوَفــّي مـا عَـلـيْـهِ مـنْ نـُـذورْ.