فارعة السقاف و وفاء شهاب - نجد ذاتنا في خدمة الآخرين

فارعة السقاف و وفاء شهاب - نجد ذاتنا في خدمة الآخرين

«إذا أردنا أن نجد أنفسنا, فلابد أن نفقد ذاتنا في خدمة الآخرين» حكمة قالها غاندي، وتؤيدها بشدة الأستاذة فارعة السقاف رئيس مجلس إدارة مؤسسة لوياك التطوعية بالكويت والمؤسسة لها. وهي ابنة الأديب الراحل أحمد السقاف أحد أهم رواد النهضة الفكرية في الكويت. تفانيها اللامحدود بخدمة الآخرين وعطائها السخي كانا من أبرز أهداف مركز لوياك للعمل التطوعي. حسنت من خلاله كثيراً من سمات المجتمع الكويتي والعربي, وأهلت الشباب لقيادة مستقبلهم بفعالية عظيمة. فالمركز يقدم اليوم فرصا متنوعة لما يزيد على 3000 طالب سنويا في الكويت, وغيرهم في المملكة الأردنية الهاشمية ولبنان.

< لوياك.. الاسم غريب نوعا ما, كما لو أنه دل على أحد المصطلحات الغربية. فمن أين تولَّد اسم لوياك؟
- بالفعل، فالأحرف الأولى منه أتت من اختصار مسمى مركز لوذان لإنجازات الشباب, وباللغة الإنجليزية lothan youth achefment  center 
فأخذنا أول حرفين من كلمة لوذان والياء من كلمة Youth والألف والكاف من أول حرف في الكلمتين الأخيرتين (A.C). فكان الناتج اسمًا خفيفًا على اللسان, كما أن هناك مزحة بالمحلية تقول (لو ياك لا ترده)، أي إذا أتاك طالبا فلا تقم برده.
< لنتطرق لتعريف لوياك ونشأتها. وكيفية تبلور فكرتها؟ والتقاء السيدات السبع وتضامنهن على هدف واحد وهو التطوع؟
- لوياك مؤسسة غير هادفة للربح، تُعنى حاليا بالفئة العمرية من ست سنوات إلى ثمان وعشرين سنة, وقد تمتد إلى ثلاثين سنة, حسب احتياجات الشباب. تقدم برامج متنوعة من تطوير الذات والشخصية, والتمكين العلمي لمستقبلهم عن طريق التطوير العملي وتنمية المواهب الفنية والأدبية والرياضية وغيرها, أي تبني الشباب بشكل مطلق. وإعطائهم كل ما يحتاجون إليه من فرص ذكية لإطلاق إبداعاتهم, وتهيئتهم ليكونوا قادة في حياتهم المستقبلية بفعالية عالية, ولتوضيح مفهوم القيادة هنا، فهي القدرة على التحكم وتوجيه حياته نحو تحقيق أهدافه.
أما بالنسبة لنشأتها عام 2002، فقد كانت في الحقيقة مبادرة في مواجهة العنف والتطرف الذي ساد في منطقة الشرق الأوسط والمثخن فيه, وسدا في وجه الانحراف الذي يتعرض له الشباب، حتى وقتنا الحالي من المخدرات والعنف والإرهاب والبطالة.
فالفراغ كبير في حياة الشباب, وفي المقابل لا توجد جهة مستنيرة تعطي حلولاً ذكية لهذه المشكلات. وبالتالي نحن كمجموعة من 7 سيدات صديقات شعرنا بهذه المسئولية, وبالواجب المفروض علينا اتجاه أبنائنا, فقمنا بهذه المبادرة التي كانت أول عمل تطوعي شبابي منظم, ولاقى قبولا وشعبية واسعة لدى الشعب الكويتي عامة، والشباب بشكل خاص. فبدأ كبرنامج صيفي يضم مجموعة من الأنشطة استقبله الجميع باستحسان وشوق كبيرين. 
فمنذ صباح يومهم يجد الشباب أن هذا البرنامج وفَّر لهم فرصًا مميزة للتدريب العملي Internship  في شركات مهمة، ومؤسسات عالمية عريقة في القطاع الخاص, لرفع مستوى المهنية وتمكينهم من مستقبل أفضل وبصورة جدية, ويأخذ مقابل ذلك مصروفًا أو مكافأة صغيرة. وبعد الظهر يكون لديهم ولمرتين في الأسبوع عمل تطوعي مفروض إجباريا, مقسم على خمس ساعات في الأسبوع. ومن حصل منهم على شهادة بالعمل التطوعي السابق يعفى منها في المرة التالية, وذلك لإتاحة الفرصة لأكبر قدر ممكن من المتطوعين للمشاركة في مؤسسات المجتمع المدني. وفوجئنا بمدى حبهم للتطوع ورغبتهم في الاستمرارية. ففي نهاية كل أسبوع هناك نشاطات اجتماعية أو رياضية, ترفيهية أو ثقافية تثري وتعمق ثقافتهم, وتحاكي احتياجاتهم وتقدم لهم مساحة لإطلاق إبداعاتهم وصقلها ورعايتها. فيُستثمر وقتهم بكل ما هو ذكي ومفيد, لما فيه من مخاطبة لعقولهم وقلوبهم.
< مفهوم التطوع لدى لوياك هل يختلف عن مفهوم التطوع بشكل عام؟ أم له صبغة أخرى؟
- مفهوم التطوع بشكل عام هو خدمة الآخر, وتكريس الوقت له. فقد استطعنا توصيل فكر معين للشاب, وذلك حين تقوم أنت بالتطوع، فأنت المستفيد من هذه العملية, وأنت الذي تبني شخصيتك, وبقدر ما تتوقع أنك أعطَيت للطرف الآخر، فالآخر أعطاك الأكثر. فالعملية مكسب للشباب أكثر من أي شيء آخر. فنشرنا مبدأ الاحتفاء بالآخر. وزرعنا ثقافة جديدة بالمجتمع وهي ثقافة التطوع المبكر للشباب, فبعدما كان مقتصرا على السيدات الكبار في السن, أصبح اليوم يشمل حتى الأطفال صغار السن. فغدا التطوع مفهوما مجتمعيا شاملا وواسعا. يبدأ من الطفل ولا ينتهي عند عمر معين، مادامت الطاقة موجودة.
بدأنا كأول جهة تنشر التطوع بين الشباب, وتبعثهم لمراكز المجتمع المدني مثل الهلال الأحمر ونادي المعاقين ومركز التوحد ومستشفى الأطفال المرضى بالسرطان وغيرها. حيث نقوم بتدريبهم قبل الذهاب لهذه المراكز بما هو متوقع منهم, وطريقة التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة. ونهيئهم لذلك بتحفيزهم بابتكار أعمال ترفيهية للمستفيدين من هذه الخدمة. 
ولزيادة أعداد الراغبين في الانضمام إلى لوياك, فقد أنشأنا مبادرات شبابية على شكل مجموعات يُطلب منها ابتكار مبادرات جديدة, إما متعلقة بالبيئة أو بالمرور أو بالنمط الاستهلاكي أو ما يتعلق بالأنماط الإنسانية أو الصحية. فوجدنا أن لديهم مشاريع متعددة وجميلة ومبتكرة. نقوم بعدها بعرضها على لجنة تحكيم بدأت منذ 3 سنوات, لتشجيعهم وصقل مبادرتهم لتكون ذات قيمة عالية. واليوم نحن سعداء بأن الشباب أصبح يتطوع من نفسه ولا يحتاج إلى «لوياك».
< إن الدور الذي قامت به مؤسسة لوياك في المجتمع المحلي كبير بشكل مذهل. واستطعتم تغيير مفهوم التطوع والعطاء لدى المجتمع الكويتي عبر البرامج التطوعية التي تقدمها المؤسسة, فهل تغيرت شخصيات المنتسبين لبرامج لوياك بعد الانتساب من الشاب المدلل مثلا إلى الشاب المكافح؟ وإلى أي مدى تم التغيير؟
-  استطاعت لوياك أن تغير مفاهيم كثيرة في المجتمع. وتقوم بعمل نقلة نوعية في التفكير المجتمعي. فمثلا تغيرت الصورة الذهنية السلبية لنمط الشاب الكويتي بأنه متعجرف واتكالي ولا يرغب في القيام بالأعمال ذات الصفة الخدمية أو الضيافة أو غيره. بطرحنا برنامجا منذ اليوم الأول أدخلنا الشباب فيه للمطاعم والفنادق والمقاهي وأماكن الخدمة, وأحدثت تغيرا جذريا لديهم, وأكسبت «لوياك» اهتماما من قبل وسائل الإعلام. فقد كانت الفكرة مبتكرة على الجميع, ولاقت استحسانًا وقبولاً كبيرين, بالرغم من أصوات الانتقادات التي كانت هنا وهناك. فإنه مع الوقت لاقت رواجا ضخما. 
فنحن الـ 7 سيدات القائمات على المشروع أكثر من يدرك أن ما قمنا به - بالرغم من أننا نحن أيضا متطوعات في هذه المؤسسة- هو مكسب لنا نحن أيضا, وبالفعل فإن الفرحة التي تغمرنا حين نرى التحول الجذري في شخصية المنتسب, خاصة إذا كنا على علم بأن هذا الشاب منذ شهر كان مقبلا على الانتحار, أو أنه منذ شهر كان في مركز الشرطة, أو كان قد تعرض لطعنة سكين ودخل المستشفى, وعندنا حالات مختلفة عديدة, فنراه بعد انضمامه لـ «لوياك» كيف تغير تماما في أشهر معدودة,  ليصبح إنسانا مختلفا عما كان عليه من قبل, ويتغير معه كل نمط حياته, حتى ولو كانت في 6 أسابيع فقط , فهي كفيلة بأن تقلبهم رأسا على عقب من أُناس سلبيين لأناس إيجابيين وفاعلين بالمجتمع. ففرحة عملية التحول هذه لا تقاس بشيء. وهي سعادة لا توصف بشيء ولا تقارن بكنوز الدنيا كلها. فنحن محظوظون لكوننا نعمل في هذا المجال.
< مارستم دورا غاية في الأهمية خلال الاثني عشر عاما الماضية حين تبنّيتم فكرة إحياء النشاط المسرحي للشباب من جديد.  
-  لدينا احساس بالمسئولية اتجاه الثقافة والفن المسرحي بالكويت, الذي حورب مع الأسف في المدارس فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي بسبب تأثير التيار المتشدد. ولإعادة ذلك مرة أخرى, فتحت لهم لوياك بابا جديدا ومجالا لإطلاق مواهبهم. وأخذت على عاتقها مسئولية المساهمة في نشر الثقافة من خلال إحياء حركة مسرح الشباب وتطويره, بإدخال المسرح الاستعراضي.  فساهمنا بعودة فكرة المسرح والنشاط المسرحي المدرسي والموسيقي والفن مرة أخرى للمدارس الحكومية. فنحن إذا لم نعط الشاب أو الشابة فرصة لتنمية ذواتهم في مجال الفنون فنحن قد نقتل مجتمعًا بأكمله.
< ذكرتم أن التطوع عملية منفعة متبادلة بين الطرفين لا تضحيات فيها من أي طرف, فكيف يترجم الطفل في عمر 6 سنوات قابليته ومدى استيعابه لمفهوم التطوع وتقديم خدمة للآخر؟ وهل هي أوامر تصدر ويقوم بتنفيذها؟ أم هو على وعي وإدراك بذلك؟
- الطفل ذو السنوات الست لا يذهب منفردا, وإنما مع فئة عمرية أكبر منه إلى 12 سنة, يرى فيها هذا الطفل كيف يتصرف من هم أكبر منه سنا في هذه المراكز, وبالتالي لديه قدوة من المحيطين حوله. إضافة إلى مرافقة مشرفة المجموعة لهم, وهي عادة تكون بنتا من بنات لوياك في العشرينيات من عمرها, تأسست وكبرت وتدربت في برامج مثيلة, وهي مؤهلة لتقود مثل هذه المجموعة. وإذا افترضنا أنه كان مجرد تقليد لما يراه الطفل ممن حوله.. فإنه بمجرد ترديده (أنا متطوع) بصوته الطفولي البريء, وذهابه ومشاهدته لطفل آخر في مثل عمره مريض ومستلق على فراشه بالمستشفى فيقوم باللعب معه, ولو كان غير مدرك المعنى بالمفهوم الحقيقي, فبمجرد أن يلعب الطفل مع قرينه, ويقدم له التسلية والترفيه والرفقة. فذلك ينمي الحس الإنساني لديه وتتعزز الثقة بالنفس وتبنى الشخصية, وهو مكسب كبير لا يوازى بثمن.
< هل واجهتم صعوبات بالتعامل مع الأطفال؟
- الطفل يتعامل بسلاسة ويسر أسهل من فئة المراهقين. وإن استطعنا تقديم شيء لهذه الفئة العمرية، فالأطفال أسهل بكثير من فئة 13 إلى 20 سنة.
< كيف تقيّمون تجربتكم بالعمل في القطاعين الحكومي والخاص؟
- القطاع الخاص أكثر سرعة وأكثر تجاوبًا. وليس لديه روتين الإدارات الحكومية, وبطيء في اختيار القرارات. وأجزم أن النوايا في القطاع الحكومي طيبة بالعمل المشترك مع «لوياك», لكن البيروقراطية هي التي تعطل عملية التعاون. وهناك مؤسسات حكومية خاصة المستقلة منها كمؤسسة البترول نجد سرعة في التعامل وأسهل من الوزارات. 
< ميزانية لوياك الحالية هل أثلجت صدور مؤسسيها بتلك الإنجازات؟
   -  حاليا يقوم بالعمل الإداري في لوياك 27 موظفًا بينما فعليا نحن بحاجة إلى ما لا يقل عن 150 شخصًا, نظرا لكبر حجم الأعمال التي نقوم بها, يساعدنا في ذلك مجموعة من المتطوعين الذين استفادوا من برامج لوياك, وقد أنهوا دراستهم الجامعية ويرغبون في العمل كمتطوعين أيضا, ولكن هناك أمورًا كثيرة يلزم إنجازها ومن الصعوبة الاعتماد عليهم بشكل يومي, وأنا والسيدات السبع المتبنيات للفكرة مازلنا نخدم في لوياك دون مقابل وبكل سرور. ولكن مع ضخامة حجم العمل الحالي وانتشار لوياك وأنشطتها جعلت من العمل أمرا مرهقا يتطلب الوجود يوميا ليلا ونهارا. وإمكاناتنا المادية لم تثلج الصدور, فالمصاريف بازدياد والدعم كما هو لم يزد. ونتمنى من الجهات في الدولة دعم ورعاية لوياك. حتى لا تسطو على مدخراتنا في المستفبل القريب.
< بالانتقال للمدرسة القبلية في منطقه شرق بعدما كنتم في بيت لوذان للأعمال الوطنية .. هل تسعون للتظلل تحت جناح حكومي؟
-  نحن نحب أن نعمل بشراكة مع المجتمع المدني. ومن مصلحة الحكومة أن تشترك جنبا إلى جنب معنا, باستخدام لوياك كذراع مدنية لها لتنفيذ برامجها التنموية. واستثمار أوقات فراغ الشباب بما يعود بالمنفعة على المجتمع لخدمة البلد. فإذا تظللت لوياك بمظلة الحكومة فستنقل عدوى البيروقراطية إليها, وتعطل مسيرتها، وهو ما لا يصب بمصلحتها. فنحن هنا نشعر الشاب بأهميته بالمجتمع والحاجة إليه، وشغل وقت فراغه القاتل بما هو مفيد له وللوطن ككل. فاليوم يجب على القطاعات الثلاثة: الخاص والحكومي والمجتمع المدني العمل على التنمية الشاملة، فهو ضرورة. 
«لوياك الأردن» بدأت منذ أربع سنين والآن تعمل جنبا إلى جنب مع وزارة التخطيط الأردنية, وهي أهم مؤسسة مجتمع مدني, وأهم مؤسسة للشباب هناك. فالحكومة انتبهت لأهميتهم, وقامت بدعمهم والشراكة معهم. ونحن هنا قمنا بمبادرات عديدة وبدأت استجابة الحكومة لهذه المبادرات تتضح ولو ببطء.
< أهمية ارتباط  فكرة العطاء على قيمة ومفهوم المواطنة للأجيال الجديدة بحيث ترتبط المواطنة بالعطاء، وما إذا كان ذلك من أهداف لوياك الرئيسة أم لا؟
- باختصار.. المواطنة هي ما يحدث في لوياك. هي أن تشعر بإنسانيتك أولا ومسئوليتك اتجاه الغير ثانيا, وهي لا تتجزأ. فتبدأ من الفرد اتجاه نفسه وإنسانيته ثم تشمل من الكبير إلى الصغير وكل الدوائر. فعندما يشعر الفرد بمسئوليته اتجاه الغير, هل من الممكن أن يوذيه؟ فبمجرد تولُّد هذا الشعوره, فلا يمكنه أن يؤذي أحدا. وثالثا: العمل والإخلاص فيه هي المواطنة الحقة.
< هل طرحتم فكرة إدراج التطوع كمنهج في مقررات وزارة التربية لتدريس مفاهيمه وتفعيلها لترسيخ مفهوم المواطنة؟
-  من الممكن أن تأتي هذه الفكرة في الخطوات المقبلة خاصة وأنه ومنذ أشهر قليلة, ومع التغيير الوزاري الأخير, بدأ نهج جديد يظهر, ووزراء جدد وطموحات جديدة في الجهاز الحكومي. وأتوقع أن مساحة التعاون ستكون بفعالية أكبر بصورة محسوسة وملموسة. ففي احتفالية لوياك بسنتها العاشرة وبوجود رئيس مجلس الوزراء بدأت الحكومة تنتبه لنا وأصبح هناك توجه طيب للعمل مع لوياك ولكنها تحتاج إلى وقت. 
< ما مدى ارتباطكم بمؤسسات خارجية أوربية أو غربية بشكل عام في مجال التطوع وتبادل الخبرات بينكم؟
-  طبعا.. فنحن نعمل بتواصل مع بعض منظمات الأمم المتحدة، حيث إنني عضوة في المجلس الاستشاري بمجلس UNDO  وهو اختصار united nation development program  برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وعضوة في منظمة (إيفاد)  التي تستعين بطلبتنا للتدريب. ومنظمة أوكسفام في بريطانيا وأيضا تأخذ منا طلبة للتدريب. ولنا علاقات مع مؤسسات عالمية مثل الولايات المتحدة وسويسرا وبريطانيا وعدة دول أخرى. وتم إيفاد متطوعينا للتدريب في مؤسسات عالمية خارج الكويت أهمها البرلمان البريطاني وفاو وإيفاد. إضافة إلى شركات عالمية في مجال الصناعة والهندسة والتمويل . فنجاح لوياك هو بالشراكة, فهي لا تستطيع أن تقدم كل هذه الفرص للشباب إذا لم تكن قد خلقت ارتباطات مع القطاع الخاص والحكومي والمجتمع المدني والمجتمع الدولي. فهذه الشراكة المترابطة والمتشابكة والناجحة هي من أظهرت لوياك بهذه الصورة اليوم. 
< الكويت، الأردن ولبنان.. أين المستقبل؟
- تركيزنا الأول على الدول العربية. رغم أن لدينا ترخيصًا في الولايات المتحدة الأمريكية في تكساس هيوستن, ساعدنا فيها رجل أمريكي متطوع وسجل لوياك كمؤسسة غير ربحية في أمريكا. وهذا سيساعدنا في المستقبل بعد إكمال بقية الإجراءات المتعلقة بقوانين الضريبة لديهم, وتجعلنا في مصاف الجهات التي تستحق أن تُدعم ويرفع عنها الضريبة هناك. وليس ببعيد إمكان تفعيل لوياك هناك. ولكن الأولويات ستكون للوطن العربي, وانتشار نموذج لوياك في كل العالم شيء يسعدنا لأنه هدفنا. 
فالرؤية تتمحور في تمكين الشباب العربي للقيام بدوره من نشر السلام والرخاء في مجتمعاتهم. سواء في تركيا أو الصين أو أينما كان البشر, واستيعاب أننا جميعا جزء من بعض, والفرد يمثل ذرة من الكوكب. لذلك مصلحتنا أننا نحافظ على بعضنا البعض. فلو حدث أي تهديد خارجي لكوكب الأرض (فضائي مثلا) فهل ستكون هناك حروب بين البشر؟ بالعكس سيصبح الكل في مواجهة التهديد الخارجي. فالإنسانية مازالت غير مدركة لهذا الشيء وبأننا جزء من الآخر, وأن سلامة جارك وأمنه هي من سلامتك وأمنك. وبصفتي الشخصية فأنا وآخرون ممن لديهم نفس الحس مدركون لذلك, وأن السلم والأمن بهذا الكوكب هما مسئولية كل إنسان, ولا يتطلب من الفرد أن يكون خارقا لتحقيق ذلك, ولكن الشعور بحد ذاته يجعلنا حذرين في أي سلوك سواء كان تدميرًا أم تعميرًا.
< الكويت، الأردن ولبنان.. أي هذه الدول سارت بخطى جبارة تعدت حدود السيطرة أو المطلوب والمرسوم لها؟
- التي فاجأتنا بصورة ضخمة هي الأردن.. فدخول الحكومة الأردنية منذ سنتين كشريك رئيس مع لوياك, ما هو إلا اعتراف صريح بأهميتها وقدراتها.
< أمازالت لوياك على ذات الأهداف التي قامت وسارت عليها منذ تأسيسها؟ أم زادت وتنوعت؟
-  الأهداف رسمت بشكل شمولي.. وهي ثابتة, أما البرامج التي تصب فيها هي التي تعددت, وسبل تحقيق الأهداف تنوعت. فمثلا هدف تعزيز الحس الإنساني للشباب, فبإمكاننا استنباط مليون برنامج من هذا الهدف.. ولكن هناك هدفًا كنا نتمناه منذ بدايتنا ومازلنا نطمح له, وتحقق فعلا ولكن ليس بالشكل المطلوب, فقد كان بودنا أن يكون لدينا مركز متكامل المرافق في مكان واحد وبقعة واحدة, يشمل المسرح والمرسم والملعب وغيرها, ويكون جميلا إن تحقق بمساعدة من الحكومة والقطاع الخاص. 
< مستقبل لوياك.. كيف ترونه؟ هل هو بزيادة الأعداد على أكبر شريحة ممكنة؟ أم بنشر مفهوم للتطوع في العالم أجمع؟
- نشر المفاهيم أهم بكثير من الزيادة العددية, ففي الكويت ظهرت مبادرات عديدة تحت مسميات مختلفة لدعم الشباب, تحت مفهوم التطوع. وهذا أحد أهدافنا التي حققناها.
السلبيات كثيرة من حولنا.. فبدلا من التذمر والشكوى, قم واعمل شيئا. فأصبحنا نموذجا للجميع، وهذا هو المطلوب بالدرجة الأولى. وأتمنى أن أرى الشباب هم من يقودون لوياك مستقبلا.
< هل فاقت لوياك توقعات مؤسسيها؟
- نعم.. فقد خضّتنا لوياك, وأحسسنا بالهزة الكبيرة التي أحدثناها بالمجتمع الكويتي المحافظ. ولكن على الصعيد الشخصي كوني المؤسس الرئيس, كانت رؤيتي وفكري وطموحاتي التي دونتها في مذكراتي الخاصة قد تعدت ذلك, وأيضا ما حدث إلى الآن ممتاز جدا, فقد قطعنا شوطا طويلا والنتائج مذهلة وهذا مدعاة للفخر, ولا يتأخر أمر ما حتى يقوم على ركيزة قوية متينة وصلبة.