التسامح والسلام

التسامح والسلام

‮«‬السلام‮»‬‭ ‬من‭ ‬أسماء‭ ‬الله‭ ‬الحُسنى،‭ ‬وتحية‭ ‬الإسلام،‭ ‬وأمل‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭... ‬السلام‭ ‬أساس‭ ‬استمرار‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجتمع‭ ‬كان،‭ ‬فهو‭ ‬غاية‭ ‬يستقر‭ ‬بها‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬زمان‭ ‬ومكان،‭ ‬لذا‭ ‬نادت‭ ‬به‭ ‬وأوجبته‭ ‬كل‭ ‬الشرائع‭ ‬والقوانين‭ ‬والأديان‭. ‬إنّ‭ ‬السلام‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬الأمن‭ ‬الذي‭ ‬يصاغ‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬صلح‭ ‬مكتوب‭ ‬أو‭ ‬معاهدة‭ ‬بين‭ ‬طرفين‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬إطار‭ ‬يتسع‭ ‬كثيراً‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬ليشمل‭ ‬كل‭ ‬وجوه‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬الإنسان،‭ ‬أولها‭ ‬السلام‭ ‬مع‭ ‬الذات،‭ ‬ثم‭ ‬السلام‭ ‬مع‭ ‬الآخر‭.‬

ولا‭ ‬يكون‭ ‬السلام‭ ‬مع‭ ‬الآخر‭ ‬إلا‭ ‬بالتساهل‭ ‬معه‭ ‬والتنازل‭ ‬له‭ ‬والعفو‭ ‬عن‭ ‬زلل‭ ‬أو‭ ‬خطأ‭ ‬ارتكبه،‭ ‬فالسلام‭ ‬أصل‭ ‬يُفترض،‭ ‬والتسامح‭ ‬إحسان‭ ‬مندوب‭,‬‭ ‬لذلك‭ ‬يعلمنا‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف،‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬وسُنّة‭ ‬نبيه،‭ ‬فيقول‭ ‬تعالى‭: ‬‭{‬إِنَّ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬يُحِبُّ‭ ‬الْمُحْسِنِينَ‭}‬‭ ‬‭(‬البقرة‭:‬195‭)‬،‭ ‬ويقول‭ ‬نبيّه‭  ‬‭  ‬‮«‬المسلم‭ ‬من‭ ‬سلم‭ ‬المسلمون‭ ‬من‭ ‬لسانه‭ ‬ويده‮»‬‭. ‬يؤكد‭ ‬ذلك‭ ‬القول‭ ‬إنّ‭ ‬الأخلاق‭ ‬دوائر‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬نقطة‭ ‬المركز،‭ ‬والذي‭ ‬هو‭ ‬النفس،‭ ‬لتصل‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تتسع‭ ‬دوائرها‭ ‬إلى‭ ‬إدراك‭ ‬محيط‭ ‬أخلاقها،‭ ‬فكلما‭ ‬اتسعت‭ ‬تلك‭ ‬الدوائر‭ ‬وكَبُرَ‭ ‬المحيط،‭ ‬تَجَمّل‭ ‬الإنسان‭ ‬بالرقي‭ ‬وكاد‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬المثالية‭. ‬وقصة‭ ‬الخَلْق‭ ‬التي‭ ‬ترويها‭ ‬كتب‭ ‬الأديان‭ ‬المُنْزَلة‭ ‬على‭ ‬الرسل‭ ‬عليهم‭ ‬السلام،‭ ‬وخاتمها‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬تذكر‭ ‬بأنّ‭ ‬ملائكة‭ ‬السماء‭ ‬عند‭ ‬خلق‭ ‬آدم‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬تساءلت‭ ‬دعاءً‭ ‬إلى‭ ‬الله‭: ‬‭{‬قَالُوا‭ ‬أَتَجْعَلُ‭ ‬فِيهَا‭ ‬مَنْ‭ ‬يُفْسِدُ‭ ‬فِيهَا‭ ‬وَيَسْفِكُ‭ ‬الدِّمَاءَ‭ ‬وَنَحْنُ‭ ‬نُسَبِّحُ‭ ‬بِحَمْدِكَ‭ ‬وَنُقَدِّسُ‭ ‬لَكَ‭ ‬‭}‬‭(‬البقرة‭: ‬30‭)‬،‭ ‬خشية‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬يتبدد‭ ‬السلام‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬ويسود‭ ‬الفساد‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الفوضى،‭ ‬فتنقلب‭ ‬جنة‭ ‬الأرض‭ ‬إلى‭ ‬جحيم،‭ ‬فلا‭ ‬حياة‭ ‬بغياب‭ ‬السلام‭ ‬ولا‭ ‬عيش‭ ‬كريماً‭. ‬إنّ‭ ‬النظام‭ ‬الكوني‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الآخر،‭ ‬إنساناً‭ ‬وحيواناً‭ ‬وجماداً،‭ ‬باطناً‭ ‬وظاهراً،‭ ‬شكلاً‭ ‬ومضموناً،‭ ‬يقوم‭ ‬أساساً‭ ‬على‭ ‬السلام،‭ ‬ليعود‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬بالخير‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬نفسه‭. ‬ويتبين‭ ‬لنا‭ ‬أنّ‭ ‬كل‭ ‬الحدود‭ ‬الشرعية‭ ‬والعقوبات‭ ‬القانونية‭ ‬إنما‭ ‬هي‭ ‬تشريع‭ ‬لمنظومة‭ ‬الحياة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بعدم‭ ‬التعدي‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬السلام،‭ ‬مثل‭ ‬ذلك‭ ‬عقوبات‭ ‬القتل‭ ‬والسلب‭ ‬والإرهاب،‭ ‬والتعدي‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬والمال‭ ‬والكسب‭ ‬والعمل،‭ ‬والإضرار‭ ‬بالأرض‭ ‬والماء‭ ‬والهواء،‭ ‬وإفساد‭ ‬الزرع‭ ‬والكلأ‭. ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬كان‭ ‬الإنسان‭ ‬عنه‭ ‬مسؤولاً‭... ‬إنها‭ ‬أمانة‭ ‬حملها‭ ‬الإنسان‭ ‬وهو‭ ‬يعلم‭ ‬بأنها‭ ‬ثقيلة‭ ‬كثقل‭ ‬الجبال،‭ ‬ولن‭ ‬يستطيع‭ ‬حملها‭ ‬أو‭ ‬تحمُّلها‭ ‬إلا‭ ‬بالعزيمة‭ ‬والإيمان‭ ‬بمبدأي‭ ‬التسامح‭ ‬والسلام‭. ‬

يقول‭ ‬الإمام‭ ‬الشافعي‭: ‬

لَمَّا‭ ‬عَفَوْتُ‭ ‬وَلَمْ‭ ‬أحْقِدْ‭ ‬عَلَى‭ ‬أحَدٍ

أرحتُ‭ ‬نفسي‭ ‬من‭ ‬همَّ‭ ‬العداواتِ‭ ‬

إنِّي‭ ‬أُحَيي‭ ‬عَدُوِّي‭ ‬عنْدَ‭ ‬رُؤْيَتِهِ

لأدفعَ‭ ‬الشَّرَّ‭ ‬عني‭ ‬بالتحياتِ‭ ‬

وأُظْهِرُ‭ ‬الْبِشرَ‭ ‬لِلإِنْسَانِ‭ ‬أُبْغِضهُ

كما‭ ‬إنْ‭ ‬قدْ‭ ‬حَشا‭ ‬قَلْبي‭ ‬مَحَبَّاتِ‭ ‬

النَّاسُ‭ ‬داءٌ‭ ‬وَدَواءُ‭ ‬النَّاسِ‭ ‬قُرْبُهُمُ

وفي‭ ‬اعتزالهمُ‭ ‬قطعُ‭ ‬المودَّاتِ

ويأتي‭ ‬‮«‬التسامح‮»‬‭ ‬ليكون‭ ‬الوسيلة‭ ‬المُثلى‭ ‬للبدء‭ ‬بالمصالحة‭ ‬والعيش‭ ‬بسلام،‭ ‬فهو‭ ‬المغفرة‭ ‬عن‭ ‬جور‭ ‬الجائر‭ ‬والعفو‭ ‬عن‭ ‬عدوان‭ ‬المعتدي،‭ ‬والسماح‭ ‬له‭ ‬بالاعتذار‭ ‬وتقبله،‭ ‬بشرط‭ ‬ألا‭ ‬يعود‭ ‬لممارسة‭ ‬خطيئته‭ ‬في‭ ‬الجور‭ ‬والعدوان‭... ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬‮«‬التوبة‮»‬‭. ‬وتمدُّنا‭ ‬المصادر‭ ‬التاريخية‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الأخبار‭ ‬عن‭ ‬التسامح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام،‭ ‬ونضرب‭ ‬منها‭ ‬مثلاً‭ ‬الرسول‭ ‬الأعظم‭ ‬‭ ‬في‭ ‬تسامحه‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬جار‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬الأقارب‭ ‬والأباعد‭ ‬الذين‭ ‬آذوه‭ ‬في‭ ‬شخصه‭ ‬ودعوته‭. ‬كان‭ ‬تسامحه‭ - ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ - ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬أساساً‭ ‬لانتشار‭ ‬الدعوة‭ ‬وقيام‭ ‬دولة‭ ‬الإسلام‭. ‬وفي‭ ‬التاريخ‭ ‬الحديث،‭ ‬سجّل‭ ‬الجزائريون‭ ‬في‭ ‬تسامحهم‭ ‬مع‭ ‬الفرنسيين،‭ ‬سجلاً‭ ‬من‭ ‬العفو‭ ‬والغفران‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‭. ‬وفي‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬حين‭ ‬دعا‭ ‬نيلسون‭ ‬مانديلا‭ ‬شعبه‭ ‬إلى‭ ‬التسامح‭ ‬مع‭ ‬حكومة‭ ‬بريتوريا‭ ‬العنصرية،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‭.‬‭ ‬وأخيراً،‭ ‬الكويت‭ ‬التي‭ ‬قُتل‭ ‬أبناؤها‭ ‬وشُرِّد‭ ‬أهلها‭ ‬واحتُلَّت‭ ‬أرضها‭ ‬فدُمِّرت‭ ‬منشآتها‭ ‬وأُشعلت‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬آبار‭ ‬نفطها،‭ ‬تراها‭ ‬وترى‭ ‬أهلها‭ ‬اليوم‭ ‬أصفياء‭ ‬بحبهم‭ ‬للعراق‭ ‬حكومة‭ ‬وشعباً‭. ‬ولايزال‭ ‬أهل‭ ‬الكويت‭ ‬متفاعلين‭ ‬مع‭ ‬مجريات‭ ‬الأحداث‭ ‬العالمية،‭ ‬يجودون‭ ‬حبّاً‭ ‬في‭ ‬الإنسان،‭ ‬ويهبّون‭ ‬لمساعدة‭ ‬المحتاجين‭ ‬والمنكوبين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بلا‭ ‬استثناء،‭ ‬شرقاً‭ ‬وغرباً‭ ‬وشمالاً‭ ‬وجنوباً‭. ‬وحين‭ ‬تقوم‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬بتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬للدول‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وأشهرها‭ ‬‮«‬الصندوق‭ ‬الكويتي‭ ‬للتنمية‮»‬،‭ ‬يغار‭ ‬منها‭ ‬شعبها‭ ‬فيجزل‭ ‬العطاء‭ ‬للمؤسسات‭ ‬والهيئات‭ ‬والجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬الأهلية،‭ ‬المحلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والعالمية،‭ ‬لتقدم‭ ‬العون‭ ‬المباشر‭ ‬للشعوب،‭ ‬ومن‭ ‬أشهر‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭: ‬‮«‬الهيئة‭ ‬العالمية‭ ‬الإسلامية‮»‬‭ ‬و‮«‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الكويتي‮»‬‭. ‬

من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭ ‬استحقت‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬أنْ‭ ‬تُكرَّم‭ ‬بكونها‭ ‬مركزاً‭ ‬إنسانياً‭ ‬عالمياً،‭ ‬وأن‭ ‬يكرَّم‭ ‬أميرها‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬قائداً‭ ‬إنسانيّاً‭.‬

من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬تر‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬عنواناً‭ ‬لملتقاها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ (‬مارس‭ ‬2015م‭) ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬‮«‬ثقافة‭ ‬التسامح‭ ‬والسلام‮»‬،‭ ‬تكرّم‭ ‬فيه‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬حملت‭ ‬على‭ ‬كاهلها‭ ‬مسؤولية‭ ‬‮«‬التسامح‭ ‬والسلام‮»‬‭ ‬ثقافياً‭ ‬وعلمياً‭ ‬وعملياً‭ ‬وإنسانياً،‭ ‬وتلك‭ ‬الجهات‭ ‬هي‭: ‬

‭- ‬الصندوق‭ ‬الكويتي‭ ‬للتنمية الاقتصادية‭ ‬العربية،‭ ‬وهو‭ ‬أول‭ ‬مؤسسة‭ ‬إنمائية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬تقوم‭ ‬بالإسهام‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الجهود‭ ‬الإنمائية‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬والدول‭ ‬الأخرى‭ ‬النامية‭.‬

‭- ‬جمعية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الكويتي،‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬المساعدة‭ ‬والعون‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تفرقة‭ ‬بين‭ ‬دين‭ ‬أو‭ ‬مذهب‭ ‬أو‭ ‬جنس‭ ‬أو‭ ‬لون،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬الالتفات‭ ‬إلى‭ ‬المعتقدات‭ ‬السياسية‭ ‬والفكرية‭. ‬

‭- ‬الهيئة‭ ‬الخيرية‭ ‬الإسلامية‭ ‬العالمية‭ (‬مركزها‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭)‬،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬كبريات‭ ‬المؤسسات‭ ‬العالمية في‭ ‬الحقل‭ ‬الإنساني،‭ ‬ومشروعاً‭ ‬عملاقاً‭ ‬لخدمـة‭ ‬البشرية،‭ ‬وهي‭ ‬هيئة‭ ‬مستقلة،‭ ‬متعددة‭ ‬الأنشطة،‭ ‬تقدم‭ ‬خدماتها‭ ‬للمحتاجين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المعمورة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭ ‬أو‭ ‬تعصُّب،‭ ‬وبعيداً‭ ‬عن‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬أو‭ ‬الصراعات‭ ‬العرقية‭. ‬

‭- ‬منظمة‭ ‬أطباء‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ (‬فرعها‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬المنظمة‭ ‬الطبية‭ ‬الإنسانية‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬أنشأتها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬والصحفيين‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬بتأسيسها‭ ‬عام‭ ‬1971م،‭ ‬وتقدّم‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬إلى‭ ‬الشعوب‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬أو‭ ‬الإهمال‭ ‬أو‭ ‬الأزمات‭ ‬في‭ ‬نحو‭ ‬65‭ ‬بلداً‭.‬

‭- ‬مؤسسة‭ ‬مجدي‭ ‬يعقوب‭ ‬لأمراض‭ ‬وأبحاث‭ ‬القلب‭ - ‬مركز‭ ‬أسوان‭ ‬للقلب‭ (‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬مؤسسة‭ ‬غير‭ ‬ربحية‭ ‬تقوم‭ ‬بإجراء‭ ‬عمليات‭ ‬جراحة‭ ‬وقسطرة‭ ‬القلب‭ ‬للأطفال‭ ‬والكبار‭ ‬بالمجان‭.‬

‭- ‬موسم‭ ‬أصيلة‭ ‬الثقافي‭ (‬المملكة‭ ‬المغربية‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬أحيا‭ ‬حوار‭ ‬الشمال‭ ‬والجنوب،‭ ‬ومد‭ ‬الجسور‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭ ‬العربية‭ ‬والإفريقية‭ ‬والأوربية‭.‬

‭- ‬مجلة‭ ‬التفاهم‭/‬التسامح‭ (‬سلطنة‭ ‬عمان‭)‬،‭ ‬التي‭ ‬كرَّست‭ ‬محتواها‭ ‬لإحياء‭ ‬مفاهيم‭ ‬الحوار‭ ‬والتفاهم‭ ‬والتسامح،‭ ‬وقدمت‭ ‬صورة‭ ‬عصرية‭ ‬للثقافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬محيطها‭ ‬الذي‭ ‬يتماسُّ‭ ‬مع‭ ‬الثقافات‭ ‬الإنسانية‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭. ‬

‭- ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬للحوار‭ ‬الوطني‭ (‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬أُسس‭ ‬ليكون‭ ‬قناة‭ ‬للتعبير‭ ‬المسؤول‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬محاربة‭ ‬التعصُّب‭ ‬والغلوِّ‭ ‬والتطرف،‭ ‬والذي‭ ‬أوجد‭ ‬مناخاً‭ ‬نقيّاً‭ ‬تنطلق‭ ‬منه‭ ‬المواقف‭ ‬الحكيمة‭ ‬والآراء‭ ‬المستنيرة‭ ‬التي‭ ‬ترفض‭ ‬الإرهاب‭ ‬والفكر‭ ‬الإرهابي‭.‬

ووضعت‭ ‬محاور‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دعم‭ ‬واستيعاب‭ ‬ثقافة‭ ‬التسامح‭ ‬والسلام،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ويُناقَش‭ ‬فيه‭ ‬هذان‭ ‬المبدآن‭ ‬العظيمان‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬الإنسانية،‭ ‬لغةً‭ ‬واصطلاحاً،‭ ‬لتضع‭ ‬‮«‬العربي‮»‬‭ ‬بين‭ ‬يدي‭ ‬قرائها‭ ‬خلاصة‭ ‬مفاهيم‭ ‬الإصلاح‭ ‬التي‭ ‬أقرَّتها‭ ‬الأخلاق‭ ‬الإنسانية‭ ‬جمعاء،‭ ‬ودعت‭ ‬إليها‭ ‬الثقافات‭ ‬والحضارات،‭ ‬والشرائع‭ ‬والأديان،‭ ‬والقوانين‭ ‬والنظم‭. ‬وتدور‭ ‬محاور‭ ‬ملتقى‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬في‭ ‬جلساته‭ ‬حول‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يعنى‭ ‬بثقافة‭ ‬التسامح‭ ‬والسلام،‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬أوراق‭ ‬علمية‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬الكويت‭ ‬الإنساني،‭ ‬ودور‭ ‬المؤسسات‭ ‬الثقافية‭ ‬والتعليمية،‭ ‬في‭ ‬الإسلام،‭ ‬وفي‭ ‬التاريخ،‭ ‬وفي‭ ‬الإعلام،‭ ‬في‭ ‬الفنون‭.‬

ودعوتنا‭ ‬إلى‭ ‬التسامح‭ ‬والسلام‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬دعوة‭ ‬إلى‭ ‬العفو‭ ‬عمن‭ ‬من‭ ‬أسرف‭ ‬في‭ ‬الخطأ‭ ‬وأجرم‭ ‬وطغى‭ ‬وتكبَّر،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬أيضاً‭ ‬دعوة‭ ‬إلى‭ ‬ضبط‭ ‬النفس‭ ‬ونبذ‭ ‬الخوف،‭ ‬والتصدِّي‭ ‬للعنف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬فمتى‭ ‬ما‭ ‬ساد‭ ‬الخوف‭ ‬في‭ ‬النفوس‭ ‬حلّ‭ ‬الوهن‭ ‬والضعف‭ ‬والاضطراب‭ ‬في‭ ‬العقول‭ ‬والأجساد،‭ ‬وشُلَّ‭ ‬الإبداع‭ ‬الفـــكري،‭ ‬وتراجعت‭ ‬مسيرة‭ ‬التقدم‭ ‬العلمي،‭ ‬وحلَّ‭ ‬ظلام‭ ‬الجهل‭ ‬محله،‭ ‬ليُثْقِل‭ ‬الإنسان‭ ‬فوق‭ ‬حِمْلِه‭ ‬رهقاً،‭ ‬وهذا‭ ‬بالضبط‭ ‬ما‭ ‬يريده‭ ‬ويخطط‭ ‬له‭ ‬بأنانية‭ ‬أعداء‭ ‬الإنسانية‭ ‬لأمتنا‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬