الشره العصبي (البوليميا)

الشره العصبي (البوليميا)

يختلف‭ ‬الشره‭ ‬العصبي‭ ‬La‭ ‬Buolimie‭ ‬عن‭ ‬الصورة‭ ‬الشعبية‭ ‬المكونة‭ ‬عنه،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بإفراط‭ ‬في‭ ‬الأكل‭ ‬خلال‭ ‬وجبة‭ ‬في‭ ‬الأعياد،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬التهام‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬لدرجة‭ ‬الإحساس‭ ‬بالانزعاج،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬أيضاً‭ ‬بالأكل‭ ‬كل‭ ‬الوقت،‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬‮«‬اللقمشة‮»‬‭ ‬Le‭ ‬Grignotage؛‭ ‬حيث‭ ‬يُستبدَل‭ ‬بالوجبات‭ ‬الغذائية،‭ ‬وبشكل‭ ‬كامل،‭ ‬أكل‭ ‬لا‭ ‬توقيت‭ ‬له‭ ‬ولا‭ ‬نسق‭ ‬يؤمّن‭ ‬الشبع‭ ‬ويسد‭ ‬الجوع‭.‬

الشره‭ ‬العصبي‭ ‬هو‭ ‬اضطراب‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬الغذائي‭ ‬يتميّز‭ ‬بنوبات‭ ‬يخضع‭ ‬المصاب‭ ‬خلالها‭ ‬لإحساس‭ ‬مفرط‭ ‬بالجوع،‭ ‬وهو‭ ‬يصيب‭ ‬عشر‭ ‬نساء‭ ‬مقابل‭ ‬رجلين‭ (‬10‭ ‬إناث‭/ ‬2‭ ‬ذكور‭)‬،‭ ‬مع‭ ‬فترة‭ ‬ظهور‭ ‬أساسية‭ ‬تقع‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬18‭ ‬و20‭ ‬عاماً‭.‬

تشبه‭ ‬نوبات‭ ‬الشره‭ ‬العصبي‭ ‬لحظات‭ ‬يفقد‭ ‬الفرد‭ ‬خلالها،‭ ‬وبشكل‭ ‬حاد،‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬ضبط‭ ‬عملية‭ ‬الأكل،‭ ‬ويحس‭ ‬بحاجة‭ ‬طارئة‭ ‬إلى‭ ‬الأكل،‭ ‬يعجز‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يدفعه‭ ‬لالتهام‭ ‬كميات‭ ‬ضخمة‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قليل‭ (‬خلال‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ساعتين‭ ‬غالباً‭). ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬تتبع‭ ‬هذه‭ ‬النوبات‭ ‬عملية‭ ‬إعادة‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬بوسيلة‭ ‬ما‭ ‬مثل‭ ‬القيء‭ ‬العمد‭ ‬أو‭ ‬الإفراط‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الملينات،‭ ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬تناول‭ ‬الطعام‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬النوبات‭ ‬مقيداً‭. ‬هذه‭ ‬الممارسة‭ ‬للإفراط‭ ‬في‭ ‬الطعام‭ ‬والتخلص‭ ‬منه‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬تذكر‭ ‬بطقوس‭ ‬النهم‭ ‬الرومانية،‭ ‬وهي‭ ‬تبدو‭ ‬مستقرة‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬الفئات‭ ‬الفرعية‭ ‬من‭ ‬مرضى‭ ‬فقدان‭ ‬الشهية‭ ‬العصبي‭.‬

وقد‭ ‬استخدمت‭ ‬في‭ ‬الماضي،‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المصطلحات‭ ‬لهذه‭ ‬الحالة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬‮«‬التشوش‭ ‬الغذائي‮»‬‭ ‬و«الأكل‭ ‬القهري‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬روسل
‭(‬1979‭ ‬Russel‭) ‬هو‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬استخدم‭ ‬مصطلح‭ ‬‮«‬الشره‭ ‬العصبي‮»‬‭.‬

ويمكن‭ ‬التحدث‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الشره،‭ ‬حسب‭ ‬بيرو‭ (‬2001‭ ‬Perroud‭) ‬حين‭ ‬تتوافر‭ ‬المؤشرات‭ ‬التالية‭: ‬النوبة‭ (‬أي‭ ‬فقد‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الأكل‭) ‬وهي‭ ‬المؤشر‭ ‬الرئيس‭ ‬والضروري‭ ‬لتشخيص‭ ‬الاضطراب،‭ ‬لكنها‭ ‬تبقى‭ ‬غير‭ ‬كافية،‭ ‬إذ‭ ‬تجب‭ ‬إضافة‭ ‬ثلاثة‭ ‬محكات‭ ‬أخرى‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬توافرها؛‭ ‬وهي‭: ‬الإجراءات‭ ‬التعويضية‭ (‬كالتقيؤ‭ ‬المثار‭ ‬ذاتياً،‭ ‬أو‭ ‬إساءة‭ ‬استخــدام‭ ‬الملينات‭ ‬أو‭ ‬مدرّات‭ ‬البول‭ ‬أو‭ ‬الحقــن‭ ‬الشرجــــية‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬عقاقير‭ ‬أخرى،‭ ‬أو‭ ‬اللــــجوء‭ ‬إلى‭ ‬الصوم،‭ ‬أو‭ ‬الإفراط‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬التمرينات‭ ‬الرياضيــة‭)‬،‭ ‬تواتر‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ (‬نوبتان‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬منذ‭ - ‬على‭ ‬الأقل‭ - ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭) ‬وانعكاسها‭ ‬السلبي‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬الذات‭.‬

في‭ ‬اضطرابات‭ ‬السلوك‭ ‬الغذائي،‭ ‬ليس‭ ‬الاحترام‭ ‬الشخصي‭ ‬هو‭ ‬المصاب‭ ‬بالاضطراب،‭ ‬وهذه‭ ‬حالة‭ ‬مشتركة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المشكلات‭ ‬النفسية،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬الشعور‭ ‬بالقيمة‭ ‬الشخصية‭ ‬الذي‭ ‬يرتبط‭ ‬مباشرة‭ ‬بالوزن‭ ‬والقامة‭. ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬مختلف‭ ‬المحكات‭ ‬الأخرى‭ ‬للقيمة‭ ‬الشخصية‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬الخلفية،‭ ‬هذا‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬قيمة،‭ ‬فالنحافة‭ ‬تبدو‭ ‬الضمانة‭ ‬الوحيدة‭ ‬للنجاح‭ ‬التفاعلي‭ ‬والجذب‭ ‬الشخصي،‭ ‬وضبط‭ ‬الوزن‭ ‬يبدو،‭ ‬هو‭ ‬الآخر،‭ ‬البرهان‭ ‬على‭ ‬أننا‭ ‬جيدون‭.‬

ويبدو‭ ‬الاهتمام‭ ‬منصباً‭ ‬بشكل‭ ‬تام‭ ‬على‭ ‬الوزن‭ ‬وشكل‭ ‬الجسم،‭ ‬فالبدانة‭ ‬هي‭ ‬علامة‭ ‬ضعف،‭ ‬ويفسّر‭ ‬ذلك‭ ‬تعدد‭ ‬محاولات‭ ‬الفرد‭ ‬وزن‭ ‬نفسه‭ ‬بالميزان‭ ‬مرات‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭. ‬وكل‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬أجزاء‭ ‬الجسم‭ ‬هو‭ ‬موضع‭ ‬مراقبة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مراعاة،‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬غالباً‭ ‬كره‭ ‬حقيقي‭ ‬لبعض‭ ‬أجزاء‭ ‬هذا‭ ‬الجسم‭ (‬البطن‭ ‬أو‭ ‬الفخذان‭ ‬أو‭... ‬إلخ‭)‬،‭ ‬كراهية‭ ‬قد‭ ‬تُعمَّم‭ ‬في‭ ‬عدائية‭ ‬ضد‭ ‬الجسم‭ ‬أحياناً‭.‬

الشره‭ ‬العصبي‭ ‬نوعان‭: ‬النوع‭ ‬الأول‭ ‬وهو‭ ‬الملاحَظ‭ ‬عند‭ ‬50‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المصابين‭ ‬بفقد‭ ‬الشهية‭ ‬العصبي‭ ‬الذين‭ ‬يسيئون‭ ‬لجسدهم‭ ‬بفعل‭ ‬تعاقب‭ ‬الحرمان‭ ‬من‭ ‬الغذاء‭ ‬مع‭ ‬الإفراط‭ ‬فيه،‭ ‬والنوع‭ ‬الآخر‭ ‬يُترجم،‭ ‬أيضاً،‭ ‬علاقة‭ ‬مضطربة‭ ‬مع‭ ‬الغذاء‭ ‬ومع‭ ‬إحساس‭ ‬الفرد‭ ‬بأنه‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام،‭ ‬إنما‭ ‬دون‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬التدمير‭ ‬الذاتي‭. ‬يحافظ‭ ‬المصابون‭ ‬الذي‭ ‬يلجأون‭ ‬إلى‭ ‬التقيؤ‭ ‬الذاتي‭ ‬على‭ ‬وزن‭ ‬طبيعي،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تزداد‭ ‬أوزان‭ ‬الآخرين‭.‬

 

تطور‭ ‬الاضطراب

صحيح‭ ‬أن‭ ‬الشره‭ ‬العصبي‭ ‬يُحدث‭ ‬ألماً،‭ ‬لكن‭ ‬تأثيره‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬يبقى‭ ‬محدوداً،‭ ‬إذ‭ ‬كشفت‭ ‬الدراسات‭ ‬الحديثة‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬مضاعفات‭ ‬وتأثيرات‭ ‬نفسية‭ ‬وفيزيقية‭ ‬مقبولة‭ ‬نسبياً‭... ‬حوالي‭ ‬90‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المصابين‭ ‬بدوا‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬مشكلتهم‭ ‬قبل‭ ‬مرور‭ ‬5‭ ‬سنوات‭.‬

الأسباب

الأسباب‭ ‬الكامنة‭ ‬وراء‭ ‬الشره‭ ‬العصبي‭ ‬متعددة،‭ ‬بعضها‭ ‬مولِّد‭ ‬للاضطراب‭ ‬وآخر‭ ‬مسهِّل‭ ‬له‭.‬

أ‭ - ‬العوامل‭ ‬المولّدة‭ ‬للاضطراب‭:‬

‭- ‬نمط‭ ‬الغذاء‭ ‬المعتمد‭ ‬مع‭ ‬الطفل‭ (‬تعلّم،‭ ‬أو‭ ‬لا،‭ ‬عادات‭ ‬غذائية‭ ‬جيدة‭).‬

‭- ‬الصورة‭ ‬السيئة‭ ‬للذات‭.‬

ب‭ - ‬العوامل‭ ‬المسهِّلة‭ ‬له‭:‬

‭- ‬من‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬الارتباط‭ ‬بين‭ ‬الشره‭ ‬العصبي‭ ‬والصدمات‭ (‬أو‭ ‬الرضّات‭) ‬Traumas‭ ‬الفيزيقية‭ ‬والعاطفية،‭ ‬إثر‭ ‬صدمة‭ ‬أو‭ ‬إثر‭ ‬مشكلات‭ ‬عائلية‭ ‬أو‭ ‬مهنية،‭ ‬شديد‭ ‬التواتر‭ ‬وبنسبة‭ ‬أكثر‭ ‬ارتفاعاً‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬ارتباط‭ ‬فقد‭ ‬الشهية‭ ‬بها‭.‬

‭- ‬ينجم‭ ‬الشره‭ ‬العصبي،‭ ‬غالباً،‭ ‬عن‭ ‬التقاء‭ ‬3‭ ‬عناصر‭:‬

1‭ - ‬مجتمع‭ ‬يدفع‭ ‬للاستهلاك‭ ‬لكنه‭ ‬يقيّم‭ ‬النحافة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭.‬

2‭ - ‬وسط‭ ‬عائلي‭ ‬خاص‭ (‬صراعات‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬حلّها،‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الإصغاء‭... ‬إلخ‭).‬

3‭ - ‬قـــــابــــلية‭ ‬شخــــصيـــــــة‭ ‬للــــــعطب‭ ‬Vulnérabilité‭.‬

 

اللوحة‭ ‬العيادية‭:‬

‭- ‬يلتهم‭ ‬المصاب‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬وأي‭ ‬شيء‭.‬

‭- ‬يبتلع‭ ‬كميات‭ ‬هائلة‭ ‬ومشبعة‭ ‬بالسعرات‭ ‬الحرارية‭ ‬Calories‭ (‬كاستجابة‭ ‬نزوية‭).‬

‭- ‬يطهّر‭ ‬جسده‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬السعرات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التقيؤ‭.‬

‭- ‬يحدث‭ ‬الشره‭ (‬العصبي‭) ‬في‭ ‬العزلة‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬نظر‭ ‬الآخرين‭.‬

‭- ‬طريقة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الأكل‭: ‬يبلع‭ ‬المصاب‭ ‬الأكل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مضغ‭ ‬وبنَهَم‭ (‬بشراهة‭) ‬Goulument‭ ‬ولا‭ ‬يتذوق‭ ‬الغذاء‭ ‬الذي‭ ‬يتناوله‭ ‬بل‭ ‬يأكله‭ ‬بسرعة‭ ‬كبيرة‭.‬

ويمر‭ ‬المصاب‭ ‬بالشره‭ ‬العصبي،‭ ‬عموماً،‭ ‬بثلاث‭ ‬مراحل‭:‬

‭- ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬النوبة،‭ ‬وتتميز‭ ‬بـ‭: ‬إحساس‭ ‬خاص‭ ‬بالتوتر‭ ‬المضني،‭ ‬إثارة‭ ‬تمهيدية‭ ‬ملونة‭ ‬بالقلق‭ ‬والاستثارة،‭ ‬نقص‭ ‬الغذاء‭ ‬والبحث‭ ‬عنه‭.‬

‭- ‬النوبة،‭ ‬وتتميز‭ ‬بـ‭: ‬فقدان‭ ‬الضبط،‭ ‬ابتلاع‭ ‬آلاف‭ ‬السعرات‭ ‬الحرارية‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬جداً‭ (‬أطعمة‭ ‬مالحة‭ ‬محلاة‭ ‬بالسكر‭)‬،‭ ‬إحساس‭ ‬بآلام‭ ‬جسمية‭ (‬في‭ ‬المعدة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭)‬،‭ ‬عمليات‭ ‬تقيؤ‭: ‬إرادية‭ ‬أو‭ ‬ذاتية‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬ثم‭ ‬آلية،‭ ‬يتبع‭ ‬ذلك‭ ‬إحساس‭ ‬بالارتياح‭ ‬ملوّن‭ ‬بالخجل‭.‬

‭- ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬النوبة،‭ ‬وتتميز‭ ‬بـ‭: ‬خجل،‭ ‬شعور‭ ‬بالذنب‭ ‬وتأسّف،‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬إيقاف‭ ‬النوبات‭ ‬مع‭ ‬عجز‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬إذ‭ ‬دخلت‭ ‬النوبات‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬العادة،‭ ‬تعب،‭ ‬اكتئاب،‭ ‬قلق،‭ ‬انقطاع‭ ‬الحيض‭.‬

ملاحظة‭: ‬يغلب‭ ‬تشخيص‭ ‬‮«‬فقد‭ ‬الشهية‮»‬‭ ‬على‭ ‬تشخيص‭ ‬‮«‬الشره‭ ‬العصبي‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬نوبات‭ ‬الشره‭ ‬خارج‭ ‬إطار‭ ‬فقدان‭ ‬الشهية‭ ‬ليكون‭ ‬التشخيص‭ ‬‮«‬شرهاً‭ ‬عصبياً‮»‬‭.‬

 

مخاطر‭/ ‬انعكاسات

هذه‭ ‬الانعكاسات‭ ‬متعددة‭ ‬ومتنوعة،‭ ‬من‭ ‬أهمها‭: ‬تعرّض‭ ‬الفرد‭ ‬لمشكلات‭ ‬في‭ ‬الأسنان‭ (‬تصفر‭) ‬واللثة،‭ (‬انتفاخ‭) ‬Ballonnements،‭ ‬اختلال‭ ‬توازن‭ ‬نمط‭ ‬القلب،‭ ‬مشكلات‭ ‬هضمية،‭ ‬مشكلات‭ ‬انفعالية،‭ ‬اكتئاب،‭ ‬قلق،‭ ‬عُصاب‭ ‬وسواسي‭... ‬إلخ‭.‬

تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شابة‭ ‬من‭ ‬اثنتين‭ ‬تعانيان‭ ‬فقد‭ ‬الشهية‭ ‬العصبي‭ ‬قد‭ ‬تتطور‭ ‬حالتها،‭ ‬بعد‭ ‬سنتين،‭ ‬باتجاه‭ ‬الشره‭ ‬العصبي‭ ‬النموذجي‭: ‬فالاضطرابان،‭ ‬كما‭ ‬كشفت‭ ‬دراسات‭ ‬حديثة،‭ ‬يشتركان‭ ‬في‭ ‬قواسم‭ ‬مشتركة،‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬جداً‭ ‬انتقال‭ ‬المريض‭ ‬من‭ ‬أحدهما‭ ‬إلى‭ ‬الآخر‭ ‬خلال‭ ‬مجرى‭ ‬حياته‭. ‬

ومن‭ ‬المعروف،‭ ‬أيضاً،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬وثيقة‭ ‬بين‭ ‬فقد‭ ‬الشهية‭ ‬العصبي،‭ (‬الشره‭ ‬العصبي‭) ‬والوسواس‭ ‬القهري‭.‬

 

ما‭ ‬ينبغي‭ ‬فعله‭/ ‬العلاج

‭- ‬البدء‭ ‬بتحسّن‭ ‬متواضع‭: ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬محاولة‭ ‬إيقاف‭ ‬عملية‭ ‬التقيؤ‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬من‭ ‬المفضّل‭ ‬القيام‭ ‬بخفض‭ ‬تدريجي‭ ‬لتواترها،‭ ‬وتدوين‭ ‬أحاسيسنا‭ ‬حين‭ ‬ننجح‭ ‬في‭ ‬ذلك‭.‬

‭- ‬خفض‭ ‬تناول‭ ‬المسهّلات‭ ‬Laxatifs‭ ‬ومدرّات‭ ‬البول‭ ‬Diruétiques‭.‬

‭- ‬أكل‭ ‬كميات‭ ‬قليلة‭: ‬فالهدف‭ ‬هو‭ ‬فصل‭ ‬عملية‭ ‬استهلاك‭ ‬الغذاء‭ ‬عن‭ ‬عملية‭ ‬التقيؤ‭ ‬التي‭ ‬تتبعها‭ ‬بشكل‭ ‬آلي‭.‬

‭- ‬تجنّب‭ ‬العزلة‭.‬

‭- ‬ممارسة‭ ‬الاسترخاء‭.‬

‭- ‬عدم‭ ‬ترك‭ ‬البرّاد‭ ‬مليئاً‭ ‬بالأطعمة‭.‬

‭- ‬عدم‭ ‬التقيؤ‭: ‬حتى‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬التعرّض‭ ‬لنوبة،‭ ‬ينبغي‭ ‬عدم‭ ‬التقيؤ‭ ‬بعد‭ ‬الأكل‭.‬

‭- ‬تجنّب‭ ‬تناول‭ ‬الكحول‭ ‬أثناء‭ ‬الصوم‭ ‬عن‭ ‬الطعام‭.‬

 

ما‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬فعله‭ (‬بالنسبة‭ ‬للأهل‭ ‬بوجه‭ ‬خاص‭)‬

من‭ ‬المهم‭ ‬جداً‭ ‬عدم‭ ‬تحميل‭ ‬أنفسهم‭ ‬مسؤولية‭ ‬اضطراب‭ ‬الطفل،‭ ‬وعليهم،‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬السهر‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬الطفل‭ ‬أو‭ ‬المراهق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإرشادات‭ ‬السابق‭ ‬ذكرها‭.‬

ملاحظة‭: ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬منع‭ ‬التمارين‭ ‬الفيزيقية‭ ‬على‭ ‬الأفراد‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬اضطرابات‭ ‬السلوك‭ ‬الغذائي،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تشجيعهم‭ ‬على‭ ‬ممارستها‭ ‬بشكل‭ ‬معتدل‭ ‬وتجنب‭ ‬كل‭ ‬إفراط‭. ‬لكن،‭ ‬من‭ ‬المفضّل‭ ‬ممارسة‭ ‬أنشطة‭ ‬الاسترخاء‭.‬

لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬لفت‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬ازدياد‭ ‬نسبة‭ ‬انتشار‭ ‬البدانة‭ ‬عند‭ ‬الأطفال،‭ ‬بشكل‭ ‬ملموس،‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭. ‬وبشكل‭ ‬موازٍ،‭ ‬مع‭ ‬ازدياد‭ ‬عدد‭ ‬البرامج‭ ‬المعدّة‭ ‬للأطفال،‭ ‬مع‭ ‬ازدياد‭ ‬عدد‭ ‬الساعات‭ ‬التي‭ ‬يقضيها‭ ‬هؤلاء‭ ‬أمام‭ ‬التلفزيون‭ (‬يشاهد‭ ‬الأطفال‭ ‬المعاصرون‭ ‬التلفزيون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬ساعات‭ ‬في‭ ‬اليوم‭).‬

وقد‭ ‬كشفت‭ ‬دراسات‭ ‬حديثة‭ ‬متعددة‭ ‬عن‭ ‬ارتباط‭ ‬ازدياد‭ ‬خطر‭ ‬السمنة‭ (‬البدانة‭ ‬Obésité‭)‬،‭ ‬بشكل‭ ‬دال‭ ‬وإيجابي،‭ ‬بعدد‭ ‬ساعات‭ ‬مشاهدة‭ ‬التلفزيون،‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬نمو‭ ‬الدعاية‭ ‬المركّزة‭ ‬على‭ ‬الأطعمة‭ ‬ذات‭ ‬النوعية‭ ‬الفقيرة‭ ‬بالضروريات‭ ‬الغذائية‭ ‬والموجّهة‭ ‬للأطفال‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭... ‬ألا‭ ‬تعزّز‭ ‬هذه‭ ‬الرسائل‭ ‬كمية‭ ‬استهلاكها؟‭ ‬وألعاب‭ ‬الفيديو‭ ‬اشتملت‭ ‬هي‭ ‬الأخرى،‭ ‬وبشكل‭ ‬ملموس،‭ ‬على‭ ‬نشاط‭ ‬ساهم،‭ ‬وبمقدار‭ ‬كبير،‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬الوقت‭ ‬المخصص‭ ‬للنشاط‭ ‬الفيزيقي‭. ‬ثم،‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬مختلف‭ ‬الدعايات‭ ‬والبرامج‭ ‬التي‭ ‬يبثّها‭ ‬التلفزيون‭ ‬تنمية‭ ‬عادات‭ ‬غذائية‭ ‬مؤذية،‭ ‬وأحياناً‭ ‬نهائية،‭ ‬عند‭ ‬الطفل‭. ‬باختصار،‭ ‬بدا‭ ‬تأثير‭ ‬التلفزيون‭ ‬على‭ ‬نمو‭ ‬السمنة‭ ‬عند‭ ‬الطفل‭ ‬واضحاً،‭ ‬إن‭ ‬بفعل‭ ‬نوعية‭ ‬البرامج‭ ‬المعدّة‭ ‬له‭ ‬أو‭ ‬بفعل‭ ‬الوقت‭ ‬الطويل‭ ‬الذي‭ ‬يقضيه‭ ‬أمام‭ ‬الشاشة،‭ ‬حيث‭ ‬يبدو‭ ‬الأهل‭ ‬بعيدين‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬إمكان‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬إدراك‭ ‬أهمــية‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬اللازم‭ ‬بـيـــن‭ ‬فرضهم‭ ‬معدلاً‭ ‬منطقياً‭ ‬يســـمحون‭ ‬للطفل‭ ‬خلاله‭ ‬بمشاهدة‭ ‬التلفزيون‭ ‬أو‭ ‬ممارسة‭ ‬ألعاب‭ ‬الفيديو‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وتوجيهه‭ ‬باتجاه‭ ‬التفاعل‭ ‬الجدي‭ ‬والفعلي‭ ‬مع‭ ‬أمثاله‭ ‬من‭ ‬الرفاق،‭ ‬وبشكل‭ ‬خاص،‭ ‬باتجاه‭ ‬تقاسم‭ ‬ألعاب‭ ‬فيزيقية‭ ‬الطابع‭ ‬معهم،‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

من‭ ‬المنطقي،‭ ‬بالتالي،‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬تنظيم‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬والدعايات‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬الرسائل‭ ‬الموجهة‭ ‬للأطفال‭ ‬تجنباً‭ ‬لنمو‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العادات‭ ‬الغذائية‭ ‬المؤذية،‭ ‬وأحياناً‭ ‬النهائية،‭ ‬ومن‭ ‬المفضّل،‭ ‬أيضاً،‭ ‬أن‭ ‬يمارس‭ ‬الأهل‭ ‬ضبطاً‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬المستويين،‭ ‬النوعي‭ ‬والكمي،‭ ‬للبرامج‭ ‬التي‭ ‬يشاهدها‭ ‬أطفالهم،‭ ‬وكذلك‭ ‬القول‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمسؤولين‭ ‬الذين‭ ‬تقع‭ ‬عليهم‭ ‬مسؤولية‭ ‬ضبط‭ ‬البرامج‭ ‬الموجهة‭ ‬للشبيبة‭.‬

تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬أخيراً‭ ‬إلى‭ ‬وجوب‭ ‬تشخيص‭ ‬الاضطراب‭ ‬الذي‭ ‬يعانيه‭ ‬الفرد‭ ‬وتحديده‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق‭ (‬سمنة،‭ ‬شره‭ ‬عصبي،‭ ‬فقد‭ ‬شهية‭... ‬إلخ؟‭)‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لوجوب‭ ‬وضع‭ ‬الخطة‭ ‬العلاجية‭ ‬الملائمة‭ ‬له،‭ ‬ثم‭ ‬تقييم‭ ‬البرنامج‭ ‬العلاجي‭ ‬المستخدم‭. ‬ولتحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬هناك‭ ‬مقاييس‭ ‬سيكومترية‭ ‬متنوعة‭ ‬تمّ‭ ‬تصميمها‭ ‬خصوصاً‭ ‬لقياس‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬من‭ ‬السلوكيات‭ ‬الاضطرابية‭. ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬السلوك‭ ‬الغذائي،‭ ‬هناك‭ ‬اختبارات‭ ‬صُمِّمت‭ ‬لقياس‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬اضطرابات‭ ‬السلوك‭ ‬الغذائي،‭ ‬على‭ ‬المعالج‭ ‬النفسي‭ ‬اختيار‭ ‬المقاييس‭ ‬الملائمة‭ ‬منها،‭ ‬التي‭ ‬تمكّنه‭ ‬من‭ ‬تشخيص‭ ‬الاضطراب‭ ‬الذي‭ ‬يعانيه‭ ‬من‭ ‬يقف‭ ‬إلى‭ ‬جانبه‭.‬

أخيراً،‭ ‬تعتبر‭ ‬المقابلة‭ ‬المقنّنة،‭ ‬كما‭ ‬والملاحظة‭ ‬الذاتية،‭ ‬من‭ ‬التقنيات‭ ‬المهمة‭ ‬جداً‭ ‬للتشخيص‭ ‬وللعلاج‭ ‬في‭ ‬آنٍ‭ ‬معاً‭ ‬