قَبضَـةٌ مِـن ضَبـاب

قَبضَـةٌ مِـن ضَبـاب

قَبْضَةٌ‭ ‬مِن‭ ‬ضَبابْ‭ ‬

ادَّعَتْ‭ ‬أَنَّها‭ ‬أَمسَكَتْ‭ ‬

بحَقيقتِهِ،‭ ‬حِينَ‭ ‬بَلَّ‭ ‬النَّدَى‭ ‬

في‭ ‬تَشقُّقِها‭ ‬ظَمَأَ‭ ‬المَعرِفَةْ‭ ‬

ثُمَّ‭ ‬راحتْ‭ ‬تُعِيدُ‭ ‬صِياغَتَهُ،‭ ‬

مِن‭ ‬جَدِيدٍ،‭ ‬

بأَخيِلَةٍ‭ ‬مُسرِفَةْ‭ ‬

‮ ‬

الضَّبابُ‭: ‬

خُيُوطٌ‭ ‬مَعقَّدَةُ‭ ‬الفَتْلِ‭... ‬

واهِيَةُ‭ ‬الحَبْكِ‭ ‬

تَمتدُّ‭ ‬ثَوبًا‭ ‬شَفِيفًا‭ ‬

عَلَى‭ ‬الزَّهْرِ،‭ ‬والبَحْرِ،‭ ‬

والرَّمْلِ،‭ ‬والأَرصِفَةْ‭ ‬

‮ ‬

والضَّبابُ‭: ‬‮ ‬

انسِكابَةُ‭ ‬لَيلٍ‭ ‬

تَخَفَّفَ‭ ‬مِن‭ ‬لَوْنِهِ،‭ ‬

وتَكَثَّفَ‭ ‬في‭ ‬بَسمَةٍ‭ ‬مُترَفَةْ‭ ‬

‮ ‬

‮ ‬

والضَّبابُ‭: ‬

ضَلالٌ‭ ‬رَقِيقٌ‭ ‬

سَرِيعُ‭ ‬التَّلاشِي‭ ‬

إِذا‭ ‬الشَّمسُ‭ ‬

أَهدَتْ‭ ‬لَهُ‭ ‬قُبلَةً‭ ‬مُرهَفَةْ‭ ‬

‮ ‬والضَّبابُ‭: ‬

غُبارٌ‭ ‬مِنَ‭ ‬الماءِ‭ ‬

يُخفِي‭ ‬لَواقِحَهُ‭ ‬للطَّبِيعَةِ‭ ‬

حَتَّى‭ ‬تَضِيقَ‭ ‬البَساتِينُ‭ ‬

بالتَّمرِ،‭ ‬والتِّينِ،‭ ‬

والشَّدوِ،‭ ‬والرَّفرَفَةْ‭ ‬

‮ ‬

والضَّبابُ‭: ‬

خُرافَةُ‭ ‬وَقْتٍ،‭ ‬

تَمُرُّ‭ ‬عَلَى‭ ‬العَقلِ،‭ ‬بَيضاءَ‭ ‬بَيضاءَ‭ ‬

لَكِنَّها،‭ ‬حِينَ‭ ‬تَرحَلُ‭ ‬

تَترُكُ‭ ‬مِن‭ ‬خَلفِها‭ ‬فَلسَفةْ‭ ‬

‮ ‬

والضَّبابُ‭: ‬

اختِمارُ‭ ‬الظُّنُونِ‭ ‬بصَدرِكَ،‭ ‬

حَتَّى‭ ‬إِذا‭ ‬اشتَدَّ‭ ‬تَنُّورُ‭ ‬وَحيِكَ‭ ‬

شاعَتْ‭ ‬عَلَى‭ ‬الأُفْقِ،‭ ‬

رائِحَةُ‭ ‬الأَرغِفَةْ‭ ‬

‮ ‬

‮ ‬

إِنَّهُ‭ ‬ثَورَةٌ‭ ‬

ضِدَّ‭ ‬شَمسٍ‭ ‬تَمُجُّ‭ ‬الوُضُوحَ‭ ‬

عَلَى‭ ‬كُلِّ‭ ‬شَيءٍ،‭ ‬

فَتقتُلُ‭ ‬لَهفَتَنا‭ ‬للمُخبَّأِ‭ ‬

لا‭ ‬دَهشَةٌ‭ ‬تَعتَرِينا،‭ ‬

ولا‭ ‬لَحظَةٌ‭ ‬تَرقُبُ‭ ‬البَرْقَ؛‭ ‬

كي‭ ‬تَخطِفَهْ‭ .