يوسف شلحت... العلاّمة الإثنولوجي وبُنى المقدَّس

ليس قليلاً ما قدّمه عالِم الاجتماع والإثنولوجي Ethnologue السوري يوسف باسيل شلحت Joseph Chelhod (1919-1994) على مدى حياته العلمية. قلة من الكتّاب والأكاديميين العرب تدرك أهمية النتاج العلمي الذي وضعه «ابن خلدون العرب» في النصف الثاني من القرن العشرين، كما يصفه البروفيسور خليل أحمد خليل.
يكاد شلحت مؤسس علم الاجتماع الديني العربي يتفرّد في مجال تخصصه. كان سبّاقاً زمنياً بين العلماء العرب في دراسة المقدّس ضمن بيئته الإسلامية. اتخذ من الحيادية نهجاً معرفياً مبتعداً من الأطر الأيديولوجية والإسقاطية في مقاربة الظاهرة الدينية.
لا يعرف بعض الجيل الجديد من المهتمين بالأبحاث الإثنولوجية والأنثروبولوجية من هو يوسف شلحت. عالج قضايا إسلامية معقدة، فتناول الأضاحي عند العرب وبُنى المقدّس والقبائل والعشائر وعلم اجتماع الإسلام ومسائل أخرى.
من حلب إلى السوربون
يوسف شلحت (تكتب في بعض المراجع شلحد) المولود في حلب من أسرة مسيحية، تلقى دروسه في سورية واكتسب الثقافة الفرنسية ولغتها من مدارسها. انتظر نهاية الحرب العالمية الثانية كي يلتحق بجامعة السوربون من أجل متابعة تخصصه في علم الاجتماع. حصل على شهادة الدكتوراه عن أطروحة «الأضاحي عند العرب» تحت إشراف الأنثروبولوجي الفرنسي مارسيل غريول Marcel Griaule (1898-1956). اختير ضمن فريق كلود ليفي ستروس Claude Levi-Strauss (1908-2009) كمختص في الأنثروبولوجيا في العالم العربي، فعمل في المركز الوطني للبحوث العلمية (C.N.R.S) في باريس مع ستروس والمؤرخ جاك بيرك (1910-1995) والمستشرق مكسيم ردونسون (1915-2004).
من علم الاجتماع الديني إلى اليمن
امتاز شلحت بموضوعيته ونزاهته العلمية في معالجة الإسلاميات بمنهجية سوسيولوجية. نشر في عام 1946 كتابه بالعربية «علم الاجتماع الديني»، وقد أسس هذا المؤلف لمعظم أبحاثه، وقدم له وحققه خليل أحمد خليل بعد سبعة وخمسين عاماً على صدوره، فصدر تحت عنوان «نحو نظرية جديدة في علم الاجتماع الديني، الطوطمية - اليهودية- النصرانية - الإسلام».
حقق شلحت مخطوط المؤرخ السوري فتح الله الصايغ: «رحلة فتح الله الصايغ الحلبي إلى بادية الشام وصحارى العراق والعجم والجزيرة العربية». يذكر أن المخطوط نفسه حققه أستاذ التاريخ في جامعة الملك سعود، عبدالله العسكر، والأستاذ في قسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود، محمد خير البقاعي، وقد عنون بـ«رحلة فتح الله ولد أنطون الصايغ الحلبي إلى بادية الشام وصحارى العراق والعجم والجزيرة العربية».
نشر شلحت مقالات عدة في مجلات علمية أوربية منها: «Studia Islamica, Arabica, LHomme».
عرّب خليل أحمد خليل ثلاثة من كتب شلحت، الأول: «بُنى المقدّس عند العرب قبل الإسلام وبعده» (دار الطليعة، بيروت، الطبعة الأولى، 1996، الطبعة الثانية، 2004). الثاني: «مدخل إلى علم اجتماع الإسلام من الأرواحية إلى الشمولية». والـــــثالث: «الأضاحي عند العرب: أبحاث حول تطور شعائر الأضاحي طبيعتها ووظيفتها في غرب الـــجزيرة العربية».
المقدَّس والقدسي والأضاحي
يدفع مفهوم «المقدّس» إلى تحديد المراد عموماً بالتجربة الدينية، فهذا المصطلح عادة ما يقف على نقيض الأطروحة لثنائية من المفاهيم ضمّ في الجانب الآخر المدنس. ويشير المقدّس إلى شيء يدركه البشر خلال مشوار حياتهم، بما يخلّف فيهم من آثار وقوة، ومظاهر خارقة. يعود الجذر اللغوي لكلمة مقدّس في اللاتينية إلى مفردة (Sacer) ويرد المعنى في تلك اللغة مزدوجاً، ما هو حر على الآلهة، وفي الوقت نفسه ما يثير الرهبة. وتالياً مصطلح (Sacrificio) المتحدر من تلك الكلمة، الذي عادة ما نترجمه بالقربان والأضحية والذبيحة، ويتضمن معنيين مختلفين: فهو في الوقت نفسه «إضفاء القداسة» و«الهلاك موتاً». حاول هنري هوبرت Henri Hubert (1927-1872) ومارسيل موس Marcel Mauss (1872-1950) تلميذا إميل دوركايم Emile Durkheim (1858-1917)، تفسير هذه الازدواجية، وذهبا إلى أن الأضحية هي عنصر أساسي داخل عديد من الديانات التاريخية، فبواسطتها يعانق البشر عالم الألوهية، بفضل التوسّط الذي يضمنه الكاهن عبر ممارسات طقوسية. يذهب الدارسان إلى أن تحويل الحيوان الأضحية إلى كائن مقدس جدير بعالم الآلهة، يتطلب التضحية به وفصله عن عالم الحياء. بهذا المعنى يتقابل المقدّس مع المدنّس Profane مع ما يبقى خارج الحرم القدسي. يستدعي المقدّس فصلاً يقوم به البشر لإسداء الشكر إلى الآلهة.
تحرى يوسف شلحت عن «المقدّس» Le Sacre و«القدسي» ممعناً النظر في مقومات علم اجتماع الأديان، اللانبوية، والنبوية، مفترضاً أن المجتمع هو الذي ينتج الظواهر الدينية ويستهلكها، بمعنى أنها ليست فوق التحليل والنقد، بل هي على غرار كل الظواهر المجتمعية الأخرى.
وهذا يعني إرجاع الخيال الديني إلى الخيال الاجتماعي، وتالياً وضع مرجعيات الأديان في عالمنا ومجتمعاتنا، لا في أي مكان آخر. ما يقصده شلحت أن الدين يؤثر في المجتمع ويتأثر به في الوقت نفسه، وهنا نحيل على عبارة الفيلسوف المغربي طه عبدالرحمن (1944): «أن الدين واحد في النصوص ولكنه يتعدد ويتكوثر في الممارسة وفق فهم الأطراف والفئات والظروف التاريخية».
ينظر شلحت إلى «المقدّس»* باعتباره «تلك القوة الغريبة واللاشخصية الخيّرة أو المخيفة التي يمكنها أن تكون أساس كل سلطة وكل فرح، كما يمكنها أن تكون أساس كل حزن أو مصيبة». وقد قارب في كتابه «نحو نظرية جديدة في علم الاجتماع الديني» (ص54) مفهومَي الحرام والحلال، فالحرام ليس إلا نوع من القوة أو النار المحرقة تكون في الأشياء المقدّسة والنجسة. أما الحلال فهو ضد الحرام ولا يفهم معناه إلا بالإضافة إلى ضده. فالحلال ما كان غير مقدس وغير نجس. والحلال ما يستطيع المرء أن يأتي به من دون أدنى استعداد يؤهله لذلك ومن دون أن يخشى عاقبة عمله.
أوضح شلحت أن مساحتي الطاهر والنجس تتعارضان في التصوّر الإسلامي للكون، كما أبرز ازدواجية الحرام في هذا التصوّر، لأنه وجد أن القرآن الكريم يستخدم الجذر «ح.ر.م» للتعبير عن الخطر الذي يمثله كلاهما على الكائن العادي، والحرام يشملهما دون الخلط بينهما، وأن المؤمن مطالب باجتناب القوى الدنسة، وللسبب ذاته فإن مساحة القداسة والطهارة، أو ما يدخل في علاقة مع التعالي أو يدل عليه، مفصول عن بقية العالم.
ويخلص إلى القول: «إن الأشياء المحرّمة هي التي تكون في معزل عن غيرها لا تختلط بها، ويحظر الدين على المؤمن، تحت طائلة العقاب الصارم، أن يقربها أو يمسّها إلا في بعض الأحوال الاستثنائية، وبعد استعدادات خاصة، فتكون العقائد الدينية رموزاً وتصوّرات تعبّر عن طبيعة الأشياء المحرّمة، وعن علاقاتها بالأشياء المحللة، وما الحفلات الدينية إلا تقاليد وطقوس يخضع لها المرء ويسير على منوالها في علاقته بالأشياء المحرّمة، والديانة تعلم المؤمنيــــن بهــا التمييز بين هاتين الفئتين (...) كجعل أماكن الصلاة في منعزل عن أماكن العمل، وبفصل أيام الأعياد عن أيام العمل».
المقدَّس يُدرس سوسيولوجياً
راهن شلحت على الانتقال بالفكر الاجتماعي العربي من الأدب الخيالي إلى الكناية الفكرية العلمية، أي دراسة الدين والمقدّس ضمن المنهج السوسيولوجي. وفي إطار علم اجتماع غير أيديولوجي سعى إلى تبيان الموقع الاجتماعي للأديان، من دون أن يدّعي توظيفاً آخر سوى التوظيف العلمي، فالدين ظاهرة سوسيولوجية ذات توظيفات شتى على أصعدة الأيديولوجيات السياسية والاقتصادية، وعلى العالِم أن يفكك هذه التوظيفات بذاتها، لا أن يضع الدين كأيديولوجيا في مواجهة الأيديولوجيات الأخرى.
علم الاجــــتماع الديني ** كما يراه شلحت هو درس ما يحدث في المجتمع، وتحديد نسبة الحدث الديني وقوته وتبيان أثره وتأثيره، وخصوصاً تأثره بالمجتمع الذي يعتنقه، ودراسة الدين كظاهرة في السلوك الاجتماعي في نظام المجتمع وحتى في سياسته وأدائه الاقتصادي وهويته الثقافية. يرى أن العقائد الدينية هي من نتاج مجتمعاتها عبر تــــغيّرها وتطوّرها (...) وتتجلى الوظيفة المميزة للأديان، سوسيولوجياً، من خلال الطقوس (الشعائر والمراسم) التي يأتي في مقدمتها طقس التطهّر أو التطهير.
ففي كل الأديان التي عمل عليها من الطوطمية إلى اليهودية والنصرانية وحتى الإسلام، هناك سلك مشترك بينها، هو سلك الطهارة، الذي يجعل المتدينين (أي المتطهرين) والدينيين إخوة في جماعة منتشرة، بنظام أو من غير نظام.
سوسيولوجيا الإسلام والعرب
الكتب الأربعة الموجودة في المكتبة العربية: «بُنى المقدَّس عند العرب قبل الإسلام وبعده»، «نحو نظرية جديدة في علم الاجتماع الديني (الطوطمية - اليهودية - النصرانية - الإسلام»، «مدخل إلى علم اجتماع الإسلام من الأرواحية إلى الشمولية»، «الأضاحي عند العرب... أبحاث حول تطور شعائر الأضاحي، طبيعتها، وظيفتها في غرب الجزيرة العربية»، يحتاج كل واحد منها إلى قراءات ومراجعات هادئة تبين أهمية المؤلفات التي عمل عليها شلحت، وسوف نكتفي في هذه المقالة بإبراز بعض ما تضمنته.
بُنى المقدَّس عند العرب
في هذا الكتاب، عمل شلحت على دراسة البيئة المكية ما قبل الهجرة، محاولاً تبيان أن الإسلام هو الخلاصة المنطقية والضرورية للحالة الدينية والاجتماعية والاقتصادية التي كانت تعيشها الجزيرة العربية الغربية في أواخر القرن السادس الميلادي.
واعتبر أن التصوّر الإسلامي للمقدس يعكس تصوّر بيئته العربية، على الرغم من عالمية عقيدته وشموليتها، إذ إن الواقع يطبع بطابعه الأسس العميقة للإسلام. يتساءل شلحت: ما هذه البنى العميقة للإسلام التي استلهمها وتحكمت في تطوره؟ هذا هو الهدف الذي توخى تناوله في هذا الكتاب، محاولاً استخلاص السمات الأصلية والأصيلة الخاصة بالنظام المدروس، والكفيلة بتبيان علاقاته مع البنى الاجتماعية - الجغرافية لنمط مجتمعي معين.
لا يهدف شلحت إلى قراءة المقدَّس العربي الإسلامي بعين المقدَّس الإسلامي أو المسيحي، فعنده أن هذه المقدَّسات وإن ظهرت في مهدٍ سامٍ مشترك، لا تفسّر بعضها، بل تجد تفسيرها الأعمق في البُنى الاجتماعية التي تقبّلتها واستوعبتها.
نحو نظرية جديدة
في علم الاجتماع الديني
يقدم شلحت في هذا الكتاب نظرية علمية جديدة في منهج البحث السوسيولوجي لدرس المقدَّس الديني، ساعياً إلى تناول الدين من خلال مسارات التطور الاجتماعي نفسه.
مدخل إلى علم اجتماع الإسلام
قسّم الكتاب إلى: مقدمة بقلم المعرب خليل أحمد خليل، مدخل، الفصل الأول: البيئة، الفصل الثاني: البدو والحضر، الفصل الثالث: قيامة المدينة، الفصل الرابع: هيمنة القرشيين والدين القومي، الفصل الخامس: انحطاط الدين القومي وانتصار الشخص، الفصل السادس: الإسلام ومعنى المقدَّس، خلاصة وخواتيم. يرى شلحت في كتابه هذا أن البيئة العربية، البنية، هي مفتاح التفسير السوسيولوجي لما يحدث، ففيها السببية الاجتماعية تجعل تاريخ الأحداث مفهوماً فهماً عقلانياً، ومشفوعاً بكل تسويغاته التاريخية، ومنها: أن البيئة العربية، عشايا الإسلام، هي بيئة صراع لأجل الحياة، وأن الشريعة الإسلامية كأيديولوجيا جديدة، بل كمألفة أديان، هي في جوهرها الاجتماعي التاريخي تعبيرات عن توحدات داخلية، مكّنت العرب من تحقيق قومية الأقوام العربية. يعتبر شلحت أن العقلية العربية تنطوي على راسب بدوي/حضري، معقد، ومستمر في تكوين شخصية العربي (...) هذا النسيج الازدواجي للشخصية العربية، نجده مبرمجاً في علاقة المجتمع بالسلطة التي ينتجها: السلطة المفردنة، الدنيوية، قبل الإسلام، السلطة الجماعية، المقدَّسة، مع الإسلام. يلاحظ شلحت في كتابه ولادة دين عضوي أساسه المجتمع المتحد، ويرى أن «من الجد المتنقل في قلوب محبيه الرُّحل إلى الجد المستقر في ضريح أو معبد (وثن - صنم) مروراً بالتبادل الاجتماعي - الاقتصادي، صارت المدينة العربية نفسها مقدّسة بثلاثة معانٍ: معنى الحمى والحماية، معنى الحرم، ومعنى السيادة.
وفوق ذلــــك كان وجه الشخص رمز شخصيته. ومع طقس المؤاخاة أو الإخاء بين العرب بالمؤاكلة أو بالمؤادبة، ولدت علاقة مقدّسة بين العرب، وانتظم الكائن المقدّس في نظام المعاني العربية المقدّسة، قبل ربطها بالقدسي الأرفع.
الأضاحي عند العرب
كتاب «الأضاحي عند العرب... أبحاث حول تطور شعائر الأضاحي، طبيعتها، وظيفتها في غرب الجزيرة العربية» آخر ما عُرِّب من مؤلفات يوسف شلحت.
ينطلق الإثنولوجي السوري - الفرنسي من الإسلام إلى الجاهلية المتأخرة، محدداً عرب الحجاز، مهد الإسلام مجال دراسته. يتناول في مؤلَّفه المسار العكسي للأضحية من الإسلام إلى الجاهلية، مصنّفاً الأضاحي بتنوّعها واختلافها التي تراوحت بين أضاحٍ دامية وغير دامية: قربانية/إيلافية، تكفيرية، وأضاحٍ سلبية وإيجابية، وذاتية وموضوعية، ودورية وافتراضية تبعاً لطبيعتها. بغية توضيح التصنيفات التي وضعها، قسّم الأضاحي إلى تلك المحددة في الزمن «الضحية»، والمحددة في الزمان والمكان: هَدْي القربان، والمحددة في المكان، وغير المحددة، أي المنذورة والمقدمة حسب الظروف.
يقرن شلحت بين الطقوس الدينية التي تبناها العربي الجاهلي والقواعد الإصلاحية الجديدة التي أرساها الإسلام، ســواء في شعائر الحج والعمرة، أو في قضايا تعبّدية أخرى قام النبي بمنع جزء كبير منها، وأضفى على بعضها بعداً روحياً ورمزياً إيمانياً. يخلص شلحت إلى أن «الأضحية العربية المؤسلــــمة ليســــت مجرد عمل من أعمال التقوى، بل هي أيضاً وسيلة لمقاربة الإلهي، تستعمل قوة الفداء في دم الضحية».
الإثنولوجي المنسي في ديار العرب
اشتغل يوسف شلحت الإثنولوجي العربي بدقة على أبحاثه ومؤلفاته. عمل طوال حياته العلمية على سير المقدَّس وتجلياته عند المسلمين والعرب. لم تنحصر همومه المعرفية في علم الاجتماع الديني وعلم اجتماع الإسلام، فكانت له اهتماماته البحثية في التاريخ الاجتماعي، وتبدى ذلك في أعماله المهمة عن اليمن وحضارته.
لم يحظ شلحت، العلامة الصبور، والمدقق، بالتقدير اللازم من قبل العرب. ولولا المجهود الذي بذله البروفيسور خليل أحمد خليل في نقل بعض مؤلفاته إلى العربية لكان إلى اليوم مجهولاً عند أبناء جلدته، خصوصاً أولئك الذين لا يجيدون اللغة الفرنسية. وثمة كتب أخرى له لابد أن تنقل إلى العربية. واظب شلحت على دراسة بيئة الإسلام وبنيته المجتمعية، بحيادية تامة ومنهج علمي صارم، يفقده كثيرون من دارسي الإسلام والإنثروبولوجيين وعلماء الاجتماع في العالم العربي.
* المقدّس معناه في الثقافة والتراث العربيين والإسلاميين: المبارك والمطهر. جاء في لسان العرب: «المقدس: المبارك، والأرض المقدسة: المطهرة، وقال الفراء «الأرض المقدسة: الطاهرة»... ويقال: أرض مقدّسة أي مباركة». وجاء في تاج العروس: «البيت المقدّس: لأنه يتطهّر فيه من الذنوب أو للبركة التي فيه»، وكل ما اشتقّ من قدس بضمتين أو من قدس بإسكان الثاني وهو اسم ومصدر، له علاقة بالبركة والطهارة، فقد جاء في معجم الألفاظ والأعلام القرآنية: «قدس الله تقديسا: طهر نفسه له، وقدس الله: عظمه وكبره، وقدس الإنسانُ اللهَ: نزّهه عمّا لا يليق بألوهيته، وقــدّس الله فلاناً: طهّره وبارك عليه، وتقدّس لله: تنزّه عمّا لا يليق بجلاله، والقدّوس من أسماء الله الحسنى بمعنى الطاهر المنزّه عن النقائض».
** يعرف علم الاجـــتــــماع الديـني بأنه العلم الذي يــدرس العلاقة المتفاعلة بين الديــــن والمجتــمع، كما عرف بأنه العلم الذي يدرس الجذور الاجتماعية والظواهر الدينية وأثر هذه الظواهر في المجتمع والبناء الاجتماعي ■