من «الهايكو» الياباني الحديث الموتُ الهادئ للربيع

من «الهايكو» الياباني الحديث    الموتُ الهادئ  للربيع

وُلد‭ ‬داكوتسو‭ ‬ليدا‭ ‬سنة‭ ‬1885م‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬‮«‬ساكيكاوا‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬1905م‭ ‬أصبح‭ ‬عضو‭ ‬‮«‬نادي‭ ‬الهايكو‮»‬‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬الواسيدا‮»‬‭ ‬بطوكيو،‭ ‬في‭ ‬1905م‭ ‬أيضاً‭ ‬تخلى‭ ‬عن‭ ‬دراسة‭ ‬الأدب‭ ‬الإنجليزي‭ ‬ليعود‭ ‬بعدها‭ ‬إلى‭ ‬قريته،‭ ‬آخذاً‭ ‬طريق‭ ‬المزرعة‭ ‬العائلية‭. ‬في‭ ‬1914م‭ ‬بدأ‭ ‬بإرسال‭ ‬قصائد‭ ‬هايكو‭  ‬إلى‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬هوطوطوسيكو‮»‬‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬التجارب‭ ‬الحديثة‭ ‬للهايكو‭. ‬وفي‭ ‬1915م،‭ ‬أصبح‭  ‬عضواً‭ ‬استشارياً‭ ‬لمسابقة‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬كيرارا‮»‬‭ ‬ثم‭ ‬أصبح‭ ‬بعد‭ ‬سنتين‭ ‬مديراً‭ ‬لها‭. ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬توفي‭ ‬ولداه،‭ ‬وأحسّ‭ ‬بألم‭ ‬قاهر‭ ‬عبّر‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬قصائده‭ ‬الهايكو‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬هذا‭ ‬الحادث‭. ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬‮«‬داكوتسو‭ ‬ليدا‮»‬‭ ‬سنة‭ ‬1962،‭ ‬تلاه‭ ‬ابنه‭ ‬‮«‬ريوتا‮»‬‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬كيرارا‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تغيّر‭ ‬اسمها‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬أونمو‮»‬‭. ‬عاش‭ ‬‮«‬داكوتسو‮»‬‭ ‬حياة‭ ‬متناقضة‭ ‬بين‭ ‬حبه‭ ‬وكراهيته‭ ‬الشديدة‭ ‬لبلده،‭ ‬كان‭ ‬يتأمل‭ ‬هاته‭ ‬الحياة‭ ‬المعربدة،‭ ‬حيث‭ ‬الآلهة‭ ‬والأرواح‭ ‬تلهو‭.  ‬ألّف‭ ‬دواوين‭ ‬عدة،‭ ‬منها‭: ‬‮«‬قصائد‭ ‬الصومعة‮»‬‭ ‬و«الهضاب‭ ‬المغطاة‭ ‬بالثلج‮»‬‭.‬

 

سأمص‭ ‬عينك‭ ‬الكبيرة‭ ‬الجميلة‭.‬

خريف،‭ ‬فصل‭ ‬الندى‭.‬

‭***‬

ليلة،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬القمر

الظل‭ ‬الهائل‭ ‬لقمة‭ ‬‮«‬فوتجي‮»‬‭ ‬يبزغ‭.‬

يا‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬صقيع‭.‬

‭***‬

الصياد

‭ ‬يرهف‭ ‬السمع

ويصغي‭ ‬لهمسات‭ ‬ذوبان‭ ‬الثلج‭.‬

‭***‬

أمام‭ ‬باب‭ ‬معبد‭ ‬في‭ ‬الجبل

الغيوم‭ ‬تمر‭ ‬بهيجة‭.‬

الخريف‭ ‬متساٍو‭.‬

‭***‬

مصابة‭ ‬بمرض‭ ‬مميت‭.‬

لها‭ ‬أظافر‭ ‬جميلة

فوق‭ ‬الحطبات‭ ‬في‭ ‬ركن‭ ‬الغرفة‭.‬

‭***‬

جثة‭.‬

ريح‭ ‬الخريف‭ ‬تصفر

في‭ ‬منخريْها‭.‬

‭***‬

أقطف‭ ‬زهور‭ ‬الأوركيديا‭ ‬في‭ ‬الربيع

وأقذفها

في‭ ‬الغيوم‭.‬

‭***‬

الأمواج‭ ‬الكبيرة

رجَّت‭ ‬المستحمة

متأرجحة‭ ‬في‭ ‬الأعالي‭.‬

‭***‬

الصدى

في‭ ‬ريح‭ ‬الشمال‭ ‬القوية

عندما‭ ‬نترك‭ ‬للسقوط‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬هضبة

جسد‭ ‬حصان‭.‬

‭***‬

الصدى‭ ‬يتسكع

في‭ ‬الجبل‭ ‬

المغطى‭ ‬بالثلج‭.‬

‭***‬

آلاف‭ ‬ندف‭ ‬الغيوم

تظل‭ ‬بيضاء

والليل‭ ‬يتقدم‭.‬

‭***‬

الندى‭ ‬على‭ ‬وريقات‭ ‬‮«‬الكولوكاس‮»‬‭.‬

الجبال‭ ‬تُنهض

ظلالها‭.‬

‭***‬

أرض‭ ‬قريتي

أبحث‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الطريق‭.‬

‭ ‬دفء‭ ‬الربيع‭.‬

‭***‬

مثقلة‭ ‬بالغيوم

النسيم‭ ‬على‭ ‬شتلات‭ ‬‮«‬البامبو‮»‬

غرف‭ ‬معبد‭ ‬الزن‭.‬

‭***‬

الموت‭ ‬الهادئ‭ ‬للربيع

محاذياً‭ ‬القصر‭ ‬العثيق

‭ ‬منزل‭ ‬صديقي‭.‬

‭***‬

وريقات‭ ‬عباد‭ ‬الشمس

تطير‭ ‬فوقها‭ ‬دبابة‭.‬

تمر‭ ‬ريح‭ ‬الجنوب‭.‬

‭***‬

صباح‭ ‬الصيف‭ ‬المتبخر

الأرض‭ ‬أمام‭ ‬نعشها

مبللة‭.‬

‭***‬

ريح‭ ‬الجنوب‭ ‬الهائل

ما‭ ‬تتغذى‭ ‬عليه‭ ‬الغربان

في‭ ‬الأسطح‭.‬

 

‭***‬

بعد‭ ‬عشاءٍ‭ ‬من‭ ‬السمكِ

ظلّه‭ ‬المتوحِّد

يمشي‭ ‬بعيداً‭ ‬عني‭ ‬■