طاهر أبو فاشا... راهب الليل ونديم العصر
شغلته كتاباته للإذاعة، على مدار أكثر من نصف قرن، عن الاهتمام بإبداعه الشعري، وأنسته الشهرة الواسعة وذيوع الصيت لدى ملايين المستمعين الذين تابعوا صياغته الدرامية الإذاعية لـ «ألف ليلة وليلة» طوال عشرين عاماً متصلة، ثم لـ «ألف يوم ويوم» من بعدها، ثم لأوبريت شهيدة العشق الإلهي رابعة العدوية التي شدت بأغانيها أم كلثوم مترنمة بشعره، وغيرها من مئات البرامج التمثيلية والغنائية، التي حققت لاسمه دوراناً ودويّاً في عديد الأقطار العربية، وبخاصة دولة الكويت، التي كتب لإذاعتها مسلسله الشهير «ألف يوم ويوم»، أنساه هذا كلُّه ما خُلق له، وهو أن يكون شاعراً.
بين عامي 1908 و1989 عاش طاهر أبوفاشا الشاعر والكاتب والمؤلف الدرامي للإذاعة والتلفزيون والمحقق صاحب الذائقة اللغوية والأدبية الفريدة. وبالرغم من تعدد وجوه موهبته الطاغية في كل آثاره، فقد أنجز للمكتبة الشعرية ستة دواوين، هي: صورة الشباب، والأشواك، والقيثارة السارية، وراهب الليل، والليالي، ودموع لا تجف، تضعه في الصف الأول من شعراء جيله: أحمد مخيمر وأحمد عبدالمجيد الغزالي والعوضي الوكيل ومحمد فهمي وغيرهم، الذين يمثِّل شعرهم الجمع بين خصائص جماعة الديوان وجماعة أبولّو، في اتجاههما الوجداني، والعزف على الوتر الإنساني، واهتمامهما بالوجدانيْن: الذاتي والجمعي في النظرة إلى الحياة والوجود والإنسان. ومن هنا، فلن ندهش كثيراً عندما نجد في شعر طاهر أبو فاشا مقاربات لقصائد ناجي ومحمود حسن إسماعيل وعلي محمود طه: رموز الاتجاه الرومانسي وجماعة أبولو، كما نجد فيه - في الوقت نفسه - أصداء من فكر العقاد والمازني وشكري: رموز جماعة الديوان، وامتلاء شعرهم بالنظرة التأملية والحسّ الفلسفي واستكناه الحياة والوجود. وبين الشاعرية الجياشة والمتدفقة في شعر جماعة أبولو والتأملية الفكرية في شعر جماعة الديوان، ظل شعر طاهر أبو فاشا يغترف من المعينيْن، ليضع على عينيه نموذجاً ثالثاً يحقق شخصيته وتفرده من دون وقوعٍ في أسر واحد منهما على وجه التحديد. الأمر الذي دفع شاعر القطرين خليل مطران إلى كتابة تصدير لديوانه «الأشواك» يقول فيه: «صاحب هذا الديوان شاعر لا ريب فيه، ومفكر جريء، ومجدد من طراز الذين لا يفوتهم حسن الصوْغ، وجمال الديباجة، وفي كثير من قصائده غرابة وطرافة يرقى بهما نشاط الذهن إلى الابتكار. قرأت ديوانه، ومشيت بين أزهاره وأشواكه، فأما الأزهار فمتألقة بهيجة، وأما الأشواك فمسُّها خفيف لأن بجانبها روْعة وطيباً؛ ورجائي أن يظل في سبيله صُعُداً، فإن بين الأبراج التي تحلُّها نجوم الأدب مكاناً خالياً يترقب كوكبه».
عرفت طاهر أبو فاشا - عن كثب - في منتصف أربعينيات القرن الماضي معلماً للغة العربية، لنا نحن تلاميذ الصف الأول في مدرسة دمياط الابتدائية. كان يحب أن تكون دروسه في الهواء الطلق، فينزلنا معه إلى فناء المدرسة ويتقدمنا وهو ينشد نشيد «الجن» لنردده من ورائه فترتج المدرسة بكاملها، وعندما يطلّ علينا ناظر المدرسة متسائلاً: ما هذا يا طاهر؟ فيجيبه بكل ثبات واطمئنان: هذا درس في اللغة العربية، نمارسه في الهواء الطلق. فإذا ما اختار لنا ذات مرة البقاء في الفصل دون أن نغادره، فلكي يحكي لنا حكايات شهرزاد وشهريار في «ألف ليلة وليلة» قبل أن يكتبها للإذاعة بعشر سنوات، وكأنها ظلت تعيش في وجدانه طوال هذه السنوات، حتى انزاح عنه عبء التدريس للصغار، وأصبح موظفاً في مصلحة البريد، ثم مسؤولاً في إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة. وتم هذا برعاية دسوقي باشا أباظة - أحد وزراء زمانه الأعلام - الذي أنشأ من حوله «جماعة شعراء العروبة» وكان طاهر أبوفاشا أبرزهم وأقربهم إلى قلبه وعقله.
بعد انقطاع طويل عن الشعر، طوال أربعين عاماً قضاها في كتاباته الإذاعية والدرامية، عاد طاهر أبو فاشا إلى الشعر، وكانت مجموعة «راهب الليل» تحمل سمات هذه العودة وبشائرها، في صورة لم يكن يتوقعها الناس. لكنها كانت بمنزلة زلزال شعري حرَّك أمواجاً جارفة، وقدم الشاعر في سمت جديد باذخ، وشعرية أصيلة متوهجة. في القصيدة التي حملت المجموعة اسمها يقول طاهر أبو فاشا:
عاشق الروح مستهامْ
ضمّه الليلُ والألمْ
كلما استقبل السهامْ
غالط الدمع وابتسمْ
راهبُ الليل لا ينام
والجوى عنه لم ينمْ
هكذا نحن في القمم
نصنع الخلد والقيم
إنما الحب كبرياء
تصل الأرض بالسماء
هات يا ليل ما تشاء
سترانا مع الصباح
عندما يُقبل الصباح
قد كبرنا على الجراح
وارتفعنا على الألم
وعندما أبدع الشاعر الملاح قصيدته «ميلاد شاعر» التي جعلها افتتاحية ديوانه الأول «الملاح التائه»، وكان لها تأثيرها العميق في نفوس من أتيحت لهم قراءتها ومعانقة عالمها المشحون بالصور والإيحاءات والمشاعر والحيرة الوجودية، وهو يقول:
هبط الأرض كالشعاع السنيِّ
بعصا ساحرٍ وقلب نبيِّ
لمحة من أشعة الروح حلّت
في تجاليد هيكل بشريِّ
ألهمت أصغريْه من عالم الحكمة
والنور، كلَّ معنىَّ سَرِيِّ
وحبتْهُ البيانَ رِيّاً من السحرِ
به للعقول أعذبُ رِيِّ
وصولاً إلى قوله:
فَحنتْ فوق مهده تتملّى
فجر ميلاد ذلك العبقريِّ
وتساءلن حيرةً: مَلَكٌ جاءَ
إلينا في صورة الإنسيِّ
من تُرى ذلك الوليد الذي هشَّ
له الكون من جمادٍ وحيِّ
من تراهُ فرنّ صوت هتوفٌ
من وراء الحياة شاجي الدويِّ
إن ما تشهدون ميلادُ شاعرْ!
إذا بشاعرنا طاهر أبو فاشا - بعد سنوات من هذه القصيدة - يفاجئ الناس بقصيدته «ميلاد شاعر» قائلاً: «مهداة إلى الملاح التائه شاعرنا الباقي علي محمود طه:
إلى مثله تصبو عذارى الخواطرِ
وفي يومه تصحو سُكارى المزاهرِ
وفي كل همس حول معناه ضجةٌ
وفي كلِّ معنى منه صرخةُ ثائرِ
أَلمَّ على الأيام يسقي جديبَها
ويبني جديداً فوق أطلال دائرِ
هو الشعر ما غنى ربيع، وما بكى
خريفٌ، وما اخضلَّت عيونُ الأزاهرِ
تراتيل أنسامٍ، وتسبيحُ جدولٍ
وأنة موجوعٍ، ومصباحُ حائرِ
أراق على وجه الصباح ضياءهُ
وعاقره في الليل صمتُ الدياجرِ
وودّت بنات الشعر لو أنَّ عزفَها
من النغم القُدْسيِّ سبْحةُ خاطرِ
وإنّ جمالاً لم تسجّلْهُ ريشةٌ
من الفن، نهْبٌ للسَّوافي السوائرِ
وإنّ حياةً لا نُحسُّ جمالها
لتكليف مصفودٍ، وصفقةُ خاسرِ
تغنّتْ به الآباءُ من قبل عزْفهِ
كلاماً، فجاب الدهْرَ أوّلَ عابرِ
وأرهص للأوتار حتى إذا شدا
تجاوب فرْحُ الكون في بَرْحِ ساهرِ
ودقّت نواقيس الحياة، وأطلقتْ
رهابينُها في الجوِّ روحَ المباخرِ
ونادى منادٍ في السماوات: أوقدوا
كواكبها، فاليوم ميلادُ شاعرِ
وهكذا جمع طاهر أبو فاشا في تصوره الشعري الكوني لميلاد الشاعر بين رهافة الشعر الرومانسي وانسياب لغته وتدفقها، مندمجة في النزعة التأملية الديوانية المتفلسفة، وكأنما يجيء هذا البيت ليذكرنا بخاطرات العقاد ووثباته الفكرية:
وإن حــــياةً لا نُحسُّ جــــمــــــالَها
لتكليفُ مصفودٍ، وصَفْقةُ خاسرِ!
فإذا ما أردنا مطالعة صفحة من صفحات الشباب الشعرية في حياة طاهر أبو فاشا، وجدنا النموذج البديع الذي حفظه أبناء جيل طاهر أبوفاشا، الذين رحلوا الآن، ويحفظه من بعدهم أبناء لهم وتلاميذ. وقد احتلت هذه القصيدة (رجعة إلى مويس)، مكانة باذخة لدى كثير من عشاق شعره والـمُتتبعين لإبداعاته. و«مويس» هذا نُهيْر يمرُّ بمدينة الزقازيق التي قضى فيها الشاعر بعض سنوات عمره يتعلم في معهدها الديني الثانوي، حيث لم يكن في بلدته (دمياط) إلا المعهد الديني الابتدائي. يقول طاهر أبو فاشا في تقديمه لقصيدته: «ومويس نهيرٌ يمرُّ بالزقازيق، كانت لنا على شطآنه ذكريات أيام كنا فيها فتية نتعاطى المعرفة في معهد الزقازيق»:
وصل الركب يا نديمُ فهاتِ
هذه رملتي، وتلك رَباتي
الرياض اللفّاءُ، والرفرفُ الخُضْرُ
ومغنَى الصبا، وملهى اللِّداتِ
ومغاني عمَّاتِكَ النّخْلِ فرعاءَ
صَمُوتاً كعهدها قائماتِ
خطر الفنُّ حوله فجثا يسْـ
ـتغفر الحسن والعيونَ اللواتي
وعلى صدره بُغامُ حنينٍ
وعلى شطِّهِ عُرامُ سُقاة
ثم يلتفت الشاعر إلى صورة الفتى الذي كانه في ذلك العهد، وكيف كانت أيامه ولياليه، وكيف كان شيوخه الأعلام، وكيف كان الطعام الدائم هو النضيج المفلفل اللاذع الطعم - أي الفول المدمّس- الذي يستهوي «المجاورين» وهو الاسم الذي أطلق على طلاب الأزهر، لأنهم تركوا بلادهم وأهليهم وجاؤوا من أماكن شتى ليجاوروا العلم ويتخذوه سنداً وحياة. يقول:
أنا أيضاً من السّقاة ولي في
ذلك الشطِّ قصتي ورُواتي
فوق هذا الثرى سكبْتُ من العمر
سنيناً عصرْتُها من حياتي
وعلى هذه الرمال تناولت
كتاب المأساة والمسلاةِ
والزمانُ المطمور تحت رُباها
بعض ذاتي وفيه بعض صفاتي
فاعذروني إذا لويْتُ عن الرَّكْـ
ـب، فإني أسيرُ في ذكرياتي
يا سقى الله بالزقازيق أيَّا
مَ صباي النواضَر العطراتِ
وسنيناً كأنها طرْفةُ العيـْ
ـن خِفافاً، مررْنَ كاللحظاتِ
يسترقْن الخُطى إلى شاطئ النِّـ
ـسيانِ، في موكبٍ رهيب الصُّماتِ
وفي ختام قصيدته البديعة، قصيدة القصائد في شعره، يقول طاهر أبو فاشا:
أيهذا النديم ويْحكَ أوفيـْ
ـت، فمِلْ بي على مُويْسٍ وهاتِ
أنا في شطّهِ أراقبُ فِعْلَ الدَّ
هرِ في أهله، وأرقبُ ذاتي
أنا في شطِّه أراجعُ في سِفْـ
ـر وجودي أياميَ الخالياتِ
أوقظُ الماضي البعيد وأخشى
أن تغيم الأشباحُ في خلجاتي
ليت من عقَّني وألحَد بالشِّعـ
ـرِ يردُّ الأخيذَ من خَطراتي!
قُرب ختام العمر - كما يحدث لكثيرين - وبعد فقده شريكة حياته وابنه الأكبر، اكتسب شعر طاهر أبو فاشا طابعاً روحيّاً ونَفساً صوفيّاً. وكان التعبير الأكبر عن هذا التحول ماثلاً في الأوبريت الإذاعي الشهير «شهيدة العشق الإلهي: رابعة العدوية» بكل ما تضمنه من دراما تاريخية متألِّقة، وقصائد أبدعها الشاعر لتشدو بها أم كلثوم بألحان ثلاثة من الملحنين الكبار هم: رياض السنباطي ومحمد الموجي وكمال الطويل. وأصبحت أغنيات هذا الأوبريت إضافة ثرية للغناء العربي وللشعر العربي معاً. وتجلَّت فيها جميعاً نزعة الشاعر الذي رأى في الفضاء الروحيّ الصوفيّ علاجاً لما تملَّكه من أحزان، وجداراً يتكئ إليه في مواجهة مصائب الزمن المتلاحقة.
يقول طاهر أبو فاشا على لسان بطلة الأوبريت رابعة:
غريبٌ على باب الرجاء طريحُ
يناديك موصول الجوى وينوحُ
يهون عذابُ الجسم والروح سالمٌ
فكيف وروح المستهام جروحُ?
وليس الذي يشكو الصبابَة عاشقاً
وما كلُّ باكٍ في الغرامٍ قريحُ
يقولون لي غنّي، وبالقلب لوعةٌ
أُغنّي بها في خلْوتي وأنوحُ
ولي في طريق الشوق والليل هائمٌ
معالمُ تخفى تارة وتلوحُ
ولي في مقام الوجد حالٌ ولوعةٌ
ودمعٌ أداري في الهوى ويبوحُ
وأنت وجودي في شهودي وغيْبتي
وسرُّك نورُ النورِ أو هو رُوحُ
وما رحَلتْ إلا إليك مواجدي
وداعي الهوى بالوالهين يصيحُ
بِسرِّ الهوى يغدو وفيه يروحُ
غريبٌ على باب الرجاء طريحُ
لكن هذه القصيدة البديعة - الملحنة والمغناة - لم يُتَح لها أن توضع ضمن أغنيات الأوبريت بسبب تشابهها لحناً مع أغنية أخرى فيه، وإن بقيت تذاع أغنية شعرية مستقلة، يستمتع بها متذوقو الشعر الرفيع الـمُغنّى. ومن أجمل أغنيات الأوبريت وأشهرها دوراناً على الأسماع أغنية «حانة الأقدار» التي يقول طاهر أبو فاشا في كلماتها:
* * *
سألت عن الحب أهل الهوى
سقاةَ الدموع ندامى الجوى
فقالوا حنانكِ من شجْوهِ
ومن جِدِّه بك أو لهْوهِ
ومن كدر الليل أو صفْوهِ
ففي شدْوهِ همساتُ الهوى
وبرْحُ الحنين، وشرْحُ الجوى
* * *
ولم يفُت طاهر أبو فاشا أن يضمن أوبريت رابعة أبياتها الأربعة المشهورة، التي تتردد دائماً على الألسنة والأقلام، وهي:
أحبُّك حبّيْن: حُبَّ الهوى
وحُبّاً لأنك أهل لذاكا
فأما الذي هو حبُّ الهوى
فشغلي بذكرك عمّن سواكا
وأما الذي أنت أهلٌ له
فكشْفُكَ لي الحُجْبَ حتى أراكا
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي
ولكن لك الحمدُ في ذا وذاكا
لكنه يضيف إليها بيتين في البداية وأربعة أبيات في النهاية، ويصبح مطلعها هكذا:
عرفت الهوى مذ عرفت هواكا
وأغلقتُ قلبي عمَّن عداكا
وقمتُ أناجيكَ يا من تَرى
خفايا القلوبِ ولسنا نراكا
أما أبيات النهاية فهي:
وأشتاقُ شوقيْن: شوق النّوى
وشوقاً لقُرْب الخطى من حماكا
فأما الذي هو شوقُ النّوى
فمسْرى الدموع لطول نواكا
وأما اشتياقي لقرب الحمى
فنارُ حياةٍ خَبتْ في ضياكا
ولستُ على الشجوْ أشكو الهوى
رضيتُ بما شئت لي في هواكا
وتتضح قدرة طاهر أبو فاشا الشعرية عندما نتأمل أبياته التي أضيفت إلى أبيات رابعة، فإذا هي من مائها وجوهرها حتى لتكاد تُنسب إلى رابعة نفسها صياغةً ولغة وتعبيراً وذوباناً في حالة الحب الإلهي والوجد الصوفي. ولم يكن طاهر أبو فاشا مجرد شاعر كبير، لكنه كان - في الوقت نفسه - أديباً صاحب أسلوب وطريقة خاصة في الكتابة، ولغويّاً بارعاً يتقن أسرار لغته التي تكشفت له بلاغتها وسحر بيانها، ومحققاً من طراز رفيع. وقد تمثلت آثاره النثرية - الموازية لآثاره الشعرية - في كتبه: «وراء تمثال الحرية» (وهو كتاب في «أدب الرحلات» يتناول فيه رحلته إلى أمريكا)، و«العشق الإلهي»، و«الذين أدركتهم حرفة الأدب»، و«هزّ القحوف في شرح قصيدة أبي شادوف».
أما الشيء الذي لم يُسجّل أو يُدوّن من آثاره، فكونه محدثاً من طراز فريد، وراوية يستهوي سامعيه بظرفه ولطافة نفسه وبحكاياته ونوادره، وبطُرَفه وأماليحه - كما يقول عنه صديقه الشاعر الراحل عبدالعليم عيسى - في تقديمه لأعماله الشعرية الكاملة: «تسعفه في ذلك بديهة حاضرة ونفس رحبة وذاكرة واعية وذكاء متوهج». مختتماً كلامه بقوله: «وأحسب أنه لو تقدم به الزمان، لكان نديماً على بساط الرشيد». ولقد أصبح طاهر أبو فاشا - بعد رحيله - بكلِّ ما تركه لديوان الشعر العربي، وللمكتبة العربية، نديماً من طراز فريد، على بساط الزمان ■