رجال في حياة فاتن حمامة

في حياة كل نجم سينمائي مجموعة من الأشخاص الذين وقفوا وراء نجاحه، وساعدوه في رحلته الطويلة، كي يظل في دائرة الضوء، وأيضاً كي تكون أعماله في مركز الصدارة.
لا نقصد هنا هؤلاء الأشخاص الذين يدخلون في إطار حياته الشخصية، وإن كان الكثير من النجوم والنجمات قد ارتبطوا في هذه الحياة الخاصة بشخصيات لها رونق، ساعدتهم في كل مكان ذهبوا إليه.
وهكذا كانت الراحلة فاتن حمامة، التي بدأت حياتها الفنية في مرحلة الطفولة، وظلت تعمل حتى جاوزت السبعين، ولم تتوقف عن المشاركة الاجتماعية حتى آخر حياتها المليئة بالعطاء.
فى حياة فاتن حمامة مخرجون، وأدباء، ومصوَّرون، ومنتجون، ونجوم، قاموا بالعمل أمامها من فيلم لآخر، وهؤلاء كانت أعدادهم قليلة للغاية، ولكننا سنتوقف هنا عند المخرجين الذين تركوا بصماتهم في حياتها، فمثلما عملت فاتن بشكل متكرر مع نجوم كبار من طراز عماد حمدي، وشكري سرحان، وعمر الشريف، وأحمد مظهر، فإنها عملت طوال حياتها مع مخرجين بأعينهم، يتكرر تعاونهم معها، وكأنها تفضِّل هذه الأسماء دون غيرها، فهي مضمونة في المقام الأول، ولم يكن هذا من قبيل المجاملة، بل هم «الأفضل» في مجال الإخراج طوال عمر السينما المصرية، منذ عام 1940 وحتى 1988.
محمد كريم
الاسم الأول هو محمد كريم، وهو أبرز من أخرج الأفلام الصامتة، والناطقة في بداية عمر السينما، وهو دارس مدقق للسينما، يعرف كيف يدير الممثلين الذين يختارهم، وهو «صانع النجوم» بشكل ملحوظ، وقد بدا ذلك من خلال الفرص الأولى التي منحها لأبطال فيلمه الصامت «زينب» عام 1930، وهم: بهيجة حافظ، وزكي رستم، وسراج منير، هذا المخرج كان في حاجة إلى طفلة صغيرة، لتقوم بدور أنيسة في فيلمه الجديد «يوم سعيد» عام 1940، ولم يكن هناك في تلك الفترة أطفال لهم نجوميتهم، وكانت الأدوار غالباً تخصَّص للبالغين، وعندما أتاه عدد من الأطفال ليجري لهم اختباراً، استطاع بخبرته أن يختار طفلة صغيرة، كانت في الثامنة من عمرها، قبل التصوير، وبدأ يستفيد من موهبتها، ويصقلها، فطلعت علينا الصغيرة فاتن في هذه المشاهد المليئة بالدهشة، والصور الخالدة للصغيرة، وقد لفت رأسها بـ «مدورة»، ومن الواضح أن الصغيرة كانت تعرف قدر الأسماء التي تعمل معها في الفيلم، مثل المطرب محمد عبدالوهاب وأيضا كريم نفسه، وفي المشاهد القليلة التي ظهرت فيها وهي تتكلم، استطاعت أن تبقى في الذاكرة أكثر من نجمة الفيلم سناء سميح نفسها.