الصراع النفسي والحيل الدفاعية الطفولية

الصراع النفسي  والحيل الدفاعية الطفولية

ينشأ‭ ‬الصراع‭ ‬النفسي‭ ‬عن‭ ‬تصادم‭ ‬رغبتين‭ ‬متعارضتين‭ ‬أو‭ ‬دافعين‭ ‬متضادين،‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المرء،‭ ‬وتكون‭ ‬الرغبتان‭ ‬والدافعان‭ ‬متساويين‭ ‬في‭ ‬درجة‭ ‬قوتهما،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬أو‭ ‬المستحيل‭ ‬إرضاءهما‭ ‬أو‭ ‬إشباعهما‭ ‬معاً‭ ‬لتناقضهما‭ ‬وتساويهما‭ ‬في‭ ‬القوة‭. ‬

والصراع‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬وقتياً‭ ‬سريع‭ ‬الزوال،‭ ‬كالصراع‭ ‬الناشئ‭ ‬عن‭ ‬الإكراه‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬البيت،‭ ‬أو‭ ‬زيارة‭ ‬شخص‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يحتمله‭ ‬الفرد،‭ ‬وهي‭ ‬أسباب‭ ‬خارجية‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬ومتأثرة‭ ‬بنزوع‭ ‬شخصي،‭ ‬وهذا‭ ‬الصراع‭ ‬يزول‭ ‬بزوال‭ ‬الظروف‭ ‬الناشئة‭ ‬عنه‭. ‬أما‭ ‬الصراع‭ ‬المزمن،‭ ‬فتكون‭ ‬أسبابه‭ ‬ثابتة‭ ‬في‭ ‬الشخصية،‭ ‬أو‭ ‬قديمة،‭ ‬قد‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الطفولة‭. ‬

الصراع‭ ‬النفسي‭ ‬في‭ ‬الطفولة‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬الأول‭ ‬لسوء‭ ‬التوافق،‭ ‬ويخلف‭ ‬آثاراً‭ ‬وندوباً‭ ‬عميقة‭ ‬في‭ ‬نفسية‭ ‬الطفل‭. ‬وقد‭ ‬أشارت‭ ‬دراسات‭ ‬وأبحاث‭ ‬عدة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الصراعات‭ ‬النفسية‭ ‬العنيفة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تحل‭ ‬في‭ ‬الطفولة‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تغيرات‭ ‬خطيرة‭ ‬في‭ ‬الشخصية،‭ ‬وتجعل‭ ‬التوافق‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬مشقة‭ ‬وعسراً‭. ‬ففي‭ ‬التوافق‭ ‬السوي‭ ‬يسعى‭ ‬الطفل‭ ‬إلى‭ ‬إشباع‭ ‬حاجاته‭ ‬وإرضاء‭ ‬دوافعه،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬التوافق‭ ‬غير‭ ‬السوي،‭ ‬فإن‭ ‬دافع‭ ‬الطفل‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬إشباع‭ ‬الحاجات،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬القلق‭. ‬فالسلوك‭ ‬غير‭ ‬السوي‭ ‬عند‭ ‬الأطفال‭ ‬ينزع‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬القلق‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬صراع‭ ‬لديهم‭.‬

 

الحدة‭ ‬الانفعالية‭ ‬

لذا‭ ‬نجد‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬الصراعات،‭ ‬يصبحون‭ ‬مسرفين‭ ‬في‭ ‬الانفعال،‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أنهم‭ ‬يفقدون‭ ‬الضبط‭ ‬العقلي‭ ‬لسلوكهم،‭ ‬ويحار‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬أبنائهم‭ ‬ويتضايقون‭ ‬من‭ ‬حدتهم‭ ‬الانفعالية‭ ‬وسلوكهم،‭ ‬ولا‭ ‬يجدون‭ ‬بداً‭ ‬من‭ ‬معاملتهم‭ ‬بقسوة‭ ‬للتحكم‭ ‬فيهم‭ ‬وتربيتهم‭ ‬وضبط‭ ‬سلوكهم،‭ ‬وذلك‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬مضاعفة‭ ‬وزيادة‭ ‬تدهور‭ ‬حالة‭ ‬الأطفال‭ ‬المحتاجين‭ ‬إلى‭ ‬المساعدة،‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬الصراعات‭ ‬التي‭ ‬يعانونها‭ ‬وتعرضهم‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬التوترات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬القلق‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬كثيرة،‭ ‬قلق‭ ‬ينتج‭ ‬عن‭ ‬التهديد‭ ‬بالأذى‭ ‬الجسدي‭ ‬وتهديد‭ ‬بتحقير‭ ‬الذات‭.‬

إن‭ ‬المواقف‭ ‬الصراعية‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الأطفال‭ ‬خطيرة،‭ ‬وللتخلص‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬غير‭ ‬السارة‭ ‬يلجأ‭ ‬الأطفال‭ ‬إلى‭ ‬الحيل‭ ‬الدفاعية،‭ ‬وهي‭ ‬كثيرة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬ومختلفة،‭ ‬يراها‭ ‬الآباء‭ ‬سلوكاً‭ ‬جانحاً‭ ‬ولا‭ ‬يعون‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تخفي‭ ‬وراءها‭ ‬من‭ ‬أسرار‭ ‬نفسية،‭ ‬مثل‭ ‬الميل‭ ‬إلى‭ ‬العدوان،‭ ‬والانطواء‭ ‬والنكوص‭ ‬والسرقة‭ ‬والتخريب‭ ‬وغيرها،‭ ‬فلا‭ ‬يحسنون‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭.‬

 

الحيل‭ ‬الدفاعية‭ ‬

يطلق‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬اسم‭ ‬الميكانيزمات‭ ‬أو‭ ‬الحيل‭ ‬العقلية،‭ ‬يعرِّفها‭ ‬حامد‭ ‬زهران‭ ‬بقوله‭ ‬اهي‭ ‬وسائل‭ ‬وأساليب‭ ‬توافقية‭ ‬لا‭ ‬شعورية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الفرد،‭ ‬من‭ ‬وظيفتها‭ ‬تشويه‭ ‬ومسخ‭ ‬الحقيقة،‭ ‬حتى‭ ‬يتخلص‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬التوتر‭ ‬والقلق‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬الإحباطات‭ ‬والصراعات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تحل،‭ ‬والتي‭ ‬تهدد‭ ‬أمنه‭ ‬النفسي،‭ ‬وهدفها‭ ‬وقاية‭ ‬الذات‭ ‬والدفاع‭ ‬عنها‭ ‬والاحتفاظ‭ ‬بالثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬واحترام‭ ‬الذات‭ ‬وتحقيق‭ ‬الراحة‭ ‬النفسية‭ ‬والأمن‭ ‬النفسيب،‭ ‬فليس‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحيل‭ ‬هو‭ ‬نتائجها‭ ‬المباشرة،‭ ‬بل‭ ‬الغاية‭ ‬منها‭ ‬خفض‭ ‬القلق،‭ ‬وتخفيف‭ ‬حدة‭ ‬التوتر‭ ‬الناشئ‭ ‬عن‭ ‬الإحباط‭ ‬واستمراره‭ ‬مدة‭ ‬طويلة‭.‬

وهذه‭ ‬الميكانيزمات‭ ‬حيل‭ ‬لاشعورية،‭ ‬أي‭ ‬عمليات‭ ‬عقلية‭ ‬لا‭ ‬يعيها‭ ‬الفرد‭ ‬نفسه‭. ‬فحين‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬الفرد‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬المشكلات‭ ‬العاطفية‭ ‬أو‭ ‬النفسية،‭ ‬يقوم‭ ‬تلقائياً‭ ‬بتحوير‭ ‬الصراع‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬اختلاق‭ ‬حلول‭ ‬وسطى‭ ‬للمشكلات‭ ‬التي‭ ‬يعجز‭ ‬عن‭ ‬حلها‭ ‬بواقعية‭ ‬ووعي،‭ ‬حتى‭ ‬تتمكن‭ ‬الذات‭ ‬العاقلة‭ ‬الواعية‭ ‬من‭ ‬غض‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬الصراع‭ ‬الحقيقي‭ ‬وتجاهله‭ ‬للتعايش‭ ‬معه‭ ‬بأدنى‭ ‬قدر‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬الأضرار‭. ‬

فالصراع‭ ‬قد‭ ‬يتسبب‭ ‬للطفل‭ ‬في‭ ‬خبرات‭ ‬مؤلمة،‭ ‬كالحصر‭ ‬النفسي،‭ ‬أو‭ ‬إضعاف‭ ‬احترامه‭ ‬لنفسه‭. ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬بوعيه‭ ‬وإدراكه‭ ‬أن‭ ‬يخفف‭ ‬من‭ ‬وقع‭ ‬الحصر،‭ ‬أو‭ ‬يقوي‭ ‬احترامه‭ ‬لذاته‭ ‬ورضاه‭ ‬عن‭ ‬نفسه،‭ ‬فإمكاناته‭ ‬وقدراته‭ ‬لا‭ ‬تمكنانه‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فيقوم‭ ‬اللاشعور‭ ‬باختلاق‭ ‬الحلول‭ ‬الوسطى‭ ‬التي‭ ‬يدفن‭ ‬فيها‭ ‬الطفل‭ ‬مشاعره‭ ‬المؤلمة‭. ‬

هناك‭ ‬حيل‭ ‬دفاعية‭ ‬عدة‭ ‬يختلف‭ ‬إحصاؤها‭ ‬وتحديدها‭ ‬بحسب‭ ‬الباحثين،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬التصنيفات‭ ‬التي‭ ‬ترتب‭ ‬هذه‭ ‬الحيل،‭ ‬منها‭ ‬التصنيف‭ ‬بحسب‭ ‬نوع‭ ‬الحيلة،‭ ‬كالإسقاط‭ ‬الذي‭ ‬يرتب‭ ‬ضمن‭ ‬الحيل‭ ‬الخداعية،‭ ‬ويرتب‭ ‬النكوص‭ ‬ضمن‭ ‬الحيل‭ ‬الهروبية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يعتبر‭ ‬التقمص‭ ‬حيلة‭ ‬استبدالية‭. ‬وهناك‭ ‬تصنيفات‭ ‬أخرى‭ ‬تأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬طبيعة‭ ‬الحيل‭ ‬الدفاعية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬البساطة‭ ‬والتعقيد،‭ ‬فترتبها‭ ‬في‭ ‬حيل‭ ‬ذهانية‭ ‬تتضمن‭ ‬الإسقاطات‭ ‬الذهانية‭ ‬الوهمية،‭ ‬وحيل‭ ‬بدائية‭ ‬أو‭ ‬بسيطة،‭ ‬كالإسقاط‭ ‬والعدوان‭ ‬السلبي‭ ‬والإنكار،‭ ‬وحيل‭ ‬عصابية،‭ ‬وحيل‭ ‬ناضجة‭ ‬كالإيثار‭ ‬والتسامي‭ ‬أو‭ ‬الميل‭ ‬إلى‭ ‬السخرية‭. ‬وتصنيف‭ ‬آخر‭ ‬يرتبها‭ ‬ضمن‭ ‬مجموعتين،‭ ‬مجموعة‭ ‬الحيل‭ ‬الأولية،‭ ‬ومجموعة‭ ‬الحيل‭ ‬الثانوية‭.  ‬وفيما‭ ‬يلي‭ ‬تعريف‭ ‬موجز‭ ‬بأهم‭ ‬الحيل‭ ‬الدفاعية‭ ‬التي‭ ‬يبديها‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬سلوكهم‭ ‬اليومي،‭  ‬وهي‭ ‬التقمص‭ ‬والنكوص‭ ‬والإسقاط،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تطرح‭ ‬حولها‭ ‬الأمهات‭ ‬والآباء‭ ‬علامات‭ ‬استفهام‭ ‬كبيرة،‭ ‬ويحارون‭ ‬في‭ ‬فهمها‭ ‬والتصرف‭ ‬السليم‭ ‬في‭ ‬مواجهتها‭:‬

 

التقمص‭ ‬

لكي‭ ‬يخلص‭ ‬الطفل‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬الشعور‭ ‬المؤلم‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬الإحباط،‭ ‬يتوق‭ ‬إلى‭ ‬غايات‭ ‬وأهداف‭ ‬حققتها‭ ‬شخصية‭ ‬محببة‭ ‬إليه،‭ ‬فيتقمص‭ ‬هذه‭ ‬الشخصية‭ ‬ويدمج‭ ‬نفسه‭ ‬فيها،‭ ‬فينقل‭ ‬إلى‭ ‬نفسه‭ ‬صفاتها‭ ‬المحببة‭ ‬كالنجومية‭ ‬والشهرة‭ ‬والقدرات‭ ‬الخارقة‭ ‬أو‭ ‬الصفات‭ ‬البدنية‭. ‬

فالتقمص‭ ‬أو‭ ‬التماهي‭ ‬حيلة‭ ‬عقلية‭ ‬دفاعية‭ ‬لاشعورية،‭ ‬يحاول‭ ‬بها‭ ‬الطفل‭ ‬توحيد‭ ‬نفسه‭ ‬ودمجها‭ ‬مع‭ ‬فرد‭ ‬آخر‭ ‬بتماهي‭ ‬جانب‭ ‬أو‭ ‬خاصية‭ ‬أو‭ ‬صفات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الآخر،‭ ‬وجعلها‭ ‬جزءاً‭ ‬مكوناً‭ ‬لشخصيته‭ ‬اقتداء‭ ‬بذلك‭ ‬الشخص،‭ ‬فيحصل‭ ‬تغير‭ ‬كلي‭ ‬أو‭ ‬جزئي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬شخصيته؛‭ ‬حتى‭ ‬يحس‭ ‬أكثر‭ ‬بالأمن‭ ‬المنشود‭. ‬ولهذه‭ ‬العملية‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬نمو‭ ‬الذات‭ ‬وتكوين‭ ‬شخصية‭ ‬الطفل،‭ ‬ويعتبرها‭ ‬أصحاب‭ ‬مدرسة‭ ‬التحليل‭ ‬النفسي‭ ‬ضرورية‭ ‬لتشكيل‭ ‬الأنا‭ ‬الأعلى،‭ ‬خاصة‭ ‬عندما‭ ‬يتم‭ ‬التماهي‭ ‬مع‭ ‬الوالدين‭.‬

هذه‭ ‬العملية‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬المحاكاة‭ ‬اللاشعورية،‭ ‬وتتلاحق‭ ‬بالتمثيل‭ ‬ثم‭ ‬الاجتياف‭ (‬الاستدخال‭ ‬أو‭ ‬التَّقَمُّص‭) ‬للنموذج‭. ‬فيتبنى‭ ‬الطفل‭ ‬مشاعر‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬واتجاهاته‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬مشاعره‭ ‬وأفعاله‭ ‬هو،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعي‭ ‬الطفل‭ ‬نفسه‭ ‬أنه‭ ‬يتبنى‭ ‬سلوك‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬ومشاعره‭ ‬واتجاهاته‭. ‬فالتقمص‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬سلوك‭ ‬التقليد‭ ‬الذي‭ ‬يكون‭ ‬صادراً‭ ‬عن‭ ‬وعي‭ ‬وإدراك،‭ ‬بحيث‭ ‬يمكن‭ ‬للراشدين‭ ‬المربين‭ ‬أو‭ ‬المعالجين‭ ‬تعديله‭ ‬وتغييره‭ ‬في‭ ‬الطفل‭ ‬بسهولة‭. ‬أما‭ ‬السلوك‭ ‬الذي‭ ‬يَتَمَثَّلُهُ‭ ‬الطفل‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التَّماهي،‭ ‬فإنه‭ ‬يكون‭ ‬ثابتاً‭ ‬نِسْبِياً،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تعديله‭ ‬أو‭ ‬تغييره‭ ‬بمعزل‭ ‬من‭ ‬العلاج‭ ‬النفسي‭ ‬الشامل‭ ‬للطفل‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬التقمص‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬التوحد‭ ‬النفسي‭ ‬والتعاطف‭ ‬الكاملين‭ ‬للطفل‭ ‬بالشخصية‭ ‬التي‭ ‬يتماهى‭ ‬معها،‭ ‬وتقبل‭ ‬شامل‭ ‬لكل‭ ‬سماتها‭. ‬لأنه‭ ‬يؤسس‭ ‬على‭ ‬ارتباط‭ ‬قوي‭ ‬وحميم‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬ليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬علاقة‭ ‬تبادلية،‭ ‬فالشخصية‭ ‬المتقمصة،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬أباً‭ ‬أو‭ ‬قريباً‭ ‬آخر‭ ‬أو‭ ‬مدرساً‭ ‬أو‭ ‬بطلاً‭ ‬رياضياً،‭ ‬فناناً‭ ‬أو‭ ‬زعيم‭ ‬عصابة،‭ ‬كما‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬شخصية‭ ‬وهمية‭ ‬من‭ ‬شخصيات‭ ‬التلفزيون‭ ‬أو‭ ‬السينما‭ ‬أو‭ ‬الرسوم‭ ‬المتحركة؛‭ ‬يحس‭ ‬الطفل‭ ‬بوضوح‭ ‬معالم‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬وبتشابهه‭ ‬معه‭ ‬وباشتراكهما‭ ‬معاً‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الانفعالات‭ ‬والسمات،‭ ‬فيرتبط‭ ‬به‭ ‬الطفل‭ ‬بروابط‭ ‬عاطفية‭ ‬وعلاقة‭ ‬دافئة،‭ ‬ويتمتع‭ ‬بالنسبة‭ ‬له‭ ‬بجاذبية‭ ‬قوية‭. ‬ولكي‭ ‬يبرز‭ ‬سلوك‭ ‬التقمص‭ ‬ويرسخ‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬واضح‭ ‬أو‭ ‬ضمني،‭ ‬سلبي‭ ‬أو‭ ‬إيجابي‭ ‬من‭ ‬الآخرين،‭ ‬فإبداء‭ ‬الآخرين‭ ‬القبول،‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬الرفض‭ ‬أحياناً،‭ ‬يعمل‭ ‬كمعزز‭ ‬لهذا‭ ‬السلوك‭.‬

 

النكوص‭ ‬

لفظ‭ ‬النكوص‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬يعني‭ ‬عودة‭ ‬أو‭ ‬ارتداد‭ ‬الشخص‭ ‬صوب‭ ‬مرحلة‭ ‬أولية‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬مر‭ ‬بها‭ ‬وتخطاها‭. ‬فخلال‭ ‬مسيرة‭ ‬نموه،‭ ‬يجتاز‭ ‬الطفل‭ ‬مراحل‭ ‬معلومة‭ ‬مميزة،‭ ‬فمثلاً‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المقبول‭ ‬أن‭ ‬يمص‭ ‬طفل‭ ‬الابتدائي‭ ‬أصبعه،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭ ‬مرتبط‭ ‬بمرحلة‭ ‬نمو‭ ‬سابقة؛‭ ‬وذلك‭ ‬قد‭ ‬يحصل‭ ‬أحياناً،‭ ‬فيعود‭ ‬الطفل‭ ‬إلى‭ ‬أساليب‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬والسلوك‭ ‬تجاوزها‭ ‬خلال‭ ‬نموه‭ ‬وتقدمه‭ ‬نحو‭ ‬النضج‭. ‬

الطفل‭ ‬الذي‭ ‬تواجهه‭ ‬صراعات‭ ‬نفسية‭ ‬قوية‭ ‬يعجز‭ ‬عن‭ ‬حلها‭ ‬بوعيه،‭ ‬قد‭ ‬يتعرض‭ ‬للنكوص،‭ ‬أي‭ ‬يتقهقر‭ ‬في‭ ‬نموه‭ ‬النفسي‭ ‬والعاطفي،‭ ‬ويعود‭ ‬مجدداً‭ ‬إلى‭ ‬أنماط‭ ‬التعبير‭ ‬البدائية‭ ‬الملازمة‭ ‬لمرحلة‭ ‬نمو‭ ‬سابقة،‭ ‬فيستعمل‭ ‬آليات‭ ‬صبيانية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ينتظر‭ ‬منه‭ ‬والداه‭ ‬أنماط‭ ‬تعبير‭ ‬تتميز‭ ‬بالنضج‭ ‬والتطور‭ ‬وتلائم‭ ‬عمره‭ ‬الزمني‭. ‬

ومن‭ ‬مظاهر‭ ‬النكوص‭ ‬المنتشرة‭ ‬ظاهرة‭ ‬التبول‭ ‬اللاإرادي‭ ‬في‭ ‬الفراش‭ ‬ليلاً،‭ ‬والذي‭ ‬قد‭ ‬يعود‭ ‬إليه‭ ‬الطفل‭ ‬أو‭ ‬الطفلة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يكونا‭ ‬قد‭ ‬تركا‭ ‬هذه‭ ‬العادة،‭ ‬وقد‭ ‬يعودا‭ ‬إلى‭ ‬التشبث‭ ‬بالأم‭ ‬والاعتماد‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬قضاء‭ ‬مختلف‭ ‬الحاجات‭ ‬وتلبية‭ ‬الطلبات،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يكونا‭ ‬قد‭ ‬بدآ‭ ‬يستقلان‭ ‬عنها‭. ‬أو‭ ‬قد‭ ‬يصبح‭ ‬طفلاً‭ ‬بَكّاءً‭ ‬يكثر‭ ‬من‭ ‬الشكوى‭ ‬والتذمر،‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬يحبو‭ ‬مجدداً،‭ ‬مقلدًا‭ ‬من‭ ‬يصغره‭ ‬سنًا،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬بأنه‭ ‬يستطيع‭ ‬المشي‭ ‬على‭ ‬قدميه؛‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬يتناول‭ ‬رضَّاعة‭ ‬شقيقه‭ ‬الصغير‭ ‬أو‭ ‬مصاصته‭.‬

كما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬ملاحظة‭ ‬بعض‭ ‬المظاهر‭ ‬السلوكية‭ ‬النكوصية‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الأطفال‭ ‬عند‭ ‬ميلاد‭ ‬إخوة‭ ‬لهم،‭ ‬فيثيرون‭ ‬غيرتهم‭ ‬الشديدة‭ ‬حين‭ ‬يستحوذون‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬رعاية‭ ‬الوالدين‭ ‬واهتمام‭ ‬الأسرة‭. ‬والنكوص‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬ظرفياً‭ ‬وعابراً،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬المرض‭ ‬العابر‭ ‬الذي‭ ‬يقوي‭ ‬صورة‭ ‬الطفولية،‭ ‬وأحياناً‭ ‬يكون‭ ‬النكوص‭ ‬مستداماً‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬هستيرية‭ ‬بالخصوص،‭ ‬حيث‭ ‬يكون‭ ‬عاملاً‭ ‬قوياً‭ ‬من‭ ‬عوامل‭ ‬تشكيل‭ ‬المرض‭ ‬العقلي‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تكرار‭ ‬السلوك‭ ‬النكوصي‭ ‬عند‭ ‬الطفل‭ ‬أو‭ ‬الطفلة‭ ‬يدل‭ ‬بقوة‭ ‬على‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬نضج‭ ‬الشخصية‭.‬

 

الإسقاط‭ ‬

هناك‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الصفات‭ ‬أو‭ ‬المشاعر‭ ‬أو‭ ‬الرغبات‭ ‬الطفولية‭ ‬التي‭ ‬يحملها‭ ‬الطفل،‭ ‬ولكنه‭ ‬في‭ ‬قرارة‭ ‬نفسه‭ ‬لا‭ ‬يحبها،‭ ‬أو‭ ‬يشعر‭ ‬بأنها‭ ‬مرفوضة‭ ‬اجتماعياً،‭ ‬فيحاول‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭ ‬وطردها‭ ‬بنقلها‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي،‭ ‬إلى‭ ‬أشخاص‭ ‬آخرين‭ ‬ناعتاً‭ ‬إياهم‭ ‬بها،‭ ‬ونافياً‭ ‬إياها‭ ‬عن‭ ‬ذاته‭. ‬سعياً‭ ‬منه‭ ‬إلى‭ ‬تبرئة‭ ‬الذات‭ ‬المهددة‭. ‬

فهذه‭ ‬الأوالية‭ ‬النفسية‭ ‬البدائية‭ ‬تعتبر‭ ‬بمنزلة‭ ‬عملية‭ ‬دفاعية،‭ ‬يُسْقِطُ‭ ‬بها‭ ‬الطفل‭ ‬صفاته‭ ‬التي‭ ‬يكرهها‭ ‬على‭ ‬غيره‭ ‬وينسبها‭ ‬إليهم،‭ ‬كنعتهم‭ ‬بالنقص‭ ‬لصرف‭ ‬الأنظار‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬إليهم،‭ ‬لأنه‭ ‬يريد‭ ‬القول‭ ‬إنه‭ ‬ليس‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يتصف‭ ‬بالنقص،‭ ‬فالآخرون‭ ‬لديهم‭ ‬نواقص‭ ‬مماثلة‭. ‬وعندها‭ ‬يشعر‭ ‬في‭ ‬قرارة‭ ‬نفسه‭ ‬بارتياح‭ ‬خفي‭. ‬تتطهر‭ ‬الأنا‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬النفسية‭ ‬غير‭ ‬المرغوب‭ ‬فيها،‭ ‬والتي‭ ‬إن‭ ‬بقيت‭ ‬سببت‭ ‬الألم‭ ‬للأنا‭. ‬والإسقاط‭ ‬ينتشر‭ ‬بكثرة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العادية‭ ‬للأطفال،‭ ‬وكثير‭ ‬من‭ ‬العمليات‭ ‬الإسقاطية‭ ‬يعدها‭ ‬الوالدان‭ ‬كذباً،‭ ‬ويكثر‭ ‬تكرار‭ ‬استعمال‭ ‬الإسقاط‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الاضطرابات‭ ‬النفسية‭ ‬العادية‭ ‬غير‭ ‬المرضية،‭ ‬فالإسقاط‭ ‬حيلة‭ ‬نفسية‭ ‬دفاعية‭ ‬فعالة‭ ‬ضد‭ ‬أنواع‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬القلق،‭ ‬لأنه‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تصريف‭ ‬الضغوط‭ ‬النفسية‭ ‬الداخلية،‭ ‬ولكنه‭ ‬يحرف‭ ‬ويشوه‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الآخر،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تترتب‭ ‬عليه‭ ‬مشكلات‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬والتفاعلات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للطفل‭.‬

خاتمة

إن‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬الطفل‭ ‬يتجه‭ ‬نحو‭ ‬التقمص‭ ‬أو‭ ‬النكوص‭ ‬بدل‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬ردود‭ ‬الفعل،‭ ‬هو‭ ‬التاريخ‭ ‬التعزيزي‭ ‬للسلوك،‭ ‬أي‭ ‬الظروف‭ ‬السابقة‭ ‬المشابهة‭ ‬التي‭ ‬جرب‭ ‬فيها‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬ولقي‭ ‬تعزيزاً،‭ ‬وليس‭ ‬ضرورياً‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التعزيز‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬مكافأة‭ ‬أو‭ ‬سكوت،‭ ‬بل‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬للطفل‭ ‬حاجته‭ ‬لتأكيد‭ ‬ذاته،‭ ‬فتأكيد‭ ‬الذات‭ ‬عند‭ ‬الطفل‭ ‬وحمايتها‭ ‬موضوع‭ ‬رئيس،‭ ‬وهدف‭ ‬لجميع‭ ‬استجاباته‭ ‬السلوكية‭ ‬وردود‭ ‬فعله،‭ ‬ولو‭ ‬لقي‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬ذلك‭ ‬الضرب‭ ‬والأذى،‭ ‬فهذا‭ ‬العقاب‭ ‬يصبح‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬تعزيزاً‭ ‬ويؤدي‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان‭ ‬إلى‭ ‬تثبيت‭ ‬الاستجابة‭ ‬السلوكية؛‭ ‬وما‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬أطفالنا‭ ‬لهذا‭ ‬الشكل‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬البدني‭ ‬القاسي‭ ‬أحياناً‭ ‬كثيرة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬آثاره‭ ‬النفسية‭ ‬الوخيمة‭ ‬عليهم‭.‬

وهذه‭ ‬الحيل‭ ‬الدفاعية‭ ‬النفسية‭ ‬الغاية‭ ‬منها‭ ‬إحداث‭ ‬التوافق‭ ‬النفسي،‭ ‬وإزالة‭ ‬التوتر‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬الإحباطات‭ ‬والصراعات‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬أمنه‭ ‬النفسي‭ ‬ولا‭ ‬يجد‭ ‬لها‭ ‬حلاً‭ ‬جذرياً‭ ‬عقلانياً‭ ‬وسليماً،‭ ‬فالحيل‭ ‬النفسية‭ ‬بمنزلة‭ ‬أسلحة‭ ‬الدفاع‭ ‬النفسي،‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬التوازن‭ ‬النفسي‭ ‬وتخفيف‭ ‬درجة‭ ‬القلق،‭ ‬وهي‭ ‬عادية‭ ‬وسوية‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬كل‭ ‬إنسان،‭ ‬ويجب‭ ‬ألا‭ ‬تدعو‭ ‬للقلق،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬بحكمة‭ ‬وعقلانية‭ ‬وذكاء‭.‬

بل‭ ‬والأخطر‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬فشل‭ ‬الحيل‭ ‬النفسية‭ ‬الدفاعية‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬غاياتها‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬وخيمة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التحكم‭ ‬فيها،‭ ‬أسهلها‭ ‬وأبسطها‭ ‬المرور‭ ‬إلى‭ ‬الفعل‭ ‬المباشر،‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬العدوان‭ ‬البدني‭ ‬على‭ ‬الذات‭ ‬أو‭ ‬الآخر،‭ ‬وأسوأها‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬الاضطرابات‭ ‬النفسية‭ ‬والعقلية‭ ‬المرضية‭ ‬العميقة،‭ ‬كالعصاب‭ ‬والذهان،‭ ‬وأنواع‭ ‬الاكتئاب‭ ‬المعقدة،‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬على‭ ‬فشل‭ ‬ميكانيزمات‭ ‬الدفاع‭ ‬النفسي‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الطفولة‭.‬

ولأجل‭ ‬ذلك،‭ ‬وحماية‭ ‬للأطفال‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬الاضطرابات‭ ‬النفسية‭ ‬التي‭ ‬تهددها،‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬الوالدين‭ ‬والمربين‭ ‬التفاعل‭ ‬والتعامل‭ ‬بحنان‭ ‬شامل‭ ‬مع‭ ‬الأطفال،‭ ‬وتفهم‭ ‬حيلهم‭ ‬الدفاعية،‭ ‬ومراقبتها‭ ‬وتقبلها،‭ ‬ومعالجة‭ ‬الطفل‭ ‬بلطف‭ ‬بالغ،‭ ‬والاستعانة‭ ‬بالاستشاريين‭ ‬والأطباء‭ ‬النفسيين‭ ‬للتحكم‭ ‬في‭ ‬السلوكيات‭ ‬الضارة‭ ‬المقلقة‭ .