ملف فهد العسكر: أيقونة لا تغيب: د. نجمة إدريس

ملف فهد العسكر: أيقونة لا تغيب: د. نجمة إدريس
        

خمسون عامًا على غيابه
فهد العسكر.. شهاب الشعر الوامض في العتمة!

          تحل في الخامس عشر من هذا الشهر الذكرى الخمسون لرحيل الشاعر الكويتي الرائد فهد العسكر، (توفي في 15 أغسطس 1951)، والذي قدم لديوان العرب عددًا من القصائد التي كشفت عن موهبة شعرية لافتة، رسخت مكانته كشاعر رائد، بالرغم من أنه توفي وهو في أواخر الثلاثينيات من عمره. ومن مفارقات الحياة أنه عرف بالتمرد، ونشأ في بيئة محافظة، وفقد بصره وعاش في نهاية حياته كفيفا معتزلا الحياة والناس مريضا بالدرن، وكان لهذا الصراع بين فرديته وقيم الجماعة تأثير جلي على العديد من قصائده التي نجا عدد محدود منها من الحرائق التي التهمت أغلب ما جادت به قريحته حين أحرقت أسرته تلك القصائد عقب وفاته. ولعب الكاتب عبدالله زكريا الأنصاري دورا مهما في الحفاظ على تراث هذا الشاعر الكبير الرائد حين جمع ما تبقى من اشعاره في كتابه «فهد العسكر، حياته وأشعاره». و«العربي» تغتنم هذه الفرصة لتحتفي بهذا الشاعر الرائد الذي ألهمت سيرة حياته، وقصائده الشعرية، العديد من المثقفين والشعراء في الكويت وخارجها، عبر قراءتين لنصوصه إحداهما للدكتورة نجمة إدريس الكاتبة والإعلامية الكويتية، والثانية للشاعر والكاتب المصري بشير عياد، تفتح كل منهما آفاقا جديدة لتأمل قصائد وسيرة الراحل الكبير فهد العسكر، التي تكشف، رغم كلاسيكيتها، أنه كان مجددا، لأنه لم يقلد أحدا قدر ما انفجر خياله بالصور التي رسخت أسلوبه المتجدد.. مرددين دعوته للأجيال اللاحقة, دعوته التي يذكرها اليوم الكثير من المثقفين والمبدعين خصوصا هنا في الكويت:

أنا إن مت أفيكم يا شباب  ...   شاعر يرثي شباب العسكر؟

          إن كان لعبدالله زكريا الأنصاري الفضل الأول في تقديم «فهد العسكر» إلى الساحة الثقافية باكرًا، وبالتحديد بعد وفاة الشاعر بخمس سنوات «عام 1956م»، من خلال كتابه الشهير: «فهد العسكر حياته وشعره»، فإن الفضل الآخر في تثبيت مكانة فهد العسكر الشعرية ورمزيته الآسرة يعود إلى قرائه الكُثر على مدى العقود الستة الأخيرة.

          إذ لم يحظَ كتاب في الأدب أو الشعر على الساحة المحلية في الكويت بالفرصة التي حظي بها هذا الكتاب، سواء في عدد الطبعات المتتالية، أو في اتخاذه مرجعًا ومصدرًا أساسيًّا لكل ما يتعلق بسيرة الشاعر الحياتية والأدبية. فضلا عن كونه بما يضمه من نصوص شعرية أصيلة، «الديوان» الاعتباري لفهد العسكر، إذ لم يتم على حدّ علمي طباعة ديوان للشاعر حتى الآن!

          وحيث إن المقام هنا مكرّس للحديث عن فهد العسكر وليس عبدالله زكريا الأنصاري، فإن مسألة توالي الطبعات، والشغف العارم بالشاعر من قبل مريديه وقرائه ربما يحرّض على إطلاق الاستفهامات والأسئلة، ويشير إلى تلك المفارقة العجيبة بين فسحتين من الزمن: زمن الشاعر الممتد من مولده إلى وفاته، وهو زمن خامل جاحد غير مبالٍ. وزمن القارئ المتلقي الذي يكتنفه الشغف والفضول، وتأسره حكاية شاعر بائس جاء في غير أوانه. وبرؤية أشمل وعبارة أعم، يمكن القول إن مأزق فهد العسكر في وقوعه بين عهدين متباينين لم تكن حكاية فرد بعينه، بقدر ما كانت حكاية مجتمع بأسره، كان يشهد حراكًا تاريخيًّا وثقافيًّا وتغيراتٍ ومخاضات .

          ولد فهد العسكر في الكويت ما بين عدة تواريخ افتراضية، تتراوح بين 1911م و 1917م، وتوفي عام 1951م. وحيث إنه توفي في أواخر ثلاثينياته، فيمكن اعتبار أن فترة خصوبته الشعرية امتدت ما بين عامي 1935و1950م. وبالعودة إلى تأمل مسيرة الشعر العربي في عمومه خلال الفترة المذكورة آنفًا، يمكن إدراك مدى ما شهدته المرحلة من تجديدات طموحة في المشهد الشعري، وما دار من جدل ثري حول مدى قدرة القصيدة التراثية أو الإحيائية على الصمود أمام رياح المتغيرات التاريخية والتيارات الفكرية الحديثة. فأتت النقلة التلقائية من رصانة القصيدة التقليدية المحافظة، إلى فضاءات الرومانسية ومزاجها المنكفئ على تأمل الذات، والبوح بالعواطف والمشاعر، والميل إلى العزلة والحزن، واستلهام روح الطبيعة، والاحتفاء بالحب الطاهر والمرأة المثال، وغير ذلك من عدة الرومانسي ولغته وخطابه. بل إن المشهد التجديدي في الشعر العربي استطاع أن يمضي قدمًا بعد ذلك نحو التأثر بالمزيد من التيارات الأدبية العالمية حينذاك، فكانت الواقعية الحديثة منذ أواخر الأربعينيات من القرن الماضي مجالًا خصبًا للاستلهام والتجريب، سواء في المحتوى والمضمون أو الشكل والأدوات الفنية.

          هكذا كان حال الشعر العربي الحديث وانطلاقاته التجديدية في مصر وبلاد الشام والعراق التي كانت رائدة في استحداث «الشعر الحر» أو «شعر التفعيلة» منذ عام 1949م. ولكن الوضع في الكويت إبان هذه الفترة التاريخية كان لايزال بطيء الإيقاع، مستسلمًا للقصيدة التقليدية في لغــــتها وشكلها ورصانتها المعهودة.

          ولم يجد فهد العسكر من مجايليه كمحمود شوقي الأيوبي وصقر الشبيب وخالد الفرج غير ذلك الركون الأليف في ظل تقليدية محافظة لا تريم. فلم تستطع روحه الطامحة وشغفه بالمختلف والجديد إلا أن يأخذاه إلى نوافذ أخرى خارج محيطه المحدود، فوجد ضالته في الكتب الأدبية الحديثة والمجلات العربية - التي كانت تفد إلى الكويت آنذاك - والتي أصبحت زاده الثقافي والفكري وجسره نحو التواصل مع المشهد العربي وزخمه ومتغيراته. ويبدو أن الشاعر الرقيق استطاع أن يجد في موجة التيار الرومانسي حينذاك وكانت في أوج ألقها - ضالته وهواه، فحط رحاله في كنفها وحماها. وكان بما تنكفئ عليه نفسه من هشاشة ورهافة واستعداد للشجن والشكوى، وما ينطوي عليه وجدانه من توهّج وخيال جامح، ما أعان على تكريس شخصيته الرومانسية الرقيقة المنتحبة التي عُرف بها.  ولنا أن نتصور حال الشاعر وهو يبدأ بتأسيس اختلافه وفرادته، وسط مجتمع موسوم بالمحافظة محصّن بالتقاليد، ومخلص لجملة من الأعراف الخلقية والنفسية التي جُبل عليها. وهو فوق ذلك مجتمع كان حديث عهد بالتعليم النظامي والانفتاح على تيارات الحداثة في الأدب والفكر، وبعيد عهد نسبيًّا بالانفتاح الاقتصادي والنهضة العمرانية والتنمية البشرية، التي لم تؤتِ أكلها إلا مطلع خمسينيات القرن الماضي بفضل العوائد النفطية وتنامي الثروة الوطنية. وقد كان من سوء حظ فهد العسكر أن مات باكرًا (عام 1951م) وهو في قمة شبابه الإبداعي ونضجه الفني، فلم ينل من خيرات العهد الجديد وسعة أفقه وتقدميته غير قبض الريح!

مأزق الحرية

          يرى المتأمل في حياة الشاعر فهد العسكر وشعره، أن جوهر المعاناة وأسّ العطب في تكوينه الوجداني والنفسي يعودان إلى صراعه «السيزيفي» الجامح مع صخرة واقع مناهض لطموحاته ورؤاه الحياتية والفكرية. وكان كلما ازداد ثقل الصخرة وعبئها وجبروتها، ازدادت مساحات الألم والصراخ، وكبُر حجم اليأس والمناكفة. وأمام هذا الصدام اليومي الدائم، يتحول الواقع المناوئ المفعم بالرفض والزجر، إلى حائط ضخم أو سجن مظلم يحول بين الشاعر وانطلاقاته الحرة في التفكير والتعبير والممارسة. ومن هنا يبدأ الانبتات والشعور بالاختلاف والاغتراب، ومن ثم الجنوح المتمرد والرفض والثورة العارمة. وقد اتخذت ثورة فهد العسكر صفة الفلسفة الحياتية والسلوكية «الجانحة»، المسفّهة للأعراف والتقاليد، المتجرئة في نقدها اللاذع على تعرية التناقضات والمفارقات، المندفعة في شذوذها وتطرفها إلى أقصى الحدود. ويبدو أن فهد العسكر وجد في موتيفات شعرية مثل «الخمر» و«الغزل الجريء» و«اللغة المكشوفة» و«الهجاء» المبطن بالسخرية والتهكم، أدوات جامحة وفعالة للتنفيس عن الغضب المتنامي والشعور بالنبذ والعزلة القسرية:

هاتِ بنتَ النخل يا ابن العسكرِ
                              لا يُطاقُ الصحوُ في ذا البلدِ

          هكذا يضيق الوجود أمام شاعر مبتلى بصحوه ووعيه وسجنه النفسي واختلافه الموجع، فيطلب الانعتاق والحرية من خلال غيبوبة الخمر وأجنحة السُكْر حينًا، أو من خلال التماهي بالمرأة التي يتخيلها أكثر عطفًا وفهمًا أحيانًا أخرى. وهو في كلتا الحالتين يدخل في لعبة تحدٍ جامحة - ما دامت الخمر والمرأة خطوطًا حمرًا في مجتمع محافظ - ويمعن في الغياب والاغتراب.

          وإذ يراوح شعر فهد العسكر بين هذين الفضاءين: الخمر والمرأة، فإنه كما يبدو يراهما منفذين للولوج إلى الحرية، أو طريقين للخلاص من ثقل الواقع الفقير المغلق على الظلمة والفراغ، بل بات الشعر بحد ذاته، والالتذاذ بقرضه وتدبيجه، منفاه الأنقى والأغلى، فعكف عليه يبثه شكواه وشقاءه وأحزان وحدته. ومن هنا بات يشكّل هذا الثلاثي: «الخمر» و«المرأة» و«الشكوى» المحاور الأساسية لشخصية فهد العسكر الشعرية .

          إن القارئ لشعر فهد العسكر يستشعر مدى تشابك خيوط المحاور الثلاثة سالفة الذكر وتواشجها، فكل مسامرة مع الكأس ستقود لا محالة إلى استحضار «امرأة حاذقة!» تنادمه وتشاركه الشراب، أو فتاة بريئة تعبر كالحلم، أو «جارة ماكرة» تخاتل أهلها لتهرب إلى لقائه! وكلهن كما يبدو مجرد أطياف متخيلة ترسمها قريحة متوقدة أو فراغ موحش أو سكرة كافرة. وبين خيال هذه وطيف تلك يتدفق حديث الشجن والمرارات وتتوالى الاعترافات بمشاعر الغبن والضيم، وعذابات روح لا تهدأ وقلب لا يهجع:

مَن لروحي فلا الرحيقُ رحيقُ
                              ولقلبي فلا الرفيقُ رفيقُ
يا ملاكي أواهُ أغربة البين
                              تعالى نعيبُها والنعيقُ
يا عروس الخيال والصيف ولى
                              تاركًا في النفوس ما لا تطيقُ
شجنٌ صادحٌ وشوقٌ مُلحّ
                              وجراحٌ لم تندملْ وحروقُ
يا منى القلب قد خلا شاطئ
                              الرمل فلا عاشقٌ ولا معشوقُ
ورياحُ الخريف تعصفُ في
                              الأفق تباعًا ورعدُهُ والبروقُ
آه ما أعظم المصاب! تعالي
                              شاركيني الأسى فحزني عميقُ
كُسر العودُ والندامى مع السمّار
                              راحوا وحُطم الإبريقُ
جفّ كأسي فلا الصبوحُ صبوحٌ
                              بعد صحبي ولا الغبوقُ غبوقُ
لا حبيب أشكو إليه فيرثي
                              لشكاتي ولا صديق صدوقُ
لا ولا والدٌ يرقّ ولا أمٌ
                              فتحنو ولا شقيقٌ شفوقُ
أنا حلّقتُ ثم قَصّ جناحي
                              يا ملاكي دهرٌ ظلومٌ عَقوقُ
فأريشيه كي أحلق في جو
                              الأماني ما راقني التحليقُ

          ويبدو أن إدمانه على تأمل الأحزان والخيبات، واختياره للعزلة، واستيحاشه من سوء الفهم والتقدير، عمّق في نفسه عقدة الظلم والاضطهاد، فاستلذ العذاب والشكاة، واستسلم للمرض والعجز، وهادن الموت، وأسدل الستار دون أي بصيص من فهم أو أمل. وهذا ما يفسر لنا مرضه بالتدرن الرئوي، وإهماله عينيه حتى العمى، وتوجسه من الزائرين لعزلته في غرفته الحقيرة، واعتذاره عن تسلم جائزة شعرية في حضرة أمير البلاد وعلية القوم. ثم أخيرًا استسلامه المَرَضي لموت بائس في غير أوانه!

          يقول في قصيدة شهيرة بعنوان «شهيق وزفير»:

كفّي الملام وعلليني
                              فالشك أودى باليقين
وتناهبتْ كبدي الشجون
                              فمن مجيري من شجوني
وأمضّني الداءُ العياءُ
                              فمن مغيثي من معيني
أين التي خُلقت لتهواني
                              وباتت تجتويني
أماهُ قد غلبَ الأسى
                              كفّي الملامَ وعلليني
ضاقتْ بي الدنيا دعيني
                              أندب الماضي دعيني
وأنا السجين بعقر داري
                              فاسمعي شكوى السجين
بهزال جسمي باصفراري
                              بالتجعّدِ بالغضونِ
وطني وما أقسى الحياة به
                              على الحرّ الأمين
وألذّ بين ربوعه من
                              عيشتي كأسُ المنونِ
قد كنتَ فردوس
                              الدخيل وجنة النذل الخئونِ
ما راع مثل الليث يؤسرُ
                              وابن آوى في العرينِ
والبلبلُ الغرّيد يهوي
                              والغراب على الغصونِ
وطني وأدتُ بك الشباب
                              وكل ما ملكتْ يميني
وقبرتُ فيكَ مواهبي
                              واستنزفتْ غُللي شؤوني
وكسرتُ كأسي بعدما
                              ذابتْ بأحشائي لحوني
ورجعتُ صفر الكفّ
                              منطويًا على سرّ دفينِ
فلأنتَ يا وطني المدينُ
                              وما هزارك بالمدين
وطني وما ساءت بغير بنيك
                              يا وطني ظنوني
رقصوا على نوحي
                              وإعوالي وأطربهم أنيني
وتحاملوا ظلمًا وعدوانًا
                              عليّ وأرهقوني
هذا رماني بالشذوذ
                              وذا رماني بالجنون
وهناك من رماني
                              بالخلاعة والمجون
وتطاول المتعصبون
                              وما كفرتُ وكفروني
فعرفتُ ذنبي إن كبشي
                              ليس بالكبش السمينِ
يا قومُ كفّوا دينكم
                              لكمُ ولي يا قومُ ديني

أتون الخلق الشعري

          لم يكن الشعر ليستعصي على فهد العسكر وهو في هذه الحال من الرثاثة والشجو، وإنما كان يأتيه طيّعًا متدفقًا حتى لتتزاحم عليه الصور والمفردات والمترادفات والجمل الشعرية، فيدعها تأتي كما يشاء لها الوحي والخاطر. لذا فقد استطالت نصوصه وكثر فيها التكرار واللفظية كثرة مفرطة، حتى ليستشعر القارئ لهاث الشاعر وركضه المحموم وراء الأبيات وأمامها وهي تنسكب بين يديه بلا عناء. وأعتقد أن بعض النصوص التي أثبتها عبدالله زكريا الأنصاري في كتابه عن فهد العسكر كانت تحتاج إلى بعض القصقصة والتركيز والتخلص من التكرار، أو فك التشابك بين عدة موضوعات تنتظم نصًّا واحدًا أنهكه الطول والاستطراد. وأتصور أنه لو قُيّض للشاعر فسحة من الوقت والعمر لإعداد ديوانه، لربما أخضع بعض هذه النصوص للتشذيب والتركيز.

          أما لغته السهلة الممتنعة، ومفرداته الرقيقة المفعمة بالعذوبة والشجن، فلعلها شارته الفارقة في التجديد الذي حاز قصب السبق فيه، في بيئة شعرية كانت لاتزال مرتهنة لرصانة القصيدة التقليدية ولغتها وخطابها. فجاء فهد العسكر بهذه اللغة الجديدة لينفح المشهد الشعري محليًّا بنفحة من طراوة وعنفوان، وليعيد للإنسان نبضه وصدقه.

أيقونة لا تغيب

          بعد مرور ستين عامًا على وفاته، وحوالي مائة عام على مولده، لايزال فهد العسكر شاخصًا في الزمان والمكان، يطل علينا بنظارتيه السوداوين المستديرتين، وعقاله السميك وكوفيته، وأناقته اللذيذة، وغموضه وفوضاه وجموحه واختلافه العارم. ومن خلال النظرة الشاملة للمشهد الثقافي والأدبي في منطقة الخليج والجزيرة، يمكن القول بكثير من اليقين، إنه بفهد العسكر بدأت «جرثومة» التحرر في الذات المبدعة تطل برأسها، وبدا التوق للخروج إلى فسحة من التحقق والاندماج في عصب الحياة والوجود أكثر إلحاحًا، وأكثر إغراءً. أما الاستعداد لدفع الثمن بلا خوف أو ندم - فقد كان بلا حدود.

          ولايزال فهد العسكر رغم توالي موجات التجديد والحداثة في الشعر والحياة يحتل مكانته الخاصة في الوجدان الوطني، ويلوح لنا في البُعد أيقونة خالدة لا تغيب.
-------------------------------
* أكاديمية من الكويت.

 

 

نجمة إدريس*