ليلـى الأخيليـة...مبدعة من القرن الرابع الهجري / السادس الميلادي

ليلـى الأخيليـة...مبدعة من القرن الرابع الهجري / السادس الميلادي

إن المطّلع الدقيق على تاريخ العرب وحضارتهم؛ يتبين له أن العرب قدّروا المرأة حق قدرها ومنحوها حرية المشاركة في الحياة العامة، ففي عصر ما قبل الإسلام مثلاً، أسموا أكثر آلهتهم أسماء أنثوية، وأسبغوا عليها صفات قلما يتحلى بها الذكور.
كذلك رفع العرب من شأن الكاهنات مثل زرقاء اليمامة، وفاطمة بنت مر، ونحن نعلم ما للكاهنة من مكانة في قومها، وكيف أنها تأمر فتطاع.

وهناك أسماء نسائية برزت في تلك العصور المتقدمة، وكان لها دور ملحوظ في مجال السياسة وتدبير الحكم، خاصة عندما تتوافر لهذه الأسماء الظروف الملائمة لإبراز مواهبهن وقدراتهن الفطرية، ومن الأمثلة في التاريخ العربي القديم زنوبيا ملكة تدمر، التي حكمت مملكة مترامية الأطراف؛ امتدت حتى آسيا الصغرى، وبلاد ما بين النهرين ومصر، وكانت ذات رأي وحكمة، وذات بأس وشدة وبُعد نظر، إضافة إلى ما اتصفت به من جمال أخّاذ، ويقال إنها حكمت البلاد بعد موت زوجها أذينة باسم ابنها وهب اللات.
وبلقيس ملكة سبأ، وهي من أشهر ملكات التاريخ العربي القديم، جاء ذكرها في القرآن الكريم في سورة النمـــل (الآيات من 23-44)، وإن لم يرد اسمها، ولقد وردت الإشارة إليها باسم ملكة سبأ عند الحديث عن نبي الله سليــمان بن داود (عليه السلام)، وفي تلك الآيات إشارات واضحة إلى رجاحة عقلها وحسن تدبيرها، وقد اعتمدت المشورة في قضاء أمور بلادها.
وكانت بلقيس من النساء اللاتي تحدثت عنهن كتب التاريخ والأدب القديم على نحو بلغ حد الأسطورة والخيال. ومن الأمور التي تستحق منا الإشارة أن بلقيس لم تكن المرأة الوحيدة التي حكمت اليمن، إنما تشير اللقى الأثرية التي اكتشفتها أحد فرق التنقيب الأثرية الألمانية إلى وجود خمس ملكات حكمن اليمن تداخلت أسماؤهن؛ منهن بلقيس.
وكانت للمرأة العربية مكانتها في نفوس الرجال، واستحوذ الحديث عنها على الجانب الأكبر من شعرهم، فهي مصدر الإلهام ومصدر الوحي لهم، وكانت تخالط الرجال في المجالات المختلفة، وتشارك في الحياة الفكرية عامة والأدبية والفنية خاصة، ولئن كان منهن من لم تنظم الشعر؛ فلدى كثيرات منهن القدرة العالية على نقد الشعر، وتمييز جيده من رديئه، وكان الاختلاط بينهم متاحاً من دون ريبة أو انحلال.

المرأة العربية الشاعرة
لا خلاف على أن المرأة العربية مقلة في نظم الشعر في عصوره المختلفة، لكن هذه الظاهرة لا تشمل المرأة العربية من دون غيرها من النساء في الآداب الأخرى، وسبب ذلك هو أن المرأة بطبيعتها منصرفة إلى أدوارها الأولى بوصفها أماً وزوجة، وغير ذلك من الأدوار، لذا تتجه المرأة بوجدانها واهتمامها إلى هذه الأدوار قبل غيرها، لكنها متى أتيحت لها الفرص المعينة على تنمية قدراتها الفنية في نظم الشعر مثل ما يتاح للرجل، وجدناها لا تقل درجة عنه في هذا المجال.
وقبل أن نبين قدرات المرأة الإبــــداعية في فن الشعر، علينا أن نقف - ولو قليلاً - عند موقف النقاد العرب في الماضي والحاضر حول شعر المرأة، فقد ذهب أغلب النقاد من المعاصرين إلى التشكيك في قدرات المرأة على النظم في فنون الشعر المختلفة، ولعل أبرز الفنــون الشعرية التي كثر حديث النقاد عنـــها عند المرأة هو الرثـــاء، وكــــان مثالهــــم فــــي هـــذا الرأي الخنساء، التي أوقفـــت شعرها على الرثاء بعد مـــوت أخيهـــا وموت أبنائها بعد ذلك، فأجّجت هذه الأحداث قريحتها في هذا الفن، لذا ما كان ينبغي أن يعتبر النقاد أن الاقتصار على فن واحد يمثل قصوراً في الإبداع الشعري للمرأة، في الوقت الذي أوقف فيه عدد من الشعراء أشعارهم على فن واحد كعمر بن أبي ربيعة في العصر الأموي، والعباس بن الأحنف في العصر العباسي، وقد تحدث النقاد، قديمهم وحديثهم، عن أشعارهما واستحسنوها. 
وليس هذا فحسب، بل اعتبروا فن الرثاء هو الفن الشعري الوحيد الذي يتناسب مع ضعف المرأة على حد قول أحدهم: «وثيق الصلة بنفوسهن، وسرعة انفعالهن، فهن مرهفات الشعور، ضعيفات الاحتمال» (د. سعد إسماعيل شلبي ص 312)، وكذلك عندما رأى أحد المتأخرين إحداهن تجاوزت ما كان في اعتقاده من حدود النظم، حيث أخذت تهدد أعداءها وتنذرهم بالإغارة عليهم بألفاظ جزلة شديدة الوقع كقولها:
وحرب يضج من نفيانــــــــــــها
ضجيج الجمال الجلة الدبرات
سيتركها قوم ويصلى بحرهــــــا
بنو نســــوة للثكل مصطبرات
فإن يك ظني صادقا وهو صادقي
بكم وبأحلام لكـــــم صفـــرات
(ديوان الحماسة ص 318).
عقب على هذه الأبيات قائلاً: «إنها تمثل نزعة نادرة في شعر النساء في الماضي، لأن المرأة تشعر في قرار غريزتهــا بالضعــف، وتستمد قواهــا من قومها، ومـــــن الرجــــال الــــذين تتـــغنــــى بقيامهـــــم بحمـــايتها»، فالمـــــتأخـــــرون لا يجدون إبداع المرأة الشعري إلا في فن الرثاء. 
وأورد ناقد متأخر آخر أبيات الشاعرة التميمية من العصر الأموي التي تمدح فيها الحكم قائلة:
إني إليك أبا العاص موجعــــــــة
أبا الحسين سقته الواكف الديم
قد كنت أرتع في نعمـــــاه عاكفــــــة
فاليوم آوي إلى نعماك يا حكــم 
لا شيء أخشى إذا ما كنت لي كنفاً
آوي إليه ولا يعرو لي العدم

قال عنها: «أما الصورة الأخرى التي تبدو فيها المرأة فهــــي صورتهـــا في أنوثـــتـــها الضعيفة، وإظهار عجــــزها وتكـــلانها على الرجل في قضاء حاجتـــها، وتنفــــيــــس كربتهــــا» (محمد حسن عبدالله – صورة المرأة في الشعر الأموي – ذات السلاسل – الكويت – ص188). 
إن حالة الانكسار والضعف التي بدت في ألفاظ هذه الشاعرة في مدح الخليفة الأموي، لم تختلف كثيراً عن مظاهر الانكسار والضعف التي عبَّر بها الشعراء المادحون الرجال لاستدرار عطف الخلفاء والأمراء الممدوحين، فهي مظاهر تبدو في شعر المدح عامة، وليست ميزة تختص بها النساء وحدهن. 
ونجد الناقد ذاته في موضع آخر من كتابه يورد أبياتاً لحاتم الطائي يقول فيها:
أماوي إن المال غاد ورائـــــــــح
ويبقى من المال الأحاديثُ والذكر
أماوي إن يصبح صداي بقفــــرةٍ
من الأرض لا ماء هناك ولا خمــر
 تري أن ما أهلكت لم يك ضرني
وإن يدي مما بخلت به صفــــــــر
 فنجده يقول: «إن حاتم الطائي في هذه الأبيات وهو يخاطب زوجـــه يجــعلهـــا نداً له، ولم تكن في المكانة الأدنى، بل هو يناظرها، وهذا دليل على أن الزوجـــة لم تكن خاضعة خانعة، كمـــا يعتـــقــد البعض، لا حول لها ولا قوة، وهذا شأن المرأة العربية قبل الإسلام وبعده».
  فهذه الندية التي أشار إليها الناقد، التي جعلت للمرأة العربية مكانة في عصرها، لا تجعل منها منكسرة ضعيفة؛ وهي تمدح الرجال، فلو كانت بهذا الانكسار لما تمكنت من التفكير في مدح الرجال أصلاً. 
  واللافت للنظر التباين الواضح في موقف النقاد المتأخرين والنقاد المتقدمين من النساء الشاعرات، ففي الوقت الذي رأينا فيه موقف النقاد المتأخرين الذين شككوا في قدرات المرأة الشعرية؛ نجد أن النقاد القدامى قد أنصفوها، وتحدثوا عن قدراتها الفنية بإكبار، وعن تميز بعضهن، وعلى سبيل المثال ما قاله المتقدمون عن الخنساء وعن ليلى الأخيلية، مثل المبرد الذي قال عنهما في كتابه «زهر الآداب - ص 999»: «إنهما في أشعارهما تتقدمان أكثر الفحول»، ولما هجا دريد بن الصمة الخنساء، وردت عليه بمثل هجائه؛ قال عنها بشار في ما بعد «تلك غلبت الرجال» (الأغاني ج 1 ص 63).
 والمرأة في العصـــور المتقــــدمة قبــــل الإســلام وبعده نظمت في فنون الشعر المختلفة، وليس كما قال النقاد المحدثون «إن المديح والغزل من الفنون التي قصرت دونهما النساء»، ومن النساء من عبرت عن عاطفة الحب بشعرها، ولم تنل الشهرة التي نالتها غيرها من الشاعرات مثل أم الضحاك المحاربية, وقيل إنها كانت تحب الضبابي حباً شديداً ولم يتزوجها، فقالت فيه ما قالت من شعر الغزل (شاعرات العرب ص64)، (الإعلام – الزركلي – ج3 – ص214). 
يا أيها الراكب الغادي لطيتـــه
عرّج أبثُّك عن بعض الذي أجد
ما عالج الناس من وجد تضمنهــــم
إلا ووجدي به فوق الذي وجدوا
حسبي رضاه وأني في مسرته
ووده آخـــر الأيــــام أجتهـــــد
وفاطمة بنت مر، كما ذكرتها كتــب الأدب كانت من فضليات بني خثعم، وهي كاهنــة، أرادت أن يتزوجها عبدالله أبوالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وتعطيه مائة من الإبل، فقال ما ذاك إلي، وإنما أنا راجع في ذلك إلى إرادة أبي، وقد زوجه أبوه آمنة بنت وهب الزهرية، فقالت فاطمة في هذا الأمر شعراً:
إني رأيت مخيلة لمعت
فتلألأت بحناتم القطر
فلمأتها نور يضيء له
ما حوله كإضاءة البدر 
ورأيت سقياها حيا بلد
وقعت به وعمارة القفر 
فرجوته فخراً أبوء به
ما كلّ قادح زنده يوري
لله ما زهرية سلبت
ثوبيك ما استلبت وما تدري
وقد توالت النساء الشاعرات في العصور المختلفة قبل الإسلام وبعده، ويكفينا النظر في بعض كتب الأدب التي سجلت لهن بعض إبداعاتهن في فنون الشعر المختلفة، التي منها على سبيل المثال لا الحصر، «شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام» لبشير يمّوت و«أخبار النساء» لابن قـــيم الجوزية و«أعلام النساء» لابن كحالة.
ونختار في هذه المقالة إحدى هؤلاء، وهي ليلى الأخيلية, التي عاشت وبرزت في بدايات الدولة الأموية، وكانت لها مكانتها في الفن الشعري، التي دفعت بعلماء اللغة والبلاغيين للاستشهاد بشعرها، وذكر أحدهـــم، وهــــو «ابن طباطبا» في باب التشبيه في كتابه: «عيار الشعر/ ص 58» قولها:
قوم رباط الخيل وسط بيوتهم
وأسنة زرق يخلن نجوما
وهو تشبيه الشيء بالشيء، صورة ولونا وحركة وهيئة. ووضع هذا الشاهد إلى جانب شواهد أخرى لفحول الشعراء كامرئ القيس، وغيره من الشعراء المتقدمين،.
امتهنت ليلى الأخيلية الشعر كغيرها من الشعراء الرجال في تلك الأزمنة المتقدمة، حيث سمحت المجتمعات العربية المتقدمة للمرأة، كما سمحت للرجل، بالتكسب بالشعر، وعندما ننظر إلى وضع المرأة في الغرب، ليس في تلك العصور المتقدمة، وإنما في عصور متأخرة (في القرن الثامن عشر الميلادي)، نجد أن تلك المجتمعات ترفض احتراف المرأة مهنة الأدب، فقد كتب الأديب الإنجليزي سادثير عن شارلوت برونتي، وهي إحدى الروائيات الإنجليزيات يحذرها من اتخاذ الكتابة الأدبية مهنة لها عندما كتبت إليه تطلب رأيه في بعض قصائدها الشعرية قائلا: «لا يمكن أن يكون الأدب مهنة للمرأة، فإنها إذا ما التفتت إلى واجباتها الأساسية؛ فلن تجد فراغاً لذلك، حتى وإن كان ذلك للتسلية»، وفي نهايات القرن الأول الهجري، أي في القرن السادس الميلادي، نجد بعض الشاعرات يتكسبن بشعرهن، ومنهن ليلى الأخيلية، التي مدحت مــعاويــــة بن أبــــي سفـــيان، والحـــجـــاج بن يوسف الثقفي، فقد قيل إن معاوية كان سائراً، إذ رأى راكباً، فلما دنا الراكب إذا ليلى الأخيلية، فأنشدت تقول:
معاوي لم أكد آتيك تهـــــوي
برحلي رادة الأصلاب ناب
تجوب الأرض نحوك ما تأنَّى
إذا ما الأكم قنعـــها الســـراب 
 وكنت المرتجى وبك استغاثت
لتنعشها إذا بخـــــل السحـــاب

 فقال لها معاوية: وما حاجتك؟ قالت: ليس يطلب إلى مثلك حاجة، فتخير أنت، فأعطاها خمسين من الإبل. بعدها سألها: أخبريني عن مضر، قالت: «فاخر بمضر، وحارب بقيس، وأكثر بتميم، وانظر بأسد». 
ففي هذه الكلمات القلائل استطاعت أن تمد معاوية بما تتميز به كل قبيلة من قبائل العرب المعروفة. 
وإن كانت هذه المرأة المبدعة قد نالت إعجاب الخليفة الأموي بجزالة شعرها، وقوة معانيها، ورجاحة عقلها، وسرعة بديهتها، فهي قد نالت إعجاب أهل عصرها؛ حتى بقي اسمها لامعاً لعصور متأخرة، كما ذكرت أخبارها أنها مدحت الحجاج أيضاً، فقد أقبلت عليه يوما وعنده وجهاء القوم وأشرافهم، فلما دنت منه سلمت ثم قالت: أتأذن أيها الأمير؟ قال: نعم، فأنشدت: 
أحجاج إن الله أعطـــــــاك غايـــــة
يقصـر عنـها مـن أراد مــداها
 أحجـــاج لا يفــلل سلاحـك إنمـا  الـ
منايـا بكف الله حيـث تراهـــا
إذا هبط الحجاج أرضاً مريضة
تتبع أقصــى دائهـــا فشفاهـــــا
شفاهــا من الداء العضال  الذي بها
غلام إذا هز القناة سقاها
 إذا سمع الحجاج صوت كتيبـــة
أعد لـها قبــل النــزول قــراها

 حتى أتت على آخرها، فقال الحجاج لمن عنده: أتعرفون من هذه؟ قالوا: ما نعرفها، ولكن ما رأينا امرأة أطلق لساناً منها، ولا أجمل وجهاً، ولا أحسن لفظاً، فمن هي أصلح الله الأمير؟ قال: هي ليلى الأخيلية صاحبة توبة بن الحمير. 
فهذه نماذج قليلة من شعر ليلى في مدح هذه الطبقة من الرجال في عصرها، وقد كانت تحاورهم وتجادلهم من دون فحش أو بذاءة، ولشدة إعجاب الحجاج بشعرها قال لمن يأتمره: اذهب بها فاقطع لسانها، فدعا بالحجام ليقطع لسانها، فقالت له: ويحك! إنما قال الأمير اقطع لساني بالعطاء، فارجع إليه فاسأله، فسأله؛ فاستشاط غيظاً، ثم أمر فأدخلت، فقالت: أيها الأمير كاد يقطع مقولتي، ثم أتبعته ببيتين من الشعر لا يقلان عما قبلهما من قوة التعبير وجمال المعنى وسرعة البديهة. 
 وفي خبر آخر لها مع الحجاج أن حاجبه قال: إن امرأة بالباب تهدر كالبعير. قال: أدخلها، فسألها: ما الذي أتى بك يا ليلى؟ قالت: اخلاف النجوم، وكلب البرد، وشدة الجهد، فكنت لنا بعد الله الرد. قال: أخبريني عن الأرض. قالت: الأرض مقشعرة، والفجاج مغبرة، وأصابتنا سنون مجحفة مظلمة، لم تدع لنا ربعاً، ولا عاطفة، أهلكت الرجال، ومزقت العيال، وأفسدت الأموال.
ولليلى شعر في الهجاء، فقد ردت على النابغة الجعدي الذي قال فيها قولاً مقذعاً، بأشد منه لكي لا تنكسر أمامه، وحطت من قدره، وقدر قبيلته، فاستعانت قبيلة جعد بأمير المدينة، فبلغها ذلك فزادت في القول:
أنابغ إن تنبغ بلؤمك لا تجد
للؤمك إلا وسط جعــدة مجعــــلا 
أحقا بما أنبيت أن عشيرتي
بشوران يزجون المطي المنعلا
(أشعار النساء ص 30-31).
فلنا أن نقف عند هذا القدر الذي تتميز به من قوة التعبير وحضور الذهن، وغزارة اللغة، فلم يمنعها هذا المجلس الوقور الذي ضم الأمراء والكبار عن التعبير عن مبتغاها، بعد أن منحتها تجارب الحياة، ومخالطة الرجال هذه الجرأة والشجاعة الأدبية.
إن الهدف من نقل هذه المواقف بين ليلى الأخيلية ومعاوية، وبـــينها وبيــــن الحجــاج، هو أن نكشف عن سماحة المجتـــمع العـــربــي الإســـلامي في تلك العصور المبكرة، حين كان يسمح للمرأة بالتعبير عن مشاعرها ومواقفها تجاه مناح مختلفة في حياتها، أو حياة مجتمعها .