سبيل محمد علي... متحف للمنسوجات التاريخية

سبيل محمد علي...  متحف للمنسوجات التاريخية

عرفت‭ ‬الحضارة‭ ‬العربية‭ ‬مواطن‭ ‬الجمال‭ ‬والذوق‭ ‬الرفيع‭ ‬قبل‭ ‬آلاف‭ ‬عدة‭ ‬من‭ ‬السنين،‭ ‬وبقيت‭ ‬شواهد‭ ‬حضارات‭ ‬اليمن‭ ‬وفارس‭ ‬والعراق‭ ‬ماثلة‭ ‬للتدليل‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬الجمال،‭ ‬ومن‭ ‬قبلها‭ ‬كذلك‭ ‬كانت‭ ‬الحضارة‭ ‬المصرية‭ ‬قدمت‭ ‬نماذج‭ ‬رفيعة‭ ‬لجمال‭ ‬المنسوجات‭.‬

وقد‭ ‬صنع‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬أذواقًا‭ ‬من‭ ‬الجمال‭ ‬والإبداعات‭ ‬تركها‭ ‬تراثًا‭ ‬للإنسانية‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ‭ ‬يحار‭ ‬الفكر‭ ‬الإنساني‭ ‬كيف‭ ‬تم‭ ‬إبداعها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزمن‭ ‬المبكر‭ ‬للحياة‭ ‬البشرية،‭ ‬وفي‭ ‬قلب‭ ‬القاهرة‭ ‬التاريخية‭ ‬تجمعت‭ ‬الآن‭ ‬نماذج‭ ‬وقطع‭ ‬أثرية‭ ‬نادرة‭ ‬لهذه‭ ‬الفنون‭ ‬العبقرية‭ ‬من‭ ‬‮«‬النسيج‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬حوَّله‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬فن‮»‬‭ ‬تداخلت‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬فنون‭ ‬صناعة‭ ‬الجمال‭ ‬من‭ ‬إبداعات‭ ‬الألوان‭ ‬إلى‭ ‬تداخلات‭ ‬طرازية‭ ‬بكل‭ ‬أنواع‭ ‬التطريزات،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬عرف‭ ‬منذ‭ ‬7‭ ‬آلاف‭ ‬سنة‭ ‬كيف‭ ‬يصنع‭ ‬الأقمشة‭ ‬‮«‬البليسة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يفتخر‭ ‬بها‭ ‬الغرب‭ ‬الآن،‭  ‬وتركوا‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬مقابر‭ ‬الفراعنة‭ ‬قطعًا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المنسوجات،‭ ‬وكان‭ ‬قرار‭ ‬تجميع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التحف‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬داخل‭ ‬متحف‭ ‬هو‭ ‬إضافة‭ ‬لشارع‭ ‬المعز‭ ‬بجانب‭ ‬التحف‭ ‬الإسلامية‭ ‬المعمارية‭ ‬المنتشرة‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬الشارع‭ ‬العجوز‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬عمره‭ ‬إلى‭ ‬ألف‭ ‬عام‭.‬

 

سبيل‭ ‬محمد‭ ‬علي

وكان‭ ‬اختيار‭ ‬سبيل‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬باشا‭ ‬في‭ ‬النحّاسين‭ ‬الرابط‭ ‬في‭ ‬أبهة‭ ‬وعظمة‭ ‬أمام‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬السلطان‭ ‬قلاوون‮»‬‭ ‬اختيارًا‭ ‬موفقًا،‭ ‬ذلك‭ ‬السبيل‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬أحد‭ ‬أجمل‭ ‬عناصر‭ ‬العمارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بالقاهرة‭ ‬التاريخية،‭ ‬وأحد‭ ‬أدق‭ ‬النماذج‭ ‬الفنية‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬تزخر‭ ‬بها‭ ‬مصر،‭ ‬والــــذي‭ ‬يـــعبر‭ ‬عن‭ ‬حقبة‭ ‬تاريخــــية‭ ‬مهمة،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يمــــثل‭ ‬تطـــورًا‭ ‬في‭ ‬عمارة‭ ‬الأسبلة‭ ‬كعنصر‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬التشكيل‭ ‬العمراني،‭ ‬والتي‭ ‬انفردت‭ ‬بها‭ ‬العمارة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬كما‭ ‬يمثل‭ ‬طراز‭ ‬أحد‭ ‬المباني‭ ‬الخيرية‭ ‬الإسلامية‭ ‬فــــهو‭ ‬منشأة‭ ‬تعليمية‭ ‬خيرية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬المجتـــمع،‭ ‬وتلك‭ ‬الخدمة‭ ‬جعلت‭ ‬القيمة‭ ‬الوظيــــفية‭ ‬للأثر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬استمرارية‭ ‬وجوده‭ ‬وتألقه‭.‬

ويحكي‭ ‬التاريخ‭ ‬أن‭ ‬السبيل‭ ‬الذي‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬متحف‭ ‬للنسيج‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أمر‭ ‬والي‭ ‬مصر‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬باشا‭ ‬الكبير‭ ‬بإنشائه‭ ‬سنة‭ ‬1828م‭. ‬وقد‭ ‬أنشأه‭ ‬كعمل‭ ‬خيري‭ ‬على‭ ‬روح‭ ‬ابنه‭ ‬إسماعيل‭ ‬باشا‭ ‬الذي‭ ‬توفي‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬سنة‭ ‬1822م‭. ‬ويعتبر‭ ‬هذا‭ ‬السبيل‭ ‬‮«‬المتحف‮»‬‭ ‬من‭ ‬الأسبلة‭ ‬العثمانية‭ ‬بمصر‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬فيها‭ ‬زخارف‭ ‬‮«‬الباروك‮»‬‭ ‬و«الركوكو‮»‬‭ ‬العثمانيين،‭ ‬وتوجد‭ ‬فوقه‭ ‬مدرسة‭ ‬صغيرة‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬حجرة‭ ‬مستطيلة‭ ‬مغطاة‭ ‬بقبة‭ ‬بيضاوية‭ ‬آية‭ ‬في‭ ‬زخارف‭ ‬‮«‬الباروك‮»‬‭ ‬و‮«‬الركوكو‮»‬‭ ‬العثمانيين،‭ ‬وهي‭ ‬ذات‭ ‬واجهة‭ ‬منحنية‭ ‬تطل‭ ‬على‭ ‬شارع‭ ‬المعز‭ ‬بأربعة‭ ‬شبابيك‭ ‬للتسبيل،‭ ‬مغشى‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬بالنحاس‭ ‬مشكلًا‭ ‬زخارف‭ ‬نباتية،‭ ‬كما‭ ‬نجد‭ ‬الواجهة‭ ‬الرخامية‭ ‬الرائعة‭ ‬وما‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬كتابات‭ ‬شعرية‭ ‬تركية‭. ‬وقد‭ ‬اتسع‭ ‬السبيل‭ ‬في‭ ‬طابقيه‭ ‬السفلي‭ ‬والعلوي‭ ‬لإنشاء‭ ‬5‭ ‬قاعات‭ ‬تضمن‭ ‬مقتنيات‭ ‬نسيجية‭ ‬عصور‭ ‬وتضم‭ ‬كل‭ ‬قاعة‭ ‬قطعًا‭ ‬رائعة‭ ‬التكوين‭ ‬والألوان‭ ‬بقيت‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬العصور‭ ‬وتحمل‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬ملامح‭ ‬وفنون‭ ‬عصرها‭.‬

ثم‭ ‬قطع‭ ‬من‭ ‬نسيج‭ ‬الصوف‭ ‬كلها‭ ‬زخارف‭ ‬منسوجة‭ ‬بطريقة‭ ‬القباطي‭ ‬من‭ ‬العصر‭ ‬الأموي،‭ ‬وقطع‭ ‬من‭ ‬نسيج‭ ‬الكتان‭ ‬بزخارف‭ ‬منسوجة‭ ‬بالحرير‭ ‬عليها‭ ‬كتابات‭ ‬‮«‬فتح‭ ‬قريب‭ ‬لعبدالله‭ ‬ووليه‭ ‬نزار‭ ‬أبي‭ ‬منصور‭ ‬العزيز‭ ‬بالله‭ ‬أمير‭ ‬المؤمنين‮»‬‭ ‬من‭ ‬العصر‭ ‬الفاطمي‭. ‬وقطع‭ ‬من‭ ‬نسيج‭ ‬الصوف‭ ‬عليها‭ ‬رسوم‭ ‬لفرس‭ ‬النهر‭ ‬بالألوان‭ ‬من‭ ‬العصر‭ ‬الطولوني،‭ ‬وقطع‭ ‬من‭ ‬نسيج‭ ‬الحرير‭ ‬باللون‭ ‬الأزرق‭ ‬عليها‭ ‬كتابات‭ ‬باسم‭ ‬الناصر‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬قلاوون،‭ ‬وسجاد‭ ‬صلاة‭ ‬للتعليق‭ ‬من‭ ‬الحريق‭ ‬الأحمر‭ ‬المطرز‭ ‬بالفضة‭ ‬المموهة‭ ‬بالذهب،‭ ‬أهداها‭ ‬الوالي‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬باشا‭ ‬إلى‭ ‬كريمته‭ ‬زينب‭ ‬هانم‭ ‬عند‭ ‬زفافها‭. ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬من‭ ‬كسوة‭ ‬الكعبة‭ ‬‮«‬شعاره‭ ‬باب‭ ‬التوبة‮»‬‭ ‬عليها‭ ‬زخارف‭ ‬نباتية‭ ‬وآيات‭ ‬قرآنية‭ ‬مطرزة‭ ‬بخيوط‭ ‬من‭ ‬الفضة‭ ‬بأسلوب‭ ‬‮«‬السيرما‮»‬‭.‬

 

المنسوجات‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬اليمن

اشتهر‭ ‬اليمن‭ ‬بصناعة‭ ‬المنسوجات‭ ‬منذ‭ ‬أقدم‭ ‬العصور‭ ‬قبل‭ ‬الإسلام،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يصنع‭ ‬كسوة‭ ‬الكعبة‭ ‬من‭ ‬نسيج‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬الوصايل‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬الثياب‭ ‬المخططة،‭ ‬وقد‭ ‬استمرت‭ ‬صناعة‭ ‬الوصايل‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الإسلامي‭ ‬مع‭ ‬احتفاظها‭ ‬بخصائصها‭ ‬التي‭ ‬تميزها‭ ‬بين‭ ‬أقمشة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وهي‭ ‬الخطوط‭ ‬التي‭ ‬تتناسب‭ ‬طولية‭ ‬أو‭ ‬عرضية،‭ ‬وتتصل‭ ‬وتنفصل‭ ‬لتعطي‭ ‬منظر‭ ‬ألوان‭ ‬متعددة،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تغطي‭ ‬خطوط‭ ‬السدى‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المواضع‭ ‬بالشمع،‭ ‬بحيث‭ ‬تظهر‭ ‬الصباغة‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬غير‭ ‬المحجوزة‭ ‬وتبقى‭ ‬المواضع‭ ‬المحجوزة‭ ‬بيضاء،‭ ‬وكانت‭ ‬تطرز‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المنسوجات‭ ‬القطنية‭ ‬الكتابات‭ ‬الكوفية‭ ‬في‭ ‬القرنين‭ ‬الثالث‭ ‬والرابع‭ ‬الهجريين،‭ ‬والتي‭ ‬اشتملت‭ ‬على‭ ‬أسماء‭ ‬الخلفاء‭ ‬العباسيين‭ ‬وطراز‭ ‬صنعاء‭ ‬وتاريخ‭ ‬الصناعة‭.‬

واشتملت‭ ‬بعض‭ ‬المنسوجات‭ ‬اليمنية‭ ‬على‭ ‬زخارف‭ ‬هندسية‭ ‬من‭ ‬خطوط‭ ‬متعرجة‭ ‬ونقط‭ ‬ومعينات،‭ ‬إما‭ ‬بتطريز‭ ‬أو‭ ‬بإحدى‭ ‬طرق‭ ‬الصناعة‭ ‬المركبة‭ (‬النقش‭ ‬الزائد‭ ‬من‭ ‬الســــداة‭ ‬أو‭ ‬اللحمة‭).‬

 

النسيج‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬

لا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬قد‭ ‬برعت‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬المنسوجات‭ ‬الحريرية‭ ‬منذ‭ ‬أقدم‭ ‬العصور،‭ ‬وتمدنا‭ ‬المصادر‭ ‬التاريخية‭ ‬والأثرية‭ ‬بمعلومات‭ ‬غزيرة‭ ‬عن‭ ‬المنسوجات‭ ‬الإيرانية‭ ‬الحريرية‭ ‬المطرزة‭ ‬بخيوط‭ ‬من‭ ‬الذهب‭ ‬والفضة‭ ‬ومنسوجات‭ ‬الديباج‭ ‬المبطن‭ ‬من‭ ‬اللحمة‭. ‬وزينت‭ ‬المنسوجات‭ ‬بالرسوم‭ ‬الحيوانية‭ ‬والزخارف‭ ‬النباتية‭ ‬والهندسية‭ ‬من‭ ‬جامات‭ ‬ودوائر‭ ‬تحصر‭ ‬بينها‭ ‬زخارف‭ ‬نباتية‭ ‬محوّرة‭.‬

وازدهرت‭ ‬صناعة‭ ‬النسيج‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬خوزستان‭ ‬وشوشتر‭ ‬التي‭ ‬صنعت‭ ‬فيها‭ ‬كسوة‭ ‬الكعبة،‭ ‬ومدينة‭ ‬خوارزم‭ ‬وبخارى‭ ‬وسمرقند‭ ‬التي‭ ‬أنتجت‭ ‬منسوجات‭ ‬كتانية‭ ‬تشبه‭ ‬النسيج‭ ‬المصري،‭ ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مدن‭ ‬عدة‭ ‬أخرى‭ ‬اشتهرت‭ ‬بصناعة‭ ‬أنواع‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬النسيج،‭ ‬مثل‭ ‬مدينة‭ ‬آمل‭ ‬التي‭ ‬عرفت‭ ‬بمنسوجات‭ ‬سميكة‭ ‬استخدمت‭ ‬كأغطية‭ ‬للسروج‭.‬

 

المنسوجات‭ ‬في‭ ‬العراق

عرف‭ ‬العراق‭ ‬صناعة‭ ‬النسيج‭ ‬في‭ ‬العصور‭ ‬السابقة‭ ‬للإسلام‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الساسانيين،‭ ‬حيث‭ ‬توافرت‭ ‬المواد‭ ‬الخام‭ ‬من‭ ‬القطن‭ ‬والصوف‭ ‬والحرير‭ ‬والكتان،‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬مصانع‭ ‬النسيج‭ ‬التي‭ ‬ألحقت‭ ‬بالمعابد‭ ‬قبل‭ ‬الإسلام‭ ‬هي‭ ‬نواة‭ ‬لنظام‭ ‬الطراز‭ ‬الذي‭ ‬ازدهر‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬العباسي‭.‬

استخدمت‭ ‬طريقة‭ ‬القباطي‭ (‬اللحمات‭ ‬غير‭ ‬الممتدة‭) ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الزخارف‭ ‬على‭ ‬المنسوجات‭ ‬الصوفية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تشبه‭ ‬المنسوجات‭ ‬المصرية‭ ‬المعاصرة‭ ‬لها،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬القرون‭ ‬الأولى‭ ‬للهجرة،‭ ‬مع‭ ‬غلبة‭ ‬التأثيرات‭ ‬الساسانية‭ ‬على‭ ‬العناصر‭ ‬الزخرفية‭ ‬المنفذة،‭ ‬على‭ ‬المنسوجات‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬إلينا،‭ ‬مثل‭ ‬رسوم‭ ‬الحيوانات‭ ‬والطيور‭ ‬والعناصر‭ ‬النباتية‭ ‬المجنحة‭ ‬وحبات‭ ‬المسبحة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الكتابات‭ ‬الكوفية،‭ ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المنسوجات‭ ‬الصوفية‭ ‬وصلتنا‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬منسوجات‭ ‬الطراز‭ ‬المصنوعة‭ ‬من‭ ‬القطن‭ ‬بطريقة‭ ‬نسيج‭ ‬السادة‭ ‬أو‭ ‬الملحم،‭ ‬والتي‭ ‬اشتملت‭ ‬على‭ ‬أشرطة‭ ‬كتابية‭ ‬كوفية‭ ‬منسوجة‭ ‬أو‭ ‬مطرزة‭ ‬أو‭ ‬مكتوبة‭ ‬بالمداد،‭ ‬مدون‭ ‬عليها‭ ‬أسماء‭ ‬الخلفاء‭ ‬والوزراء‭ ‬ودور‭ ‬الطراز‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬مدينة‭ ‬السلام‮»‬،‭ ‬‮«‬بغداد‮»‬‭ ‬وتاريخ‭ ‬الصناعة‭ ‬وأحيانا‭ ‬توقيعات‭ ‬الصناع‭.‬

‭ ‬وعرف‭ ‬العراقيون‭ ‬النول‭ ‬البسيط‭ ‬الأفقي‭ ‬والرأسي،‭ ‬كما‭ ‬عرفوا‭ ‬الأصباغ‭ ‬النباتية‭ ‬والحيوانية،‭ ‬فحصلوا‭ ‬على‭ ‬اللون‭ ‬الأحمر‭ ‬ودرجاته‭ ‬من‭ ‬لحاء‭ ‬شجر‭ ‬البلوط،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الحشرات‭ ‬والديدان‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬على‭ ‬الأشجار‭ ‬وخاصة‭ ‬دودة‭ ‬القرمز،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬تجفيفها‭ ‬وغليها‭ ‬ثم‭ ‬وضعها‭ ‬في‭ ‬محلول‭ ‬ملحي‭ ‬حامض‭.‬

وحصلوا‭ ‬على‭ ‬اللون‭ ‬الأزرق‭ ‬من‭ ‬نبات‭ ‬النيلة،‭ ‬وعرفوا‭ ‬مزج‭ ‬الألوان‭ ‬لاستخراج‭ ‬ألوان‭ ‬جديدة،‭ ‬كما‭ ‬عرفوا‭ ‬استعمال‭ ‬الزعفران‭ ‬والورس‭.‬

وكانت‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬عند‭ ‬الفتح‭ ‬الإسلامي‭ ‬مراكز‭ ‬عدة‭ ‬لصناعة‭ ‬النسيج،‭ ‬نذكر‭ ‬منها‭ ‬مدينتي‭ ‬المدائن‭ ‬والأنبار‭ ‬اللتين‭ ‬اشتهرتا‭ ‬بنسيج‭ ‬الطيالس‭ (‬جمع‭ ‬طيلسان‭) ‬التي‭ ‬تلبس‭ ‬على‭ ‬الأكتاف،‭ ‬وكذلك‭ ‬الجزيرة‭ ‬التي‭  ‬اشتهرت‭ ‬بمنسوجات‭ ‬الصوف،‭ ‬والموصل‭ ‬التي‭ ‬ازدهرت‭ ‬فيها‭ ‬صناعة‭  ‬النسيج‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الإسلامي،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬منسوجاتها‭ ‬الملابس‭ ‬القطنية‭ ‬والشاش‭ ‬والمنسوجات‭ ‬الصوفية‭ ‬والموسلين‭ (‬نسبة‭ ‬إلى‭ ‬الموصل‭)‬،‭ ‬وفي‭ ‬المناطق‭ ‬الكردية‭ ‬الشمالية‭ ‬ساعد‭ ‬المناخ‭ ‬المعتدل‭ ‬والحار‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬المنسوجات‭ ‬الصوفية‭ ‬والقطنية‭ ‬والستائر‭.‬

وعندما‭ ‬فتح‭ ‬المسلمون‭ ‬العراق‭ ‬أقاموا‭ ‬مدنا‭ ‬جديدة‭ ‬مثل‭ ‬البصرة‭ ‬والكوفة‭ ‬وواسط‭ ‬وبغداد‭ ‬وسامراء،‭ ‬ازدهرت‭ ‬فيها‭ ‬صناعة‭ ‬النسيج،‭ ‬وخاصة‭ ‬عندما‭ ‬استوطنها‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬اليمن‭ ‬الذين‭ ‬اشتهروا‭ ‬بمهارتهم‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬النسيج،‭ ‬واشتهرت‭ ‬مدينة‭ ‬الكوفة‭ ‬بصناعة‭ ‬الخز‭ ‬من‭ ‬الحرير‭ ‬والصوف‭ ‬كملابس‭ ‬للأغنياء،‭ ‬وصنعت‭ ‬الكوفيات‭ ‬التي‭ ‬حول‭ ‬الرأس‭.‬

وأصبحت‭ ‬بغداد‭ (‬مدينة‭  ‬السلام‭) ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ (‬145هـ‭/‬1750م‭) ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مراكز‭ ‬صناعة‭ ‬النسيج‭ ‬من‭ ‬الحرير‭ ‬والصوف‭.‬

وعرفت‭ ‬صناعة‭ ‬نسيج‭ ‬القصب‭ ‬والملحم‭ (‬وهو‭ ‬نسيج‭ ‬لحمته‭ ‬من‭ ‬القطن‭ ‬أو‭ ‬الكتان‭ ‬وسداته‭ ‬من‭ ‬الحرير‭)‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬الخز‭ ‬من‭ ‬الحرير‭ ‬والصوف‭ ‬والبز‭ ‬من‭ ‬القطن‭ ‬الدقيق،‭ ‬ومنسوجات‭ ‬الوشي‭ ‬من‭ ‬الحرير‭ ‬المطرز‭ ‬برسوم‭ ‬الأشخاص‭ ‬والحيوانات،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬الملابس‭ ‬التي‭ ‬يفضلها‭ ‬الخلفاء‭ ‬وكبار‭ ‬رجال‭ ‬الدولة‭ ‬ومنسوجات‭ ‬الديباج‭ ‬من‭ ‬الحرير،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأنواع‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬تبين‭ ‬مدى‭ ‬الاهتمام‭ ‬بصناعة‭ ‬النسيج‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬العباسي‭ ‬في‭ ‬العراق‭.‬

ومن‭ ‬أهم‭ ‬قطع‭ ‬المنسوجات‭ ‬التي‭ ‬وصلتنا‭ ‬من‭ ‬العصر‭ ‬العباسي‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬نسيج‭ ‬الصوف‭ (‬بمتحف‭ ‬بوسطن‭) ‬باللون‭ ‬البني‭ ‬تزينها‭ ‬زخارف‭ ‬منسوجة‭ ‬باللونين‭ ‬البني‭ ‬والأزرق‭ ‬الداكن،‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬شكل‭ ‬وعل‭ ‬أو‭ ‬حمل‭ ‬بأسلوب‭ ‬زخرفي‭ ‬محور‭ ‬داخل‭ ‬منطقة‭ ‬هندسية،‭ ‬وتظهر‭ ‬عليها‭ ‬التأثيرات‭ ‬الساسانية‭ ‬وهي‭ ‬ترجع‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬الثاني‭ ‬الهجري‭ ‬الموافق‭ ‬الثامن‭ ‬الميلادي‭.‬

ويحتفظ‭ ‬متحف‭ ‬كليفلاند‭ ‬بقطعة‭ ‬من‭ ‬نسيج‭ ‬الحرير‭ ‬الأصفر‭ ‬وخيوط‭ ‬الفضة‭ ‬تزخرفها‭ ‬أشكال‭ ‬هندسية‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬معينات‭ ‬تزينها‭ ‬حبات‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬والأوراق‭ ‬النباتية،‭ ‬وتظهر‭ ‬عليها‭ ‬التأثيرات‭ ‬الساسانية‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬حبات‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬وأنصاف‭ ‬المراوح‭ ‬التخيلية،‭ ‬والزخرفة‭ ‬المنفذة‭ ‬بأسلوب‭ ‬القباطي‭ ‬بألوان‭ ‬براقة‭ ‬حمراء‭ ‬وخضراء‭ ‬وزرقاء،‭ ‬كما‭ ‬استخدم‭ ‬اللونان‭ ‬الوردي‭ ‬والأبيض‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭.‬

وقد‭ ‬وصلتنا‭ ‬قطع‭ ‬من‭ ‬منسوجات‭ ‬الطراز‭ ‬صنعت‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ (‬مدينة‭ ‬السلام‭) ‬من‭ ‬القطن‭ ‬مطرزة‭ ‬عليها‭ ‬أشرطة‭ ‬طراز‭ ‬موزعة‭ ‬بين‭ ‬المتاحف‭ ‬والمجموعات‭ ‬المختلفة،‭ ‬وخاصة‭ ‬متحف‭ ‬الفن‭ ‬الإسلامي‭ ‬بالقاهرة‭ ‬ومتحف‭ ‬المنسوجات‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬ومتحف‭ ‬النسيج‭ ‬المصري‭.‬

 

آلهة‭ ‬النسيج

ولعل‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يثير‭ ‬دهشة‭ ‬الزائرين‭ ‬هذا‭ ‬الإعجاز‭ ‬الفريد‭ ‬من‭ ‬ألوان‭ ‬المنسوجات‭ ‬التي‭ ‬بقيت‭ ‬على‭ ‬حالها،‭ ‬برغم‭ ‬مرور‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬على‭ ‬صناعتها‭. ‬ويعرض‭ ‬المتحف‭ ‬قطعًا‭ ‬رائعة‭ ‬من‭ ‬المنسوجات‭ ‬الفرعونية‭ ‬من‭ ‬‮«‬الكتان‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬اشتهر‭ ‬به‭ ‬الفراعنة،‭ ‬تتميز‭ ‬بالرقة‭ ‬والنعومة‭ ‬التي‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬نعومة‭ ‬الحرير،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬القطع‭ ‬ضمن‭ ‬الهدايا‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬ملوك‭ ‬الفراعنة‭ ‬وملوك‭ ‬العالم‭ ‬القديم‭! ‬إذ‭ ‬برع‭ ‬المصري‭ ‬القديم‭ ‬في‭ ‬غزل‭ ‬ونسج‭ ‬وصباغة‭ ‬ألياف‭ ‬الكتان،‭ ‬فعرفوا‭ ‬التراكيب‭ ‬النسجية‭ ‬المختلفة‭ ‬من‭ ‬النسيج‭ ‬السادة‭ ‬والقباطي‭ ‬والنسيج‭ ‬الحرير،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬تطريز‭ ‬منسوجاتهم‭ ‬وبخاصة‭ ‬الملكية‭ ‬منها‭ ‬بالأساليب‭ ‬المختلفة،‭ ‬مثل‭ ‬شغل‭ ‬الإبرة‭ ‬والتطعيم‭ ‬بالأقمشة‭ ‬واستخدام‭ ‬الخرز‭ ‬من‭ ‬الفيانس‭ ‬وعجينة‭ ‬الزجاج‭ ‬الملونة،‭ ‬وكذلك‭ ‬استخدام‭ ‬الحليات‭ ‬الذهبية‭. ‬

وبلغ‭ ‬عشق‭ ‬الفراعنة‭ ‬واهتمامهم‭ ‬بصناعة‭ ‬النسيج‭ ‬أن‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزمان‭ ‬‮«‬آلهة‭ ‬النسيج‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬الصناعة‭ ‬ويتعبد‭ ‬في‭ ‬محرابها‭ ‬العاشقون‭ ‬المحبون‭ ‬لهذه‭ ‬الفنون،‭ ‬وقد‭ ‬تضمن‭ ‬المتحف‭ ‬قسمًا‭ ‬خاصًا‭ ‬عرضت‭ ‬فيه‭ ‬تماثيل‭ ‬‮«‬آلهة‭ ‬النسيج‮»‬‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الفرعوني‭.‬

ويحكي‭ ‬التاريخ‭ ‬القديم‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬بطليموس‭ ‬الثاني‭ ‬يستعين‭ ‬بالمعلقات‭ ‬والوسائد‭ ‬في‭ ‬تزويد‭ ‬زورقه‭ ‬وخيمته،‭ ‬وكانت‭ ‬مدينة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬قد‭ ‬شهدت‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الروماني‭ ‬إنشاء‭ ‬مصانع‭ ‬‮«‬الجينسيوم‮»‬‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬النساء‭ ‬تقوم‭ ‬بالنسج‭ ‬والتطريز‭ ‬فيها‭ ‬لإنتـــاج‭ ‬ما‭ ‬يحتاج‭ ‬إليه‭ ‬البلاط‭ ‬الملكي‭ ‬من‭ ‬أقمـــشة‭ ‬منـــــفذة‭ ‬بأســــــلوب‭ ‬‮«‬الزردخان‮»‬‭ ‬‮«‬Apolymita‮»‬،‭ ‬ومع‭ ‬انتشار‭ ‬المسيحية‭ ‬تجمع‭ ‬الفنانان‭ ‬المصري‭ ‬والروماني‭ ‬في‭ ‬روحانية‭ ‬ورمزية‭ ‬وتحريرية‭ ‬وعبرت‭ ‬المنسوجات‭ ‬القبطية‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬الجديد،‭ ‬حيث‭ ‬تميزت‭ ‬بغناء‭ ‬وغزارة‭ ‬عناصرها‭ ‬الزخرفية‭ ‬ذات‭ ‬الألوان‭ ‬البراقة‭. ‬وقد‭ ‬اهتم‭ ‬الأمراء‭ ‬المسلمون‭ ‬بإنشاء‭ ‬مصانع‭ ‬النسيج‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تتميز‭ ‬بالكتابة‭ ‬عليه‭.‬

 

مئزر‭ ‬سباحة‭ ‬الملك‭ ‬توت‭!‬

وما‭ ‬يثير‭ ‬دهشة‭ ‬الزائرين‭ ‬لهذا‭ ‬المتحف‭ ‬القطع‭ ‬الفرعونية‭ ‬التي‭ ‬تسمى‭ ‬‮«‬مئزرات‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬عثر‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬مقبرة‭ ‬الملك‭ ‬توت‭ ‬عنخ‭ ‬آمون،‭ ‬وهو‭ ‬رداء‭ ‬بسيط‭ ‬يشبه‭ ‬المثلث‭ ‬من‭ ‬نسيج‭ ‬الكتان‭ ‬الملكي‭ ‬الرقيق‭ ‬يلبس‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬لباس‭ ‬البحر‮»‬‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحالي‭. ‬وأيضًا‭ ‬قطع‭ ‬من‭ ‬نسيج‭ ‬ملون‭ ‬في‭ ‬مقبرة‭ ‬الملك‭ ‬تحتمس‭ ‬الرابع‭ ‬نسجت‭ ‬بطريق‭ ‬القباطي‭ ‬بمهارة‭ ‬فائقة‭ ‬وصبغت‭ ‬باللونين‭ ‬الأحمر‭ ‬والأزرق،‭ ‬تحمل‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬اسم‭ ‬جده‭ ‬الملك‭ ‬تحتمس‭ ‬الثالث‭ ‬يرجح‭ ‬أنها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬رداء‭ ‬احتفالي‭ ‬موروث‭ ‬عبر‭ ‬الأسرة‭.‬

 

أين‭ ‬مصممو‭ ‬الأزياء‭ ‬العرب؟‭ ‬

إنها‭ ‬قطع‭ ‬من‭ ‬الفنون‭ ‬الباهرة‭ ‬تصور‭ ‬مراحل‭ ‬من‭ ‬الإبداع‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الصناعة‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬كل‭ ‬الدنيا،‭ ‬وأغلب‭ ‬الظن‭ ‬أن‭ ‬ملوك‭ ‬الأزياء‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬سوف‭ ‬يحضرون‭ ‬لمشاهدة‭ ‬هذه‭ ‬التحف‭ ‬واقتباس‭ ‬بعض‭ ‬الأذواق‭ ‬وإعادة‭ ‬صناعتها‭ ‬وطرحها‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬‮«‬كموضة‭ ‬جـــديــــدة‮»‬‭ ‬تبهر‭ ‬العالم،‭ ‬وبالذات‭ ‬قطع‭ ‬الملابس‭ ‬التي‭ ‬كانــت‭ ‬ترتديها‭ ‬ملكات‭ ‬مصــــر‭ ‬الفرعونـــية،‭ ‬وكذلك‭ ‬منسوجات‭ ‬وأذواق‭ ‬سكان‭ ‬المنطقــــتيــــن‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬إنها‭ ‬تصلح‭ ‬لأن‭ ‬تــــكون‭ ‬قمــة‭ ‬في‭ ‬الموضــــة‭ ‬والذوق،‭ ‬وليت‭ ‬مصـــممي‭ ‬الموضة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬يسبقون‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬صنـــاعة‭ ‬هذه‭ ‬القطع‭ ‬من‭ ‬الأزياء‭ ‬الملكية‭ ‬والتـــاريخــية‭ ‬بخطوطها‭ ‬وألوانها‭ ‬المذهلة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يخطف‭ ‬الفكرة‭ ‬النشطاء‭ ‬من‭ ‬صانعي‭ ‬الموضة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬الدنيا‭ ‬ثــم‭ ‬إعــــادة‭ ‬تصديرها‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ .

مدخل‭ ‬المتحف‭ ‬وفي‭ ‬الأساس‭ ‬هو‭ ‬سبيل‭ ‬أنشأه‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬عام‭ ‬1828