السينما الملحمية

السينما  الملحمية

السينما‭ ‬الملحمية‭ ‬هي‭ ‬السينما‭ ‬التي‭ ‬تمجد‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬بكل‭ ‬طموحه‭ ‬ومشاعره‭ ‬وآلامه‭ ‬وأخطائه‭. ‬وقد‭ ‬قدمت‭ ‬السينما‭ ‬الأمريكية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬كلاسيكيات‭ ‬السينما‭ ‬العالمية،‭ ‬والتي‭ ‬سنتناول‭ ‬بعضا‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭.‬

سنحاول‭ ‬في‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭ ‬أن‭ ‬نستعرض‭ ‬أهم‭ ‬ملامح‭ ‬السينما‭ ‬الملحمية،‭ ‬ونقدم‭ ‬كيف‭ ‬تناولها‭ ‬كل‭ ‬فيلم،‭ ‬أو‭ ‬كيف‭ ‬تمت‭ ‬معالجتها‭ ‬في‭ ‬الأفلام‭ ‬المختلفة‭:‬

أولاً‭: ‬البطل‭ ‬الفرد

الكثير‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬الملحمية‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬هذا‭ ‬البطل‭ ‬الفرد،‭ ‬مثل‭: ‬‮«‬سبارتكوس‮»‬‭ (‬1960‭) ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬كيرك‭ ‬دوجلاس،‭ ‬لورانس‭ ‬أوليفييه،‭ ‬جين‭ ‬سيمونز‭ ‬ومن‭ ‬إخراج‭ ‬ستانلي‭ ‬كوبريك،‭ ‬وفيلم‭ ‬‮«‬بن‭ ‬هور‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬مرات‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أولاها‭ ‬كانت‭ ‬فيلما‭ ‬صامتا‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1907،‭ ‬ثم‭ ‬كان‭ ‬الفيلم‭ ‬الصامت‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1925،‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬رومان‭ ‬نافارو،‭ ‬وفرانسيز‭ ‬بوشمان‭ ‬وماي‭ ‬ماكفوي،‭ ‬ومن‭ ‬إخراج‭ ‬فرد‭ ‬نبلو‭ ‬ولكن‭ ‬النسخة‭ ‬الأشهر‭ ‬هي‭ ‬نسخة‭ ‬1959‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬شارلتون‭ ‬هستون‭ ‬وهايا‭ ‬هراريت‭ ‬وجاك‭ ‬هوكنز‭ ‬ومن‭ ‬إخراج‭ ‬وليام‭ ‬ويلر،‭ ‬والبطل‭ ‬الفرد‭ ‬يمثل‭ ‬استثناء‭ ‬ويعكس‭ ‬الطبيعة‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬مجموعها،‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬للإنسان‭ ‬بالإيمان‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بطلاً‭.‬

 

ثانيا‭: ‬قضية‭ ‬الحرية

مأساة‭ ‬أبطال‭ ‬الأفلام‭ ‬الملحمية‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الحرية‭ ‬المسلوبة‭ ‬منهم،‭ ‬ومن‭ ‬عائلاتهم،‭ ‬وممن‭ ‬يعيشون‭ ‬معهم،‭ ‬في‭ ‬‮«‬سبارتكوس‮»‬‭ ‬يدور‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المصارعين‭ ‬العبيد‭ ‬وبين‭ ‬السادة‭ ‬الرومان‭ ‬الذين‭ ‬يعتبرون‭ ‬هؤلاء‭ ‬العبيد‭ ‬من‭ ‬الأشياء،‭ ‬ويدفعونهم‭ ‬للقتال‭ ‬بينهم‭ ‬حتى‭ ‬الموت،‭ ‬لكن‭ ‬الصراع‭ ‬يحتدم‭ ‬عندما‭ ‬يرفض‭ ‬أحد‭ ‬المصارعين‭ ‬قتل‭ ‬زميله‭ ‬في‭ ‬الحلبة،‭ ‬بل‭ ‬ويتجرأ‭ ‬ويقذف‭ ‬برمحه‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬السادة،‭ ‬فيتم‭ ‬عقابه‭ ‬بقتله‭ ‬وتعليق‭ ‬جثته‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬السكن‭ ‬الذي‭ ‬يقيم‭ ‬فيه‭ ‬المصارعون،‭ ‬ليكون‭ ‬أمثولة‭ ‬لهم،‭ ‬لكنهم‭ ‬في‭ ‬صباح‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬يقتلون‭ ‬حراسهم‭ ‬ويستولون‭ ‬على‭ ‬المكان‭ ‬ويبدأون‭ ‬ثورة‭ ‬ضد‭ ‬‮«‬روما‮»‬‭ ‬نفسها،‭ ‬التي‭ ‬تشعر‭ ‬بالخطر‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬كلها،‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬صارم،‭ ‬يحتل‭ ‬العبيد‭ ‬فيه‭ ‬مكاناً‭ ‬مركزياً‭. ‬ويرسل‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الروماني‭ ‬القائد‭ ‬العسكري‭ ‬والسياسي‭ ‬الكبير‭ ‬‮«‬ماركوس‭ ‬ليسينوس‮»‬‭ - ‬لورانس‭ ‬أوليفييه‭ - ‬على‭ ‬رأس‭ ‬جيش‭ ‬جرار‭ ‬لمواجهة‭ ‬جيش‭ ‬‮«‬سبارتكوس‮»‬‭ ‬المكون‭ ‬من‭ ‬المصارعين‭ ‬المحررين‭ ‬والهاربين‭ ‬والفلاحين‭ ‬البسطاء‭ ‬الذين‭ ‬كانت‭ ‬الجيوش‭ ‬الرومانية‭ ‬قد‭ ‬جلبتهم‭ ‬من‭ ‬أرجاء‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬للعمل‭ ‬لدى‭ ‬النبلاء‭ ‬الرومان،‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬‮«‬سبارتكوس‮»‬‭ ‬يخطط‭ ‬للذهاب‭ ‬للبحر‭ ‬وركوب‭ ‬السفن‭ ‬للإبحار‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬إيطاليا‭ ‬والتنعم‭ ‬بالحرية‭. ‬وينتهي‭ ‬الفيلم‭ ‬بموت‭ ‬‮«‬سبارتكوس‮»‬‭ ‬على‭ ‬عمود‭ ‬خشبي،‭ ‬بينما‭ ‬ينظر‭ ‬لزوجته‭ ‬وحبيبته‭ ‬‮«‬فيرونيا‮»‬‭ - ‬جين‭ ‬سيمونز‭ - ‬تبتعد‭ ‬هي‭ ‬وابنه‭ ‬الرضيع‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أكدت‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬ابنه‭ ‬سيكون‭ ‬حراً‭ ‬وسيعرف‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬أبوه‭ ‬ونضاله‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية‭.‬

في‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬بن‭ ‬هور‮»‬‭ ‬تبدو‭ ‬القصة‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيدا،‭ ‬فبن‭ ‬هور‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬يهودية‭ ‬ثرية‭ ‬تقطن‭ ‬القدس‭ ‬إبان‭ ‬السيطرة‭ ‬الرومانية‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬لكن‭ ‬مؤامرة‭ ‬تودي‭ ‬به‭ ‬وأمه‭ ‬وشقيقته‭ ‬للسجن‭ ‬بتهمة‭ ‬محاولة‭ ‬قتل‭ ‬الحاكم‭ ‬الروماني‭. ‬ويتم‭ ‬نقله‭ ‬لروما‭ ‬وينتهي‭ ‬به‭ ‬الأمر‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬مجذاف‭ ‬في‭ ‬سفينة‭ ‬حربية‭ ‬مقيداً‭ ‬بالسلاسل‭ ‬مع‭ ‬العبيد‭ ‬وكأنه‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭. ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المعارك‭ ‬ينقذ‭ ‬حياة‭ ‬أدميرال‭ ‬روماني‭ ‬هو‭ ‬‮«‬كوينتس‭ ‬أرياس‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬معجباً‭ ‬بإيمان‭ ‬‮«‬بن‭ ‬هور‮»‬‭ ‬بربه‭ ‬وثقته‭ ‬بنفسه‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتفق‭ ‬مع‭ ‬وضعه‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وعمله‭. ‬ونتيجة‭ ‬لهذه‭ ‬الصداقة‭ ‬العجيبة‭ ‬يقرر‭ ‬الإمبراطور‭ ‬الروماني‭ ‬بعد‭ ‬عودتهم‭ ‬إلى‭ ‬روما‭ ‬أن‭ ‬يهدي‭ ‬هذا‭ ‬العبد‭ ‬إلى‭ ‬الأدميرال‭ ‬كهدية‭ ‬للنصر‭ ‬الذي‭ ‬أحرزوه‭ ‬في‭ ‬المعركة‭. ‬وفي‭ ‬الحفل‭ ‬الذي‭ ‬يقيمه‭ ‬الأدميرال‭ ‬في‭ ‬قصره‭ ‬يفاجئ‭ ‬الجميع‭ ‬بأن‭ ‬يجعل‭ ‬‮«‬جودا‭ ‬بن‭ ‬هور‮»‬‭ ‬في‭ ‬منزلة‭ ‬ابنه‭ ‬ويعطيه‭ ‬خاتمه‭ (‬دليل‭ ‬السلطة‭)‬،‭ ‬لكن‭ ‬بن‭ ‬هور‭ ‬يصر‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬وطنه‭ ‬لينقذ‭ ‬أمه‭ ‬وشقيقته‭ ‬من‭ ‬السجن‭ ‬وينتقم‭ ‬من‭ ‬صديق‭ ‬طفولته‭ ‬القائد‭ ‬العسكري‭ ‬الروماني‭ ‬للقدس‭ ‬‮«‬ميسالا‮»‬‭.‬

 

فكرة‭ ‬العودة‭ ‬للوطن‭ ‬بين‭ ‬الإنساني‭ ‬والسياسي

استعملت‭ ‬السينما‭ ‬العالمية‭ ‬الفيلم‭ ‬الملحمي‭ ‬في‭ ‬بداياتها‭ - ‬وربما‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ - ‬كشكل‭ ‬دعائي‭ ‬مؤثر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬شحن‭ ‬المتفرجين‭ ‬بقيم‭ ‬وأفكار‭ ‬ومشاعر‭ ‬تخدم‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬يرونها،‭ ‬وهذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬السينمائية‭ ‬أكدتها‭ ‬الدراسات‭ ‬المتوالية‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬عليها‭ ‬باحثون‭ ‬جادون‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬وفي‭ ‬فترات‭ ‬تاريخية‭ ‬متباعدة،‭ ‬بحيث‭ ‬نزعت‭ ‬عنها‭ ‬فكرة‭ ‬التأثير‭ ‬السياسي‭ ‬والتوجيه‭ ‬العقدي‭.‬

لذا‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬نستغرب‭ ‬من‭ ‬تكرار‭ ‬فكرة‭ ‬العودة‭ ‬للوطن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأفلام‭ ‬الملحمية‭ ‬تقريباً،‭ ‬التي‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬تقترن‭ ‬بشعور‭ ‬إيماني‭ ‬عميق‭ ‬لدى‭ ‬البطل،‭ ‬يصل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأفلام‭ ‬إلى‭ ‬الإيحاء‭ ‬بأنه‭ ‬وعد‭ ‬من‭ ‬الرب‭ ‬بتحقيق‭ ‬اللقاء‭ ‬بالعائلة‭ ‬هناك‭.‬

في‭ ‬فيلم‭ ‬المصارع‭ (‬2000‭) ‬الأمريكي‭ - ‬البريطاني‭ ‬المشترك،‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬ريدلي‭ ‬سكوت‭ ‬وبطولة‭ ‬راسل‭ ‬كراو‭ ‬وجواكين‭ ‬فينيكس‭ ‬وكوني‭ ‬نيلسن،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬يقتل‭ ‬المصارع‭ ‬الإمبراطور‭ ‬في‭ ‬الحلبة‭ ‬أمام‭ ‬الجمهور‭ ‬وأعضاء‭ ‬البرلمان‭ ‬الحاضرين،‭ ‬تميل‭ ‬شقيقة‭ ‬الإمبراطور‭ ‬على‭ ‬المصارع‭ ‬الذي‭ ‬قتل‭ ‬شقيقها‭ ‬وتهمس‭ ‬له‭: ‬‮«‬اذهب‭ ‬إليهم‭... ‬اذهب‮»‬،‭ ‬وتستعرض‭ ‬الكاميرا‭ ‬صورة‭ ‬الحلم‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتكرر‭ ‬طوال‭ ‬الفيلم‭ ‬في‭ ‬خيال‭ ‬البطل،‭ ‬فنرى‭ ‬الزوجة‭ ‬والابن‭ ‬وكأنهما‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬العائلة‭ ‬ينتظرانه‭. ‬ونشعر‭ ‬بأنه‭ ‬سيلتقي‭ ‬بهما‭ ‬في‭ ‬الجنة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تعذر‭ ‬اللقاء‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬

لكن‭ ‬هذا‭ ‬المعنى‭ ‬الإنساني‭ ‬الرقيق‭ ‬يصبح‭ ‬ملتبساً‭ ‬بمعنى‭ ‬سياسي‭ ‬صارخ‭ ‬حالما‭ ‬يصبح‭ ‬الوطن‭ ‬هو‭ ‬‮«‬الأراضي‭ ‬المقدسة‭ ‬في‭ ‬فلسطين‮»‬‭ ‬وعندما‭ ‬يكون‭ ‬البطل‭ ‬يهودياً‭ ‬بشكل‭ ‬صريح،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نجده‭ ‬في‭ ‬فيلمي‭ ‬‮«‬بن‭ ‬هور‮»‬‭ (‬1959‭) ‬و«باراباس‮»‬‭ (‬1961‭) ‬المأخوذ‭ ‬عن‭ ‬قصة‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬باراباس‭ ‬اليهودي‮»‬‭ ‬للكاتب‭ ‬بار‭ ‬لاجركيفست‭ ‬وهي‭ ‬شخصية‭ ‬خيالية‭ ‬تظهر‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬مسرحية‭ ‬للكاتب‭ ‬كريستوفر‭ ‬مارلو‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬يهودي‭ ‬مالطا‮»‬‭ ‬والتي‭ ‬كتبها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1589‭ ‬أو‭ ‬1590‭.‬

لكن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬العودة‭ ‬والبطل‭ ‬تتحول‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬ذهب‭ ‬مع‭ ‬الريح‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬علاقة‭ ‬مع‭ ‬الأرض‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬مزرعة‭ ‬‮«‬تارا‮»‬‭ ‬التي‭ ‬نشأت‭ ‬فيها‭ ‬البطلة‭ ‬سكارليت‭ ‬أوهارا‭  ‬وشهدت‭ ‬فيها‭ ‬أيام‭ ‬الصبا‭ ‬ونمو‭ ‬الحب‭ ‬والعائلة‭ ‬من‭ ‬حولها،‭ ‬قبل‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬أحداث‭ ‬الفيلم‭ ‬أثناءها‭. ‬وتتحول‭ ‬فكرة‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الأمل‭ ‬الأخير‭ ‬لها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تموت‭ ‬ابنتها‭ ‬‮«‬بوني‮»‬‭ ‬ويهجرها‭ ‬زوجها‭ ‬‮«‬ريت‭ ‬باتلر‮»‬‭ (‬كلارك‭ ‬جيبل‭)  ‬وينتهي‭ ‬الفيلم‭ ‬بها‭ ‬وهي‭ ‬تتمتم‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬تارا‮»‬‭ ‬وتجلس‭ ‬وحيدة‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬البهو‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ودعها‭ ‬‮«‬ريت‮»‬‭ ‬نهائياً‭.‬

 

قصة‭ ‬الحب‭ ‬الخالدة

في‭ ‬جميع‭ ‬الأفلام‭ ‬الملحمية‭ ‬نجد‭ ‬قصة‭ ‬حب‭ ‬خالدة‭: ‬بين‭ ‬‮«‬سبارتكوس‮»‬‭ ‬و«فيرونيا‮»‬،‭ ‬وبين‭ ‬‮«‬بن‭ ‬هور‮»‬‭ ‬و«إستر‮»‬،‭ ‬وبين‭ ‬‮«‬المصارع‮»‬‭ ‬و«زوجته‮»‬‭. ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬تتسع‭ ‬لتصبح‭ ‬محور‭ ‬الفيلم‭ ‬في‭ ‬‮«‬ذهب‭ ‬مع‭ ‬الريح‮»‬،‭ ‬فحب‭ ‬‮«‬إسكارليت‭ ‬أوهارا‮»‬‭ ‬للسيد‭ ‬‮«‬أشلي‭ ‬وليكس‮»‬‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬الأبطال‭ ‬والأحداث‭ ‬بشكل‭ ‬مؤثر‭. ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬نجد‭ ‬قصة‭ ‬الحب‭ ‬اليائس‭ ‬من‭ ‬القائد‭ ‬الروماني‭ ‬‮«‬ماركوس‭ ‬ليسينوس‮»‬‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬فيرانيا‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يصرح‭ ‬لها‭ ‬به‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬قصره‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استولى‭ ‬عليها‭ ‬مخالفاً‭ ‬عهده‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬باتيتاس‮»‬‭ ‬مالك‭ ‬العبيد‭ ‬المصارعين،‭ ‬الذي‭ ‬يلعب‭ ‬دوره‭ ‬‮«‬بيتر‭ ‬أستينوف‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬وعده‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬هو‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬بيع‭ ‬العبيد‭ ‬بعد‭ ‬النصر‭ ‬عليهم‭. ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬أنه‭ ‬سيسرقها‭ ‬بعد‭ ‬قليل‭ ‬لمصلحة‭ ‬خصمه‭ ‬اللدود‭ ‬السيناتور‭ ‬‮«‬جراكوس‮»‬‭ - ‬يلعب‭ ‬دوره‭ ‬تشارلز‭ ‬ليتون‭ - ‬الذي‭ ‬منحها‭ ‬وابنها‭ ‬صكك‭ ‬الحرية‭ ‬الذي‭ ‬سينتقلان‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬أمان‭ ‬مع‭ ‬‮«‬باتيتاس‮»‬‭.‬

قالت‭ ‬فيرانيا‭ ‬لماركوس‭ ‬ليسينوس‭: ‬إنه‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬جسدها،‭ ‬لكنه‭ ‬لن‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬حبها،‭ ‬أو‭ ‬قلبها،‭ ‬لأنهما‭ ‬ملك‭ ‬‮«‬سبارتكوس‮»‬‭ ‬وحده‭. ‬وواجهته‭ ‬بحقيقة‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬خوفه‭ ‬من‭ ‬‮«‬سبارتكوس‮»‬‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬شيء‭ ‬يخصه‭ ‬عساه‭ ‬يتخلص‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الخوف‭.‬

وهذه‭ ‬هي‭ ‬مشكلة‭ ‬ريت‭ ‬باتلر‭ ‬في‭ ‬‮«‬ذهب‭ ‬مع‭ ‬الريح‮»‬‭ ‬مع‭ ‬سكارليت‭ ‬أوهارا،‭ ‬فحتى‭ ‬عندما‭ ‬تزوجها‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬أن‭ ‬يجعلها‭ ‬تنسى‭ ‬حبها‭ ‬لأشلي‭ ‬وليكس‭. ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬شيئاً‭ ‬غامضاً‭ ‬يشبه‭ ‬الحلم‭  ‬ويتعدى‭ ‬المال‭ ‬والثروة‭ ‬والسلطة،‭ ‬وحتى‭ ‬الجسد،‭ ‬يأسر‭ ‬خيال‭ ‬المرأة‭ ‬ويسيطر‭ ‬عليها،‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬الفكاك‭ ‬منه،‭ ‬وهو‭ ‬الحب‭ ‬الذي‭ ‬يبحث‭ ‬عنه‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬المحبون‭ ‬التعساء‭ ‬لدى‭ ‬بطلات‭ ‬الأفلام‭ ‬الملحمية‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬خصومهم‭ ‬ينتصرون‭ ‬عليهم‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقابلوهم‭.‬

 

الإنتاج‭ ‬والمناظر

لما‭ ‬كانت‭ ‬الأفلام‭ ‬الملحمية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬المتفرجين،‭ ‬وإقناعهم‭ ‬بصدق‭ ‬الأحداث‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬يشاهدونها،‭ ‬وربما‭ ‬صدق‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬يمثلها‭ ‬البطل‭ ‬ويدافع‭ ‬عنها،‭ ‬كانت‭ ‬الفخامة‭ ‬والبذخ‭ ‬والدقة‭ ‬التاريخية‭ - ‬قدر‭ ‬المستطاع‭ - ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬الفيلم‭ ‬الملحمي‭.‬

في‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬بن‭ ‬هور‮»‬‭ ‬هناك‭ ‬مشهد‭ ‬لسباق‭ ‬الخيل‭ ‬بين‭ ‬‮«‬جودا‭ ‬بن‭ ‬هور‮»‬‭ ‬وخصمه‭ ‬اللدود‭ ‬القائد‭ ‬الروماني‭ ‬‮«‬ميسالا‮»‬‭ ‬ويستغرق‭ ‬المشهد‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭ (‬9‭ ‬دقائق‭) ‬مازال‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬يعد‭ ‬أعظم‭ ‬مشهد‭ ‬لسباق‭ ‬الخيل‭ ‬في‭ ‬الموروث‭ ‬السينمائي‭ ‬العالمي‭ ‬كله‭.‬

ولتصوير‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬بهذه‭ ‬الروعة،‭ ‬قامت‭ ‬الشركة‭ ‬المنتجة‭ ‬بتمهيد‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬بتكلفة‭ ‬بلغت‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1959،‭ ‬وقد‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬1000‭ ‬عامل‭ ‬لمدة‭ ‬عام‭ ‬كامل‭. ‬وتم‭ ‬استيراد‭ ‬400000‭ (‬أربعمائة‭ ‬ألف‭ ‬طن‭)  ‬من‭ ‬الرمال‭ ‬الصفراء‭ ‬المحببة‭ ‬الصغيرة‭ ‬من‭ ‬شواطئ‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭. ‬كما‭ ‬جلبت‭ ‬الشركة‭ ‬78‭ ‬حصاناً‭ ‬من‭ ‬يوغوسلافيا‭ ‬وصقلية‭ - ‬في‭ ‬إيطاليا‭ - ‬لكي‭ ‬تكون‭ ‬جاهزة‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬المشهد‭. ‬وقامت‭ ‬الشركة‭ ‬ببناء‭ ‬حلقة‭ ‬شبيهة‭ ‬للحلقة‭ ‬الأصلية‭ ‬بجوارها‭ ‬لكي‭ ‬تتدرب‭ ‬فيها‭ ‬الخيول‭ ‬والممثلون‭ ‬قبيل‭ ‬التصوير،‭ ‬كما‭ ‬استخدمت‭ ‬لمبيت‭ ‬الخيل‭. ‬وهنا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نذكر‭ ‬أن‭ ‬تكلفة‭ ‬الفيلم‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬أجور‭ ‬الممثلين‭ ‬والإقامة‭ ‬كانت‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬15‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬لكنه‭ ‬حقق‭ ‬عوائد‭ ‬عند‭ ‬العرض‭ ‬الأول‭ ‬بلغت‭ ‬147‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬الأرباح‭ ‬الخيالية‭ ‬لا‭ ‬تقارن‭ ‬مع‭ ‬أرباح‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬ذهب‭ ‬مع‭ ‬الريح‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تكلف‭ ‬فقط‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬ملايين،‭ ‬بينما‭ ‬تعدت‭ ‬عوائد‭ ‬شباك‭ ‬التذاكر‭ ‬عند‭ ‬العرض‭ ‬الأول‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬309‭ ‬ملايين‭ ‬دولار‭. ‬ويعود‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬شهرة‭ ‬القصة‭ ‬التي‭ ‬كتبتها‭ ‬مارجريت‭ ‬ميتشيل‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬‮«‬بوليتزر‮»‬‭ ‬للآداب،‭ ‬بجانب‭ ‬أنها‭ ‬تتناول‭ ‬مرحلة‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬الأمريكي‭.‬

ولإدراك‭ ‬ضخامة‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬نذكر‭ ‬أن‭ ‬فيلم‭ ‬المصارع‭ (‬2000‭) ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬راسل‭ ‬كراو‭ ‬تكلف‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬103‭ ‬ملايين‭ ‬دولار،‭ ‬ولم‭ ‬تتجاوز‭ ‬عوائد‭ ‬شباك‭ ‬التذاكر‭ ‬عند‭ ‬العرض‭ ‬الأول‭ ‬458‭ ‬مليوناً‭. ‬وبرغم‭ ‬ضخامة‭ ‬الرقم،‭ ‬فإن‭ ‬التكلفة‭ ‬العالية‭ ‬نسبيا‭ ‬والفارق‭ ‬الزمني،‭ ‬وزيادة‭ ‬عدد‭ ‬دور‭ ‬العرض‭ ‬السينمائي‭ ‬بشكل‭ ‬مذهل،‭ ‬تجعل‭ ‬المقارنة‭ ‬تميل‭ ‬إلى‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬ذهب‭ ‬مع‭ ‬الريح‮»‬‭ ‬بالتأكيد‭.‬

 

الجوائز‭ ‬والدعاية

تعد‭ ‬الجوائز‭ ‬السينمائية‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬وسائل‭ ‬الدعاية‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭ ‬للأفلام‭. ‬فبجانب‭ ‬أن‭ ‬الأفلام‭ ‬الفائزة‭ - ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬المرشحة‭ - ‬تنال‭ ‬قسطا‭ ‬من‭ ‬الدعاية‭ ‬أثناء‭ ‬حفل‭ ‬توزيع‭ ‬الجوائز‭ ‬والتي‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬تحظى‭ ‬بتغطية‭ ‬إعلامية‭ ‬كبيرة‭ - ‬تلفزيونية‭ ‬وصحفية‭ - ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬الجمهور‭ ‬بدأ‭ ‬يتأثر‭ ‬بتلك‭ ‬الجوائز،‭ ‬وخاصة‭ ‬‮«‬الأوسكار‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بتقدير‭ ‬كبير‭ ‬لدى‭ ‬النقاد‭ ‬والجمهور‭ ‬العادي‭ ‬على‭ ‬السواء‭.‬

لكن‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يعرفه‭ ‬الكثيرون‭ ‬أن‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬تمارس‭ ‬ضغوطا‭ ‬كبيرة‭ ‬لكي‭ ‬تحقق‭ ‬أفلامها‭ ‬الجوائز،‭ ‬سواء‭ ‬بالرشى‭ ‬العينية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬الهدايا‭ ‬والدعوات‭ ‬للإقامة‭ ‬في‭ ‬أفخم‭ ‬الفنادق‭ ‬لأعضاء‭ ‬لجان‭ ‬التحكيم‭ ‬والصحفيين‭ ‬والنقاد،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإعلانات‭ ‬التي‭ ‬تنشرها‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬وفي‭ ‬القنوات‭ ‬التلفزيونية‭ ‬لتلك‭ ‬الأفلام‭.‬

ويرى‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬التربيطات‮»‬‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الصناعة‭ ‬والتسويق‭.  ‬ويرى‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬التربيطات‮»‬‭ ‬تخل‭ ‬بمبدأ‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬التنافس،‭ ‬لأن‭ ‬بعض‭ ‬الأفلام‭ ‬المستقلة‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬إمكانيات‭ ‬مادية‭ ‬ضخمة‭ ‬مثل‭ ‬شركات‭ ‬الإنتاج‭ ‬الكبرى‭. ‬لكنها‭ ‬قد‭ ‬تصنع‭ ‬أفلاماً‭ ‬جميلة‭ ‬وتستحق‭ ‬الجوائز‭.‬

لكن‭ ‬الشفافية‭ ‬واستقلال‭ ‬الصحف‭ ‬النسبي،‭ ‬جعلا‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬تفوز‭ ‬ولا‭ ‬تستحق‭ ‬عرضة‭ ‬لهجوم‭ ‬كبير،‭ ‬مما‭ ‬قلل‭ ‬من‭ ‬تدخلات‭ ‬الشركات‭ ‬للتأثير‭ ‬في‭ ‬لجان‭ ‬التحكيم،‭ ‬وإلا‭ ‬تعرضت‭ ‬المهرجانات‭ ‬وفكرة‭ ‬الجوائز‭ ‬نفسها‭ ‬للخطر‭.‬

والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الأفلام‭ ‬الملحمية‭ ‬كانت‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬تحصد‭ ‬الجوائز‭ ‬في‭ ‬المسابقات‭ ‬الدولية‭ ‬والمهرجانات،‭ ‬ففيلم‭ ‬‮«‬ذهب‭ ‬مع‭ ‬الريح‮»‬‭ ‬فاز‭ ‬بثماني‭ ‬جوائز‭ ‬أوسكار،‭ ‬وكان‭ ‬قد‭ ‬ترشح‭ ‬لـ‭ ‬13‭ ‬جائزة‭ ‬أوسكار‭. ‬أما‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬بن‭ ‬هور‮»‬‭ ‬فقد‭ ‬فاز‭ ‬بـ‭ ‬11جائزة،‭ ‬وكان‭ ‬ترشح‭ ‬لـ‭ ‬12‭ ‬جائزة‭ ‬أوسكار‭. ‬وظل‭ ‬هو‭ ‬الفيلم‭ ‬الأكثر‭ ‬فوزا‭ ‬بجوائز‭ ‬الأوسكار‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1959‭ ‬وحتى‭ ‬عام‭ ‬1998‭ ‬عندما‭ ‬نجح‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬تيتانيك‮»‬،‭ ‬بطولة‭ ‬ليوناردو‭ ‬دي‭ ‬كابريو‭ ‬وكيت‭ ‬وينسلوت،‭ ‬ومن‭ ‬إخراج‭ ‬جيمس‭ ‬كاميرون،‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬العدد‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬الجوائز،‭ ‬الذي‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬عليه‭ ‬فيلم‭ ‬ملحمي‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2004،‭ ‬وهو‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬ملك‭ ‬الخواتم،‭ ‬عودة‭ ‬الملك‮»‬،‭ ‬بطولة،‭ ‬إليا‭ ‬وود،‭ ‬وشين‭ ‬إستن‭ ‬ومن‭ ‬إخراج‭ ‬بيتر‭ ‬جاكسون‭.‬

أما‭ ‬فيلم‭ ‬المصارع‭ ‬بطولة‭ ‬راسل‭ ‬كراو‭ ‬وجواكين‭ ‬فينيكس،‭ ‬ومن‭ ‬إخراج‭ ‬ريدلي‭ ‬سكوت،‭ ‬فبرغم‭ ‬نجاحه‭ ‬الجماهيري‭ ‬الكبير،‭ ‬فإنه‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬سوى‭ ‬على‭ ‬خمس‭ ‬جوائز‭ ‬أوسكار‭ .