اتجاهات تربوية ... الذكاء الروحي

اتجاهات تربوية ... الذكاء الروحي

مع‭ ‬نهاية‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬أصبح‭ ‬مصطلح‭ ‬الذكاء‭ ‬الروحي‭ ‬أو‭ (‬SQ‭)‬،‭ ‬من‭ ‬المصطلحات‭ ‬التي‭ ‬تناقش‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬العلمية‭, ‬الفلسفية‭ ‬والنفسية،‭ ‬والدينية،‭ ‬كذكاء‭ ‬ثالث‭ ‬يطرح‭ ‬سؤال‭ ‬‮«‬لماذا؟‮»‬‭, ‬التي‭ ‬تتكامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬ماذا؟‮»‬‭ ‬الذكاء‭ ‬المنطقي‭ ‬التقليدي‭ (‬IQ‭)‬،‭ ‬و«كيف؟‮»‬‭ ‬الذكاء‭ ‬العاطفي‭ (‬EQ‭)‬،‭ ‬لتكتمل‭ ‬الصورة‭ ‬بالربط‭ ‬بين‭ ‬التفكير‭ ‬بالعقل‭ ‬وبالقلب،‭ ‬وبالروح‭. ‬وللذكاء‭ ‬الروحي‭ ‬تعريفات‭ ‬عديدة،‭ ‬منها‭ ‬‮«‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬معنى‭ ‬وهدف‭ ‬وقيم‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬وربط‭ ‬ما‭ ‬نقوم‭ ‬به‭ ‬وما‭ ‬نعيشه‭ ‬بسياق‭ ‬أكبر،‭ ‬وأغنى،‭ ‬وأعـــمق‮»‬،‭ ‬فـــهو‭ ‬بمنزلة‭ ‬الدليل‭ ‬الباطني‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقودنا‭ ‬إلى‭ ‬السلام،‭ ‬والنجاح،‭ ‬والسعادة‭. 

عادة‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬الأذكياء‭ ‬روحياً‭ ‬محبين،‭ ‬ومرحين،‭ ‬ومسالمين،‭ ‬ويتمتعون‭ ‬بالمرونة،‭ ‬وبدرجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬بالذات،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬المعاناة‭ ‬والتعلم‭ ‬منها،‭ ‬وتحمل‭ ‬الألم‭ ‬والتغلب‭ ‬عليه،‭ ‬وضبط‭ ‬النفس‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬الصعبة‭. ‬كما‭ ‬يميلون‭ ‬لطرح‭ ‬أسئلة‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬من‭ ‬أنا؟‮»‬،‭ ‬و«من‭ ‬أين‭ ‬أتيت؟‮»‬،‭ ‬و«لماذا‭ ‬أنا‭ ‬هنا؟‮»‬،‭ ‬و«ماذا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أفعل؟‮»‬،‭ ‬ويبحثون‭ ‬عن‭ ‬إجابات،‭ ‬وعن‭ ‬روابط‭ ‬تجمع‭ ‬الأشياء‭ ‬المختلفة،‭ ‬ويستلهمون‭ ‬من‭ ‬الرؤى‭ ‬والقيم،‭ ‬ومن‭ ‬صفاتهم‭ ‬أيضاً،‭ ‬اللطف،‭ ‬وقوة‭ ‬الإيمان،‭ ‬وحب‭ ‬الخير،‭ ‬والاستقلالية‭. ‬

 

الطريق‭ ‬إلى‭ ‬الذكاء‭ ‬الروحي

يمكن‭ ‬للذكاء‭ ‬الروحي‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭- ‬كما‭ ‬يرى‭ ‬ريتشارد‭ ‬بوول‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬الخطوات‭ ‬السبع‭ ‬للذكاء‭ ‬الروحي‮»‬‭- ‬عبر‭ ‬الوعي،‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬معنى،‭ ‬وتقييم‭ ‬الأمور،‭ ‬ثم‭ ‬التمركز‭ ‬حول‭ ‬الذات،‭ ‬وطرح‭ ‬أسئلة‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬لماذا‭ ‬أفعل‭ ‬ما‭ ‬أفعل؟‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬تكوين‭ ‬رؤية‭ ‬خاصة،‭ ‬والعمل‭ - ‬بعد‭ ‬التخطيط‭- ‬لإظهار‭ ‬الفاعلية‭ ‬الموصلة‭ ‬للخطوة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وهي‭ ‬معرفة‭ ‬المهمة‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬الحياة‭.‬

 

اختبارات‭ ‬قياس

مع‭ ‬اتساع‭ ‬تداول‭ ‬المصطلح،‭ ‬أصبحت‭ ‬هناك‭ ‬محاولات‭ ‬لوضع‭ ‬اختبارات‭ ‬لقياس‭ ‬واكتشاف‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الذكاء،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬تجد‭ ‬مولي‭ ‬بينتون،‭ ‬وهي‭ ‬طبيبة‭ ‬نفسية،‭ ‬ومتخصصة‭ ‬في‭ ‬روحانية‭ ‬الأطفال،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬اكتشاف‭ ‬الموهوبين‭ ‬روحياً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سبعة‭ ‬فروع‭ ‬من‭ ‬شجرة‭ ‬الحياة،‭ ‬هي‭:‬

1‭- ‬الحكمة‭ ‬والحدس‭ ‬2‭- ‬التعاطف،‭ ‬والانتماء،‭ ‬والارتباط‭ ‬3‭-‬الموت‭ ‬الجسدي‭ ‬4‭- ‬عالم‭ ‬الروح‭ ‬5‭- ‬النور‭ ‬والظلام،‭ ‬والخير‭ ‬والشر‭ ‬6‭-‬اللعب‭ ‬العلاجي‭ ‬7-التحول‭. ‬

وذلك‭ ‬بطرح‭ ‬أسئلة‭ ‬تستطلع‭ ‬مشاعر‭ ‬الفرد،‭ ‬وخبراته‭ ‬الباطنية‭ ‬من‭ ‬خيال،‭ ‬وشعور،‭ ‬وممارسات،‭ ‬كالإحساس‭ ‬بالوجود‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لتأدية‭ ‬مهمة‭ ‬خاصة،‭ ‬أو‭ ‬علاقته‭ ‬بأشخاص‭ ‬ماتوا‭ ‬جسدياً،‭ ‬لكنهم‭ ‬باقون‭ ‬معه،‭ ‬والأحلام‭ ‬التي‭ ‬تتكرر‭ ‬لديه،‭ ‬والإحساس‭ ‬بحدوث‭ ‬الشيء‭ ‬قبل‭ ‬وقوعه،‭ ‬والتعاطف‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬محنهم،‭ ‬والتأمل‭ ‬في‭ ‬الكون،‭ ‬وفي‭ ‬الظواهر‭ ‬الطبيعية‭ ‬كقوس‭ ‬قزح،‭ ‬أو‭ ‬البرق‭ ‬والرعد،‭ ‬ومناجاة‭ ‬الله،‭ ‬واستخدام‭ ‬الخيال‭ ‬والإبداع،‭ ‬وسواها‭.‬

وهكذا،‭ ‬أصبحت‭ ‬عملية‭ ‬تنمية‭ ‬الذكاء‭ ‬الروحي،‭ ‬أو‭ ‬الذكاء‭ ‬الأخلاقي،‭ ‬ضرباً‭ ‬من‭ ‬الاستثمار،‭ ‬لتكوين‭ ‬رأسمال‭ ‬روحي،‭ ‬أو‭ ‬ثروة‭ ‬لتحسين‭ ‬نوعية‭ ‬الحياة،‭ ‬ولتغذية‭ ‬جوانب‭ ‬عميقة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان،‭ ‬ثروة‭ ‬تكتسب‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬أعمق‭ ‬المعاني،‭ ‬والقيم،‭ ‬وأسمى‭ ‬الأهداف،‭ ‬وأنبل‭ ‬الدوافع‭. ‬فوظيفة‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬الروحي‭ ‬معرفة‭ ‬‮«‬ما‭ ‬أنا؟‮»‬‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬‮«‬بماذا‭ ‬أفكر؟‮»‬‭ ‬و«بماذا‭ ‬أشعر؟‮»‬‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬المادي‭ ‬التقليدي‭ ‬المرتبط‭ ‬بالذكاء‭ ‬التقليدي،‭ ‬ورأس‭ ‬المال‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المرتبط‭ ‬بالذكاء‭ ‬العاطفي‭. ‬ويتضمن‭- ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬الروحي‭- ‬طاقة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬سلوك‭ ‬البشر‭ ‬وتغييرهم‭ ‬ليقتربوا‭ ‬من‭ ‬الكمال‭.‬

 

دانا‭ ‬زوهار

لقد‭ ‬ارتبط‭ ‬مصطلح‭ ‬الذكاء‭ ‬الروحي،‭ ‬بدانا‭ ‬زوهار،‭ ‬وهي‭ ‬كاتبة‭ ‬وفيلسوفة‭ ‬أمريكية‭ ‬درست‭ ‬الفيزياء‭ ‬والفلسفة‭ ‬بجامعة‭ ‬MIT،‭ ‬وأنجزت‭ ‬دراسات‭ ‬عليا‭ ‬في‭ ‬الفلسفة‭ ‬وعلم‭ ‬النفس‭ ‬والدين‭ ‬في‭  ‬هارفارد،‭ ‬وألفت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬منفردة،‭ ‬ومع‭ ‬زوجها‭ ‬الطبيب‭ ‬النفسي‭ ‬البريطاني‭ ‬إيان‭ ‬مارشال،‭ ‬لعل‭ ‬أشهرها‭ ‬‮«‬الذكاء‭ ‬الروحي‮»‬،‭ ‬و‮«‬رأس‭ ‬المال‭ ‬الروحي‮»‬‭.  ‬أما‭ ‬البداية‭ ‬فكانت‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬بماليزيا،‭ ‬حيث‭ ‬دار‭ ‬النقاش‭ ‬حول‭ ‬الذكاءين‭ ‬التقليدي‭ ‬والعاطفي،‭ ‬وطرحت‭ ‬زوهار‭ ‬حينها‭ ‬فكرة‭ ‬الذكاء‭ ‬الروحي،‭ ‬ولاقت‭ ‬الفكرة‭ ‬قبولا،‭ ‬وأثارت‭ ‬أسئلة‭ ‬الحضور،‭ ‬وتزامن‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬ظهور‭ ‬دراسات‭ ‬أثبتت‭ ‬وجود‭ ‬منطقة‭ ‬في‭ ‬الدماغ‭ ‬مكرسة‭ ‬للخبرات‭ ‬الروحية،‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭  ‬الإيمان‭ ‬بالله‭ ‬مدمج‭ ‬في‭ ‬عتاد‭ ‬الدماغ‭. ‬ولكي‭ ‬تنشط‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬يطيل‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬مهمة،‭ ‬ومعان‭ ‬عميقة،‭ ‬وقيم‭ ‬جوهرية،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنشط‭ ‬أثناء‭ ‬ممارسة‭ ‬الشعائر‭ ‬والطقوس‭ ‬الدينية‭.‬

‭ ‬

مبادئ‭ ‬الذكاء‭ ‬الروحي

ومن‭ ‬المبادئ‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬عليها‭ ‬الذكاء‭ ‬الروحي،‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬زوهار‭: ‬

‭- ‬الإيجابية‭: ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬الحياة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬فيها،‭ ‬وتحويل‭ ‬الأزمات‭ ‬إلى‭ ‬فرص‭ ‬للنمو‭ ‬واكتساب‭ ‬الصلابة،‭ ‬وإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬القيم‭ ‬والأهداف‭ ‬وفي‭ ‬طرق‭ ‬العيش،‭ ‬وطرق‭ ‬أبواب‭ ‬جديدة‭ ‬للعمل‭ ‬وللحياة‭.‬

‭- ‬الوعي‭ ‬بالذات‭: ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬من‭ ‬نكون؟‭ ‬وبماذا‭ ‬نعتقد،‭ ‬وما‭ ‬دوافعنا‭ ‬العميقة‭ ‬التي‭ ‬تجعلنا‭ ‬ننهض‭ ‬كل‭ ‬صباح‭ ‬ونعمل‭ ‬ونتعلم،‭ ‬ونكون‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للتضحية؟‭ ‬ونعرف‭ ‬أننا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬أشخاص‭ ‬نعمل‭ ‬لنشتري‭ ‬ونستهلك،‭ ‬ونمارس‭ ‬أنشطة‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬السطحية،‭ ‬بل‭ ‬جوهر‭ ‬أعمق،‭ ‬متواصل‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬وقادر‭ ‬على‭ ‬العطاء‭ ‬وخدمة‭ ‬الآخرين‭.‬

‭- ‬التواضع‭: ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬الغرور‭ ‬الذي‭ ‬يجعلنا‭ ‬نفكر‭ ‬بأن‭ ‬العالم‭ ‬ملكنا‭ ‬وحدنا،‭ ‬فنجور‭ ‬على‭ ‬البشر،‭ ‬والكائنات‭ ‬الأخرى،‭ ‬ونفسد‭ ‬البيئة‭ ‬والكوكب،‭ ‬ونصادر‭ ‬حق‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬في‭ ‬خيرات‭ ‬الأرض،‭ ‬ونمنع‭ ‬المساعدة‭ ‬عن‭ ‬الفقراء‭ ‬والضعفاء،‭ ‬ونفشل‭ ‬في‭ ‬سماع‭ ‬الصوت‭ ‬الذي‭ ‬بداخلنا،‭ ‬ولا‭ ‬نستطيع‭ ‬الاستماع‭ ‬لبعضنا،‭ ‬ولا‭ ‬ننتبه‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬نلعب‭ ‬أدواراً‭ ‬في‭ ‬دراما‭ ‬كبيرة،‭ ‬ورأينا‭ ‬مجرد‭ ‬رأي‭ ‬وللآخرين‭ ‬أدوارهم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬آرائهم‭ ‬التي‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تحترم‭.‬

‭- ‬التعاطف‭: ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬أنفسنا‭ ‬مكان‭ ‬الآخرين،‭ ‬ونقدر‭ ‬وضعهم‭ ‬ومشاعرهم،‭ ‬وآلامهم،‭ ‬ونواسيهم،‭ ‬ونساعدهم،‭ ‬ونفرح‭ ‬معهم‭. ‬

‭- ‬السير‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬رؤية‭ ‬وقيم‭: ‬العمل‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬مبادئ،‭ ‬والانتقال‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬الطمع،‭ ‬والخوف،‭ ‬والأنانية،‭ ‬إلى‭ ‬ثقافة‭ ‬التعاون،‭ ‬وتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬الأسرة،‭ ‬والعلاقات،‭ ‬والعمل،‭ ‬والكوكب،‭ ‬والاهتمام‭  ‬بـ‭ ‬‮«‬النحن‮»‬‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬‮«‬الأنا‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬نخدم‭ ‬بعضنا،‭ ‬ونقدم‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعنا،‭ ‬ومن‭ ‬قلوبنا‭.‬

‭- ‬العفوية‭: ‬العيش‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬الراهنة،‭ ‬في‭ ‬الهنا‭ ‬والآن،‭ ‬ومواجهة‭ ‬المشكلات‭ ‬وكأنها‭ ‬مشكلات‭ ‬جديدة،‭ ‬ورمي‭ ‬الهموم‭ ‬وترك‭ ‬الافتراضات‭ ‬المسبقة،‭ ‬حتى‭ ‬نكون‭ ‬حاضرين‭ ‬لمن‭ ‬معنا‭ ‬وما‭ ‬حولنا‭.‬

‭- ‬النظرة‭ ‬الكلية‭: ‬رؤية‭ ‬الصورة‭ ‬الكبرى،‭ ‬والعلاقات‭ ‬المتشابكة،‭ ‬والشعور‭ ‬بالانتماء،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬واحد‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ،‭ ‬ونحن‭ ‬نؤثر‭ ‬ونتأثر‭ ‬بالطبيعة‭ ‬والبيئة‭ ‬من‭ ‬حولنا،‭ ‬وفي‭ ‬بعضنا،‭ ‬ونستطيع‭ - ‬مثلا‭ - ‬أن‭ ‬ننقل‭ ‬عدوى‭ ‬اليأس‭ ‬أو‭ ‬ننشر‭ ‬الأمل‭.‬

‭- ‬طرح‭ ‬الأسئلة‭: ‬الحاجة،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬الخلاصة،‭ ‬والحكمة،‭ ‬فلا‭ ‬نقبل‭ ‬الأمور‭ ‬كما‭ ‬هي،‭ ‬ولا‭ ‬نقوم‭ ‬بالعمل‭ ‬حسب‭ ‬الأوامر‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬نفكر‭ ‬دوما،‭ ‬ونسأل‭ ‬ونعيش‭ ‬مع‭ ‬الأسئلة،‭ ‬ونبحث‭ ‬عن‭ ‬تفسيرات،‭ ‬وطرق،‭ ‬ونتائج‭ ‬مختلفة‭.‬

‭- ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬رسم‭ ‬الأطر‭: ‬النظر‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬للمشكلة،‭ ‬أو‭ ‬الموقف‭ ‬والرؤية‭ ‬ضمن‭ ‬السياق‭ ‬الأكبر،‭ ‬ومن‭ ‬جوانب‭ ‬متعددة،‭ ‬وتبني‭ ‬نماذج‭ ‬جديدة‭.‬

‭- ‬الاستقلالية‭: ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬الأغلبية،‭ ‬والتمسك‭ ‬بالقناعات،‭ ‬وبما‭ ‬نراه‭ ‬صوابا‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كما‭ ‬يريده‭ ‬الناس،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬مواجهة‭ ‬الذات‭ ‬والتأكد‭ ‬مما‭ ‬نريده‭ ‬حقا،‭ ‬وما‭ ‬نظن‭ ‬أنه‭ ‬الصواب،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬غرور‭. 

‭- ‬الاحتفاء‭ ‬بالتنوع‭: ‬تقدير‭ ‬الآخرين‭ ‬واحترام‭ ‬الاختلاف،‭ ‬ومعرفة‭ ‬جماله‭ ‬وأهميته،‭ ‬فهو‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬ألوانا‭ ‬متباينة،‭ ‬ونتعلم‭ ‬جديداً،‭ ‬ونساعد‭ ‬بعضنا،‭ ‬ونتكامل‭.‬

‭- ‬الإحساس‭ ‬بالمهمة‭: ‬تلبية‭ ‬النداء‭ ‬للعطاء،‭ ‬والخدمة‭ ‬التي‭ ‬نعتقد‭ ‬أننا‭ ‬ولدنا‭ ‬من‭ ‬أجلها‭. ‬

 

لماذا‭ ‬أعيش؟

جاءت‭ ‬فكرة‭ ‬كتاب‭ ‬زوهار‭ ‬ومارشال‭ ‬‮«‬رأس‭ ‬المال‭ ‬الروحي‮»‬‭ ‬من‭ ‬سؤال‭ ‬‮«‬لماذا‭ ‬أعيش؟‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬طرحه‭ ‬طفلهما‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الخامسة‭. ‬فكما‭ ‬ذكرت‭ ‬زوهار‭ ‬في‭ ‬المقدمة،‭ ‬أن‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬السؤال‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬سهلة،‭ ‬ولم‭ ‬تستطع‭ ‬الرد‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬التأمل،‭ ‬بعدها‭ ‬قالت‭: ‬‮«‬لكي‭ ‬تجعل‭ ‬العالم‭ ‬مكاناً‭ ‬أفضل‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تولد‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬وقت‭ ‬لاحق،‭ ‬سأل‭ ‬الابن‭ ‬عما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يدرسه‭ ‬ويعمل‭ ‬به،‭ ‬فردت‭ ‬الأم‭: ‬‮«‬لا‭ ‬يهم‭ ‬ماذا‭ ‬تختار‭ ‬أو‭ ‬ماذا‭ ‬تعمل،‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تشكل‭ ‬حياتك‭ ‬فرقا‮»‬‭. ‬ثم‭ ‬دفعتها‭ ‬هذه‭ ‬الإجابة‭ ‬إلى‭ ‬محاسبة‭ ‬نفسها‭ ‬بطرح‭ ‬سؤال‭ ‬مهم‭ ‬هو‭ ‬‮«‬هل‭ ‬ما‭ ‬أفعله‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬يمكن؟‮»‬،‭ ‬وأدركت‭ ‬حينها‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تتغلب‭ ‬على‭ ‬الشعور‭ ‬بقلة‭ ‬الحيلة،‭ ‬والاكتئاب‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يلازمها‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬من‭ ‬تدهور‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬القيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬والالتزام،‭ ‬والمعاني‭ ‬العميقة،‭ ‬وغلبة‭ ‬دوافع‭ ‬العمل‭ ‬السلبية‭ ‬كالخوف‭ ‬والطمع‭ ‬والغضب‭ ‬على‭ ‬الدوافع‭ ‬الإيجابية‭ ‬السامية،‭ ‬مثل‭ ‬التعاون،‭ ‬والإبداع،‭ ‬والعطاء،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬أرقى‭ ‬أشكال‭ ‬الروحانية‭. ‬وراحت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬تعيد‭ ‬قراءة‭ ‬كتب‭ ‬مهمة،‭ ‬وألهمتها‭ ‬القراءة‭. ‬وعرفت‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬مشكلات‭ ‬العالم،‭ ‬وجود‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬الإنسان،‭ ‬ولكي‭ ‬ينصلح‭ ‬حال‭ ‬العالم،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ينصلح‭ ‬حال‭ ‬الإنسان‭ ‬أولا،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬التحليل‭ ‬النهائي‭ ‬هي‭ ‬الأهم‭. ‬وبوصف‭ ‬التعليم‭ ‬مدخلا‭ ‬مهما‭ ‬لإصلاح‭ ‬العالم،‭ ‬رأت‭ ‬زوهار‭ ‬ضرورة‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬هدف‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وظيفة،‭ ‬والاهتمام‭ ‬بتكوين‭ ‬إنسان‭ ‬صالح،‭ ‬ومواطن‭ ‬فعال‭. ‬ومعرفة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فرقاً‭ ‬شاسعاً‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬حشو‭ ‬الأدمغة‭ ‬بالحقائق‭ ‬والمعلومات،‭ ‬وبين‭ ‬تنمية‭ ‬الذكاء‭ ‬الروحي‭ ‬باستخراج‭ ‬المعرفة‭ ‬والإمكانات‭ ‬الفطرية‭ ‬الكامنة‭ ‬في‭ ‬البشر،‭ ‬واستثارة‭ ‬فضولهم،‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬النقدي،‭ ‬ومساعدتهم‭ ‬على‭ ‬الشعور‭ ‬ببهجة‭ ‬التعلم،‭ ‬وهي‭ ‬التربية‭ ‬الحقيقية‭.  

 

بوابات‭ ‬الروح

وفي‭ ‬الإطار‭ ‬نفسه،‭ ‬دعت‭ ‬‮«‬راشيل‭ ‬كيسلر‮»‬‭ - ‬مؤلفة‭ ‬كتاب‭ ‬روح‭ ‬التعليم‭ - ‬إلى‭ ‬الالتفات‭ ‬لحياة‭ ‬الطلاب‭ ‬الباطنية،‭ ‬وإلى‭ ‬بعد‭ ‬العمق‭ ‬في‭ ‬التجربة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتوق‭ ‬الطلاب‭ ‬لشيء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الدراسية‭. ‬ومما‭ ‬ذكرته‭ ‬كيسلر،‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬حضور‭ ‬الروح‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬نستمع‭ ‬باهتمام‭ ‬أكبر،‭ ‬ليس‭ ‬لما‭ ‬يقوله‭ ‬الناس‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬إلى‭ ‬الرسائل‭ ‬التي‭ ‬بين‭ ‬الكلمات،‭ ‬ونركز‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يتمتع‭ ‬بجوهر،‭ ‬ومعنى،‭ ‬ويصبح‭ ‬توق‭ ‬الطلاب،‭ ‬ودهشتهم،‭ ‬وحكمتهم،‭ ‬وخوفهم،‭ ‬وارتباكهم،‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المهمة‭ ‬للمنهج،‭ ‬وتصبح‭ ‬الأسئلة‭ ‬على‭ ‬القدر‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬الإجابات،‭ ‬وقدمت‭ ‬ما‭ ‬وصفته‭ ‬بسبع‭ ‬بوابات‭ ‬للروح‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬وهي‭:‬

‭- ‬التوق‭ ‬إلى‭ ‬ترابط‭ ‬عميق‭: ‬يصف‭ ‬نوعية‭ ‬العلاقة‭ ‬الوثيقة،‭ ‬والمفعمة‭ ‬بالاهتمام‭ ‬والرعاية‭ ‬الأصيلة،‭ ‬والمحملة‭ ‬بالمعنى،‭ ‬والمتضمنة‭ ‬لمشاعر‭ ‬الانتماء،‭ ‬وشعور‭ ‬الطالب‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يسمعه‭ ‬ويعرفه‭ ‬بشكل‭ ‬حقيقي‭. ‬ويمكن‭ ‬لهذه‭ ‬العلاقة‭ ‬العميقة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مع‭ ‬الذات،‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬الطبيعة،‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬قوى‭ ‬عليا‭.‬

‭- ‬الشوق‭ ‬إلى‭ ‬الصمت‭ ‬والعزلة‭: ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬مجالاً‭ ‬متناقضاً،‭ ‬مشحوناً‭ ‬بالخوف،‭ ‬والحاجة‭ ‬الملحة،‭ ‬كمتنفس‭ ‬من‭ ‬طغيان‭ ‬الانشغال،‭ ‬والضوضاء،‭ ‬حيث‭ ‬يكون‭ ‬الصمت‭ ‬طريقاً‭ ‬للسكون،‭ ‬والراحة‭ ‬لبعض‭ ‬التأمل‭ ‬والدعاء‭.‬

‭- ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬معنى‭ ‬وهدف‭: ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬باستكشاف‭ ‬الأسئلة‭ ‬الكبرى،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬لماذا‭ ‬أنا‭ ‬هنا؟‮»‬،‭ ‬و«هل‭ ‬لحياتي‭ ‬معنى؟‮»‬،‭ ‬و«كيف‭ ‬السبيل‭ ‬لمعرفته؟‮»‬،‭ ‬و«ما‭ ‬الذي‭ ‬يحمله‭ ‬المستقبل؟‮»‬‭.‬

‭- ‬التعطش‭ ‬للبهجة‭ ‬والسرور‭: ‬حاجة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تلبى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خبرات‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬البساطة،‭ ‬مثل‭ ‬اللعب،‭ ‬والاحتفال،‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬العرفان‭ ‬بالجميل،‭ ‬كما‭ ‬يصف‭ ‬هذا‭ ‬التعطش،‭ ‬شدة‭ ‬ما‭ ‬يمور‭ ‬داخل‭ ‬الطلاب‭ ‬من‭ ‬شعور،‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الجمال،‭ ‬أو‭ ‬القوة،‭ ‬أو‭ ‬النعم‭ ‬الإلهية،‭ ‬أو‭ ‬الذكاء،‭ ‬أو‭ ‬الحب،‭ ‬أو‭ ‬بهجة‭ ‬الحياة‭.‬

‭- ‬الدافع‭ ‬المبدع‭: ‬وهو‭ ‬المجال‭ ‬المألوف‭ ‬بصورة‭ ‬أكبر‭ ‬لتغذية‭ ‬الروح‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭ ‬بينما‭ ‬هو‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬جزء،‭ ‬وسواء‭ ‬كان‭ ‬وضع‭ ‬فكرة‭ ‬جديدة،‭ ‬أو‭ ‬عمل‭ ‬فني،‭ ‬أو‭ ‬اكتشاف‭ ‬علمي،‭ ‬أو‭ ‬رؤية‭ ‬جديدة‭ ‬تماماً‭ ‬للحياة،‭ ‬يشعر‭ ‬الطلاب‭ ‬بدهشة‭ ‬الإبداع،‭ ‬وغموضه‭.‬

‭- ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬السمو‭ ‬والتجاوز‭: ‬تصف‭ ‬رغبة‭ ‬الصغار‭ ‬في‭ ‬المضي‭ ‬لأبعد‭ ‬من‭ ‬حدودهم‭ ‬المدركة،‭ ‬ولا‭ ‬يتضمن‭ ‬ذلك‭ ‬الواقع‭ ‬الغامض‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬الخبرات‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬في‭ ‬الفنون،‭ ‬أو‭ ‬الرياضات،‭ ‬أو‭ ‬المواد‭ ‬الأكاديمية،‭ ‬أو‭ ‬العلاقات‭ ‬الإنسانية‭. ‬وبالاعتراف‭ ‬بهذه‭ ‬الحاجة‭ ‬الإنسانية‭ ‬العالمية‭ ‬وتقديرها،‭ ‬يمكن‭ ‬للمعلمين‭ ‬مساعدة‭ ‬طلابهم‭ ‬على‭ ‬تلبيتها‭ ‬بصورة‭ ‬بناءة‭.‬

‭- ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬طقوس‭: ‬طقوس‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬المرور‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬الطفولة‭ ‬إلى‭ ‬البلوغ،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعطي‭ ‬الكبار‭ ‬الصغار‭ ‬أدوات‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬نقلات‭ ‬الحياة،‭ ‬وتوديعها‭. ‬وتتضمن‭ ‬مقابلة‭ ‬هذه‭ ‬الحاجة‭ ‬احتفال‭ ‬المعلمين،‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬المرحب‭ ‬بدخول‭ ‬الصغار‭ ‬عالم‭ ‬الكبار‭.‬

وتعد‭ ‬هذه‭ ‬البوابات‭ ‬السبع‭ ‬مداخل‭ ‬لتنمية‭ ‬الذكاء‭ ‬الروحي،‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬جميعها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ .