بوابة المستقبل

بوابة المستقبل

منذ‭ ‬تسلمت‭ ‬رئاسة‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬وكل‭ ‬هاجسي‭ ‬مستقبل‭ ‬تلك‭ ‬المجلة،‭ ‬التي‭ ‬أضحت‭ ‬إحدى‭ ‬ركائز‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭ ‬المعاصرة‭ ‬منذ‭ ‬أسسها‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح،‭ ‬أمير‭ ‬البلاد،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬في‭ ‬1958م،‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬رئيسا‭ ‬لدائرة‭ ‬دائرة‭ ‬المطبوعات‭ ‬والنشر‭ (‬1956‭ - ‬1962م‭).‬

إن‭ ‬اللبنة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬المؤسسون‭ ‬الأوائل‭ ‬لمجلة‭ ‬العربي،‭ ‬والتي‭ ‬شيد‭ ‬فوقها‭ ‬من‭ ‬جاء‭ ‬بعدهم،‭ ‬أصبحت‭ ‬صرحًا،‭ ‬فهي‭ ‬اليوم‭ ‬سفير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬إلى‭ ‬العرب،‭ ‬وصوت‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬وديوان‭ ‬الرحلة‭ ‬العربية،‭ ‬وموسوعة‭ ‬أعلام‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الألقاب‭ ‬التي‭ ‬منحها‭ ‬لها‭ ‬محبوها‭ ‬ومتابعوها‭ ‬عبر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬55‭ ‬عامًا‭.‬

إن‭ ‬تعاقب‭ ‬قامات‭ ‬فكرية‭ ‬وأدبية‭ ‬على‭ ‬رئاسة‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬أضفى‭ ‬على‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬عمقا‭ ‬استمدته‭ ‬من‭ ‬رؤساء‭ ‬تحريرها‭ ‬وهم‭ ‬الراحل‭ ‬أحمد‭ ‬زكي‭ ‬الذي‭ ‬ساهم‭ ‬بمسيرة‭ ‬التأسيس‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1958–1975م،‭ ‬وجهود‭ ‬الراحل‭ ‬أحمد‭ ‬بهاء‭ ‬الدين‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1975–1982م،‭ ‬وما‭ ‬تلته‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬الرميحي‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1982–1999م،‭ ‬والدكتور‭ ‬سليمان‭ ‬العسكري‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1999–2013م‭.‬

ولهذا‭ ‬فإنني‭ ‬أنظر‭ ‬اليوم‭ ‬بفخر‭ ‬لماض‭ ‬عريق،‭ ‬حافظت‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬العربي‮»‬‭ ‬على‭ ‬مرتبتها‭ ‬الأولى‭ ‬كأكثر‭ ‬المجلات‭ ‬الثقافية‭ ‬العربية‭ ‬انتشارًا‭ ‬وتوزيعا،‭ ‬ولدت‭ ‬مبشرة‭ ‬بلون‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬الثقافية‭ ‬العربية؛‭ ‬هو‭ ‬الاستطلاعات،‭ ‬وتستمر‭ ‬ساعية‭ ‬للتنوير‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬تنشر‭ ‬من‭ ‬دراسات‭ ‬ومقالات،‭ ‬ومن‭ ‬تستكتب‭ ‬من‭ ‬خيرة‭ ‬المفكرين‭ ‬والمبدعين،‭ ‬فضلا‭ ‬عمَّن‭ ‬يساهم‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬فنانين‭ ‬تشكيليين‭ ‬ومصورين‭ ‬فوتوغرافيين‭ ‬هم‭ ‬الأبرز‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬الصحافة‭ ‬الثقافية‭ ‬العربية‭.‬

يأتي‭ ‬منعطف‭ ‬هذا‭ ‬العامل‭ ‬ليشكل‭ ‬بلورة‭ ‬مفاهيم‭ ‬عدة‭ ‬حول‭ ‬مستقبل‭ ‬‮«‬العربي‮»‬؛‭ ‬أولها‭ ‬أنه‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬كي‭ ‬يتحقق‭ ‬الحلم‭ ‬بأن‭ ‬تتحول‭ ‬‮«‬العربي‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسة‭ ‬مستقلة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سعينا‭ ‬نحن‭ ‬وثلة‭ ‬من‭ ‬المثقفين‭ ‬للتخطيط‭ ‬له‭ ‬والعمل‭ ‬عليه،‭ ‬في‭ ‬دأب‭ ‬وصمت،‭ ‬حتى‭ ‬يتحول‭ ‬من‭ ‬أحلام‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬معاش،‭ ‬ويرى‭ ‬النور‭ ‬قريبا‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

ثم‭ ‬إننا‭ ‬عمدنا‭ ‬ثانيا‭ ‬إلى‭ ‬استفتاء‭ ‬أولي‭ ‬الرأي،‭ ‬حول‭ ‬الشكل‭ ‬والمضمون،‭ ‬لكي‭ ‬تتواكب‭ ‬انتقالتنا‭ ‬مع‭ ‬تطوير‭ ‬فعلي‭ ‬للمظهر‭ ‬والجوهر‭ ‬معًا‭.‬

واليوم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إدارة‭ ‬التحرير‭ ‬الجديدة‭ ‬لمجلة‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬استكمالا‭ ‬لجهود‭ ‬الرواد‭ ‬الأوائل،‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ننظر‭ ‬للمستقبل‭ ‬بتفاؤل‭ ‬لتستمر‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬شموخها،‭ ‬وفرادتها،‭ ‬بجهد‭ ‬الفريق،‭ ‬ليتحقق‭ ‬ما‭ ‬تعدكم‭ ‬به‭ ‬‮«‬العربي‮»‬‭ ‬منبرا‭ ‬للثقافة‭ ‬العربية‭ ‬لايخبو‭ ‬ضوؤه‭.‬