تايوان... سماء زرقاء وشمس بيضاء

تايوان... سماء زرقاء وشمس بيضاء

هذه‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أغرب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬حضورها‭ ‬وشهرتها‭ ‬العالمية،‭ ‬ومصدر‭ ‬الغرابة‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تايوان‭ ‬تأتيك‭ ‬ولا‭ ‬تذهب‭ ‬لها،‭ ‬لأنها‭ ‬دخلت‭ ‬البيوت‭ ‬وقواميس‭ ‬لغات‭ ‬العالم‭ ‬كمفردة‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬البضاعة‭ ‬البديلة‭ ‬التي‭ ‬تحقق‭ ‬الغرض‭ ‬ذاته،‭ ‬ولكن‭ ‬بثمن‭ ‬يحنو‭ ‬على‭ ‬جيوب‭ ‬المسحوقين،‭ ‬وهم‭ ‬السواد‭ ‬الأعظم‭ ‬الذي‭ ‬يغطي‭ ‬أرجاء‭ ‬المعمورة،‭ ‬ورغم‭ ‬تلك‭ ‬الشهرة،‭ ‬لا‭ ‬تحظى‭ ‬تايوان‭ ‬بنصيب‭ ‬جاراتها‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬الزوار‭.‬

تايوان‭ ‬الجزيرة‭... ‬انطلقت‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬لتحقيق‭ ‬نهضتها‭ ‬ونموذجها‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬اشتهر‭ ‬بالمعجزة‭ ‬التايوانية‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬بقية‭ ‬النمور‭ ‬الآسيوية‭ ‬الصاعدة،‭ ‬وقد‭ ‬أدركت‭ ‬بخصوصيتها‭ ‬الجغرافية‭ ‬والسياسية‭ ‬أن‭ ‬تعزيز‭ ‬قواها‭ ‬الناعمة‭ ‬و«تشبيك‮»‬‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬هما‭ ‬السلاح‭ ‬الأمضى‭ ‬الذي‭ ‬سيحمي‭ ‬وجودها‭ ‬من‭ ‬الاندثار‭ ‬بين‭ ‬قوى‭ ‬اقتصادية‭ ‬إقليمية‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬التثاؤب‭ ‬ومتغيرات‭ ‬دولية‭ ‬لا‭ ‬ترحم‭ ‬الضعيف‭.‬

قفزة‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب

هذه‭ ‬الجزيرة‭ ‬المستطيلة،‭ ‬التي‭ ‬توازي‭ ‬بمساحتها‭ ‬مساحة‭ ‬هولندا،‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬شرقي‭ ‬آسيا‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهادي،‭ ‬ويفصلها‭ ‬عن‭ ‬الصين‭ ‬مضيق‭ ‬فورموزا،‭ ‬والمسافة‭ ‬بينهما‭ ‬تبلغ‭ ‬140‭ ‬كيلومترا‭. ‬ويبلغ‭ ‬طول‭ ‬تايوان‭ ‬395‭ ‬كيلومتراً‭ ‬من‭ ‬الشمال‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب،‭ ‬وعرضها‭ ‬144‭ ‬كيلومتراً‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬إلى‭ ‬الغرب،‭ ‬وتشغل‭ ‬المرتفعات‭ ‬التي‭ ‬تتركز‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الشرقي‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ ‬نصف‭ ‬مساحة‭ ‬البلاد،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬أربع‭ ‬سلاسل‭ ‬جبلية‭ ‬يبلغ‭ ‬ارتفاع‭ ‬معظمها‭ ‬3500‭ ‬متر،‭ ‬ومنها‭ ‬تتفجر‭ ‬معظم‭ ‬الأنهار‭ ‬الكبيرة‭.‬

ويسهل‭ ‬التنقل‭ ‬أو‭ ‬القفز‭ ‬في‭ ‬تايوان‭ (‬23‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬تقريباً‭) ‬من‭ ‬مكان‭ ‬لآخر‭ ‬لسرعة‭ ‬وتنوع‭ ‬وسائل‭ ‬المواصلات‭ ‬فيها،‭ ‬لذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مستغرباً‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬رحلتنا‭ ‬بالقطار‭ ‬السريع‭ ‬باتجاه‭ ‬الجنوب‭ ‬وتحديداً‭ ‬لمدينة‭ ‬كاوهسيونغ‭ (‬مليونان‭ ‬و750‭ ‬ألف‭ ‬نسمة‭ ‬تقريباً‭)‬،‭ ‬ونترك‭ ‬العاصمة‭ ‬تايبيه‭ ‬ليوم‭ ‬واحد‭ ‬ثم‭ ‬نعود‭ ‬لها‭ ‬مجدداً‭.‬

كان‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيس‭ ‬من‭ ‬رحلة‭ ‬الجنوب‭ ‬هو‭ ‬زيارة‭ ‬ميناء‭ ‬المدينة‭ ‬للاطلاع‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬تايوان‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬البحرية،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬الشحن‭ ‬وتخزين‭ ‬البضائع‭ ‬أو‭ ‬حجم‭ ‬الطاقة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬السفن‭ ‬بمختلف‭ ‬أشكالها،‭ ‬تحميلاً‭ ‬أو‭ ‬تفريغاً،‭ ‬وأخيراً‭ ‬مساحة‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي،‭ ‬كما‭ ‬اشتملت‭ ‬الرحلة‭ ‬على‭ ‬زيارة‭ ‬إحدى‭ ‬المنشآت‭ ‬المعنية‭ ‬بتطوير‭ ‬وإنتاج‭ ‬الروبوتات‭ ‬المتعددة‭ ‬الأشكال‭ ‬والاستعمالات،‭ ‬ولقد‭ ‬شهدنا‭ ‬عرضاً‭ ‬حياً‭ ‬لنوع‭ ‬من‭ ‬الروبوتات‭ ‬يستخدم‭ ‬عبر‭ ‬جهاز‭ ‬التحكم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬القنابل‭ ‬الموقوتة‭ ‬وإطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الاشتباك‭ ‬مع‭ ‬الخارجين‭ ‬على‭ ‬القانون‭.‬

ويمكن‭ ‬لأمثلة‭ ‬محدودة‭ ‬أن‭ ‬تلخص‭ ‬الدور‭ ‬الخفي‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬بعض‭ ‬الصناعات‭ ‬التايوانية‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬العالمية،‭ ‬مثل‭ ‬شركة‭ ‬باي‭ ‬لنج،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬ثالث‭ ‬أكبر‭ ‬شركة‭ ‬ماكينات‭ ‬حياكة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وتمتلك‭ ‬نسبة‭ ‬12‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬سوق‭ ‬مبيعات‭ ‬ماكينات‭ ‬الحياكة،‭ ‬وتنتج‭ ‬شركة‭ ‬تي‭ ‬إكس‭ ‬سي‭ ‬التايوانية‭ ‬وحدات‭ ‬كريستال‭ ‬الكوارتز‭ ‬ومنتجات‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬التردد‭ ‬عالية‭ ‬الدقة،‭ ‬وهي‭ ‬تستعمل‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬أجهزة‭ ‬الشبكات‭ ‬والهواتف‭ ‬المحمولة‭ ‬والحواسب‭ ‬الشخصية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأجهزة،‭ ‬وتعمل‭ ‬تلك‭ ‬الأجزاء‭ ‬الدقيقة‭ ‬مثل‭ ‬قائد‭ ‬الأوكسترا‭ ‬الذي‭ ‬ينظم‭ ‬عمل‭ ‬وظائف‭ ‬العازفين‭ ‬لتخرج‭ ‬بأفضل‭ ‬أداء‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬2013م،‭ ‬حصلت‭ ‬تايوان‭ ‬على‭ ‬12118‭ ‬براءة‭ ‬اختراع،‭ ‬ووفقاً‭ ‬لتقرير‭ ‬التنافسية‭ ‬العالمية‭ ‬لمنتدى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬2013‭ ‬ذ‭ ‬2014،‭ ‬تم‭ ‬تصنيف‭ ‬تايوان‭ ‬الثامنة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الابتكار‭.‬

 

اليوم‭ ‬الأزرق‭ ‬اليتيم

العنوان‭ ‬الرئيس‭ ‬اسماء‭ ‬زرقاء‭ ‬وشمس‭ ‬بيضاءب‭ ‬مأخوذ‭ ‬من‭ ‬النشيد‭ ‬الوطني‭ ‬التايواني،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬رحلتي‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬الأسبوع،‭ ‬لا‭ ‬أذكر‭ ‬أني‭ ‬شهدت‭ ‬في‭ ‬تايوان‭ ‬سماء‭ ‬زرقاء‭ ‬سوى‭ ‬ليوم‭ ‬واحد،‭ ‬كان‭ ‬لحسن‭ ‬الحظ‭ ‬سخياً‭ ‬على‭ ‬عدستي‭ ‬التي‭ ‬التهمت‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمكنه‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬جمال‭ ‬تايوان‭ ‬ويعكس‭ ‬تطورها‭ ‬العمراني،‭ ‬أما‭ ‬الشمس‭ ‬البيضاء،‭ ‬فاكتفت‭ ‬بإنارة‭ ‬أيامنا‭ ‬المليئة‭ ‬بالأمطار‭ ‬الرهيمة‭ ‬والطقس‭ ‬المعتدل‭.‬

الشمس‭ ‬ضرورية‭ ‬في‭ ‬عملنا‭ ‬لرؤية‭ ‬التفاصيل‭ ‬ونسخ‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬على‭ ‬الورق‭ ‬كي‭ ‬تتوازن‭ ‬الصورة‭ ‬مع‭ ‬الكلمة،‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬تتجاوزها‭ ‬إن‭ ‬لزم‭ ‬الأمر،‭ ‬قياساً‭ ‬على‭ ‬مقولة‭ ‬إن‭ ‬الصورة‭ ‬بألف‭ ‬كلمة‭. ‬القلق‭, ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬شعرت‭ ‬به‭ ‬والمصعد‭ ‬الصاروخي‭ ‬يندفع‭ ‬بنا‭ ‬بسرعة‭ ‬122‭ ‬متر‭ ‬في‭ ‬الدقيقة‭ ‬داخل‭ ‬ناطحة‭ ‬السحاب‭ ‬اتايبيه‭ ‬101ب‭ ‬أو‭ ‬مركز‭ ‬تايبيه‭ ‬المالي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬شينيي،‭ ‬ليس‭ ‬بسبب‭ ‬السرعة‭ ‬الجنونية‭ ‬التي‭ ‬أوصلتنا‭ ‬لقمة‭ ‬الناطحة‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬دقيقة،‭ ‬ولكن‭ ‬خشية‭ ‬رحيل‭ ‬الشمس‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬معالم‭ ‬العاصمة‭ ‬تايبيه‭ ‬من‭ ‬فوق‭ ‬رابع‭ ‬أطول‭ ‬برج‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬بعد‭ ‬برج‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬دبي،‭ ‬وأبراج‭ ‬البيت‭ ‬في‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة،‭ ‬وبرج‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭.‬

انشق‭ ‬باب‭ ‬المصعد‭ ‬وتدفقت‭ ‬مع‭ ‬مجموعتي‭ ‬بقوة‭ ‬الفضول‭ ‬لرؤية‭ ‬تايبيه‭ ‬المشمسة،‭ ‬قادنا‭ ‬المرشدون‭ ‬لصعود‭ ‬سلم‭ ‬أخير‭ ‬يوصلنا‭ ‬إلى‭ ‬سطح‭ ‬نصف‭ ‬دائري‭ ‬مخصص‭ ‬للتصوير‭ ‬وقضاء‭ ‬بعض‭ ‬الوقت،‭ ‬تفرقنا‭ ‬كل‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬زاوية‭ ‬مناسبة‭ ‬للصور‭ ‬الفردية‭ ‬والجماعية،‭ ‬أما‭ ‬أنا،‭ ‬فدسست‭ ‬عنق‭ ‬عدستي‭ ‬بين‭ ‬أعمدة‭ ‬الحماية‭ ‬لألتقط‭ ‬الصورة‭ ‬البانورامية‭ ‬لكل‭ ‬مساحة‭ ‬أنارتها‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬البيضاء‭ ‬وهي‭ ‬تخترق‭ ‬ستارة‭ ‬الغيوم‭ ‬الكثيفة‭ ‬لتكشف‭ ‬عن‭ ‬مشاهد‭ ‬جميلة‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭.‬

 

الاسم‭ ‬والجذور

العالم‭ ‬يعرف‭ ‬الاسم‭ ‬الأكثر‭ ‬شيوعاً‭ ‬للصين‭ ‬وهو‭ ‬االصينب‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إضافات،‭ ‬ولكن‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬التفاصيل‭ ‬يعني‭ ‬أننا‭ ‬فتحنا‭ ‬نافذة‭ ‬على‭ ‬التاريخ،‭ ‬وسنجد‭ ‬فيه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬صين،‭ ‬وطنية‭ ‬وشعبية‭ ‬وحرة‭ ‬وجميعها‭ ‬أسماء‭ ‬نحتتها‭ ‬الأحداث‭ ‬والصراعات‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬خلال‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭. ‬

برز‭ ‬اسم‭ ‬جمهورية‭ ‬الصين‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭ ‬عام‭ ‬1911م،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أنهت‭ ‬الحكم‭ ‬الإمبراطوري،‭ ‬الذي‭ ‬استمر‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬لألفي‭ ‬عام،‭ ‬وحكم‭ ‬آخر‭ ‬سلالة‭ ‬ضمن‭ ‬ذلك‭ ‬السياق،‭ ‬وهي‭ ‬أسرة‭ ‬اتشينغب،‭ ‬واستعمل‭ ‬الاسم‭ ‬المختصر‭ ‬وهو‭ ‬الصين‭ ‬أو‭ ‬ازونغ‭ ‬ووب‭ ‬باللغة‭ ‬الصينية‭ ‬بصورة‭ ‬رسمية‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭. ‬وبعد‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬عام‭ ‬1945م،‭ ‬كانت‭ ‬الصين‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المؤسسة‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأحد‭ ‬الأعضاء‭ ‬الخمسة‭ ‬الدائمين‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭.‬

لم‭ ‬تستقر‭ ‬الأوضاع‭ ‬لـاالكوميتانغب‭ ‬وهو‭ ‬الحزب‭ ‬الوطني‭ ‬الصيني‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬بكين،‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬نشبت‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬مع‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬الصيني‭, ‬لتنتهي‭ ‬بوصول‭ ‬الشيوعيين‭ ‬لبكين‭ ‬عام‭ ‬1949م‭ ‬وانتقال‭ ‬الحكومة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬عام‭ ‬1949م‭ ‬إلى‭ ‬جزيرة‭ ‬تايوان‭ ‬وتأسيس‭ ‬تايبيه‭ ‬لتكون‭ ‬عاصمة‭ ‬مؤقتة‭ ‬للبلاد‭.‬

نجم‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬التحول‭ ‬ظهور‭ ‬اسم‭ ‬جديد‭ ‬للصين‭ ‬هو‭ ‬جمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية‭ ‬وعاصمتها‭ ‬بكين،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬معظم‭ ‬أجزاء‭ ‬البر‭ ‬الصيني،‭ ‬وجمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الوطنية‭ ‬وعاصمتها‭ ‬تايبيه،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تملك‭ ‬مقعد‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1971م،‭ ‬وتحظى‭ ‬باعتراف‭ ‬23‭ ‬دولة‭ ‬فقط‭ ‬تتبادل‭ ‬علاقات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬رسمية‭ ‬مع‭ ‬جمهورية‭ ‬الصين‭ ‬أو‭ ‬تايوان،‭ ‬لأن‭ ‬بكين‭ ‬ترفض‭ ‬أن‭ ‬تقيم‭ ‬أي‭ ‬علاقات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬تعترف‭ ‬بتايبيه،‭ ‬لكن‭ ‬الأخيرة‭ ‬وعن‭ ‬طريق‭ ‬امكاتب‭ ‬التمثيل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والثقافيب،‭ ‬تجاوزت‭ ‬تلك‭ ‬العقبة‭ ‬التي‭ ‬تتشابك‭ ‬فيها‭ ‬المصالح‭ ‬الدولية،‭ ‬وحققت‭ ‬وجودها‭ ‬بصورة‭ ‬غير‭ ‬مباشرة،‭ ‬وفي‭ ‬السياق‭ ‬نفسه‭ ‬ابتكرت‭ ‬تايوان‭ ‬عام‭ ‬1992م‭ ‬اسم‭ ‬تايبيه‭ ‬الصينية،‭ ‬كي‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬والمنظمات‭ ‬والأحداث‭ ‬الدولية‭ ‬مثل‭ ‬دورة‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية،‭ ‬لكن‭ ‬جهودها‭ ‬لم‭ ‬تثمر‭ ‬كثيراً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الاعتراضات‭ ‬الشديدة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بكين،‭ ‬التي‭ ‬تتبع‭ ‬سياسة‭ ‬االصين‭ ‬الواحدةب،‭ ‬وأبرز‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬هو‭ ‬عضوية‭ ‬بصفة‭ ‬مراقب‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭.‬

وطغت‭ ‬أهمية‭ ‬وطبيعة‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬بكين‭ ‬وتايبيه‭ ‬على‭ ‬معظم‭ ‬أحاديث‭ ‬المسؤولين‭ ‬الذين‭ ‬التقينا‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬تايوان،‭ ‬وربما‭ ‬لعبت‭ ‬السياسة‭ ‬دوراً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬تعقيد‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬لكن‭ ‬لغة‭ ‬المصالح‭ ‬وإرثاً‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬التقاليد‭ ‬الصينية‭ ‬عملاً‭ ‬على‭ ‬إبقاء‭ ‬الأوضاع‭ ‬بينهما‭ ‬مستقرة‭.‬

‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬شؤون‭ ‬البر‭ ‬الرئيس‭ ‬الدكتور‭ ‬تشو‭ ‬تشيا‭ ‬لين‭ (‬البر‭ ‬الرئيس‭ ‬هنا‭ ‬يعني‭ ‬الصين‭ ‬الكبرى‭) ‬قال‭ ‬لنا‭ ‬بكل‭ ‬صراحة‭: ‬انحن‭ ‬في‭ ‬تايوان‭ ‬اقتصادنا‭ ‬صغير‭ ‬ونحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬علاقاتنا‭ ‬الدولية،‭ ‬ونظراً‭ ‬لحساسية‭ ‬علاقتنا‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ (‬البر‭ ‬الرئيس‭)‬،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬بقاء‭ ‬الوضع‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬بارداً‭!‬ب‭.‬

وسلّط‭ ‬الدكتور‭ ‬لين‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬نوافذ‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الصين،‭ ‬فتحت‭ ‬خلال‭ ‬االوضع‭ ‬الباردب،‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬تسيير‭ ‬رحلات‭ ‬جوية‭ ‬مباشرة‭ ‬بين‭ ‬بكين‭ ‬وتايبيه‭ ‬من‭ ‬حصيلتها‭ ‬زيارة‭ ‬خمسة‭ ‬ملايين‭ ‬ومائتي‭ ‬ألف‭ ‬تايواني‭ ‬للصين،‭ ‬وزيارة‭ ‬مليونين‭ ‬وثمانمائة‭ ‬ألف‭ ‬صيني‭ ‬لتايوان،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬تطور‭ ‬لافت‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬عقود،‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬قيام‭ ‬مسؤولين‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬الطرفين‭ ‬بتبادل‭ ‬الزيارات‭ ‬الرسمية‭.‬

الدكتور‭ ‬لين‭ ‬ختم‭ ‬حديثه‭ ‬بمعلومة‭ ‬غير‭ ‬متوقعة،‭ ‬إذ‭ ‬قال‭ ‬اإن‭ ‬المنافس‭ ‬الأول‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصناعات‭ ‬هو‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبيةب‭... ‬شخصياً‭ ‬كنت‭ ‬أتوقع‭ ‬إجابة‭ ‬مختلفة‭.‬

 

لا‭ ‬للبقاء‭ ‬على‭ ‬الهامش

تايوان‭ ‬بلد‭ ‬صناعي‭ ‬نابض‭ ‬بالحركة‭ ‬غزا‭ ‬العالم‭ ‬بعلامته‭ ‬الذائعة‭ ‬الصيت‭ ‬اصنع‭ ‬في‭ ‬تايوانب،‭ ‬نجدها‭ ‬على‭ ‬الملابس‭ ‬والأحذية‭ ‬والأجهزة‭ ‬الكهربائية‭ ‬وسلسلة‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬من‭ ‬الحاجيات،‭ ‬وفي‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬نائبة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬التايوانية‭ ‬فانيسا‭ ‬يو‭ ‬بي‭ ‬شي،‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬حكومة‭ ‬بلادها‭ ‬تقوم‭ ‬بمساعدة‭ ‬الشركات‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬الأسواق‭ ‬الخارجية‭ ‬وتحسين‭ ‬صورة‭ ‬العلامة‭ ‬التجارية‭ ‬التايوانية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المعارض‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬والعروض‭ ‬المستهدفة،‭ ‬وكذلك‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الأجنبية‭ ‬والمحلية‭. ‬

وأوضحت‭ ‬فانيسا‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬التجارية‭ ‬التجريبية‭ ‬الحرة‭ (‬FEPZs‭) ‬تعتبر‭ ‬بنداً‭ ‬رئيساً‭ ‬وحيوياً‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يضيف‭ ‬الحيوية‭ ‬لاقتصاد‭ ‬تايوان‭ ‬ولدول‭ ‬آسيا‭ ‬والمحيط‭ ‬الهادي‭ ‬وبقية‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

وتتلخص‭ ‬سياسة‭ ‬المنطقة‭ ‬التجارية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الحرة‭ ‬التجريبية،‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2008م،‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬علاقات‭ ‬تايوان‭ ‬الثقافية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬شركائها‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وعلى‭ ‬أساس‭ ‬من‭ ‬الاستقلالية‭ ‬والمرونة،‭ ‬ويستطيع‭ ‬حامل‭ ‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬التايواني‭ ‬الدخول‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬140‭ ‬دولة‭ ‬وإقليم‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاقية‭ ‬العمل‭ ‬خلال‭ ‬العطل‭ ‬مع‭ ‬12‭ ‬دولة،‭ ‬مثل‭ ‬أستراليا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وألمانيا‭ ‬واليابان‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬يتم‭ ‬بموجبها‭ ‬السماح‭ ‬للشباب‭ ‬التايواني‭ ‬بالسفر‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬للعمل‭ ‬المؤقت‭ ‬والتعرف‭ ‬إلى‭ ‬ثقافات‭ ‬وعادات‭ ‬جديدة‭.‬

وفي‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬2014م،‭ ‬تم‭ ‬استئناف‭ ‬المفاوضات‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ضمن‭ ‬اتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬والاستثمار‭ ‬المشتركة،‭ ‬وتم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقية‭ ‬مصائد‭ ‬الأسماك‭ ‬التاريخية‭ ‬مع‭ ‬اليابان،‭ ‬ووقعت‭ ‬اتفاقية‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬مع‭ ‬نيوزيلندا‭ ‬وسنغافورة‭.‬

وأوضحت‭ ‬فانيسا‭ ‬أن‭ ‬حكومة‭ ‬تايوان‭ ‬ستظل‭ ‬مقتنعة‭ ‬بأن‭ ‬الاستقرار‭ ‬والازدهار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬تعزيزهما‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاتجاه‭ ‬الحالي‭ ‬نحو‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التكامل‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ومضاعفة‭ ‬الجهود‭ ‬نحو‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬تحرير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التايواني،‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تركها‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬هذه‭ ‬العملية،‭ ‬وهذا‭ ‬يحتم‭ ‬على‭ ‬تايوان‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقية‭ ‬الشراكة‭ ‬عبر‭ ‬المحيط‭ ‬الهادي‭ ‬والشراكة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الشاملة‭ ‬الإقليمية‭.‬

وختمت‭ ‬نائبة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬التايوانية‭ ‬حديثها‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬خلق‭ ‬المناطق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الحرة‭ ‬التجريبية‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬طريقة‭ ‬لتحقيق‭ ‬هدف‭ ‬تحرير‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬مع‭ ‬إصلاح‭ ‬اللوائح‭ ‬المتعلقة‭ ‬بسهولة‭ ‬انتقال‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬والعمل‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يصب‭ ‬بالنهاية‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬تنمية‭ ‬الصناعات‭ ‬الست،‭ ‬وهي‭: ‬الابتكار‭ ‬والتعليم،‭ ‬والخدمات‭ ‬المالية،‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية‭ ‬الذكية‭ ‬والصحة‭ ‬الدولية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الزراعة،‭ ‬وهذا‭ ‬الطريق‭ ‬تسير‭ ‬فيه‭ ‬تايوان‭ ‬لتعزيز‭ ‬قدراتها‭ ‬التنافسية‭ ‬وتمكينها‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬كي‭ ‬تصبح‭ ‬جزيرة‭ ‬اقتصادية‭ ‬حرة‭.‬

يبدو‭ ‬أن‭ ‬مصطلح‭ ‬اأبطال‭ ‬في‭ ‬الخفاءب،‭ ‬الذي‭ ‬أطلقه‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والمفكر‭ ‬الألماني‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬الإدارة‭ ‬هيرمان‭ ‬سايمون‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬قليلة‭ ‬الانتشار،‭ ‬التي‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مهمة‭ ‬ومحددة‭ ‬وفريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها،‭ ‬قد‭ ‬راق‭ ‬للتايوانيين‭ ‬لوصف‭ ‬حالة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬وثلاثمائة‭ ‬ألف‭ ‬منشأة‭ ‬متوسطة‭ ‬وصغيرة‭ ‬الحجم‭ ‬تعمل‭ ‬لديهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجال‭ ‬تقريباً،‭ ‬مثل‭ ‬الأجهزة‭ ‬الكهربائية‭ ‬والهواتف‭ ‬المحمولة‭ ‬والحاسبات‭ ‬الشخصية‭ ‬والمعدات‭ ‬الطبية،‭ ‬وهي‭ ‬تشغل‭ ‬مساحة‭ ‬97‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬حجم‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬تايوان،‭ ‬وتستحوذ‭ ‬على‭ ‬78‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬العاملة،‭ ‬وتنخرط‭ ‬تلك‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬علاقات‭ ‬تكافلية‭ ‬لتعويض‭ ‬صغر‭ ‬حجمها‭ ‬ومحدودية‭ ‬مواردها،‭ ‬تجعلها‭ ‬قادرة‭ ‬ككتلة‭ ‬واحدة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التكتلات‭ ‬الصناعية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬اليابان‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬والصين‭.‬

ورأى‭ ‬هيرمان‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬عادة‭ ‬تكون‭ ‬متوسطة‭ ‬وصغيرة‭ ‬الحجم‭ ‬قائدة‭ ‬للسوق‭ ‬العالمي‭.‬

 

‮«‬الله‭ ‬أكبر‮»‬‭ ‬في‭ ‬تايوان

في‭ ‬منطقة‭ ‬دان‭ ‬بالعاصمة‭ ‬تايبيه،‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬ييشوي‭ ‬أكبر‭ ‬وأقدم‭ ‬مسجد‭ ‬للمسلمين‭ ‬في‭ ‬تايوان،‭ ‬وهو‭ ‬مسجد‭ ‬تايبيه‭ ‬الكبير،‭ ‬الذي‭ ‬قمنا‭ ‬بزيارته‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬رحلتنا‭ ‬لتوثيق‭ ‬لمحة‭ ‬من‭ ‬الوجود‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشطر‭ ‬من‭ ‬العالم‭.‬

كان‭ ‬الاستدلال‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬المسجد‭ ‬بواسطة‭ ‬الخرائط‭ ‬المطوية‭ ‬أيسر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬السؤال‭ ‬المباشر،‭ ‬فلا‭ ‬المكان‭ ‬مشهور‭ ‬ولا‭ ‬الشرح‭ ‬أسعفني‭... ‬الخريطة‭ ‬وحدها‭ ‬أنقذتني،‭ ‬ولأن‭ ‬مسجد‭ ‬تايبيه‭ ‬الكبير‭ ‬مسجل‭ ‬كأحد‭ ‬معالم‭ ‬مدينة‭ ‬تايبيه‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1999م‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬حكومة‭ ‬المدينة،‭ ‬فقد‭ ‬أخذ‭ ‬المسجد‭ ‬شكله‭ ‬المميز‭ ‬في‭ ‬الخريطة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬سائق‭ ‬سيارة‭ ‬الأجرة‭ ‬يصل‭ ‬بي‭ ‬إلى‭ ‬هناك‭ ‬بسهولة‭.‬

تكاد‭ ‬واجهة‭ ‬المسجد‭ ‬لا‭ ‬تبدو‭ ‬واضحة‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬لكثافة‭ ‬الأشجار‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة،‭ ‬اقتربت‭ ‬من‭ ‬مداخل‭ ‬المسجد‭ ‬ذي‭ ‬القبة‭ ‬الخضراء‭ ‬وكانت‭ ‬الساعة‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬الرابعة‭ ‬عصراً‭ ‬بتوقيت‭ ‬تايبيه،‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬رأيت‭ ‬عند‭ ‬بوابة‭ ‬الدخول‭ ‬طفلة‭ ‬تهم‭ ‬باللحاق‭ ‬بزميلاتها،‭ ‬طلبت‭ ‬منها‭ ‬التوقف‭ ‬لبرهة‭ ‬كي‭ ‬ألتقط‭ ‬لها‭ ‬صورة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حصل،‭ ‬خلعت‭ ‬حذائي‭ ‬ودخلت،‭ ‬كان‭ ‬المسجد‭ ‬شبه‭ ‬خال‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬حلقة‭ ‬درس‭ ‬يتوسطها‭ ‬معلم‭ ‬ومعه‭ ‬عشرة‭ ‬تلاميذ،‭ ‬تبدو‭ ‬ملامحهم‭ ‬مختلفة،‭ ‬الدرس‭ ‬كان‭ ‬يتمحور‭ ‬حول‭ ‬قصص‭ ‬الأنبياء‭ ‬والسور‭ ‬التي‭ ‬تحكي‭ ‬تلك‭ ‬القصص‭. ‬ويتلقى‭ ‬أبناء‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬تايوان‭ ‬تعليمهم‭ ‬الديني‭ ‬في‭ ‬المساجد‭ ‬خلال‭ ‬العطلة‭ ‬الصيفية‭.‬

تتجاوز‭ ‬المساحة‭ ‬الإجمالية‭ ‬لمسجد‭ ‬تايبيه‭ ‬2700‭ ‬متر‭ ‬مربع،‭ ‬وتم‭ ‬افتتاحه‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬عام‭ ‬1960م،‭ ‬وهو‭ ‬مفتوح‭ ‬لأداء‭ ‬الصلوات‭ ‬الخمس‭ ‬وصلاة‭ ‬الجمعة‭ ‬والعيد،‭ ‬وفي‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬تقام‭ ‬فيه‭ ‬صلاة‭ ‬التراويح‭ ‬وتجهز‭ ‬موائد‭ ‬الإفطار‭ ‬الجماعي‭.‬

ولعبت‭ ‬الهجرة‭ ‬دوراً‭ ‬حيوياً‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬الوجود‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬تايوان،‭ ‬فبعد‭ ‬وصول‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬الصيني‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬بكين،‭ ‬فضل‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬العشرين‭ ‬ألف‭ ‬مسلم‭ ‬صيني‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬جزيرة‭ ‬تايوان،‭ ‬التي‭ ‬وجدوا‭ ‬فيها‭ ‬بيئة‭ ‬ملائمة‭ ‬لممارسة‭ ‬شعائرهم‭ ‬الدينية‭.‬

ويقدر‭ ‬مؤلف‭ ‬كتاب‭ ‬االأقليات‭ ‬المسلمة‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬وأسترالياب،‭ ‬سيد‭ ‬عبدالمجيد‭ ‬بكر،‭ ‬عدد‭ ‬المسلمين‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬تايوان‭ ‬بحوالي‭ ‬خمسين‭ ‬ألف‭ ‬مسلم،‭ ‬يتحدرون‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬مختلفة،‭ ‬مثل‭ ‬الأتراك‭ ‬والقازاق‭ ‬والأويغور،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الصينيين،‭ ‬وتوجد‭ ‬لديهم‭ ‬مساجد‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬تايبيه‭ ‬شمالاً‭ ‬ومدينة‭ ‬كاوهسيونغ‭ ‬جنوباً‭.‬

 

ميراث‭ ‬الصين‭ ‬الثقافي‭ ‬

في‭ ‬خضم‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬على‭ ‬الصين‭ ‬وأبرزها‭ ‬الغزو‭ ‬الياباني‭ ‬والحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬وأخيراً‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية،‭ ‬جرت‭ ‬أحداث‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الثقافي‭ ‬والحضاري،‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬الأصعدة‭ ‬الأخرى،‭ ‬ساهمت‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬قسم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬ميراث‭ ‬الصين‭ ‬الثقافي‭ ‬والحضاري‭ ‬إلى‭ ‬تايوان،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أكسب‭ ‬متحفها‭ ‬الوطني‭ ‬مكانة‭ ‬رفيعة،‭ ‬لما‭ ‬يحتضنه‭ ‬من‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬الثمينة،‭ ‬كالآثار‭ ‬البرونزية‭ ‬والخزف‭ ‬الصيني‭ ‬المنقوش‭ ‬والآثار‭ ‬المصنوعة‭ ‬من‭ ‬أحجار‭ ‬اليشب‭ ‬الكريمة‭ ‬والأنسجة‭ ‬المزدانة‭ ‬بالرسوم‭ ‬وأعمال‭ ‬فنية‭ ‬رسمت‭ ‬بخط‭ ‬اليد،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬كتب‭ ‬نادرة‭ ‬ووثائق‭ ‬أصلية‭ ‬ولوحات‭ ‬شهيرة،‭ ‬وجميعها‭ ‬تعكس‭ ‬الموروث‭ ‬الثقافي‭ ‬والحضاري‭ ‬الصيني‭ ‬والسلالات‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬الحاكمة‭ ‬التي‭ ‬تعاقبت‭ ‬عليها،‭ ‬مثل‭ ‬أسر‭ ‬اسونجب‭ ‬وايوانب‭ ‬وامينجب‭ ‬واتشينغب‭ ‬وبقاء‭ ‬تلك‭ ‬الكنوز‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬غير‭ ‬العاصمة‭ ‬الصينية‭ ‬بكين‭.‬

ولعب‭ ‬عاملان‭ ‬رئيسان‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬محتويات‭ ‬المتحف‭ ‬القومي‭ (‬أُسس‭ ‬عام‭ ‬1925‭) ‬في‭ ‬بكين‭ ‬إلى‭ ‬تايبيه،‭ ‬الأول‭ ‬خارجي‭ ‬بسبب‭ ‬الغزو‭ ‬الياباني‭ ‬للأراضي‭ ‬الصينية‭ ‬أوائل‭ ‬ثلاثينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬والعامل‭ ‬الثاني‭ ‬داخلي‭ ‬بسبب‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬بين‭ ‬الوطنيين‭ ‬والشيوعيين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬المتحف‭ ‬القومي‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬أفضل‭ ‬الحلول‭ ‬لتأمين‭ ‬محتويات‭ ‬المتحف‭ ‬من‭ ‬التدمير‭ ‬أو‭ ‬السرقة‭.‬

اتسمت‭ ‬عملية‭ ‬النقل‭ ‬الأولى‭ ‬بالطابع‭ ‬الاستباقي،‭ ‬ففي‭ ‬أعقاب‭ ‬قيام‭ ‬القوات‭ ‬اليابانية‭ ‬بغزو‭ ‬الأجزاء‭ ‬الشمالية‭ ‬الشرقية‭ ‬للصين،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1931م،‭ ‬قرر‭ ‬المديرون‭ ‬التنفيذيون‭ ‬للمتحف‭ ‬القومي‭ ‬تخزين‭ ‬القطع‭ ‬الأثرية‭ ‬النفيسة‭ ‬في‭ ‬صناديق‭ ‬شحن‭ ‬لنقلها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬لحمايتها‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬الحرب‭ ‬المقبلة،‭ ‬وفي‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1933م،‭ ‬بلغت‭ ‬الأزمة‭ ‬ذروتها‭ ‬مع‭ ‬تقدم‭ ‬القوات‭ ‬اليابانية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أطلق‭ ‬عملية‭ ‬نقل‭ ‬موجودات‭ ‬المتحف‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬التالي،‭ ‬حيث‭ ‬تمت‭ ‬عملية‭ ‬شحن‭ ‬وترحيل‭ ‬خمس‭ ‬مجموعات‭ ‬تحوي‭ ‬19557‭ ‬قطعة‭ ‬باتجاه‭ ‬الجنوب‭ ‬إما‭ ‬إلى‭ ‬شانغهاي‭ ‬وإما‭ ‬لإبقائها‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬آمنة‭ ‬في‭ ‬بكين‭.‬

عملية‭ ‬النقل‭ ‬الثانية‭ ‬أخذت‭ ‬طابعاً‭ ‬مختلفاً‭ ‬لاختلاف‭ ‬الأسباب،‭ ‬إذ‭ ‬اضطرت‭ ‬الحكومة‭ ‬الوطنية‭ ‬إلى‭ ‬توسيع‭ ‬دائرة‭ ‬النقل‭ ‬لتشمل‭ ‬الوثائق‭ ‬والملفات‭ ‬من‭ ‬المكتبة‭ ‬الوطنية‭ ‬المركزية‭ ‬ومعهد‭ ‬التاريخ‭ ‬والأدب‭ ‬في‭ ‬أكاديمية‭ ‬اسينيكاب‭ ‬ومن‭ ‬وزارتي‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬نية‭ ‬الحكومة‭ ‬المركزية‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬جزيرة‭ ‬تايوان‭ ‬والبقاء‭ ‬فيها‭ ‬لفترة‭ ‬غير‭ ‬معلومة،‭ ‬نتيجة‭ ‬تقدم‭ ‬الشيوعيين‭ ‬نحو‭ ‬العاصمة‭ ‬بكين‭ ‬عام‭ ‬1948م‭.‬

 

بوب‭... ‬صينية‭ ‬تايوانية‭ ‬

تحتفل‭  ‬تايوان‭ ‬بالإبداع‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الموسيقى‭ ‬ولديها‭ ‬مهرجان‭ ‬سنوي‭ ‬اسمه‭ ‬اروك‭ ‬هوهيانب‭ ‬يقام‭ ‬بقرب‭ ‬شاطئ‭ ‬فولونج‭ ‬على‭ ‬الساحل‭ ‬الشمالي‭ ‬الشرقي،‭ ‬وتزداد‭ ‬شهرته‭ ‬عاماً‭ ‬بعد‭ ‬عام،‭ ‬وهي‭ ‬تعتبر‭ ‬المصدر‭ ‬الرئيس‭ ‬لموسيقى‭ ‬البوب‭ ‬باللغة‭ ‬الصينية،‭ ‬ويعود‭ ‬أصل‭ ‬ثقافة‭ ‬تلك‭ ‬الموسيقى‭ ‬إلى‭ ‬السبعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي‭ ‬للموسيقى‭ ‬الشعبية،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬أحبوا‭ ‬موسيقى‭ ‬البوب‭ ‬الأمريكية‭ ‬بصياغة‭ ‬مزيج‭ ‬يعبّر‭ ‬عن‭ ‬الهوية‭ ‬الثقافية‭ ‬التايوانية‭ ‬بأسلوب‭ ‬فني‭ ‬أمريكي‭ ‬خلق‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬الإلهام،‭ ‬وأطلق‭ ‬موجات‭ ‬من‭ ‬الإبداع‭.‬

وانتشرت‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬المفعمة‭ ‬بالحيوية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أرجاء‭ ‬تايوان‭ ‬لتجتذب‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الشباب،‭ ‬وتوصلت‭ ‬قناة‭ ‬ديسكفري‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬عامل‭ ‬جعل‭ ‬إنتاج‭ ‬التايوانيين‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬مليار‭ ‬ونصف‭ ‬المليار‭ ‬أغنية‭ ‬لأسواق‭ ‬الصين‭ ‬هو‭ ‬أنهم‭ ‬يعيشون‭ ‬حياة‭ ‬مفتوحة‭ ‬وحرة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬ثقافتهم‭ ‬الفريدة‭ ‬عامل‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬صناعة‭ ‬الموسيقى‭ ‬لديهم‭ .

‭ ‬صورة‭ ‬طبيعية‭ ‬لبرج‭ ‬‮«‬تايبيه‭ ‬101‮»‬‭ ‬أو‭ ‬مركز‭ ‬تايبيه‭ ‬المالي‭ ‬من‭ ‬الأسفل‭ (‬يسار‭) ‬وصورة‭ ‬ثانية‭ (‬يمين‭) ‬لمجسم‭ ‬البرج‭ ‬المستوحى‭ ‬من‭ ‬شكل‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭ ‬يوضح‭ ‬معظم‭ ‬تفاصيله،‭ ‬ويعد‭ ‬هذا‭ ‬المعلم‭ ‬من‭ ‬أحدث‭ ‬معالم‭ ‬تايوان‭ ‬التي‭ ‬أنجزت‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬الأخير‭ ‬

داخل‭ ‬أحد‭ ‬المصانع‭ ‬المتخصصة‭ ‬بصناعة‭ ‬الأدوية‭ ‬والمنشطات‭ ‬الطبيعية‭ ‬

المدخل‭ ‬الرئيسي‭ ‬المهيب‭ ‬لساحة‭ ‬النصب‭ ‬التذكاري‭ ‬للقائد‭ ‬السياسي‭ ‬والعسكري‭ ‬تشيغ‭ ‬كاي‭ ‬شيك‭ (‬1887م‭- ‬1975م‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬حكم‭ ‬الصين‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬جمهوري‭ ‬لها‭ ‬وهو‭ ‬صن‭ ‬يات‭ ‬سين‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬حكم‭ ‬تايوان‭ ‬بعد‭ ‬الانتقال‭ ‬لها‭ ‬1949م،‭ ‬وتقام‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الساحة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬والأنشطة‭ ‬المتنوعة‭ ‬خصوصا‭ ‬أيام‭ ‬العطل‭ ‬الرسمية‭ ‬كما‭ ‬توجد‭ ‬فيها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحدائق‭ ‬والمرافق‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬مكانا‭ ‬جاذبا‭ ‬للزوار‭ ‬والسياح‭ ‬