لغة الشباب العربي: خطابٌ عصريٌ يُشكِّل ظاهرة

لغة الشباب العربي: خطابٌ عصريٌ يُشكِّل ظاهرة

ارتبط‭ ‬التقدم‭ ‬التقني‭ ‬الذي‭ ‬يشهده‭ ‬العالم‭ ‬بتوثيق‭ ‬الصلة‭ ‬بين‭ ‬جيل‭ ‬الشباب‭ ‬وما‭ ‬يقتني‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬حديثة‭ ‬تطبق‭ ‬برامج‭ ‬تواصل‭ ‬للمخاطبة،‭ ‬سواء‭ ‬بالهواتف‭ ‬المحمولة،‭ ‬أو‭ ‬الحواسيب‭ ‬المنقولة‭ ‬أو‭ ‬الألواح‭ ‬الذكية‭. ‬وقد‭ ‬كشفت‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬الحديثة‭ ‬وشبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬ظاهرة‭ ‬استخدام‭ ‬الشباب‭ ‬العربي‭ ‬لمستوى‭ ‬لغوي‭ ‬معاصر،‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬اللهجات‭ ‬العامية‭ ‬بشكل‭ ‬رئيس،‭ ‬ولكنه‭ ‬مطعم‭ ‬أيضا‭ ‬بعديد‭ ‬من‭ ‬المفردات‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬اصطلح‭ ‬عليها‭ ‬الشباب،‭ ‬للتعبير‭ ‬بها‭ ‬عن‭ ‬مشاعرهم‭ ‬وآرائهم‭ ‬وحتى‭ ‬لإطلاق‭ ‬النكات‭ ‬والتعليقات‭ ‬المرحة‭. ‬ولعل‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الشباب‭ ‬الكويتي،‭ ‬بل‭ ‬نجدها‭ ‬لدى‭ ‬الشباب‭ ‬العربي‭ ‬أيضا‭. ‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يهمنا‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬رصد‭ ‬طبيعة‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬الشباب‭ ‬العرب،‭ ‬ومحاولة‭ ‬تبين‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬الشباب‭ ‬لاستخدام‭ ‬وسائلهم‭ ‬اللغوية‭ ‬الخاصة‭ ‬للتعبير‭ ‬والتواصل،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬الفصيحة‭ ‬المعاصرة‭. ‬

هناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬وجه‭ ‬لاستخدامات‭ ‬الشباب‭ ‬للغتهم‭ ‬الخاصة،‭ ‬فهناك‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬اصطلح‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬عربيزي‮»‬،‭ ‬وتعرف‭ ‬أيضا‭ ‬باللغة‭ ‬الهجين‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الفرانكو‭ ‬آراب‮»‬،‭ ‬وتعني‭ ‬كلمات‭ ‬ذات‭ ‬معان‭ ‬عربية‭ ‬تُكتب‭ ‬بحروف‭ ‬إنجليزية،‭ ‬تتخللها‭ ‬أرقام‭ ‬بديلة‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬الحروف،‭ ‬وفقا‭ ‬للعرف‭ ‬الذي‭ ‬جرى‭ ‬عليه‭ ‬الشباب،‭ ‬مثل‭ ‬استخدام‭ ‬رقم‭ ‬7‭ ‬بديلا‭ ‬لحرف‭ ‬الحاء،‭ ‬أو‭ ‬رقم‭ ‬ثلاثة‭ ‬لحرف‭ ‬العين‭.. ‬وهكذا‭. ‬

وربما‭ ‬يعود‭ ‬انتشار‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬بدأت‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬الحديثة‭ ‬مثل‭ ‬الهواتف‭ ‬النقالة،‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬باللغة‭ ‬اللاتينية‭ ‬فقط،‭ ‬وكان‭ ‬المستخدمون‭ ‬العرب‭ ‬الشباب‭ ‬يكتبون‭ ‬العربية‭ ‬بالحروف‭ ‬اللاتينية‭ ‬ويستبدلون‭ ‬بعض‭ ‬الحروف‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬اللاتينية‭ ‬ببعض‭ ‬الأرقام‭. ‬كما‭ ‬شاع‭ ‬استخدامها‭ ‬أيضا‭ ‬لدى‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬يجيدون‭ ‬الكتابة‭ ‬بالإنجليزية‭ ‬بشكل‭ ‬أكفأ‭ ‬من‭ ‬العربية،‭ ‬فيلجأون‭ ‬إليها‭ ‬للتواصل‭ ‬بشكل‭ ‬أسرع‭. ‬

والحقيقة‭ ‬الإضافية‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جيلا‭ ‬من‭ ‬مستخدمي‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬يدرسون‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬أجنبية،‭ ‬بعضهم‭ ‬لا‭ ‬يجيد‭ ‬العربية‭ ‬بشكل‭ ‬كاف،‭ ‬فيجدون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬الهجين‭ ‬حلا‭ ‬مثاليا‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المدارس‭ ‬الأجنبية‭ ‬تضم‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬طلابها‭ ‬العرب‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬الأجانب،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬اللغة‭ ‬الأجنبية‭ ‬أو‭ ‬الهجين‭ ‬وسيلة‭ ‬أسهل‭ ‬للتواصل‭.‬

 

مفردات‭ ‬خاصة‭ ‬

أما‭ ‬الوجه‭ ‬الثاني‭ ‬لما‭ ‬يعرف‭ ‬بلغة‭ ‬الشباب‭ ‬فهو‭ ‬استخدام‭ ‬الشباب‭ ‬لمفردات‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬تواصلهم‭ ‬اليومي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الواقعية،‭ ‬وانتقال‭ ‬هذه‭ ‬المفردات‭ ‬إلى‭ ‬الساحة‭ ‬الافتراضية‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬فيس‭ ‬بوك‮»‬‭ ‬و«تويتر‮»‬،‭ ‬وحتى‭ ‬على‭ ‬المدونات‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬المدونات‭ ‬اليوم‭ ‬يفضل‭ ‬أصحابها‭ ‬الكتابة‭ ‬بمزيج‭ ‬من‭ ‬الفصحى‭ ‬والعامية‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬مصطلحات‭ ‬لا‭ ‬يستخدمها‭ ‬سوى‭ ‬الشباب‭. ‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬المصطلحات‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬مثالا،‭ ‬‮«‬كبر‭ ‬دماغك‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬لا‭ ‬تُعِرْهم‭ ‬انتباها،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬إنزل‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬وداني‮»‬‭ ‬أي‭ ‬ابتعد‭ ‬عني،‭ ‬أو‭ ‬كفى‭ ‬ثرثرة‭.‬

وفي‭ ‬المغرب‭ ‬أيضا‭ ‬يستخدم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬مفردات‭ ‬خاصة‭ ‬بهم‭ ‬تشكل‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬يتواصلون‭ ‬بها،‭ ‬ومنها‭ ‬مثلا‭: ‬‮«‬الساط‮»‬‭ ‬تعني‭ ‬الشاب،‭ ‬و«جْميكسة‮»‬‭ ‬تعني‭ ‬الصديقة،‭ ‬و«تيتيزا‮»‬‭: ‬فتاة‭ ‬جميلة،‭ ‬و«طياح‮»‬‭ ‬وسيم،‭ ‬و«تلاح‮»‬‭ ‬أي‭ ‬اذهب،‭ ‬و«العز‮»‬‭ ‬بمعنى‭ ‬شكرا‭.‬

وأحيانا‭ ‬يستخدم‭ ‬البعض‭ ‬مصطلحات‭ ‬الآخرين،‭ ‬كأن‭ ‬يستخدم‭ ‬بعض‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬أو‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬مثلا‭ ‬إحدى‭ ‬المفردات‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬أو‭ ‬مصر‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬حيث‭ ‬رصدت‭ ‬إحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحليل‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬تغريدات‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬‭ ‬انتقال‭ ‬مصطلح‭ ‬شبابي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬دارجا‭ ‬في‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬عبر‭ ‬ولايات‭ ‬أخرى‭ ‬أسبق‭ ‬في‭ ‬استخدامه‭.‬

والنتيجة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬لغة‭ ‬شبابية‭ ‬خاصة‭ ‬بالفعل‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬استيعابها‭ ‬من‭ ‬الأجيال‭ ‬الأكبر‭ ‬عمرا‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬أخرى‭. ‬والسؤال‭ ‬المتشعب‭ ‬الذي‭ ‬تثيره‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬هو‭: ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أسباب‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬وما‭ ‬مدى‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وعلى‭ ‬الهوية‭ ‬العربية‭ ‬للشباب‭ ‬باعتبار‭ ‬اللغة‭ ‬أحد‭ ‬أركان‭ ‬الهوية‭ ‬الأساسية‭ ‬لأي‭ ‬شعب‭ ‬من‭ ‬شعوب‭ ‬العالم؟

لا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬تعبر‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬آخر‭ ‬عن‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬إحساس‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬باحتياجه‭ ‬لاستخدام‭ ‬لغة‭ ‬تخصه،‭ ‬وتحقق‭ ‬له‭ ‬لونا‭ ‬من‭ ‬التميز،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تعبر،‭ ‬سواء‭ ‬عن‭ ‬وعي‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬وعي،‭ ‬عن‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الإحساس‭ ‬بالعزلة‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬وخصوصا‭ ‬الجيل‭ ‬الأكبر‭ ‬عمرا‭. ‬وربما‭ ‬يعود‭ ‬ذلك‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬تشير‭ ‬له‭ ‬بعض‭ ‬الدراسات‭ ‬المتخصصة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬لغة‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬تترجم‭ ‬الكم‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬الشاب‭ ‬في‭ ‬داخله،‭ ‬فيعبر‭ ‬عنها‭ ‬بلغته‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يكاد‭ ‬يفهمها‭ ‬غيره،‭ ‬بغرض‭ ‬خلق‭ ‬‮«‬حماية‮»‬‭ ‬ذاتية‭ ‬لهم‭ ‬ولرؤيتهم‭ ‬للعالم‭ ‬كما‭ ‬يريدون‭. ‬أي‭ ‬أنهم‭ ‬يعبرون‭ ‬عن‭ ‬الفجوة‭ ‬التي‭ ‬تفصل‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬الجيل‭ ‬الأكبر‭ ‬عمرًا‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة،‭ ‬لإحساسهم‭ ‬بانعدام‭ ‬التواصل‭ ‬بينهم،‭ ‬أو‭ ‬بسبب‭ ‬تغير‭ ‬القيم‭ ‬المختلفة‭ ‬بين‭ ‬الجيلين‭. ‬

كما‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬تعبر،‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬عن‭ ‬إحساس‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬بالانتماء‭ ‬إلى‭ ‬ثقافة‭ ‬عصرية‭ ‬مستلهمة‭ ‬من‭ ‬الغرب‭ ‬حيث‭ ‬تنتشر‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬لغة‭ ‬خاصة‭ ‬باستخدام‭ ‬مفردات‭ ‬مختصرة‭ ‬أو‭ ‬النطق‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬النطق‭ ‬الشائع‭ ‬للغة‭ ‬الدارجة‭.‬

‭ ‬

حالة‭ ‬من‭ ‬التمرد‭ ‬

وبينما‭ ‬قد‭ ‬يستخدم‭ ‬بعض‭ ‬الشباب‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬مسايرة‭ ‬الموجة،‭ ‬أو‭ ‬التقليد،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬الطرافة،‭ ‬فإن‭ ‬جانبا‭ ‬كبيرا‭ ‬منهم‭ ‬يعبر‭ ‬بها‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التمرد‭ ‬والرفض‭ ‬لقيم‭ ‬الأجيال‭ ‬الأسبق،‭ ‬ورؤاهم‭ ‬للأمور،‭ ‬ويجد‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬الخاصة‭ ‬وسيلة‭ ‬لإعلان‭ ‬تمرده‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭. ‬

وبينما‭ ‬قد‭ ‬يرى‭ ‬البعض‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬ضرر‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬الذات‭ ‬بين‭ ‬الشباب،‭ ‬وخصوصا‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬الاستخدام‭ ‬الرسمي‭ ‬للغتهم‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬أو‭ ‬القراءة،‭ ‬وأنها‭ ‬مثل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬المصاحبة‭ ‬لفترة‭ ‬الشباب‭ ‬التي‭ ‬تأخذ‭ ‬وقتها‭ ‬وتمضي‭ ‬لحال‭ ‬سبيلها‭ ‬كلما‭ ‬نضج‭ ‬الفرد‭. ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬لفت‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الفرض‭ ‬صحيحا‭ ‬بشرط‭ ‬ألا‭ ‬يجد‭ ‬دعما‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭. ‬فهناك‭ ‬اليوم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصحف‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬بعض‭ ‬المفردات‭ ‬المحلية،‭ ‬بل‭ ‬وبعض‭ ‬الكتاب‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬يستخدمون‭ ‬مفردات‭ ‬من‭ ‬معجم‭ ‬لغة‭ ‬الشباب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستدعي‭ ‬بالفعل‭ ‬التوقف‭ ‬ولفت‭ ‬الانتباه‭ ‬لخطورة‭ ‬تسلل‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬للإعلام‭ ‬المكتوب‭. ‬أما‭ ‬الإعلام‭ ‬المرئي‭ ‬فهو‭ ‬ربما‭ ‬أكثر‭ ‬خطورة‭ ‬من‭ ‬الأول‭ ‬إذا‭ ‬قام‭ ‬بدعم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬تشجيعا‭ ‬للقطاعات‭ ‬الشابة،‭ ‬لمتابعة‭ ‬البرنامج‭ ‬واكتساب‭ ‬شعبية‭ ‬أكبر‭ ‬بين‭ ‬المتابعين‭. ‬

ويرى‭ ‬بعض‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬شئون‭ ‬اللغة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬من‭ ‬فحص‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬ودراستها‭ ‬بشكل‭ ‬أعمق،‭ ‬وبحث‭ ‬مبرراتها‭ ‬لدى‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خلق‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الأجيال‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وفهم‭ ‬الشباب‭ ‬ورغباتهم‭ ‬وأفكارهم‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬وخصوصا‭ ‬أن‭ ‬انتشار‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مقصورا‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬بل‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬فنون‭ ‬الدراما‭ ‬والفن‭ ‬السابع‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬المجتمعات‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬عنها‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬أو‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬يستخدمونها‭ ‬وبينها‭ ‬لغة‭ ‬الشباب‭. ‬

 

أصوات‭ ‬وأغراض‭ ‬لكل‭ ‬قوم‭ ‬

والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬اهتمام‭ ‬علم‭ ‬اللغة‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬رصد‭ ‬الواقع‭ ‬اللغوي‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتتبع‭ ‬ما‭ ‬يطرأ‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬تغيرات‭ ‬بتأثير‭ ‬السلوكيات‭ ‬اللغوية‭ ‬لأفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬وطبيعة‭ ‬اللغة،‭ ‬وقد‭ ‬عرف‭ ‬ابن‭ ‬جني‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬الخصائص‮»‬‭ ‬اللغة‭ ‬بأنها‭: ‬‮«‬أصوات‭ ‬يعبّر‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬قوم‭ ‬عن‭ ‬أغراضهم‮»‬‭(‬1‭)‬،‭ ‬فأظهر‭ ‬أن‭ ‬اللغة‭ ‬وسيلة‭ ‬اجتماعية‭ ‬لها‭ ‬عدة‭ ‬وظائف‭ ‬وتعبير‭ ‬للأقوام‭ ‬عن‭ ‬أغراضهم،‭ ‬ويشير‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬اختلاف‭ ‬البنية‭ ‬اللغوية‭ ‬باختلاف‭ ‬المجتمعات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وقد‭ ‬طبقت‭ ‬بحثي‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬لغة‭ ‬الواقع‭ (‬العربي‭) ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬عامة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬تأثير‭ ‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬والثقافي‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬المجتمعات‭ ‬الأكثر‭ ‬تقدما،‭ ‬جعل‭ ‬الرسائل‭ ‬الإلكترونية‭ ‬تمثل‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬المجتمع،‭ ‬فعبر‭ ‬الهاتف‭ ‬النقال‭ ‬بأنواعه‭ ‬المختلفة‭ ‬و«خدمة‭ ‬SMS‭ ‬،‭ ‬برنامج‭ ‬الواتس‭ ‬أب‮»‬‭ ‬


والمواقع‭ ‬الاجتماعية‭ ‬على‭ ‬الشبكة‭ ‬العنكبوتية‭: (‬تويتر،‭ ‬فيس‭ ‬بوك‭) ‬عن‭ ‬مستوى‭ ‬لغوي‭ ‬جديد‭ ‬له‭ ‬معاييره‭ ‬وأسسه‭ ‬وأشكاله‭ ‬المختلفة‭ ‬والمتعددة،‭ ‬وقد‭ ‬حدثت‭ ‬مستجدات‭ ‬في‭ ‬لغة‭ ‬الخطاب‭ ‬والتواصل،‭ ‬وأصبح‭ ‬استعمال‭ ‬هذه‭ ‬الرسائل‭ ‬من‭ ‬مستجدات‭ ‬الحياة‭ ‬المعاصرة‭ ‬التي‭ ‬جرفتنا‭ ‬بفعل‭ ‬التقنية‭ ‬الرقمية‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬والتطور‭ ‬المتسارع‭ ‬في‭ ‬أجهزة‭ ‬الهاتف‭ ‬النقال‭.‬

يرى‭ ‬بعض‭ ‬الباحثين‭ ‬أن‭ ‬لغتنا‭ ‬العربية‭ ‬تعرضت‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬موجات‭ ‬من‭ ‬الغزو‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬وأثَّرت‭ ‬وتأثّرت‭ ‬بغيرها‭ ‬من‭ ‬اللغات،‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬مراحل‭ ‬كفاحها‭ ‬أنها‭ ‬غدت‭ ‬لغة‭ ‬الفكر‭ ‬والحضارة،‭ ‬حيث‭ ‬أشرقت‭ ‬شمس‭ ‬الحضارة‭ ‬العباسية‭ ‬وواجه‭ ‬العرب‭ ‬بعض‭ ‬الصعوبات‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬التراث‭ ‬الحضاري‭ ‬من‭ ‬حولهم‭ ‬إلى‭ ‬لغتهم‭ ‬العربية،‭ ‬متمثلا‭ ‬في‭ ‬ألوان‭ ‬الفنون‭ ‬والآداب‭ ‬والعلوم‮»‬‭(‬2‭)‬،‭ ‬ولكني‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬الخطر‭ ‬والصعوبة‭ ‬اللذين‭ ‬تواجههما‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬الرسائل‭ ‬الإلكترونية‭ ‬أكبر‭ ‬مما‭ ‬قابل‭ ‬اللغة‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬العباسي،‭ ‬والتحدي‭ ‬أكبر‭. ‬ويمكننا‭ ‬تتبع‭ ‬موضوع‭ ‬لغة‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬نماذج‭ ‬الرسائل‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

 

موضوعات‭ ‬الرسائل‭ ‬

فن‭ ‬الرسائل‭ ‬فن‭ ‬عربي‭ ‬قديم‭(‬3‭)‬،‭ ‬ومن‭ ‬صوره‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬الرسائل‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وقد‭ ‬تنوعت‭ ‬موضوعات‭ ‬الرسائل‭ ‬الإلكترونية‭ ‬تنوعا‭ ‬كبيرا‭ ‬حسب‭ ‬تنوع‭ ‬أهداف‭ ‬الحياة‭ ‬وموضوعاتها،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬نعد‭ ‬الرسائل‭ ‬الإلكترونية‭ ‬شكلا‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬النثر‭ ‬المعاصر،‭ ‬وسأتوقف‭ ‬مع‭ ‬ستة‭ ‬موضوعات‭ ‬من‭ ‬موضوعاتها‭ ‬وهي‭: ‬أ‭- ‬الرسائل‭ ‬الاجتماعية‭. ‬ب‭- ‬الرسائل‭ ‬السياسية‭. ‬ج‭- ‬الرسائل‭ ‬الإعلانية‭. ‬د‭- ‬الرسائل‭ ‬الإخوانية‭ (‬رسائل‭ ‬الأصدقاء‭). ‬هـ‭ - ‬الكاريكاتير‭. ‬و‭- ‬الطرائف‭ ‬والنوادر‭.‬

 

أ‭- ‬الرسائل‭ ‬الاجتماعية

الرسائل‭ ‬الإلكترونية‭ ‬من‭ ‬مفاتيح‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة،‭ ‬إذ‭ ‬إنها‭ ‬تقوم‭ ‬اليوم‭ ‬مقام‭ ‬الزيارات‭ ‬العائلية،‭ ‬بإعادتها‭ ‬توثيق‭ ‬الترابط‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الحداثة‭ ‬سريع‭ ‬الإيقاع،‭ ‬الذي‭ ‬يلهث‭ ‬فيه‭ ‬الجميع‭ ‬ولا‭ ‬يجدون‭ ‬وقتا‭ ‬للتواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وقامت‭ ‬بأدوار‭ ‬اجتماعية‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الأهمية،‭ ‬وغدت‭ ‬وسيلة‭ ‬اتصال‭ ‬تتسم‭ ‬بالسرعة‭ ‬الشديدة‭ ‬التي‭ ‬تتلاءم‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الإيقاع‭ ‬الجديد‭ ‬للعصر‭ ‬الذي‭ ‬نعيش‭. ‬

وتتخذ‭ ‬الرسائل‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الافتراضي،‭ ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬تقنيات‭ ‬الاتصال‭ ‬المعاصرة‭ ‬مثل‭ ‬الهواتف‭ ‬النقالة،‭ ‬أشكالا‭ ‬عديدة‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬رسائل‭ ‬عادية‭ ‬تتساءل‭ ‬عن‭ ‬الأخبار‭ ‬وتبتغي‭ ‬الاطمئنان‭ ‬‭ ‬وتأكيد‭ ‬


موضوع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وبين‭ ‬رسائل‭ ‬التهاني‭ ‬المتنوعة‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬سواء‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬الخاصة‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭. ‬كما‭ ‬قد‭ ‬تأخذ‭ ‬هذه‭ ‬الرسائل‭ ‬صيغا‭ ‬فنية‭ ‬تتوسل‭ ‬الصور‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تضاف‭ ‬إليها‭ ‬كلمات‭ ‬للتهاني‭ ‬والأمنيات‭. ‬بينما‭ ‬قد‭ ‬يفضل‭ ‬البعض‭ ‬الخروج‭ ‬عن‭ ‬الطابع‭ ‬النمطي‭ ‬لهذه‭ ‬الرسائل‭ ‬واستخدام‭ ‬رسائل‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬فكاهي‭ ‬أو‭ ‬تناقل‭ ‬نكات‭ ‬أو‭ ‬صور‭ ‬كاريكاتيرية‭ ‬حتى‭ ‬مما‭ ‬يستخدم‭ ‬في‭ ‬نقد‭ ‬أو‭ ‬التعليق‭ ‬على‭ ‬شأن‭ ‬من‭ ‬الشئون‭ ‬العامة،‭ ‬أو‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالجانب‭ ‬الفكاهي‭ ‬المرح‭. ‬

ومن‭ ‬أمثلة‭ ‬هذه‭ ‬الرسائل‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الخليجية،‭ ‬التي‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬حب‭ ‬التواصل،‭ ‬نجد‭ ‬ما‭ ‬يظهر‭ ‬فيها‭ ‬شبهة‭ ‬الانتقام‭ ‬لعدم‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬المتحابين‭: ‬

‮«‬اللهم‭ ‬دمر‭ ‬موبايل‭ ‬من‭ ‬يهجرنا‭ ‬برسائلة،‭ ‬واعمي‭ ‬شاشتة،‭ ‬واخرس‭ ‬نغمتة،‭ ‬وشتت‭ ‬زرايرة،‭ ‬وحولة‭ ‬من‭ ‬نوكيا‭ ‬إلى‭ ‬أريكسون‮»‬‭.‬

فبدأت‭ ‬الرسالة‭ ‬بالدعاء‭ ‬بالتدمير،‭ ‬ووقع‭ ‬الدعاء‭ ‬قوي،‭ ‬ولكنه‭ ‬لا‭ ‬يقع‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬الجهاز‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬سبب‭ ‬التواصل،‭ ‬ويذكره‭ ‬بلفظ‭ (‬موبايل‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬اللفظ‭ ‬الأجنبي‭ ‬للكلمة‭ ‬الذي‭ ‬اشتهر‭ ‬على‭ ‬ألسن‭ ‬العامة،‭ ‬وإعماء‭ ‬شاشة‭ ‬الجهاز‭ ‬وإخراس‭ ‬النغمة،‭ ‬وتشتيت‭ ‬الزراير،‭ ‬فهذه‭ ‬الدعوات‭ ‬مأخوذة‭ ‬من‭ ‬دعاء‭ ‬القنوت‭ ‬المشهور‭ ‬على‭ ‬الظالمين،‭ ‬ولكنه‭ ‬وجه‭ ‬هذه‭ ‬الدعوات‭ ‬على‭ ‬الجهاز‭ ‬سبب‭ ‬الاتصال،‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يقوم‭ ‬بما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬به،‭ ‬وهي‭ ‬رسالة‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬الضجر‭ ‬من‭ ‬الانقطاع‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬واشتهار‭ ‬جودة‭ ‬الهاتف‭ ‬ماركة‭ ‬نوكيا،‭ ‬وسوء‭ ‬ماركة‭ ‬الهاتف‭ ‬المسمى‭ ‬أريكسون‭ ‬ورخص‭ ‬سعره‭.‬

ولا‭ ‬يخفى‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الرسالة‭ ‬من‭ ‬هنات‭ ‬لغوية،‭ ‬كذكر‭ ‬ألفاظ‭ ‬أجنبية‭ ‬بنطقها‭ ‬العامي،‭ ‬مثل‭: ‬‮«‬موبايل،‭ ‬نوكيا،‭ ‬أريكسون‮»‬،‭ ‬وفيها‭ ‬عدم‭ ‬تفرقة‭ ‬بين‭ ‬الهاء‭ ‬والتاء‭ ‬المربوطة،‭ ‬فأتت‭ ‬كل‭ ‬الهاءات‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الكلمات‭ ‬تاء‭ ‬مربوطة‭: ‬مثل‭: (‬برسائلة‭ - ‬شاشتة‭ ‬ذ‭ ‬نغمتة‭ ‬ذ‭ ‬زرايرة‭ ‬ذ‭ ‬حولة‭)‬،‭ ‬وهذه‭ ‬الكلمات‭ ‬كلها‭ ‬بالهاء‭ ‬فكتبت‭ ‬في‭ ‬الرسالة‭ ‬بالتاء،‭ ‬لا‭ ‬يخفى‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬فعل‭ ‬الأمر‭ (‬اعمي‭) ‬وفعل‭ ‬الأمر‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يجزم‭ ‬به‭ ‬مضارعه‭ ‬فيبنى‭ ‬على‭ ‬حذف‭ ‬حرف‭ ‬العلة،‭ ‬ولم‭ ‬يحذف‭ ‬حرف‭ ‬العلة‭ ‬من‭ ‬الكلمة،‭ ‬فكان‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكتب‭ ‬أعمِ،‭ ‬ونلحظ‭ ‬عدم‭ ‬التفرقة‭ ‬بين‭ ‬همزتي‭ ‬القطع‭ ‬والوصل‭ ‬فكل‭ ‬الهمزات‭ ‬كتبت‭ ‬همزة‭ ‬وصل،‭ ‬مثل‭: (‬اعمي‭ - ‬اخرس‭ )  ‬وكان‭ ‬حقها‭ ‬أن‭ ‬تكتب‭ ‬همزات‭ ‬قطع،‭ ‬ونلحظ‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬الرسالة‭ ‬احتوت‭ ‬على‭ ‬ألفاظ‭ ‬عدوانية‭ ‬لكل‭ ‬الحواس‭ ‬والمعنويات‭: (‬دمر‭ - ‬أعمي‭ - ‬أخرس‭ - ‬شتت‭ - ‬حول‭) ‬وتتضمن‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الانتقام،‭ ‬من‭ ‬دعاء‭ ‬لتدمير‭ ‬للحواس‭ ‬الأساسية‭ ‬للإنسان‭.‬

وتعد‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬نموذجا‭ ‬لما‭ ‬تفتقر‭ ‬إليه‭ ‬معظم‭ ‬الرسائل‭ ‬من‭ ‬الدقة‭ ‬النحوية‭ ‬والإملائية،‭ ‬فالغاية‭ ‬هي‭ ‬المضمون‭ ‬وليس‭ ‬الشكل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬السلامة‭ ‬اللغوية‭ ‬تتعلق‭ ‬غالبا‭ ‬بثقافة‭ ‬مرسل‭ ‬الرسالة‭ ‬وليس‭ ‬موضوعها‭. ‬

وما‭ ‬يغلب‭ ‬على‭ ‬الرسائل‭ ‬الاجتماعية‭ ‬العفوية‭ ‬والبساطة‭ ‬وكثرة‭ ‬الأخطاء‭ ‬اللغوية‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬د‭.‬عبدالرحمن‭ ‬بن‭ ‬حسن‭ ‬المحسني‭ ‬‮«‬يغلب‭ ‬على‭ ‬الرسائل‭ ‬القصيرة‭ ‬طابع‭ ‬النص‭ ‬العفوي‭ ‬البسيط،‭ ‬وتلك‭ ‬العفوية‭ ‬والبساطة‭ ‬تنعكس‭ ‬على‭ ‬النص‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬عدم‭ ‬العناية‭ ‬التامة‭ ‬بمراجعة‭ ‬النص‭ ‬وإعادة‭ ‬النظر‭ ‬فيه،‭ ‬مما‭ ‬يوقع‭ ‬في‭ ‬أخطاء‭ ‬متعددة‭ ‬في‭ ‬بنية‭ ‬النص،‭ ‬ولئن‭ ‬كانت‭ ‬غير‭ ‬كثيرة‭ ‬عمومًا؛‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لافتة‭ ‬للانتباه‭ ‬وجديرة‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬فيها‭ ‬وأن‭ ‬يعتني‭ ‬المُرسِل‭ ‬بالكتابة‭ ‬الصحيحة‭ ‬أيًّا‭ ‬كان‭ ‬هدفها‮»‬‭(‬4‭).‬

 

‭ ‬ب‭ - ‬الرسائل‭ ‬السياسية‭ ‬

وقد‭ ‬انتشرت‭ ‬الرسائل‭ ‬السياسية‭ ‬انتشارا‭ ‬واسعا‭ ‬باتساع‭ ‬رقعة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬فبعد‭ ‬الربيع‭ ‬العربي،‭ ‬وجدنا‭ ‬تطاولا‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الرموز‭ ‬السياسية،‭ ‬وربما‭ ‬اتخذت‭ ‬النكات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الرموز،‭ ‬بل‭ ‬ربما‭ ‬أخذت‭ ‬التوريات‭ ‬ببعض‭ ‬هذه‭ ‬الشخصيات،‭ ‬وهذه‭ ‬النماذج‭ ‬هي‭ ‬الأكثر‭ ‬شيوعًا،‭ ‬نظرًا‭ ‬لتسارع‭ ‬الأحداث‭ ‬ووجود‭ ‬ميراث‭ ‬تاريخي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حمَّالا‭ ‬لما‭ ‬تتطلبه‭ ‬صياغة‭ ‬الرسائل‭ ‬من‭ ‬سخرية‭ ‬تفيض‭ ‬بالتورية‭. ‬

 

ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬أحدنا‭ ‬أن‭ ‬يقرأ‭ ‬الرسائل‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬الثقافي‭ ‬السائد‭ ‬لدينا؛‭ ‬فهذه‭ ‬الرسالة‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬وتحللها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬نص،‭ ‬وهذا‭ ‬النص‭ ‬يحمل‭ ‬ثقافة‭ ‬المجتمع‭ ‬ووعيه‭ ‬وخبراته‭ ‬وعاداته‭ ‬وتقاليده‭ ‬ومفاهيمه‭  ‬اللغوية‭. ‬وإذا‭ ‬نظرنا‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬الأخطاء‭ ‬الإملائية‭ ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تمثّل‭ ‬جانبًا‭ ‬من‭ ‬المشكلة،‭ ‬فهناك‭ ‬أخطاء‭ ‬في‭ ‬الأسلوب،‭ ‬وهناك‭ ‬ركاكة‭ ‬في‭ ‬التعبير،‭ ‬وهذه‭ ‬الأخطاء‭ ‬تقدم‭ ‬لك‭ ‬ثقافة‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬وموقفه‭ ‬من‭ ‬لغته‭. ‬واللغة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬أمة‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬هي‭ ‬الوعاء‭ ‬الفكري‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬فكر‭ ‬الأمة‭ ‬ويقدمها‭ ‬للآخرين،‭ ‬فلذلك‭ ‬تجد‭ ‬موقف‭ ‬الأمم‭ ‬من‭ ‬اللغة‭ ‬يعكس‭ ‬شهودها‭ ‬الحضاري،‭ ‬وقد‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬المفكر‭ ‬الإسلامي‭ ‬ابن‭ ‬حزم‭ ‬عندما‭ ‬قال‭ ‬‮«‬إن‭ ‬الأمم‭ ‬إذا‭ ‬ذهب‭ ‬سلطانها‭ ‬فإن‭ ‬أول‭ ‬ما‭ ‬يظهر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬لغتها‮»‬‭.‬

ويؤكد‭ ‬البعض‭ ‬الأثر‭ ‬السالب‭ ‬لانتشار‭ ‬الأخطاء‭ ‬الإملائية‭ ‬واللغوية‭ ‬في‭ ‬رسائل‭ ‬الجوال‭ ‬في‭ ‬ثنايا‭ ‬قوله‭: ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬إن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬يتبادلون‭ ‬رسائل‭ ‬الجوال‭ ‬بهذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬الركيك‭ ‬لا‭ ‬يحترمون‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬والأمة‭ ‬إذا‭ ‬فرطت‭ ‬في‭ ‬ثوابتها‭ ‬وفرطت‭ ‬في‭ ‬أغلى‭ ‬ما‭ ‬تملك‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬الدين‭ ‬ثم‭ ‬اللغة،‭ ‬وإذا‭ ‬فرطنا‭ ‬في‭ ‬لغتنا‭ ‬العربية‭ ‬فنحن‭ ‬فرطنا‭ ‬في‭ ‬شخصيتنا‭ ‬وفي‭ ‬ثوابتنا،‭ ‬ولكن‭ ‬كيف‭ ‬نطالب‭ ‬هؤلاء‭ ‬الناس‭ ‬بتعلم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وأحيانًا‭ ‬الذين‭ ‬يكتبون‭ ‬تلك‭ ‬الرسائل‭ ‬الركيكة‭ ‬ليسوا‭ ‬أنصاف‭ ‬متعلمين‭ ‬وإنما‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬أنصاف‭ ‬المتعلمين؟‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نطالبهم‭ ‬بتعديل‭ ‬وضعهم‭ ‬اللغوي‭ ‬لأنهم‭ ‬يفتقدون‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬الفصحى،‭ ‬ومن‭ ‬ثَمَّ‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬أن‭ ‬يتعاملوا‭ ‬معها،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬من‭ ‬سيئات‭ ‬التقنية‭ ‬الحديثة،‭ ‬والتي‭ ‬جنينا‭ ‬منها‭ ‬الأساليب‭ ‬الركيكة‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬متعلم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬يتقزز‭ ‬مما‭ ‬يقرأ‭ ‬ويرى‭.‬

‭ ‬

هـ‭ - ‬الكاريكاتير

كثرت‭ ‬الرسوم‭ ‬الكاريكاتيرية‭ ‬في‭ ‬الرسائل‭ ‬المصورة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الصحافة‭ ‬المقروءة،‭ ‬وانتشر‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬‮«‬الفيس‭ ‬بوك‮»‬‭ ‬والوسائط‭ ‬المتعددة‭ ‬بالصور‭ ‬وعلى‭ ‬الـ«واتس‭ ‬أب‮»‬،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬التي‭ ‬تسمح‭ ‬بالصور،‭ ‬وكانت‭ ‬لشخصية‭ ‬‮«‬أساحبي‮»‬‭ ‬المصرية‭ ‬قصب‭ ‬السبق‭ ‬في‭ ‬كاريكاتيرات‭ ‬الثورة‭ ‬المصرية،‭ ‬والتي‭ ‬تستفيد‭ ‬أو‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬لغة‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬آخر‭.‬

ومن‭ ‬الرسائل‭ ‬التي‭ ‬غزت‭ ‬الفيس‭ ‬بوك‭ ‬شخصية‭ (‬أساحبي‭) ‬الشخصية‭ ‬الكاريكاتيرية‭ ‬المصرية‭ ‬المعروفة‭ ‬ومن‭ ‬رسائله‭ ‬التي‭ ‬بها‭ ‬نوادر‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭:‬

 

  ‬و‭- ‬الطرائف‭ ‬والنوادر

اقتحمت‭ ‬النكات‭ ‬والطرائف‭ ‬والنوادر‭ ‬ميدان‭ ‬الرسائل‭ ‬الإلكترونية‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬كافة‭ ‬وانتشرت‭ ‬بقوة،‭ ‬بعضها‭ ‬موسمية‭ ‬وبعضها‭ ‬اجتماعية‭ ‬وبعضها‭ ‬تهكمية،‭ ‬وبعضها‭ ‬سياسية‭...‬وغيرها،‭ ‬ومنها‭: ‬

‮«‬واحد‭ ‬حلم‭ ‬انه‭ ‬معزوم‭.. ‬وقاعد‭ ‬ياكل‭ ‬في‭ ‬العزيمة‭.. ‬يوم‭ ‬قام‭ ‬من‭ ‬النوم‭.. ‬وإذا‭ ‬هو‭ ‬ماكل‭ ‬نص‭ ‬المخدة‮»‬‭.‬

وبالنص‭ ‬من‭ ‬اللغة‭ ‬العامية،‭ ‬والأخطاء‭ ‬الإملائية‭ ‬مثل‭: ‬أخطاء‭ ‬همزات‭ ‬القطع‭ ‬والوصل‭ ‬مثل‭: ‬‮«‬انه،‭ ‬ياكل،‭ ‬اذا‮»‬،‭ ‬ووجود‭ ‬اللهجات‭ ‬بها‭ ‬‮«‬ماكل‮»‬‭ ‬و‭ ‬‮«‬نص‮»‬‭.‬

ومنها‭ ‬النكات‭ ‬بين‭ ‬المحبين‭ ‬والنكات‭ ‬التي‭ ‬تزيد‭ ‬أواصر‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬مثل‭: ‬

نصائح‭ ‬المتزوجات‭ ‬لبعضهن‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬نوادر‭ ‬على‭ ‬الموبايل،‭ ‬ومنها‭: ‬

‮«‬قصقصي‭ ‬جناح‭ ‬الريال‭ ‬قبل‭ ‬ما‭ ‬يطير‮»‬‭. ‬

وبها‭ ‬كتبت‭ ‬الرجال‭ ‬بالعامية‭ ‬الكويتية‭ (‬الريال‭)‬،‭ ‬وقصقصي‭ ‬من‭ ‬القص،‭ ‬ونتف‭ ‬الريش‭ ‬أي‭ ‬خذي‭ ‬ماله‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتزوج‭ ‬عليك‭ ‬غيرك‭ ‬ويتركك،‭ ‬وفيها‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬السخرية‭.‬

ومن‭ ‬الإعلانات‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬قولهم‭ ‬في‭ ‬الدعاية‭ ‬برسائل‭ ‬للمدارس‭ ‬الخاصة‭: ‬‮«‬احضر‭ ‬طفلك‭ ‬وخذه‭ ‬عبقريا‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬ظهرت‭ ‬عدم‭ ‬العبقرية‭ ‬من‭ ‬الرسالة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬أول‭ ‬كلمة‭ ‬بها‭ ‬خطأ‭ ‬لغوي،‭ ‬وهو‭ ‬همزة‭ ‬القطع‭ (‬أحضر‭) ‬فكتبها‭ ‬بهمزة‭ ‬وصل،‭ ‬والمعنى‭ ‬المستتر‭ ‬وراء‭ ‬الرسالة‭ ‬أعطني‭ ‬مصاريف‭ ‬أولادك،‭ ‬وأكن‭ ‬أنا‭ ‬عبقريا‭ ‬باستيلائي‭ ‬على‭ ‬نقودك،‭ ‬فالإعلان‭ ‬لم‭ ‬يكلف‭ ‬صاحبه‭ ‬نفسه‭ ‬أن‭ ‬يدققه‭ ‬لغويا‭ ‬فأصبح‭ ‬‮«‬نادرة‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬أخطأ‭ ‬مرسل‭ ‬الإعلان‭ ‬وهو‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬مؤسسة‭ ‬تعليمية‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تدقق‭ ‬في‭ ‬إعلانها،‭ ‬ولذا‭ ‬وضعته‭ ‬مع‭ ‬النوادر‭.‬

وكذلك‭ ‬بعض‭ ‬الرسائل‭ ‬التي‭ ‬ترسل‭ ‬للتندر‭ ‬على‭ ‬الواقع‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬نعيش،‭ ‬وبها‭ ‬نقد‭ ‬للذات‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭: ‬

 

ونلحظ‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬أن‭ ‬كاتبها‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يوفر‭ ‬بعض‭ ‬المسافات‭ ‬للحروف،‭ ‬فكتب‭: ‬‮«‬لازالوا‮»‬‭ ‬وكان‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬مسافة‭ ‬بين‭ ‬‮«‬لا‭ ‬زالوا‮»‬‭ ‬ونلحظ‭ ‬أنها‭ ‬لغويا‭ ‬صحيحة‭ ‬مما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬كاتبها‭ ‬مثقف‭ ‬ويكتب‭ ‬كتابة‭ ‬صحيحة‭ ‬لغويا‭ ‬‭>‬