لغتنا العربية.. تحديات معاصرة

لغتنا العربية.. تحديات معاصرة

إن‭ ‬لغتنا‭ ‬العربية‭.. ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬اللغات‭ ‬في‭ ‬العالم‭.. ‬وهي‭ ‬اللغة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬استقرت‭ ‬بكل‭ ‬مقوماتها‭ ‬في‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية،‭ ‬وقد‭ ‬حفظها‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬بنزول‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬حيث‭ ‬أنزل‭ ‬بلسان‭ ‬عربي‭ ‬مبين،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬أنتجه‭ ‬العقل‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬في‭ ‬عصور‭ ‬ازدهار‭ ‬الحضارة‭ ‬العربية،‭ ‬كان‭ ‬باللسان‭ ‬العربي‭ ‬الناطق‭ ‬والمعبر‭ ‬عن‭ ‬فكر‭ ‬الأمة‭ ‬وتراثها‭ ‬وعلومها‭ ‬التجريبية‭ ‬والفلسفية،‭ ‬والتشريعية‭ ‬والأدبية‭.. ‬وأصبحت‭ ‬لغة‭ ‬عالمية‭ ‬يفتخر‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يتعرف‭ ‬على‭ ‬حضارة‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين،‭ ‬ولكنها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الماضي‭ ‬العريق‭ ‬يخشى‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬المستقبل‭ ‬الغريق،‭ ‬والحاضر‭ ‬القلق‭ ‬الذي‭ ‬يهدد‭ ‬وجودها،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التطورات‭ ‬والتقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬تتجدد‭ ‬دائما‭ ‬ولابد‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬مواكبة‭ ‬التطور‭ ‬العالمي‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تصبح‭ ‬أثرا‭ ‬بعد‭ ‬عين‭.‬

عن‭ ‬أهمية‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬البعد‭ ‬الديني‭.. ‬والبعد‭ ‬الحضاري‭ ‬للأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬ترد‭ ‬نصوص‭ ‬كثيرة،‭ ‬حيث‭ ‬روي‭ ‬عن‭ ‬أبي‭ ‬هريرة‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬قال‭: ‬‮«‬من‭ ‬تكلم‭ ‬العربية‭ ‬فهو‭ ‬عربي،‭ ‬ومن‭ ‬أدرك‭ ‬له‭ ‬اثنان‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬فهو‭ ‬عربي‮»‬‭.‬

وروي‭ ‬أن‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬صعد‭ ‬المنبر،‭ ‬فحمد‭ ‬الله،‭ ‬وأثنى‭ ‬عليه،‭ ‬ثم‭ ‬قال‭: ‬‮«‬أما‭ ‬بعد‭.. ‬أيها‭ ‬الناس‭.. ‬فإن‭ ‬الرب‭ ‬رب‭ ‬واحد،‭ ‬والأب‭ ‬أب‭ ‬واحد،‭ ‬والدين‭ ‬دين‭ ‬واحد،‭ ‬وإن‭ ‬العربية‭ ‬ليست‭ ‬لأحدكم‭ ‬بأب‭ ‬ولا‭ ‬أم،‭ ‬إنما‭ ‬هي‭ ‬لسان،‭ ‬فمن‭ ‬تكلم‭ ‬العربية‭ ‬فهو‭ ‬عربي‮»‬‭.‬

وقال‭ ‬تعالى‭ ‬‭{‬وَإِنَّهُ‭ ‬لَتَنزِيلُ‭ ‬رَبِّ‭ ‬الْعَالَمِينَ‭ ‬‭*‬‭ ‬نَزَلَ‭ ‬بِهِ‭ ‬الرُّوحُ‭ ‬الْأَمِينُ‭ ‬‭*‬‭ ‬عَلَى‭ ‬قَلْبِكَ‭ ‬لِتَكُونَ‭ ‬مِنَ‭ ‬الْمُنذِرِينَ‭ ‬‭*‬‭ ‬بِلِسَانٍ‭ ‬عَرَبِيٍّ‭ ‬مُّبِينٍ‭}‬‭ (‬192‭ - ‬195‭) ‬سورة‭ ‬الشعراء‭. ‬

وقال‭ ‬سبحانه‭ ‬‭{‬وَلَقَدْ‭ ‬ضَرَبْنَا‭ ‬لِلنَّاسِ‭ ‬فِي‭ ‬هَذَا‭ ‬الْقُرْآنِ‭ ‬مِن‭ ‬كُلِّ‭ ‬مَثَلٍ‭ ‬لَّعَلَّهُمْ‭ ‬يَتَذَكَّرُونَ‭ ‬‭*‬‭ ‬قُرآنًا‭ ‬عَرَبِيًّا‭ ‬غَيْرَ‭ ‬ذِي‭ ‬عِوَجٍ‭ ‬لَّعَلَّهُمْ‭ ‬يَتَّقُونَ‭}‬‭ (‬27‭ -‬28‭) ‬سورة‭ ‬الزمر‭.‬

وقال‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬‮«‬تعلموا‭ ‬العربية،‭ ‬فإنها‭ ‬من‭ ‬دينكم‮»‬‭.‬

 

أسبق‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬اليونان‭ ‬والعبريين

يقول‭ ‬العقاد‭: ‬هذه‭ ‬حقيقة‭ ‬من‭ ‬حقائق‭ ‬التاريخ‭ ‬الثابت،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عناء‭ ‬طويل‭ ‬في‭ ‬إثباته،‭ ‬ولكنها‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬حقيقة‭ ‬غريبة‭ ‬تقع‭ ‬عند‭ ‬الكثيرين‭ ‬من‭ ‬الأوربيين‭ ‬والشرقيين،‭ ‬بل‭ ‬عند‭ ‬بعض‭ ‬العرب‭ ‬المحدثين،‭ ‬موقع‭ ‬المفاجأة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزول‭ ‬بغير‭ ‬المراجعة‭ ‬والبحث‭ ‬المستفيض،‭ ‬ومن‭ ‬البراهين‭ ‬على‭ ‬صدق‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭:‬

أ‭ - ‬الأبجدية‭ ‬اليونانية‭ ‬عربية‭ ‬بحروفها‭ ‬وبمعاني‭ ‬تلك‭ ‬الحروف‭ ‬وأشكالها،‭ ‬وهي‭ ‬منسوبة‭ ‬إلى‭ ‬قدموس‭ ‬الفينيقي‭..  ‬وهو‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬مؤرخهم‭ ‬الأكبر‭ ‬‮«‬هيرودوت‮»‬‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬علمهم‭ ‬الصناعات،‭ ‬وأسماء‭ ‬الحروف‭ ‬وأشكالها‭ ‬ومعانيها‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬انتقالها‭ ‬من‭ ‬المصادر‭ ‬العربية‭: ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬فينيقية‭ ‬أو‭ ‬آرامية‭ ‬أو‭ ‬عربية‭ ‬من‭ ‬الجنوب‭.‬

ب‭ - ‬سفر‭ ‬التكوين‭ ‬وسفر‭ ‬الخروج‭ ‬صريحان‭ ‬في‭ ‬تعليم‭ ‬الصالحين‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬إبراهيم‭ ‬وموسى‭ ‬عليهما‭ ‬السلام،‭ ‬فإبراهيم‭ ‬تعلم‭ ‬من‭ ‬ملكي‭ ‬صادق،‭ ‬وموسى‭ ‬تعلم‭ ‬من‭ ‬يثرون‭ ‬إمام‭ ‬مدين،‭ ‬وشاعت‭ ‬في‭ ‬السفرين‭ ‬رسالة‭ ‬‮«‬الآباء‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يعرفوا‭ ‬باسم‭ ‬الأنبياء،‭ ‬لأن‭ ‬العبرانيين‭ ‬عرفوا‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬النبي‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬وصولهم‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬كنعان‭ ‬واتصالهم‭ ‬بأئمة‭ ‬العرب‭ ‬بين‭ ‬جنوب‭ ‬فلسطين،‭ ‬وشمال‭ ‬الحجاز‭.‬

ج‭ - ‬إن‭ ‬الآرامية‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬العقاد‭ ‬ذ‭ ‬هي‭ ‬عربية‭ ‬ذ‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬في‭ ‬مواطنها‭ ‬زمن‭ ‬انتشار‭ ‬اللغة‭ ‬الآرامية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬اللغة‭ ‬الآرامية‭ ‬هي‭ ‬اللغة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العهد،‭ ‬وأصبحت‭ ‬على‭ ‬عهد‭ ‬الدولة‭ ‬الأخمينية‭ ‬الفارسية‭ ‬إحدى‭ ‬اللغات‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬الإمبراطورية،‭ ‬ولسانا‭ ‬عاما‭ ‬يتكلم‭ ‬به‭ ‬التجار‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬آسيا‭ ‬الصغرى‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬وإن‭ ‬الآرامية‭.. ‬قريبة‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬بعد‭ ‬تطورها‭ ‬نحو‭ ‬ثلاثة‭ ‬آلاف‭ ‬سنة،‭ ‬فالثقافة‭ ‬الآرامية‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬لغتها‭ ‬ونشأتها‭ ‬ونسبتها‭ ‬إلى‭ ‬عنصرها‭... ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬استفاده‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬جانبها‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬فضل‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬الثقافة‭ ‬العالمية‭ (‬انظر‭ ‬العقاد‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬الثقافة‭ ‬العربية‭ ‬أسبق‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬اليونان‭ ‬والعبريين‮»‬‭).‬

 

اللسان‭ ‬العربي‭ ‬

واكتمال‭ ‬جهاز‭ ‬النطق‭ ‬في‭ ‬الإنسان

إذا‭ ‬قيس‭ ‬اللسان‭ ‬العربي‭ ‬بمقاييس‭ ‬علم‭ ‬الألسنة‭ ‬فليس‭ ‬في‭ ‬اللغات‭ ‬لغة‭ ‬أوفى‭ ‬منه‭ ‬بشروط‭ ‬اللغة‭ ‬في‭ ‬ألفاظها‭ ‬وقواعدها،‭ ‬ويحق‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نعتبر‭ ‬أنها‭ ‬أوفى‭ ‬اللغات‭ ‬جميعا‭ ‬بمقياس‭ ‬بسيط‭ ‬واضح‭ ‬لا‭ ‬خلاف‭ ‬عليه،‭ ‬وهو‭ ‬مقياس‭ ‬جهاز‭ ‬النطق‭ ‬في‭ ‬الإنسان‭.‬

فإن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬تستخدم‭ ‬هذا‭ ‬الجهاز‭ ‬الإنساني‭ ‬على‭ ‬أتمه‭ ‬وأحسنه،‭ ‬ولا‭ ‬تهمل‭ ‬وظيفة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬وظائفه‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬الأبجديات‭ ‬اللغوية،‭ ‬فلا‭ ‬التباس‭ ‬في‭ ‬حرف‭ ‬من‭ ‬حروفها‭ ‬بين‭ ‬مخرجين،‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬مخرج‭ ‬من‭ ‬مخارجها‭ ‬بين‭ ‬حرفين،‭ ‬وقد‭ ‬تصححت‭ ‬فيها‭ ‬الحركات‭ ‬الصوتية‭ ‬الثلاث‭ ‬بين‭ ‬الفتح‭ ‬والضم‭ ‬والكسر‭.‬

فمضت‭ ‬فيها‭ ‬فصاحة‭ ‬النطق‭ ‬على‭ ‬إبطال‭ ‬الإمالة‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الحركات‭ ‬وإخراجها‭ ‬كلها‭ ‬مستقيمة‭ ‬مميزة‭ ‬كما‭ ‬يشاء‭ ‬معنى‭ ‬الإفصاح،‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬جوهره‭ ‬إزالة‭ ‬اللبس‭ ‬في‭ ‬الأصوات‭ ‬والحركات‭ (‬انظر‭ ‬عباس‭ ‬العقاد‭ ‬ص12‭)‬،‭ ‬ولم‭ ‬يحدث‭ ‬لأبجدية‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬الأبجدية‭ ‬العربية‭ ‬أنها‭ ‬جربت‭ ‬زمنا‭ ‬طويلا‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬اللغات‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أسرة‭ ‬لسانية،‭ ‬فلم‭ ‬تقتصر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬على‭ ‬شأو‭ ‬الأبجديات‭ ‬الأخرى،‭ ‬إذ‭ ‬كتبت‭ ‬بها‭ ‬العربية‭ ‬والفارسية‭ ‬والتركية‭ ‬والأردية،‭ ‬والإسبانية،‭ ‬وهي‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬الأصول‭ ‬السامية‭ ‬والطورانية،‭ ‬والهندية‭ ‬والجرمانية،‭ ‬وقد‭ ‬وجد‭ ‬فيها‭ ‬الكاتبون‭ ‬ما‭ ‬ينوب‭ ‬عن‭ ‬الحروف‭ ‬الملتبسة،‭ ‬ولم‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬الأبجديات‭ ‬المختلفة‭ ‬ما‭ ‬ينوب‭ ‬عن‭ ‬حروف‭ ‬العربية‭ ‬الصريحة‭ ‬في‭ ‬مخارجها،‭ ‬بما‭ ‬استوفته‭ ‬من‭ ‬جهاز‭ ‬النطق‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬آلة‭ ‬من‭ ‬آلاته‭ (‬العقاد‭ ‬ص37‭ ‬‮«‬أشتات‭ ‬مجتمعات‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬والأدب‮»‬‭).‬

 

تحديات‭ ‬المستقبل

من‭ ‬العوائق‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬مستقبل‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭.. ‬وتلقي‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الطوفان‭ (‬طوفان‭ ‬العولمة‭ ‬وطوفان‭ ‬الجهل،‭ ‬وطوفان‭ ‬التخلف،‭ ‬وطوفان‭ ‬الضياع‭).‬

1-‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬العامية‭.. ‬وجعلها‭ ‬اللغة‭ ‬الرسمية‭ ‬وتقسيم‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬خمس‭ ‬مناطق‭ ‬لغوية،‭ ‬وأول‭ ‬من‭ ‬حمل‭ ‬لواء‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬‮«‬ولكوكس‮»‬‭ ‬ومضى‭ ‬في‭ ‬دعوته‭ ‬وألف‭ ‬وترجم‭ ‬الإنجليزية‭ ‬باللغة‭ ‬العامية‭ ‬وترجم‭ ‬شكسبير‭.. ‬وألف‭ ‬كتبا‭ ‬في‭ ‬العامية‭ ‬المصرية،‭ ‬وجاء‭ ‬لمور‭ ‬أحد‭ ‬قضاة‭ ‬الاستئناف‭ ‬بالقاهرة‭ ‬ودعا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬أسماه‭ ‬لغة‭ ‬القاهرة،‭ ‬ووضع‭ ‬لها‭ ‬قواعد،‭ ‬واقترح‭ ‬اتخاذها‭ ‬لغة‭ ‬التعليم‭ ‬والعلم‭ ‬والأدب،‭ ‬كما‭ ‬اقترح‭ ‬كتابتها‭ ‬بالحروف‭ ‬اللاتينية،‭ ‬وقال‭: ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬لأن‭ ‬توجد‭ ‬لغة‭ ‬للكتابة،‭ ‬ولغة‭ ‬أخرى‭ ‬للكلام‭.. ‬وعلل‭ ‬بأن‭ ‬ذلك‭ ‬يعد‭ ‬حائلا‭ ‬كبيراً‭ ‬دون‭ ‬رقي‭ ‬الأمة،‭ ‬ولو‭ ‬استعملت‭ ‬لغة‭ ‬واحدة‭ ‬للحديث‭ ‬والكتابة‭ ‬لنهضت‭ ‬نهضة‭ ‬كبرى،‭ ‬والخطر‭ ‬الأدهى‭ ‬والأمر‭ ‬الذي‭ ‬يهدد‭ ‬مستقبل‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬يتشيع‭ ‬لهذه‭ ‬الدعوة‭ ‬المغرضة‭ ‬مفكرون‭ ‬ومثقفون،‭ ‬عرب‭ ‬ومنهم‭ ‬في‭ ‬الشام‭ ‬مارون‭ ‬غصن،‭ ‬وأنيس‭ ‬فريحة،‭ ‬وسعيد‭ ‬عقل،‭ ‬وفي‭ ‬مصر‭ ‬سلامة‭ ‬موسى‭ ‬وقاسم‭ ‬أمين،‭ ‬وكثير‭ ‬من‭ ‬الأدباء‭ ‬الذين‭ ‬يكتبون‭ ‬شعرهم‭ ‬باللهجة‭ ‬العامية،‭ ‬وبعضهم‭ ‬حاول‭ ‬كتابة‭ ‬الرواية‭ ‬والقصة‭ ‬بالعامية،‭ ‬ولكنها‭ ‬محاولات‭ ‬باءت‭ ‬بالفشل‭ ‬الذريع‭.‬

2‭ - ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬هدم‭ ‬النحو‭ ‬العربي‭.. ‬ومن‭ ‬الداعين‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬صاحب‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬جناية‭ ‬سيبويه‮»‬‭.. ‬الرفض‭ ‬التام‭ ‬لما‭ ‬في‭ ‬النحو‭ ‬من‭ ‬أوهام،‭ ‬وهو‭ ‬زكريا‭ ‬أوزون‭ ‬ويرى‭ ‬هذا‭ ‬المدعي‭.. ‬أن‭ ‬النحو‭ ‬جناية‭ ‬على‭ ‬المتكلمين‭ ‬بالعربية،‭ ‬وعلى‭ ‬أجيال‭ ‬العربية‭ ‬عبر‭ ‬القرون‭ ‬المتعاقبة‭ ‬من‭ ‬سيبويه‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬ويقول‭: ‬وما‭ ‬سيبويه‭ ‬وأساتذته‭ ‬وتلاميذه‭ ‬إلا‭ ‬جناة‭ ‬حقيقيون‭ ‬أورثوا‭ ‬الأجيال‭ ‬عبئا‭ ‬وعوائق‭ ‬حضارية‭ ‬وتطورية،‭ ‬ويرى‭ ‬كذلك‭: ‬أن‭ ‬النحو‭ ‬وأفكاره‭ ‬وقواعده‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الا‭ ‬أوهام‭ ‬باطلة‭.‬

ومن‭ ‬دلائل‭ ‬تجني‭ ‬هذا‭ ‬الباحث‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬مؤلفاته‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬الهدام‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬جناية‭ ‬الشافعي،‭ ‬وكتاب‭ ‬جناية‭ ‬البخاري‭.‬

  ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬يلقي‭ ‬شريف‭ ‬الشوباشي‭ ‬حجراً‭ ‬من‭ ‬الجهل‭ ‬والتجني‭ ‬على‭ ‬اللغة،‭ ‬فيكتب‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬لتحيا‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭.. ‬يسقط‭ ‬سيبويه‮»‬‭ (‬انظر‭ ‬هذه‭ ‬الكتب،‭ ‬وانظر‭ ‬مجلد‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬ومشروع‭ ‬الأمة‭ ‬الحضاري‭ - ‬مقالة‭ ‬صمود‭ ‬العربية‭ ‬أمام‭ ‬التحديات،‭ ‬طبع‭ ‬المجلس‭ ‬العالمي‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬ببيروت‭).‬

3-‭ ‬تدني‭ ‬المستوى‭ ‬اللغوي‭ ‬لدى‭ ‬طلاب‭ ‬المراحل‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬الابتدائي‭ ‬حتى‭ ‬الجامعة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬والعالم‭ ‬العربي،‭ ‬وإخفاق‭ ‬مدرسي‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬والقائمين‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬المناهج‭ ‬في‭ ‬حقول‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬اجتياز‭ ‬هذه‭ ‬الكبوة‭ ‬وتلك‭ ‬الفجوة‭ ‬اللغوية‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬اللغة‭ ‬مسخاً‭ ‬شائعاً،‭ ‬ومعلومات‭ ‬جافة،‭ ‬وقواعد‭ ‬يابسة‭ ‬تلقى‭ ‬في‭ ‬حصة‭ ‬مدرسية،‭ ‬أو‭ ‬محاضرة‭ ‬جامعية‭. ‬وفي‭ ‬جامعاتنا‭ ‬لا‭ ‬يُقبل‭ ‬على‭ ‬قسم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬إلا‭ ‬الطلاب‭ ‬الضعفاء‭ ‬الحاصلون‭ ‬على‭ ‬المجموع‭ ‬الأقل‭.. ‬وفي‭ ‬جامعة‭ ‬الأزهر‭  ‬طلاب‭ ‬كليات‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬هم‭ ‬أقل‭ ‬الطلاب‭ ‬مجموعاً،‭ ‬وفي‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ألغيت‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬أقسام‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬السوق‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الصنف‭ ‬من‭ ‬الخريجين‭..‬‭ ‬وهذا‭ ‬عجب‭ ‬عجاب،‭ ‬فالإعلام‭ ‬المقروء‭ ‬والمسموع‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يتقن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬أولا،‭ ‬ثم‭ ‬بعض‭ ‬اللغات‭ ‬الأخرى،‭ ‬والمذيعون‭ ‬كيف‭ ‬يتفوقون‭ ‬وهم‭ ‬لا‭ ‬يتقنون‭ ‬الأداء‭.. ‬ولا‭ ‬ينطقون‭ ‬اللغة‭ ‬في‭ ‬صورتها‭ ‬الصحيحة،‭ ‬وكذلك‭ ‬المحامون‭ ‬والقضاة‭ ‬والقادة‭ ‬السياسيون‭ ‬كيف‭ ‬يؤدون‭ ‬خطبهم،‭ ‬ويواجهون‭ ‬الجماهير،‭ ‬وأعضاء‭ ‬مجلسي‭ ‬الشعب‭ ‬والشورى‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يتسلحوا‭ ‬باللغة‭ ‬والفكر‭ ‬والثقافة‭ ‬والرؤى‭ ‬السياسية‭ ‬الواعية،‭ ‬ولكن‭ ‬هيهات،‭ ‬ففاقد‭ ‬الشيء‭ ‬لا‭ ‬يعطيه‭.‬

 

مطالب‭ ‬مجتمع‭ ‬المعرفة

إن‭ ‬الإصلاح‭ ‬اللغوي‭ ‬المطلوب‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬بأقصى‭ ‬سرعة‭ ‬ممكنة،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتسع‭ ‬الفجوة‭ ‬اللغوية‭ ‬التي‭ ‬تفصل‭ ‬بين‭ ‬العربية‭ ‬ولغات‭ ‬العالم‭ ‬المتقدم،‭ ‬وإن‭ ‬العربية‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬صاحب‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬الفجوة‭ ‬الرقمية‮»‬‭ ‬بين‭ ‬فكي‭ ‬رحى،‭ ‬بين‭ ‬عولمة‭ ‬تمارس‭ ‬عليها‭ ‬ضغوطا‭ ‬هائلة‭ ‬تفرض‭ ‬عليها‭ ‬أقصى‭ ‬درجات‭ ‬المرونة‭ ‬وسرعة‭ ‬الاستجابة‭ ‬للمتغيرات‭ ‬العالمية،‭ ‬وبين‭ ‬فصيل‭ ‬من‭ ‬الفكر‭ ‬اللغوي‭ ‬الأصولي‭ ‬المتجمد‭ ‬يعوق‭ ‬تقدمها‭ ‬تحت‭ ‬دعاوى‭ ‬مضللة‭ ‬ومفاهيم‭ ‬خاطئة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الطهارة‭ ‬اللغوية‭ ‬والأصالة‭ ‬الفكرية‭!‬

وقد‭ ‬فتحت‭ ‬علينا‭ ‬‮«‬الإنترنت‮»‬‭ ‬بوابات‭ ‬الفيضان،‭ ‬ولا‭ ‬عاصم‭ ‬اليوم‭ ‬إلا‭ ‬لغة‭ ‬عربية‭ ‬متطورة‭ ‬تكون‭ ‬درعاً‭ ‬لنا‭ ‬لمواجهة‭ ‬الإعصار‭ ‬المعلوماتي‭ ‬الجارف،‭ ‬ولن‭ ‬يتأتى‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مواقف‭ ‬صريحة‭ ‬وواضحة‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتخذها‭ ‬إزاء‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬اللغوية‭ ‬التي‭ ‬عجزنا‭ ‬عن‭ ‬حسمها‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬مثل‭:‬

‭<‬‭ ‬ازدواجية‭ ‬الفصحى‭  ‬والعامية‭.. ‬كيف‭ ‬يتم‭ ‬التوافق‭ ‬والتقريب؟

‭<‬‭ ‬تعريب‭ ‬التعليم‭.. ‬كيف‭ ‬يتم‭ ‬وما‭ ‬الخطط‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬التي‭ ‬تؤهل‭ ‬لذلك؟

‭<‬‭ ‬ثنائية‭ ‬استخدام‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬اللغات‭ ‬الأجنبية‭ (‬وتحديدا‭ ‬الإنجليزية‭ ‬والفرنسية‭).‬

‭<‬‭ ‬كيفية‭ ‬تعليم‭ ‬العربية‭ ‬للناطقين‭ ‬بها،‭ ‬وغير‭ ‬الناطقين‭ ‬بها‭ (‬الفجوة‭ ‬الرقمية‭ ‬وعالم‭ ‬المعرفة‭ ‬د‭.‬نبيل‭ ‬علي،‭ ‬د‭.‬نادية‭ ‬حجازي‭).‬

 

التطور‭ ‬العلمي‭ ‬والمنهجي

من‭ ‬مظاهر‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬يقر‭ ‬بأنه‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬600‭  ‬دراسة‭ ‬وبحث‭ ‬متخصص‭ ‬تم‭ ‬إجراؤها‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2002م‭ ‬إلى‭ ‬2004م‭ ‬انتهوا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬موجة‭ ‬الكره‭ ‬العربي‭ ‬لأمريكا‭ ‬وإسرائيل‭ ‬والشعور‭ ‬بالبغض‭ ‬تجاه‭ ‬من‭ ‬يتكلمون‭ ‬الإنجليزية‭ ‬والفرنسية‭ ‬ترجع‭ ‬إلى‭ ‬صعوبة‭ ‬التقاء‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬ولذلك‭ ‬يريدون‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الآتي‭ ‬لتطوير‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭:‬

1-‭ ‬إلغاء‭ ‬التنقيط‭.‬

2-‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬استقامة‭ ‬الحرف‭ ‬فما‭ ‬هو‭ ‬قائم‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭..‬مثل‭ ‬عَِِ،‭ ‬وخً،‭ ‬وإلغاء‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬الحلقات‭ ‬المقفلة‭ ‬مثل‭ ‬هـ،‭ ‬أو‭ ‬ة‭ ‬التاء‭ ‬المربوطة‭.‬

3-‭ ‬إلغاء‭ ‬الخطوط‭ ‬المتعددة،‭ ‬والاكتفاء‭ ‬بشكل‭ ‬خطي‭ ‬واحد‭.‬

4-‭ ‬إلغاء‭ ‬تعدد‭ ‬أشكال‭ ‬ومواضع‭ ‬ورود‭ ‬الهمزات‭.. ‬مثل‭ ‬أ،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الواو‭.. ‬أو‭ ‬الياء‭ ‬أو‭ ‬المنفردة‭.‬

5-‭ ‬الاعتماد‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬الجديدة‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬الأشكال‭ ‬الهندسية،‭ ‬مثل‭ ‬المثلث‭ ‬والمستقيم‭ ‬والدائرة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المشكلة‭ ‬المعقدة‭ ‬في‭ ‬الأشكال‭ ‬الحالية‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬أشكالها‭ ‬أو‭ ‬حركاتها‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬90‭ ‬شكلا‭ ‬أو‭ ‬حركة،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬يجعلها‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬اللغات‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬أو‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬محتواها‭ ‬وتفاصيلها‭.‬

6-‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬أغراض‭ ‬نشر‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الأمريكي‭ ‬هو‭ ‬نشر‭ ‬نسخة‭ ‬منقحة‭ ‬ومعدلة‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬بتلك‭ ‬اللغة‭ ‬الجديدة‭ ‬وبأشكالها‭ ‬المبتكرة،‭ ‬وستكون‭ ‬معتمدة‭ ‬أيضا‭ ‬داخل‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬وإن‭ ‬هذه‭ ‬الأشكال‭ ‬كما‭ ‬يدعون‭ ‬ستتيح‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬إدخال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التعديلات‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب،‭ ‬الذي‭ ‬يتضمن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬والأفكار‭ ‬التي‭ ‬تحض‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬ونشر‭ ‬العنف‭ ‬والكراهية‭ ‬وبئس‭ ‬ما‭ ‬يزعمون‭!! (‬انظر‭: ‬‮«‬لماذا‭ ‬التآمر‭ ‬على‭ ‬اللغة‭ ‬العربية؟‮»‬‭.. ‬تأليف‭: ‬محمد‭ ‬عبدالواحد‭ ‬حجازي‭).‬

 

كيف‭ ‬نحافظ‭ ‬على‭ ‬لغتنا‭ ‬العربية؟

1-‭ ‬وضع‭ ‬سياسة‭ ‬لغوية‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬القومي‭ ‬وإصدار‭ ‬القرار‭ ‬السياسي‭ ‬اللازم‭ ‬لتطبيق‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭.‬

2-‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬لغوية‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬القومي‭ ‬والعربي‭ ‬ينهض‭ ‬بها‭ ‬اتحاد‭ ‬المجامع‭ ‬اللغوية‭ ‬العربية‭.‬

3-‭ ‬وضع‭ ‬خريطة‭ ‬بحثية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬القومي‭ ‬لمعالجة‭ ‬مشكلات‭ ‬تعليم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وتعلمها‭ ‬بالأساليب‭ ‬العلمية‭ ‬والتجارب‭ ‬الميدانية‭.‬

4-‭ ‬العمل‭ ‬الحثيث‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬المحتوى‭ ‬الرقمي‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬الإنترنت‮»‬‭.‬

5-‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬مجامع‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬تعريب‭ ‬العلوم،‭ ‬وكذلك‭ ‬تفعيل‭ ‬الجمعيات‭ ‬
الأهلية‭ ‬المهتمة‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭.. ‬وتطورها‭..‬وتحديثها‭.‬

6-‭ ‬إيلاء‭ ‬الأهمية‭ ‬لاستعمال‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬السليمة‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬العربي‭ ‬وفي‭ ‬الإعلان،‭ ‬والفضائيات‭ ‬الرسمية،‭ ‬والخاصة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬البلاد‭ ‬العربية‭.‬

7-‭ ‬تعزيز‭ ‬وتعضيد‭ ‬تحقيق‭ ‬التراث‭ ‬العلمي‭ ‬العربي،‭ ‬وكشف‭ ‬النقاب‭ ‬عن‭ ‬المحفوظات‭ ‬العلمية‭ ‬العربية‭.‬

8-‭ ‬ضرورة‭ ‬العناية‭ ‬باكتساب‭ ‬اللغات‭ ‬الأجنبية‭ ‬وإتقانها‭ ‬والترجمة‭ ‬من‭ ‬العربية‭ ‬إليها‭ ‬للغات‭ ‬الحية‭ ‬المتطورة‭.‬

يقول‭ ‬الشاعر‭ ‬العربي‭ ‬القديم‭:‬

بقدر‭ ‬لغات‭ ‬المرء‭ ‬يكثر‭ ‬نفـعه

وتلك‭ ‬له‭ ‬عند‭ ‬الشدائد‭ ‬أعوان

‭ ‬فبادر‭ ‬إلى‭ ‬حفظ‭ ‬اللغات‭ ‬مسارعاً

فكل‭ ‬لسان‭ ‬بالحقـيقة‭ ‬إنسان

 

يقول‭ ‬الشاعر‭ ‬حافظ‭ ‬إبراهيم‭:‬

وسعت‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬لفظ‭ ‬وغايـــة

وما‭ ‬ضقت‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬بــه‭ ‬وعظات

فكيف‭ ‬أضيق‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬وصف‭ ‬آلة

وتنسيق‭ ‬أســماء‭ ‬لمخترعــات

أنا‭ ‬البحر‭ ‬في‭ ‬أحشائه‭ ‬الـدر‭ ‬كامن

فهل‭ ‬ساءلوا‭ ‬الغواص‭ ‬عن‭ ‬صدفاتي؟