عبدالرحمن السميط سفير السـلام والإسـلام إلى القارة السمراء
فقدت الكويت، بل فقدت الإنسانية جمعاء، رائدًا من رواد العمل الخيري، هو الداعية النبيل د.عبدالرحمن حمود سليمان السميط، الذي رحل عن عالمنا الدنيوي إلى العالم السماوي يوم الخميس الموافق 15 أغسطس من عام 2013م.
ولد النبيل السميط في الكويت عام 1947، وكان من أوائل من حصلوا على بكالوريوس الطب والجراحة في الكويت، ورغم أنه استكمل دراسته العليا في كندا، وتخصص في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي، فإنه أبدع في مجال آخر وهو مجال العمل الخيري والإغاثي، حيث أسس جمعية «العون المباشر»، التي كانت تسمى بـ «لجنة مسلمي إفريقيا» وقبلها «لجنة مسلمي مالاوي».
شارك في تأسيس ورئاسة جمعية الأطباء المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا 1976م. كما شارك في تأسيس فروع جمعية الطلبة المسلمين في مونتريال 1974- 1976، ولجنة مسلمي مالاوي في الكويت عام 1980م، واللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة 1987م، وهو عضو مؤسس في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وعضو مؤسس في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وعضو في جمعية النجاة الخيرية الكويتية، وعضو جمعية الهلال الأحمر الكويتي، ورئيس تحرير مجلة الكوثر المتخصصة في الشأن الإفريقي، وعضو مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان، وعضو مجلس أمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا في اليمن، ورئيس مجلس إدارة كلية التربية في زنجبار، ورئيس مجلس إدارة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في كينيا.
ويحكي المقربون منه أن د.السميط بدأ العمل الخيري وأعمال البر منذ صغره، ففي المرحلة الثانوية أراد مع بعض أصدقائه أن يقوموا بعمل تطوعي، فقاموا بجمع مبلغ من المال من مصروفهم اليومي واشتروا سيارة مستعملة، بحيث يقوم أحد أفراد المجموعة بعد انتهاء دوامه بنقل العمال البسطاء إلى أماكن عملهم أو إلى بيوتهم من دون مقابل.
تخرج في جامعة بغداد بعد أن حصل على بكالوريوس الطب والجراحة، وفي الجامعة كان يخصص الجزء الأكبر من مصروفه لشراء الكتيبات الإسلامية ليقوم بتوزيعها على المساجد، وعندما حصل على منحة دراسية كانت مخصصاته الشهرية 42 دينارًا، كان لايأكل منها إلا وجبة واحدة، وكان يستكثر على نفسه أن ينام على سرير، رغم أن ثمنه لا يتجاوز دينارين، معتبرا ذلك نوعا من الرفاهية ليوفر المدخرات للفقراء والعمل الخيري.
وقد تميز الداعية السميط في العمل الإغاثي والخيري في أكثر من جانب، فقد تميز نوعيًا وجغرافيًا بأنه اختار منطقة لم تكن محط اهتمام كبير في العمل الخيري من جانب العالم الإسلامي، وهي قارة إفريقيا، وهي أصعب القارات في هذا المجال، حيث بدأ بلجنة مالاوي، والتي شرفت ذ وأسرتي - بالتعاون معه فيها على مستوى الدعم الرمزي للاستقطاعات الشهرية منذ بدايات عمله فيها، ثم امتد نشاطه، رحمه الله، إلى قارة إفريقيا بشكل عام.
وقد تميز د. عبدالرحمن السميط، رحمه الله، كذلك في أنه ذ وفق علمي المتواضع والله أعلم - يعد أول من أدخل نظام الاستقطاعات الخيرية من البنوك لمصلحة العمل الخيري، فيسَّر مهمة الإنفاق في سبيل الله، بحيث لا يحتاج المحسن سوى الاتفاق مع الجمعية الخيرية لتتلقى بعدها تلقائيًا تبرعاته الثابتة من حسابه البنكي.
كما كان د.السميط من أوائل من أبدعوا فكرة إعداد تقرير دوري عن اليتيم لكافله، ليوجد علاقة تبنٍّ معنوي بينهما، فقد كان يزود الكفيل بتقرير دوري فيه صورة اليتيم ومستوى تعليمه وتقرير دراسي مختصر عنه، الأمر الذي يزيد الارتباط باليتيم، حتى إذا بلغ سن الحلم واعتمد على نفسه أكثر، أبدله بيتيم آخر، وهكذا، وقد جسّد هو بنفسه هذه العلاقة، حتى أنه جاءه يومًا وزير خارجية إحدى الدول الإفريقية لزيارته، فوجد عضوًا في الوفد يحتضنه ويقبِّل رأسه، خلافًا للأعراف الدبلوماسية، وحين استفسر منه عما دفعه إلى ذلك، أنبأه أنه أحد اليتامى الذين رعاهم منذ صغره، وأنه الآن يعمل سفيرًا لبلده في الكويت، وكان قبلها سفيرًا لبلده في المملكة العربية السعودية.
وقد وصل كذلك أحد اليتامى الذين كفلتهم جمعية «العون المباشر» في دولة مالاوي إلى منصب وزير الدفاع ثم نائبًا لرئيس الجمهورية.
كما شهد مؤتمر القمة العربية الإفريقية الذي أقيم أخيرًا في الكويت طلب أحد وزراء الخارجية أن تأخذه السيارة الخاصة إلى قبر د. السميط ليدعو له بالخير، لأنه كان أحد الأيتام الذين كفلهم - رحمه الله - في حياته فقد كان منهجه، رحمه الله، في كفالة الأيتام متفردًا، حيث كان لا يقتصر فقط على إطعامهم وتوفير المأوى والملبس لهم، بل كان يستهدف أن يكونوا في المستقبل مسلمين مصلحين لا صالحين فقط، وقد وصل عدد الأيتام الذين ترعاهم جمعية «العون المباشر»، كما صرّح بنفسه، إلى 15 ألف يتيم!
وفي القارة الإفريقية كان له الدور الجليل خلال ما يزيد على ربع قرن قضاها في إفريقيا، متنقلًا بين مدنها وقراها، بل وبين غاباتها وأدغالها، لتحريرها من الوثنية والضياع، باذلًا وقته وماله وأهله في سبيل الله، من أجل أن يأتي يوم القيامة بما هو خير من حُمر النعم، فدعى إلى سبيل الله في أماكن سبقه المبشرون إليها قبل سنين طويلة، فلم ينهزم وصبر وثابر وهانت عليه نفسه في الله، فرزقه الله صحبة صالحة، فأسلم على يده ملوك وسلاطين وحتى قساوسة، أسلم من بعدهم أتباعهم حتى زاد عدد من أسلموا على يديه بشكل مباشر أو غير مباشر على قرابة 11 مليون شخص في إفريقيا، وعندما حاز أرفع جائزة تقديرية على جهوده في الأعمال الخيرية، وهي جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام وقدرها 750 ألف ريال سعودي، تبرع بها لتكون نواة للوقف التعليمي لأبناء إفريقيا، ومن عائد هذه المكافأة تخرج الأطباء والمهندسون وغيرهم، وتخرَّج الدعاة وانتشروا في بلاد الله الواسعة، عامة وفي قارة إفريقيا خاصة.
من أخلاقه العظيمة أنه كان يوزع الغذاء وإفطار الصائم على المسلم وغير المسلم، فكان غير المسلمين يسألونه: «لما تطعمنا وأنت تعلم أننا مسيحيون»؟ فيقول إن ديني يأمر بذلك، فلم يكن يساوم أحدًا على دينه مقابل المساعدات الغذائية أو الدوائية.
ونتذكر قولته المشهورة «إن أرحام المسلمات لم تصب بالعقم حتى تعجز أن تنجب من هو خير من عبدالرحمن السميط، ولقد أنجبت أمهاتنا صحابة رسول الله والتابعين والعلماء، وكلهم خير دينًا ودنيا من عبدالرحمن السميط» وهذا من تواضعه رحمه الله.
صرف من ماله الخاص لإطعام يتيم لمدة سنة كاملة، وكان هذا اليتيم يشكو من سوء التغذية، ولم يكن هناك أملٌ في حياته لشدة مرضه، وبعد اثني عشر عامًا حفظ هذا اليتيم القرآن كاملًا من دون أن يرى المصحف. وكان يذهب إلى القرية ليحفر عندهم بئراَ فيضع عليها لوحة «هدية من إخوانكم العرب في مكة ذ لجنة مسلمي إفريقيا ذ في أمان الله»، وهي عبارة لا تدعوهم بالضرورة إلى الإسلام مقابل هذه البئر، ولكن تظهر لهم سماحة وعطف المسلمين وتوادهم وتراحمهم، وعند زيارته لهم في العام القادم يستقبلونه ويطلبون منه بناء مسجد لهم لإعلان إسلامهم، فيبني لهم المساجد وهم يسلمون، وهكذا أسلمت عشرات القرى بهذه الصورة، تلك كانت استراتيجيته في وضع الخطة الإغاثية، وهكذا بالإسلام الجماعي فاق عدد الذين أسلموا على يده الملايين.
كانت فكرته - رحمه الله - في إعداد دعاة المستقبل تقوم على اختياره لأيتام وأطفال من القبائل المختلفة، ثم إيوائهم في مراكز «العون المباشر» للاستفادة من الخدمات التي تقدمها (غذائية ذ صحية ذ تربوية إسلامية ذ وغيرها) لإعداد هؤلاء الصغار إعدادًا دينيًا واجتماعيًا، ويقوم بإشراكهم في البرامج الدعوية من خلال القوافل الدعوية بكل ما فيها من دروس وعبر تعدهم ليصبحوا قادرين على تحمُّل مشاق الدعوة في سبيل الله، ومن ثم يقوم بإعداد المتميزين منهم لمراحل تعليمية أخرى.
أنشأ خمسين مخيمًا لعلاج أمراض العيون في إفريقيا، حيث كان يتم علاج من ستة آلاف إلى ثمانية آلاف مريض في المخيم الواحد منهم المسلم ومنهم المسيحي ومنهم الوثني، آخذا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «في كل ذات كبد رطبة أجر».
ومن بعض وسائل وأساليب خطة العمل الدعوي التي كان ينتهجها، فقد كان يرسل ملوك وسلاطين المجتمعات وقادتها إلى الحج، لأنهم حال عودتهم يذكرون مارأوه من عظمة هذا الدين، وأخلاق المسلمين، فيسلم على أيديهم أبناء قبائلهم ومجتمعاتهم. حيث كانت الدراسات الميدانية تؤكد أن ملايين المسلمين في القارة الإفريقية لا يعرفون عن الإسلام إلا خرافات لا أساس لها من الصحة، وبالتالي فغالبيتهم عرضة للتنصير وخاصة الشباب والأطفال في المدارس، وهذا ما حصل بالفعل فقد تنصَّر هؤلاء الطلاب وآباؤهم مسلمون ذ مع الأسف -، فتحرك د.عبدالرحمن بإستراتيجية عالية الدقة في العمل الإغاثي انبنت على خطط دعوية نجحت بتوفيق الله.
لن نتمكن من وصف د.عبدالرحمن السميط في هذه الوريقات، إنما هي عجالة نذكر غيضًا من فيض لأعمال المرحوم بإذن الله تعالى، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته، وآجره على حسن صنائعه، فجزاك الله خيرًا يا أبا الفقراء والمساكين، كنت خادمًا لهذا الدين بما أوتيت من فضل ونعمة فأحسنت العطاء والدعوة، نحسبك كذلك والله حسيبك.
وبالإضافة إلى هذه الجوانب الإنسانية، لم يشغله العمل الإنساني عن أن يؤلف ويوثق تجربته الدعوية الخيرية الإغاثية، لكي تكون نبراسًا يضيء طريق من يأتي بعده، أما كتبه الثمانية ذ وفق علمي المتواضع - المنشورة، فهذا بيان مختصر لها:
كتاب «رحلة خير في إفريقيا»: وكتابه هذا على صيغة رسالة كتبها إلى ولده صهيب، يذكر فيها تجربته الشخصية أثناء وجوده في القارة السمراء مع ما صحبها من مشاق وصعوبات، واصفًا إحدى رحلاته في كينيا، ويقع في 168 صفحة.
كتاب «قبائل الميجيكندا» عاداتها وتقاليدها: قدم في كتابه هذا لمحة موجزة عن جمهورية كينيا وشعبها وتناولها في مباحث ثلاثة، الأول حول لمحة موجزة عن كينيا، وتناول المبحث الثاني مناطق الميجيكندا، منتهيًا بالأحوال الدينية والسياسية والاقتصادية للقبيلة. وقام بتعريف القبيلة من خلال سلالتهم وهجراتهم من منطقة شونغوايا إلى ساحل كينيا ومبينًا خصائصها من لغات ومعتقدات آمن بها أفرادها، ويقع هذا الكتاب في 160 صفحة.
كتاب « قبيلة الدينكا». في جنوب السودان: وهذا الكتاب هو أحد منشورات مركز دراسات العمل الخيري «دراسات القبائل في إفريقيا» ويتحدث عن أكبر القبائل السودانية على الإطلاق (قبيلة الدينكا)، وهي تعد أكبر المجموعات العرقية الإفريقية في الجنوب السوداني، مبرزًا الأدوار الثقافية والاجتماعية، ومواطن الدينكا والبيئة التي شكلت حياته وإرثه الثقافي القائم، ويقع هذا الكتاب في 126 صفحة.
كتاب «السلامة والإخلاء في مناطق النزاعات»، وفيه يتحدث د.عبدالرحمن السميط حول جوانب مختلفة لإدارة العمل الخيري، والقائمين عليه.
وأفاض بشرح تفصيلي لإجراءات السلامة العملية التي يمكن تقديمها في المناطق الرئيسية لأنشطة منظمة ما، مختتمًا كتابه بنصيحة حول إخلاء الموظفين في حال أخفقت جميع الإجراءات المذكورة، وقدم بهذا الشأن ملاحق حول المعلومات التقنية مثل حالات الإخلاء الطبي وتعديل المركبات، ويقع هذا الكتاب في 112 صفحة.
كتاب «دليل إدارة مركز الإغاثة في مناطق الكوارث»: ويهدف هذا الكتاب إلى توعية العاملين بالقضايا الأساسية العامة التي تتطلبها إدارة المراكز الإغاثية، خاصة في ما يتعلق بالمعونة الغذائية وبرامج التغذية، ويقع هذا الكتاب في 102 صفحة.
كتاب «لمحات عن التنصير في إفريقيا»، حيث ألقى الضوء على بعض ملامح التنصير في إفريقيا، منذ بداياته عن طريق الكنيسة البروتستانتية إلى مخطط الدول الاستعمارية في إفريقيا، والذي استخدمت فيه عدة وسائل لمقاومة الإسلام، ويقع هذا الكتاب في 64 صفحة.
كتاب «قبائل البوران»، وهي من فروع قبائل الأورومو، وأقرب القبائل الإفريقية إلى الإسلام رغم غالبيتهم الوثنية، وتعد من كبريات قبائل إثيوبيا.
وقد استهل كتابه هذا بدراسة لهذه القبائل وتعريف أصولها وموطنها ولغتها وتاريخها حتى حياتها الاقتصادية المزرية وأسبابها، وحياتها الدينية الوثنية التي يؤمنون بها، وتطرَّق إلى بعض من جوانب حياتهم الاجتماعية. وتأثير الكنيسة في حياتهم وتنصيرهم، ويقع هذا الكتاب في 41 صفحة.
كتاب « برنامج أسلمة قبائل الأنتيمور». في مدغشقر، وهو من برامج قبائل المسلمين الضائعين في إفريقيا، تحدث فيه عن قبائل الأنتيمور وأصولها العربية، حيث تبين أن أجدادهم هاجروا من الحجاز قبل حوالي 800 سنة، وقد أثر ذلك في بعض الكلمات المتداولة بينهم، فهي عربية مع بعض التحريف، وقد أورد فيه بعض الحقائق المؤلمة في مدغشقر، والتي تدل على ضياع بصيرة سكان كثير من القرى حتى باتوا لا يعرفون من الإسلام إلاّ اسمه، ويقع هذا الكتاب في 22 صفحة.
ويلاحظ القارئ الكريم كيف كان حريصًا على نقل تجربته وخبرته ومشاهداته على مستوى القبائل التي كانت هي الهدف الرئيس لأعماله الإغاثية والدعوية، الأمر الذي يختصر المسافات ويوفر الجهود لكل الدعاة الذين يأتون من بعده في هذه البلاد ومع هذه القبائل.
وكل هذه الكتب الثمانية من القطع المتوسط، أما كتبه التي كانت تحت الإعداد والطباعة ولم يسعفه العمل ثم المرض ثم الأجل لطباعتها، فهذا بيانها:
كتاب « الغبرا» قبيلة منسية في شمال كينيا: وهي فرع من قبيلة الأورومو الكبرى، وهم يتحدرون من جنس الكوشيين الشرقيين، كما هم موزعون في قرى مدينة مويالي وجميعهم مسلمون، وقرى مدينة مرسابيت وأغلبهم وثنيون تعيش بينهم أقلية من المسلمين والمسيحيين.
وقد قدَّم موجزًا عن حياتهم الاقتصادية، وما أدت إليه الأحوال الجوية السيئة من جفاف وسوء حال في بيئة صحراوية، وتأثير ذلك في حياتهم الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، ولم ينسَ تقديم صور لبعض من شعائرهم وطقوس عباداتهم والدعاء والزواج وسواها من احتفالاتهم الوثنية.
كتاب «حقيبة مسافر» الجزء الأول الدعوة ذ بلاد العجائب والغرائب.
اشتمل هذا الكتاب على وصفٍ لزياراته المتكررة إلى القرى والمدن والقبائل الإفريقية في إطار قصصي لما شاهده وعاينه فيها، مبرزًا دور رجال الدعوة الذين نذروا أنفسهم للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، مشيدًا بالدور الكبير الذي لعبه ريع الوقف الخيري في إطعام الجوعى وكفالة الأيتام وبناء المدارس التعليمية والمعاهد الشرعية والمراكز الإسلامية وغرف تحفيظ القرآن الكريم، وبناء المستشفيات والمستوصفات، وحفر الآبار، وسواها من أعمال الخير، ودور كل منها في دعم الدعوة إلى الإسلام والعودة إلى القرآن الكريم والتي أثرت تأثيرًا مباشرًا في إسلام كثير من الوثنيين والمسيحيين.
كتاب «حقيبة مسافر» الجزء الثاني المشاريعذ الأيتام - دور الإعلام ذ ضريبة العمل مع الله ذ إفريقيا والسفر ذ أعداء النجاح أنصار إبليس.
وقد أورد في كتابه هذا بعضًا من المصاعب والمشاق التي يلاقيها الذين يقدمون المشاريع الخيرية لأهالي القرى والمدن في إفريقيا وخاصة من الجهات الرسمية.
وأشار إلى دور العم عبدالعزيز العلي المطوع ذ رحمه الله ذ في أعمال الإغاثة بنفسه وماله عندما حدثت المجاعة في القرن الإفريقي في أوائل الثمانينيات، وكيف تحمَّل مشقة العناء والسفر وقد تجاوز السبعين من عمره آنذاك في سبيل إيصال المساعدات والخير للفقراء والمحتاجين في هذه القارة وبنفسه.
لا تتعجب أخي القارئ، ولا تندهشي أختي القارئة، فإن هذا ما يفعله المؤمنون المخلصون المهمومون بالمسلمين وفقرائهم وذوي الحاجة منهم، الذين يدركون حق الإدراك قيمة الدنيا، وإنها دار ممر لا دار مقر، فحرص على أن يكون مروره طيبًا ويكون فيه معطاءً بل مبدعًا في عطائه .