عبدالرحمن السميط سفير السـلام والإسـلام إلى القارة السمراء

عبدالرحمن السميط سفير السـلام والإسـلام إلى القارة السمراء

فقدت‭ ‬الكويت،‭ ‬بل‭ ‬فقدت‭ ‬الإنسانية‭ ‬جمعاء،‭ ‬رائدًا‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬العمل‭ ‬الخيري،‭ ‬هو‭ ‬الداعية‭ ‬النبيل‭ ‬د‭.‬عبدالرحمن‭ ‬حمود‭ ‬سليمان‭ ‬السميط،‭ ‬الذي‭ ‬رحل‭ ‬عن‭ ‬عالمنا‭ ‬الدنيوي‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬السماوي‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬الموافق‭ ‬15‭ ‬أغسطس‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2013م‭.‬

ولد‭ ‬النبيل‭ ‬السميط‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1947،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬من‭ ‬حصلوا‭ ‬على‭ ‬بكالوريوس‭ ‬الطب‭ ‬والجراحة‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬ورغم‭ ‬أنه‭ ‬استكمل‭ ‬دراسته‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬كندا،‭ ‬وتخصص‭ ‬في‭ ‬الأمراض‭ ‬الباطنية‭ ‬والجهاز‭ ‬الهضمي،‭ ‬فإنه‭ ‬أبدع‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬آخر‭ ‬وهو‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬والإغاثي،‭ ‬حيث‭ ‬أسس‭ ‬جمعية‭ ‬‮«‬العون‭ ‬المباشر‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تسمى‭ ‬ب‍‍ـ‭ ‬‮«‬لجنة‭ ‬مسلمي‭ ‬إفريقيا‮»‬‭ ‬وقبلها‭ ‬‮«‬لجنة‭ ‬مسلمي‭ ‬مالاوي‮»‬‭.‬

شارك‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬ورئاسة‭ ‬جمعية‭ ‬الأطباء‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وكندا‭ ‬1976م‭. ‬كما‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬فروع‭ ‬جمعية‭ ‬الطلبة‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬مونتريال‭ ‬1974‭- ‬1976،‭ ‬ولجنة‭ ‬مسلمي‭ ‬مالاوي‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1980م،‭ ‬واللجنة‭ ‬الكويتية‭ ‬المشتركة‭ ‬للإغاثة‭ ‬1987م،‭ ‬وهو‭ ‬عضو‭ ‬مؤسس‭ ‬في‭ ‬الهيئة‭ ‬الخيرية‭ ‬الإسلامية‭ ‬العالمية،‭ ‬وعضو‭ ‬مؤسس‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬الإسلامي‭ ‬العالمي‭ ‬للدعوة‭ ‬والإغاثة،‭ ‬وعضو‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬النجاة‭ ‬الخيرية‭ ‬الكويتية،‭ ‬وعضو‭ ‬جمعية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الكويتي،‭ ‬ورئيس‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬الكوثر‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الإفريقي،‭ ‬وعضو‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬منظمة‭ ‬الدعوة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬وعضو‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬جامعة‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬كلية‭ ‬التربية‭ ‬في‭ ‬زنجبار،‭ ‬ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬كلية‭ ‬الشريعة‭ ‬والدراسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬كينيا‭.‬

ويحكي‭ ‬المقربون‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬د‭.‬السميط‭ ‬بدأ‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬وأعمال‭ ‬البر‭ ‬منذ‭ ‬صغره،‭ ‬ففي‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬أراد‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬أصدقائه‭ ‬أن‭ ‬يقوموا‭ ‬بعمل‭ ‬تطوعي،‭ ‬فقاموا‭ ‬بجمع‭ ‬مبلغ‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬من‭ ‬مصروفهم‭ ‬اليومي‭ ‬واشتروا‭ ‬سيارة‭ ‬مستعملة،‭ ‬بحيث‭ ‬يقوم‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬المجموعة‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬دوامه‭ ‬بنقل‭ ‬العمال‭ ‬البسطاء‭ ‬إلى‭ ‬أماكن‭ ‬عملهم‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬بيوتهم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مقابل‭. ‬
تخرج‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬بغداد‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬بكالوريوس‭ ‬الطب‭ ‬والجراحة،‭ ‬وفي‭ ‬الجامعة‭ ‬كان‭ ‬يخصص‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬مصروفه‭ ‬لشراء‭ ‬الكتيبات‭ ‬الإسلامية‭ ‬ليقوم‭ ‬بتوزيعها‭ ‬على‭ ‬المساجد،‭ ‬وعندما‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬منحة‭ ‬دراسية‭ ‬كانت‭ ‬مخصصاته‭ ‬الشهرية‭ ‬42‭ ‬دينارًا،‭ ‬كان‭ ‬لايأكل‭ ‬منها‭ ‬إلا‭ ‬وجبة‭ ‬واحدة،‭ ‬وكان‭ ‬يستكثر‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬أن‭ ‬ينام‭ ‬على‭ ‬سرير،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬ثمنه‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬دينارين،‭ ‬معتبرا‭ ‬ذلك‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الرفاهية‭ ‬ليوفر‭ ‬المدخرات‭ ‬للفقراء‭ ‬والعمل‭ ‬الخيري‭.‬

وقد‭ ‬تميز‭ ‬الداعية‭ ‬السميط‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الإغاثي‭ ‬والخيري‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬فقد‭ ‬تميز‭ ‬نوعيًا‭ ‬وجغرافيًا‭ ‬بأنه‭ ‬اختار‭ ‬منطقة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬محط‭ ‬اهتمام‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وهي‭ ‬قارة‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وهي‭ ‬أصعب‭ ‬القارات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬حيث‭ ‬بدأ‭ ‬بلجنة‭ ‬مالاوي،‭ ‬والتي‭ ‬شرفت‭ ‬ذ‭ ‬وأسرتي‭ - ‬بالتعاون‭ ‬معه‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدعم‭ ‬الرمزي‭ ‬للاستقطاعات‭ ‬الشهرية‭ ‬منذ‭ ‬بدايات‭ ‬عمله‭ ‬فيها،‭ ‬ثم‭ ‬امتد‭ ‬نشاطه،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬إلى‭ ‬قارة‭ ‬إفريقيا‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

وقد‭ ‬تميز‭ ‬د‭. ‬عبدالرحمن‭ ‬السميط،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬ذ‭ ‬وفق‭ ‬علمي‭ ‬المتواضع‭ ‬والله‭ ‬أعلم‭ - ‬يعد‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬أدخل‭ ‬نظام‭ ‬الاستقطاعات‭ ‬الخيرية‭ ‬من‭ ‬البنوك‭ ‬لمصلحة‭ ‬العمل‭ ‬الخيري،‭ ‬فيسَّر‭ ‬مهمة‭ ‬الإنفاق‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الله،‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬المحسن‭ ‬سوى‭ ‬الاتفاق‭ ‬مع‭ ‬الجمعية‭ ‬الخيرية‭ ‬لتتلقى‭ ‬بعدها‭ ‬تلقائيًا‭ ‬تبرعاته‭ ‬الثابتة‭ ‬من‭ ‬حسابه‭ ‬البنكي‭.‬

كما‭ ‬كان‭ ‬د‭.‬السميط‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬من‭ ‬أبدعوا‭ ‬فكرة‭ ‬إعداد‭ ‬تقرير‭ ‬دوري‭ ‬عن‭ ‬اليتيم‭ ‬لكافله،‭ ‬ليوجد‭ ‬علاقة‭ ‬تبنٍّ‭ ‬معنوي‭ ‬بينهما،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يزود‭ ‬الكفيل‭ ‬بتقرير‭ ‬دوري‭ ‬فيه‭ ‬صورة‭ ‬اليتيم‭ ‬ومستوى‭ ‬تعليمه‭ ‬وتقرير‭ ‬دراسي‭ ‬مختصر‭ ‬عنه،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يزيد‭ ‬الارتباط‭ ‬باليتيم،‭ ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬بلغ‭ ‬سن‭ ‬الحلم‭ ‬واعتمد‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬أكثر،‭ ‬أبدله‭ ‬بيتيم‭ ‬آخر،‭ ‬وهكذا،‭ ‬وقد‭ ‬جسّد‭ ‬هو‭ ‬بنفسه‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬جاءه‭ ‬يومًا‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬إحدى‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬لزيارته،‭ ‬فوجد‭ ‬عضوًا‭ ‬في‭ ‬الوفد‭ ‬يحتضنه‭ ‬ويقبِّل‭ ‬رأسه،‭ ‬خلافًا‭ ‬للأعراف‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬وحين‭ ‬استفسر‭ ‬منه‭ ‬عما‭ ‬دفعه‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬أنبأه‭ ‬أنه‭ ‬أحد‭ ‬اليتامى‭ ‬الذين‭ ‬رعاهم‭ ‬منذ‭ ‬صغره،‭ ‬وأنه‭ ‬الآن‭ ‬يعمل‭ ‬سفيرًا‭ ‬لبلده‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬وكان‭ ‬قبلها‭ ‬سفيرًا‭ ‬لبلده‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭.‬

وقد‭ ‬وصل‭ ‬كذلك‭ ‬أحد‭ ‬اليتامى‭ ‬الذين‭ ‬كفلتهم‭ ‬جمعية‭ ‬‮«‬العون‭ ‬المباشر‮»‬‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬مالاوي‭ ‬إلى‭ ‬منصب‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬ثم‭ ‬نائبًا‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية‭.‬

كما‭ ‬شهد‭ ‬مؤتمر‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الإفريقية‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬أخيرًا‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬طلب‭ ‬أحد‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬أن‭ ‬تأخذه‭ ‬السيارة‭ ‬الخاصة‭ ‬إلى‭ ‬قبر‭ ‬د‭. ‬السميط‭ ‬ليدعو‭ ‬له‭ ‬بالخير،‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬الأيتام‭ ‬الذين‭ ‬كفلهم‭ - ‬رحمه‭ ‬الله‭ - ‬في‭ ‬حياته‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬منهجه،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬في‭ ‬كفالة‭ ‬الأيتام‭ ‬متفردًا،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬إطعامهم‭ ‬وتوفير‭ ‬المأوى‭ ‬والملبس‭ ‬لهم،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬يستهدف‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬مسلمين‭ ‬مصلحين‭ ‬لا‭ ‬صالحين‭ ‬فقط،‭ ‬وقد‭ ‬وصل‭ ‬عدد‭ ‬الأيتام‭ ‬الذين‭ ‬ترعاهم‭ ‬جمعية‭ ‬‮«‬العون‭ ‬المباشر‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬صرّح‭ ‬بنفسه،‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬ألف‭ ‬يتيم‭!‬

  ‬وفي‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬الدور‭ ‬الجليل‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬ربع‭ ‬قرن‭ ‬قضاها‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬متنقلًا‭ ‬بين‭ ‬مدنها‭ ‬وقراها،‭ ‬بل‭ ‬وبين‭ ‬غاباتها‭ ‬وأدغالها،‭ ‬لتحريرها‭ ‬من‭ ‬الوثنية‭ ‬والضياع،‭ ‬باذلًا‭ ‬وقته‭ ‬وماله‭ ‬وأهله‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الله،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬حُمر‭ ‬النعم،‭ ‬فدعى‭ ‬إلى‭ ‬سبيل‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬سبقه‭ ‬المبشرون‭ ‬إليها‭ ‬قبل‭ ‬سنين‭ ‬طويلة،‭ ‬فلم‭ ‬ينهزم‭ ‬وصبر‭ ‬وثابر‭ ‬وهانت‭ ‬عليه‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬الله،‭ ‬فرزقه‭ ‬الله‭ ‬صحبة‭ ‬صالحة،‭ ‬فأسلم‭ ‬على‭ ‬يده‭ ‬ملوك‭ ‬وسلاطين‭ ‬وحتى‭ ‬قساوسة،‭ ‬أسلم‭ ‬من‭ ‬بعدهم‭ ‬أتباعهم‭ ‬حتى‭ ‬زاد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أسلموا‭ ‬على‭ ‬يديه‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬قرابة‭ ‬11‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وعندما‭ ‬حاز‭ ‬أرفع‭ ‬جائزة‭ ‬تقديرية‭ ‬على‭ ‬جهوده‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الخيرية،‭ ‬وهي‭ ‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬فيصل‭ ‬العالمية‭ ‬لخدمة‭ ‬الإسلام‭ ‬وقدرها‭ ‬750‭ ‬ألف‭ ‬ريال‭ ‬سعودي،‭ ‬تبرع‭ ‬بها‭ ‬لتكون‭ ‬نواة‭ ‬للوقف‭ ‬التعليمي‭ ‬لأبناء‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ومن‭ ‬عائد‭ ‬هذه‭ ‬المكافأة‭ ‬تخرج‭ ‬الأطباء‭ ‬والمهندسون‭ ‬وغيرهم،‭ ‬وتخرَّج‭ ‬الدعاة‭ ‬وانتشروا‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬الله‭ ‬الواسعة،‭ ‬عامة‭ ‬وفي‭ ‬قارة‭ ‬إفريقيا‭ ‬خاصة‭.‬

من‭ ‬أخلاقه‭ ‬العظيمة‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يوزع‭ ‬الغذاء‭ ‬وإفطار‭ ‬الصائم‭ ‬على‭ ‬المسلم‭ ‬وغير‭ ‬المسلم،‭ ‬فكان‭ ‬غير‭ ‬المسلمين‭ ‬يسألونه‭: ‬‮«‬لما‭ ‬تطعمنا‭ ‬وأنت‭ ‬تعلم‭ ‬أننا‭ ‬مسيحيون»؟‭ ‬فيقول‭ ‬إن‭ ‬ديني‭ ‬يأمر‭ ‬بذلك،‭ ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬يساوم‭ ‬أحدًا‭ ‬على‭ ‬دينه‭ ‬مقابل‭ ‬المساعدات‭ ‬الغذائية‭ ‬أو‭ ‬الدوائية‭.‬

ونتذكر‭ ‬قولته‭ ‬المشهورة‭ ‬‮«‬إن‭ ‬أرحام‭ ‬المسلمات‭ ‬لم‭ ‬تصب‭ ‬بالعقم‭ ‬حتى‭ ‬تعجز‭ ‬أن‭ ‬تنجب‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬السميط،‭ ‬ولقد‭ ‬أنجبت‭ ‬أمهاتنا‭ ‬صحابة‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬والتابعين‭ ‬والعلماء،‭ ‬وكلهم‭ ‬خير‭ ‬دينًا‭ ‬ودنيا‭ ‬من‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬السميط‮»‬‭ ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬تواضعه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭.‬

صرف‭ ‬من‭ ‬ماله‭ ‬الخاص‭ ‬لإطعام‭ ‬يتيم‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬كاملة،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬اليتيم‭ ‬يشكو‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬التغذية،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬أملٌ‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬لشدة‭ ‬مرضه،‭ ‬وبعد‭ ‬اثني‭ ‬عشر‭ ‬عامًا‭ ‬حفظ‭ ‬هذا‭ ‬اليتيم‭ ‬القرآن‭ ‬كاملًا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬المصحف‭. ‬وكان‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬القرية‭ ‬ليحفر‭ ‬عندهم‭ ‬بئراَ‭ ‬فيضع‭ ‬عليها‭ ‬لوحة‭ ‬‮«‬هدية‭ ‬من‭ ‬إخوانكم‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬مكة‭ ‬ذ‭ ‬لجنة‭ ‬مسلمي‭ ‬إفريقيا‭ ‬ذ‭ ‬في‭ ‬أمان‭ ‬الله‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬لا‭ ‬تدعوهم‭ ‬بالضرورة‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام‭ ‬مقابل‭ ‬هذه‭ ‬البئر،‭ ‬ولكن‭ ‬تظهر‭ ‬لهم‭ ‬سماحة‭ ‬وعطف‭ ‬المسلمين‭ ‬وتوادهم‭ ‬وتراحمهم،‭ ‬وعند‭ ‬زيارته‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬القادم‭ ‬يستقبلونه‭ ‬ويطلبون‭ ‬منه‭ ‬بناء‭ ‬مسجد‭ ‬لهم‭ ‬لإعلان‭ ‬إسلامهم،‭ ‬فيبني‭ ‬لهم‭ ‬المساجد‭ ‬وهم‭ ‬يسلمون،‭ ‬وهكذا‭ ‬أسلمت‭ ‬عشرات‭ ‬القرى‭ ‬بهذه‭ ‬الصورة،‭ ‬تلك‭ ‬كانت‭ ‬استراتيجيته‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬الخطة‭ ‬الإغاثية،‭ ‬وهكذا‭ ‬بالإسلام‭ ‬الجماعي‭ ‬فاق‭ ‬عدد‭ ‬الذين‭ ‬أسلموا‭ ‬على‭ ‬يده‭ ‬الملايين‭.‬

  ‬كانت‭ ‬فكرته‭ - ‬رحمه‭ ‬الله‭ - ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬دعاة‭ ‬المستقبل‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬اختياره‭ ‬لأيتام‭ ‬وأطفال‭ ‬من‭ ‬القبائل‭ ‬المختلفة،‭ ‬ثم‭ ‬إيوائهم‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬‮«‬العون‭ ‬المباشر‮»‬‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ (‬غذائية‭ ‬ذ‭ ‬صحية‭ ‬ذ‭ ‬تربوية‭ ‬إسلامية‭ ‬ذ‭ ‬وغيرها‭) ‬لإعداد‭ ‬هؤلاء‭ ‬الصغار‭ ‬إعدادًا‭ ‬دينيًا‭ ‬واجتماعيًا،‭ ‬ويقوم‭ ‬بإشراكهم‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬الدعوية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القوافل‭ ‬الدعوية‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬وعبر‭ ‬تعدهم‭ ‬ليصبحوا‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬تحمُّل‭ ‬مشاق‭ ‬الدعوة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الله،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يقوم‭ ‬بإعداد‭ ‬المتميزين‭ ‬منهم‭ ‬لمراحل‭ ‬تعليمية‭ ‬أخرى‭.‬

  ‬أنشأ‭ ‬خمسين‭ ‬مخيمًا‭ ‬لعلاج‭ ‬أمراض‭ ‬العيون‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬علاج‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬آلاف‭ ‬إلى‭ ‬ثمانية‭ ‬آلاف‭ ‬مريض‭ ‬في‭ ‬المخيم‭ ‬الواحد‭ ‬منهم‭ ‬المسلم‭ ‬ومنهم‭ ‬المسيحي‭ ‬ومنهم‭ ‬الوثني،‭ ‬آخذا‭ ‬بقول‭ ‬المصطفى‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬‮«‬في‭ ‬كل‭ ‬ذات‭ ‬كبد‭ ‬رطبة‭ ‬أجر‮»‬‭.‬

  ‬ومن‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬وأساليب‭ ‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬الدعوي‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬ينتهجها،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يرسل‭ ‬ملوك‭ ‬وسلاطين‭ ‬المجتمعات‭ ‬وقادتها‭ ‬إلى‭ ‬الحج،‭ ‬لأنهم‭ ‬حال‭ ‬عودتهم‭ ‬يذكرون‭ ‬مارأوه‭ ‬من‭ ‬عظمة‭ ‬هذا‭ ‬الدين،‭ ‬وأخلاق‭ ‬المسلمين،‭ ‬فيسلم‭ ‬على‭ ‬أيديهم‭ ‬أبناء‭ ‬قبائلهم‭ ‬ومجتمعاتهم‭. ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الدراسات‭ ‬الميدانية‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬ملايين‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬عن‭ ‬الإسلام‭ ‬إلا‭ ‬خرافات‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الصحة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فغالبيتهم‭ ‬عرضة‭ ‬للتنصير‭ ‬وخاصة‭ ‬الشباب‭ ‬والأطفال‭ ‬في‭ ‬المدارس،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬بالفعل‭ ‬فقد‭ ‬تنصَّر‭ ‬هؤلاء‭ ‬الطلاب‭ ‬وآباؤهم‭ ‬مسلمون‭ ‬ذ‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ -‬،‭ ‬فتحرك‭ ‬د‭.‬عبدالرحمن‭ ‬بإستراتيجية‭ ‬عالية‭ ‬الدقة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الإغاثي‭ ‬انبنت‭ ‬على‭ ‬خطط‭ ‬دعوية‭ ‬نجحت‭ ‬بتوفيق‭ ‬الله‭.‬

‭ ‬لن‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬وصف‭ ‬د‭.‬عبدالرحمن‭ ‬السميط‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الوريقات،‭ ‬إنما‭ ‬هي‭ ‬عجالة‭ ‬نذكر‭ ‬غيضًا‭ ‬من‭ ‬فيض‭ ‬لأعمال‭ ‬المرحوم‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬غفر‭ ‬الله‭ ‬له‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته،‭ ‬وآجره‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬صنائعه،‭ ‬فجزاك‭ ‬الله‭ ‬خيرًا‭ ‬يا‭ ‬أبا‭ ‬الفقراء‭ ‬والمساكين،‭ ‬كنت‭ ‬خادمًا‭ ‬لهذا‭ ‬الدين‭ ‬بما‭ ‬أوتيت‭ ‬من‭ ‬فضل‭ ‬ونعمة‭ ‬فأحسنت‭ ‬العطاء‭ ‬والدعوة،‭ ‬نحسبك‭ ‬كذلك‭ ‬والله‭ ‬حسيبك‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الجوانب‭ ‬الإنسانية،‭ ‬لم‭ ‬يشغله‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬يؤلف‭ ‬ويوثق‭ ‬تجربته‭ ‬الدعوية‭ ‬الخيرية‭ ‬الإغاثية،‭ ‬لكي‭ ‬تكون‭ ‬نبراسًا‭ ‬يضيء‭ ‬طريق‭ ‬من‭ ‬يأتي‭ ‬بعده،‭ ‬أما‭ ‬كتبه‭ ‬الثمانية‭ ‬ذ‭ ‬وفق‭ ‬علمي‭ ‬المتواضع‭ - ‬المنشورة،‭ ‬فهذا‭ ‬بيان‭ ‬مختصر‭ ‬لها‭:‬

كتاب‭ ‬‮«‬رحلة‭ ‬خير‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‮»‬‭: ‬وكتابه‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬صيغة‭ ‬رسالة‭ ‬كتبها‭ ‬إلى‭ ‬ولده‭ ‬صهيب،‭ ‬يذكر‭ ‬فيها‭ ‬تجربته‭ ‬الشخصية‭ ‬أثناء‭ ‬وجوده‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬صحبها‭ ‬من‭ ‬مشاق‭ ‬وصعوبات،‭ ‬واصفًا‭ ‬إحدى‭ ‬رحلاته‭ ‬في‭ ‬كينيا،‭ ‬ويقع‭ ‬في‭ ‬168‭ ‬صفحة‭.‬

كتاب‭ ‬‮«‬قبائل‭ ‬الميجيكندا‮»‬‭ ‬عاداتها‭ ‬وتقاليدها‭: ‬قدم‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬هذا‭ ‬لمحة‭ ‬موجزة‭ ‬عن‭ ‬جمهورية‭ ‬كينيا‭ ‬وشعبها‭ ‬وتناولها‭ ‬في‭ ‬مباحث‭ ‬ثلاثة،‭ ‬الأول‭ ‬حول‭ ‬لمحة‭ ‬موجزة‭ ‬عن‭ ‬كينيا،‭ ‬وتناول‭ ‬المبحث‭ ‬الثاني‭ ‬مناطق‭ ‬الميجيكندا،‭ ‬منتهيًا‭ ‬بالأحوال‭ ‬الدينية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬للقبيلة‭. ‬وقام‭ ‬بتعريف‭ ‬القبيلة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سلالتهم‭ ‬وهجراتهم‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬شونغوايا‭ ‬إلى‭ ‬ساحل‭ ‬كينيا‭ ‬ومبينًا‭ ‬خصائصها‭ ‬من‭ ‬لغات‭ ‬ومعتقدات‭ ‬آمن‭ ‬بها‭ ‬أفرادها،‭ ‬ويقع‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬160‭ ‬صفحة‭.‬

كتاب‭ ‬‮«‬‭ ‬قبيلة‭ ‬الدينكا‮»‬‭. ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬السودان‭: ‬وهذا‭ ‬الكتاب‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬منشورات‭ ‬مركز‭ ‬دراسات‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬‮«‬دراسات‭ ‬القبائل‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‮»‬‭ ‬ويتحدث‭ ‬عن‭ ‬أكبر‭ ‬القبائل‭ ‬السودانية‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ (‬قبيلة‭ ‬الدينكا‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬تعد‭ ‬أكبر‭ ‬المجموعات‭ ‬العرقية‭ ‬الإفريقية‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬السوداني،‭ ‬مبرزًا‭ ‬الأدوار‭ ‬الثقافية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬ومواطن‭ ‬الدينكا‭ ‬والبيئة‭ ‬التي‭ ‬شكلت‭ ‬حياته‭ ‬وإرثه‭ ‬الثقافي‭ ‬القائم،‭ ‬ويقع‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬126‭ ‬صفحة‭.‬

كتاب‭ ‬‮«‬السلامة‭ ‬والإخلاء‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬النزاعات‮»‬،‭ ‬وفيه‭ ‬يتحدث‭ ‬د‭.‬عبدالرحمن‭ ‬السميط‭ ‬حول‭ ‬جوانب‭ ‬مختلفة‭ ‬لإدارة‭ ‬العمل‭ ‬الخيري،‭ ‬والقائمين‭ ‬عليه‭.‬

وأفاض‭ ‬بشرح‭ ‬تفصيلي‭ ‬لإجراءات‭ ‬السلامة‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬تقديمها‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الرئيسية‭ ‬لأنشطة‭ ‬منظمة‭ ‬ما،‭ ‬مختتمًا‭ ‬كتابه‭ ‬بنصيحة‭ ‬حول‭ ‬إخلاء‭ ‬الموظفين‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬أخفقت‭ ‬جميع‭ ‬الإجراءات‭ ‬المذكورة،‭ ‬وقدم‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬ملاحق‭ ‬حول‭ ‬المعلومات‭ ‬التقنية‭ ‬مثل‭ ‬حالات‭ ‬الإخلاء‭ ‬الطبي‭ ‬وتعديل‭ ‬المركبات،‭ ‬ويقع‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬112‭ ‬صفحة‭.‬

كتاب‭ ‬‮«‬دليل‭ ‬إدارة‭ ‬مركز‭ ‬الإغاثة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الكوارث‮»‬‭: ‬ويهدف‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬إلى‭ ‬توعية‭ ‬العاملين‭ ‬بالقضايا‭ ‬الأساسية‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬تتطلبها‭ ‬إدارة‭ ‬المراكز‭ ‬الإغاثية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمعونة‭ ‬الغذائية‭ ‬وبرامج‭ ‬التغذية،‭ ‬ويقع‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬102‭ ‬صفحة‭.‬

كتاب‭ ‬‮«‬لمحات‭ ‬عن‭ ‬التنصير‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬ألقى‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬ملامح‭ ‬التنصير‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬منذ‭ ‬بداياته‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الكنيسة‭ ‬البروتستانتية‭ ‬إلى‭ ‬مخطط‭ ‬الدول‭ ‬الاستعمارية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬والذي‭ ‬استخدمت‭ ‬فيه‭ ‬عدة‭ ‬وسائل‭ ‬لمقاومة‭ ‬الإسلام،‭ ‬ويقع‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬64‭ ‬صفحة‭.‬

كتاب‭ ‬‮«‬قبائل‭ ‬البوران‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬فروع‭ ‬قبائل‭ ‬الأورومو،‭ ‬وأقرب‭ ‬القبائل‭ ‬الإفريقية‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام‭ ‬رغم‭ ‬غالبيتهم‭ ‬الوثنية،‭ ‬وتعد‭ ‬من‭ ‬كبريات‭ ‬قبائل‭ ‬إثيوبيا‭.‬

  ‬وقد‭ ‬استهل‭ ‬كتابه‭ ‬هذا‭ ‬بدراسة‭ ‬لهذه‭ ‬القبائل‭ ‬وتعريف‭ ‬أصولها‭ ‬وموطنها‭ ‬ولغتها‭ ‬وتاريخها‭ ‬حتى‭ ‬حياتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المزرية‭ ‬وأسبابها،‭ ‬وحياتها‭ ‬الدينية‭ ‬الوثنية‭ ‬التي‭ ‬يؤمنون‭ ‬بها،‭ ‬وتطرَّق‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬حياتهم‭ ‬الاجتماعية‭. ‬وتأثير‭ ‬الكنيسة‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬وتنصيرهم،‭ ‬ويقع‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬41‭ ‬صفحة‭.‬

كتاب‭ ‬‮«‬‭ ‬برنامج‭ ‬أسلمة‭ ‬قبائل‭ ‬الأنتيمور‮»‬‭. ‬في‭ ‬مدغشقر،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬قبائل‭ ‬المسلمين‭ ‬الضائعين‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬تحدث‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬قبائل‭ ‬الأنتيمور‭ ‬وأصولها‭ ‬العربية،‭ ‬حيث‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬أجدادهم‭ ‬هاجروا‭ ‬من‭ ‬الحجاز‭ ‬قبل‭ ‬حوالي‭ ‬800‭ ‬سنة،‭ ‬وقد‭ ‬أثر‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الكلمات‭ ‬المتداولة‭ ‬بينهم،‭ ‬فهي‭ ‬عربية‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬التحريف،‭ ‬وقد‭ ‬أورد‭ ‬فيه‭ ‬بعض‭ ‬الحقائق‭ ‬المؤلمة‭ ‬في‭ ‬مدغشقر،‭ ‬والتي‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬ضياع‭ ‬بصيرة‭ ‬سكان‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬القرى‭ ‬حتى‭ ‬باتوا‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬من‭ ‬الإسلام‭ ‬إلاّ‭ ‬اسمه،‭ ‬ويقع‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬صفحة‭.‬

ويلاحظ‭ ‬القارئ‭ ‬الكريم‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬حريصًا‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬تجربته‭ ‬وخبرته‭ ‬ومشاهداته‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القبائل‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬هي‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيس‭ ‬لأعماله‭ ‬الإغاثية‭ ‬والدعوية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يختصر‭ ‬المسافات‭ ‬ويوفر‭ ‬الجهود‭ ‬لكل‭ ‬الدعاة‭ ‬الذين‭ ‬يأتون‭ ‬من‭ ‬بعده‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬ومع‭ ‬هذه‭ ‬القبائل‭. ‬

وكل‭ ‬هذه‭ ‬الكتب‭ ‬الثمانية‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬المتوسط،‭ ‬أما‭ ‬كتبه‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تحت‭ ‬الإعداد‭ ‬والطباعة‭ ‬ولم‭ ‬يسعفه‭ ‬العمل‭ ‬ثم‭ ‬المرض‭ ‬ثم‭ ‬الأجل‭ ‬لطباعتها،‭ ‬فهذا‭ ‬بيانها‭:‬

كتاب‭ ‬‮«‬‭ ‬الغبرا‮»‬‭ ‬قبيلة‭ ‬منسية‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬كينيا‭: ‬وهي‭ ‬فرع‭ ‬من‭ ‬قبيلة‭ ‬الأورومو‭ ‬الكبرى،‭ ‬وهم‭ ‬يتحدرون‭ ‬من‭ ‬جنس‭ ‬الكوشيين‭ ‬الشرقيين،‭ ‬كما‭ ‬هم‭ ‬موزعون‭ ‬في‭ ‬قرى‭ ‬مدينة‭ ‬مويالي‭ ‬وجميعهم‭ ‬مسلمون،‭ ‬وقرى‭ ‬مدينة‭ ‬مرسابيت‭ ‬وأغلبهم‭ ‬وثنيون‭ ‬تعيش‭ ‬بينهم‭ ‬أقلية‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬والمسيحيين‭. ‬

وقد‭ ‬قدَّم‭ ‬موجزًا‭ ‬عن‭ ‬حياتهم‭ ‬الاقتصادية،‭  ‬وما‭ ‬أدت‭ ‬إليه‭ ‬الأحوال‭ ‬الجوية‭ ‬السيئة‭ ‬من‭ ‬جفاف‭ ‬وسوء‭ ‬حال‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬صحراوية،‭ ‬وتأثير‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬ولم‭ ‬ينسَ‭ ‬تقديم‭ ‬صور‭ ‬لبعض‭ ‬من‭ ‬شعائرهم‭ ‬وطقوس‭ ‬عباداتهم‭ ‬والدعاء‭ ‬والزواج‭ ‬وسواها‭ ‬من‭ ‬احتفالاتهم‭ ‬الوثنية‭.‬

كتاب‭ ‬‮«‬حقيبة‭ ‬مسافر‮»‬‭ ‬الجزء‭ ‬الأول‭ ‬الدعوة‭ ‬ذ‭ ‬بلاد‭ ‬العجائب‭ ‬والغرائب‭.‬

اشتمل‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬على‭ ‬وصفٍ‭ ‬لزياراته‭ ‬المتكررة‭ ‬إلى‭ ‬القرى‭ ‬والمدن‭ ‬والقبائل‭ ‬الإفريقية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬قصصي‭ ‬لما‭ ‬شاهده‭ ‬وعاينه‭ ‬فيها،‭ ‬مبرزًا‭ ‬دور‭ ‬رجال‭ ‬الدعوة‭ ‬الذين‭ ‬نذروا‭ ‬أنفسهم‭ ‬للدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬مشيدًا‭ ‬بالدور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬لعبه‭ ‬ريع‭ ‬الوقف‭ ‬الخيري‭ ‬في‭ ‬إطعام‭ ‬الجوعى‭ ‬وكفالة‭ ‬الأيتام‭ ‬وبناء‭ ‬المدارس‭ ‬التعليمية‭ ‬والمعاهد‭ ‬الشرعية‭ ‬والمراكز‭ ‬الإسلامية‭ ‬وغرف‭ ‬تحفيظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬وبناء‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمستوصفات،‭ ‬وحفر‭ ‬الآبار،‭ ‬وسواها‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬الخير،‭ ‬ودور‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬والتي‭ ‬أثرت‭ ‬تأثيرًا‭ ‬مباشرًا‭ ‬في‭ ‬إسلام‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الوثنيين‭ ‬والمسيحيين‭.‬

كتاب‭ ‬‮«‬حقيبة‭ ‬مسافر‮»‬‭ ‬الجزء‭ ‬الثاني‭ ‬المشاريعذ‭ ‬الأيتام‭ - ‬دور‭ ‬الإعلام‭ ‬ذ‭ ‬ضريبة‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬ذ‭ ‬إفريقيا‭ ‬والسفر‭ ‬ذ‭ ‬أعداء‭ ‬النجاح‭ ‬أنصار‭ ‬إبليس‭.‬

  ‬وقد‭ ‬أورد‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬هذا‭ ‬بعضًا‭ ‬من‭ ‬المصاعب‭ ‬والمشاق‭ ‬التي‭ ‬يلاقيها‭ ‬الذين‭ ‬يقدمون‭ ‬المشاريع‭ ‬الخيرية‭ ‬لأهالي‭ ‬القرى‭ ‬والمدن‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬العم‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬العلي‭ ‬المطوع‭ ‬ذ‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬ذ‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬الإغاثة‭ ‬بنفسه‭ ‬وماله‭ ‬عندما‭ ‬حدثت‭ ‬المجاعة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬الثمانينيات،‭ ‬وكيف‭ ‬تحمَّل‭ ‬مشقة‭ ‬العناء‭ ‬والسفر‭ ‬وقد‭ ‬تجاوز‭ ‬السبعين‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬آنذاك‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬إيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬والخير‭ ‬للفقراء‭ ‬والمحتاجين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القارة‭ ‬وبنفسه‭.‬

لا‭ ‬تتعجب‭ ‬أخي‭ ‬القارئ،‭ ‬ولا‭ ‬تندهشي‭ ‬أختي‭ ‬القارئة،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يفعله‭ ‬المؤمنون‭ ‬المخلصون‭ ‬المهمومون‭ ‬بالمسلمين‭ ‬وفقرائهم‭ ‬وذوي‭ ‬الحاجة‭ ‬منهم،‭ ‬الذين‭ ‬يدركون‭ ‬حق‭ ‬الإدراك‭ ‬قيمة‭ ‬الدنيا،‭ ‬وإنها‭ ‬دار‭ ‬ممر‭ ‬لا‭ ‬دار‭ ‬مقر،‭ ‬فحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مروره‭ ‬طيبًا‭ ‬ويكون‭ ‬فيه‭ ‬معطاءً‭ ‬بل‭ ‬مبدعًا‭ ‬في‭ ‬عطائه‭ ‬‭.