الطائرات الورقية.. الـجمال الـمحلق

الطائرات الورقية..  الـجمال الـمحلق

كل‭ ‬ما‭ ‬يتحرك‭ ‬في‭ ‬السماء‭ ‬يلفت‭ ‬النظر،‭ ‬كتل‭ ‬الغيوم‭ ‬الركامية،‭ ‬الضباب،‭ ‬خيوط‭ ‬الطباشير‭ ‬التي‭ ‬ترسمها‭ ‬الطائرات‭ ‬البعيدة‭ ‬جدًا‭ ‬على‭ ‬لوحة‭ ‬السماء‭ ‬الزرقاء،‭ ‬الشهب‭.. ‬إلخ،‭ ‬وكلما‭ ‬دنت‭ ‬زاد‭ ‬المحملقون‭ ‬بها‭. ‬الطائرات‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬نزولها‭ ‬التدريجي‭ ‬مازالت‭ ‬تقدم‭ ‬الدهشة‭ ‬والإعجاب‭ ‬للصنعة‭ ‬البشرية‭ ‬التي‭ ‬حققت‭ ‬حلم‭ ‬الإنسان‭ ‬بالطيران‭ ‬وتنكأ‭ ‬رغبات‭ ‬السفر‭ ‬نحو‭ ‬البلدان‭ ‬والمدن‭ ‬البعيدة،‭ ‬ورغم‭ ‬تكرار‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬الضوضائي‭ ‬فإنه‭ ‬لايحظى‭ ‬بالفضول‭ ‬والمتابعة‭.‬

في‭ ‬الطريق‭ ‬السريع‭ ‬المؤدي‭ ‬لمنطقة‭ ‬بنيدر‭ ‬جنوب‭ ‬الكويت،‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬يبرز‭ ‬منظر‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬مليء‭ ‬بالحركة‭ ‬والألوان‭ ‬الصاخبة‭ ‬لأشكال‭ ‬ومجسمات‭ ‬تحلق‭ ‬بالسماء،‭ ‬وتصطف‭ ‬بطريقة‭ ‬نظامية‭ ‬فوق‭ ‬بعضها‭ ‬البعض،‭ ‬تزداد‭ ‬وضوحا‭ ‬وألقا‭ ‬مع‭ ‬اقترابنا‭ ‬منها،‭ ‬دببة،‭ ‬نمور،‭ ‬أسماك‭ ‬قرش،‭ ‬حبار،‭ ‬حوت،‭ ‬لخمة‭ (‬رقيطة‭)‬،‭ ‬جميعها‭ ‬تحلق‭ ‬فوق‭ ‬موقع‭ ‬بات‭ ‬معروفا‭ ‬بأنه‭ ‬موقع‭ ‬هواة‭ ‬الطائرات‭ ‬الورقية،‭ ‬ويقع‭ ‬بين‭ ‬الشريط‭ ‬الساحلي‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬سلسلة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الشاليهات‭ ‬الخاصة،‭ ‬وبين‭ ‬منطقة‭ ‬التخييم‭ ‬على‭ ‬اليمين‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬إقبالا‭ ‬واسعا‭ ‬في‭ ‬موسمي‭ ‬الشتاء‭ ‬والربيع‭.‬

 

صداقة‭ ‬مع‭ ‬البيئة

لقد‭ ‬كنا‭ ‬على‭ ‬موعد‭ ‬متفق‭ ‬عليه‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬الفارسي‭ ‬للطائرات‭ ‬الورقية،‭ ‬للتعرف‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الهواية‭ ‬والفريق‭ ‬الذي‭ ‬يمارسها‭ ‬وأهم‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها،‭ ‬وتأتي‭ ‬شهرة‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬حقق‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭ ‬إنجاز‭ ‬الدخول‭ ‬لموسوعة‭ ‬جينيس‭ ‬للأرقام‭ ‬القياسية‭ ‬في‭ ‬أكبر‭ ‬طائرة‭ ‬ورقية‭ ‬هـــي‭ ‬عبــارة‭ ‬عن‭ ‬علــــم‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭.‬

الشيء‭ ‬اللافت‭ ‬هو‭ ‬طبيعة‭ ‬موقع‭ ‬الفريـــق‭ ‬المفتوح،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬هناك‭ ‬حد‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬أو‭ ‬سقف‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يمارسون‭ ‬هــذه‭ ‬الهواية‭ ‬ذ‭ ‬اللعبة‭ ‬ذ‭ ‬أو‭ ‬متابعيها،‭ ‬فكل‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬الاقتراب‭ ‬مرحـــب‭ ‬به‭,‬‭ ‬والنـــاس‭ ‬كما‭ ‬رأيتــهم‭ ‬يتحركون‭ ‬تحت‭ ‬ظلال‭ ‬المجسمات‭ ‬الورقيـــة،‭ ‬والأطفال‭ ‬جهزت‭ ‬لهم‭ ‬طائرات‭ ‬ملاصقة‭ ‬للأرض‭ ‬على‭ ‬هيئة‭ ‬كهف‭ ‬يدخلون‭ ‬إليه‭ ‬ليشبعوا‭ ‬شغفهم‭ ‬بمشاهدة‭ ‬هذا‭ ‬النــــوع‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬من‭ ‬الداخل‭. ‬

رئيس‭ ‬فريق‭ ‬الفارسي‭ ‬السيد‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬الفارسي‭ ‬أعلمني‭ ‬بأن‭ ‬الموقع‭ ‬الذي‭ ‬يعملون‭ ‬فيه،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬الآن،‭ ‬فقد‭ ‬أعيد‭ ‬تأهيله‭ ‬بطريقة‭ ‬علمية‭ ‬غـــير‭ ‬مضرة‭ ‬بالبيئـــة‭ ‬بجهد‭ ‬تطوعي‭ ‬من‭ ‬الفريق،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬مكانا‭ ‬لتجميع‭ ‬وردم‭ ‬مخلفات‭ ‬المخيمات‭ ‬البرية‭ ‬التي‭ ‬يتركها‭ ‬أصحابها‭ ‬خلفهم‭ ‬بعــد‭ ‬نهاية‭ ‬موسم‭ ‬الربيع‭. ‬وعن‭ ‬أسباب‭ ‬اختيار‭ ‬هذا‭ ‬الموقع‭ ‬دون‭ ‬غيره‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬يرجع‭ ‬لسببين،‭ ‬الأول‭ ‬علمــــي‭ ‬لأن‭ ‬أي‭ ‬فريــــق‭ ‬للطائرات‭ ‬الورقـــــية‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬الأماكــــن‭ ‬المفتوحة‭ ‬البعيدة‭ ‬عن‭ ‬العمارات‭ ‬الشاهقة،‭ ‬لأنها‭ ‬تحجب‭ ‬الهواء‭ ‬وتؤثر‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬الطائـــرات‭ ‬الورقــــيـة،‭ ‬ولأن‭ ‬البحـــر‭ ‬يمدنا‭ ‬بالتـــــيارات‭ ‬الهوائية‭ ‬الكافية‭ ‬لرفــــع‭ ‬ما‭ ‬لدينا‭ ‬من‭ ‬طائرات،‭ ‬والسبب‭ ‬الثاني‭ ‬بيئي‭ ‬ارتبط‭ ‬برغبتنا‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬البيئة،‭ ‬وهذا‭ ‬الموقع‭ ‬مكننا‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬الهدف‮»‬‭.‬

وبين‭ ‬الفارسي‭ ‬أن‭ ‬نشاط‭ ‬فريقه‭ ‬أسبوعي،‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬كل‭ ‬يوم‭ ‬جمعة‭ ‬لدينا‭ ‬مهرجان‭ ‬للطائرات‭ ‬الورقية‭ ‬نرفع‭ ‬فيه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬طائرة‭ ‬ورقية‭ ‬بمختلف‭ ‬الأحجام،‭ ‬وهذا‭ ‬النشاط‭ ‬يغطي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعين‭ ‬أسبوعا‭ ‬في‭ ‬السنة‮»‬،‭ ‬وعن‭ ‬عدد‭ ‬أعضاء‭ ‬فريقه‭ ‬أجاب‭ ‬الفارسي‭: ‬‮«‬العدد‭ ‬الثابت‭ ‬أسبوعيا‭ ‬يتراوح‭ ‬بين‭ ‬أربعين‭ ‬إلى‭ ‬خمسين‭ ‬عضوا،‭ ‬وفي‭ ‬المناسبات‭ ‬يزداد‭ ‬العدد‭ ‬وهم‭ ‬جميعهم‭ ‬متطوعون‭ ‬والفريق‭ ‬لا‭ ‬يمارس‭ ‬أي‭ ‬نشاط‭ ‬ربحي‮»‬‭.‬

ســــؤال‭ ‬بديــــهي‭ ‬طــــرأ‭ ‬عــــى‭ ‬ذهـــني،‭ ‬فالطقــــس‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬خصـــــوصا‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬لا‭ ‬يرحم،‭ ‬وهــــو‭ ‬فصـــل‭ ‬طـويل‭ ‬مرهق‭ ‬تتجاوز‭ ‬فيه‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬الخمسين‭ ‬درجة‭ ‬مئوية‭.. ‬فهل‭ ‬يتوقف‭ ‬نشاط‭ ‬فريــــق‭ ‬الفارسي‭ ‬خلال‭ ‬ذلـــك‭ ‬الفصل؟‭ ‬أجاب‭ ‬الفارسي‭ ‬بــــأن‭ ‬فريقه‭ ‬يغير‭ ‬طريقة‭ ‬ممارسة‭ ‬نشاطاته‭ ‬باستبدال‭ ‬اليابســـة‭ ‬بالبحر،‭ ‬وذلك‭ ‬بالانتقال‭ ‬الى‭ ‬منطـــقة‭ ‬قريبة‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬تطيير‭ ‬الطائرات‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬وتثبيت‭ ‬حبالها‭ ‬على‭ ‬طافيات‭ ‬بحريــة‭ ‬ثابتـــة‭ ‬فــــي‭ ‬مكانها‭ ‬وبذلك‭ ‬لا‭ ‬ينقطع‭ ‬نشاط‭ ‬الفريق‭ ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الصيف،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأوقات‭ ‬نواصل‭ ‬عملنا‭ ‬في‭ ‬موقعنا‭ ‬المعتاد‭ ‬بعد‭ ‬الساعة‭ ‬الرابعة‭ ‬عصرا،‭ ‬عندما‭ ‬تنكسر‭ ‬قليلا‭ ‬حدة‭ ‬حرارة‭ ‬الشمس‭ ‬ونستمر‭ ‬حتى‭ ‬مغيبها‭.‬

 

نظرة‭ ‬ومعتقدات

نظرة‭ ‬الناس‭ ‬لهذه‭ ‬الهواية‭ ‬لاتزال‭ ‬محصورة‭ ‬بأنها‭ ‬لعبة‭ ‬أطفال،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنها‭ ‬تعتبر‭ ‬رياضة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬مثل‭ ‬أوربا‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬شرق‭ ‬آسيا،‭ ‬وتأخذ‭ ‬الطائرات‭ ‬الورقية‭ ‬أبعادا‭ ‬دينية‭ ‬ومعتقدات‭ ‬راسخة‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬اليوم،‭ ‬ويعلق‭ ‬الفارسي‭ ‬على‭ ‬الشطر‭ ‬الأول‭ ‬بالقول‭: ‬‮«‬بالفعل‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬قبل‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬نعاني‭ ‬من‭ ‬الأحكام‭ ‬المسبقة‭ ‬على‭ ‬الطائرات‭ ‬الورقية،‭ ‬فنحن‭ ‬نتعامل‭ ‬معها‭ ‬كهواية‭ ‬ومتعة‭ ‬ورياضة‭ ‬يبذل‭ ‬فيها‭ ‬جهد‭ ‬عضلي‭ ‬كبير،‭ ‬لأن‭ ‬تحريك‭ ‬بعض‭ ‬الطائرات‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مهارة‭ ‬ولياقة‭ ‬عالية‭ ‬وقوة‭ ‬جسمانية‭ ‬للتحكم‭ ‬فيها،‭ ‬وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬الدقة‭ ‬والصبر‭ ‬الطويل‭ ‬في‭ ‬تركيب‭ ‬الطائرة‭ ‬وسحبها‭ ‬عكس‭ ‬اتجاه‭ ‬الريح،‭ ‬وأذكر‭ ‬أننا‭ ‬أمضينا‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬جنوب‭ ‬السرة‭ ‬ثمانية‭ ‬أشهر‭ ‬متتابعة‭ ‬ونحن‭ ‬نمارس‭ ‬هوايتنا‭ ‬حتى‭ ‬نجحنا‭ ‬باجتذاب‭ ‬الناس‭ ‬وبعض‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬هذه‭ ‬الهواية‮»‬‭.‬

وأما‭ ‬عن‭ ‬نظرة‭ ‬بعض‭ ‬الشعوب‭ ‬الآسيوية‭ ‬للطائرات‭ ‬الورقية‭ ‬فأوضح‭ ‬الفارسي‭ ‬أنهم‭ ‬يأخذون‭ ‬الطائرات‭ ‬الورقية‭ ‬كطقس‭ ‬ديني‭ ‬له‭ ‬تقدير‭ ‬ووظيفة‭ ‬مهمة‭ ‬للشفاء‭ ‬من‭ ‬الأمراض،‭ ‬فمثلا‭ ‬‮«‬يصنع‭ ‬اليابانيون‭ ‬طائرة‭ ‬ورقية‭ ‬متعددة‭ ‬الزوايا‭ ‬عليها‭ ‬وجه‭ ‬إنسان‭ ‬له‭ ‬لسان‭ ‬كبير‭ ‬وطويل‭ ‬وتعلق‭ ‬الطائرة‭ ‬فوق‭ ‬فراش‭ ‬المريض‭ ‬ليلاً،‭ ‬ثم‭ ‬تطلق‭ ‬نهاراً‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬مسافة‭ ‬ويقطع‭ ‬خيطها‭ ‬وتكون‭ ‬بذلك‭ ‬قد‭ ‬أخذت‭ ‬المرض‭ ‬معها،‭ ‬وحسب‭ ‬اعتقادهم‭ ‬فإذا‭ ‬وجدت‭ ‬إحدى‭ ‬هذه‭ ‬الطائرات‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬فلا‭ ‬يلتقطونها‭ ‬لأنها‭ ‬ملوثة‭ ‬بالمرض‮»‬‭!‬

 

متنزه‭ ‬عمومي

تحول‭ ‬موقع‭ ‬فريق‭ ‬الفارسي‭ ‬للطائرات‭ ‬الورقية‭ ‬إلى‭ ‬متنزه‭ ‬عمومي،‭ ‬والناس‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬وصلت‭ ‬بدأت‭ ‬أعدادهم‭ ‬يتزايد‭ ‬من‭ ‬حوله،‭ ‬وأعضاء‭ ‬الفريق‭ ‬يتفاعلون‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬بإطلاق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬والمجسمات‭ ‬وآخرها‭ ‬التنـــين‭ ‬الذي‭ ‬يتــــمايل‭ ‬بطريقة‭ ‬توحي‭ ‬بالمناورة‭ ‬والرغبة‭ ‬الواضحة‭ ‬بالانقضاض‭.‬

السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬نفســــه،‭ ‬ألم‭ ‬يحصــــل‭ ‬فريق‭ ‬الفارسي‭ ‬بعد‭ ‬إنجاز‭ ‬‮«‬جينيس‮»‬‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الدعم‭ ‬حتى‭ ‬الآن؟‭ ‬يرد‭ ‬الفارسي‭: ‬‮«‬فريقنا‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬تطوعي‭ ‬لا‭ ‬يمــــارس‭ ‬أي‭ ‬نشاط‭ ‬ربحي،‭ ‬ولا‭ ‬يحصــــل‭ ‬علـــى‭ ‬أي‭ ‬دعــــم‭ ‬من‭ ‬الــــدولة،‭ ‬وعليه‭ ‬فكـــــل‭ ‬تكاليـــــف‭ ‬مــــشاركاتنا‭ ‬الخارجــــية‭ ‬والطـــــائـــرات‭ ‬الورقــية‭ ‬التــــي‭ ‬نمتلــــكها‭ ‬وما‭ ‬يتبـــع‭ ‬ذلــــك‭ ‬من‭ ‬تذاكر‭ ‬سفر‭ ‬وإقامة‭ ‬وشــــحن‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬حساب‭ ‬الفريق،‭ ‬ونحــن‭ ‬لا‭ ‬نهدف‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬مشاركاتنا‭ ‬في‭ ‬المسابقات‭ ‬الدولـــــية‭ ‬ســــوى‭ ‬رفع‭ ‬اســم‭ ‬وطننا‭ ‬وتوطيد‭ ‬علاقــــاتنا‭ ‬الخارجيــة،‭ ‬وحتى‭ ‬هذا‭ ‬الموقع‭ ‬الذي‭ ‬نحن‭ ‬فيه‭ ‬نصبنا‭ ‬فيه‭ ‬خيمة‭ ‬كاستراحة‭ ‬لمن‭ ‬يأتون‭ ‬لزيــــارتنا،‭ ‬وجــــهزنا‭ ‬حماما‭ ‬عموميا‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يضــطر‭ ‬أحد‭ ‬لقطع‭ ‬لحظات‭ ‬استمتاعه‭ ‬لأي‭ ‬سبب‭ ‬من‭ ‬الأسباب،‭ ‬ولحــــسن‭ ‬الحظ‭ ‬فإن‭ ‬وجودنا‭ ‬المستمـــر‭ ‬وإقــبال‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬جذب‭ ‬باعة‭ ‬المرطــبات‭ ‬والمأكولات‭ ‬الخفيفة،
وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬خلــــق‭ ‬بيــــئة‭ ‬مناسبة‭ ‬للتنزه‭ ‬ولفترة‭ ‬كافية‮»‬‭.‬

 

ورق‭ ‬يحمل‭ ‬سيارة

موضوع‭ ‬التكاليف‭ ‬والدعم‭ ‬اصطحب‭ ‬معه‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأسئلة،‭ ‬مثل‭ ‬مصدر‭ ‬الطائرات‭ ‬الورقية‭ ‬وكيفية‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬أشكالها،‭ ‬وأهم‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تستضيف‭ ‬مسابقات‭ ‬الطائرات‭ ‬الورقية،‭ ‬فأكد‭ ‬الفارسي‭ ‬أن‭ ‬الطائرات‭ ‬الورقية‭ ‬ومستلزماتها‭ ‬يتم‭ ‬جلبها‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬عالمية‭ ‬ويتم‭ ‬تكييفها‭ ‬لتأخذ‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬أو‭ ‬المجسمات‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬البيئة‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬اشتهرت‭ ‬فيها‭ ‬الكويت،‭ ‬أما‭ ‬أهم‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تستضيف‭ ‬هذه‭ ‬المسابقات‭ ‬فمن‭ ‬أوربا‭: ‬بريطانيا‭ (‬بريستول‭ ‬وبورتموث‭)‬،‭ ‬وفرنسا‭ ‬وهولندا‭ ‬وإيطاليا،‭ ‬ومن‭ ‬آسيا‭ ‬الهند‭ ‬وماليزيا‭ ‬وتايلند،‭ ‬وعن‭ ‬تكلفة‭ ‬الطائرة‭ ‬الورقية‭ ‬الواحدة،‭ ‬بين‭ ‬الفارسي‭ ‬أنها‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬200‭ ‬دينار‭ ‬و1000‭ ‬دينار‭ ‬كويتي‭ (‬ما‭ ‬يوازي‭ ‬ثلاثة‭ ‬آلاف‭ ‬دولار‭)‬،‭ ‬وهذا‭ ‬المبلغ‭ ‬قــــابل‭ ‬للــزيادة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للطائرات‭ ‬الكبيرة‭ ‬الحجم،‭ ‬خصوصا‭ ‬تلك‭ ‬الطائرات‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬سيارة‭ ‬صغيرة‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭.‬

السؤال‭ ‬الأخير‭ ‬للســــيد‭ ‬عبدالرحمـن‭ ‬الفارسي‭ ‬كان‭ ‬متعلـــــقا‭ ‬بهواية‭ ‬الطائرات‭ ‬الورقيـــة‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العــــربي،‭ ‬وهل‭ ‬توجد‭ ‬فــــرق‭ ‬عربية‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬المحـــافل‭ ‬الدولــــية؟‭ ‬وأوضــــح‭ ‬الفارسي‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬خــلال‭ ‬المشاركات‭ ‬الخارجية‭ ‬‮«‬كنا‭ ‬دوما‭ ‬الفريق‭ ‬العربي‭ ‬الوحيد‭ ‬المشارك‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬تلاقينا‭ ‬فيها‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬لبنان‭ ‬الشقيق‮»‬‭ ‬‭.

طائرات‭ ‬ورقية‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬علم‭ ‬الكويت‭ ‬القديم‭ (‬منتصف‭) ‬والجديد

طائرة‭ ‬ورقية‭ ‬مصممة‭ ‬لتجول‭ ‬الأطفال‭ ‬ولعبهم‭ ‬داخلها‭ ‬وهي‭ ‬تطير‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الأرض

لقطة‭ ‬مليئة‭ ‬بالحركة‭ ‬والألوان‭ ‬الصاخبة‭ ‬لأشكال‭ ‬ومجسمات‭ ‬تحلق‭ ‬بالسماء‭ ‬وتصطف‭ ‬بطريقة‭ ‬نظامية‭ ‬فوق‭ ‬بعضها‭ ‬البعض