اتجاهات تربوية ... مبادرات الاستدامة في الجامعات

اتجاهات تربوية ... مبادرات الاستدامة في الجامعات

يقال إن معلمي الابتدائي يحبون طلابهم الصغار، ومعلمي الثانوي يحبون موادهم الدراسية؛ ومعلمي الجامعة يحبون أنفسهم، وإنه كلما تم صعود السلَّم التعليمي يصبح التغيير أمراً غير يسير، وإن الجامعات بكل ما تمتلك من قوة عقول، هي الأكثر مقاومة للتغيير من أي مؤسسة أخرى، وإنها رائعة في دراسة التغيير والتوصية به، ولكن عندما يصل الأمر إليها، فالموقف يختلف، وتنطبق عليها مقولة «التغيير جيد، ولكن تغيّر أنت أولاً!». ومناسبة هذا الحديث أنه على الرغم من زيادة عدد الجامعات المشاركة في التنمية المستدامة في السنوات الأخيرة، لم يتخلل التعليم من أجل التنمية المستدامة جميع الفروع العلمية، ولم يشمل كل الباحثين وقادة الجامعات وجميع المناهج؛ فمعظم الجامعات لايزال يكرر نفسه ويعتمد على نماذج ذهنية قديمة، قائمة على التفكير الاختزالي والتفسير الميكانيكي. 

أكد بول رولاند، المدير التنفيذي لـ «جمعية تقدم الاستدامة في التعليم العالي» في مقدمة كتاب «التعليم العالي من أجل الاستدامة» أنه من المهم أن تقود مؤسسات التعليم العالي عملية تكوين مجتمع مستدام، لتضمن أن جميع خريجيها - من قادة، ومعلمين، ومهنيين، وجزء مهم من القوى العاملة - يتمتعون بقدر من الفهم للتحديات التي نواجهها، ويمتلكون من الأدوات والاتجاهات ما يكفي لمخاطبة تلك التحديات الرامية إلى خلق مجتمع صحي وعادل ومستدام. وذكر أنه خلال العقدين الماضيين ظهر «التعليم من أجل التنمية المستدامة» أو «التعليم المستدام»، وبات من الموضوعات الشائعة في المناقشات التي تجرى حول مناهج التعليم العالي، وقضايا مثل دمج الاستدامة في المناهج كجزء من الدرجات العلمية التقليدية، أو تخصيص برامج جديدة مستقلة، ولاسيما في الدراسات العليا، أو برامج خاصة بإعداد قوى عاملة مستدامة، كنوع جديد من الوظائف، أو برامج لإعداد الأساتذة، تمكنهم من دمج الاستدامة في مناهجهم؛ غير أن هذه الجهود لاتزال محدودة، وغير كافية إذا كان المطلوب تخريج طلاب على علم ودراية بكيفية اتخاذ قرارات تشكل مجتمعاً مستداماً؛ فالمقررات المتاحة لا تستوعب الجميع؛ والمطلوب مزيد من الجهود.

شروط النجاح 
وحول نجاح مبادرات الاستدامة في التعليم العالي، وضع كل من كلوغستون وكالدر سبعة شروط:
1 - نظرة أعضاء مجتمع الجامعة لأبطال الاستدامة ومدى صدقية هؤلاء الأبطال وحضورهم الشخصي اللازم للترويج للمبادرة على نطاق واسع يتجاوز اهتمامهم الضيق، ومدى إصرارهم وثباتهم في مواجهة المقاومة.
2 - موافقة قادة الإدارة على المبادرة ودعم الرئيس للاستدامة والتزامه بها.
3 - تحديد المستفيدين من المبادرة من الأقسام والبرامج، ومعرفة من يراها تهديداً له، والوقوف على مدى واقعيتها.
4 - اتساقها مع ثقافة المؤسسة.
5 - مشاركة المجتمع بالتوعية والنشرات والمقالات وسواها, وتشارك عملية نقد الاستدامة القائمة والتفكير في الخطوة التالية.
6 - شرعية المبادرة من الناحية الأكاديمية، أي أن تقوم على كيان معرفي وعلى نظرية وسند علمي رصين.
7 - مدى نجاح المبادرة في جلب موارد كالمنح والتمويل، والطلب من جانب الطلاب، والاعتراف والدعم من جانب مستفيدين مهمين كوسائل الإعلام والقادة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، إضافة إلى مدى قدرتها على توفير التكاليف مع مرور الوقت. 

مراحل الاستدامة
أما مراحل الاستدامة كما أشار إليها كريزيك وزملاؤه، فهي أربع:
- مرحلة الأساس، حيث يوجد أبطال في الحرم الجامعي يناصرون ويطالبون بخدمات وسياسات تتعلق بالاستدامة. وفي استجاباتهم لمناصرة الاستدامة ينظمون جهودهم الخاصة في أوجه نشاط أو برامج مختلفة، مثل برنامج إعادة تدوير، أو حملة تدعو إلى استخدام الدراجات بدلاً من السيارات؛ أو إنتاج مادة علمية في مقرر، أو حملة للحد من استخدام المبيدات الحشرية. وتؤدي مثل هذه المناصرة وهذا النشاط إلى مبادرات جديدة. وكثيراً ما يتزايد النشاط في هذه المرحلة، ويعتمد استمرارها على استجابة قيادة الجامعة لثورة الاستدامة هذه. ففي بعض الأحيان يكون من الصعب التعامل مع هذا الكم من وجوه النشاط، ولهذا من المهم أن تبقى هذه المرحلة عند الحد الأدنى، وإلا خرجت عن السيطرة.
- مرحلة القبول التنفيذي لبعض حالات الاستدامة، وفي هذه المرحلة تقبل قيادة الحرم الجامعي بعض جوانب عمل الاستدامة وليس جميعها. وترى بوضوح قيمة برامج رفع الكفاءة التي تساعد على توفير التكاليف، وتحسن من سمعة المؤسسة. وبناءً على هذا، تدعم القيادة برامج كفاءة استخدام الطاقة، والحفاظ على المياه، وتعزيز العلاقات، والشراء الأخضر. وفي معظم الأحوال توجه الاستجابة نحو الاستدامة بالحفاظ على الموارد. وكثيراً ما يكون منسق الاستدامة عضواً في هيئة التدريس، ولذا يستطيع أن ينشئ تحالفاً في إطار أعضاء الهيئة يمكن أن يؤثر في رؤساء الأقسام والعمداء ويقنعهم بطرح برامج جديدة تقدم تخصصاً رئيسياً أو فرعياً، أو شهادة في موضوعات الاستدامة، تقبلها الإدارة وتقوم بتمويلها لأنها تقابل احتياجات الطلاب. وقد تشهد هذه المرحلة من التزام الاستدامة عموماً محاولة لتحديد وتوجيه الجهود المطلوبة. ويختبر قادة الحرم الجامعي المبادرات الجديدة، التي يقودها أبطال الاستدامة في الحرم الجامعي أو مما يأتي عن طريق لجان، من حيث توفير التكاليف، وإذا وجدوا قصوراً في هذا الجانب يلجأون إلى ترتيب الأولويات. وبشكل عام، يقبل قادة مؤسسات التعليم العالي اقتراحات تعزيز الكفاءة/الكلفة وما يعزز السمعة أو العلامة التجارية؛ بينما يكونون أقل دعماً للمبادرات التي تتطلب إشراك أصحاب المصلحة على نطاق أوسع، أو ممارسات شفافية، أو تتطلب دورة حياة أو تحمل تكلفة. ولاتزال الاعتبارات الاقتصادية هي الورقة الرابحة في ما يتعلق باتخاذ معظم القرارات. 
- مرحلة قائد المؤسسة صاحب الرؤية التي يشجع فيها القائد، والتنفيذيون على المستوى الأعلى رؤية الاستدامة بصورة منفتحة ويدعمونها. ويتبنى هؤلاء القادة مفهوم الاستدامة كقيمة محورية في الأهداف الإدارية وفي التخطيط الاستراتيجي، مما يلقى دعم مجلس الأمناء، أو يسمح به على الأقل. وهكذا تكون القيادة التنفيذية الكاملة للاستدامة، والفهم العميق لمضامينها، والرؤية المستقبلية المعلنة جزءاً من هذه المرحلة. هذا، ويحرص القائد صاحب الرؤية على وضع جهود الاستدامة على رأس قائمة أولوياته، ويكون داعماً لمشاركة أصحاب المصلحة وضمهم، والاهتمام بالشفافية ووضع الأهداف، ورفع المتخصصين في الاستدامة من أدوار التنسيق على المستوى المتوسط إلى المستوى التنفيذي، ولهذا بادر عدد من الجامعات باستحداث مناصب خاصة بقيادة الاستدامة، ورفع التقارير للقيادات التنفيذية العليا. كما يهتم القائد صاحب الرؤية بتفكير النظم، ومدخل الدراسات البينية، ويحفز إحداث تغيير ثوري يؤدي إلى شيوع مفهوم الاستدامة الذي يقود بدوره إلى مكاسب للقائد والمناصرين والمؤسسة. 
- مرحلة تحقيق الذات الكامل، وتكوين مجتمع متكامل ملتف حول الاستدامة، وهذه المرحلة غير منتشرة، غير أن هناك جامعات تتطلع للوصول إليها وتشجع الآخرين على فعل ذلك. فعلى سبيل المثال هناك جامعة ليوفانا بألمانيا - أول حرم جامعي بلا انبعاثات مضرة - وجامعة جوتنبرج في السويد، من الجامعات التي حققت ذاتها ونجحت في تكوين مجتمع متحد وملتف حول الاستدامة. وتتميز هذه المرحلة المتقدمة بوجود قيادة ذات رؤية، ومدخل لدمج الاستدامة وتعزيز مخرجات التعليم ذات العلاقة بالاستدامة بحياة الطالب، وطاقم العمل بالجامعة، والنشاط المجتمعي. وتكون الخبرة التعليمية داخل قاعات المحاضرات وخارجها، حيث يدرس الطلاب الاستدامة في جميع التخصصات، ويلاحظون ويتعلمون من الحرم الجامعي الذي يمثل نموذجاً للاستدامة يقوم على مبادئها ويحرص على ممارساتها. كما يتم الاهتمام في هذا المرحلة بتفكير النظم والتعاون بين العلوم في جميع الأقسام. وتنسق عمليات الاستدامة والأنشطة الطلابية، والشراكات مع المجتمع عند مستوى عالي الجودة. وينظر إلى المستقبلات المستدامة بصورة جمعية من جانب جميع المستفيدين بعد تحليل القوى الداخلية والخارجية ورسم الخرائط وجمع المعلومات الملائمة والتحول نحو طرق جيدة فعالة تقوي التعاون والتجديد والإبداع، حتى تصبح الاستدامة جزءاً مدمجاً في الجامعة، وهو هدف مثير للتحدي، ومهم لبلوغ ممارسات مستدامة حقيقية ومستمرة.

جامعة كولورادو بولدر
بذلت جامعة كولورادو بولدر الأمريكية جهوداً في مجال وضع المنهج واستحداث الدرجة العلمية في عام 1951، حيث قدمت أول تعليم حفاظي عبر جهد مشترك بين قسمي الجغرافيا والجيولوجيا، مع متطلبات لمجموعة من العلوم البينية في الجغرافيا والأحياء والصحافة والاتصالات؛ وفي عام 1972 تبدل التخصص الرئيس ليصبح الحفاظ البيئي. ومع استمرار كونه علماً بينياً، انتقل لمناهج قائمة على العلوم بصورة أكبر. وفي عام 1995 تمت تقوية المناهج بإضافة مزيد من مقررات المتطلبات الأساسية في العلوم الطبيعية والسياسة والاقتصاد والأخلاق، ودشنت الجامعة برنامج دراسات بيئية مستقلاً. وبعد عقود من النجاح ساعدت هذه البذور الأكاديمية والبحثية على ظهور علوم الأرض Geosciences، والدراسات البيئية والجهود البحثية الأكاديمية ذات العلاقة، عبر أقسام ومعاهد بحثية مستقلة. وتعد الجامعة اليوم في طليعة الجامعات في البحوث البيئية وتلك المتعلقة بعلوم الأرض التي تمولها مؤسسة العلوم الوطنية. كما يحتل برنامج الدراسات البيئية مكانة مرموقة بين نظرائه في الجامعات الأخرى، وعزز ذلك ظهور الاستدامة في نصف الوحدات الأكاديمية المقدمة في الحرم الجامعي. 
وفي مجال المشاركة الطلابية، أسس الطلاب المركز البيئي في يوم الأرض عام 1970، ونما المركز بنجاح على مدى عقود أربعة في ما يتعلق بعمليات وخدمات الاستدامة المقدمة، وصار يستعين بما يقارب مائة طالب بدوام جزئي، إضافة إلى ثمانية من المتخصصين ممن يعملون بدوام كامل. وحقق دخلاً سنوياً تجاوز 6 ملايين دولار. وقد نجح الطلاب خلال العقود الماضية في تدشين أول برنامج جامعي لإعادة التدوير في البلاد عام 1973، وأول برنامج نقل بديل في عام 1991، وأول برنامج شراء جامعي للطاقة المتجددة عام 2000، وأول استاد كرة قدم بلا مخلفات في 2008، وفاز المركز بالتزام معايير تعادلية الكربون من الطلاب ومن الإدارة في 2007، واستطاع تحقيق متطلبات البناء الأخضرleed عام 2003، ووضع أول خطة لاستدامة الحرم الجامعي في عام 2000. ومما يذكر أن هذا المركز البيئي، المقاد بمناصرة طلابية، قابل في بدايته مقاومة من الإدارة، ولكن بعد فترة من الخلاف، أدركت الإدارة حكمة مقترحات المركز، وأصبحت على أقل تقدير متسامحة معه. وسعت الإدارة أخيراً للعب دور في التقدم على صعيد قضايا مثل تعادلية الكربون والتخلص من النفايات وسواها من البرامج التي طالما قوبلت بمعارضة إدارية؛ حتى جاء وقت أعلنت فيه الجامعة عن مدير لاستدامة الحرم الجامعي لتنسيق كل أوجه النشاط. وعلى صعيد البحث، فإن للجامعة دوراً منذ الخمسينيات في استحداث معاهد بحثية بينية العلوم، بهدف توفير منفذ للجهود البحثية. ومن الأمثلة في مجال الاستدامة المعهد التعاوني للبحث في البيئية؛ ومعهد العلوم السلوكية. هذا إلى جانب عمليات نفذت بالحرم الجامعي عبر مبادرات أطلقت في العقود الأخيرة أسفرت عن إنجازات، منها تقليل استخدام الطاقة بنسبة 23 في المائة في ما بين عامي 2005 و2012.

تمكين قادة الاستدامة من الطلاب في مشيغان
بدأت مبادرة استدامة الطالب Ssi بجامعة مشيغان في عام 2008 عندما ذهب ثلاثة من طلاب الدراسات العليا بكليات الهندسة والقانون، والسياسة العامة إلى مكاتب معهد جراهام للاستدامة بالجامعة، متحمسين للاستدامة ومحبطين من تبعثر الجهود الطلابية وغياب التنسيق، وبعد حديث طويل وضعوا بذور خطة لحل المشكلة المعقدة، طارحين مفهوم التنظيم الأفضل وتمكين جميع طلاب الجامعة في ما يتعلق بالاستدامة. وبدعم من معهد جراهام للاستدامة- بوصفه حلقة الوصل بين الأكاديميين وصناع السياسة والممارسين - ولدت المبادرة الطلابية، وتطورت بتجديد الهيكل التنظيمي. ولم تَسْعَ المبادرة لتكون مجموعة استدامة طلابية، ولكن عملت على وضع آلية تسمح بمزيد من التواصل الفعَّال بين الطلاب المتقاربين فكرياً والإدارة. واستطاع هذا الهيكل التنظيمي تمكين طلاب المبادرة من وضع خطة عمل وتحديد مهمة لا تقتصر على نشاط معين، ولكن مشاركة الطلاب المهتمين بالاستدامة لتحديد اهتماماتهم ومتابعة أهدافهم. وفي السنة الأولى من المبادرة تم تنظيم أكثر من نشاط واستضافة تجمعات لمئات الطلاب، والعمل على تجميع الأفكار وتحديد الأولويات وتبادل المعلومات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ما خلق حركة طلابية تطالب إدارة الجامعة بالالتزام بالاستدامة ضمن هدفين: الأول أن تؤسس الجامعة مكتباً للاستدامة قائماً على العمليات لاستكمال الدور الأكاديمي لمعهد جراهام للاستدامة؛ والثاني أن تلتزم الجامعة بالحصول على الشهادة الفضية للقيادة في الطاقة وتصميم البيئة Leed، في إنشاءات المباني الجديدة. وبعد بضعة شهور صاغت المبادرة استراتيجيتها وحددت أفضل الممارسات في المؤسسات المناظرة، ثم رفعت رسالة لرئاسة الجامعة لإجازة النشاط وتفعيله. وفي العام التالي (2009) تم افتتاح مكتب الجامعة لاستدامة الحرم الجامعي، مع التزام بمعايير البناء المستدام، وتأسيس مجلس استدامة تنفيذي وكيان لصنع السياسة، وأعلن أن الاستدامة على رأس الأولويات. 

الجامعة الأسترالية الوطنية
 تقع الجامعة الأسترالية الوطنية (Anu) في كانبرا، وتعد مؤسسة بحثية وتعليمية دولية رائدة في مجال الاستدامة، حيث تنفذ سياسة بيئية، وخطة إدارة بيئية تدعمها لجنة للتخطيط البيئي وعدة مبادرات لاستدامة الحرم الجامعي. كما توجد مجموعات بيئية طلابية لتنفيذ التزامات الجامعة لكي تصبح قائدة في أفضل الممارسات البيئية. وتشترك جميع الأقسام والأفراد في الحرم الجامعي في تحقيق التزام الجامعة بالعمليات المستدامة. وتعزز برامج البحث والتعليم أهداف الاستدامة، مثل التقليل من استخدام الطاقة والغازات المنبعثة من الصوبات Greenhouses بنسبة 35 في المائة مع حلول عام 2020 وخفض استخدام المياه بنسبة 50 في المائة، والتقليل من وسائل المواصلات الفردية للسيطرة على التلوث، إضافة إلى استراتيجيات للحفاظ على التنوع الحيوي. 
وقد تلقت الجامعة تمويلاً من الحكومة الأسترالية لتحويل الحرم الجامعي الخاص بكانبرا إلى نموذج لممارسات الاستدامة، وتسعى إلى استخدام مدخل متوازن يجمع بين المهمة البيئية والحفاظ على الدور البحثي والمؤسسي الرائد. وتلعب خطة الإدارة البيئية دور المرشد لترجمة وتنفيذ أهداف السياسة البيئية، مع التركيز على الالتزام الفيدرالي بمبادئ التعليم من أجل التنمية المستدامة. فالخطة تتضمن توصيف الأهداف، والمشكلات البيئية التي تنبغي مخاطبتها، والأهداف والاستراتيجيات الإجرائية الضرورية، والسياسات التي تحقق هذه الأهداف. كما تحدد الخطة عملية تدقيق بيئي لتقييم تقدم الجامعات كل خمس سنوات. 
لقد سمح حصول الجامعة على مليون دولار لتحويل حرم كانبرا إلى بيئة مستدامة بتنفيذ عدد من المشروعات البحثية والتعليمية والإجرائية. وتضمنت المبادرات القائمة على البحث والتعليم مشروعات تسعى إلى طرق أفضل لاستخدام المياه والطاقة، تحسباً لقصور محتمل في المستقبل، وأوجه نشاط تعليمية خضراء واسعة الانتشار كالمهرجانات والنقاشات وحلقات البحث والتدريب وورش العمل؛ ومبادرات إجرائية مثل تركيب مصفوفات من الألواح الشمسية وتنفيذ نظام تكييف يعمل بالطاقة الشمسية من إعداد باحثي الجامعة؛ وإدخال نظام ري باستخدام طاقة المياه والرياح، واستبدال العشب الطبيعي في الملاعب إلى عشب صناعي يستهلك مياهاً أقل، وزيادة استخدام وسائل المواصلات متعادلة الكربون، وإدخال مرافق محسنة لمصلحة مستخدمي الدراجات؛ ومبادرات أخرى موفرة لاستخدام المياه والطاقة وإعادة تدوير المخلفات، حتى يصبح الحرم الجامعي قاعة محاضرات كبرى يتعلم فيها الجميع أفضل ممارسات الاقتصاد في المياه والطاقة ويقدم حلولاً لمشكلات التغيير المناخي، ويشجع المجتمع المحيط على الحشد والتحرك نحو الاستدامة.   ونجحت الجامعة في إحراز نتائج إيجابية عبر برنامج التخضير الذي بدأته عام 1999، بربط أفراد مجتمعها بالمعلومات والأدوات والأفكار، ما أدى إلى إنجاز استحق الريادة والجوائز المحلية والدولية في مجال تخضير الحرم الجامعي الذي يقوم على أربع أفكار رئيسة:
1 - الناس - المجتمع.
2 - الأماكن - الحرم الجامعي.
3 - الأداء - الإدارة.
4 - الدمج والمشاركة بالنسبة للأنشطة والعمليات الأكاديمية. 
فعلى سبيل المثال نتج عن تركيب مجففات اليد فائقة السرعة في دورات المياه بدلاً من المجففات العادية أو المناشف الورقية أكثر من 203 آلاف كيلو واط من الطاقة؛ وتجنب 263 طناً من انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون و18 و75 طناً من المخلفات الورقية سنوياً. كما نجح برنامج بيع وإعادة تدوير مخلفات سكن الطلاب من الملابس والمتعلقات الأخرى، وإعادة تدوير مخلفات البناء، والبلاستيك، والمخلفات الإلكترونية والبطاريات في توجيه تمويل لبرامج الاستدامة بالجامعة. وتم اقتراح استحداث وحدة لإعادة تدوير المخلفات العضوية لصنع سماد عضوي لأغراض الزراعة في الحرم الجامعي. كما انخفضت انبعاثات الكربون من وسائل المواصلات بنسبة 14 في المائة عام 2013, مقارنة بالعام السابق له. وسجلت زيادة في المشاركة المجتمعية في فعاليات الاستدامة .