اللغة الأم... وانعدام الأمن اللغوي

اللغة الأم... وانعدام الأمن اللغوي

في السابع عشر من شهر نوفمبر 1999، أعلنت «اليونسكو» قرارها باحتفالية «اليوم العالمي للغة الأم»، وتم تنفيذه في العام 2000 السنة التالية على صدوره، على أن يكون الواحد والعشرون من شهر فبراير يوما عالميًا للغة الأم، وكانت الاحتفالية قد سُبقت بتخصيص يوم عالمي للغة العربية، بمناسبة اعتمادها لغة رسمية في الأمم المتحدة في 18 ديسمبر 1973م. ما يثير إشكاليات عند شعوب الأرض الغيورين - وعندنا نحن العرب - على لغاتهم: ما هي اللغة الأم؟ وما هي أم اللغات؟ ولماذا تلك الاحتفالية؟ وماذا تخدم اللغات تلك الاحتفاليات؟ ولماذا انفصلت العربية عنها؟

لم تكن اللغة أصواتًا عابرة، ولم تكن رموزًا صوتية فحسب، ثم تحوّلت إلى رموز كتابية، بل مجموعة أصوات ترتبط بمطالب فكرية وذهنية، تنطلق من حاجة ما عند الإنسان والمجتمع لتعبّر عن رغبة، فتتمثّل هوية.
لا جرم أن معجزة النطق هي الميزة الفريدة التي تميّز بها الإنسان من بين الكائنات الحيّة، وقد يرجعها كثير من الدارسين، مجازًا، إلى أعضاء النطق التي يمتلكها الشخص، علمًا بأن كثيرًا من الحيوانات تشترك مع الإنسان في امتلاكها لسانًا وشفتين وغيرها، لكن هناك مقومات مخصوصة بالإنسان دون غيره، أولها: مرتبط بالدماغ، وثانيها بالعقل، وثالثها بالذاكرة، ورابعها، وخامسها... مما لا يحدّه العقل البشري من آيات الله سبحانه في خلقه، من هنا كانت (اقرأ) و«في البدء كانت الكلمة». ولا شك في أن كلام الفرد وخطابه مصدر تميّزه: «تكلّمْ أقلْ منْ أنت»، ففيها مصدر أمنه أو هلاكه: «مقتل الإنسان من اللسان».

اللغة الأم
وفي أصل نشأة اللغة آراء وتخمينات كثيرة لا يمكن أن يتصوّرها علم أو عقل، ومن الدارسين من قسَم نشوءها بحسب حياة الإنسان من غابية، ورعوية، وزراعية. فالغابية تتطلب ألفاظًا قاسية انفجارية، لأن الخوف من الوحوش وعاديات الزمان يتطلّب ردّات فعل الإنسان، كقوله عند التوجّع والألم: (أخ، أي) موقف تناسبه الأصوات العالية. والحياة الرعوية تتطلب كذلك زيادة حروف، إلى تلك الموجودة بداءة، وبعدها جاءت المرحلة الزراعية التي تتطلب بعض المعارف والمتكسبات الحياتية التي تحتاج إلى لغة أكبر للتواصل. فكان أمن تلك اللغات متبوعا بجريرة غيرها، حتى سيطرت الزراعية على الرعوية والغابية معًا.
ومما يشاع أن الكلمات في تلك المرحلة كانت ثنائية الجذر، يمكن أن يعبّر عنها الإنسان عفويًا بكل أساريره، بيد أن اللغة منذ بداياتها ارتبطت بعاطفة الإنسان وانفعالاته. ففي هذا الإطار نجد تقاربًا لفظيًا كبيرًا في تشارك حروف في ألفاظ أكثر حميمة كلفظة «أمّ» التي تشتمل على حرف الميم في كثير من اللغات كالفرنسية والإنجليزية وغيرهما.
لكن هناك صراعًا أزليًا قائمًا يمثل ذروة تزعزعها الأمني، في التساؤل الذي يُطرح دائمًا: ما هي أول لغة على الأرض؟ وما هي الأقدم؟ ففي ذلك آراء ومذاهب، إلا أني أميل إلى أن العربية هي أول لغة - كما يميل غيري إلى أن لغته الأم هي الأولى - بيد أن دليلي على ذلك ما جاء في آية نشأة اللغات في القرآن الكريم {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (البقرة:31)، والسؤال المفروض ما هي هذه الأسماء؟ وبأي لغة كانت؟ {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (البقرة: 32) حيث نجد هذا الحوار عربيا بين ربّ العزة سبحانه وملائكته الأطهار: {قَالُوا سُبْحَانَكَ} وكلمة {سُبْحَانَكَ} عربية وتابع الآية: {لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا}، بالله عليك أيها القارئ ما هذه اللغة؟
لا فرق عندي، إن لم يكن ما ذهبتُ إليه صوابًا، أيّ لغة كانت أقدم؟ لكن المهم أي لغة أدوم، وأي لغة مستمرة وأكثر رعاية من قبل الدارسين، على مرّ السنين؟ ومصداق أقدميتها كما يقال: العربية هي أقرب اللغات السامية إلى «اللغة السامية الأم»، فهل هي هذه الأم، بل أمّ اللغات؟ وقد أصبحت هذه النظرية هي أكثر النظريات قبولاً لدى الباحثين، وذلك لأنها احتفظت بعناصر قديمة تعود إلى اللغة السامية الأم أكثر من أي لغة سامية أخرى. ففيها أصوات ليست موجودة في أيّ من اللغات السامية الأخرى، بالإضافة إلى وجود نظام الإعراب والعديد من الصيغ لجموع التكسير والعديد من الظواهر اللغوية الأخرى التي كانت موجودة في اللغة السامية الأم.
وهل نعني باللغة الأم ما عناه العرب الذين أطلقوا التسمية على العرب الأقحاح الذين شربوا لغتهم مع حليب الأم، فصارت منهم كصبغ الحمض النووي (دي إن أيه) تنطبع بطابع أبنائها؟، وهل تلك هي ميزة لدى كل الشعوب؟ مع الملاحظة بأن العربي الذي يتعلّم لغة أجنبية قد يتقنها بلهجة أهلها ولكْنتهم، ويتحسس معانيها وانفعالاتها مزاحا وجدا، هزلا وسخرية وغير ذلك. على عكس معظم الناطقين بالعربية من غير أبنائها أو أبنائها الذين ولدوا خارج أقطار عربية، الذين تكون لكنتهم الأعجمية بادية على لسانهم الأعجمي مهما بلغوا من الكمال اللغوي عتيّا، إلا إذا تغيّرت بيئة ذريتهم وتطعّمت بالمجتمع الذي يعيشون فيه، فتصير البيئة اللغوية هي الأم.
وهنا يمكنك أن تفرّق بين «اللغة الأم» كتركيب وصفي (صفة وموصوف) وبين «لغة الأم» كتركيب إضافي (مضاف ومضاف إليه). فالأول لفظ قديم مستعار من التراث الجاهلي، يقصد به نقاوة اللغة مشفوعة بعراقة النسب من الوراثة العرقية (عروبة الأم والأب) وشدّة التعصب الجاهلي لنقاوة اللغة من شوائب الوراثة والانفتاح أو الاستعمار اللغوي، وهذا ما لاحظناه عند واضعي القاعدة النحوية في مسألة اختيارهم الشاهد النحوي القديم من تخوم البادية.
أما لغة الأم فهي اللغة الأصيلة للأم، مهما كانت جنسيتها دون التعصب لعرق أو بيئة أو لون. فإن كانت لغة الأب غير لغة الأم (الأب والأم من لغتين متغايرتين، أو اللغة الأم للأب غير اللغة الأم للأم) فقد يكتسب ولدهما لغتين مختلفتين تقوى الواحدة على الأخرى بحسب قوة تأثير كل من الأب والأم فيه، وبالتالي تأثير المجتمع الذي يعيشون فيه، فضلاً عن البيئة اللغوية التي ينتمي إليها الولد، فتكون لغة الأم غير اللغة الأم. فيطرأ تساؤل كبير: ما هي لغة ذريتهما الأم؟ فهذا تداخل اجتماعي ولغوي بامتياز، ليس مدعاة تخوّفنا على أمن اللغة.

تعدد اللغات والأمن اللغوي
ما سبق يمهّد للصراع بين اللغات، وقل للتفاعل والتلاقح، وهذا - وإن كان كحقل ألغام - أمر مشروع وطبيعي في مسيرة اللغات الإنسانية، لأن ذلك مرتهن بتغيّر جماعات وأمم، أو نفوذ حضاري وغيره. غير أن اختلاف اللغات آية من آيات الله {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} (الروم:22)، وهو علم يحتاج إلى مطوّلات كبيرة، كعلم الفلك والكواكب والنجوم وعلماء الفضاء الذين مازالوا غارقين في اكتشافاتهم للمجرات والكون والفضاء الخارجي، كذلك اختلاف الألسنة.
وما نشوء الاختلاف اللغوي إلا من اختلاف طباع بني البشر، فإذا انزعج واحد من آخر فقد يقول كلامًا انفعاليًا تتمتمه شفتاه بسرعة وقوة وغضب قد لا يفهمها الآخر، إنما يعرفها من يسمعها بأنها غضب وانزعاج، والآخر يبادله بمثلها أو غيرها كذلك فتتبلبل الألسن، فلا يتفاهم أحد مع أحد، فتنشأ لغة ضائعة.
بمعنى أن الاختلاف في المواقف قد يؤدي إلى اختلاف في اللغة انطلاقًا من أحاسيسها والتواصل وانعدام أمن اللغة، لأجل ذلك قال نزار قباني «إذا انتهت علاقة حب بين رجل وامرأة فهذا يعني أن اللغة التي يتفاهمان بها قد انكسرت»، غير أن هذا الاختلاف في اللغة دليل خير على تنوّع بني البشر، لضرورة التفاعل بين اللغات والشعوب. فما بالك إذا كان الاختلاف اقتصاديًا وحضاريًا وصراع وجود، وخصوصًا في مناطق متاخمة لأخرى ذات لغات متنوعة؟
ولا شك في أن الاختلاف أمر مشروع، وفيه إعجاز، قد نجد شخصًا تركيًا وآخر فرنسيًا أو إنجليزيًا وغيرهم، في اختلاف الألسن كلٌّ في بيئته وثقافته ولغته يتواصل مع أبناء جنسه، وكلّ واحد من الحاضرين لا يفهم إلا تمتمات وتقلّب الشفاه، وبعد فترة من المعاشرة قد يفهم كل واحد منهم الآخر، وتتفاعل اللغات ويتعلّم الجميع لغة بعضهم البعض في الوسط الواحد، أو قد يتعلم أحدهم اللغة التابعة للنفوذ الأقوى، لكن اللغة الأم تكون للأقدم، ويحدث ألا ينساها، بل على العكس فقد يحمل بعضًا منها إلى عاميته ولهجته المحلية التي تمثل اللغة الأم أو المتصلة بها.

«اليونسكو»... و «العربية» ولغات العالم
وما توجّه «اليونسكو» إلى الاحتفالية باللغة الأم إلا تحسس بخطر انعدام الأمن اللغوي، أمام الكم الهائل من الاختراعات والمستحدثات التي تغزو العالم، فتحمل غزوًا لغويًا وفكريًا وثقافيًا، ما يبعد مخاطر التهام لغة للغة، واندماج أمة في أمة، وحضارة في حضارة، وذلك يرمي إلى الدعوة إلى أن تتمتع كل أمة بحريّتها اللغوية التي تمثل كيانها، وتبعد عنها خطر الاندثار والانغماس، لتبقى أكثر من ستة آلاف لغة على وجه الأرض غير معرّضة أو مندثرة. مع الإشارة إلى أن دعوات بعض العرب إلى مطالبة الأمم المتحدة بإعلان اليوم العالمي للغة العربية قبل ستّ وعشرين سنة من إعلان اليوم العالمي للغة الأم، كان استشرافًا لقضية الأمن اللغوي هذه.
جدير بالذكر أن خطر التنوع هنا واختلال أمن اللغات، ليس حاصلاً من المصاهرة بالتزاوج، أو من المجاورة في التخوم، وليس من الغزو الثقافي والاقتصادي فحسب، بل من الغزو اللغوي عينه في عقر الدار، وإنفاق الأموال الطائلة في سبيل تعزيز الأنجلوفونية أو الفرنكوفونية، داخل كل دار ومدار، بحيث يمثّل فرض الكيان على الأهل والمكان، في جوّ يتيم دون تبنٍّ رسمي للعربوفونية.
وأمام زحمة ما يساق من مخاوف، يبقى لنا تفاؤل بأن لغتنا العربية تصمد وستحافظ على كيانها التركيبي والقواعدي الأساس المتين الذي بُنيت عليه، ومدى غيرة كثيرين من أبنائها، ومن المقدمين عليها، وتزايد مراكز تعلّمها في بلدان غير عربية. ولا يعني ذلك أن نطمئن ونسلّم، بل علينا أن نستحضر ذاتنا، وتاريخنا بنبذ عقدة النقص التي تحيق بمجتمعاتنا، وتحيل إلى الاستسلام للمخاوف والانبهار بلغات الشعوب دون كنْه أسرار لغتنا الأم، عندما يتم تحصينها في وجدنا ووجداننا.
ثم إن اليوم العالمي للغة العربية الذي تقرر الاحتفال به في 18 ديسمبر، والذي يتقاسمه عدم توازن أمني بين أقطار عربية في تبني سبق الفضل فيه والشرف في ذلك، لم يضف الكثير إلى حماية أمنها من الاستعمار، بقدر ما عبّر عن فرحة اعتراف المجتمع الدولي بالكيان العربي، وإصدار قرارات الأمم المتحدة واضحة الأصل العربي من غير لبْس الترجمات والمترجمين، في مصدر القرار الدولي، فتبعدها عن التأويل والاحتمال، وبخاصة المتعلقة بشرعة حقوق الإنسان، التي تعتبر أن أهمّ ما يمكن الحفاظ عليه هو اللغة الأم.
وللعربية من هذا التفاعل نصيب، حيث إن الافتراض اللغوي أغنى المعجم العربي، فهي تقترض ألفاظًا وكلمات، ولها نفسها أن تغربل، وتتنخّل ما يناسبها من ألفاظ الآخرين ولغاتهم، طواعية للوزن، وانسيابية مع السياق والمقام. ولم يكن ذلك غريبًا في مسيرتها التاريخية، فقد استقبلت ألفاظًا كثيرة فصارت في عداد معجمها: كالسندس والاستبرق والسلسبيل والزنجبيل والطور وغيرها من الألفاظ التي استمر بعض منها مع استمرار الحاجة إليها، ثم انقرضت من الاستعمال اليومي لقلّة استخدامها، وكذلك دأب الكثير من الكلمات العربية الأصل. ولا ننسى خروج ألفاظ عربية الأصل إلى لغات الأمم والشعوب.

حفظ أمن «العربية»
أخيرًا، لم تأت دعوة «اليونسكو» من فراغ، بل من شعورها بأن العولمة قضت - بالفعل - على كثير من أقليّات لغات العالم أو كادت، فانقرضت لغات في ظلّها، بحسب إحصاءاتهم. لكن العربية أخذت مكانتها العالمية لضرورات اقتصادية تجارية، ودينية، وما لها من حيّز وجود ونفوذ، علما بأنها اللغة الوحيدة، بين لغات الأمم المتحدة الرسمية، التي لم تمتلك نفوذًا عسكريًا، فهي باقية ومستمرة وعندها إمكان الدفاع عن نفسها، وهي تستفيد من وسائل العولمة التي هابها كثيرون، للتعامل معها بسلاحها.
بعد ذلك لم تقدّم تلك الاحتفالية الدعم الكافي للعربية، في ظل غياب منهج متكامل على الساحة العربية، بقرار رسمي ودعم وافٍ لتشجيع البحث العلمي بالفصحى، ومراقبة إعلامها. لذلك تتطلب دعوة إلى التعامل معها بودّ وتقدير، من ناحية المطالعة وكتابة الأملية، والاهتمام بالخط العربي الذي يمثل زخرفة فنية قلّ نظيرها.
فما بال كثيرين من الناشئة يلجأون إلى استخدام الخط اللاتيني الذي يقصّر عن التعبير من طراوة لغتنا، وخصوصًا كل حرف من حروفها: كالتمييز بين السين والثاء والقاف والضاد والدال والهمزة وغير ذلك من الصوامت والصوائت، فضلاً عن اعتماد الحرف اللاتيني، إذ تحضرني النقمة التي صبّها كثيرون في القرن الماضي على الشاعر اللبناني سعيد عقل الذي دعا إلى الكتابة بالخط اللاتيني، أما اليوم فصاروا - لاإراديًا - يتبنّون دعوته!
شبابنا الذين غرقوا في استخدام الحرف اللاتيني دون بُعد نظر، تنبذهم اللغة، وتنبذهم الحضارة العربية ليرميهم التاريخ في زوايا الإهمال، بأنهم سلّموا واستسلموا بانحطاطهم. صحيح أن العصر الأدبي الذي سمّي عصر الانحطاط صار مدعاة فخر لنا بإبداعاته، أما الانحطاط الذي نشهده، فيجعلنا نحتّم على ذاتنا استعمارًا مقنّعًا.
لذلك أتمنى ألا يغرق شبابنا وشابّاتنا في عقدة نقص تجاه الحضارات الأخرى، لأن في حضارتنا العربية ما يفوق انسجامها مع لغتنا، ويكفيها فخرًا أن قامت على أساس متين قوامه نقاوة اللسان وأصالة النسب، بكل خصائصها ومزاياها، وسعتها ومرونتها لغة العلم والأم والعاطفة والحزن والتطوّر والتقدّم.
علينا أن ندير وجوهنا نحو التراث نافضين غباره لاستنهاضه، وأن نبتعد عن الرياء بالاحتفالات الفارغة، هذا إن التزم أبناء الأم بتينك اليومين في السنة، إلى اعتماد خطوات عملية، فهل تستعيد لغتنا مجد حضارتنا وحضورنا على الساحة العالمية بأمن لغوي يضمن سلامة حضورنا الزاهر وماضينا التليد؟ وهل يكفي أن تحتفل الأمة العربية بلغتنا مرتين سنويًا: في اليوم العالمي للغة العربية، وفي اليوم العالمي للغة الأم؟ .