اللغة البصرية التشكيلية وروح الثورة

هل يمكن للفن أن يكون له دور جدي في تفعيل قضية التفاهم بين الشعوب والبشر مع اختلاف أجناسهم وألوانهم وأديانهم ومعتقداتهم وإحلال السلام؟ الفن هو الوسيط العالمي للتعارف والتقارب وإحلال السلام، لأنه اللغة القابلة للتذوق من قِبل جميع الشعوب على الأرض، وهذا ما يعطيه رسالة كونية، فقد استخدموا الفن والموسيقى في الرسائل الموجهة للتفاهم مع العوالم الأخرى في هذا الكون، وهذا ما يجعل الفن لغة كونية.
الفن هو حالة تغير دائمة، والتغيير فعل ثوري يطمح إلى التطلع نحو الأفضل، لكن يظل الفن حالة تفكيكية للرؤى والظواهر من حوله. الفن لا يستكين ولا يمكن له ذلك، والفن يحاكي الجمال والحب في الحياة الإنسانية ويركز على محاكاة الضمير والوجدان الإنساني تجاه الآلام والمشكلات البشرية على مختلف أنواعها، ومن هنا يكتسب صفته الوجدانية في التأثير على النفس البشرية.
والإنسان الثوري يعمل في الواقع من الفكر، ويرغب في أن يحقق جزءا من طموحاته التغيرية، ولهذا نراه استكان لوضعه الراهن. أما الفنان فهو ثوري في نظرته نحو العالم والطبيعة والإنسان من حوله، لذلك كان الفن حالة مضاعفة للوعي بالوجود بطريقة منسجمة مع الطبيعة الإنسانية، بمعنى أن الوجود يفقد جزءا من ماهيته إن غاب الفن. ليس هدف الفنان تقديم حلول للمشكلات التي يعايشها وإنما المهمة الحقيقية للفنان هي تعرية الأشياء وكشفها، ومن هنا يظل الفنان عاملاً مساعداً للحراك الفكري الذي يمكن أن يتحقق في بلد ما.
صحيح أنه لا وجود لعمل فني أحدث ثورة، لكن هناك الكثير من الأعمال الفنية التي ساهمت في الحركات الثورية، وعبرت عن التغيرات الثورية في المجتمع.
عبر آلاف السنين الفاصلة بين عهد الفراعنة وآل روكفلر في أمريكا ذ وهم عائلة من كبار الرأسماليين هناك ذ ظل عالم الفن على الدوام مسيطرا عليه من الطبقات الحاكمة، دون أن تمنعه تلك السيطرة من أن يعكس كل تناقضات المجتمع.
الفنان «رمبرانت» مثلاً كأحد أعظم الفنانين الأوربيين كان إفرازاً لكل من الثورة الألمانية ضد الحكم الإسباني في القرن السادس عشر، وكذلك الرؤية النقدية للمجتمع الرأسمالي الألماني الوليد ذ آنذاك ذ كما يتبدى من رسومه التي حملت تعاطفاً عميقاً مع الشحاذين.
في فرنسا وإبان الثورة، أنجز الفنان «دافيد»، الذي كان عضواً في الجمعية الوطنية الثورية، لوحة «اغتيال مارات»، مارات الذي كان صحفياً ثورياً متدفقاً بالحماس، ولقي حتفه على يد الثورة المضادة.
لوحة «اغتيال مارات»
أنتجها الفنان دافيد عام 1793
قبل الحديث عن العمل المطروح لابد من أن نعرج إلى سيرة الفنان في بعض جوانبها لما لها من ارتباط بالعمل. فقد عاصر الفنان الفرنسي حقبة الثورة الفرنسية على الملكية، حيث ولد في أغسطس عام 1748، وكان مشاركاً في تلك الثورة بطريقة مباشرة، وما أغلب أعماله إلا نقل لنبض الشارع الفرنسي لتلك الأحداث. كان الفنان أحد المصوتين على إعدام آخر الملوك الفرنسيين لويس السادس عشر، وهذا يدل على قربه من الأحداث وتعدي دوره من مجرد التعاطف مع الثورة كما يروق لبعض المؤرخين وصفه. ولهذا السبب أتت تسميته بـ«رسام الثورة»، حيث نجد بعض أشهر الأعمال على المستوى العالمي والمنتمية إلى مذهب الكلاسيكية المحدثة Neoclassicism كانت من إنتاجاته.
رغم أن الثورة الفرنسية كانت بشكل عام تعبيراً عن مشاعر الشعب الفرنسي، فإن البعض كان لايزال يحمل الوفاء للأسرة المالكة وليس بالضرورة للنظام الملكي كنظام سياسي، وقد يعود السبب إلى أن الملكية هي الأمان الوحيد لاستمرار الطبقة الأرستقراطية، وأحد أولئك المؤيدين للأسرة المالكة كانت زوجة الفنان، ولذلك تم الطلاق بينهما لهذا السبب! التأييد للأسرة المالكة لم يتخذ الطابع الفكري فقط، بل تعداه إلى المحاولات المسلحة لاغتيال بعض المؤيدين للثورة، وقد أخذ الفنان عبء (أو شرف) تنظيم بعض من مراسم التشييع لمن اغتيل بسبب الثورة. وهذا ينقلنا إلى العمل المطروح، حيث هو تصوير لاغتيال صديق الفنان «جان بول مارات» Jean-Paul Marat وهو طبيب وفيزيائي، إلى جانب أنه كان محرراً في صحيفة ثورية كانت تؤيد الثورة، وكان أحد المصوتين كذلك لإعدام لويس السادس عشر. وكردة فعل من إحدى السيدات من الطبقة البورجوازية المؤيدات للملكية واسمها «شارلوت كوردي» Charlotte Corday على تصويت «مارات» فقد أقدمت على اغتياله وهو يغتسل كما هو واضح في العمل المطروح، والسبب في وجوده في هذا المغتسل هو أنه كان يعاني مرضًا جلديًا يحتم عليه دائماً العمل وهو مغمور بالماء، لأن ذلك يخفف مما يعانيه بسبب ذلك المرض!
بالتركيز على الورقة في يد «مارات» نجد اسم السيدة التي اغتالته، حيث أراد الفنان إلى جانب تخليد مارات كرمز للثورة أن يخلد السيدة التي قامت بالاغتيال كرمز للأرستقراطية البغيضة!
في العام 1830، عبر الفنان الفرنسي «ديلاكروا» رمزاً عن الثورة المشتعلة في ذاك العام في لوحته الشهيرة «الحرية تقود الشعب»، وبعدها وخلال ثورة 1848، أحدث الفنان «كوربيه» عاصفة في الأوساط الفنية في باريس بلوحته العظيمة «عمال المحاجر».
إن مفهوم الثورة أشمل من مفهوم الإصلاح، وأكبر من مفهوم الحرب، وغاية كل ثورة هي تحقيق التغيير الجذري نحو الأفضل، وربما يكون أقرب رمز يدل على وسيلة الثورة هو الرصاصة، ذلك أن العنف أحد مميزاتها، غير أن الرصاصة ليست وحدها أداة الثورة، فالفنون بأنواعها المختلفة لها إسهاماتها الفاعلة في الثورة، والتحريض عليها ونشرها، وتحقيق هدفها، وهو التغيير الجذري الشمولي.
ومن هنا نلاحظ أن الفن والثورة يلتقيان في الهدف المنشود وهو التغيير، ولكنهما يختلفان من حيث الوسيلة، إذ إن وسيلة الفن هي التعبير، في حين أن وسيلة الثورة هي الرصاصة. وفي الحقيقة أن وجوه الصلة بين الفن والثورة تتعدد وتتداخل، فالفن يصنع الثورة إذ تصنعه، والثورة تصنع الفن إذ يصنعها، فما «ثورة السياسة آخر الأمر إلا استجابة لثورة العقول والقلوب.. وليس كل ثورة سياسية بالمعنى الحديث أو القديم للفظ الثورة إلا وقد سبقتها ثورة أدبية عقلية كانت هي التي أغرت الناس بها، ودفعتهم إليها».
ولعلنا قد شاهدنا في السنوات القريبة معرضا أقيم بقصر الفنون التابع لقطاع الفنون التشكيلية عام 2002، احتفالاً بالعيد الخمسين لقيام ثورة 1952، تحت عنوان «الفن والثورة»، الذي عرفنا آنذاك على الفنان المصري المعاصر لتلك الثورة وتقبله لها وكيف عبر عنها واحتضنها وتفاعل معها. وذلك من خلال أعماله في العصر الجديد الذي هو مُقدم عليه من خلال التغيير الذي أحدثته تلك الثورة.
كما أننا تابعنا في هذه الأيام كيف أسهم العديد من الفنانين بمختلف انتماءاتهم ومجالاتهم الفنية مع ثورة شباب 25 يناير، وكيف يسعى الجميع إلى مواكبة ذلك الحدث والتفاعل معه من خلال إقامة الأنشطة (التفاعلات الثقافية) التي تعبر عن الأمل الوليد في غد أفضل مع تلك الثورة.
ولقد حركت ثورة الغضب من ميدان التحرير في مصر إلهام الفنون، وبالتالي فالفنان الذي يحمل ريشته ويواجه بها الظلم والطغيان لا يقل أهمية عن الجندي الذي يحمل سلاحه ولا المتظاهر الذي يحمل حجارته دفاعاً عن قضيته.
المصريون لم يختلفوا كثيراً عن الفرنسيين فهم يحملون ثقافة عالية تراكمت على مدى تاريخ حضارات مصر وحملتهم وعياً ثقافياً وفنياً استخدم كأداة تعبير مهمة في الميدان، مما أوجد حالة من الحوار الإيجابي من خلال التعليقات المشجعة، التي نبعت من روح الشعب المصري، الذي دأب على التعامل مع المواقف الصعبة بطريقة كوميدية، ساخرة، وأبدع في التعبير عما يحدث معه من مواقف بطريقة أدهشت العالم أجمع.
وكذلك الأعمال الفنية التي نفذت بميدان التحرير والتساؤلات التشكيلية من الجمهور عما تعبر عنه رسوماتهم الملونة. فعلى أحد أرصفة الميدان، توجد مجموعة كبيرة من اللوحات الفنية المعلقة التي تظهر أحاسيس ومشاعر الشعب تجاه الثورة والنظام، حيث جمع كثيراً من المتظاهرين الاستمتاع بهذه اللوحات، يجمعهم فنهم وحبهم لمصر، فعبروا خطاً ورسماً وكاريكاتيراً في هذه الأحداث بتقنيات فنية عالية.
الفن التشكيلي بين نقل الثورة وروح التغيير
تنافست القاعات الفنية لتقديم أعمال من وحي ثورة 25 يناير 2011، أو تحية لشهداء الثورة، ومن خلال جولة في هذه المعارض الفنية نطرح السؤال حول مستقبل الحركة الفنية وتأرجحها بين التوثيق التسجيلي والتعبير الفني المجازي.
على الطريقة البهجورية، رسم الفنان المصري جورج بهجوري السيدة أم كلثوم بالحجم الكبير، في مجموعة لوحاته المواكبة للخامس والعشرين من يناير، وقد أمسكت «الست» بمنديلها، بينما خطوط بهجوري تبرز حركة الوجه وتقاسيمه، لتعكس للمشاهد لوعة الصوت كما لو كان يسمعها وهي تشدو بأن «للصبر حدود»، بعد أن صبر المصريون لأكثر من 30 عاماً، أو لعلها في وقفتها الشامخة، التي ترمز إلى مصر، وقد اصطف خلفها جموع البشر التي ملأت ميادين مصر، لعلها كانت تهمس في خيال الفنان: «وقف الخلق ينظرون جميعاً كيف أبني قواعد المجد وحدي»، لم تكن هذه اللوحة هي الوحيدة المعبرة عن ثورة 25 يناير، والتي ألهمت وألهبت خيال بهجوري، فقدم بقاعة «بيكاسو» بالزمالك مجموعة من خمسة أعمال ارتبطت بالثورة البيضاء.
ويُعبر بهجوري خلال لوحاته عن مشاعره وتأملاته حول ثورة يناير والشعب المصري، ويُسلط الضوء على الأحداث المؤسفة الماضية التي حدثت خلال عام 2011، بالإضافة إلى دفء الحياة الاجتماعية المصرية، وغيرها من الإلهامات التي أثرت في فنه، مثل سحر الموسيقى المصرية وأسطورة الموسيقى «أم كلثوم» التي غنت الكثير من الأغاني الوطنية والقومية، التي تجسد إرادة الشعب المصري.
وآخر أعمال البهجوري وأهمها عن الثورة جدارية ضخمة رسمها في باريس عن الثورة تشبه أو تنافس اللوحات المهمة، مثل لوحة «ديلاكروا» «الحرية تقود الشعب»، هي تقريباً البراعة نفسها في التعبير عن لحظة مهمة فارقة في تاريخ الشعوب، وفي الجدارية تعبير عن احتشاد الشعب في ميدان التحرير رفضاً للظلم والاستبداد، ويظهر في التكوين الحصان والجمل في شكل شبه مقلوب.
ويقول بهجوري «رسمت الحصان بشكل مقلوب لأن من شيم الحصان أنه يحمل نبل الفارس، وبالتالي فإنه يأبى أن يشارك في أعمال ضد الثوار». وجاءت جدارية بهجوري بعد عام من الثورة، أي أنه ترك الفكرة تتخمر في وجدانه، لأن جدارية ضخمة على هذا المستوى العالمي لا يمكن أن تأتي نتيجة دفقة انفعال مباشر عكس الكاريكاتير الذي يشبه طلقات الرصاص، ورأى أن عمل جداريات من هذا النوع لا يشبه الأعمال الدعائية التي ظهرت بعد الثورة الفاشية والتي كانت موجهة في ما أطلق عليه وقتها «الواقعية الاشتراكية».
يُذكر أن جورج بهجوري فنان مصري من الجيل الثالث وُلد عام 1932 في مصر، ويعيش حالياً بين القاهرة وفرنسا، وتخرج في كلية الفنون الجميلة بالزمالك، عام 1955، كما أضيف اسمه إلى قائمة «أساتذة الفن العظيم» بباريس.
أعمال ثورية بالقاعات الفنية
الثورات تصنع فنانيها، لهذا كرست معظم القاعات الفنية العامة والخاصة ساحات معارضها لموضوع الثورة، سواء كانت أعمالاً مرتبطة مباشرة بالثورة أي أنها من قلب الحدث وحوله، أو كانت أعمالاً مصرية مقدمة تحية للثورة. إذ قدمت قاعة الأوبرا مجموعات منتقاة من الصور الفوتوغرافية لشعبة المصورين الصحفيين التابعة لنقابة الصحفيين، وذلك ضمن الاحتفالية الفنية «سجل يا زمان». كما عرض أتيليه القاهرة «كاريكاتير الثورة» لمجموعة من الرسامين المصريين ومجموعة من رابطة اتحاد رسامي الكاريكاتير الأمريكيين، الذين تابعوا نبض الثورة يوماً بيوم.
لم يفت القاعات الخاصة أن تسجل هذه اللحظة، فقاعة «سفر خان» تبحث عن شباب الفنانين من قلب ميدان التحرير، وقدمت معرضاً لثلاثي من المصورين الفوتوغرافيين، هم باسم سمير وحسام حسن وعلاء طاهر. وقاعة «خان مغربي» قد أعلنت عن تلقيها للأعمال الفنية من وحي الثورة، وأعمال كبار الفنانين، ليذهب عائدها إلى أسر الشهداء.
أما قاعة «الزمالك للفن»، فعرضت مجموعة من أعمال الفنانين الذين اعتادت أن تنظم معارضهم الخاصة، مثل فرغلي عبدالحفيظ وفاروق وهبة ورباب نمر وزينب السجيني ومصطفى الرزاز وغيرهم. وأعلنت أن عائد معرضها «مصر الأم» سيذهب إلى تحسين اقتصاد مصر عبر رقم إيداع بالبنك المركزي.
تقودنا هذه الجولة بين المعارض الفنية إلى التساؤل حول إلحاح الحدث على كل مناحي الحياة وبين الترويج والاستثمار باسم الثورة. فلم يكن ممكنا التغاضي عن مولد الروح الفنية التي انطلقت من قلب التحرير ومدن مصر المختلفة، أي أنه لم يكن ممكناً إقامة معرض فني عادي يكرس لأحد كبار الفنانين أو يكتشف إحدى المواهب الجديدة، بينما الثورة مازالت تثمر فناً جديداً، أما العمل الخيري فينبغي أن يخرج عن دائرة الحكم والتقييم الفنيين.
الثورة بين التوثيق التاريخي والإلهام الفني
وماذا إذن سيكون مستقبل المعارض في الفترة المقبلة، هل ستستمر في تقديم أعمال عن الثورة؟ أم أنها ستتوسع وتخرج عن الرؤية المباشرة للثورة لتطرح رؤى مغايرة قد تحمل ملامح المرحلة القادمة؟ ألم يكن الفن دائماً حاملاً لرؤى المستقبل؟
شيرويت شافعي مديرة قاعة «سفر خان»، ترى المشهد الفني بشكل شديد التفاؤل، حيث تنوي أن تقيم معارض متنوعة في الفترة المقبلة: «سوف أتمسك في المرحلة المقبلة بشباب الفنانين وأعيد اكتشافهم»، مضيفة أن الحياة ستسير في مجراها الطبيعي في الأيام القادمة وستكون الناس شغوفة بالفن الجديد.
غير أن السؤال الذي سيطرح في المرحلة المقبلة هو تحديد الفارق الذي يفصل بين التوثيق التاريخي للحدث وبين العمل الفني الذي يفترض مستوى من المجاز والخيال والفنية، أي إلى أي مدى قد تنال روح التوثيق من فنية العمل؟ حتى لا يصبح المنتج الفني وليد اللحظة أشبه بالأعلام والشارات.
أما الجانب التسجيلي فيتمثل في الصور الصحفية التي واكبت لحظات الثورة ونشرت الصحف بعضاً منها. بينما الأعمال الفنية لا يمكن أن تكون نقلاً أميناً للواقع، بل إن مجمل الأعمال الفنية تشكل في النهاية توثيقاً فنياً لأحداث الثورة. ونرى مثالاً واضحاً على هذا في الأعمال الجدارية كبيرة الحجم التي عرف بها الفنان طه قرني، التي عُرض جانب منها في قاعة «بيكاسو». ورغم أنها تنال إعجاب الجماهير، فإنها رصد توثيقي للتظاهرات بها أدق التفاصيل وتصبح أقرب إلى الصورة الفوتوغرافية، لدرجة أنها تصور اللافتات وما كتب عليها، مثل لافتة «احذروا» التي يحذر فيها الفنان من «الثورة المضادة».
وعلى الجانب الآخر تمثل أعمال شباب المصورين المعروضة أعمالهم بقاعة «سفر خان» تسجيلاً وثائقياً لا يخلو من فنية وإعادة إنتاج للصورة الفوتوغرافية، بحيث حمل رؤية فنية خاصة، مثل أعمال حسام حسن الذي قدم مجموعة أعمال فوتوغرافية تمت معالجتها بالمونتاج والفوتوشوب وإبراز النيجاتيف وإضافة الألوان، لتقدم لوحات أقرب إلى البوب آرت.
أما أعمال علاء طاهر وباسم سمير التي لم يتم التدخل فيها فنياً، فاعتمدت على براعة اللقطات وطزاجة رؤية الفنانين الشباب الذين عايشوا الحدث وأبرزوا جوانبه المسكوت عنها، مثل صورة علاء طاهر التي التقطها من أسفل العلم المصري المحمول بأيدي مئات الشباب، بينما الصورة التقليدية المعروفة كانت الصورة البانورامية التي تصور العلم من أعلى.
أما باسم سمير فقد التقط الكتابات التي كتبها بنفسه على الأسوار وصارت مثل لوحات الجرافيتي المعروفة، التي تخط كتابات ورسوم التمرد في بلدان العالم المختلفة. إنها اللغة العصرية وروح الثورة التي يتحتم علينا أن ننصت لها في المرحلة المقبلة .