ويبقى المتنبي... شاعر النفس الإنسانية
وهل ثمة جديد يقال عن أبي الطيب وشعره، وهو الذي ملأ الدنيا وشغل الناس قرونًا متصلة وما يزال؟
لابد أن وراء هذا الحضور الدائم لشعره سرًّا لم تُفك طلاسمه بعد، وسحرًا يتزايد بكثرة وارديه وقاصدي ضفافه. والسؤال الذي يجب طرحه اليوم هو: لماذا نجح شعر المتنبي - دون سواه - في تمثيل الذاكرة الشعرية العربية، والإقامة في طواياها وعبر تخومها، استدعاءً واستشهادًا ومرجعية على تعاقب الأزمان وتعدّد الأوطان؟
تُرى هل نستطيع الآن أن نتمثَّل عربيًّا بدويًّا، تسكنه البادية بكل قيمها وتقاليدها وهواجسها، يضرب في فجاج الأرض، متعاليًا على كل ما حوله من صعاب وأهوال وتحديات، وكل من يراه من الولاة والقادة والحكام والأمراء، شامخًا بفطرته التي تنتج مثل هذا الشعر، وخبرته الإنسانية التي اتسعت لكل الأحداث والمواقف والأشواق والتطلعات والانكسارات والانتصارات، بحيث لا يكاد يعبر خاطر نفسيّ، إلا وتسرع الذاكرة العربية إلى استدعاء شيء من شعر هذا البدويّ حتى النخاع، وإن كان يساير أهل الحضر، ويجاور سكان الثغور والعواصم، وينزل في بلاط سادة القوم، دون أن يفقد بدويته أو يتخلى عن مكوّناته الأولى؟
يبدأ الموقف الإنساني - في هذه الحال - بوعي التفرد وزهو التوحد واتساع مساحات الاختلاف، والبوْن الشاسع بينه وبين سواه، ثم يزداد هذا الوعي حتى ليكاد يصبح خانقًا لصاحبه حين لا يجد حوله من يلائمه أو يستصحبه، نِدًّا أو قرينًا أو مماثلاً، يحقق نداوة المشاركة ويقوم بدور رجع الصدى لما يصدر عنه من أقوال وأفعال. عندئذٍ تبدأ الغربة، وتتسع آفاق الاغتراب، ويدرك أنه ليس في زمانه ولا مكانه، ولا بين أنداده ونظرائه. إنه يرى ما لا يرون، ويدرك ما لا يدركون، ويعيش أزمته الإنسانية الوجودية على قلقٍ كأِنه الريح تحته، يُغبّر بفرسه من موضع إلى آخر، ويصطدم في ترحاله بوجه شائه بعد وجه، فالعصر مختلف، والناس على غير طباعهم وجوهر حقيقتهم، والكذابون المراؤون قد سدّوا السبل أمام أصحاب الحقيقة والرأي الصُّراح:
في كل أرضٍ وطئتها أممٌ
تُرعى بعبد كأنها غنمُ
وإنما الناس بالملوك ولا
يصلح عُربٌ ملوكها عجمُ
وتزداد نبرة احتجاجه وغضبه حين يقول:
ما مقامي بأرض «نخلة» إلا
كمقام المسيح بين اليهود
أنا في أمة تداركها اللهُ
غريب كصالح في ثمود
وتسوقه قدماه وتدفعه مطامحه إلى الأرض التي تسدّ عليه فجاج الرحمة، وتُلغي إحساسه بهويَّته التي يبدو وكأنه أضاعها في زحام ما ضاع:
ولكنّ الفتى العربي فيها
غريب الوجه واليد واللسانِ
هذه الغربة وهذا الاغتراب - بمعناهما الحقيقي والمجازي - ودلالتيهما الحياتية والوجودية، هما مفتاح هذا السرّ الدفين، الذي جعله يستشعر أنه فوق عصره... حكامًا ومحكومين، وأنه فوق شعرائه... منزلة ومكانة، وأنه فوق وجوده - الذي يحدده عمر وتاريخ - لأنه الدائم السطوع بقصائده الدائمة الدوران:
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جرّاها ويختصمُ
وهو لا يترك مجالاً للتخييل، حين نحاول رسم صاحب هذه الصورة الاغترابية العظمى في تاريخ الشعر العربي، إنه قادر على رسمها وتشخيصها والنفخ فيها من روحه لتصبح ملء السمع والبصر، والعقل والوجدان، حين يقول مستهلاًّ أبياته بالكلمة الدالة اتغرَّبب:
تغرَّب لا مُستعظمًا غير نفْسهِ
ولا قابلاً إلا لخالقهِ حُكْما
ولا سالكًا إلا فؤاد عجاجةٍ
ولا واجدًا إلا لمكرمةٍ طعما
يقولون لي: ما أنت؟ في كلّ بلدة
وما تبتغي؟ ما أبتغي جلَّ أن يُسمى
كأن بنيهم عالمون بأنني
جلوبٌ إليهم من معادنه اليُتْما
وما الجمع بين الماء والنار في يدي
بأصعب من أن أجمع الجَدَّ والفهما
ولكنني مُستنصرٌ بذُبابهِ
ومرتكبٌ في كلّ حال به الغَشْما
وجاعله يوم اللقاء تحيتي
وإلا فلستُ السيد البطل القرْما
إذا فُلّ عزمي عن مدىً خوْفَ بُعده
فأبعد شيء ممكن لم يجدْ عزما
وإني لمن قوم كأنّ نفوسهم
بها أنفٌ أن تسكن اللحم والعظْما
كذا أنا يا دنيا، إذا شئتِ فاذهبي
ويا نفسُ زيدي في كرائهها قُدْما
فلا عبرتْ بي ساعةٌ لا تُعزّني
ولا صحبتني مهجةٌ تقبل الظلما
مثل هذه الروح المترعة بالكبرياء، وهذه النفس المتأبية على الاندراج في نفوس الآخرين، هي التي جعلت نظرته إلى صنعته الشعرية نظرة المبدع الذي ينحت على غير مثال، وهو إذ يرسم صورًا شتى لممدوحيه - على مدار حياته الشعرية - فهو لا يفتأ يذكّرنا بأنه ليس أقلّ منهم شأنًا ولا أدنى مرتبة، بل هو من الملوك الذين يمدحهم ويضفي عليهم من شعره:
وفؤادي من الملوك وإن كا
ن لساني يُرى من الشعراء
وصحيح أنه يتقبل عطايا ممدوحيه ويسعد لنوالهم، لكنه لا ينسى لحظة واحدة أن ما يعطونه زائل وأن ما يمنحهم هو من روائع شعره، باقٍ وخالد. وإنه حين ينظر إلى سيف الدولة الحمداني - على سبيل المثال - معجبًا بكرمه وشجاعته وحسن تذوقه للشعر، فهو لا يغيب عنه أنه صانع صورة سيف الدولة على عينيه وعلى غير مثال سابق. فإن كان سيف الدولة يغمره بعطاياه وصنائعه، فإنه - أي المتنبي - يصنعه في شعره على الصورة التي يريدها له، وكأننا أمام معادلة فذة: الممدوح يضمن للشاعر حياته ووجوده وبحبوحة عيشه، والشاعر بدوره يضمن لممدوحه حياة من صنعه هو وصورة من نسجه هو، نرى فيها الممدوح - سيف الدولة مثلاً - في تشكيل مُصوِّرٍ متفرِّد هو المتنبي، وبألوان شاعر لا مثيل له هو أبوالطيب، وكأن شعر أبي الطيب هو الذي ينفخ الروح ويبعث الحياة في صورة هذا الممدوح المرسومة وتمثاله المنحوت. يقول أبوالطيب في واحدة من لوحاته الشعرية البديعة في ممدوح غير سيف الدولة هو ابن شمسه الأنطاكي:
نفحتنا منه الصّبا بنسيم
ردّ روحاً في ميِّت الآمال
أكبر العيب عنده البخل، والطعـ
ـنُ عليه التشبيهُ بالرئبالِ
والجراحات عنده نغماتٌ
سبقتَ قبل سيْبهِ بسؤال
ذا السراجُ المنيرُ، هذا النقيُّ الــ
ـجيبِ، هذا بقية الأبدالِ
فخذا ماء رجله فانضحا في المدْ
نِ تأمن بوائق الزلزال
مالئا من نواله الشرق والغرب
ومن خوفه قلوب الرجال
قابضا كفّه اليمين عن الدنْـ
ـيا، ولو شاء حازها بالشِّمال
نفسهُ جيشه، وتدبيرهُ النَّصْـ
ـر، وألحاظهُ الظبى والعوالي
وله في جماجم المال ضربٌ
وقعه في جماجم الأبطالِ
رجل طينهُ من العنبر الور
دِ، وطين العباد من صلصالِ
فبقيات طينه لاقت الما
ءَ، فصارت عذوبةً في الزلال
وبقايا وقاره عافت النَّا
سَ، فصارت ركانةً في الجبالِ
أنت طورًا أمرُّ من ناقع السّمـ
ـم، وطورًا أحلى من السلسال
إنما الناس حيث أنت، وما النّا
سُ بناسٍ في موضعٍ منك خالِ
هذا الشاعر الذي يقول عن نفسه:
وفؤادي من الملوك وإن كا
ن لساني يُرى من الشعراءِ
كأنه كان يقول لممدوحيه: كونوا على الصورة التي رسمتها لكم، لقد أبرزتُ ما فيكم من جمال وجلال وكمال، وغطّيت على ما فيكم من نقص البشر ووجوه ضعفهم، فاسعوْا جاهدين لتحقيق صورتكم في شعري، فهكذا صنعتكم، وهكذا بالغتُ في تزيينكم وتجميلكم، لتكونوا أمثلة للناس، وقدوة للرعية.
المتنبي صانع اللوحات الشعرية البديعة وصائغها، يفتنُّ في التفاصيل، ويبرع في جوانب اللوحة وزواياها، حتى ليكاد ينطقها، ويجعلها منافسة للأصل البشري الذي حاكاه في شعره. وفي واحدة من هذه اللوحات التي استوقفته صاحبتها يقول:
سفرت وبرقعها الحياءُ بصفرةٍ
سترت محاجرها ولم تك بُرقعا
فكأنها والدمع يقطرُ فوقها
ذهب بِسمطيْ لؤلؤ قد رُصّعا
كشفت ثلاث ذوائب من شعرها
في ليلة، فأَرتْ لياليَ أربعا
واستقبلتْ قمر السماء بوجهها
فأرتْنيَ القمرين في وقتٍ معا
وفي لوحة شعرية ثانية يقول:
لبسْنَ الوشي لا مُتجملاتٍ
ولكن كي يصنّ به الجمالا
وضفّرْنَ الغدائر لا لحسنٍ
ولكن خِفْنَ في الشَّعْر الضلالا
بجسمى مَنْ برتْهُ فلو أصارت
وشاحي ثَقْبَ لؤلؤة لجالا
ولولا أنني في غير نومٍ
لَبِتُّ أظنّني مني خيالا
بدت قمرًا، ومالت خوط بانٍ
وفاحت عنبرًا، ورنَتْ غزالا
كأنّ الحزن مشغوف بقلبي
فساعة هجرها يجدُ الوصالا
كذا الدنيا على من كان قبلي
صروفٌ لم يُدمْنَ عليه حالا
فما حاولتُ في أرضٍ مُقامًا
ولا أزمعتُ عن أرضٍ زوالا
على قلِقٍ كأن الريح تحتي
أُوجّهها جنوبًا أو شمالا
هكذا يمضي بنا أبوالطيب، وشعره لا ينفكُّ يغمرنا بأقباس لا مثيل لها من التصوير والتجسيد، وإحكام الصيغة التي تمّ تركيزها حتى تتسع لدلالات شتى، تأخذ بقارئها من طبقة إلى طبقة، ومن عالم إلى عالم آخر، يمضي بنا وكأنه ينثر من ورائه دُررًا لم تجتمع لصائغٍ سواه، وهو يقول:
خليلُكُ أنتَ، لا من قلت خِلّي
وإن كثر التجمُّلُ والكلامُ
وشبهُ الشيء منجذبٌ إليه
وأشبههُ بدنيانا الطغام
ومن خبر الغواني فالغواني
ضياء في بواطنه ظلامُ
تلذُّ له المروءة وهي تُغري
ومن يعشقْ يلذَّ له الغرامُ
ويطلق صيحته المدوية الكاشفة عن طبائع النفوس، وحيرتها بين الجبن والشجاعة، حين يقول:
يرى الجبناءُ أن العجز عقلٌ
وتلك خديعةُ الطبع الّلئيمِ
وكلُّ شجاعة في المرء تُغني
ولا مثل الشجاعة في الحكيم
وكم من عائبٍ قولاً صحيحًا
وآفتهُ من الفهم السّقيم
ولكن تأخذ الآذان منه
على قدر القرائح والفهومِ
وفي لحظة التأمل العميق والحكمة الخالصة الصافية، يصل المتنبي - في وثباته الشعرية - إلى ما يعجز عن بلوغه سواه، حين يقول:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يُراق على جوانبه الدمُ
والظلُم في خُلُقِ النفوس فإن تجد
ذا عفة، فلعلةٍ لا يظلمُ
ومن البلية عذل من لا يرعوي
عن جهله وخطابُ من لا يفهمُ
ومن العدالة ما ينالك نفعهُ
ومن الصداقة ما يضرُّ ويؤلمُ
ويروى قوله: اوالظلم في خُلق النفوسب بطريقة أخرى هي: اوالظلم من شيمِ النفوسب. هنا نجد مصداقًا لنفاذ معرفة المتنبي بالناس، وعمق خبرته بالحياة والأحياء، وارتطامه - في غدواته وروحاته - بكل ما يتراكم من ألوان ضعفهم وأخطائهم وهوانهم على أنفسهم، وهو الذي يلخّص خبرته هذه في بيت شديد القسوة والمباشرة:
ومن عرَف الأيام معرفتي بها
وبالناس، روّى رمحه غير راحمِ
فالعداء بينه وبين الأيام - بتصرّفاتها وتقلباتها-، وبينه وبين الناس - بسوء طواياهم وملقهم وزيفهم ونفاقهم - عداء أصيل في نفسه، تتصاعد درجاته مع تصاعد درجة المعرفة بهم والخبرة بأحوالهم وأوضاعهم. وتضافر السعي الكريه بين الناس والزمان، والصحبة التي جمعت بين سوء فعالهم وسوء فعاله، أمر يستوقفه بألوان من الحيرة والتأمل، وصولاً إلى الجزم والقطع في أمرٍ لم يعد خافيًا عليه. إذن فليفردْ له نصًّا شعريًّا بديعًا، لا نجد له نظيرًا عند غيره من شعراء الحكمة والتفلسف، بين القدماء والمحدثين، وليمتلئ هذا النص الشعري ويتوهج بالبناء المحكم والصياغة التي تجمع بين مُكْنة الصنعة الفنية وجمال التدفق الشعري حين يقول:
صحب الناس قبلنا ذا الزمانا
وعناهم من شأنه ما عنانا
وتولّوا بغصةٍ كلُّهم منهُ
وإن سرَّ بعضهم أحيانا
ربّما تحسن الصنيع لياليهِ
ولكن تكدّر الإحسانا
وكأنّا لم نرْض فينا بريب الدّ
هر حتى أعانه من أعانا
كلما أنبت الزمان قَناةً
ركّب المرء في القناة سنانا
ومراد النفوس أصغرُ من أن
نتعادى فيه وأن نتفانى
غير أنّ الفتى يُلاقي المنايا
كالحاتٍ ولا يلاقي الهوانا
ولو أنّ الحياة تبقى لحيٍّ
لعددْنا أضلّنا الشجعانا
وإذا لم يكن من الموت بدٌّ
فمن العجز أن تكون جبانا
كلُّ ما لم يكن من الصعب في الأنـ
ـفسِ سهلٌ فيها إذا هو كانا
ويكمل غوْصَهُ في أعماق النفس الإنسانية، وكشْفَهُ عن خفاياها وخباياها ودخائلها، ووصولهُ إلى الذروة التي تريح، والحال التي لم تعد تُدهش، بقوله في ثنايا قصيدته وقد أصابته الحمّى التي ألجأته إلى الرقاد وملازمة الموضع والمكان - كأنه طريح الإقامة الجبرية - وإطلاق العنان للمراجعة، مراجعة نفسه ونفوس الآخرين، عندما يقول:
ولما صار ودُّ الناسِ خِبًّا
جزيْتُ على ابتسامٍ بابتسامِ
وصرتُ أشكُّ في من أصطفيه
لعلمي أنه بعضُ الأنامِ
يحبُّ العاقلون على التصافي
وحبُّ الجاهلين على الوَسام
أرى الأجداد تغلبها كثيرا
على الأولاد، أخلاقُ اللئام
ولست بقانع من كلِّ فضلٍ
بأن أُعزى إلى جدٍّ هُمامِ
عجبتُ لمن له قدٌّ وحدٌّ
وينبو نَبوْةَ القضمِ الكهامِ
ومن يجد الطريق إلى المعالي
فلا يذر المطيَّ بلا سنامِ
ولم أرَ في عيوب الناس شيئا
كنقص القادرين على التّمامِ
وصولاً إلى البيتين االكاشفينب في قصيدته وهو يخاطب الحمّى التي أصابته، في حين أنه يعاني زحام العلل والمصائب ويجتمع فيه من الأرزاء ما يجعله مُجرّحا لم يبق فيه مكان لسهم جديد:
أبنتَ الدهر عندي كلُّ بنتٍ
فكيف وصلْتِ أنت من الزحامِ؟
جرحْتِ مُجرّحًا لم يبْق فيه
مكان للسيوف ولا السّهامِ
وتقترب القصيدة من نهايتها، كما تقترب المكاشفة من تحققها، وهو ما يزال يردّد:
فإن أمرض فما مرض اصطباري
وإن أُحممْ فما حُمَّ اعتزامي
وإن أسلم فما أبقى، ولكن
سلمتُ من الحِمامِ إلى الحمامِ
والذي لا شك فيه أن هذه النفس الطعينة في داخل المتنبي، وهذا التطواف الهائل في تقلبات الأحداث وغدر الأيام، والتماس التأسي في ازدياد الخبرة والمعرفة بالحياة والناس، كل ذلك يمثل مدخلاً إلى بعض الإجابة عن السؤال الذي طرحناه منذ البداية وهو: لماذا نجح شعر المتنبي - دون سواه - في تمثيل الذاكرة الشعرية العربية، استدعاءً واستشهادًا ومرجعية، على تعاقب الأزمان وتعدّد الأوطان؟
ذلك أنه شاعر النفس الإنسانية .