رفعت قيمة أسهمها في بورصة سوق المال محتويات وسائل التواصل الاجتماعي مادة للباحثين

رفعت قيمة أسهمها في بورصة سوق المال محتويات وسائل التواصل الاجتماعي مادة للباحثين

بين‭ ‬ما‭ ‬تتداوله‭ ‬الصحافة‭ ‬المهتمة‭ ‬بوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الجديدة،‭ ‬وخصوصا‭ ‬تلك‭ ‬المختصة‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬والمال،‭ ‬متابعة‭ ‬القيمة‭ ‬المادية‭ ‬لمواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬للشركات‭ ‬المؤسسة‭ ‬لها،‭ ‬وهي‭ ‬مبالغ‭ ‬خرافية‭. ‬وربما‭ ‬يظن‭ ‬الكثيرون‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬الأساس‭ ‬لارتفاع‭ ‬قيمة‭ ‬تلك‭ ‬الشركات‭ ‬ولحجم‭ ‬استثماراتها‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬لتلك‭ ‬المواقع‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬توفيره‭ ‬من‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬مقابل‭ ‬الإعلانات‭.‬

لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬اليوم‭ ‬السبب‭ ‬الوحيد‭ ‬لمثل‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬المتزايد‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬تلك‭ ‬الشركات‭ ‬وارتفاع‭ ‬قيمة‭ ‬أسهمها‭ ‬بالتالي‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬البورصة‭ ‬العالمية،‭ ‬بل‭ ‬بسبب‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬البيانات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمستخدمين،‭ ‬وخصوصا‭ ‬الموقعين‭ ‬الأكثر‭ ‬شهرة‭ ‬وهما‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬‭ ‬و«فيس‭ ‬بوك‮»‬‭ ‬للمحللين‭ ‬والخبراء‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عديدة‭ ‬طبية‭ ‬وعلمية‭ ‬وصحية‭ ‬وغيرها‭. ‬

لكن‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات‭ ‬الخاصة‭ ‬بتقييم‭ ‬قيمة‭ ‬الشركات‭ ‬العملاقة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ظهرت‭ ‬عند‭ ‬الارتفاع‭ ‬المذهل‭ ‬لقيمة‭ ‬تلك‭ ‬المواقع،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬المتعاملين‭ ‬مع‭ ‬البورصة‭ ‬يتساءلون‭: ‬هل‭ ‬يمتلك‭ ‬موقع‭ ‬تواصل‭ ‬اجتماعي‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬فيس‭ ‬بوك‮»‬‭ ‬حقا،‭ ‬ما‭ ‬يبرر‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬قيمته‭ ‬إلى‭ ‬135‭ ‬مليار‭ ‬دولار؟‭! ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬لموقع‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬اليوم‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الناجحة‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬قيمة‭ ‬السهم‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬34‭ ‬دولارا،‭ ‬وأن‭ ‬تبلغ‭ ‬قيمته‭ ‬السوقية‭ ‬14‭ ‬مليار‭ ‬دولار؟‭! ‬

فللإجابة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬تم‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التتبع‭ ‬للنشاطات‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬للدراسات‭ ‬والأبحاث‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬البيانات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬استخلاصها‭ ‬من‭ ‬تغريدات‭ ‬أو‭ ‬تعليقات‭ ‬المستخدمين‭.‬

ولا‭ ‬علاقة‭ ‬هنا‭ ‬للأمر‭ ‬بموضوع‭ ‬الخصوصية‭ ‬أو‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬للمستخدمين،‭ ‬بل‭ ‬مجرد‭ ‬استخدام‭ ‬آلات‭ ‬التحليل‭ ‬المبرمجة‭ ‬لتحديد‭ ‬ظواهر‭ ‬مختلفة‭. ‬

 

تثمين‭ ‬التغريدات‭!‬

تبين‭ ‬للمحللين‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬،‭ ‬إضافة‭ ‬لما‭ ‬تحققه‭ ‬من‭ ‬أرباح‭ ‬بسبب‭ ‬الإعلانات،‭ ‬فهي‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قيمته‭ ‬نحو‭ ‬47‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬سنويا‭ ‬مقابل‭ ‬الترخيص‭ ‬لجهات‭ ‬بحثية‭ ‬بعينها‭ ‬لاستخدام‭ ‬التغريدات‭ ‬المسجلة‭ ‬على‭ ‬الموقع‭ ‬بغرض‭ ‬التحليل‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬أغراض‭ ‬بحثية‭. ‬

ويبدو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المنجم‭ ‬المعلوماتي‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬‭ ‬بالفعل‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬إفادتنا‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬المؤشرات‭ ‬التي‭ ‬تفيد‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬متعددة‭ ‬مختلفة‭. ‬

المعلومات‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬‭ ‬للباحثين‭ ‬هي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬تغريدات‭ ‬تصل‭ ‬أعدادها‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬ملايين‭ ‬لمستخدمين‭ ‬من‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم،‭ ‬ويتم‭ ‬تقسيمها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المحللين‭ ‬حسب‭ ‬طبيعة‭ ‬أو‭ ‬هدف‭ ‬الدراسة‭. ‬

أوردت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬نيوساينتست‮»‬‭ ‬العلمية‭ ‬المتخصصة‭ ‬تقريرا‭ ‬حول‭ ‬الموضوع‭ ‬أشارت‭ ‬فيه‭ - ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ - ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬أقسام‭ ‬الدراسات‭ ‬الطبية‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬أراد‭ ‬تتبع‭ ‬مدى‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬الإنفلونزا‭ ‬في‭ ‬نيويورك،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحليل‭ ‬بيانات‭ ‬أي‭ ‬تغريدة‭ ‬تأتي‭ ‬فيها‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬مريض‮»‬‭ ‬أو‭ ‬مريض‭ ‬بالإنفلونزا،‭ ‬أو‭ ‬أشعر‭ ‬بالتعب،‭ ‬باستخدام‭ ‬جهاز‭ ‬مبرمج‭ ‬بخوارزميات‭ ‬تتيح‭ ‬له‭ ‬هذا‭ ‬التحليل،‭ ‬كما‭ ‬تستبعد،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬بعض‭ ‬الجمل‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬كلمة‭ ‬مريض‭ ‬في‭ ‬استخدامات‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬المرض‭ ‬Sick،‭ ‬أي‭ ‬حين‭ ‬تستخدم‭ ‬مثلا‭ ‬بمعنى‭ ‬‮«‬قرفت‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬زهقت‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬النتيجة‭ ‬مدهشة،‭ ‬إذ‭ ‬أمكن‭ ‬للفريق‭ ‬البحثي‭ ‬أن‭ ‬يحدد‭ ‬مدى‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس‭ ‬في‭ ‬نيويورك،‭ ‬ويصل‭ ‬إلى‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬التنبؤ‭ ‬بمدى‭ ‬انتشاره‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ ‬وتحديد‭ ‬بعض‭ ‬المواقع‭ ‬أو‭ ‬الأحياء‭ ‬التي‭ ‬يبدو‭ ‬فيها‭ ‬معدل‭ ‬انتشار‭ ‬العدوى‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬غيرها،‭ ‬وتوجيه‭ ‬التحذيرات‭ ‬بالتالي‭ ‬لسكان‭ ‬نيويورك‭ ‬وفقا‭ ‬لهذه‭ ‬المؤشرات‭. ‬

 

رصد‭ ‬التغيرات‭ ‬اللغوية

وصحيح‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬لعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬مستخدميه‭ ‬يعد‭ ‬أسرع‭ ‬وسيلة‭ ‬ممكنة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الأخبار‭ ‬ومتابعة‭ ‬الأحداث‭. ‬لكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمحللين‭ ‬المهتمين‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬المتابعة‭ ‬الآنية‭ ‬للأحداث‭ ‬هناك‭ ‬أهداف‭ ‬أخرى،‭ ‬وبينها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬تحليل‭ ‬البيانات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تغريدات‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تتبع‭ ‬المصطلحات‭ ‬التي‭ ‬يشتقها‭ ‬المستخدمون،‭ ‬وخصوصا‭ ‬الشباب،‭ ‬سواء‭ ‬باختصار‭ ‬حروف‭ ‬الكلمة‭ ‬الأصلية‭ ‬أو‭ ‬باختلاق‭ ‬مرادف‭ ‬جديد‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬معنى‭ ‬محدد‭. ‬وقد‭ ‬تمكن‭ ‬المختصون‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬تتبع‭ ‬كيفية‭ ‬انتشار‭ ‬‮«‬مصطلح‭ ‬شبابي‮»‬‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬متداولا‭ ‬في‭ ‬كاليفورنيا،‭ ‬لكنه‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬المستخدمين‭ ‬هناك،‭ ‬وأصبح‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬مفرداتهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬‭. ‬

والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬يمكن‭ ‬رصدها‭ ‬عربيا‭ ‬في‭ ‬‮«‬فيس‭ ‬بوك‮»‬‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬عدة،‭ ‬سواء‭ ‬بملاحظة‭ ‬كيفية‭ ‬قيام‭ ‬بعض‭ ‬المستخدمين‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬الوسط‭ ‬مثلا،‭ ‬باستخدام‭ ‬مصطلحات‭ ‬كان‭ ‬دخولها‭ ‬إلى‭ ‬الـ«فيس‭ ‬بوك‮»‬‭ ‬قد‭ ‬بدأ‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الشباب‭ ‬والمراهقين،‭ ‬سواء‭ ‬لوصف‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬جمال‭ ‬امرأة‭ ‬أو‭ ‬لتوصيف‭ ‬وضع‭ ‬مرتبك‭ .‬‭. ‬إلخ‭.‬

 

في‭ ‬سوق‭ ‬المال

بين‭ ‬ما‭ ‬رصدته‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬نيوساينتست‮»‬‭ ‬من‭ ‬إمكانات‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬‭ ‬التي‭ ‬استخدمت‭ ‬في‭ ‬بورصة‭ ‬الأوراق‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬هو‭ ‬إمكانات‭ ‬التنبؤ‭ ‬بشكل‭ ‬أسرع‭ ‬باتجاهات‭ ‬الأسهم‭ ‬بشكل‭ ‬يفوق‭ ‬أي‭ ‬وسيلة‭ ‬إعلامية‭ ‬أخرى‭. ‬فعندما‭ ‬ظهر‭ ‬خبر‭ ‬إطلاق‭ ‬النيران‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬‮«‬كابيتول‭ ‬هول‮»‬،‭ ‬وظهر‭ ‬الخبر‭ ‬في‭ ‬التلفزيون‭ ‬المحلي،‭ ‬انخفض‭ ‬المؤشر‭ ‬بمعدل‭ ‬20‭ ‬نقطة،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬سوق‭ ‬الأسهم‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬تجري‭ ‬تحليلا‭ ‬سريعا‭ ‬على‭ ‬تغريدات‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬‭ ‬لتعرف‭ ‬مدى‭ ‬انتشار‭ ‬الخبر‭ ‬وبالتالي‭ ‬مدى‭ ‬جدية‭ ‬تأثيره‭ ‬في‭ ‬البورصة‭ ‬لاتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬المناسب‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭. ‬

وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬سوق‭ ‬المال،‭ ‬فقد‭ ‬دخل‭ ‬الأطباء‭ ‬النفسيون‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬مستخدمي‭ ‬التغريدات‭. ‬وليس‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصفح‭ ‬حسابات‭ ‬مرضاهم‭ ‬على‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬‭ ‬كما‭ ‬قد‭ ‬يتصور‭ ‬البعض،‭ ‬بل‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التحليل‭ ‬الإحصائي‭ ‬الإلكتروني‭ ‬المبرمج‭ ‬واسع‭ ‬المدى‭. ‬

فالهدف‭ ‬هنا‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استقراء‭ ‬متوسط‭ ‬الشعور‭ ‬بالسعادة‭ ‬عند‭ ‬الأمريكيين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رصد‭ ‬‮«‬التغريدات‮»‬‭ ‬التي‭ ‬توحي‭ ‬بالإحساس‭ ‬بالسعادة‭ ‬أو‭ ‬تعبِّر‭ ‬عن‭ ‬الاكتئاب‭ ‬أو‭ ‬الإحباط،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬المشاعر‭ ‬السلبية‭.‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬قام‭ ‬أحد‭ ‬الباحثين‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬بوسطن‭ ‬وهو‭ ‬آلان‭ ‬ميسولف‭ ‬بتحليل‭ ‬جميع‭ ‬التغريدات‭ ‬التي‭ ‬وردت‭ ‬على‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2006‭ ‬و2009‭ ‬باستخدام‭ ‬برنامج‭ ‬قياس‭ ‬تحليلي‭ ‬لمصطلحات‭ ‬سيكولوجية‭ ‬يتم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬معرفة‭ ‬دلالة‭ ‬التغريدات،‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬السعادة‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬الحزن‭.‬‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬التحليل‭ ‬تبين‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬سكان‭ ‬الساحل‭ ‬الغربي‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أكثر‭ ‬سعادة‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬الساحل‭ ‬الشرقي‭. ‬كما‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬المزاج‭ ‬العام‭ ‬للأمريكيين‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬حالاته‭ ‬في‭ ‬صباحات‭ ‬يوم‭ ‬الأحد،‭ ‬ثم‭ ‬ينخفض‭ ‬متوسط‭ ‬السعادة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الأسبوع‭ ‬حتى‭ ‬مساء‭ ‬الخميس‭. ‬

من‭ ‬بين‭ ‬الأبحاث‭ ‬التي‭ ‬أجراها‭ ‬مركز‭ ‬بحثي‭ ‬مختص‭ ‬في‭ ‬السموم‭ ‬أيضا‭ ‬محاولة‭ ‬رصد‭ ‬مدى‭ ‬انتشار‭ ‬حالات‭ ‬التسمم‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬نيويورك،‭ ‬بسبب‭ ‬تناول‭ ‬الطعام‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المطاعم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تركيز‭ ‬استخدام‭ ‬مفردتي‭ ‬‮«‬معدة‮»‬‭ ‬و«مريض‮»‬،‭ ‬وكان‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيس‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬تحديد‭ ‬المطاعم‭ ‬التي‭ ‬يرد‭ ‬ذكرها‭ ‬مقترنة‭ ‬بحالات‭ ‬التوعك‭ ‬المعدي‭ ‬أو‭ ‬التسمم‭. ‬

ومرة‭ ‬أخرى،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المبررات‭ ‬التي‭ ‬تمنح‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬‭ ‬دخلا‭ ‬إضافيا‭ ‬سنويا،‭ ‬أي‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الدافع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المؤشرات،‭ ‬يتجلى‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الدراسات‭ ‬تجعل‭ ‬منه‭ ‬أداة‭ ‬لقياس‭ ‬الدلالات‭ ‬أو‭ ‬التوجهات‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مجالات‭ ‬بينها‭ ‬المجالات‭ ‬الطبية‭ ‬والصحية،‭ ‬أو‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬أو‭ ‬اللغوية‭. ‬

 

دور‭ ‬رقابي

على‭ ‬صعيد‭ ‬آخر،‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نتبين‭ ‬دورا‭ ‬جديدا‭ ‬تلعبه‭ ‬وسائط‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الحديثة،‭ ‬وهو‭ ‬الدور‭ ‬الرقابي‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭. ‬والدور‭ ‬الرقابي‭ ‬هنا‭ ‬ليس‭ ‬بمعنى‭ ‬الوصاية،‭ ‬بل‭ ‬بمعنى‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬الجهات‭ ‬الرقابية‭ ‬الحكومية‭ ‬أو‭ ‬الأهلية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقويم‭ ‬أعمال‭ ‬المؤسسات‭ ‬والسلطات‭ ‬التنفيذية‭ ‬والجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬والشركات‭ ‬الخاصة‭. ‬

ففي‭ ‬مثال‭ ‬تتبع‭ ‬حالات‭ ‬التسمم،‭ ‬الذي‭ ‬أشرنا‭ ‬له‭ ‬سابقا،‭ ‬يبدو‭ ‬جليا‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬المؤشرات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنتج‭ ‬عن‭ ‬تحليل‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬‭ ‬لتحديد‭ ‬المطاعم‭ ‬التي‭ ‬يتسبب‭ ‬تناول‭ ‬الطعام‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المتاعب‭ ‬الصحية‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬الأجهزة‭ ‬الرقابية‭ ‬المختصة‭ ‬بجودة‭ ‬المطاعم‭ ‬على‭ ‬تكثيف‭ ‬جهودها‭ ‬في‭ ‬رقابة‭ ‬مناطق‭ ‬بعينها‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬مطاعم‭ ‬بعينها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬فرض‭ ‬مواصفات‭ ‬الجودة‭ ‬القياسية‭ ‬المتبعة‭. ‬

لكن‭ ‬تلك‭ ‬المجالات‭ ‬الخمسة‭ ‬التي‭ ‬أشرنا‭ ‬إليها‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬وحدها‭ ‬المزايا‭ ‬التي‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬تصاعد‭ ‬قيمة‭ ‬المواقع‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬فهناك‭ ‬مزايا‭ ‬أخرى‭ ‬تخص‭ ‬المستخدمين‭ ‬العاديين‭ ‬أنفسهم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭.‬

وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬فإن‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬الوظائف‭ ‬اليوم‭ ‬يجدون‭ ‬في‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬‭ - ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ - ‬وسيلة‭ ‬تساعدهم‭ ‬على‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الوظائف،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تتبعهم‭ ‬لحسابات‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬الوظائف‭ ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المختلفة،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تتبع‭ ‬حسابات‭ ‬شركات‭ ‬محددة‭ ‬يرغب‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬إحداها،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬متابعة‭ ‬إعلان‭ ‬الوظائف‭ ‬المرتقب،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬التواصل‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭. ‬

وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬أكثر‭ ‬تخصصا،‭ ‬يأتي‭ ‬موقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬‮«‬لينكد‭ ‬إن‮»‬‭ ‬LinkedIn،‭ ‬لكي‭ ‬يقدم‭ ‬وسيلة‭ ‬أكثر‭ ‬تخصصا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬عرض‭ ‬المستخدم‭ ‬لجميع‭ ‬خبراته‭ ‬المهنية‭ ‬وتجديدها،‭ ‬بحيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬المهتمين‭ ‬بطبيعة‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يمارسه،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يوفر‭ ‬له‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬آخر،‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬صادف‭ ‬مرور‭ ‬المهتمين‭ ‬على‭ ‬‮«‬البروفايل‮»‬‭ ‬الخاص‭ ‬بخبراته‭ ‬وسيرته‭ ‬المهنية،‭ ‬وحتى‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬مظهره‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الصورة‭ ‬الشخصية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬المستخدم‭ ‬بحفظها‭ ‬في‭ ‬صفحته‭ ‬الشخصية‭. ‬

ولا‭ ‬يستثنى‭ ‬من‭ ‬مزايا‭ ‬تقديم‭ ‬أو‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل،‭ ‬أو‭ ‬البحث‭ ‬عنها،‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬فيس‭ ‬بوك‮»‬،‭ ‬فهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تنشئ‭ ‬صفحات‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬الموقع،‭ ‬وتقدم،‭ ‬بين‭ ‬آن‭ ‬وآخر،‭ ‬إعلانات‭ ‬التقدم‭ ‬لوظائف‭ ‬جديدة‭ ‬متاحة‭ ‬بها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إعلانات‭ ‬الشركات‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬التوظيف‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬إعلانات‭ ‬مباشرة‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬مستخدم‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬الإعلان‭ ‬على‭ ‬صفحته‭ ‬ويتقدم‭ ‬بالتالي‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬لديه‭ ‬الرغبة‭ ‬ويمتلك‭ ‬مواصفات‭ ‬الوظائف‭ ‬المطلوبة‭.‬

لكن‭ ‬هذه‭ ‬المزايا‭ ‬ينبغي‭ ‬ألا‭ ‬تنسينا‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬عملة‭ ‬لها‭ ‬وجهان،‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬مسألة‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬المصاعب‭ ‬أو‭ ‬المتاعب‭ ‬والمشكلات‭. ‬فهناك‭ ‬تقارير‭ ‬عديدة‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الرقمية،‭ ‬تفيد‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬لها‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬وظائفهم‭ ‬بسبب‭ ‬بعض‭ ‬تعليقاتهم‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬‮«‬فيس‭ ‬بوك‮»‬،‭ ‬وبينها‭ ‬مثلا‭ ‬أن‭ ‬يقوموا‭ ‬بانتقاد‭ ‬رؤسائهم‭ ‬فيتعرضون‭ ‬للفصل‭ ‬من‭ ‬وظائفهم‭! ‬كما‭ ‬تسبب‭ ‬تعليق‭ ‬اتسم‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬الوقاحة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬موظف‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬طيران‭ ‬بريطانية‭ ‬تجاه‭ ‬أحد‭ ‬مشجعي‭ ‬فريق‭ ‬كرة‭ ‬قدم‭ ‬خصم‭ ‬للفريق‭ ‬الذي‭ ‬يشجعه،‭ ‬في‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬جزاءات‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬الشركة‭.‬

 

المجد‭ ‬للتصميم

لكن‭ ‬انتبهوا‭! ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬تحلي‭ ‬لمزايا‭ ‬جديدة،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أنها‭ ‬ستزداد‭ ‬بمرور‭ ‬الوقت،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتذكر‭ ‬الجملة‭ ‬التي‭ ‬أحبها‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتأسيس‭ ‬أي‭ ‬موقع‭ ‬أو‭ ‬خدمة‭ ‬افتراضية‭ ‬جديدة‭.. ‬وهي‭ ‬‮«‬المجد‭ ‬للتصميم‮»‬‭!‬

نعم‭ ‬المجد‭ ‬للتصميم‭ ‬الذي‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يحول‭ ‬‮«‬فيس‭ ‬بوك‮»‬‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬شبكة‭ ‬اتصال‭ ‬داخلية‭ ‬بين‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأصدقاء‭ ‬والزملاء‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬إلى‭ ‬أشهر‭ ‬موقع‭ ‬تواصل‭ ‬اجتماعي‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم‭. ‬فالمؤكد‭ ‬أن‭ ‬زوكربرج‭ ‬مؤسس‭ ‬‮«‬فيس‭ ‬بوك‮»‬‭ ‬ورفاقه‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬فكرة‭ ‬الشبكة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬بل‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬أول‭ ‬الدارسين‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬هارفارد‭ ‬تحديدا‭ ‬ممن‭ ‬توصلوا‭ ‬للفكرة،‭ ‬فقد‭ ‬سبقهم‭ ‬إليها‭ ‬كثيرون‭. ‬لكن‭ ‬الفارق‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬كمزحة‭ ‬بين‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأصدقاء‭ ‬وجد‭ ‬اهتماما‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬تطوير‭ ‬الفكرة‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬الاتصال‭ ‬البريدي‭ ‬الافتراضي‭ ‬العادي‭ ‬إلى‭ ‬مساحة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬التفاعل‭ ‬بين‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬المستخدمين‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭. ‬وكان‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬التصميم‭ ‬والبرمجة‭ ‬اللازمة‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬الإشكالية‭ ‬كلمة‭ ‬السر‭ ‬التي‭ ‬طورت‭ ‬الفكرة‭ ‬لاحقا‭ ‬بحيث‭ ‬يتحقق‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬عوامل‭ ‬إدمان‭ ‬الشخص‭ ‬على‭ ‬الوجود‭ ‬على‭ ‬الموقع،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم‭ ‬حرفيا،‭ ‬بحيث‭ ‬يضمن‭ ‬المؤسسون‭ ‬التفاعل‭ ‬المستمر‭ ‬بلا‭ ‬توقف‭ ‬بين‭ ‬المستهلكين،‭ ‬ولأطول‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬ممكنة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحويل‭ ‬الموقع‭ ‬إلى‭ ‬عادة‭ ‬يومية‭ ‬تفوق‭ ‬أي‭ ‬عادة‭ ‬أخرى‭ ‬وبينها‭ ‬حتى‭ ‬قراءة‭ ‬الصحف‭ ‬وتناول‭ ‬القهوة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تدخين‭ ‬السجائر‭. ‬

أي‭ ‬أن‭ ‬الأرضية‭ ‬أو‭ ‬القماشة‭ ‬الواسعة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الإعداد‭ ‬لها‭ ‬أولا‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬الاتساع‭ ‬ورحابة‭ ‬الأفق‭ ‬بحيث‭ ‬يمكن‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تستوعب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬للمستخدمين‭ ‬وتوسيع‭ ‬رقعة‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬تحديدا‭ ‬مزايا‭ ‬الاستثمار‭ ‬الناجح‭ ‬طويل‭ ‬الأجل‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ينظر‭ ‬للربح‭ ‬السريع‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬الجشع‭ ‬الضيقة،‭ ‬بل‭ ‬يقدم‭ ‬خدمة‭ ‬شديدة‭ ‬التميز‭ ‬وبلا‭ ‬تكلفة‭ ‬تذكر‭ ‬للمستهلك،‭ ‬ويقوم‭ ‬هو‭ ‬بتحصيل‭ ‬الأرباح‭ ‬والمزايا‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ثقة‭ ‬هؤلاء‭ ‬المستخدمين‭. ‬

لهذا‭ ‬كله‭ ‬فإن‭ ‬أسواق‭ ‬المال‭ ‬لن‭ ‬تقل‭ ‬ثقتها‭ ‬في‭ ‬القيمة‭ ‬السوقية‭ ‬أو‭ ‬الفعلية‭ ‬لهذه‭ ‬المواقع‭ ‬الافتراضية،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس،‭ ‬فسوف‭ ‬تتسع‭ ‬رقعة‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬ويزداد‭ ‬عددها،‭ ‬وستتزايد‭ ‬قيمتها‭ ‬تصاعديا،‭ ‬بسبب‭ ‬التخطيط‭ ‬بعيد‭ ‬النظر‭ ‬الذي‭ ‬بدأت‭ ‬به‭ ‬مشروعها،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬المنظور‭ ‬‭.