فيروس كورونا... رحلة العلم للقضاء على فيروس عمره أكثر من 10 آلاف سنة

فيروس كورونا...  رحلة العلم للقضاء على فيروس عمره أكثر  من 10 آلاف سنة

ظهر أخيرًا فيروس له أعراض مثل الإنفلونزا الموسمية في دول الخليج العربي، وبالأخص السعودية والإمارات. ولكنه على عكس الإنفلونزا، فقد تطورت أعراضه إلى حد الضيق الشديد في التنفس حتى الفشل الكلوي. اكتشف العلماء أن هذا الفيروس هو فيروس كورونا الذي أصاب آسيا وبالأخص الصين في عام 2003 في ما عرف بفيروس كورونا (السارس) SARS Corona Virus. أما الفيروس الذي ظهر أخيرًا في الخليج العربي فقد سمي بفيروس كورونا (المتلازمة التنفسية الشرق أوسطية) MERS Corona Virus. والأخير وإن كان ينتمي إلى فصيلة كورونا بصفة عامة، فإنه الأكثر شراسة؛ إذ يسبب الفشل الكلوي في غضون 10 أيام من الإصابة على عكس فيروس كورونا (السارس) الذي نادرًا ما يؤدي إلى الفشل الكلوي، وإن أدى إلى ذلك فيكون في غضون ضعف هذه المدة. لكن المُثير هنا، أن مصدر هذا الفيروس هو جسد الحيوان الذي كان بمنزلة معمل تطور فيه هذا الفيروس عبر آلاف السنين لينتقل إلى الإنسان.

في عام 2003، عكف العلماء على دراسة موسعة أتت بنتائج مذهلة؛ أولاً أن فيروس كورونا منتشر في أنواع مختلفة وعديدة من الحيوانات. ثانيًا أن عمر هذا الفيروس على هذا النحو يعود إلى 8100 سنة قبل الميلاد. وقد وجد العلماء أن هذا الفيروس ينطوي على عشرات الأنواع المختلفة والتي تم تقسيمها إلى أربع مجموعات رئيسة: مجموعة ألفا وبيتا الموجودة في الوطاويط، ومجموعة جاما ودلتا الموجودة في الطيور على مدى آلاف السنين. ولا يُعرف ما إذا كانت الطيور هي التي أصابت الوطاويط أم العكس. ويرجع عمر المجموعات ألفا وبيتا وجاما ودلتا Alpha, Beta, Gamma - Delta على التوالي إلى أعوام 2400 و3300 و2800 و3000 قبل الميلاد. المثير في الأمر أن هذه الطيور تسافر لمسافات طويلة ولديها قدرة هائلة على نقل الفيروسات لبعضها البعض ولحيوانات أخرى وللإنسان في نهاية المطاف. ومن ثم فإن الفيروس الذي أصاب الإنسان نابع من الوطاويط وبالتحديد من المجموعة بيتا. وفي العصر الحديث، انتقل فيروس كورونا مرتين ما بين الوطاويط والإنسان عبر وسيط حيواني؛ حيث في عام 2003 انتقل فيروس كورونا (السارس) عبر القطط والكلاب. وفي عام 2012، انتقل فيروس كورونا (المتلازمة التنفسية الشرق أوسطية) عبر الجمال والماعز. ويقدر أن الفيروس تطور في أجساد الجمال منذ عام 1992 أو حتى في ما قبل، ولكنه لم يكتسب قدرة على إصابة الإنسان إلا في عام 2012. وضمن المجموعة بيتا تم تصنيف الفيروس في مجموعات أصغر هي (أ، ب، ج) حيث يصنف فيروس كورونا (السارس) كفيروس (أ) في المجموعة بيتا، في حين أن هناك فيروس كورونا المصنف (ب) في المجموعة نفسها وفيروس كورونا (المتلازمة التنفسية الشرق أوسطية) صنف في مجموعة (ج). 

اكتشاف المرض في السعودية
في سبتمبر 2013، أطلق الطبيب المصري علي محمد زكي بمستشفى سليمان فقيه في جدة الناقوس الأول لخطر الإصابة بمرض فيروس كورونا (المتلازمة التنفسية الشرق أوسطية) حين تشكك في وجود هذا الفيروس لدى واحد من مرضاه ونبه إلى ضرورة دراسة هذه الحالة بتعمق واتخاذ التدابير اللازمة للحد من هذا الوباء، مما حفز العديد من الدراسات لهذا المرض وسبل الوقاية منه وعلاجه. وبالفعل في نوفمبر 2013 أعلنت منظمة الصحة العالمية خطر انتشار هذا الفيروس، وأجمع أكثر من 156 فريقًا علميًّا على مستوى العالم على ظهور فيروس كورونا مجددًا. وأبدوا قلقًا من انتشاره عبر مناسك الحج. كما بينت الدراسات أن منطقة الحافا بالسعودية هي المنطقة الأصلية التي انطلق منها المرض إلى باقي المدن السعودية والدول المجاورة لها. وقد كشفت الدراسات أن هناك أنواعًا عدة لفيروس كورونا في السعودية، وعلى الأقل ثلاثة أنواع مختلفة من هذا الفيروس في الإمارات. ومنذ بداية الإصابة بالمرض الذي رصد في أواخر 2013 حتى يناير 2014 سُجلت عالميًّا 179 حالة، توفي منها 76 مريضًا، توزيعهم الجغرافي كالآتي: 2 في الأردن، 9 في قطر، 12 في الإمارات، 3 في تونس، 3 في عمان، 2 في الكويت، 3 في إنجلترا، 2 في فرنسا، 1 في إيطاليا و142 مريضًا في السعودية. هذا بالإضافة إلى حالات الكورونا الضئيلة في مصر.

كيف تطور الفيروس في الحيوان وأصاب الإنسان؟
تتطلب الإجابة عن هذا السؤال عرضًا مبسطًا لنتائج الأبحاث العلمية في هذا الصدد، وفهمًا لآليات عمل فيروس كورونا. ونبدأ بتعريفه: هو عبارة عن فيروس يحمل شفرة وراثية من نوع الرنا RNA، وقد لوحظ أن حجمه هو الأكبر بالنسبة لأقرانه من الفيروسات. كما لوحظ أيضًا أن لدى هذا الفيروس الكثير من آليات التطور التي تسمح له بأن يصيب أنواعًا شتى من الحيوانات وأن يفلت من نظامها المناعي؛ بل من الممكن وجود نوعين أو أكثر  لفيروس كورونا في الجسد نفسه المُصاب به. وعندما يصيب نوعان مختلفان من الفيروس خلية ما يتم توليد آلاف الفيروسات الجديدة عن طريق نسخ جينوم الفيروس والبروتينات الخاصة بتكوينه في الخلية. ومن الممكن أن يترتب على ذلك نتائج عدة:
 أن تختلط آلاف النسخ من جينوم الفيروس المختلفة: لنقل جينوم (أ) و(ب) ليّكونا فيروسًا جديدًا ذا جينوم جديد يحتوي على (أ) و(ب) معًا. وفي حقيقة الأمر يمكن لهذه العملية على هذا النحو أن تولد 256 فيروسًا جديدًا محتملاً. 
 ليس فقط جينومات الفيروسات المُنتجة هي التي تتجمع بشكل عشوائي في الفيروس المهجن الجديد، بل أيضًا البروتين المُرشد مكونًا أنواعًا جديدة من الفيروسات. ولتوضيح ما نعنيه بالبروتين المرشد نقول: الفيروس مكون من جينوم مغلف بغلاف بروتيني. يقوم الفيروس بإصابة خلية معينة في الجسد عن طريق هذا البروتين الذي يرشده إلى الخلية التي يتعين إصابتها. 
وما يزيد الأمور تعقيدًا هو الآتي: أن البروتين الذي يقوم بقراءة الجينوم الخاص بفيروس كورونا لا يقوم بقراءة الجينوم قراءة كاملة. ففي أثناء قراءته لجينوم ما، ينفصل هذا الجينوم قبل أن يُقرأ بشكلٍ كامل، وليقرأ جينوم آخر... إلخ. فبالتالي تزيد احتمالية تكوين فيروسات جديدة بشكل كبير.
وبما أن قارئ الجينوم لا يقوم بقراءة الجينوم بشكل دقيق فمن المحتمل تكوين بروتينات فيروسية مختلفة عن الفيروس الأصلي.
ومن هنا نجد أن نسبة تطور الفيروس وتوليده لأنواع جديدة تتكيف مع أوساط مختلفة وحيوانات مختلفة هي نسبة عالية جدًا. ولكن هذه التغيرات أو الطفرات يمكن لها أن تكون مضرة بالفيروس نفسه، وذلك لأنها يمكن أن تدمر بروتينًا مهمًا في الفيروس نفسه. ومن هنا نجد أنه تحت الضغط الذي تقوم به مناعة الجسد، تموت الأنواع الضعيفة من الفيروس وتبقى الأنواع الأقوى، تمامًا كما هي الحال في نظرية التطور لداروين. ومن الواضح هنا أن الفيروس تطور في جسد الجِمَال لمدة تزيد على العقدين حتى استطاع بطريقة ما أن ينتقل للإنسان ويصيبه بالمرض. ويبدو أن عادة البدو في شرب لبن الجِمَال دون تعقيمه هي من أسباب انتشار المرض. كما هي الحال في بعض المناطق من الصين التي تؤكل فيها الوطاويط والكلاب. ومن السخرية هنا أن أحد رجال الدين من مدة ليست بالبعيدة قد نصح مريديه بشرب بول الجمل للشفاء من الأمراض، وقد نُوقِشَ هذا الموضوع نقاشًا حادًا في إحدى وسائل الإعلام المصرية وأسفر عن  قناعة تامة لدى بعض المستمعين بالشفاء عند شرب بول الإبل!

ما خصائص جينوم الكورونا وكيف يسبب المرض؟
يبدو لنا فيروس كورونا مخادعًا، (1) إذ يُظهر أعراضًا في البداية شبيهة إلى حد كبير بالإنفلونزا الموسمية. وذلك لأن جينوم فيروس كورونا قد اختلط بجينوم فيروس الإنفلونزا من قبل. (2) كما يبدو أن جينوم فيروس كورونا ضخم جدًا مقارنة بسائر الفيروسات، وذلك لأنه قد تطور عبر آلاف السنين. (3) وهو أيضًا فيروس مُتلوّن، إذ بإمكان جينوم هذا الفيروس أن يختلط بجينوم الجسد المصاب ليصبح جزءًا منه يتطور داخله ولمدى طويل جيلاً وراء جيل دون إبداء أي أعراض حتى يحين الوقت ويخرج فيه مرة أخرى مكتسبًا بعض الصفات من جينوم الجسد الذي كمن فيه. (4) ومن هذه الخاصية الأخيرة، فمن الممكن للفيروس أن يصيب الخلايا التناسلية ويكمن فيها، وبالتالي ينتقل إلى النسل. والجدير بالذكر هنا أن من 8 إلى 10في المائة من الجينوم البشري عبارة عن جينوم فيروسات، وقد أصبح الكثير منها غير مضر، وبهذا يمكن أن نفسر كم الجينات التي لا نعرف لها وظيفة في الجسد البشري، بل يمكن أن يغير نظرية تكوين الكائنات الأولى برمتها. ويذهب بعض العلماء إلى أن هذه الظاهرة ربما تكون سببًا من أسباب مرض السرطان. 

كيف يسبب الفيروس المرض؟
يصيب فيروس كورونا بشكل خاص الخلايا الطلائية Epithelial Cells (وهي مجموعة من الخلايا تتحد معًا لتغطي أجزاء ومكونات الجسم) للشعب الهوائية  Respiratory Tract في الرئة وللوحدات الأنبوبية الكلوية Renal Tubule بالإضافة إلى الحبل السري في بعض الحيوانات مثل الجمل. ويصيب الفيروس هذه الخلايا لأن الفيروس به بروتين مُرشد (الذي سبق ذكره سالفًا) يتصل بمستقبل DPP4 بهذه الخلايا ويدمرها. ففي الشعب الهوائية، وهي عبارة عن «أكياس» يدخل فيها الهواء الممتلئ بالأكسجين، يستخلص الدم الأكسجين من هذا الهواء ويترك فيه ثاني أوكسيد الكربون ليخرج مع الزفير، ومع إصابة الفيروس لهذه الخلايا يتم تحفيز المناعة، ومن ثم يتكون داخل الشعب الهوائية سائل من الفيروس والخلايا المناعية المقاومة والمواد الكيميائية، وبالتالي لا يستطيع الهواء الدخول بشكل كامل إلى هذه الشعب وتفشل عملية التنفس. أما عن اقتحام الفيروس للكلى، فهو يدمرها تمامًا في غضون أيام معدودة. ومن مضاعفات المرض ضعف الجسد وقابليته للإصابة بفيروسات وبكتريا أخرى. 

تكوين جينوم «كورونا»
إن ثلثي جينوم كورونا (المتلازمة التنفسية الشرق أوسطية) هما عبارة عن شفرة لبروتينات مغايرة للبروتينات التكونية للفيروس، ومنها على سبيل المثال البروتين الذي يقرأ الجينوم RNA Dependant RNA Polymerase. أما الثلث الباقي من الجينوم فهو عبارة عن شفرة لبروتينات مكونة للفيروس، ومنها على سبيل المثال البروتين المُرشد (الذي سبق ذكره سالفًا
(Spike Protein S). عند تكوين هذا البروتين، يتم تقسيمه إلى جزءين: S1 وS2. بروتينS1 هو المسؤول عن الاتصال بالبروتين المستقبل له DDP4 في الخلية الطلائية. أما البروتين S2 فهو المسؤول عن الاتصال بالخلية التي يهاجمها الفيروس بحيث يدخل الفيروس داخلها ويتلفها. ومن هنا نجد أن هذين البروتينين هما المستهدفان من قبل بعض الأدوية العلاجية  لفيروس كورونا (المتلازمة التنافسية الشرق أوسطية). يمكننا الآن أن نوضح بالضبط خطوات هجوم الفيروس على الخلية الطلائية في الشعب الهوائية والوحدات الأنبوبية الكلوية في ما يلي:
يتصل البروتين المُرشد الفيروسي S1 بالخلية الطلائية.
يتصل البروتين  الفيروسي S2  بالمستقبل الخلوي لكي يفتح مدخلاً للفيروس داخل الخلية.
يدخل الفيروس الخلية ويتخلص من غلافه.
يقوم قارئ الجينوم الخلوي Ribosome بقراءة جزء من الجينوم الفيروسي الذي يحتوي على البروتينات المغايرة للبروتينات التكونية للفيروس.
يقوم قارئ الجينوم الفيروسي RNA dependent RNA Polymerase المكون من العملية السابقة بقراءة الجينوم الفيروسي.
يقرأ قارئ الجينوم الفيروسي جزءًا من الجينوم (أ)، ثم يتحول قبل إكمال قراءة جينوم (أ) إلى قراءة جينوم آخر (ب).
تتكون البروتينات التكونية للفيروس.
تخرج ملايين الفيروسات من الخلية مًدمرة إياها لتهاجم خلية أخرى.

سبل العلاج
يحاول العلماء استغلال معرفتهم السابقة بسبل علاج فيروس كورونا (السارس) لعلاج فيروس كورونا (المتلازمة التنفسية الشرق أوسطية). ومن المعروف أن من ضمن الأدوية الشائعة الاستخدام في علاج الفيروسات هو دواء الإنترفرون Interferon. ولكن مع تطور فيروس كورونا لم يعد الجهاز المناعي للجسد يفرز مادة الإنترفرون لمقاومة هذا الفيروس. 
ومن هنا فكر العلماء في استخدام الإنترفرون ألفا الذي يتمتع بقدرة أكبر 100 ضعف للقضاء على فيروس كورونا (المتلازمة التنفسية الشرق أوسطية) عن فيروس كورونا (السارس). ويستخدم عقار الإنترفرون ألفا Alfa   Interferon   هذا مع الريبافرين Ribavirin . ولكن قد لوحظ أن لهذين العقارين أعراضا جانبية خطيرة مثل الاكتئاب والانتحار. كما أن الجرعات المطلوبة من هذا الدواء أعلى بكثير من تلك المطلوبة لعلاج فيروس سي. يطمح العلماء إلى إنتاج إنترفرون أكثر فاعلية يستخدم كدواء بمفرده نظرًا لقدرته الواسعة على القضاء على الفيروسات.  
من الأدوية الأخرى المُتاحة لعلاج فيروس كورونا أوكسكاربازات Oxcarbazate، MDL28170 
وSSAA09E1. وهي أدوية تكبح الـ Cathepsin L أحد المستقبلات الخلوية الأساسية التي تُمكن الفيروس من الدخول إلى الخلية. من الجدير بالذكر هنا أن الدواء الأخير هو الأفضل من بين الثلاثة أدوية المذكورة حيث إنه يمكن للكلى التخلص منه بسهولة أكبر.
من الأدوية المطروحة أيضًا Adenosine Deaminase وهو عبارة عن مادة كيميائية تنافس الفيروس في الاتصال بالمستقبل الخلوي DDP4 مما يقلل فرص الفيروس في الاتصال بهذا المستقبل ومهاجمة الخلايا الطلائية.
Mycophenolic Acid وCyclosporine A هو من الأدوية التي تقلل مناعة الجسد ويستخدم بصفة خاصة في عمليات نقل الأعضاء ولكن له تأثيرًا ضد الفيروس رغم ضرره.
Lopinavir وRitonavir هو من الأدوية التي ساهمت في القضاء على فيروس السارس ولكن فاعليته في القضاء على فيروس المتلازمة التنافسية الشرق الأوسطية ضعيفة (50 في المائة).
ومن هنا نأتي إلى أفضل الأدوية وأقلها ضررًا التي اكتشفت حديثًا.
استخدام بلاسما Plasma (جزء من الدم) المرضى الذين شفوا من المرض، حيث توجد بها أجسام مضادة مناعية Antibodies فعالة ضد الفيروس.
قام معهد السرطان دنا فربر التابع لجامعة هارفرد Harvard’s Dana-Farber Cancer Institute  بمعاونة علماء من جامعة North California، بدعم مالي من وزارة الدفاع الأمريكية، باستخلاص جسم مضاد يقضي على فاعلية الفيروس وهو 3B11. كان هذا الجسم المضاد موجودا في مكتبة ضخمة بها أكثر من 27 مليار جسم مضاد.
كما قام الباحثون الصينيون بدعم مالي من وزارة الصحة الصينية بابتكار اثنين من الأجساد المضادة يعملان معًا MERS-4 وMERS-27 للقضاء على فيروس كورونا.
ومن المفيد أن نذكر هنا أنه علاوة على عملية العلاج، يبدو التشحيص المبكر للفيروس قبل استفحاله السريع أمرًا أساسيًّا، ومن هنا كان ابتكار جهاز الجيش المصري المُستخدم خصيصًا للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا ويسمى CO-Fast مُهمًا للتشخيص عن بعد ببرمجة البصمة الكهرومغناطيسية للفيروس، ومن ثم القضاء عليه في مهده الأول.
في نهاية الأمر، لا أظن أن القضاء على فيروس كورونا (المتلازمة التنافسية الشرق أوسطية) سوف يكون نهائيًّا. فإذا كان العالم قد استطاع القضاء عليه في 2003 مع فيروس كورونا (السارس) فإنه عاود الظهور ثانية بوجه جديد أكثر شراسة. ومع التطور الدائم والكامن للفيروس لمدد طويلة تنبئنا بأنه قد يطل علينا بصورة أعنف في الأعوام القادمة،  ولكن العلم سيظل يحارب هذا القدر إلى نهاية الزمان. وذلك لأن رحلة العلم لاكتشاف الفيروسات والقضاء عليها، ليست رحلة الحياة في مواجهة الموت، وإنما رحلة لذة المعرفة ومحبة الإنسان في مواجهة القتل الخبيث، رحلة تتعدد جولاتها ولكنها تنتصر دائمًا >