مهرجان القرين 20 العودة إلى الجذور!

مهرجان القرين 20  العودة إلى الجذور!

احتفل‭ ‬مهرجان‭ ‬القرين‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بمرور‭ ‬عشرين‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬انطلاقه‭ ‬عام‭ ‬1994‭ ‬بأمر‭ ‬من‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬جابر‭ ‬الأحمد،‭ ‬ليكون‭ ‬وسيلة‭ ‬للنهوض‭ ‬بالفنون‭ ‬والآداب‭ ‬في‭ ‬الكويت‭. ‬واختير‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬القرين‮»‬‭ ‬بوصفه‭ ‬أحد‭ ‬أسماء‭ ‬الكويت‭ ‬القديمة‭.‬

وكرّس‭ ‬المهرجان‭ ‬شخصيته‭ ‬عبر‭ ‬هذه‭ ‬الأعوام،‭ ‬باعتباره‭ ‬المهرجان‭ ‬الثقافي‭ ‬الأهم،‭ ‬حيث‭ ‬تمتد‭ ‬أنشطته‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسابيع،‭ ‬كما‭ ‬تتسم‭ ‬بالشمولية

والتنوع‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬المهرجانات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تغطي‭ ‬مجالًا‭ ‬محددًا‭.‬

أقيمت‭ ‬الدورة‭ ‬العشرون‭ ‬من‭ ‬7‭ ‬إلى‭ ‬25‭ ‬يناير‭ ‬الماضي،‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الشيخ‭ ‬جابر‭ ‬المبارك،‭ ‬وقدم‭ ‬خلالها‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬خمسين‭ ‬نشاطًا‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الأدب‭ ‬والسينما‭ ‬والمسرح‭ ‬والتشكيل‭ ‬والآثار‭ ‬والموسيقى،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الندوة‭ ‬الرئيسة‭ ‬والأمسيات‭ ‬المصاحبة‭.‬

وألقى‭ ‬وزير‭ ‬الإعلام‭ ‬وزير‭ ‬الدولة‭ ‬لشئون‭ ‬الشباب‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬الحمود‭ ‬كلمة‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬الافتتاح،‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬راعي‭ ‬المهرجان،‭ ‬أكد‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬‮«‬القرين‮»‬‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬ارتقى‭ ‬إلى‭ ‬رسالة‭ ‬الكويت‭ ‬السامية‭ ‬وموقعها‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الثقافية‭ ‬العربية‭ ‬والدولية،‭ ‬بالرعاية‭ ‬السامية‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الأمير‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬وسمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الشيخ‭ ‬نواف‭ ‬الأحمد،‭ ‬وبتوجيهات‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الشيخ‭ ‬جابر‭ ‬المبارك‭.‬

وأشاد‭ ‬الحمود‭ ‬بلقاء‭ ‬المفكرين‭ ‬والفنانين‭ ‬والإعلاميين‭ ‬والنقاد‭ ‬والأدباء‭ ‬العرب‭ ‬ضمن‭ ‬أنشطة‭ ‬المهرجان،‭ ‬لصياغة‭ ‬إضافات‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬سجل‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المهرجان‭ ‬أصبح‭ ‬علامة‭ ‬بارزة‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬النشاط‭ ‬الثقافي‭ ‬والفني‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭. ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬الوزير‭ ‬أهمية‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الحضارات‭ ‬واحترام‭ ‬التنوع‭ ‬وتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬بالقيم‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭.‬

وفي‭ ‬ختام‭ ‬كلمته،‭ ‬وجه‭ ‬الحمود‭ ‬التحية‭ ‬إلى‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يقدمونه‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬إبداعية‭ ‬متميزة‭ ‬ومواصلة‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬الثقافي،‭ ‬وأيضًا‭ ‬إلى‭ ‬الرواد‭ ‬الذين‭ ‬واكبوا‭ ‬مسيرة‭ ‬‮«‬القرين‮»‬‭ ‬طوال‭ ‬عشرين‭ ‬عامًا‭.‬

بعدها‭ ‬كان‭ ‬الموعد‭ ‬مع‭ ‬‮«‬دروازة‭ ‬القرين‮»‬‭ ‬بقيادة‭ ‬المايسترو‭ ‬د‭.‬سليمان‭ ‬الديكان،‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬متحف‭ ‬الكويت‭ ‬الوطني،‭ ‬وأهم‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬المزج‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬التراث‭ ‬الموسيقي‭ ‬والغنائي‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬والقوالب‭ ‬والآلات‭ ‬الأوركسترالية‭  ‬بمشاركة‭ ‬أوركسترا‭ ‬من‭ ‬أوكرانيا‭. ‬بعدها‭ ‬تواصلت‭ ‬الأنشطة‭ ‬الغنائية‭ ‬والموسيقية،‭ ‬وكانت‭ ‬بالفعل‭ ‬الأكثر‭ ‬تميزًا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدورة،‭ ‬ومنها‭ ‬حفلة‭ ‬‮«‬مع‭ ‬فاغنر‮»‬،‭ ‬وموشحات‭ ‬أندلسية‭ ‬في‭ ‬مسرح‭ ‬الميدان‭ ‬الثقافي،‭ ‬وحفل‭ ‬أوركسترا‭ ‬كورال‭ ‬التربية‭ ‬الأساسية‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬الدسمة،‭ ‬واستضافة‭ ‬أربع‭ ‬فرق‭ ‬عالمية‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬وأمريكا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وإيطاليا،‭ ‬لكن‭ ‬الفرقة‭ ‬التي‭ ‬حازت‭ ‬الإعجاب‭ ‬والاهتمام‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬ثلاثي‭ ‬جبران‮»‬‭ ‬من‭ ‬فلسطين،‭ ‬وهي‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشقاء‭ ‬بارعين‭ ‬في‭ ‬العزف‭ ‬على‭ ‬‮«‬العود‮»‬،‭ ‬وتعتبر‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬الثانية‭ ‬لهم‭ ‬إلى‭ ‬الكويت،‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬أشهر‭ ‬قليلة،‭ ‬ثم‭ ‬كان‭ ‬مسك‭ ‬الختام‭ ‬مع‭ ‬حفل‭ ‬الفنانة‭ ‬اللبنانية‭ ‬جاهدة‭ ‬وهبة‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬الدسمة،‭ ‬وقدمت‭ ‬فيه‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القصائد‭ ‬الغنائية‭ ‬الخاصة‭ ‬بها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬باقة‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬الأغاني‭ ‬العربية‭ ‬لعبدالوهاب‭ ‬ووديع‭ ‬الصافي‭ ‬وأسمهان‭.‬

الأنشطة‭ ‬الفنية‭ ‬الأخرى‭ ‬شملت‭ ‬أربع‭ ‬أمسيات‭ ‬سينمائية‭ ‬ومسرحية،‭ ‬هي‭: ‬عرض‭ ‬الفيلم‭ ‬الإندونيسي‭ ‬‮«‬أمي‭ ‬تريد‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الحج‮»‬،‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬الكويتية‭ ‬القصيرة‭ ‬في‭ ‬سينما‭ ‬ليلى‭ ‬جاليري‭ - ‬معظمها‭ ‬سبق‭ ‬عرضه‭ - ‬والمسرحية‭ ‬العمانية‭ ‬‮«‬الهام‮»‬‭ ‬والكويتية‭ ‬‮«‬من‭ ‬منهم‭ ‬هو‮»‬‭ ‬للمخرج‭ ‬خالد‭ ‬أمين،‭ ‬وهي‭ ‬المسرحية‭ ‬الفائزة‭ ‬بجائزة‭ ‬مهرجان‭ ‬الكويت‭ ‬المسرحي‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي‭.‬

كما‭ ‬أقيمت‭ ‬حوالي‭ ‬عشرة‭ ‬معارض‭ ‬تشكيلية‭ ‬وفنية‭ ‬وتوثيقية‭ ‬أهمها‭: ‬معرض‭ ‬الفنانة‭ ‬الإسبانية‭ ‬ماريسا‭ ‬تيرون‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬العدواني،‭ ‬طوابع‭ ‬الزواج‭ ‬الملكي‭ ‬للملك‭ ‬جورج‭ ‬السادس،‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬ديكسون،‭ ‬و«كاريكاتير‭ ‬ضد‭ ‬الفساد‮»‬‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬حسين،‭ ‬معرض‭ ‬الفنان‭ ‬الإيطالي‭ ‬ماكس‭ ‬لوي‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬الفن‭ ‬الحديث،‭ ‬المعرض‭ ‬الفني‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬‮«‬فيلكا‭ ‬والكنز‭ ‬المفقود‮»‬‭ ‬في‭ ‬مارينا‭ ‬مول،‭ ‬معرض‭ ‬‮«‬آثار‭ ‬سعد‭ ‬وسعيد‮»‬‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬الكويت‭ ‬الوطني،‭ ‬معرض‭ ‬المطبوعات‭ ‬والإصدارات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وأخيرًا‭ ‬معرض‭ ‬القرين‭ ‬التشكيلي‭ ‬الشامل‭ ‬في‭ ‬قاعتي‭ ‬الفنون‭ ‬والعدواني‭.‬

كذلك‭ ‬أقام‭ ‬المهرجان‭ ‬عدة‭ ‬معارض‭ ‬للكتب‭ ‬في‭ ‬المجمعات‭ ‬التجارية،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬الأفينيوز‮»‬،‭ ‬و«سليل‭ ‬الجهراء‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬العادة،‭ ‬لتنشيط‭ ‬عملية‭ ‬القراءة‭ ‬والذهاب‭ ‬بإصدارات‭ ‬المجلس‭ ‬إلى‭ ‬الجمهور‭ ‬حيثما‭ ‬كان‭.‬

نأتي‭ ‬إلى‭ ‬الندوة‭ ‬الرئيسة‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬أزمة‭ ‬التطور‭ ‬الحضاري‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭.. ‬إعادة‭ ‬تفكير‮»‬‭ (‬1974-‭ ‬2014‭) ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬واضح‭ ‬من‭ ‬عنوانها،‭ ‬فهي‭ ‬تستعيد‭ ‬عنوانًا‭ ‬لندوة‭ ‬أقيمت‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬قبل‭ ‬أربعين‭ ‬عامًا،‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬جامعة‭ ‬الكويت‭ ‬وجمعية‭ ‬الخريجين،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬كبار‭ ‬المفكرين‭ ‬آنذاك،‭ ‬أمثال‭: ‬شاكر‭ ‬مصطفى،‭ ‬أنور‭ ‬عبدالملك،‭ ‬علي‭ ‬الوردي،‭ ‬هشام‭ ‬شرابي،‭ ‬أدونيس،‭ ‬زهير‭ ‬الكرمي‭ ‬وزكي‭ ‬نجيب‭ ‬محمود‭.‬

بينما‭ ‬كان‭ ‬أبرز‭ ‬من‭ ‬شاركوا‭ ‬تحت‭ ‬العنوان‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬2014‭: ‬محمد‭ ‬الرميحي،‭ ‬مصطفى‭ ‬شريف،‭ ‬رضوان‭ ‬السيد،‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬أفايه،‭ ‬وغلام‭ ‬حداد‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬المحاور‭ ‬التي‭ ‬طُرحت‭ ‬حول‭ ‬عجز‭ ‬العرب‭ ‬عن‭ ‬التطور،‭ ‬ومنها‭ ‬‮«‬الضعف‭ ‬المعرفي‮»‬‭ ‬و«الأصولية‭ ‬الإسلامية‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬أسئلة‭ ‬طاردت‭ ‬الندوة‭ ‬عن‭ ‬جدوى‭ ‬مناقشة‭ ‬قضية‭ ‬تمت‭ ‬مناقشتها‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬وهل‭ ‬معنى‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬أي‭ ‬تقدم‭ ‬طوال‭ ‬أربعة‭ ‬عقود؟‭ ‬وألم‭ ‬يكن‭ ‬الأجدى‭ ‬طرح‭ ‬قضايا‭ ‬ساخنة‭ ‬تمس‭ ‬الواقع‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬‮«‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الأرشيف‮»‬‭ ‬لجلب‭ ‬‮«‬موضوع‭ ‬نخبوي‮»‬‭ ‬نوعًا‭ ‬ما؟

إلى‭ ‬جانب‭ ‬الندوة‭ ‬الرئيسة‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬يومين‭ ‬وشهدت‭ ‬عدة‭ ‬جلسات،‭ ‬صباحية‭ ‬ومسائية،‭ ‬احتضن‭ ‬المهرجان‭ ‬ندوات‭ ‬ومحاضرات‭ ‬أخرى‭ ‬متنوعة،‭ ‬أهمها‭: ‬‮«‬آثار‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‮»‬‭ ‬وحاضر‭ ‬فيها‭ ‬سلطان‭ ‬الدويش‭ ‬وشهاب‭ ‬الشهاب،‭ ‬‮«‬المتاحف‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الخليجية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬1919‭ ‬و‭ ‬2011‮»‬‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬للباحث‭ ‬أليكساندر‭ ‬كازيروني،‭ ‬و‭ ‬‮«‬خدمة‭ ‬المعلومات‭ ‬الصحفية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‮»‬،‭ ‬وحاضر‭ ‬فيها‭ ‬د‭.‬حسن‭ ‬السريحي،‭ ‬وكذلك‭ ‬محاضرة‭ ‬عن‭ ‬الأسواق‭ ‬القديمة‭ ‬لفرحان‭ ‬الفرحان،‭ ‬و«أهمية‭ ‬أدب‭ ‬الرحالة‭ ‬في‭ ‬التوثيق‭ ‬لتاريخ‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‮»‬،‭ ‬وقدمها‭ ‬فاسلييف‭ ‬بمشاركة‭ ‬عطية‭ ‬الظفيري‭.‬

كان‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬الطابع‭ ‬العام‭ ‬لندوات‭ ‬هذه‭ ‬الدورة،‭ ‬هو‭ ‬‮«‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الجذور‮»‬‭ ‬والانشغال‭ ‬بسؤال‭ ‬الهوية،‭ ‬فثمة‭ ‬ارتدادة‭ ‬واضحة‭ ‬نحو‭ ‬الماضي‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬استعادة‭ ‬ندوة‭ ‬أقيمت‭ ‬قبل‭ ‬أربعين‭ ‬عامًا،‭ ‬مرورًا‭ ‬بمعرض‭ ‬طوابع‭ ‬الملك‭ ‬جورج،‭ ‬وانتهاء‭ ‬بالأسواق‭ ‬القديمة‭.‬

وتحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬عام‭ ‬وفضفاض‮»‬،‭ ‬أقيمت‭ ‬أيضًا‭ ‬ندوة‭ ‬حول‭ ‬مسرح‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬في‭ ‬المكتبة‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬احتضنت‭ ‬أيضًا‭ ‬ورشة‭ ‬الكتابة‭ ‬الإبداعية‭ ‬بإشراف‭ ‬الكاتبة‭ ‬الإماراتية‭ ‬سارة‭ ‬الكعبي،‭ ‬واتسمت‭ ‬بالعمومية‭ ‬والكلام‭ ‬عن‭ ‬أجناس‭ ‬الكتابة‭ ‬وأهم‭ ‬عناصرها‭ ‬مثل‭ ‬بناء‭ ‬الشخصيات‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬والخيال‭ ‬ومعالجة‭ ‬الحبكة‭ ‬وأهمية‭ ‬الزمان‭ ‬والمكان‭ ‬والمفارقات،‭ ‬ما‭ ‬يطرح‭ ‬سؤالًا‭ ‬مهمًا‭ ‬عن‭ ‬جدوى‭ ‬إقامة‭ ‬‮«‬ورشة‮»‬‭ ‬بهذه‭ ‬العمومية،‭ ‬وكان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬أي‭ ‬كاتب‭ ‬أو‭ ‬أكاديمي‭ ‬كويتي‭! ‬فالاستعانة‭ ‬بضيف‭ ‬لإقامة‭ ‬ورشة‭ ‬ما،‭ ‬تتطلب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الورشة‭ ‬نوعية‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬حضر‭ ‬الشعراء‭ ‬على‭ ‬استحياء‭ ‬في‭ ‬أمسيتين‭ ‬استضافتهما‭ ‬رابطة‭ ‬الأدباء،‭ ‬الأولى‭ ‬للشاعر‭ ‬السوداني‭ ‬صديق‭ ‬مجتبى،‭ ‬والثانية‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬شيخة‭ ‬المطيري،‭ ‬مصعب‭ ‬الرويشد،‭ ‬وجاسم‭ ‬الصحيح،‭ ‬وحنان‭ ‬بديع‭. ‬بينما‭ ‬احتضنت‭ ‬المكتبة‭ ‬الوطنية‭ ‬‮«‬منارة‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬السريع‮»‬‭ ‬بمشاركة‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬السريع‭ ‬ونادر‭ ‬القنة‭ ‬وتقديم‭ ‬سليمان‭ ‬الشطي،‭ ‬و«منارة‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬حسين‮»‬،‭ ‬وتحدث‭ ‬فيها‭ ‬عباس‭ ‬الحداد‭ ‬وعبدالله‭ ‬الجسمي‭ ‬وخليفة‭ ‬الوقيان‭.‬

ولعل‭ ‬الظاهرة‭ ‬اللافتة‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬العشرين،‭ ‬هي‭ ‬إرجاء‭ ‬توزيع‭ ‬جوائز‭ ‬الدولة‭ ‬التقديرية‭ ‬والتشجيعية‭ ‬إلى‭ ‬حفل‭ ‬الختام،‭ ‬وليس‭ ‬الافتتاح،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬متبعًا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬علمًا‭ ‬بأنه‭ ‬قد‭ ‬فاز‭ ‬بالجائزة‭ ‬التقديرية‭ ‬الإعلامية‭ ‬أنيسة‭ ‬جعفر‭ ‬‮«‬ماما‭ ‬أنيسة‮»‬‭ ‬والأديب‭ ‬فاضل‭ ‬خلف‭ ‬والمؤرخ‭ ‬يعقوب‭ ‬الغنيم‭ ‬والفنانة‭ ‬مريم‭ ‬الصالح‭.‬

كما‭ ‬غاب‭ ‬عن‭ ‬الدورة‭ ‬العشرين‭ ‬اختيار‭ ‬شخصية‭ ‬العام،‭ ‬حيث‭ ‬تميز‭ ‬المهرجان‭ ‬في‭ ‬دوراته‭ ‬السابقة‭ ‬بتكريم‭ ‬شخصيات‭ ‬عربية‭ ‬بارزة،‭ ‬وكذلك‭ ‬غياب‭ ‬فاعلية‭ ‬‮«‬ضيف‭ ‬الشرف‮»‬‭ ‬والتي‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬احتفت‭ ‬بثقافة‭ ‬بلدان‭ ‬عربية‭ ‬مثل‭ ‬مصر‭ ‬والإمارات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يوحي‭ ‬بميل‭ ‬إلى‭ ‬التقوقع‭ ‬على‭ ‬الذات،‭ ‬لذلك‭ ‬ورغم‭ ‬إشارة‭ ‬مدير‭ ‬المهرجان‭ ‬سهل‭ ‬العجمي‭ ‬إلى‭ ‬مشاركة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬ضيفًا‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ - ‬ربما‭ ‬قصد‭ ‬الفرق‭ ‬الموسيقية‭ ‬والمسرحية‭ ‬الزائرة‭ - ‬فإن‭ ‬الشعور‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬‮«‬القرين‭ ‬20‮»‬‭ ‬خلا‭ ‬من‭ ‬الضيوف‭ ‬‭.