ملتقى الكويت الدولي السادس للفنون الإسلامية

ملتقى الكويت الدولي السادس للفنون الإسلامية

استضافت‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الملتقى‭ ‬الدولي‭ ‬السادس‭ ‬للفنون‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬المسجد‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬29‭ ‬ديسمبر2013‭ ‬و9‭ ‬يناير‭ ‬2014‭. ‬جمع‭ ‬المؤسسات‭  ‬الدولية‭ ‬المعنية‭ ‬بالفنون‭ ‬الإسلامية؛‭ ‬دار‭ ‬الآثار‭ ‬الإسلامية‭ ‬بالكويت،‭ ‬والجمعية‭ ‬الحرفية‭ ‬للسدو،‭ ‬وجامعة‭ ‬السلطان‭ ‬محمد‭ ‬الفاتح‭ - ‬كلية‭ ‬الفنون‭ ‬التقليدية‭ ‬في‭ ‬تركيا،‭ ‬ومركز‭ ‬الأبحاث‭ ‬للتاريخ‭ ‬والفنون‭ ‬والثقافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬إسطنبول‭ (‬أرسيكا‭)‬،‭ ‬وجامعة‭ ‬العلوم‭ ‬الإسلامية‭ - ‬كلية‭ ‬الفنون‭ ‬والعمارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬الأردن‭. ‬وقد‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬الملتقى‭ ‬80‭ ‬فناناً‭ ‬وحرفياً‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬قارات‭ ‬العالم‭. ‬وأقيم‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬وزير‭ ‬الأوقاف‭ ‬والشئون‭ ‬الإسلامية‭ ‬السابق‭ ‬شريدة‭ ‬المعوشرجي‭.‬

يهدف‭ ‬مركز‭ ‬الكويت‭ ‬للفنون‭ ‬الإسلامية‭ ‬منظم‭ ‬الملتقى،‭ ‬توسيع‭ ‬دائرة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الفنون‭ ‬الإسلامية‭,‬‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬ترقية‭ ‬الذوق‭ ‬العام‭,‬‭ ‬وتأكيد‭ ‬الهوية‭ ‬الإسلامية‭ ‬للمجتمع‭,‬‭ ‬وإبراز‭ ‬المكانة‭ ‬المرموقة‭ ‬للمسجد‭ ‬كمعلم‭ ‬ثقافي،‭ ‬وإظهار‭ ‬مكانة‭ ‬الكويت‭ ‬كمركز‭ ‬لدعم‭ ‬الفنون‭ ‬الإسلامية‭ ‬وتنميتها‭. ‬ووفقاً‭ ‬لما‭ ‬أوضحه‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬والشئون‭ ‬الإسلامية‭ ‬أحمد‭ ‬القراوي،‭ ‬فقد‭ ‬شاركت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬لوحة‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭,‬‭ ‬الذي‭ ‬اشتمل‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الخطوط،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬معرض‭ ‬للخط‭ ‬الكوفي،‭ ‬شارك‭ ‬فيه‭ ‬60‭ ‬خطاطاً‭ ‬ومزخرفاً‭ ‬من‭ ‬شتى‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬قدم‭ ‬المشاركون‭ ‬خلاله‭ ‬ورشات‭ ‬يومية‭ ‬وأخرى‭ ‬مبرمجة‭ ‬بمواضيع‭ ‬متنوعة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬والزخرفة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ورشات‭ ‬للرسم‭ ‬على‭ ‬الماء‭ (‬الأبرو‭) ‬للفنانين‭ ‬أحمد‭ ‬جوكتان‭ ‬وغريب‭ ‬آي،‭ ‬وكذلك‭ ‬ورشة‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬بالأسلوب‭ ‬الصيني‭ ‬للخطاط‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬مي‭ ‬جوانج‭ ‬جيانج‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬المعرض‭.‬

اشتمل‭ ‬المعرض‭ ‬على‭ ‬فنون‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬والزخرفة،‭ ‬وجناح‭ ‬الفنون‭ ‬الإسلامية‭ ‬وتطبيقاتها‭ ‬المتضمن‭ ‬معرض‭ ‬سجادة‭ ‬الصلاة‭. ‬وكذلك‭ ‬جناح‭ ‬معرض‭ ‬إحياء‭ ‬خط‭ ‬الكوفي،‭ ‬وورشات‭ ‬مخصصة‭ ‬للأطفال‭ ‬والنشء‭ ‬وأخرى‭ ‬مخصصة‭ ‬لعموم‭ ‬الجمهور،‭ ‬فضلاً‭ ‬عما‭ ‬قدمه‭ ‬الحرفيون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تطبيقات‭ ‬الفنون‭ ‬الإسلامية‭ ‬على‭ ‬السجاد،‭ ‬ولاسيما‭ ‬فن‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬الجميل،‭ ‬الذي‭ ‬احتل‭ ‬مكانة‭ ‬مميزة‭ ‬في‭ ‬العالمين‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬وذلك‭ ‬لتمازجه‭ ‬مع‭ ‬العمارة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ارتباطه‭ ‬بكتابة‭ ‬المصحف‭ ‬الشريف،‭ ‬وبالتالي‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬محور‭ ‬الدورة‭ ‬السادسة،‭ ‬وتم‭ ‬اختيار‭ ‬‮«‬الألف‮»‬‭ ‬كشعار‭ ‬للملتقى،‭ ‬وذلك‭ ‬لتوثيق‭ ‬حضوره‭ ‬البصري‭ ‬والمعنوي‭ ‬بين‭ ‬باقي‭ ‬الحروف‭. ‬

 

طلبة‭ ‬المدارس‭ ‬والأطفال

جاءت‭ ‬مشاركة‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬الكويتية‭ ‬منسجمة‭ ‬مع‭ ‬فكرة‭ ‬المعرض،‭ ‬فتوالت‭ ‬زيارات‭ ‬طلبة‭ ‬المدارس‭ ‬لها‭ ‬بهدف‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬العربي‭,‬‮ ‬كالخط‭ ‬العربي،‭ ‬ولاسيما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬لديهم‭ ‬موهبة‭ ‬الخط‭ ‬العربي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬حضور‭ ‬طلبة‭ ‬المدارس‭ ‬الملتقى‭ ‬ووجودهم‭ ‬بأعداد‭ ‬كبيرة،‭ ‬وفكرة‭ ‬تخصيص‭ ‬مساحات‭ ‬واسعة‭ ‬للتلاميذ‭ ‬الصغار‭ ‬في‭ ‬الملتقى‭,‬‭ ‬تعد‭ ‬مبادرة‭ ‬مميزة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارتي‭ ‬الأوقاف‭ ‬والتربية،‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬أبنائنا‭ ‬الطلبة‭ ‬وتزيد‭ ‬من‭ ‬وعيهم‭ ‬الثقافي‭ ‬وتفتح‭ ‬وجدانهم‭ ‬ومداركهم‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬الإسلامي‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أشاد‭ ‬الأستاذ‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الكويت‭ ‬والباحث‭ ‬والمهتم‭ ‬بالشئون‭ ‬الثقافية‭ ‬الإيرانية‭ ‬سمير‭ ‬أرشدي‭ ‬بالملتقى،‭ ‬موضحا‭ ‬أنه‭ ‬بمنزلة‭ ‬دعوة‭ ‬لكل‭ ‬جيل‭ ‬الشباب‭ ‬تدفعهم‭ ‬إلى‭ ‬تعلم‭ ‬المهارات‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تبشر‭ ‬بغدٍ‭ ‬مشرق‭ ‬لكل‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وأن‭ ‬يستعيد‭ ‬الجيل‭ ‬الصاعد‭ ‬هذا‭ ‬التراث‭ ‬وهذه‭ ‬الحضارة‭ ‬التي‭ ‬تذكرنا‭ ‬بازدهار‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وكيف‭ ‬نمت،‭ ‬وتفوقت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفنون‭ ‬والتراث‭ ‬والتظاهرة‭ ‬الفنية‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬تبهر‭ ‬كل‭ ‬ناظر‭.‬

 

معرض‭ ‬سجادة‭ ‬الصلاة

جاء‭ ‬معرض‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬وللمرة‭ ‬الأولى‭ ‬بفكرة‭ ‬جديدة‭,‬‭ ‬حين‭ ‬تخصص‭ ‬في‭ ‬سجادة‭ ‬الصلاة‭ ‬كأول‭ ‬مبادرة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬تمكن‭ ‬المشاركين‭ ‬من‭ ‬استلهام‭ ‬الأعمال‭ ‬المستقبلية‭ ‬في‭ ‬الخط‭ ‬العربي،‭ ‬حيث‭ ‬اشتمل‭ ‬على‭ ‬60‭ ‬سجادة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬المواد‭ ‬والزخارف‭ ‬المستخدمة،‭ ‬كما‭ ‬تضمن‭ ‬المعرض‭ ‬على‭ ‬هامشه‭ ‬ورشات‭ ‬للحرفيين‭ ‬في‭ ‬نسج‭ ‬سجادة‭ ‬الصلاة‭.‬

وأقيمت‭  ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المحاضرات‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬جوانب‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬فن‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬ومكانة‭ ‬سجادة‭ ‬الصلاة‭ ‬المعنوية‭ ‬والفنية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬عرض‭ ‬تجارب‭ ‬أبرز‭ ‬الخطاطين‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ومنها‭ ‬تجربة‭ ‬الخط‭ ‬الكوفي‭ ‬للدكتور‭ ‬جمال‭ ‬بوستان‭ ‬من‭ ‬سورية،‭ ‬وترميم‭ ‬كتابات‭ ‬جامعة‭ ‬السليمانية‭ ‬في‭ ‬إسطنبول‭ ‬للدكتور‭ ‬خسرو‭ ‬صوباشي‭ ‬من‭ ‬تركيا،‭ ‬والخط‭ ‬الكوفي‭ ‬التربيعي‭ ‬للدكتور‭ ‬مأمون‭ ‬صقال‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وتجربة‭ ‬الخطاط‭ ‬فؤاد‭ ‬هوندا‭ ‬من‭ ‬اليابان‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬أبدى‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬الأسبق‭ ‬الشيخ‭ ‬فهد‭ ‬الجابر‭ ‬إعجابه‭ ‬بما‭ ‬شاهده‭ ‬من‭ ‬منتجات‭ ‬متميزة‭ ‬تعبر‭ ‬وتحكي‭ ‬تاريخنا‭ ‬الإسلامي‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الفنية‭,‬‭ ‬قائلاً‭: ‬كانت‭ ‬سعادتي‭ ‬كبيرة‭ ‬وأنا‭ ‬أتجول‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬وأرى‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬المنتجات‭ ‬المختلفة‭ ‬والمتنوعة‭ ‬لسجادة‭ ‬الصلاة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأجنحة،‭ ‬وأستمع‭ ‬لتفاصيل‭ ‬دقيقة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العارضين‭ ‬وإبداعاتهم‭ ‬في‭ ‬حياكتها،‭ ‬مضيفاً‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬ذاته‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬العربي،‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الفنون‭ ‬الإسلامية‭ ‬وأعلاها‭ ‬شأناً،‭ ‬فقد‭ ‬رأيت‭ ‬فناً‭ ‬راقياً‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الخطاطين‭ ‬الذين‭ ‬أبدعوا‭ ‬بكتابة‭ ‬الآيات‭ ‬القرآنية‭ ‬والشعر‭ ‬والحِكم،‭ ‬ورأينا‭ ‬مدارس‭ ‬متنوعة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الخطوط‭ ‬العربية‭.‬

 

تميز‭ ‬بسجادة‭ ‬الصلاة

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬مركز‭ ‬الفنون‭ ‬الإسلامية‭ ‬فريد‭ ‬العلي‭ ‬أن‭ ‬معرض‭ ‬ملتقى‭ ‬الكويت‭ ‬الدولي‭ ‬للفنون‭ ‬الإسلامية‭ ‬تميز‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬باختيار‭ ‬سجادة‭ ‬الصلاة‭ ‬الذي‭ ‬يقام‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬ما‭ ‬يعطي‭ ‬السبق‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭.‬
وقال‭: ‬‮«‬إن‭ ‬محتويات‭ ‬المعرض‭ ‬تعددت‭ ‬وتنوعت‭ ‬واختلفت‭ ‬في‭ ‬الأفكار‭ ‬والمنسوجات،‭ ‬لكنها‭ ‬اتفقت‭ ‬جميعها‭ ‬في‭ ‬سجادة‭ ‬الصلاة،‭ ‬التي‭ ‬استقطبت‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الزوار‭ ‬الذين‭ ‬قدموا‭ ‬لزيارة‭ ‬المعرض‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭,‬‭ ‬ما‭ ‬يكشف‭ ‬نجاح‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‮»‬‭.‬

كما‭ ‬شاركت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬الملتقى‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى،‭ ‬مثل‭: ‬اليابان،‭ ‬موريتانيا،‭ ‬نيجيريا،‭ ‬أوزبكستان،‭ ‬قرغيزستان،‭ ‬أذربيجان‭ ‬واليمن،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تركمانستان،‭ ‬فأصبح‭ ‬رافدا‭ ‬مهما‭ ‬من‭ ‬روافد‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ولاسيما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬الإسلامي‭ ‬بمختلف‭ ‬تنوعاته‭ ‬واتجاهاته‭ ‬يمكن‭ ‬إيصال‭ ‬رسالة‭ ‬وزارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬بأن‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬هو‭ ‬دين‭ ‬الوسطية‭ ‬والاعتدال،‭ ‬وأن‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬لم‭ ‬تنس‭ ‬الجمال،‭ ‬وتعاملت‭ ‬معه‭ ‬كحاجة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان،‭ ‬واعتبرت‭ ‬الإبداع‭ ‬جزءًا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬منها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬قامت‭ ‬بدعم‭ ‬الفنون‭ ‬الإسلامية‭ ‬الجميلة‭ ‬الراقية‭ ‬بجميع‭ ‬مكوناتها‭. ‬من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬الخطاط‭ ‬عمر‭ ‬الجمني‭ ‬من‭ ‬تونس‭,‬‭ ‬إن‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬جاءت‭ ‬بلوحة‭ ‬واحدة‭ ‬مزج‭ ‬فيها‭ ‬الخط‭ ‬المغربي‭ ‬بالخط‭ ‬الشرقي‭,‬‭ ‬لتعبر‭ ‬عن‭ ‬حوار‭ ‬مشرقي‭ ‬مغربي‭ ‬ولاقت‭ ‬استحسان‭ ‬الحضور‭ ‬وإعجابهم‭. ‬وجاءت‭ ‬الأعمال‭ ‬المعروضة‭ ‬من‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬لتعبر‭ ‬عن‭ ‬درجة‭ ‬احترافهم‭ ‬ومستواهم‭ ‬الفني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬اللوحات‭.‬

 

دقة‭ ‬وإتقان

إن‭ ‬عمل‭ ‬السجاد‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دقة‭ ‬وإتقان،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الحرفي‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬السجاد‭ ‬اليدوي‭ ‬زكريا‭ ‬محمود‭ ‬أبوسعدة‭ ‬من‭ ‬مصر‭,‬‭ ‬لأن‭ ‬الواجب‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬تحويل‭ ‬الصورة‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬الورق‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬مرسوم‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬سجادة‭. ‬وإن‭ ‬العمل‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬قد‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬كي‭ ‬يتمكن‭ ‬الرسَّام‭ ‬من‭ ‬نسج‭ ‬خيوط‭ ‬لوحته‭ ‬بشكل‭ ‬متميز‭ ‬يبهر‭ ‬المشاهدين‭. ‬

وأثنى‭ ‬الحضور‭ ‬والعارضون‭ ‬المشاركون‭ ‬على‭ ‬منتجات‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬الأكثر‭ ‬إبهارا‭ ‬وهي‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬والجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الإيرانية‭ ‬والجمهورية‭ ‬التركية،‭ ‬التي‭ ‬تميزت‭ ‬بالألوان‭ ‬الغنية‭ ‬المستخدمة‭,‬‭ ‬وطريقة‭ ‬التصميم‭ ‬والحياكة‭ ‬المحترفة،‭ ‬وهي‭ ‬دول‭ ‬دائمة‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬ذاتها‭ ‬وقدراتها‭ ‬في‭ ‬التصاميم‭ ‬والخامات‭.‬

 

طفرة‭ ‬الخط‭ ‬العربي

يشهد‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬منذ‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬طفرة‭ ‬جديدة‭,‬‭ ‬فهو‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬عصره‭ ‬الذهبي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إقامة‭ ‬الملتقيات‭ ‬والمهرجانات‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬والندوات‭ ‬والمحاضرات‭ ‬وورشات‭ ‬العمل‭ ‬الخاصة‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الدول‭,‬‭ ‬مثل‭ ‬الكويت‭ ‬والجزائر‭ ‬والإمارات‭ ‬وبغداد‭ ‬والصين‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬الملتقيات‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭. ‬

وأوضح‭ ‬الخطاط‭ ‬والفنان‭ ‬التشكيلي‭ ‬السعودي‭ ‬جمال‭ ‬الكباسي‭ ‬الربيعان‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فائدة‭ ‬كبيرة‭ ‬تعود‭ ‬على‭ ‬الخطاطين‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الملتقيات،‭ ‬ولعل‭ ‬أبرزها‭ ‬الالتقاء‭ ‬بالخطاطين‭ ‬والفنانين‭ ‬والتعرف‭ ‬عليهم،‭ ‬وتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬والتباحث‭ ‬معهم‭ ‬والاستماع‭ ‬لنقدهم‭ ‬الفني‭ ‬البناء،‭ ‬ومتابعة‭ ‬ابتكار‭ ‬وإبداع‭ ‬الفنانين‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬ومشاهدة‭ ‬أعمالهم‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.‬
وأبدى‭ ‬الروائي‭ ‬طالب‭ ‬الرفاعي‭ ‬تأييده‭ ‬لأي‭ ‬تظاهرة‭ ‬فنية‭ ‬وثقافية،‭ ‬ولاسيما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تظاهرة‭ ‬لفن‭ ‬الخط‭ ‬العربي،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحروف‭ ‬العربية‭ ‬أخذت‭ ‬تقترب‭ ‬لتعانق‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي،‭ ‬وهذا‭ ‬التداخل‭ ‬بين‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬والفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬أضاف‭ ‬بعدا‭ ‬إنسانيا،‭ ‬وجعل‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يتحدثون‭ ‬العربية‭ ‬ولا‭ ‬يعــــرفــــون‭ ‬معناها،‭ ‬يقتربون‭ ‬من‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬ويتقنونه‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الفضاء‭ ‬المفتوح‭ ‬والإنترنت،‭ ‬ما‭ ‬سهل‭ ‬من‭ ‬مهمة‭ ‬التواصل‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭. ‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬الخطاط‭ ‬جاسر‭ ‬الشمري‭ ‬إن‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬تتــمثل‭ ‬في‭ ‬الخط‭ ‬التقليدي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬لوحتين،‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬الديواني‭ ‬الجلي،‭ ‬والثانية‭ ‬في‭ ‬الثلث‭ ‬الجلي،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬الخطاط‭ ‬عموما‭ ‬يستخدم‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬طبيعي،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬القلم‭ ‬للكتابة‭ ‬أو‭ ‬الورق،‭ ‬فكلما‭ ‬كانت‭ ‬الأداة‭ ‬طبيعية‭ ‬كان‭ ‬التنفيذ‭ ‬أجود‭. ‬

وفي‭ ‬محاضرة‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬الملتقى‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬تجربتي‭ ‬مع‭ ‬الخط‭ ‬الكوفي‮»‬،‭ ‬قال‭ ‬الخطاط‭ ‬السوري‭ ‬جمال‭ ‬بوستان‭: ‬‮«‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أعلم‭ ‬أن‭ ‬صفحة‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬مسيرتي،‭ ‬فعندما‭ ‬كنت‭ ‬أتصفح‭ ‬أحد‭ ‬أعداد‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فكر‭ ‬وفن‮»‬‭ ‬الألمانية،‭ ‬وتحديدا‭ ‬العدد‭ ‬17‭ ‬العام‭ ‬1971،‭ ‬استوقفتني‭ ‬صورة‭ ‬لوحة‭ ‬للخطاط‭ ‬محمد‭ ‬إبراهيم‭ ‬بالخط‭ ‬الكوفي،‭ ‬فقد‭ ‬سكنت‭ ‬اللوحة‭ ‬في‭ ‬ذاكرتي،‭ ‬ومنها‭ ‬بدأت‭ ‬رحلتي‭ ‬مع‭ ‬الخط‭ ‬الكوفي‮»‬‭. ‬

 

مشاركة‭ ‬دار‭ ‬الآثار‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬الملتقى

وأضافت‭ ‬المرشد‭ ‬المتحفي‭ ‬في‭ ‬دار‭ ‬الآثار‭ ‬الإسلامية‭ ‬فاطمة‭ ‬دشتي‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬المقتنيات‭ ‬التي‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬دار‭ ‬الآثار‭ ‬الإسلامية‭ ‬هي‭ ‬ملك‭ ‬للشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬وترأسها‭ ‬الشيخة‭ ‬حصة‭ ‬صباح‭ ‬السالم‭ ‬الصباح‭,‬‭ ‬ولهذا‭ ‬فإن‭ ‬دار‭ ‬الآثار‭ ‬الإسلامية‭ ‬حريصة‭ ‬على‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬الفعاليات‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬إثراء‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬وإبراز‭ ‬محتويات‭ ‬الدار‭ ‬أمام‭ ‬الجمهور‭.‬

وأكد‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬والشئون‭ ‬الإسلامية‭ ‬الدكتور‭ ‬عادل‭ ‬الفلاح‭ ‬أن‭ ‬مركز‭ ‬الفنون‭ ‬الإسلامية‭ ‬يعد‭ ‬منارة‭ ‬ثقافية‭ ‬ومركزاً‭ ‬عالمياً،‭ ‬ويعزز‭ ‬الخطة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للوزارة‭ ‬ورؤيتها‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالريادة‭ ‬عالمياً‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الإسلامي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عما‭ ‬أنتجته‭ ‬من‭ ‬فكر‭ ‬إلى‭ ‬غير‭ ‬المسلمين‭,‬‭ ‬ومد‭ ‬جسور‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭. ‬

وهو‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬على‭ ‬الشأن‭ ‬الديني‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬يشمل‭ ‬الشأن‭ ‬الثقافي‭ ‬أيضاً‭ ‬بهدف‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الموروث‭ ‬الفني‭ ‬الجميل،‭ ‬وتشجيع‭ ‬وتطوير‭ ‬وإبراز‭ ‬المواهب‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬توافدت‭ ‬عليه‭.‬

وأشادت‭ ‬الرئيس‭ ‬الفخري‭ ‬لجمعية‭ ‬السدو‭ ‬الحرفية‭ ‬الشيخة‭ ‬ألطاف‭ ‬السالم‭ ‬بالعطاء‭ ‬الإنساني‭ ‬والفني‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الحرفية‭ ‬والإتقان،‭ ‬حيث‭ ‬الأعمال‭ ‬اليدوية‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬تعبيرا‭ ‬إنسانيا‭ ‬وفنا‭ ‬راقيا،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬اللقاءات‭ ‬ترسخ‭ ‬مكانة‭ ‬الكويت‭ ‬كمركز‭ ‬داعم‭ ‬للفنون‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وتنميتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬المناخ‭ ‬المناسب‭ ‬لتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬المتخصصة‭ ‬‭.