مقتطفات من فعاليات العرس الثقافي في مصر

مقتطفات من فعاليات العرس الثقافي في مصر

أسدل‭ ‬الستار‭ ‬على‭ ‬الدورة‭ ‬الخامسة‭ ‬والأربعين‭ ‬لمعرض‭ ‬القاهرة‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب،‭ ‬أقدم‭ ‬معارض‭ ‬الكتب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وثاني‭ ‬أهم‭ ‬المعارض‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬معرض‭ ‬فرانكفورت‭. ‬وهي‭ ‬الدورة‭ ‬التي‭ ‬سيظل‭ ‬اسم‭ ‬الكويت‭ ‬مرتبطا‭ ‬بها،‭ ‬باعتبارها‭ ‬ضيف‭ ‬الشرف،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬للمثقفين‭ ‬المصريين‭ ‬أن‭ ‬ينسوا‭ ‬هذه‭ ‬الوقفة‭ ‬المؤازرة‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬مثقفي‭ ‬الكويت‭ ‬وهيئاتها‭ ‬الثقافية،‭ ‬واحتشاد‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬الكويتية‭ ‬لإنجاح‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬خاصة‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬مصر‭. ‬

حضر‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬الحمود‭ ‬الصباح،‭ ‬وزير‭ ‬الإعلام،‭ ‬وزير‭ ‬الدولة‭ ‬للشباب،‭ ‬افتتاح‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬عدلي‭ ‬منصور‭ ‬لأنشطة‭ ‬الدورة‭ ‬الجديدة‭ ‬للمعرض‭ ‬ظهر‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬22‭ ‬يناير‭ ‬2014،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬بتكريم‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬صابر‭ ‬عرب،‭ ‬وزير‭ ‬الثقافة‭ ‬المصري،‭ ‬والدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬مجاهد،‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬المصرية‭ ‬العامة‭ ‬للكتاب‭ ‬ومدير‭ ‬معرض‭ ‬القاهرة،‭ ‬لتتوالى‭ ‬أنشطة‭ ‬الكويت‭ ‬الثقافية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬القاهرة‭ ‬بدءًا‭ ‬بأمسية‭ ‬غنائية‭ ‬من‭ ‬الفولكلور‭ ‬الكويتي‭ ‬قدمتها‭ ‬فرقة‭ ‬التلفزيون‭ ‬بمخيم‭ ‬الفنون،‭ ‬ثم‭ ‬اللقاء‭ ‬الأدبي‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬قاعة‭ ‬ضيف‭ ‬الشرف‭ ‬بسراي‭ ‬‮«‬الصندوق‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للتنمية‮»‬‭ ‬احتفالًا‭ ‬بالروائي‭ ‬الكويتي‭ ‬البارز‭ ‬إسماعيل‭ ‬فهد‭ ‬إسماعيل،‭ ‬وهو‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬أداره‭ ‬الأديب‭ ‬المصري‭ ‬سعيد‭ ‬الكفراوي،‭ ‬وشارك‭ ‬فيه‭ ‬الأديبان‭ ‬الكويتيان‭: ‬طالب‭ ‬الرفاعي،‭ ‬وليلى‭ ‬العثمان،‭ ‬اللذان‭ ‬أسهما‭ ‬في‭ ‬إضاءة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬حياة‭ ‬وإبداع‭ ‬إسماعيل‭ ‬فهد‭ ‬إسماعيل‭,‬‭ ‬وهو‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬بسط‭ ‬فيه‭ ‬إسماعيل‭ ‬محطات‭ ‬رحلته‭ ‬الإبداعية،‭ ‬منذ‭ ‬كتب‭ ‬مجموعته‭ ‬القصصية‭ ‬الأولى‭ ‬‮«‬البقعة‭ ‬الداكنة‮»‬،‭ ‬وخصّ‭ ‬القاهرة‭ ‬بوقفة‭ ‬طويلة‭ ‬استعاد‭ ‬فيها‭ ‬ذكرياته‭ ‬مع‭ ‬الشاعرين‭ ‬الكبيرين‭: ‬صلاح‭ ‬عبدالصبور،‭ ‬وعبدالرحمن‭ ‬الأبنودي‭ ‬وحماسهما‭ ‬لتقديم‭ ‬روايته‭ ‬الشهيرة‭ ‬‮«‬كانت‭ ‬السماء‭ ‬زرقاء‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬الناشر‭ ‬اللبناني،‭ ‬وقد‭ ‬ذكرت‭ ‬في‭ ‬الندوة‭ ‬أن‭ ‬الناقد‭ ‬المصري‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالبديع‭ ‬عبدالله،‭ ‬الأستاذ‭ ‬بجامعة‭ ‬بورسعيد،‭ ‬تناول‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬الرواية‭ ‬الآن‮»‬‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬مكتبة‭ ‬الآداب‭ ‬بالقاهرة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1990،‭ ‬وقد‭ ‬اعتبرها‭ ‬أنموذجًا‭ ‬لرواية‭ ‬تيار‭ ‬الوعي،‭ ‬وعنها‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬يميز‭ ‬إسماعيل‭ ‬فهد‭ ‬إسماعيل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬بين‭ ‬السرد‭ ‬والذكرى‭ (‬التداعي‭) ‬باستخدام‭ ‬نوعين‭ ‬من‭ ‬الحروف‭: ‬العادية‭ ‬للسرد،‭ ‬والحروف‭ ‬السوداء‭ ‬الثقيلة‭ ‬للتداعي،‭ ‬ويستخدم‭ ‬فنية‭ ‬المونتاج‭ ‬السينمائي،‭ ‬للربط‭ ‬بينهما‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬استخدام‭ ‬القطع‭ ‬المفاجئ،‭ ‬والدخول‭ ‬في‭ ‬حدث‭ ‬جديد،‭ ‬ثم‭ ‬القطع‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬الحدث‭ ‬السابق،‭ ‬ثم‭ ‬قطع‭ ‬جديد‭.. ‬وهكذا،‭ ‬وهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬مرهقة‭ ‬لذهن‭ ‬القارئ،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬كونها‭ ‬تتطلب‭ ‬منه‭ ‬تركيزًا‭ ‬شديدًا،‭ ‬لأن‭ ‬القارئ‭ ‬يشعر‭ ‬بأنه‭ ‬يقرأ‭ ‬قصتين‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد،‭ ‬كما‭ ‬أنهما‭ ‬منفصلتان،‭ ‬والرباط‭ ‬بينهما‭ ‬غير‭ ‬مرئي‭ ‬ولا‭ ‬واضح‮»‬‭. ‬

تذكرت‭ ‬هذه‭ ‬المقولة‭ ‬عندما‭ ‬تحدث‭ ‬إسماعيل‭ ‬لرواد‭ ‬معرض‭ ‬القاهرة‭ ‬عن‭ ‬ولعه‭ ‬بالسينما،‭ ‬ومحاولاته‭ ‬المتتابعة‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬أعمال‭ ‬سينمائية‭ ‬لم‭ ‬ير‭ ‬بعضها‭ ‬النور،‭ ‬فكان‭ ‬البديل‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬كتابته‭ ‬للرواية‭ ‬بتكنيك‭ ‬السينما‭.‬

وفي‭ ‬جناح‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مقصدًا‭ ‬لمعظم‭ ‬رواد‭ ‬معرض‭ ‬القاهرة‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬أعداد‭ ‬مجلات‭: ‬‮«‬العربي‮»‬،‭ ‬و‮«‬العربي‭ ‬الصغير‮»‬،‭ ‬و«العربي‭ ‬العلمي‮»‬،‭ ‬و«كتاب‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬وأعداد‭: ‬‮«‬عالم‭ ‬المعرفة‮»‬،‭ ‬و«عالم‭ ‬الفكر‮»‬،‭ ‬ومجلة‭ ‬‮«‬العلوم‮»‬،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬إصدارات‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬والمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬والآداب‭ ‬بدولة‭ ‬الكويت،‭ ‬وطلبًا‭ ‬للهدايا‭ ‬التذكارية‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬شعار‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬وبعض‭ ‬مؤسساتها،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الجناح‭ ‬كان‭ ‬المثقفون‭ ‬المصريون‭ ‬يلتقون‭ ‬بأعضاء‭ ‬الوفد‭ ‬الكويتي‭ ‬ومنهم‭: ‬يوسف‭ ‬مصطفى،‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬المساعد‭ ‬لشئون‭ ‬التلفزيون،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬توثيق‭ ‬آراء‭ ‬رواد‭ ‬الجناح‭ ‬بالفيديو،‭ ‬ومن‭ ‬بينهم‭ ‬هذه‭ ‬الطفلة‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬تسأل‭ ‬عن‭ ‬أحدث‭ ‬أعداد‭ ‬‮«‬العربي‭ ‬الصغير‮»‬‭.‬

وحرص‭ ‬محمد‭ ‬السنعوسي،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬المساعد‭ ‬للمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬والآداب‭ ‬لقطاع‭ ‬المسارح‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يطلعنا‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬نادرة‭ ‬من‭ ‬الصور‭ ‬التذكارية‭ ‬التي‭ ‬يضــــمها‭ ‬الجناح،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬صورة‭ ‬للزعيم‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬وعبدالعزيز‭ ‬حسين‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬الطلبة‭ ‬الكويتيين‭ ‬المبتعثين‭ ‬للدراسة‭ ‬بالقاهرة،‭ ‬وصور‭ ‬أخرى‭ ‬لشهداء‭ ‬الكويت‭ ‬الذين‭ ‬شاركوا‭ ‬مع‭ ‬الجنود‭ ‬المصريين‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬1973‭. ‬وحول‭ ‬‮«‬الحركة‭ ‬المسرحية‭ ‬في‭ ‬الكويت‮»‬‭ ‬أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬علي‭ ‬العنزي،‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬النقد‭ ‬المسرحي‭ ‬بالمعهد‭ ‬العالي‭ ‬للفنون‭ ‬المسرحية‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬أن‭ ‬الكويت‭ ‬أولت‭ ‬فن‭ ‬المسرح‭ ‬اهتمامًا‭ ‬بالغًا‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬لعبه‭ ‬الرائد‭ ‬زكي‭ ‬طليمات‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬معهد‭ ‬الفنون‭ ‬المسرحية،‭ ‬ومن‭ ‬بعده‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالحليم‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬المصريين‭ ‬الذين‭ ‬ساهموا‭ ‬في‭ ‬احتضان‭ ‬المواهب‭ ‬الكويتية‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الكويت‭ ‬قدمت‭ ‬للقارئ‭ ‬العربي‭ ‬مئات‭ ‬النصوص‭ ‬المسرحية‭ ‬المترجمة‭ ‬عن‭ ‬مختلف‭ ‬لغات‭ ‬العالم‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المكتبة‭ ‬المسرحية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬‭.