مشاريع تطوير اللغة العربية وعصرنتها

مشاريع تطوير اللغة العربية وعصرنتها

إذا‭ ‬سلمنا‭ ‬جدلا‭ ‬بأن‭ ‬تطوير‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬مرتبط‭ ‬بتطور‭ ‬الفكر‭ ‬العربي‭ ‬وتحديثه،‭ ‬فلن‭ ‬نفاجأ‭ ‬بمحدودية‭ ‬الحركة‭ ‬باتجاه‭ ‬‮«‬عصرنة‮»‬‭ ‬هذه‭ ‬اللغة،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الاختصاص‭ ‬ينفون‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬التهمة‮»‬‭ ‬ويدللون‭ ‬على‭ ‬ردهم‭ ‬بالحراك‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬اللغوية‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬الأخيرة‭.‬

الراصد‭ ‬للنشاطات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬لن‭ ‬تخذله‭ ‬الرؤية‭ ‬بتصدر‭ ‬عبارات‭ ‬‮«‬الضعف‮»‬‭ ‬و«المنافسة‮»‬‭ ‬و«المحنة‮»‬‭ ‬و«الخطر‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تهددها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الندوات‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬لهذه‭ ‬الغاية،‭ ‬فمشروع‭ ‬‮«‬كلمة‮»‬‭ ‬للترجمة‭ ‬التابع‭ ‬لهيئة‭ ‬أبوظبي‭ ‬للسياحة‭ ‬والثقافة‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬الثاني‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬عام‭ ‬2013،‭ ‬الذي‭ ‬جرى‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬خطر‭: ‬الجميع‭ ‬شركاء‭ ‬في‭ ‬حمايتها‮»‬،‭ ‬ومشروع‭ ‬النهوض‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬الذي‭ ‬تبنته‭ ‬المنظمة‭ ‬العربية‭ ‬للثقافة‭ ‬والعلوم‭ ‬أطل‭ ‬على‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬تحت‭ ‬الشعار‭ ‬القائل‭ ‬إن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬تعاني‭ ‬‮«‬ضعفا‭ ‬شديدًا‭ ‬جدًا‮»‬،‭ ‬وفعاليات‭ ‬مجمع‭ ‬اللغة‭ ‬العربي‭ ‬الأردني‭ ‬حول‭ ‬سبل‭ ‬النهوض‭ ‬باللغة‭ ‬كان‭ ‬يجتمع‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬‮«‬معركة‭ ‬مريرة‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬الخارجية‭ ‬والداخلية‮»‬‭!‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأجواء‭ ‬‮«‬السوداوية‮»‬،‭ ‬بقي‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يعتقد،‭ ‬كحال‭ ‬الدكتور‭ ‬فهد‭ ‬الراشد،‭ ‬مسئول‭ ‬وحدة‭ ‬البحوث‭ ‬والنشر‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الثقافة‭ ‬بمنظمة‭ ‬‮«‬ألكسو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬أزهى‭ ‬عصورها‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لجمالها‭ ‬بل‭ ‬لوجود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجمع‭ ‬لغوي‭ ‬ومعهد‭ ‬للمخطوطات‭ ‬ومراكز‭ ‬للترجمة‭ ‬والتعريب،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مكتبات‭ ‬وطنية‭ ‬ومركزية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الملتقيات‭ ‬والندوات‭..! ‬أو‭ ‬كحال‭ ‬رئيس‭ ‬‮«‬مجمع‭ ‬الخالدين‮»‬‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬الدكتور‭ ‬حسين‭ ‬الشافعي،‭ ‬الذي‭ ‬نفى‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬إن‭ ‬‮«‬العربية‭ ‬تتدهور‭ ‬إنما‭ ‬الذي‭ ‬يتدهور‭ ‬هو‭ ‬اللغة‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬الناشئة‮»‬،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬لا‭ ‬يبدع‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬لغته،‭ ‬فتغيير‭ ‬اللغة‭ ‬هو‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬تصفير‮»‬‭ ‬للذات‭ ‬أي‭ ‬الانطلاق‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬الصفر،‭ ‬فالسرد‭ ‬في‭ ‬لغة‭ ‬غير‭ ‬أصلية‭ ‬يفكك‭ ‬ذات‭ ‬الكاتب،‭ ‬وفق‭ ‬تعبير‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬الدراسات‭ ‬الدينية‭ ‬المقارنة‭ ‬بجامعة‭ ‬تكساس‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬وستيكا‭ ‬براداتان،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ذهب‭ ‬إليه‭ ‬الكاتب‭ ‬سمير‭ ‬عطاالله‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬إن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التطوير‭ ‬لا‭ ‬إلى‭ ‬التغيير‮»‬‭.‬

بعد‭ ‬أن‭ ‬اعتمدت‭ ‬‮«‬اليونسكو‮»‬‭ ‬يوم‭ ‬18‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬يوما‭ ‬عالميا‭ ‬للغة‭ ‬العربية،‭ ‬أقرت‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬يتحدث‭ ‬بها‭ ‬اثنان‭ ‬وعشرون‭ ‬عضوًا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬‮«‬اليونسكو‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬لغة‭ ‬رسمية‭ ‬في‭ ‬المنظمة،‭ ‬وما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬422‭ ‬مليون‭ ‬عربي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬استعمالها‭.‬

والمسألة‭ ‬بالطبع‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬أرقامًا،‭ ‬فهناك‭ ‬تاريخ‭ ‬حافل‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭ ‬ووعاء‭ ‬متسع‭ ‬من‭ ‬الحضارة‭ ‬دخل‭ ‬هذا‭ ‬الجسم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فهي‭ ‬إحدى‭ ‬اللغات‭ ‬الحية‭ ‬والمتفاعلة‭ ‬مع‭ ‬باقي‭ ‬لغات‭ ‬الشعوب‭ ‬والأجناس‭ ‬والحضارات‭.‬

يبقى‭ ‬السؤال‭ ‬عن‭ ‬ماهية‭ ‬مشروعات‭ ‬التطوير،‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬وصلت؟‭ ‬وما‭ ‬الجهات‭ ‬الداعية‭ ‬لها،‭ ‬والمدى‭ ‬الزمني‭ ‬الذي‭ ‬تحتاج‭ ‬إليه،‭ ‬والبيئات‭ ‬التي‭ ‬تتوجه‭ ‬إليها؟‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬موجة‭ ‬التفاؤل‭ ‬المفرطة‭ ‬التي‭ ‬تجتاج‭ ‬عقول‭ ‬بعض‭ ‬المختصين‭ ‬بعلم‭ ‬اللغات،‭ ‬أمثال‭ ‬الباحثة‭ ‬العراقية‭ ‬السيدة‭ ‬خديجة‭ ‬الحمداني،‭ ‬التي‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬‮«‬تحمل‭ ‬في‭ ‬بنيتها‭ ‬بذور‭ ‬النماء‭ ‬والتطوير‭ ‬والتجديد،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬نحت‭ ‬واشتقاق‭ ‬وتصريف،‭ ‬وهي‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬مستجدات‭ ‬الحياة‮»‬‭! ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬الإبحار‮»‬‭ ‬في‭ ‬مطالعة‭ ‬أهم‭ ‬المشروعات‭ ‬المهتمة‭ ‬بتطوير‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬يسير‭ ‬في‭ ‬أمان‭ ‬وسلام،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬المغامرات‭ ‬غير‭ ‬المحسوبة‭ ‬سلفًا،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬من‭ ‬القراءات‭ ‬الهادئة‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬ونوعية‭ ‬تلك‭ ‬المشروعات،‭ ‬ومدى‭ ‬اتساقها‭ ‬وتوافقها‭ ‬مع‭ ‬الحاجة‭ ‬للتغيير‭ ‬أو‭ ‬بعكسها‭.‬

 

مجمع‭ ‬الخالدين‭ ‬وتحديث‭ ‬المعجم

وباعتبار‭ ‬أن‭ ‬المعجم‭ ‬أداة‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬الثقافة،‭ ‬وكذلك‭ ‬المرآة‭ ‬التي‭ ‬نرى‭ ‬فيها‭ ‬مستوى‭ ‬الارتقاء‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬كما‭ ‬شرحها‭ ‬الدكتور‭ ‬حسين‭ ‬مقتدي‭ ‬في‭ ‬‮«‬ملتقى‭ ‬العربية‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬إمارة‭ ‬دبي‭ ‬صيف‭ ‬2013،‭ ‬فقد‭ ‬أنجز‭ ‬مجمع‭ ‬الخالدين‭ ‬بالقاهرة،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬مجامع‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬تأسس‭ ‬عام‭ ‬1932،‭ ‬إصدار‭ ‬‮«‬أحسن‮»‬‭ ‬المعاجم‭ ‬العربية‭ ‬الحديثة،‭ ‬وهو‭ ‬معجم‭ ‬الوسيط،‭ ‬الذي‭ ‬طبع‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائتي‭ ‬مرة،‭ ‬وأيضا‭ ‬‮«‬الوجيز‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬يخدم‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الأولي،‭ ‬وهذان‭ ‬مشروعان‭ ‬يقوم‭ ‬المجمع‭ ‬بتحديث‭ ‬لهما‭ ‬وإضافة‭ ‬تعديلات‭ ‬عليهما‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تعريب‭ ‬علوم‭ ‬التعليم‭ ‬والمعارف،‭ ‬ومنها‭ ‬الطب‭ ‬والهندسة،‭ ‬وهي‭ ‬خطة‭ ‬تأخرت‭ ‬كثيرًا،‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تقريبًا‭ ‬من‭ ‬الأفارقة‭ ‬والآسيويين‭ ‬وليس‭ ‬الأوربيين‭ ‬والغربيين‭ ‬فقط،‭ ‬يدرسون‭ ‬العلوم‭ ‬الطبية‭ ‬والهندسة‭ ‬الفيزيائية‭ ‬بلغاتهم‭ ‬القومية،‭ ‬إلا‭ ‬العالم‭ ‬العربي‮»‬‭! ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبير‭ ‬رئيس‭ ‬مجمع‭ ‬الخالدين‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬له‭ ‬نشرته‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬آخر‭ ‬ساعة‮»‬‭ ( ‬19/06/2013‭).‬

 

لجنة‭ ‬دولية‭ ‬للمشاريع‭ ‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬تحديات‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬كان‭ ‬أبرز‭ ‬محاور‭ ‬الملتقى‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬إمارة‭ ‬دبي،‭ ‬صيف‭ ‬2013،‭ ‬الذي‭ ‬تبنى‭ ‬قيام‭ ‬مشروعين‭ ‬هما‭: ‬القانون‭ ‬الاسترشادي‭ ‬للغة‭ ‬العربية،‭ ‬وإنشاء‭ ‬مركز‭ ‬عربي‭ ‬للترجمة‭ ‬والتعريب،‭ ‬سبق‭ ‬ذلك‭ ‬توصيات‭ ‬أعلنها‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬‮«‬العربية‭ ‬وهوية‭ ‬الأمة‮»‬‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬2012‭ ‬بإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬منهج‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬وتقويمها‭ ‬لحظر‭ ‬مزاحمة‭ ‬اللغات‭ ‬الأخرى‭ ‬ووضع‭ ‬بدائل‭ ‬عربية‭ ‬لمواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والكف‭ ‬عن‭ ‬التهجين‭ ‬اللغوي‭ ‬في‭ ‬الأدب،‭ ‬والاستعانة‭ ‬بالأعم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭.‬

تلك‭ ‬الاهتمامات‭ ‬والتوصيات‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬القضايا‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالتطوير،‭ ‬وإن‭ ‬بقيت‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التمنيات‭ ‬غير‭ ‬الملزمة،‭ ‬لكنها‭ ‬تضع‭ ‬الأولويات‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الطاولة‭. ‬الواقع‭ ‬أن‭ ‬كثرة‭ ‬المشاريع‭ ‬المطروحة‭ ‬بتنمية‭ ‬وتعزيز‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬دفعت‭ ‬بالدكتور‭ ‬فهد‭ ‬الراشد،‭ ‬مسئول‭ ‬وحدة‭ ‬البحوث‭ ‬والنشر‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الثقافة‭ ‬بالمنظمة‭ ‬العربية‭ ‬للتربية‭ ‬والثقافة‭ ‬والعلوم،‭ ‬إلى‭ ‬تشكيل‭ ‬‮«‬لجنة‭ ‬استشارية‭ ‬دولية‮»‬‭ ‬تتبنى‭ ‬تلك‭ ‬المشاريع،‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬تنظيمها‭ ‬وعرضها‭ ‬ودراستها‭ ‬ثم‭ ‬إجازتها‭ ‬إذا‭ ‬صح‭ ‬التعبير،‭ ‬مركزًا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬عمل‭ ‬دراسات‭ ‬ميدانية‭ ‬ورصد‭ ‬الظواهر‭ ‬السلبية‭ ‬للمنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭. ‬واعتبر‭ ‬أن‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬لتعليم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الرياض‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬مراكز‭ ‬القياس‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تحتاج‭ ‬إليه‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬ولغتها‭ ‬الأم،‭ ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬المداخلة‭ ‬أثناء‭ ‬انعقاد‭ ‬المؤتمر‭ ‬العالمي‭ ‬الرابع‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬وآدابها‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬الجامعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بكوالالمبور‭ ‬بماليزيا‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬2003‭.‬

 

مشروع‭ ‬النهوض‭ ‬ودور‭ ‬‮«‬ألكسو‮»‬‭ ‬

لعل‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المشاريع‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬هو‭ ‬مشروع‭ ‬النهوض‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬للتوجه‭ ‬نحو‭ ‬مجتمع‭ ‬المعرفة‭ ‬الذي‭ ‬تقف‭ ‬وراءه‭ ‬المنظمة‭ ‬العربية‭ ‬للتربية‭ ‬والثقافة‭ ‬والعلوم‭ (‬ألكسو‭)‬،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تستصدر‭ ‬قرارًا‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الجامعة‭ ‬العريبة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القمة‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬دمشق‭ ‬عام‭ ‬2008،‭ ‬والقمة‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬الدوحة‭ ‬عام‭ ‬2009،‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬‮«‬وثيقة‭ ‬مشروع‭ ‬النهضة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الإصلاح‭ ‬اللغوي،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬تلك‭ ‬المشاريع‭ ‬مشروع‭ ‬وضع‭ ‬أساسيات‭ ‬تعليم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وطرق‭ ‬تدريسها،‭ ‬ومعرفة‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬الضعف‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬استعمالها‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬رياض‭ ‬الأطفال‭ ‬والتعليم‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭. ‬وأيضا‭ ‬مشروع‭ ‬إنجاز‭ ‬البرامج‭ ‬الخمسة‭ ‬التي‭ ‬يتكون‭ ‬منها‭ ‬مشروع‭ ‬استخدام‭ ‬التقانات‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخدام‭ ‬مركز‭ ‬عربي‭ ‬متخصص،‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬المصطلح‭ ‬العربي‭ ‬الموحد‭ ‬وجعله‭ ‬متاحًا‭ ‬للجميع‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬النشر‭ ‬الإلكتروني‭. ‬وتوصيات‭ ‬أخرى‭ ‬تمثلت‭ ‬بثماني‭ ‬توصيات،‭ ‬أبرزها‭ ‬دعم‭ ‬مشروع‭ ‬المرصد‭ ‬العربي‭ ‬للمصطلحات‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬مركز‭ ‬تنسيق‭ ‬التعريب‭ ‬في‭ ‬الرباط‭ ‬والمركز‭ ‬العربي‭ ‬للتعريب‭ ‬في‭ ‬دمشق‭.‬

وعلى‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬الماضية،‭ ‬وضعت‭ ‬‮«‬ألكسو‮»‬‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬والآليات‭ ‬لتنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬بهدف‭ ‬تطوير‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وجعلها‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬المنظومة‭ ‬المعرفية‭ ‬الحديثة‭ ‬لتقوية‭ ‬حضورها‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬وإعلاء‭ ‬شأنها‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ومن‭ ‬أهمها،‭ ‬إنشاء‭ ‬مؤسسات‭ ‬وطنية‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬تعليم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬أصدرت‭ ‬المنظمة‭ ‬كتابًا‭ ‬جديدًا‭ ‬يحمل‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬دليل‭ ‬مرجعي‭ ‬لإحداث‭ ‬مؤسسات‭ ‬وطنية‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‮»‬‭.‬

 

مرصد‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬

ضمن‭ ‬بوابته‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬أطلق‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬لخدمة‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬‮«‬مرصد‭ ‬العربية‮»‬،‭ ‬ويعد‭ ‬هذا‭ ‬المرصد‭ ‬من‭ ‬الجوامع‭ ‬المعنية‭ ‬باللغة‭ ‬وشئونها‭ ‬على‭ ‬الإنترنت،‭ ‬ويهتم‭ ‬بالرصد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬لأخبار‭ ‬اللغة‭ ‬وتقديمها‭ ‬للمختصين‭ ‬والباحثين،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬رصد‭ ‬الموضوعات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالعربية‭ ‬آليا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تتبع‭ ‬مواقع‭ ‬الجهات‭ ‬المتصلة‭ ‬بها،‭ ‬كالجامعات‭ ‬والمكتبات‭ ‬والمجامع‭ ‬اللغوية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المعنية‭ ‬ودور‭ ‬النشر‭ ‬والمجلات‭ ‬ووكالات‭ ‬الأنباء‭ ‬والصحف‭.‬

طرح‭ ‬المركز‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بوابته‭ ‬قسمًا‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬بنك‭ ‬الأفكار‮»‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬جمع‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬اللغة‭ ‬وتطويرها،‭ ‬وأطلق‭ ‬برنامج‭ ‬النشر‭ ‬العلمي‭ ‬الذي‭ ‬تضمن‭ ‬تسعة‭ ‬مسارات‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬يقوم‭ ‬‮«‬المرصد‮»‬‭ ‬بإعداد‭ ‬معجم‭ ‬متطور‭ ‬وشامل،‭ ‬جمع‭ ‬فيه‭ ‬حتى‭ ‬تاريخه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬مليون‭ ‬كلمة‭ ‬ومصطلح‭.‬

 

مكتبة‭ ‬البابطين‭.. ‬مركز‭ ‬تعليم‭ ‬اللغة

وفي‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬أعلنت‭ ‬مكتبة‭ ‬البابطين‭ ‬المركزية‭ ‬للشعر‭ ‬العربي،‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬لتعليم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬إيكرد‮»‬‭ ‬بولاية‭ ‬فلوريدا‭ ‬الأمريكية،‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تدريس‭ ‬وتعليم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬لفئات‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬الأعمار‭ ‬ومراحل‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬طلبة‭ ‬الجامعات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتخرج‭ ‬فيها‭ ‬100‭ ‬طالب‭ ‬وطالبة‭ ‬سنويًا‭.‬

 

موسوعة‭ ‬عربية‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬

على‭ ‬صعيد‭ ‬استثمار‭ ‬استخدام‭ ‬الشبكة‭ ‬العنكبوتية،‭ ‬سجل‭ ‬طلال‭ ‬أبوغزالة،‭ ‬صاحب‭ ‬مجموعة‭ ‬طلال‭ ‬أبوغزالة‭ ‬للخدمات‭ ‬التعليمية‭ ‬والمهنية،‭ ‬أول‭ ‬مبادرة‭ ‬بإطلاق‭ ‬موسوعة‭ ‬‮«‬تاجيبيديا‮»‬‭ ‬الإلكترونية‭ ‬العربية‭ ‬الحرة‭ ‬بمليون‭ ‬صفحة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬2003،‭ ‬الذي‭ ‬رأى‭ ‬فيها‭ ‬سبيلا‭ ‬لبناء‭ ‬مجتمع‭ ‬عربي‭ ‬للمعرفة،‭ ‬وأنفق‭ ‬عليها‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬الماضية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬دولار‭ ‬لتطويرها،‭ ‬

 

‮«‬عربي‭ ‬21‮»‬

وفي‭ ‬مسار‭ ‬متواز،‭ ‬عملت‭ ‬مؤسسة‭ ‬الفكر‭ ‬العربي‭ ‬ومقرها‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬على‭ ‬تبني‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬عربي‭ ‬21‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مبادرة‭ ‬متكاملة‭ ‬لتطوير‭ ‬تعلم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬موجهة‭ ‬إلى‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬التدريس،‭ ‬ردًا‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬اللغة‭ ‬لدى‭ ‬الطلاب‭ ‬العرب،‭ ‬بهدف‭ ‬تشكيل‭ ‬إنسان‭ ‬عربي‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬بلغته‭ ‬الأم،‭ ‬والتواصل‭ ‬بها‭ ‬ووضع‭ ‬للمشروع‭ ‬خطة‭ ‬عملية‭ ‬للنتائج‭ ‬المتوقعة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬المقبلة‭.‬

 

مشروع‭ ‬معجم‭ ‬الدوحة‭ ‬التاريخي

في‭ ‬الدوحة،‭ ‬أعلن‭ ‬المركز‭ ‬العربي‭ ‬للأبحاث‭ ‬ودراسة‭ ‬السياسات‭ ‬بعد‭ ‬اجتماعات‭ ‬استمرت‭ ‬حوالي‭ ‬سنتين،‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2013،‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬معجم‭ ‬الدوحة‭ ‬التاريخي‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬وإطلاق‭ ‬صفحته‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬الذي‭ ‬سيستغرق‭ ‬إعداده‭ ‬نحو‭ ‬خمس‭ ‬عشرة‭ ‬سنة،‭ ‬يؤرخ‭ ‬لألفاظ‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عشرين‭ ‬قرنًا،‭ ‬ويتم‭ ‬على‭ ‬مراحل‭ ‬يجري‭ ‬عرض‭ ‬إنجازاتها‭ ‬كل‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬ويسعى‭ ‬لبناء‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬الحاسوبية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمعالجة‭ ‬الآلية‭ ‬للغة‭ ‬العربية،‭ ‬مثل‭: ‬الترجمة‭ ‬الآلية،‭ ‬الإملاء‭ ‬الآلي،‭ ‬المدققات‭ ‬النحوية،‭ ‬وغيرها،‭ ‬كما‭ ‬سيوفر‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬المعاجم‭ ‬الفرعية،‭ ‬مثل‭ ‬معجم‭ ‬ألفاظ‭ ‬الحضارة،‭ ‬معاجم‭ ‬مصطلحات‭ ‬العلوم،‭ ‬المعجم‭ ‬الشامل‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬المعاصرة،‭ ‬المعاجم‭ ‬اللغوية‭ ‬التعليمية‭. ‬المشروع‭ ‬النهضوي‭ ‬بحسب‭ ‬الدكتور‭ ‬عزمي‭ ‬بشارة‭ ‬رئيس‭ ‬المركز،‭ ‬مؤسس‭ ‬على‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تمكين‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬على‭ ‬هدى‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬وفهم‭ ‬تاريخ‭ ‬الألفاظ‭ ‬العربية‭ ‬ودلالتها،‭ ‬وقد‭ ‬تكفلت‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬بالتمويل‭.‬

 

جملة‭ ‬مشاريع‭ ‬عربية

من‭ ‬المشاريع‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬جرى‭ ‬الحديث‭ ‬عنها،‭ ‬يمكن‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬مجمع‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬ومقره‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬بلسان‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬المجمع‭ ‬فاروق‭ ‬شوشة‭ ‬عام‭ ‬2010،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تحديث‭ ‬المعجم‭ ‬الوسيط‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬مر‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬على‭ ‬صدور‭ ‬طبعته‭ ‬الأولى‭ ‬عام‭ ‬1960،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬معجم‭ ‬الشعر‭ ‬العربي،‭ ‬الذي‭ ‬تمت‭ ‬إضافة‭ ‬خمسة‭ ‬ملايين‭ ‬بيت‭ ‬من‭ ‬الشعر‭ ‬إليه،‭ ‬ومن‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إنجاز‭ ‬معجم‭ ‬مصور‭ ‬للطفل‭ ‬وطبع‭ ‬معاجم‭ ‬التاريخ‭ ‬والآثار‭ ‬ومصطلحات‭ ‬علم‭ ‬الفيزياء‭ ‬والجغرافيا‭.‬

وفي‭ ‬العام‭ ‬2008،‭ ‬أقامت‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬بواسطة‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬مركزًا‭ ‬لتعليم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬للجمهور‭ ‬الفرنسي،‭ ‬وذلك‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬غرينوبل‮»‬،‭ ‬يكون‭ ‬مركز‭ ‬انطلاق‭ ‬متميزًا‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬وللأبحاث‭ ‬حول‭ ‬الكويت‭ ‬ومنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وبواسطة‭ ‬خبرات‭ ‬معلمي‭ ‬اللغة‭ ‬العريبة‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الجامعة‭ ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬الترجمة‭ ‬والثقافة‭ ‬العربية‭.‬

قبل‭ ‬ذلك،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬2006،‭ ‬اعتمد‭ ‬المجلس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمكتب‭ ‬التربية‭ ‬العربي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬تأسيس‭ ‬مركز‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬إمارة‭ ‬الشارقة،‭ ‬والذي‭ ‬سيعمل‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬الأداء‭ ‬اللغوي‭ ‬وتقديم‭ ‬البحوث‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬ودعم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬مقامها‭ ‬الطليعي‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الحضارة‭ ‬الإنسانية‭. ‬

أما‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬كلمة‮»‬‭ ‬للترجمة،‭ ‬فهو‭ ‬مبادرة‭ ‬مستقلة‭ ‬تتبع‭ ‬هيئة‭ ‬أبوظبي‭ ‬للسياحة‭ ‬والثقافة،‭ ‬تم‭ ‬إطلاقه‭ ‬عام‭ ‬2007،‭ ‬بهدف‭ ‬إحياء‭ ‬حركة‭ ‬الترجمة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬ونجح‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الإنجازات،‭ ‬أبرزها‭ ‬ترجمة‭ ‬ونشر‭ ‬نحو‭ ‬800‭ ‬كتاب‭ ‬عن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬13‭ ‬لغة،‭ ‬والفوز‭ ‬بجائزة‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬العالمية‭ ‬للترجمة‭ ‬عام‭ ‬2011م،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تأسيس‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬مع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬ناشر‭ ‬عالمي،‭ ‬واتفاقيات‭ ‬تعاون‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العالمية،‭ ‬وتوفير‭ ‬خيارات‭ ‬حيوية‭ ‬من‭ ‬كتب‭ ‬الأطفال‭ ‬والناشئة‭ (‬أكثر‭ ‬من‭ ‬250‭ ‬عنوانا‭)‬،‭ ‬وتنظيم‭ ‬مؤتمر‭ ‬أبوظبي‭ ‬الدولي‭ ‬للترجمة‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬معرض‭ ‬أبوظبي‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب‭. ‬

أقيم‭ ‬المؤتمر‭ ‬الأول‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬وتناول‭ ‬القضايا‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالترجمة‭ ‬وسبل‭ ‬النهوض‭ ‬بحركة‭ ‬الترجمة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬أما‭ ‬المؤتمر‭ ‬الثاني‭ ‬والذي‭ ‬أقيم‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬تمكين‭ ‬المترجمين‮»‬،‭ ‬فتضمن‭ ‬ورشات‭ ‬عمل‭ ‬لتدريب‭ ‬المترجمين‭ ‬على‭ ‬الترجمة‭ ‬الأدبية‭ ‬من‭ ‬اللغات‭ ‬الألمانية‭ ‬والإنجليزية‭ ‬والفرنسية‭ ‬إلى‭ ‬العربية،‭ ‬وشارك‭ ‬فيها‭ ‬نحو‭ ‬62‭ ‬مترجما‭ ‬جاءوا‭ ‬من‭ ‬نحو‭ ‬21‭ ‬دولة‭ ‬‭.