الموجة الرابعة، ثورة معرفية عالمية: د. أحمد أبوزيد

الموجة الرابعة، ثورة معرفية عالمية: د. أحمد أبوزيد
        

          لن يسلم المرء في الزمن الراهن من أن يقع فريسة للاكتئاب حين يمعن النظر في أوضاع العالم المتردية، ويفكر فيما قد تؤول إليه هذه الأوضاع في المستقبل نتيجة للزيادة السكانية الرهيبة على مستوى العالم، واندلاع الصراعات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بل والدينية، وتدهور حالة البيئة الطبيعية واستنزاف مواردها نتيجة موقف الإنسان السلبي والمعادي لها، وسلوكياته الخاطئة وغير المسئولة وما يؤدي إليه ذلك كله من انتشار الأوبئة والفقر والمجاعات مما يجعل من الصعب تحمل الحياة والتوافق معها.

          على الرغم من كل ما أحرزه العلم الحديث من تقدم في كل جوانب الحياة فإن الأمور تزداد سوءا على مستوى كوكب الأرض, وبوجه أخص في العالم الثالث الذي يواجه هذه المشكلات بغير قليل من اللامبالاة وعدم الاكتراث أو عدم التقدير. لكن ذلك كله لايمنع من أن يكون هناك أمل في حياة مستقبلية أفضل. فالحياة تقوم رغم كل شيء على الأمل ومن دونه لا تستمر ولا يكون لها معنى على الإطلاق. وقد كان تاريخ الإنسانية سلسلة من المراحل المتتالية التي اختلف العلماء على تحديد معالمها، ولكنها كانت تمثل تحديا لقدرات الإنسان على مواجهتها وتسخيرها لمصلحته. وقد أفلح الإنسان دائما في التغلب على تلك التحديات بشكل أو بآخر مما حقق له التقدم والارتقاء. ويحب بعض العلماء المعاصرين تصور هذه المراحل على أنها موجات حضارية ويفضلون استخدام كلمة (موجات) بدلا من (مراحل) التي ارتبطت بمفهوم التطور الذى ساد في القرن التاسع عشر.

          وتستخدم كلمة «موجة» الآن في العلوم الاجتماعية للإشارة إلى لحظة الذروة التي تبلغها أي حركة اجتماعية من حركات التغيير العديدة التي يشهدها العالم المعاصر. وقد استخدم اللفظ بهذا المعنى في الأصل في الحركات النسوية التي تفجرت بشكل مثير في الستينيات من القرن الماضي، حين أطلقت الناشطات النسويات على حركتهن حينذاك اسم الموجة الثانية على اعتبار أن الموجة الأولى كانت تتمثل في الجهود لنيل حق التصويت في الانتخابات. ثم بدأ استخدام كلمة الموجة الثالثة في التسعينيات مع ظهور مجموعة جديدة من الناشطات اللاتي رفضن إطلاق تعبير (مابعد النسوية Postfeminism) لوصف الوضع النسوي حينذاك، كما أن كلمة الموجة تشير ضمنا إلى أن الحركة النسوية مستمرة على شكل موجات لها ارتفاعاتها، وانخفاضاتها ولكنها متواصلة طيلة الوقت، وأن لكل موجة خصائصها وملامحها المتميزة التي تعكس درجة معينة من التطور والتقدم والتوسع في الأساليب والمتطلبات واكتساب أرض جديدة في تحقيق الرسالة والأهداف المستمرة المتجددة.

موجة أم مرحلة؟

          وقد اتسع نطاق استخدام كلمة «موجة» بدلا من كلمة «مرحلة» على أيدي مجموعة من الباحثين المعاصرين المهتمي ن بدراسة تطور تاريخ المجتمع الإنساني ولعل من أهمهم وأشهرهم بالنسبة للقارئ العربي ألفين توفلر وزوجته هايدي اعتبارا من كتابهما المشهور عن (صدمة المستقبل) حتى كتاب (الموجة الثالثة The Third Wave). ففي هذا الكتاب الأخير يتكلم توفلرعن ثلاث موجات كبرى مر بها المجتمع الإنساني، وتتميز كل موجة منها بخصائص اقتصادية واجتماعية أساسية. ومن دون الدخول في التفاصيل التي يحرص الكتاب على سردها تتميز الموجة الأولى التي يسميها عصر الزراعة الذي استمر لما يزيد على ثلاثين ألف سنة بالتركيز على توفير وإنتاج الطعام بالاعتماد على القوى العضلية للبشر والاستعانة بالحيوانات المتاحة والآلات البدائية البسيطة.

          ثم جاءت الموجة الثانية المتمثلة في عصر الصناعة الذي امتد لما يقرب من خمسمائة عام والذي مازالت آثاره وملامحه واضحة حتى الآن، ومهد لقيام الموجة الثالثة التي لا يتعدى تاريخها أكثر من ربع قرن تقريبا ولاتزال رغم ما حققته من تقدم وأحدثته من تغييرات هائلة في حياة الناس وتفكيرهم وأسلوب حياتهم في بداية تأثيرها ونتائجها القابلة لمزيد من التطور والتطوير، وهي تهدف في آخر الأمر إلى توفير أكبر قدر ممكن من المعلومات ونشر المعرفة على أوسع نطاق، وتمثل بذلك نقلة هائلة من الاعتماد على القوى العضلية واستخدام الآلات المساعدة في الإنتاج الكبير إلى الاعتماد على القدرات الذهنية أو القوى المفكرة.

موجة تحرر وانطلاق

          وقد يكون توفلر وبعض الكتاب المعاصرين له هم الذين بدأوا الحديث عن الموجة الرابعة التي يصفونها بالعصر الافتراضي الذى قد يتحقق وتتضح معالمه بدقة بعد عقدين من هذا القرن الحالي. وإذا كان الخلاف بين الموجتين الثانية (الصناعية) والثالثة (المعلوماتية والمعرفية) ينحصر إلى حد كبير في أساليب الإنتاج وما يترتب عليها من تغيرات اجتماعية واقتصادية وتحولات في بنية المجتمع، فإن الموجة الرابعة سوف تتميز بالإمكانات والإنجازات الهائلة التي لاتحدها حدود في كل المجالات التي قد تتجاوز حدود كوكب الأرض لتشمل الكون بأسره. فهى موجة تحرر وانطلاق من كل القيود التي كانت تحد من إمكانات الناس في التطلع إلى ما وراء حدود المجتمع الذي يعيشون فيه، وتكبل قدراتهم على التغلغل في أعماق الكون الشاسع المترامي، والإحاطة بكل مكوناته وهتك أسراره وتحقيق السيادة المطلقة للإنسان. فالأمر هنا أشبه بالموجة الرابعة النسوية التي تنطلق فيها قدرات المرأة كفرد له كيانه المتميز وشخصيته المتكاملة التي لاتحدها حدود، بحيث لم تعد تلتزم بأي تعاليم فوقية تقيد حريتها الفردية في اكتشاف الحياة بكل أسرارها وأبعادها. لقد أصبحت المرأة سيدة نفسها. إنها امرأة الموجة الرابعة وليست مجرد (أنثى) الموجات السابقة بما فيها موجة ما بعد النسوية.

          وقد بدأ ظهور مفهوم الموجة الرابعة في العلوم الاجتماعية منذ أواسط التسعينيات أثناء الكلام عما يعرف باسم العصر الافتراضي الأكثر تقدما وتطورا من عصر المعلومات. والانتقال من موجة لأخرى خلال تطور المجتمع الإنساني كان يتم لإشباع الحاجات الإنسانية المتجددة والمتزايدة والمتنوعة ابتداء من الحاجة إلى توفير الطعام إلى استخدام الآلات بدلا من القوى العضلية لتحقيق الإنتاج الضخم في المجتمع الصناعي وانتهاء باستخدام القوى الذهنية لإنتاج المعرفة وحل مشكلات الحياة ومواجهة تعقيداتها وما استلزمه ذلك من اختراع الكمبيوتر والالتجاء إلى الشبكات الإلكترونية لضمان سرعة وكفاءة الاتصال والتأكد من سلامة واستمرار التدفق المعلوماتي الذي يساعد على تحقيق مزيد من التطور والارتقاء.

العصر الافتراضي

          وتمثل الموجة الرابعة من التغير ذلك العصر الافتراضي. ولكن قد تقوم بعض الصعوبات والقيود التي تعيق الانتقال من الموجة الثالثة إلى الموجة الرابعة، وهي صعوبات تنشأ في الأغلب من الرغبة في الاحتفاظ بما هو قائم ومعروف وسائد، وهذا أمر طبيعى ومشروع، ولكن تسارع الاتصال وتدفق المعلومات وتنوع الاحتياجات وتفرعها سوف تتغلب على هذه الصعوبات بحيث يفلح المجتمع الإنساني في هذا العصر الافتراضي في تغيير العالم كله بشكل جذري وبدرجة تفوق بكثير كل ما حدث في الموجات السابقة، وقد بدأت ملامح هذا التغيير تظهر بوضوح منذ أواخر القرن الماضي وتكشف عن قدرات الموجة الرابعة في تعزيز إمكانات تحدي قيود الزمان والمكان المفروضة على كل جوانب الحياة المادية والفكرية والروحية بغير حدود.

تحولات سريعة

          تتميز الموجة الرابعة بالتحولات السريعة في الأفكار التي سادت في الموجة الثالثة، ويتمثل ذلك التحول الهائل في الاتجاه الذي يسود العالم الآن إلى الانتقال من التنافس والصراع إلى التعاون ومن الاستغلال إلى المشاركة، ومن المادية إلى تعظيم الاتجاهات والميول والنزعات الروحية، ومن الرغبات الجنونية في الاستحواذ والاستنزاف إلى مراعاة مبادئ العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وبذل كل الجهود للمحافظة على هذه الاتجاهات حتى يسود الاستقرار والتوازن بين مختلف القوى، ويزداد الوعي بالتكلفة الاجتماعية والبيئية للأنشطة والعمليات التي كانت تغفل هذا الجانب المهم، كما يختفي النظام التراتبي الذى يرتبط ارتباطا وثيقًا بالموجة الثانية والمجتمع الصناعي وذلك من أجل ترسيخ مبادئ الانفتاح والشفافية والصدق والتنوع والاعتراف بحقوق الآخرين، والتخلص من السلبية إلى السلوك الإيجابي القائم على التعاون.

          وواضح هنا أن من أهم ما يميز الموجة الرابعة هو اتساع مجال وسرعة وفاعلية الاتصال. وليس من شك في أن الكمبيوتر هو الأداة والوسيلة لتحقيق ذلك ولكن الانتقال من مجرد الاستعمال البسيط العادي في إنجاز الاحتياجات الحياتية اليومية إلى استخدام الإنترنت والشبكات الدولية هو الذي أدى إلى موجة التعاون والترابط والتنسيق بين مختلف نظم المعلومات. وفارق كبير بين الاكتفاء بالحصول على المعلومات وبين تداول الأفكار واستخدامها في إنتاج معرفة جديدة يشارك فيها الجميع، وتؤدي إلى التفاهم وهو ما يطلق عليه الآن تعبير computational collaboration. فالكمبيوتر هو الأداة الأكثر فعالية الآن في تحقيق التواصل والحصول على المعلومات وتنويع مصادر ومجالات المعرفة، وتوسيع نطاق العقل البشري إن صح التعبير.

          وإذا كان التطور التكنولوجي الذي تحقق في ذروة الموجة الثانية قد أفلح في إزاحة الموجة الأولى وتراجعها، فإن الشيء نفسه يحدث الآن مع الموجة الثالثة التي أزاحت الموجة الثانية، ولكنها تهيئ المجال لظهور الموجة الرابعة التي تمثل أعلى درجة من الارتقاء في تاريخ الجنس البشري وهو كمجتمع المعرفة الشاملة التي تتعدى حدود كوكب الأرض وتحيط بالكون كله، وكل ما يرتبط به من تكنولوجيات إلكترونية معقدة. فالعالم الآن يقف على قمة القوى الافتراضية. وإذا كانت صناعة المعلومات التي ترتبط بالموجة الثالثة قد وصلت إلى قمة تطورها وقوتها وفاعلية استخداماتها في التعاون على نطاق واسع والتنسيق بين أطراف متباعدين ومجهولين من بعضهم البعض، فإن الموجة الرابعة سوف تسيطر على كل النسيج الاجتماعي للمجتمع الإنساني وتتعدى حدوده إلى عالم الفضاء بشكل غير مسبوق وتعمل على تحقيق التقارب أو حتى التوحد بين العالمين بشكل من الأشكال، ويبدو من سير الأحداث واستقرائها أن ذلك سوف يتحقق ولا محالة في المستقبل المنظور.

خصائص الموجة الرابعة وملامحها

          ولكن ما المقصود من الموجة الرابعة على وجه التحديد؟ وما خصائصها وأهم ملامحها وما الذى سوف تضيفه إلى تاريخ الحضارة الإنسانية؟ وما الذي سيحدث بعد أن أفسح العصر الصناعي المجال لعصر المعلومات والموجة الثالثة التي وصلت إلى أعلى ذروة لها فيما حققته من اكتشافات سهلت الاتصال على مستوى العالم ككل؟

          يبدو أن هذه الموجة سوف تحقق الشروط التي وضعها جيمس لفلوك حين تكلم عن فلسفة GAYA التي تعرضنا لها في مقالنا عن «هل تدمر الحياة نفسها؟» (مجلة العربى: عدد مارس 2010) بمعنى أنها موجة تنظر إلى كل أنحاء كوكب الأرض بل والكون بأسره على أنها تؤلف وحدة متكاملة ونظاما واحدا معقدا ومتفاعلا بعضه مع بعض، وقادرا على الاستمرار في الوجود رغم مايواجهه من كوارث. وعلى الجانب الآخرسوف تؤدي هذه الموجة إلى إدماج وتكامل النتائج الاجتماعية المترتبة على الفوائد والمكاسب الاقتصادية غير المباشرة، وإلى القضاء على البطالة وتحسين نوعية الحياة كما سوف تجبرالحكومات إلى إتاحة فرص العمل والتعليم الإجباري ولكنها سوف تؤدي في الوقت ذاته إلى تغيير أساليب التفكير والدعوة إلى مزيد من الشفافية، والإقبال على العمل الطوعي الذي يعتبر العمود الفقري المعنوي للحياة الديمقراطية التي تفتقر إليها الكثير من شعوب العالم الآن. ومع أن هناك من الكتاب من يتكلمون عن مجتمع مابعد الرأسمالية أو المجتمع بعد الصناعي أو النظام العالمي الجديد ويتحدثون عن التغيرات الجذرية التي تحدث في (القرية الكوكبية) فإنهم يحرصون أيضا وفي الوقت ذاته على إبراز بعض خصائص الموجة الرابعة مثل إعادة إحياء الجوانب الروحية للمجتمع الإنساني، وإحلال بعض مظاهر محل النزعات المادية واتجاه النظم والمؤسسات نحو استجابات حقيقية لتوجيه كوكب الأرض، وإعادة تحديد وتعريف الثروة وإزالة الفوارق والحواجز بين الحياة الفردية والجماعية ونكران الذات في سبيل خير ومصلحة المجتمع، وتضييق الهوة بين العلم والدين عن طريق إعادة النظر في تفسير الدين وتعاليمه وتطويرها. والمهم في هذا كله هو شعور الناس بالحاجة إلى التواصل مع أنفسهم ومع ذواتهم الداخلية كوسيلة للارتفاع بنوعية حياتهم من خلال توثيق علاقاتهم بالآخرين.

          ومهما يكن الأمر فإن المعرفة الصحيحة هي التي سوف تحدد ملامح الموجة الرابعة. إلا أن البحث سوف يستمر للكشف عن طبيعة الكون وهو ماسوف يتطلب اختراع تكنولوجيات جديدة مثيرة وإبداع أفكار قد تتعارض مع الأوضاع الاجتماعية المستقرة. ومع أن ذلك يحدث بالفعل منذ بعض الوقت، فإن المعرفة تتزايد باطراد كما أن التواصل يتقدم باستمرار حتى تنجلى الأمور التي لم يكشف عنها العلم حتى الآن مثل حقيقة الانفجار الكبير Big Bang أو طبيعة بعض الأسرار الغامضة في الأديان المختلفة.

تكامل المعرفة الشاملة

          فالموجة الرابعة سوف تشهد إذن مزيجا من التقدم البيولوجي والتكنولوجيا الرقمية، وارتباطهما معا على مايقول توفلر نفسه وذلك إلى جانب الاندفاع بقوة نحو الفضاء الخارجي تحقيقا لتكامل المعرفة الشاملة التي لم تتحقق في الموجة الثالثة.. وفي إحدى المقابلات التي أجراها صحفي صيني مع توفلر حول تصوره للموجة الرابعة ومدى إمكان تحققها، ذكر أن ما سوف يتم تذكره عن عالم اليوم بعد ألف سنة من الآن مثلا هو أننا كنا نعيش في عالم بدائي وعلى درجة عالية جدا من الجهل والغباء، ولكنهم سوف يذكرون أيضا أننا كنا أول مجتمع في التاريخ البشري استطاع أن يحقق مكاسب عديدة ووفيرة خارج كوكب الأرض الذي نعيش فوقه. وقد ذهب إلى أن الجيل التالي وما بعده سوف يشاهدون زيادة رهيبة في الأنشطة البشرية في مجالات الفضاء وأن ذلك سوف يكون سمة أساسية من سمات الموجة الرابعة.

          ورغم كل ما قيل ويقال عن الموجة الرابعة يظل هناك الكثير من التساؤلات عن هل يؤدي التقدم الذي نشهده في أساليب الاتصال عن طريق الإنترنت وتقارب الأفكار والتفاهم إلى ظهور ما يطلق عليه تعبير (عالم واحد One World)؟ فعلى الرغم من أن الإنترنت انتشر في كل أنحاء العالم فإن إمكاناته الهائلة لم تستخدم بعد على الوجه الأكمل وأنه حين يتم (امتلاك) كل المعلومات عن كل جوانب الحياة والكون فسوف يمكن خلق عالم واحد متناغم تسوده العدالة والسلام والمساواة. ولكن هذا سوف يستتبع بدوره قيام تساؤلات أخرى عن وجود الدولة والعلاقة بين الحاكم والمحكوم والتغيرات التي سوف تطرأ على تكوين الحكومات وما إلى ذلك، وكلها أمور يصعب الوصول فيها إلى إجابة صحيحة وشافية. ولكن المهم في ذلك كله هو أن الطابع الغالب على مجتمع الموجة الرابعة سوف يكون التواصل والتشاور والتفاهم وليس إملاء الرأي وإصدار التعاليم والأوامر وهو ما يتيح إمكانات واسعة للتحرر من القيود التي تكبل حرية الفرد وتمنعه من الانطلاق تماما كما يحدث بالنسبة لنسوة الموجة الرابعة التي أشرنا إليها. وقد يكون في ذلك ضرب من الخيال الذي لن يتحقق بحذافيره على أرض الواقع. ولكن يجب ألا ننسى عبارة ألبرت أينشتاين المشهورة التي تقول، إن «الخيال أهم من المعرفة». فكل ماحققته الإنسانية من تقدم في مختلف المجالات كان نتيجة للخيال الإبداعي لدى كبار المفكرين والعلماء والمخترعين.

 

أحمد أبوزيد