توسعة المسجد الحرام... مسيــرة التاريــخ العـريــق في خدمة البيت العتيق

توسعة المسجد الحرام...  مسيــرة التاريــخ العـريــق  في خدمة البيت العتيق

من أعظم الصِّلات بين العبد وربه ما كان قائمًا على التعظيم والامتثال، وقد زرع الإسلامُ في قلب المسلمين ارتباطهم وتعلقهم ببيت الله الحرام الذي يستقبلونه يوميًا في صلواتهم وتتُوقُ نفوسُهم لرؤيته وحضوره، ليأخذ ذلك التعظيم أبعاده في قلب المسلم وعقله على البعد والقُرب، ويرتبط به مصيرُه في الخير أو الشر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزالُ هذه الأمة بخير ما عظّموا هذه الحُرْمةَ حقّ تعظيمها، فإن ضيّعوا ذلك، هلكوا».

تسابقَ عامة المسلميـــن وخاصـــتهم، حاكمين ومحكومــــين، في خدمة الكعـــبة المشرفة وتهــــيئة مسجدها للحــــــجـــاج والمعتمرين منــــذ القِدَم، ولم تحظَ مدينةٌ بالعناية والاهتمام بأماكنها المقدسة كمكة المكرمة التي كانتْ قرّة أعين كل خلفاء وأمراء المسلمين عبر العصور، خاصةً مسجدها الحرام الذي نالهُ من التوسّع والزيــــادات الكثير والعظيم عبر التاريخ، مما يشهد بتلك الأهمية والتعظيم المنقطع النظير، حيث مازال الإسلام في انتشار, والمسلمون في ازديادٍ يفرضُ التوسعةَ والزيادةَ في مساحة المسجد الحرام وتأمين كل ما فيه خدمة لضيوف الرحمن وراحتهم.
ففي العهد النبوي كانت حدود المسجد الحرام هي صحنُ مطاف الكعبة المشرفة تحيط به بيوت القرشيين وما بينها من دروب كانت أبواب أو مداخل المسجد الحرام، ولم تتغير هذه المساحة إلا في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي كان صاحب أول زيادة وتوسعة للمسجد الحرام، ومن بعدها تبعتها سبع توسعات حتى العهد السعودي، ليصبح مجموعها ثماني, نظم أسماءَ أصحابِها مؤرخُ مكة الشيخ محمد طاهر الكردي في أبيات يقول فيها:
أسماء من وسّعه كما يلي
جزاهمُ اللهُ بخيرِ الأملِ
«عمرُ» «عثمانُ» هما خيرُ خلفْ
و«ابن الزبيرِ» ملحقٌ بمن سلَفْ
ثم «الوليدُ» وكذا «المنصورُ»
وبعدَهُ «المهدي» هو الشهيرُ
وبعدهُ «المعتضدُ» العباسي
فالمقتدرُ باللهِ ذو الإحساسِ
فهؤلاءِ عدُّهم ثمانيةْ
أخبارهم شهيرةٌ وباقيةْ
ويمكن تعداد أبرز ما تمّ في تلك التوسعات الثماني بإيجاز في ما يلي:
أولًا - توسعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام 17هـ 
وكانت التوسعة الأولى للمسجد الحرام، حيث أحاطه بجدار دون القامة، وجعل له أبوابًا كما كانت بين الدور المحيطة به، والتي اشتراها الخليفة من أهلها وأدخلها في الزيادة، إضافةً إلى إعادة مقام إبراهيم عليه السلام إلى مكانه بعد حادثة سيل أم نهْشَل.
ثانيًا - توسعة عثمان بن عفان رضي الله عنه عام 26هـ 
وفيها أيضًا هدمَ الخليفة عثمان الدور المحيطة بالمسجد الحرام وأدخل أرضها فيه، وجعل أروقةً للمسجد لأول مرة.
ثالثًا – توسعة عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما عام 65هـ: 
وكانت زيادته في المسجد من الناحية الشرقية والجنوبية والشمالية، وجعل كذلك للمسجد أعمدةً من الرخام، مع تجديده أيضًا لبناء الكعبة المشرفة بعد حادثة حرقها وضربها بالمنجنيق في العهد الأموي.
رابعًا - توسعة الوليد بن عبدالملك الأموي عام 91هـ:
وزيادته بالمسجد من ناحيته الشرقية، وفيها نقض عمارته القديمة وعمّره من جديد، وأتى بأعمدة الرخام – لأول مرة – من مصر والشام، وسقّفه بخشب الساج، وجعل على رؤوس الأعمدة صفائح الذهب وجعل له سرادقات وشُرُفات وعقود وفسيفساء، فهو أول من زيّن المسجد الحرام بها.
خامسًا - توسعة أبي جعفر المنصور العباسي عام 137هـ: 
وقد زاد في جهتي المسجد الشمالية والغربية، وكان أول من وضع منارة للمسجد في ركنه الغربي من الجانب الشمالي، وأضاف رواقًا واحدًا بأساطين الرخام دائرًا على صحن المسجد، وزخرفه بالفسيفساء والذهب وزينه بالنقوس، وكان أيضًا أول من ألبس حجر إسماعيل، عليه السلام، بالمرمر من داخله وخارجه وأعلاه.
سادسًا – توسعة محمد المهدي العباسي عام 160هـ - 164هـ:
وكانت مرّتين: الأولى حينما زاد في الجهتين الشرقية والشمالية من المسجد، فبقيت الكعبة قريبة إلى الجنوب، والثانية كانت عندما قام ابنه الهادي قبيل وفاة والده وزاد في الجهات الجنوبية حتى تتوسط الكعبة المسجد، وأنشأ أيضًا ثلاث مآذن على كل من باب السلام وباب علي وباب الوداع في الركن من الجهات الشرقية الشمالية والشرقية الجنوبية والجنوبية الغربية على التوالي.
سابعًا - توسعة المعتضد العباسي عام 284هـ: 
وفيها ضمّ القسم الباقي من دار الندوة بالزيادة في الجهة الشمالية للمسجد الحرام، وأضاف بابًا جديدًا عُرف باسم باب الزيادة، كما رمّم وجدّد المسجد بأكمله.
ثامنًا - توسعة المقتدر بالله العباسي عام 306هـ: 
وكانت زيادته بإضافة داريْن للسيدة زبيدة إلى مساحة المسجد، وجعل لها بابًا كبيرًا عُرف باسم باب إبراهيم في الجانب الغربي من المسجد جعل له ثلاثة أروقة شرقية وشمالية وجنوبية.. وكانت هذه آخر توسعة في مساحة المسجد الحرام، بقي بعدها بلا تغيير طوال حكم الدول: الفاطمية، الأيوبية، دولة المماليك، العثمانية، واقتصرت عمارة المسجد فيها على الإصلاح والترميم حتى كان العهد السعودي المجيد. 
وقد حاول الباحث المكي محمد بن مساعد الشريف تقديرَ مساحات تلك الزيادات بالمسجد الحرام في توسعاتها الثماني بالمتر المربع بشكل تقريبي كالتالي:


ومما تجدر الإشارة إليه أنه لم تقتصر عمارة المسجد الحرام على أولئك الثمانية، فهناك الكثير من حكام المسلمين - عبر تلك القرون – الذين كان لهم دورٌ في عمارة المسجد الحرام والعناية ببنائه وخدمته دون أي زيادةٍ فيه، ولكنّ الذين أضافوا إلى عمارتِهم التوسعةَ والزيادةَ بالمسجد – تاريخيًا - كانوا أولئك الثمانية فقط.
ولعل المتتبّع لحِرَاك تلك التوســـعـــات التاريخية يلحظ أسلوبَها القـــــائم على البناء التوسعي عبر الأركــــان أو الجــهــــات الأربع للمسجد، والارتكاز على الكعبة المشـــرفة كعنــــصر مركــــزي أساسي في المطاف تتبعه الأروقة المحيطة المنتهية خارجيًا بجدار المسجد، دون أي تناولِ للمَسْعى الذي لم يدخل في بناء المسجد إلا في العهد السعودي.
وعند الاستقراء الحضاري لمسيرة تلك التوسعات نتوصل إلى أدبيّات راقية وقِيَم سامية قامتْ عليها وانطلقَ منها خدّامُ البيت العتيق في مسيرتهم الإعمارية المباركة حسًا ومعنى، ويمكن إيجازها في ما يلي:
< احتساب الأجر عند الله تعالى واستفراغ الوُسْع في كل ما يُنفــــق على بيت الله عزّ وجل ويصبّ في تحقيق الراحة والأمان والطمأنينة للمعتمرين والحجاج والزائرين.
< استيفاءُ جيرانِ البيْتِ حقَّهم كاملًا وزيادة عند تعويضهم عن إزالة دورهم لإدخالها بتوسعة المسجد الحرام، بل المبالغة في التعويض إكرامًا وتطييبًا كما كان في زيادة الخليفة المهدي التي بلغت تعويضاتها لأهل الحرمين ملايين الدراهم والدنانير.
< المحافظة على الأصول القديمة للمسجد الحرام والتحرّي فيها، كما حصل مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند إعادة مقام إبراهيم عليه السلام لمكانه بعد السيل، وكما سيمرّ لاحقًا في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز الذي أمر بالمحافظة على الرواق العثماني عند توسعة المسجد الحرام بعد الاجتماع بمهندسي العالم الإسلامي وإقرارهم بذلك.
< التجديد والتطوير المبني على الاجتهاد القائم على المصلحة العامة، وظهر ذلك في أوليّاتٍ كانت في توسعات المسجد الحرام لم يُسبق إليها أصحابها، كإحاطته بجدار في عهد عمر، وبناء الأروقة في عهد عثمان رضي الله عنهما، وبناء المنارات أو المآذن، وبناء حِجْر إسماعيل عليه السلام بالرخام في عهد المنصور، وغيرها.
< استحضار القيم الجمالية في التوسعة والإعمار، وظهر ذلك جليًّا في توسعة الوليد بن عبدالملك الذي كان أول من زيّن المسجد الحرام بالسرادقات والشُّرُفات والفسيْفساء.

التوسعات السعودية للمسجد الحرام
وهي ثلاث توسعات كُبرى جاءت بعد 1069 عامًا ظل فيها المسجد الحرام من دون أي توسعة في مساحته، حتى التصقت البيوت بالمسجد وانفصل المسعى عنه، وبات مجرّد طريق تقوم المساكن والدكاكين على جانبيه، وقد بدأت التوسعة السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود الذي كان البيت الحرام من أولوياته الكبرى في تأسيس المملكة ومسؤولية خدمة حرميها الشريفين، حيث أمر بترميم وإصلاح أبواب وأرضيات وأروقة المسجد الحرام كاملةً، وكان أول من رصف شارع المسعى من الصفا إلى المروة بالحجر الصوان المربع، وجدّد مظلة المسعى التي كان الشريف حسين بن علي سقفها بمصفح الزنك عام 1339هـ، ولم تكن هناك أي زيادة لمساحة المسجد الحرام، وإنما كانت بداية التوسعة السعودية في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز تلتها توسعتان عملاقتان كانت آخرهما توسعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، ويمكن تتبع هذه التوسعات السعودية المباركة في ما يلي:
أولًا – التوسعة السعودية الأولى في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز (1373-1384هـ):
وتضاعفت فيها مساحة المسجد الحرام حوالي 6 أضعاف المساحة القديمة، وبدأت في عهد الملك سعود، واستمرّت أعمال التوسعة والإعمار فيها إلى عهدي الملك فيصل والملك خالد رحمهما الله، ومن أهم ما تم فيها ما يلي: 
< هدم البيوت التي بجانب المسعى وبناؤه من طابقين، وجعْل حاجزٍ يفصل بين الصفا والمروة، وجعل 16 بابًا للطابق الأول، وهذا أول بناءٍ للمسعى في التاريخ.
< هدم المباني في الناحية الجنوبية والغربية والشمالية وتوسعتها ببناء، وتسقيف الرواق الجديد بطابقيه الأول والثاني، وبناء طبقة من البدرومات تحت التوسعة دون المسعى.
< روعي في هذه التوسعة الإبقاء على أسماء الأبواب القديمة مع زيادة هذه الأبواب، ليصبح عددها 51 بابًا.
< أنشئت 7 منائر جديدة عوضًا عن المنائر السبع القديمة التي هُدمت في هذه التوسعة، وكان توزيعها على الأبواب الثلاثة الرئيسة (باب السلام، باب العمرة، باب الملك عبدالعزيز) كل باب بمنارتين، وبالقرب من باب الصفا المنارة السابعة.
< زيادة مساحة صحن المطاف حول الكعبة المشرفة نحو ضعف المساحة السابقة، ما انعكس على راحة وأمان وروحانية الطائفين وأدائهم عبادتهم بأكمل وجه.
< عمل مظلات جديدة متحركة أمام الأروقة القديمة لتغطية جزء من الساحات الداخلية للمسجد الحرام ووقاية المصلين من حرارة الشمس.
< إضاءة المسجد الحرام بالكهرباء وتهويته بالمراوح السقفية، وإنشاء محطة كهرباء جديدة خاصة بالمسجد الحرام.
< عمل دورات مياه كافية في الساحات المحيطة بالمسجد الحرام، ليسهل على المصلين الوضوء والتطهر استعدادًا للصلوات والعبادة.

عمارة المسجد الحرام في عهد الملك فيصل 
بن عبدالعزيز (1384-1395هـ)
واصل الملك فيصل عند توليه الحكم أعمال التوسعة المباركة التي بدأها الملك سعود والتي لم تنتهِ بعد، ومن أهم ما شملت عمارة المسجد الحرام في عهده ما يلي:
< إزالة المقصورة الخشبية التي قامت فوق مقام إبراهيم عليه السلام، وصُنع لها غطاء بلوري يغطّيه قفص من الحديد المشغول داخله زجاج، لكي يتمكن الناظر من رؤية المقام، وصنع له مفتاح سُلّم لسدنة البيت من آل الشيبي.
< الأمر بعدم هدم الرواق العثماني والمحافظة عليه ومعالجة التالف منه وربط التوسعة الجديدة به، وذلك بعد إجماع المهندسين المسلمين الذين اجتمعوا بمكة وإقرارهم ذلك.
< تشييد أروقة الدورين الأول والثاني من ناحية باب العمرة حتى باب السلام.
< أُعيد بناء الأجزاء التي هُدمتْ من المبنى القديم كما كانت عليه.
< تبليط الدور الأول للمسعى بالرخام، وتركيب الحواجز المعدنية في المسعى من الصفا إلى المروة بمسارين لسير العربات الخاصة بالعجزة وكبار السن.

عمارة المسجد الحرام في عهد الملك 
خالد بن عبدالعزيز (1395-1402هـ)
أيضًا واصل الملك خالد بن عبدالعزيز أعمال عمارة وتوسعة المسجد الحرام الأولى،  وكان من أهم الأعمال التي شملها إعمار المسجد الحرام في عهده ما يلي:
< توسيع صحن المطاف من خلال إلغاء الحصاوي والمشايات التي كانت به سابقًا، وإزالة عقد باب بني شيبة ومنبر الرخام العثماني، مع تبليط كامل المطاف بالرخام الأبيض.
< نقل مدخل بيت زمزم في صحن المطاف إلى مسافة قريبة من ناحية الرواق الشرقي، وتغطية سقفها بأرض المطاف، فأصبحت بذلك - ولأول مرة في التاريخ – مساحة المسجد الحرام القديم كلها مطافًا.
< صنع باب جديد للكعبة المشرفة عام 1389هـ بلغت نفقته 13 مليونًا و420 ألف ريال، وُضع فيه من الذهب ما وزنه 280 كيلوجرامًا، وصنع قفل جديد لباب الكعبة مماثل للقفل القديم في مواصفاته.
<  وتم صنع باب للسلم الموصل إلى سطح الكعبة المشرفة من داخلها.
ثانيًا – التوسعة السعودية الثانية في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز (1402-1426هـ):
وقد استغرقت هذه التوسعة الضخمة خمس سنوات (1409- 1413هـ) بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، ومن أهم ما شملته ما يلي:
< توسعة الناحية الغربية الممتدة من باب الملك عبدالعزيز إلى باب العمرة بطابقين وبدروم، وجعل في وسط سطح هذه الزيادة ثلاث قباب من أجل التهوية والإضاءة.
< إنشاء مدخل جديد للتوسعة باسم باب الملك فهد (رحمه الله)، وضمت كذلك 14 مدخلًا فرعيًا ومدخلين للبدروم.
< إنشاء منارتين بجانبي باب الملك فهد تماثل المنائر السبع في الشكل والارتفاع، ليصبح عدد منائر الحرم تسعًا.
< تمت تهيئة سطح المسجد الحرام – لأول مرة في التاريخ – والتوسعة بالكامل لأداء الصلاة فيه، بعد تبليطه بالرخام الأبيض وتوفير 7 سلالم متحركة له موزعة على محيط المسجد من خارجه.
< تحسين الساحات المحيطة بالمسجد الحرام، لأجل توفير مساحات إضافية خارج المسجد الحرام يتمكن الحجاج والزوار من الصلاة فيها في أشهر الحج ورمضان، وقد شملت الساحة الشرقية (ساحة المسعى)، وبقية الساحات الشمالية والجنوبية والغربية، مع توفير الخدمات من مياه الشرب ودورات المياه الصحية.
ثالثًا – التوسعة الثالثة الكبرى للمسجد الحرام في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله):
في منتصف عام 1432هـ أسس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مشروع توسعة المسجد الحرام التي أمر بها، والتي تعدّ أضخم توسعة في تاريخ الحرمين الشريفين، واستكمالًا لما بدأه المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، وهي الأكبر والأكثر تطورًا وتوسعًا أفقيًا ورأسيًا وخدميًا.
ويهدف مشروع التوسعة إلى تطوير مختلف النواحي العمرانية والفنية والأمنية، ونظرًا لضخامة المشروع وتنوع أبعاده فقد تم تقسيمه إلى ثلاثة أقسام: 
< القسم الأول: ويهدف إلى توسعة مبنى الحرم المكي بقصد استيعاب أكبر عدد ممكن من المصلين، ليصل إلى مليوني مصلٍ في وقت واحد. 
< القسم الـــثاني: ويهدف إلى توسعة وتطوير الساحات الخارجية للحرم المكي التي تضم دورات مياه وممرات وأنفاقا، إضافة إلى مرافق أخرى مساندة، ومــــن شأن ذلــــك تسهــــيل دخول وخروج المصلين وزوار بيت الله الحرام. 
< القسم الثالث: ويهدف إلى تطوير منطقة الخدمات التي تعدُّ أحد أهم المرافق المساندة التي تشمل محطات التكييف، ومحطات الكهرباء، ومحطات المياه، وغيرها من المحطات التي تقدم الدعم الكامل لمنطقة الحرم.
وينطلق مشروع التوسعة من حدود الجهة الشمالية للمسجد الحرام، وتضم أجزاءً من الأحياء القديمة المحاذية للحرم من ذات الجهة, مثل: بعض الأجزاء من أحياء المدعى، والشامية، والقرارة، إضافة إلى المنطقة الممتدة من حي المدعى في الشمال الشرقي من المسجد الحرام إلى حي الشامية وحارة الباب في الجزء الشمالي الغربي من الحرم.
وتبدأ التوسعة من شارع المسجد الحرام شرقًا، وتتجه على شكل هلال حتى شارع خالد بن الوليد غربًا في الشبيكة، إضافة إلى شارع المدعى وأبي سفيان والراقوبة، وعبدالله بن الزبير في الشامية، فضلاً عن جزء من جبل هندي وشارع جبل الكعبة.
ويُتوقع الانتهاء من تنفيذ هذه التوسعة في منتصف العام المقبل 2015م، بحيث ستكون الطاقة الاستيعابية للحــــرم في ذروتــــها القصوى أكـــــثر من ثلاثـــــة ملاييــــن مصــــلٍّ، وبســـــعة 105 آلاف طائف حول الكعبة في الساعة الواحدة.
ويمكن حساب مجموع الزيادات بالمسجد الحرام خلال التوسعات السعودية في مراحلها الثلاث, لتبلغ توسعة الملك عبدالله الأخيرة 27 ضعف مساحة المسجد الحرام قبل العهد السعودي كالتالي: 
وصدق أمير مكة المكرمة الراحل ماجد بن عبدالعزيز آل سعود حين قال: «لقد نزل ما أنجزته الأسرة السعودية في المسجد الحرام في قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها منزل الرضا، وذلك علامة إن شاء الله من علامات القبول عند الله الذي نبتغي في كل ما نقوم به في بيت الله الحرام وجهه الكريم، ونرجو أن يكون عملنا كله خاليًا من الرياء خالصًا لله تعالى».
جزى الله حكام المسلمين خدّام الحرمين الشريفين عبر التاريخ كل خير إزاء عنايتهم ببيت الله الحرام، وجزى الله الملوك من آل سعود الميامين كل خير في خدمتهم لمسجد البلد الأمين، وجعل اللهُ كلَّ خيرٍ سابقٍ ولاحقٍ في موازينِ نبي الله الأعظمِ سيدنا محمدِ بن عبدالله صلى الله عليه وعـــلى آله وصحبه وسلم .