حديثُ المساء
حديثُكِ كلَّ مساءٍ..
يُبلِّلُ أشواقَ قلبي بطعمِ الرياحينِِ
ينثرني في فضاءِ السماءِ
شُواظًا .. يُرَاحُ به .. ويُجََاءْ
يبعثرني مرتين
ويجمعني مرتين
ويغرسُ بينهما شارةً للدخولِ
لبوحٍ يطولْ
حديثُكِ
يفتح كلَّ قواميس عصر الشقاءِ بعُمري
فتسكن بين حروفكِ مأدبةٌ للصهيلِ
ومأدبةٌ للعصافير
تشدو لهمسكِ
تهفو للمسكِ
كلُّ ممالكِ قلبي – مفتَّحَةً - تتأهبُ
للضحكاتِ الشَّهيَّاتِ
والضحكاتِ الشَّقيَّاتِ
والضحكاتِ المُبيحاتِ للبوحِ والاشتهاءْ
أقول: أحبك.. ؟
كم قالها قائلونً فِصَاحُ
أقول:... ارحمي القلبَ؟
كم قالها عاشقونَ.. وراحوا!
أقولُ:.. أنا عاشقٌ مستهامٌ؟
وهل سوف يشفي الجراحَ الصِّياحُ؟
إذًا..
لا بديلَ سوى الصمتِ
كي أستريحَ بنبضِ حروفكِ
يحملُ أنفاسكِ الحانية
سأتركُ قلبي لضحكتكِ المشتهاةِ
يشكِّلُ منها مساراتِ غيمِ الغيابِ
وأنظمةً لمرور النساءِ
وأمكنةً للحوارِ
وأزمنةً للوقوفِْ
سأتركُ قلبي لهمسِكِ في هدأةِ الليلِ
حتى يُعيدَ اختراعَ الضفافِ
على شَفَتَيْكِ
ليرسو الهوى
وتقَرَّ العيونُ
ويتحدَ الكلُّ بالجزءِ
حتى يفيضَ الإناءْ! .