مسرحيَّة الـحجَر الأسوَد

من الأمور التي تثلج الصدر أن يكون هناك إلحاح قوي ورغبة أكيدة من قبل مبدعي المسرح على البحث في تاريخ الأمة العربية والإسلامية الذي ظل حكرًا على الباحثين والمهتمين، في حين غابت أسرارها عن عامة الناس. ورغم ذلك فإن هناك في الوطن العربي من لايزال يحاول الرجوع إلى التاريخ والتراث لتجسيده على خشبة المسرح، صانعًا منه روائع أدبية وفنية يمكن أن تبهر العالم. شريطة أن تتلاءم مع مستجدات العصر وتعبر عن قضاياه المهمة، وهذا ما أكده «ت.س. إليوت» حول أهمية استدعاء العناصر التراثية على اعتبار أنها وسيلة مهمة للتعبير عن الواقع المعاصر.
لجأ الكُتاب المسرحيون في الوطن العربي إلى التاريخ، بغية صنع مسرح عربي أصيل، يستلهم مادته من التاريخ العربي الإسلامي لتأكيد الهوية القومية العربية. حيث يعتبر التاريخ مادة خام، يمكن تشكيلها لصنع أعمال درامية تحوي موضوعاتها الدلالات الرمزية والموحية. ومن منطلق ذلك كان هناك الكثير من التجارب المسرحية التي استوحت موضوعاتها من التاريخ المصري العربي، مثل الموضوعات المتعلقة بالملوك، كما تناولت بعض الأعمال تاريخ مصر في ظل الحضارة الإسلامية مثل الدولة الفاطمية والإخشيدية وشجرة الدر، إضافة إلى الموضوعات التي تتحدث عن الدولة العباسية وعن هارون الرشيد ونكبة البرامكة.
وعلى مستوى دول الخليج العربي فإنه يوجد كثير من الكتاب والمخرجين الذين اشتغلوا على المواد التاريخية، ولعل أبرزهم سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، الذي يُعد من كتاب النصوص التاريخية القلائل على مستوى المنطقة، والذي اتصف بسعة خياله وعشقه للتاريخ. وقد اهتم سموه بكتابة النصوص المسرحية التي تجسد الصراع التاريخي والبُعد الأيديولوجي ذ المسيس - تجاه قضايا الدين في الشرق الأوسط والوطن العربي. وتُعد مسرحية «الحجر الأسود» خير مثال على استدعاء التاريخ وربطه بمجريات الساعة، وأخرجها للمسرح منصف السويسي بمسرح الشارقة الوطني. وتتقارب هذه المسرحية مع النصوص المسرحية السابقة للمؤلف، حيث إن معظمها يجسد الصراع العقائدي، ولكنها تختلف بالطبع من حيث الموضوع والمعالجة والرؤية الإخراجية لها بعد ذلك.
وقد حاول المخرج السويسي التملص من سردية الأحداث التاريخية وواقعيتها من خلال اللوحة التعبيرية التي استهل العرض بها، والتي حملت أجواء أسطورية اقتربت من ألف ليلة وليلة، وتناغمت مع الأداء الاستعراضي للممثلين، والذين سعوا لتقديم لوحة راقصة بتشكيلات حركية تعبيرية، عبرت عن التوهج الحضاري في ظل الدولة العباسية خلال الفترة الأولى سنة 132هـ، والتي تعود إلى عام 750م.
كما سعى المخرج إلى تقسيم خشبة المسرح، ما ساعده على الولوج الضمني إلى واقعية الأحداث التاريخية، ومهد للمشاهد الدخول إلى عالم شخوص وأحداثها، من خلال تحديد مستويين متفاوتين، المستوى الأول؛ هو الجانب الخلفي من الخشبة حيث تدور الأحداث التي يقودها الكورس (الحروب، التماثل مع حالة الشخصيات في مقدمة المسرح، القتل... النواح...)، في حين أن الجانب الأمامي وقعت عليه الأحداث الرئيسة. وهذا نقل المشاهدين إلى أحداث المسرحية ومعايشة شخصياتها وصراعها من أجل تحقيق العدالة، ومحاربة الفساد الذي طال البلاد والعباد. كما ساعد ذلك في رفع الإيقاع السريع، وزرع عنصر التشويق في مفردات العمل لحث الجمهور على المتابعة.
وبذلك لم يغفل المخرج أهمية تواصل الجمهور مع الحدث التاريخي وتصديق واقعيته ومشاطرة شخوصه القضية، من خلال إصراره على كسر الجدار الرابع، وجعل طاقم العمل يتسلل بين الجمهور بغية كسر الإيهام المسرحي. وتكمن أهمية العرض في كونه يناقش قضية شائكة في عصر تداخلت فيه المفاهيم السياسية والدينية من خلال سرد القصة التاريخية التي قد يجهلها البعض، كما يتحرج البعض الآخر من الحديث عنها، نظرًا لحساسيتها الدينية، وذلك من خلال سرد قصة سرقة الحجر الأسود من الديار المقدسة على يد القرامطة عام 317هـ. وتعتبر القرامطة حركة باطنية تنسب إلى حمدان بن الأشعث الذي لقب «قرمط»، وذلك بسبب قصر قامته. والذي جاء من الأهواز إلى الكوفة واستقر فيها وأطلق عليها دار الهجرة»، وأسس مذهب القرامطة فيها عام 890م.
صراع رئيسي
ويُعد «الحجر الأسود» مكونًا أساسيّا للكعبة المكرمة التي يحج المسلمون إليها كل عام من بقاع الأرض، وهو من أركان الإسلام الخمسة، من استطاع إليه سبيلا. والحجر الأسود هو حجر بيضاوي الشكل، لونه أسود ضارب للحمرة، وبه نقط حمراء وتعاريج صفراء، وللحجر الأسود كساء وأحزمة من فضة تحيط به حماية له من التشقق، وهناك روايات غير مؤكدة تقول إن جبريل -عليه السلام- نزل به من السماء.
وركز المؤلف في مسرحية «الحجر الأسود» على الصراع بين الدولتين؛ العباسية والقرامطة، مختارًا حقبة تاريخية تقع بين سنة 132هـ الموافقة للعام 750م إلى سنة 279هـ الموافقة للعام 892 م، وبعد وفاة الخليفة المعتز وتولي ابنه المقتدر -غير البالغ - دفة الحكم، حدث صراع بينه وبين ابن عمه عبدالله بن المقتدر، وهذا أعطى دولة القرامطة فرصة للتسلل إلى كيان الخلافة العباسية والسلب والحرب والنهب فيها. ولم يكتف المؤلف بالرواية التاريخية، ولكنه سعى إلى الإسقاط السياسي من خلال ما يدور في واقعنا من قضايا الإرهاب التي ترتكب باسم الدين، في حين أن «الدين منها براء»، لذا فإننا بحاجة إلى مثل هذه المعالجات التاريخية في الأعمال الدرامية المقدمة في وقتنا الراهن.
وسوف نتابع حادثة سرقة الحجر الأسود كما وردت على لسان الشخصيات في عرض مسرحية «الحجر الأسود» التي تضمنت الصراع الجدلي العقائدي في أغلب فصولها. وذلك من خلال استهلالية العرض بالمنادي أو الراوي الذي يعلن انطلاقة الحدث الدرامي، وهو يدق الطبول قائلا: يا أهالي بغداد.. الحاضر يعلم الغائب.. تولي الخليفة عبدالله بن المعتز الخلافة يا أهالي بغداد».
كما أشار النص إلى أن بدايات ضعف الخلافة العباسية التي كانت بعد وفاة الخليفة المقتدر، وتولي ابنه الخليفة عبدالله بن المعتز الحكم، والذي لا يتجاوز عمره ثلاثة عشر ربيعًا. ويمكن تلمس ذلك من خلال النص عندما احتدم النزاع بين ابن المعتز والأم، كما في المقطع التالي. «منذ أن قتل والدي الخليفة المعتز، وهذه الدولة في انحطاط، فبدلًا من الانتصارات تحولت إلى هزائم من قبل القرامطة في كل مكان.. وبدلًا من العلم والمعرفة والرقي، أشغلت الصبي بلذاته، وجعلت الدولة تدور أمورها على تدبير النساء والخدم».
وهكذا يتضح أن بدايات ضعف الدولة العباسية كانت بعد تولي الخلافة لابنه الأصغر الذي لا حول له ولا قوة، وكان ذلك سببًا في ضعف الدولة وانفلات الأمن فيها. وكانت أم المقتدر التي تمتعت بنفوذ قوي هي التي تدير شئون الدولة، كما ازدادت سطوة الخدم والنساء في القصور واتضح ذلك من خلال الخادمة «ثومال»، التي ولتها أم المقتدر الإشراف على شئون ديوان المظالم. ويمكن الإشارة إلى الحديث الذي ورد على لسان أحد القادة، والذي يكشف الوضع الذي آلت البلاد إليه: «أخبار بغداد تسر منذ أن تولى المقتدر الخلافة: أي قبل ست سنوات، والمقتدر مع الناس في بغداد... مرة يرفعونه.. ومرة ينزلونه...» والذي يفرح جدا أنهم أدخلوا في شريعتهم اللعب والهزل»... «المقتدر لا يعرف أخبار الرزايا والفجائع، لأن أمه تمنع عنه تلك الأخبار» ... إنها فرصتنا .. نهجم على بغداد.. ونزيل الخلافة العباسية.. ونثبت القرمطية».
ونتيجة لضعف الخلافة العباسية ازدادت سطوة القرامطة، وظهرت شخصية أبو سعيد الحسن بن بهران الجنابي في البحرين والإحساء، الذي كان يدعو إلى مذهب «السبعية أو الباطنية».. واستطاع التأثير في الناس وإقناعهم بأفكاره، ثم أخذ يقطع الطرق ويغير على النواحي والأطراف. كما كان يدعو الناس إلى الانحلال الأخلاقي بجميع أشكاله، والذي لا تجيزه الأعراف والديانات السماوية... ويمكن الاستدلال على نوايا أبي سعيد الجنابي أو الصقلبي من خلال الحوار الذي دار بين الخادمين:
«منذ أن بدأت الخدمة في هذا البيت لم أشاهد أبا سعيد الجنابي يصلي ويصوم.. الخادم الصقلبي: هذا اسمه حسن بهرام.. كان دقاقًا من أهل جنابه.. اشتغل بالتجارة.. وجعل يدعو العرب إلى مذهبه.. مذهب القرامطة... حاربه الخليفة المعتضد.. ولكن حسن بهرام انتصر على الخليفة... ونهب البصرة وأسر الرجال وسبى النساء والأطفال».
وكانت نهاية أبي سعيد الجنابي القرمطي على يد خادمه الصقلبي الذي دهمه وهو في الحمام، وقتل عددًا من جنوده بالطريقة نفسها...، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال المقطع الحواري التالي: القائد الخامس: «الخادم قتل والدكما ... أيها الحراس.. الخادم قتل السيد.. أيها الناس.. الخادم قتل القادة».
خلية إرهابية
وبعد وفاة أبي سعيد الجنابي تولى قيادة القرامطة أبوطاهر، وهو أحد أحفاد أبي سعيد الجنابي، استطاع أن يكوِّن خلية إرهابية تحت مظلة الفكر العقائدي الذي يعتقد به، حيث كان يدعو الشباب وعشاق السلاح في البحرين والحسا لمناصرته وتبنى أفكارًا إلحادية تتنصل من الدين الإسلامي وتجمح إلى العبودية لغير الله... وقد استطاع بعد فترة وجيزة أن يجمع عددًا غفيرًا من الناس حوله، ويغرر بعقولهم عن طريق المال، ويصف القائد الخامس ذلك - كما ورد في النص - قائلا: «بعد أن استولى أبوطاهر على الحكم، أي قبل خمس عشرة سنة... كان يأخذ الناس معه إلى الصحراء... ويقول لهم. احفروا هنا، فستجدون مالا.. فإذا حفروا وجدوا المال... فاعتقدت الناس أنه يعلم الغيب.
ويرد القائد الخامس عليه قائلا: «منذ بداية هذه السنة 316هـ وهو يعيث فسادا في الأرض، فقد هجم على الكوفة والرحبة والموصل وسنجار.. فقتل أهلها وسلب ونهب أموالهم. كما نتلمس ازدياد سطوة أبي طاهر القرمطي... على لسان محمد سنبر: هو الآن في الرحبة وسيحتل الرملة، ومن ثم دمشق.. فلا تتعجل... خوفي أن ينكشف أمرك».
كما انتهز أبوطاهر القرمطي موسم الحجيج وتوجه إلى مكة المكرمة، وهجم على الحجاج وهم يؤدون فريضة الحج.. ففزع الناس وفروا.. وفرقوا حجاج بيت الله، وسرقوا الحجر الأسود عام 317هـ، وقتلوا الحجاج وخلعوا كسوة الحجر الأسود، ولم يعودوا به إلا بعد اثنين وعشرين عامًا.
ويمكن توضيح ذلك - كما ورد في النص- كالتالي: «ذهبت للحج فلم يعجبني ذلك، فخرجت مع جماعتي على الحجاج يوم التروية فأخذت أموالهم، وقتلت كثيراً منهم، وأمرت بأن ترمى جثثهم في بئر زمزم، ونزعت كسوة الكعبة، وشققتها بين أصحابي، وقلعت الحجر الأسود. . ومن بقي على قيد الحياة من الحجاج.. يقول: لا. . لا. . وأنا أقول: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟
وبعد سرقة أبي طاهر للحجر الأسود عاد به فارًا إلى مسقط رأسه... ليؤكد عدم مصداقية الدين الإسلامي، تعاظمت الأحداث بصورة أكبر لتصدم المشاهد بحقائق يصعب التكهن بأبعادها العقائدية والسياسية، ونفهم ذلك من المقطع التالي: اعلموا يا معشر الناس، أن الدليل قد ظهر، وهو دين أبينا آدم... وكل دين كنا عليه فهو باطل، وجميع ما قاله الدعاة باطل... وزور عن ذكر موسى وعيسى ومحمد...إنما الدين دين آدم الأول، وهؤلاء كلهم دجالون محتالون».
والغريب في الأمر أن طغيان أبي طاهر القرمطي تعاظم وعم العباد والبلاد، كما سولت إليه نفسه أن يتجرأ ويطلب من الناس الطواف حوله.
وفي الفصل الأخير، يقوم محمد بن الحسن بن محمد سنبر بإرجاع الحجر الأسود إلى مكة المكرمة بعد اثنين وعشرين عامًا، كما دعا أمير مكة المسلمين إلى التوحد، وعدم السماح لأصحاب الغايات والمصالح بتفريق الأمة، هكذا يتم إرجاع الحجر الأسود إلى مكة المكرمة، بعد سلسلة من الأحداث الدامية، التي عكست مرارة الواقع السياسي الذي يسيس الدين من أجل أهداف دنيوية بحتة. وتذكر كتب التاريخ هجوم القرامطة على حجاج بيت الله والذين قتلوا كثيراً منهم، ودفنوا الناس أحياء في بئر زمزم، وذهبوا بالحجر إلى البحرين؛ فبقي إلى عام 339هـ، حيث أعاده الخليفة العبَّاسي المطيع لله إلى مكانه، وصنع له طوقين من فضة، فطوقوا الحجر بهما وأحكموا بناءه.
جماليات الرؤية البصرية
من الملاحظ على «االسينوغرافيا العامة» للعرض والأداء التمثيلي أن المخرج التزم بواقعية النص.. كما أنه حاول أن يوجد لجميع تفاصيل الحدث التاريخي مكانًا على الخشبة، والذي ساعد على ذلك تقسيم الخشبة إلى قسمين، القسم الأمامي والقسم الخلفي الذي يقع في عمق خشبة المسرح.
كما أن المتابع للعرض يتلمس حرص المخرج على تحقيق المتلازمة المكانية والزمانية، فحادثة الصراع في عصر الدولة العباسية واضحة. كما أشرنا إليها سابقًا - في حين أن هناك تباينًا في الأبعاد المكانية التي تعيش الشخصيات فيها، فهناك دار الخلافة مقر إقامة المقتدر بن المعتضد ودار أبي سعيد الجنابي في هجر، والساحة الموجودة أمام دار أبي طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنابي.
وساهم الراوي في سرد أحداث المسرح وراهن بالممثل كعامل أساسي لزيادة إيقاع العرض، على الرغم من طول وكثرة التفاصيل الحدثية فيه. ومن الملاحظ بشكل عام قدرة المخرج على تحريك المجاميع (الكورس) في هذا العرض، انطلاقًا من كونه عملًا تاريخيًّا يركن إلى الأحداث المتضمنة الغزوات والحروب والمعارك. وارتباط حركة المجاميع بواقعية القصة التاريخية التي أكدت فكرة العمل وواقعيته، مما قد يساعد المشاهد في فهم الحقائق التاريخية بشيء من التحفظ.
وقد شارك في العمل حوالي ستين فردًا, ممثلين وفنيين وإداريين، ولعل أهم المشاركين على مستوى الأداء التمثيلي، هم: أحمد ناصر، محمد قنبر، عبدالله مسعود، محمد حسين، محمد يوسف، رائد الدالاتي، أحمد يوسف، أشواق وعمر الجسمي وأحمد الجسمي..إضافة إلى مجموعة كبيرة من الفنانين والفنيين وطاقم العمل الإداري. كما وظف المخرج الديكور بطريقة ترتبط بالبُعد المكاني ومحاولة فهم دلالاته بالنسبة للأحداث والشخصيات، حيث هناك عبارات كتبت مثل: دار الهجرة، والساحة أمام دار الهجرة. دار أبي طاهر سليمان بن حسن الجنابي القرمطي، والساحة التي تمثل الحرم المكي الشريف. كما شكلت أزياء الممثلين جزءًا من الديكور، كما أنها عكست الأحداث التاريخية، وهذا بدوره ساعد المشاهد على التخيل والتحليق في الأحداث المقدمة، وجعل المشاهد يتعرف على أبعاد الشخصيات الاقتصادية والاجتماعية وعلاقتها بالسّلطة الحاكمة. فهناك الشخصيات المحورية والقادة والجنود وعامة الناس والخدم... كما ساعدت الموسيقى على التركيز على واقع الأحداث المهمة، ورفع الإيقاع في لحظات التأزم ولحظات الارتخاء النفسي والفرح... وهذا المزيج التاريخي الرائع ساعد المتلقي على سبر الماضي الذي يعود إلى عصر الحضارة الإسلامية عام 317هـ، مع محاولة استقراء الواقع واستشراف المستقبل بشيء من القلق المعاصر .