آليات التعامل مع الكارثة

آليات التعامل مع الكارثة

خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬عرفت‭ ‬البشرية‭ ‬أسوأ‭ ‬أنواع‭ ‬التدمير‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬والبشرية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬انفجار‭ ‬نووي‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬لمفاعل‭ ‬فوكوشيما‭ ‬في‭ ‬اليابان،‭ ‬وإعصار‭ ‬هايان‭ ‬في‭ ‬الفلبين،‭ ‬وتسونامي‭ ‬شواطئ‭ ‬آسيا‭ ‬الجنوب‭ ‬شرقية،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬سريلانكا،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬زلازل‭ ‬وطوفانات،‭ ‬وأخيرًا‭ ‬حروب‭ ‬لطائرات‭ ‬تدك‭ ‬المدن‭ ‬دكاً‭ ‬فتقضي‭ ‬على‭ ‬بنيتها‭ ‬التحتية‭ ‬وآثارها،‭ ‬مثلما‭ ‬تبيد‭ ‬أهلها‭.‬

المؤلفة‭ ‬هي‭ ‬أستاذ‭ ‬الجيولوجيا‭ ‬الفخرية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬إلينوي‭ ‬وتعمل‭ ‬بمنحة‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬ماك‭ ‬آرثر،‭ ‬وهي‭ ‬أيضا‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الوطنية‭ ‬للعلوم،‭ ‬ولها‭ ‬مدونة‭ ‬شعبية‭ ‬تسمى‭ ‬الجيولوجيا‭ ‬تتقدم‭. ‬

تكتب‭ ‬كيفر‭ ‬‮«‬ديناميات‭ ‬الكوارث‮»‬‭ ‬بحـــزم‭ ‬شديد‭ ‬يجمع‭ ‬كـــثيرًا‭ ‬من‭ ‬الــــعلوم‭ ‬المعــقـــدة‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬متوسط‭ ‬الحجم‭ ‬نسبيا،‭ ‬يتسم‭ ‬بوضوح‭ ‬الكتابة‭. ‬يترافق‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬اختيار‭ ‬دقيق‭ ‬للرسوم‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬ما‭ ‬تذهب‭ ‬إليه،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬المحتوى‭ ‬مشوقا،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬يتناول‭ ‬أمرًا‭ ‬كارثيا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ييسر‭ ‬الوصول‭ ‬إلـــى‭ ‬قاعـــدة‭ ‬عريضة‭ ‬من‭ ‬القراء‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬تأتي‭ ‬أهمية‭ ‬كــــتاب‭ ‬عالمة‭ ‬الجــــيولوجيا‭ ‬سوزان‭ ‬دبليو‭. ‬كيفر،‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬عنوان‭ ‬ديناميات‭ ‬الكارثة،‭ ‬والكارثة‭ ‬الأكـــثر‭ ‬تأثيرًا‭ ‬هنا‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬الكارثة‭ ‬الطبيعية‭ ‬التي‭ ‬يمتد‭ ‬تأثيرها‭ ‬الجغرافي‭ ‬والزمني‭ ‬بشكل‭ ‬مدمـــر‭ ‬واستثنائي‭ ‬في‭ ‬تأثيره‭ ‬السلبي‭ ‬ليس‭ ‬لوقت‭ ‬الحدوث‭ ‬وحسب،‭ ‬ولكن‭ ‬لسنوات‭ ‬وربما‭ ‬لأجيال‭ ‬قادمة،‭ ‬تمامًا‭ ‬كما‭ ‬تتذكر‭ ‬وتتألم‭ ‬البشرية‭ ‬لقنبلتي‭ ‬هيروشيما‭ ‬وناجازاكي‭ ‬في‭ ‬اليابان،‭ ‬ومفـــاعـــل‭ ‬تشيرنوبيل‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭.‬

هكذا‭ ‬تربك‭ ‬الكوارث‭ ‬مسيرة‭ ‬البشرية‭ ‬على‭ ‬كوكبنا،‭ ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬كلا‭ ‬منها‭ ‬يمثل‭ ‬حدثا‭ ‬فريدا‭ ‬من‭ ‬نوعه،‭ ‬تظهر‭ ‬الرائدة‭ ‬الجيولوجية‭ ‬سوزان‭ ‬كيفر‭ ‬لتربط‭ ‬جميع‭ ‬الكوارث‭ ‬معًا‭.‬

ففي‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬أربع‭ ‬عشرة‭ ‬كارثة‭ ‬طبيعية‭ ‬مدمرة،‭ ‬تبلغ‭ ‬قيمة‭ ‬خسائر‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬الممتلكات‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحدها‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬دمر‭ ‬إعصار‭ ‬ساندي‭ ‬الساحل‭ ‬الشرقي‭ ‬وضربت‭ ‬زلازل‭ ‬كبرى‭ ‬إيطاليا،‭ ‬والفلبين،‭ ‬وإيران،‭ ‬وأفغانستان‭. ‬وفي‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2013،‭ ‬واصلت‭ ‬الكوارث‭ ‬قرع‭ ‬طبول‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الكوكب،‭ ‬فكان‭ ‬هناك‭ ‬إعصار‭ ‬مور‭ ‬الوحشي،‭ ‬بأوكلاهوما‭. ‬وزلزال‭ ‬قوي‭ ‬هز‭ ‬سيتشوان‭ ‬في‭ ‬الصين‭. ‬مثلما‭ ‬كان‭ ‬الإعصار‭ ‬الذي‭ ‬مزق‭ ‬كوينزلاند‭ ‬بأستراليا؛‭ ‬وغمرت‭ ‬فيضانات‭ ‬هائلة‭ ‬جاكرتا؛‭ ‬العاصمة‭ ‬الإندونيسية،‭ ‬كما‭ ‬اجتاح‭ ‬الدمار‭ - ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ - ‬جزءًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬كولورادو‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تواتر‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث،‭ ‬فلايزال‭ ‬الجميع‭ ‬يتــــصـــرف‭ ‬وكأنهــــا‭ ‬هي‭ ‬القيم‭ ‬المتطرفة،‭ ‬أو‭ ‬الاستثنائية،‭ ‬وإلا‭ ‬فما‭ ‬السبب‭ ‬وراء‭ ‬بناء‭ ‬مجتمعات‭ ‬جديدة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬البراكين‭ ‬النشطة؟‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الصدوع‭ ‬النشطة‭ ‬تكتونياً،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬سهول‭ ‬قد‭ ‬تجتاحها‭ ‬الفيضانات،‭ ‬تماما‭ ‬كتطوير‭ ‬المناطق‭ ‬المعرضة‭ ‬للعواصف‭ ‬بشكل‭ ‬روتيني؟

ذات‭ ‬مرة‭ ‬قال‭ ‬مؤرخ‭ ‬شهير‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الحضارة‭ ‬موجودة‭ ‬بموافقة‭ ‬الجيولوجيا،‭ ‬وهي‭ ‬عرضة‭ ‬للتغيير‭ ‬دون‭ ‬إشعار‮»‬‭. ‬وهكذا‭ ‬نجد‭ ‬أثناء‭ ‬تصفحنا‭ ‬صفحات‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬الفريد‭ ‬من‭ ‬نوعه‭. ‬

‮ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬لها‭ ‬سُئلت‭ ‬كيفر‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬المدن‭ ‬بعد‭ ‬حلول‭ ‬الكارثة،‭ ‬أجابت‭ ‬بأن‭ ‬علينا‭ ‬معرفة‭ ‬ما‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬النهج‭ ‬الخطأ،‭ ‬فكيف‭ ‬نعيد‭ ‬البناء‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬تتعرض‭ ‬لزلازل‭ ‬شديدة‭ ‬الخطر‭ ‬أو‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬حزام‭ ‬الـ«تسونامي‮»‬‭ ‬المتجدد؟

وحين‭ ‬سئلت‭ ‬كيفر‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬سيساعدنا‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬الكوارث،‭ ‬قالت‭: ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬بإمكانــــنا‭ ‬تغــــيير‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬تطلق‭ ‬بها‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬طاقاتهــا‭ ‬الكامــــنة،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمكننا‭ ‬عمله‭ ‬هو‭ ‬تغيير‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬نستجيب‭ ‬بها‭ ‬للكوارث،‭ ‬مثلما‭ ‬تحديث‭ ‬طرق‭ ‬تعاملنا‭ ‬معها‭. ‬التكنولوجيا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تمنح‭ ‬العلماء‭ ‬تفسيرات‭ ‬أوضح‭ ‬للأسباب‭. ‬وأعتقد‭ ‬أنه‭ ‬بهذه‭ ‬المعلومات‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نتنبأ‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬أفضل،‭ ‬بما‭ ‬يقدم‭ ‬تحذيرات‭ ‬حاسمة‭ ‬زمنيا‭ ‬للعامة‭.‬

تبدأ‭ ‬الجيولوجية‭ ‬سوزان‭ ‬كيفر‭ ‬تمهيدًا‭ ‬بذكر‭ ‬معظم‭ ‬أنواع‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭. ‬الزلازل،‭ ‬والتسونامي،‭ ‬والبراكين،‭ ‬والانهيارات‭ ‬الأرضية،‭ ‬والأعاصير،‭ ‬والزوابع،‭ ‬والطوفانات‭. ‬ثم‭ ‬تحدثنا‭ ‬عما‭ ‬وراء‭ ‬كواليس‭ ‬الجيولوجيا‭ ‬الكامنة‭ ‬التي‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الكوارث‭. ‬الخطير‭ ‬أنها‭ ‬تؤكد‭ ‬شيوع‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬بأكثر‭ ‬مما‭ ‬كنا‭ ‬ندرك،‭ ‬وأن‭ ‬تأثيرها‭ ‬علينا‭ ‬سيزيد‭ ‬كلما‭ ‬تزايد‭ ‬عدد‭ ‬السكان،‭ ‬ليمثلوا‭ ‬حشودًا‭ ‬بأكثر‭ ‬المناطق‭ ‬عرضة‭ ‬للخطر‭.‬

كعالمة‭ ‬جيولوجـــــية‭ ‬لم‭ ‬تقاوم‭ ‬سوزان‭ ‬فكرة‭ ‬القيام‭ ‬ببعض‭ ‬العمل‭ ‬الميداني،‭ ‬فـــهــــــيكلة‭ ‬كل‭ ‬فصل‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬رحلة‭ ‬ميدانيــــة‭ ‬افتـــراضية،‭ ‬تدعو‭ ‬فيها‭ ‬القراء‭ ‬لزيارة‭ ‬مشاهد‭ ‬من‭ ‬الكوارث‭ ‬السابقة،‭ ‬والتفكير‭ ‬في‭ ‬التأثيرات‭ ‬في‭ ‬النظم‭ ‬المادية‭ ‬والبشرية،‭ ‬واستكشاف‭ ‬العمليات‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬الأحداث‭ ‬ببعضها‭ ‬البعض،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬بدت‭ ‬غير‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭. ‬يتم‭ ‬جلب‭ ‬كل‭ ‬رحلــــة‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أصوات‭ ‬أولئك‭ ‬الـــذين‭ ‬عانوا‭ ‬الكوارث‭ ‬مباشرة‭ ‬كما‭ ‬ذكــر‭ ‬شهـــود‭ ‬عـــيان‭ ‬أو‭ ‬ناجون،‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬حسابات‭ ‬كيفر‭ ‬من‭ ‬تجاربها‭ ‬الشخصية‭ - ‬المهنية‭ ‬الخاصة‭. ‬هذه‭ ‬الأصوات‭ ‬تعزز‭ ‬نطاق‭ ‬النص‭ ‬الشاملة‭ ‬من‭ ‬المصادر‭ ‬المشار‭ ‬إليها،‭ ‬والتي‭ ‬تمتد‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬العلمية‭ ‬لاستعراض‭ ‬الأقران‭ ‬إلى‭ ‬لقطات‭ ‬فيديو‭ ‬لهواة‭ ‬التقطوها‭ ‬للظواهر‭ ‬الطبيعية‭ ‬التي‭ ‬نادرا‭ ‬ما‭ ‬ينظر‭ ‬إليها‭.‬

تصف‭ ‬كيفر‭ ‬كيف‭ ‬تؤدي‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التغييرات‭ ‬في‭ ‬الحالة‭ ‬المادية‮»‬‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يتحول‭ ‬الماء‭ ‬إلى‭ ‬بخار،‭ ‬وأننا‭ ‬إذا‭ ‬فهمنا‭ ‬ما‭ ‬يسبب‭ ‬هذه‭ ‬التغييرات‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬ما،‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نبدأ‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬ديناميات‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭.‬

 

عناوين‭ ‬فصول‭ ‬الكتاب،‭ ‬

وفق‭ ‬تصنيف‭ ‬المؤلفة،‭ ‬هي‭:‬

‭<‬‭ ‬الموافقة‭ ‬الجيولوجية‭. ‬هل‭ ‬لدينا‭ ‬ذلك‭ ‬أم‭ ‬لا؟

‭<‬‭ ‬الديناميات‭ ‬والكوارث

‭<‬‭ ‬الاستثناء‭ ‬ليس‭ ‬حقيقيا

‭<‬‭ ‬بساط‭ ‬الريح‭ ‬

‭<‬‭ ‬يوم‭ ‬انفجر‭ ‬الجبل

‭<‬‭ ‬سلطان‭ ‬المياه‭ - ‬التسونامي

‭<‬‭ ‬موجات‭ ‬مارقة،‭ ‬طقس‭ ‬عاصف

‭<‬‭ ‬أنهار‭ ‬من‭ ‬السماء‭ ‬

‭<‬‭ ‬الماءُ،‭ ‬الماءُ،‭ ‬بكل‭ ‬مكان‭ ... ‬وما‭ ‬من‭ ‬قطرة‭ ‬للشرب‭!‬

وبغضِّ‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬العنوان‭ ‬الأخير‭ ‬مستعار‭ ‬من‭ ‬بيت‭ ‬شعري‭ ‬من‭ ‬قصيدة‭ ‬صامويل‭ ‬تايلور‭ ‬كولريدج،‭ ‬البحار‭ ‬العجوز،‭ ‬حيث‭ ‬يحيط‭ ‬الماء‭ ‬المالح‭ ‬البحارة‭ ‬فلا‭ ‬يستطيعون‭ ‬له‭ ‬شربًا‭ ‬رغم‭ ‬العطش،‭ ‬فليست‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬نواح‭ ‬شعرية‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬الكوارث،‭ ‬وإنما‭ ‬تقصد‭ ‬الباحثة‭ ‬أن‭ ‬العلماء‭ ‬والخبراء‭ ‬موجودون،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬حل‭ ‬منظور‭. ‬فالفصول‭ ‬الثمانية‭ ‬الأولى‭ ‬تحدد‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الظواهر‭/‬المخاطر،‭ ‬ويحدد‭ ‬الفصل‭ ‬الأخير‭ ‬كيف‭ ‬يمكننا‭ ‬الاستعداد‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬بالمستقبل‭.‬

في‭ ‬إطار‭ ‬توحيد‭ ‬تحليل‭ ‬‮«‬تغيير‭ ‬الحالة‮»‬‭ ‬يتحول‭ ‬المشهد،‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬شواطئ‭ ‬هادئة‭ ‬إلى‭ ‬طبيعة‭ ‬برية‭ ‬وبحرية‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬القاتلة‭. ‬السقوط‭ ‬المفاجئ‭ ‬للأرض‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هزة‭ ‬أو‭ ‬زلزال،‭ ‬موجات‭ ‬المحيط‭ ‬اللطيفة‭ ‬التي‭ ‬تترامى‭ ‬بلا‭ ‬قصد‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬موجات‭ ‬عملاقة‭ ‬تنتفخ‭ ‬وهي‭ ‬تهوي‭ ‬كموجة‭ ‬مستعرة‭ ‬للتسونامي‭ ‬على‭ ‬الشاطئ‭.‬

تفسر‭ ‬كيفر‭ - ‬ببراعة‭ - ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬مع‭ ‬القياس‭ ‬بانفجار‭ ‬إطارات‭ ‬الدراجات‭ ‬الهوائية،‭ ‬وتموجات‭ ‬بالوعة‭ ‬المطبخ،‭ ‬وما‭ ‬شابه‭ ‬ذلك‭.‬

في‭ ‬الفصل‭ ‬الختامي‭ ‬من‭ ‬الكتاب،‭ ‬تحدد‭ ‬كيفر‭ ‬كيف‭ ‬يمكننا‭ ‬الاستعداد‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ - ‬وربما‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬منع‭ - ‬الكوارث‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭. ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تدعو‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬منظمة‭ ‬ما،‭ ‬مثل‭ ‬جهاز‭ ‬هو‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬مراكز‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الأمراض‭ ‬والوقاية‭ ‬منها،‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬المنتظرة‭.‬

تجمع‭ ‬سوزان‭ ‬كيفر‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الأخير‭ ‬بالنص‭ ‬والرسم‭ ‬معا‭ ‬من‭ ‬مناقشات‭ ‬عدة‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬أهمية‭ ‬تقاسم‭ ‬المعرفة‭ ‬والتواصل‭ ‬في‭ ‬فهم‭/‬تخفيف‭ ‬المخاطر‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭. ‬إنها‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬العلماء‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬المجتمع‭. ‬تريد‭ ‬من‭ ‬يشحذ‭ ‬الفكر‭ ‬لمقاومة‭ ‬آثار‭ ‬الكوارث‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

على‭ ‬الجيولوجيين‭ ‬أن‭ ‬يسهموا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬العـــالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬عدسة‭ ‬ثنائية‭ ‬البؤرة‮»‬‭: ‬رؤية‭ ‬الأشياء‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المقاييس‭ ‬المادية‭ ‬والزمنية،‭ ‬والبحـــث‭ ‬عن‭ ‬القرائن‭ ‬من‭ ‬السجل‭ ‬الجيولوجـــــي‭ ‬حول‭ ‬أسباب‭ ‬ونتائج‭ ‬العمليات‭ ‬الجـــــيولوجية‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭. ‬وتعــــتـــرف‭ ‬بأن‭ ‬الخبرة‭ ‬الجــــيولوجية‭ ‬وحــــدها‭ ‬لا‭ ‬تكفي،‭ ‬وأن‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬بين‭ ‬العلماء‭ ‬والمهندسين‭ - ‬المموليـــن،‭ ‬والمربين‭ ‬العمل‭ ‬معا‭ ‬لبناء‭ ‬إطار‭ ‬المعرفة‭ ‬اللازمة‭ ‬للتعامل‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬مع‭ ‬الكوارث‭ ‬الطـــبيعية،‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬حكمتهم‭ ‬الجــــماعـــية‭ ‬تســـتخدم‭ ‬لمصلحتنا‭ ‬جميعًا‭ ‬‭.