العرب والفلسفة على الإنترنت

العرب والفلسفة على الإنترنت

بينـــما تــــــواجــــه الفـلـــسفة الغربــية عـدة أزمات تعيق انتــــشارها وتـــفـــاعلــهــا مع الحــــياة اليومــــية للأفـراد، تحاول شبكة الإنترنت، عبر المهتمين بالفلسفة،  أن تسد هذه الفجوة عن طريق مواقع إلكترونية عدة، تتبنى أشكالاً جديدة لــتــــنـاول الفلسفة، بحيث تـــكون مقبــولة من جمهور القراء العاديين، وهو ما ألقينا عليه الضوء في هذه الزاوية العدد الماضي، فماذا عن وضع الفلسفة الافتراضي عربيًا؟ 

ربما يبدو مثل هذا السؤال في حد ذاته لقطاع كبير من الجمهور سؤالاً نخبويًا. فقد يتساءل البعض مالنا نحن والفلسفة بينما الأمية ترفل في مساحات واسعة من منطقتنا العربية؟ وفيما تتوزع التناحرات والنزاعات والعصبيات القبلية والطائفية على اتساع الخارطة العربية؟ وفيما تتغول المشكلات والأزمات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية؟ حيث يعاني عدد كبير من الدول العربية تفاوت الدخول وعدم توزع الثروات ما يضع مجموعات كبيرة من السكان عند الحدود الدنيا للدخل والفقر. وهو ما أثر ويؤثر على المنظومة القيمية بكاملها عبر الشواهد التي تفيض بها اليوم وسائل الإعلام ووسائطه الافتراضية الحديثة. 

سؤال المستقبل
هذه الأسئلة مشروعة بطبيعة الحال، غير أن سؤال الفلسفة - في تقديري - لا يقل مشروعية عن تلك الأسئلة، بسبب ارتباط بديهي بين ارتفاع مستوى العقلانية والتفكير المنطقي وجودة التعليم من جهة، وبين المستوى الثقافي الذي يصل إليه أي مجتمع من جهة أخرى. بل لعل غياب الفلسفة وانحدار مستوى تدريس العلوم الإنسانية إجمالاً في مجتمعاتنا العربية على اتصال مباشر بكافة الأزمات التي نتحدث عنها وتمثل اليوم هاجساً من هواجس كل فرد في المنطقة على اتساعها.
لهذا أظن أن بحث سؤال الفلسفة ومستقبلها في عالمنا العربي لا يقل أهمية عن أي سؤال آخر يتعلق بمستقبل هذه الأمة التي يكفيها ما مرت به من محن.
وشخصياً لا يمكنني أن أتأمل التطورات التي لحقت بالشخصية العربية ممن يتم استقطابها للجماعات الدينية المتطرفة، وصولاً إلى أكثرها تشددًا، من الجماعات التي تعرف باسم «داعش» اليوم من دون أن أربط بين اندثار الفلسفة في خارطة الإعلام والفكر والإنتاج المعرفي العربي لمصلحة الضحالة والخفة التي تنتجها آلات الإعلام العربي ومؤسسات التعليم المختلفة على مدى عقود.
وإذا كانت أوربا بكل تراثها الثقافي والحضاري تعاني اليوم إيجاد السبل لنشر الفلسفة في ذهنيات الشباب وتشجيعهم على الاقتراب منها فماذا عن ثقافتنا نحن؟ لا شك في أن مأزقنا العربي عويص ومركب.
فحتى التجارب المهمة لتبسيط الفلسفة أو إدراجها في مناحي الحياة اليومية بالطريقة التي قام بها بعض رموز الفلسفة العرب عبر الكتابة في الصحف والمجلات والدوريات، مثل الراحلين فؤاد زكريا وزكي نجيب محمود وزكريا إبراهيم وسواهم، اختفت بلا بديل. وما ينتجه المثقفون والفلاسفة العرب اليوم يندرج في إطار التوجه للنخب والقراء المتخصصين، مثل ما يكتبه مفكرون مرموقون مثل عبدالله العروي في المغرب وفتحي المسكيني في تونس وسواهما من نماذج قليلة العدد جداً في النهاية. 
فهل تنجح الإنترنت في أن تواجه مثل هذه المسألة العصية، وتتمكن من نشر ولو قدر ما من الفلسفة المبسطة للقراء غير المتخصصين والشباب وغيرهم؟
وبداية ينبغي أن نوجه النظر إلى آفة كبيرة تتعلق بجوهر مأساة دراسة العلوم الإنسانية لدينا، وتتعلق بمفهوم غريب عن تقسيم نظري يفترض أن طالب العلوم النظرية هو بالضرورة طالب يحب «الحفظ»، أو يمتلك قدرات في الحفظ مقارنة بقدراته في «الفهم». ويفترض النظام التعليمي في أغلب الدول العربية أن تقسيم الطلبة والدارسين بين حقلي المواد العلمية المحضة من جهة والمواد الأدبية والفكرية والفلسفية من جهة أخرى هو تقسيم بين قدرات هؤلاء الطلبة على «الفهم» أو الحفظ. 
هذا التوجه الذهني في حد ذاته؛ بما يمثله من تكريس «مفهوم النقل» بدلا من مفهوم «العقل»، أي التفكير العقلاني العلمي وربطه بالعلوم الإنسانية، يمثل الوسيلة القاتلة لجوهر العلوم الإنسانية التي ينبغي أساساً أن تقوم على النهضة العلمية والعقلانية، وقراءة تراث الفكر قراءة نقدية، لا أن يتم تقديمها باعتبارها «مدونات ثابتة ينبغي حفظها»، أي نقلها كما هي لا إعادة قراءتها نقديًا.
 
بين النقل والعقل
ثم تكتمل الكارثة حين نجد أن المنهج الخاص بالقسم الآخر المتعلق بالعلوم البحتة في الواقع لا يقدم إلا وفقاً لنفس المنطق النقلي، بحيث إن الطالب أو الدارس الذي يحقق التفوق هو الطالب القادر على «حفظ» مناهج ومقررات المواد العلمية، وليس على التدبر في المفاهيم والمصطلحات العلمية التي يتضمنها، أو على تطوير القدرات النقدية والمنهجية. وبهذا تكتمل أركان الجريمة التي تنفذ في حق أجيال متلاحقة من الطلبة والدارسين العرب، التي لا ينجو منها إلا من تسمح  ظروفه بالتعليم في مدارس أجنبية تعمل على تشجيع التفكير وتطوير الجانب الابتكاري لدى الطلبة، أو يجد الفرصة للتعلم في الغرب، أو من يجد في ذاته الرغبة والقدرة على الاطلاع الموسع خارج أطر المناهج التعليمية التقليدية، وهؤلاء قلة قليلة في النهاية، مقارنة بجموع الخاضعين للنظام التعليمي النقلي السائد للأسف في أغلب مناهج ونظم التعليم العربية. 
 وليست هذه هي المغالطة الوحيدة فحسب، مع الأسف؛ فالفلسفة في الواقع ليست مادة نظرية محضة كما يتصور البعض، بل ترتبط بالعديد من المواد العلمية، مثل الرياضيات وقوانين الكم التي تتبع العلوم الميكانيكية، كما تجد بُغيتها في ما تطرح من أسئلة ومقاربات خصوصًا في الجانب المتعلق بما وراء الطبيعة في بعض العلوم المحضة، مثل الفيزياء وعلوم الفلك. 
وبالتالي فإن أي دور يمكن أن تلعبه الشبكة الافتراضية اليوم ممثلة في المواقع الإلكترونية التي تهتم بالفلسفة، وخصوصاً تلك المحسوبة على المكون العربي، أو ما يسمى المحتوى العربي لشبكة الإنترنت، لا يتوقف فقط على محاولة توسيع انتشار الاهتمام بالفلسفة والتعريف بها وبمنجزها الفكري الغربي والعربي على السواء، بل يمتد إلى كشف الكثير من الكلاشيهات الشائعة المرتبطة بها، وربما إضاءة مفهومها نفسه باعتبارها في جوهر تعريفها اللاتيني «محبة المعرفة»، فكما تورد أغلب الموسوعات تعريفها:

تعريف الفلسفة
«كلمة Philosophy مشتقة من اللفظ اليوناني فيلوسوفيا بمعنى محبة الحكمة أو طلب المعرفة أو البحث عن الحقيقة. وعلى الرغم من هذا المعنى الأصلي، فإنه يبقى من الصعب جداً تحديد مدلول الفلسفة بدقة، لكنها، بشكل عام، تشير إلى نشاط إنساني قديم جداً يتعلق بممارسة نظرية أو عملية عرفت بشكل أو آخر في مختلف المجتمعات والثقافات البشرية منذ أقدم العصور. وحتى السؤال عن ماهية الفلسفة «ما الفلسفة؟» يعد سؤالاً فلسفيّاً قابلاً لنقاش طويل، وهذا يشكِّل أحد المظاهر الأساسية للفلسفة في ميلها للتساؤل والتدقيق في كل شيء، والبحث عن ماهيته ومختلف مظاهره وأهم قوانينه. لكل هذا فإن المادة الأساسية للفلسفة مادة واسعة ومتشعبة ترتبط بكل أصناف العلوم وربما بكل جوانب الحياة، ومع ذلك تبقى الفلسفة متفردة عن بقية العلوم والتخصصات. توصف الفلسفة أحيانا بأنها «التفكير في التفكير»، أي التفكير في طبيعة التفكير والتأمل والتدبر، كما تعرف الفلسفة بأنها محاولة الإجابة عن الأسئلة الأساسية التي يطرحها الوجود والكون. وكان فيثاغورس (572 - 497ق.م) أول حكيم وصف نفسه من القدماء بأنه فيلسوف، وعرَّف الفلاسفة بأنهم الباحثون عن الحقيقة بتأمل الأشياء، فجعل حب الحكمة هو البحث عن الحقيقة، وجعل الحكمة هي المعرفة القائمة على التأمل. شهدت الفلسفة تطورات عديدة مهمة، فمن الإغريق الذين أسّسوا قواعد الفلسفة الأساسية كعلم يحاول بناء نظرة شموليّة للكون ضمن إطار النظرة الواقعية، إلى الفلاسفة المسلمين الذين تفاعلوا مع الإرث اليوناني، دامجين إياه مع التجربة ومحولين الفلسفة الواقعية إلى فلسفة اسمية، إلى فلسفة العلم والتجربة في عصر النهضة، ثم الفلسفات الوجودية والإنسانية ومذاهب الحداثة وما بعد الحداثة والعدمية.
لكن ماذا عن المحتوى العربي الفلسفي على الإنترنت؟ من المؤكد أن الإجابة عن مثل هذا السؤال ستكون محبطة نوعاً ما، لأن المعروف أن المحتوى العربي على الإنترنت من الأساس محتوى بالغ الفقر، وهو ما تعرضت له هذه الزاوية مرات عدة، وتناولته بالإحصاءات والدلائل. وبالتالي فإن محتوى مادة مثل الفلسفة تعاني التجاهل وتنحشر في أروقة أبراج النخب لا شك سيكون قليلاً جداً. كما أن هذا المحتوى لا يمكن أن يقارن، إن وجد، بالأفكار الجذابة التي استعرضنا بعضًا منها في العدد الماضي من محاولات المهتمين والفلاسفة الشباب والمختصين الذين رأوا في شبكة الإنترنت وسيلة فعالة لاجتذاب الاهتمام بالفلسفة. ومع ذلك فهناك بعض الجهود جسدت الاهتمام الذي يقوم به أفراد من المهتمين العرب بالفلسفة، وفي محاولة توسيع دائرة الاهتمام بها سنحاول أن نلقي الضوء عليه في ما يلي. 

التكنولوجيا والفلسفة 
من بين المواقع التي اهتمت بموضوع الفلسفة وتعليمها عربياً موقع يعرف باسم  Dasein وهي في الحقيقة مدونة من لبنان، يصفها مؤسسوها بأنها تهدف إلى الاهتمام بتعميم الفائدة من استخدامات التكنولوجيا في تعليم الفلسفة، وذلك عن طريق إفساح المجال لنشر ومناقشة الموضوعات المتعلقة بطرق، ومنهجيات، وأساليب تدريس مادة الفلسفة. ويدير هذه المدونة خمسة من المختصين، هم: محمود حمادي، رقية العوض، محمد مطر، ربيع شلهوب، نجوى حمود. 
وعلى الرغم من فقر المدونة بصرياً وبساطتها من حيث الإخراج الفني، فإن محتواها يتضمن عدداً من الموضوعات التي تهم الباحثين في موضوعات الفلسفة ودارسيها بشكل عام.  الطريقة الحوارية واستخداماتها في الدرس الفلسفي، والكتابة المنهجية في الفلسفة والتدرب عليها، والمبادئ الأساسية لشرح النص الفلسفي، على اعتبار أن  «شرح النص هو الوسيلة الفضلى للدخول إلى تفكير الفلاسفة، وطريقة ذات قيمة تعليمية تنبع  أهميتها من فائدتها الثقافية والمنهجية. «فالنصوص هي وسيلة لاكتشاف التفكير، ودعوته لاكتشاف ذاته، فهي إذن  تعويد على التفكير المستقل». 
والعنوان الإلكتروني للموقع هو:http://daseinedu.wordpress.com.

مدونة البحث عن الفلسفة
ثمة مدونة مهتمة بالفلسفة كإطار من اهتمام صاحبها الذي يسميها «مدونة عبدالرحمن»، بالفلسفة كجزء من اهتمامه بالمتغيرات الاجتماعية والأخلاقية في المجتمع، ولذلك يورد بها عدداً من المقالات التي توضح بعض الإشكالات المتعلقة بفهم الفلسفة في المجتمعات العربية، وعنوانه الإلكتروني هو:http://alahham.wordpress.com.

سؤال التنوير 
هذا الموقع الذي يحمل هذا الاسم يضع شعارًا موجزًا يوضح هدفه باعتباره مساحة معرفية «في سبيل وعي نقدي يخرجنا من وهدة التأخر ومن ظلام الاستبداد بجميع صوره وألوانه». يضم هذا الموقع عدداً من المقالات والأبحاث الفكرية والفلسفية للعديد من الكتّاب والمفكرين العرب، مثل د. فتحي المسكيني ود.رجاء بن سلامة وصادق جلال العظم وياسين الحاج صالح، وغيرهم ممن يكتبون مقالات مهمة ورصينة في قضايا فكرية تخص راهن المجتمعات العربية فكرياً وسياسياً وثقافياً. كما يهتم بالفنون وكتابات الشباب وبالوثائق والكتب وسوى ذلك.  وعنوان الموقع الإلكتروني هو:   http://www.assuaal.net.

موقع «الأوان»
هذا الموقع كنا قد أشرنا إليه قبل سنوات في موضوع مشابه، وهو موقع يهتم تقريباً باهتمامات الموقع السابق، إلا أنه ربما يقدم الكثير من المواد المترجمة في أغلب الدوريات الفلسفية المعاصرة مع أبرز رجال الفكر والفلسفة الغربيين، بالإضافة إلى عشرات المقالات الفلسفية التي يكتبها الفلاسفة والمفكرون العرب المعاصرون، ويعرف الموقع نفسه باعتباره: «موقعًا فكريًا ثقافيًا انطلق منذ غرّة مارس 2007 بمبادرة وتمويل من رجل الأعمال والمثقّف اللّيبيّ محمّد عبدالمطّلب الهوني، وهو منبر رابطة العقلانيّين العرب التي تمّ الإعلان عن تأسيسها في باريس 24 نوفمبر 2007. ويهدف موقع الأوان إلى:
 خلق هامش للتّفكير الحرّ المستقلّ والمعرفة النّقديّة. وربط الصلة بين الطاقات الفكرية والأدبية والفنية في العالم العربي، بتوفير فضاء التقاء وتبادل وحوار، والعمل على نشر وتطوير المعرفة حول مبادئ حقوق الإنسان، وحول القيم السياسية والأخلاقيّة الحديثة، ولاسيّما العلمانيّة التي تتأكد الحاجة إلى إرسائها في العالم العربيّ، والانتقال من المنهج الدّفاعيّ السلبي عن الحرية إلى منهج إيجابيّ، يهتم بتجارب الحرية في مجالات مختلفة.
وتتشكل هيئة تحريره من كل من: د. رجاء بن سلامة (رئيسة)، وعادل الحاج سالم، ووائل السواح، وبشير الهمّامي، وسمير بوعزيز. وعنوان الموقع الإلكتروني هو:
  http://www.alawan.org.

ملتقى ابن خلدون
هذا الموقع واحد من المواقع الحديثة نسبيًا، لكنه يقدم العديد من المقالات والأبحاث والدراسات المهتمة بالفلسفة والفكر والتاريخ ويعرف فيه القائمون عليه نشاطه بأنه: يخاطب نخبة العلماء والكتَّاب والأدباء والمثقفين من جهة، ويحتضن الأقلام الملتزمة والأصوات الشعرية الجادة والأقلام الصحفية الصادقة من جهة أخرى، وهو يوجه الدعوة للمهتمين كافة للمشاركة بالكتابة والحوار والنشر. أما هدف الموقع فهو: تنوير الجمهور وتهذيب الذوق والارتفاع بمستوى الثقافة الرفيعة ودرجة الوعي التاريخي لدى قطاع الشباب والنخبة ورجال التخصص الأكاديمي ويحاول تحقيق الوثبة الجدلية بين النظر والعمل.
ويهتم كذلك بنشر المقالات النقدية والنصوص الإبداعية والترجمات والكتب الجادة ويعرض جملة الأفكار الفلسفية التي تساعد على التفكير وتشجع على النقد وتهدف إلى بناء إنسان عربي يجدد نظرته إلى نفسه ويلتزم بقيم التنوير الأصيل ويدافع عن الهوية ويكون امتداداً طبيعياً لخصوصيته، ولكنه في الوقت نفسه يحترم المغاير ويؤمن بالاختلاف وتنسيب الأنساق ويحاول قدر الإمكان مواكبة المستجدات، وذلك بالانفتاح على العالمي والمساهمة في بناء كونية عادلة.
كما يشتغل الموقع على الجانب التربوي وبالخصوص تعليم الفلسفة والإنسانيات، ولذلك يخوض تجربة التعليم عن بعد ويقتحم لجج المدرسة الافتراضية ويسعى إلى تنمية المهارات البيداغوجية لدى الطلاب وإعداد تعلمية ناجعة يكون فيها المتلقي هو الفاعل الرئيسي. ينطلق الموقع من مرجعية خلدونية صريحة مع نبذ التمذهب والشخصنة والاقتداء بالروح العلمية والموضوعية المعرفية الجامعة بين حب العلم والتفاني والعمل الدؤوب نحو اكتساب الصناعة والمهارة. وعنوانه هو:
  http://ebn-khaldoun.com.
وهناك مواقع أخرى عدة تهتم بالفلسفة الإسلامية أو تهتم بالعلوم الاجتماعية، وتأتي الفلسفة فرعًا أو رافدًا من بين روافدها، ولكنها جميعًا في النهاية تتخذ شكلاً واحدًا تقريباً كمجلات فكرية وفلسفية تنشر المقالات بشكل تقليدي تماماً، ولا تتمتع بالابتكارات التي تتمتع بها العديد من المواقع التي أشرنا إليها في معرض الالتفات للمواقع الإلكترونية المهتمة بالفلسفة في الغرب. وأغلبها ينقصه الروح واللمسات الشابة التي شهدتها مواقع عربية أخرى مهنية وصحفية، مما يجعل منها في النهاية مواقع غير قادرة على اجتذاب القرّاء من خارج أوساط المثقفين والمهتمين بالفلسفة، وهو ما يدفعنا لتوجيه الدعوة للقائمين عليها بضرورة تطويرها شكلاً وموضوعاً، والالتفات للتجارب المهمة التي يقوم بها المختصون في الغرب، لاجتذاب القراء للفلسفة والفكر، والتنويه بضرورة تعاون القائمين عليها مع الشباب من مقتحمي مجال تصميم المواقع الإلكترونية الحديثة والألعاب الإلكترونية لدعم هذه المحتويات بعوامل الجذب ولفت الانتباه التي أصبحت أساسًا في هذه الوسائط الجديدة التي تشهد ثورة جديدة في التصميم والشكل جنباً إلى جنب مع المضمون ■