السودان الحديث... البحث عن طريق

السودان الحديث... البحث عن طريق

صدر  هذا الكتاب حديثًا عام 1913، ويتناول موضوعًا مهمًا عن الحداثة والتحديث في السودان، والحقيقة هذه قضية كل الدول العربية وليس السودان وحده، ومسألة الحداثة والتحديث نسبية من مجتمع لآخر، ولكنها في العموم في العالم العربي ليست كما هي عليه في أوربا واليابان، ففي أوربا مرت عليها مئات السنين، والنهج كان صحيحًا، وفي اليابان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والنهج كان ولايزال صحيحًا، أما في العالم العربي، فالموضوع مختلف لأن النهج ليس صحيحًا، فقد حاولنا التحديث في الواقع في بعض بلداننا ولكننا لم نبدأ بالحداثة الفكرية أولًا، وربما يلقي هذا الكتاب الذي نحن بصدد مراجعته الضوء على هذه المسألة، فما هو التحديث أولًا، وكيف بدأ وتطور، وما هي العقبات والمعوقات للحداثة والتحديث في تاريخ السودان الحديث والمعاصر؟ 

 

تعني الحداثة الحركة الفكرية والثقافية والعلمية التي نتجت عن عصر النهضة الأوربية، وهي مجموعة المبادئ والرؤى والأفكار والقيم التي أدت إلى التحديث وانتقلت وتجددت عبر الزمان والمكان. إن حالة الحداثة يصل إليها المجتمع في مرحلة أو زمن من تاريخ تطوره، والتحولات الاقتصادية والاجتماعية، وتزدهر فيه الثقافة التي تترتب عليها عملية تحديث شاملة. والحداثة تتطور في معاييرها ونظمها وأساليبها من عصر إلى عصر، ترتكز على الإبداع والاختراع والاكتشاف والتجديد والتطور. والحداثة حركة فكرية تؤدي إلى التحديث في واقع المجتمع الذي يرتكز على العامل الاقتصادي في الأساس، وعملية التحديث حتى تكون إيجابية يجب أن تكون شاملة لأوجه الحياة في المجتمع، والحداثة لا تقطع جذور الحاضر عن الماضي، بل تستفيد من إيجابيات التراث لتعزيز هوية وشخصية الأمة. والحداثة والتحديث هما هاجس النخب المثقفة في الدول النامية، ونجاح وفشل الحداثة والتحديث يتحمل مسؤوليتهما المفكرون والمثقفون في المجتمع بالدرجة الأولى.

مسيرة التحديث 
إن الكلام عن التحديث في السودان منذ العام 1921 عندما فرض الحكم التركي - المصري على السودان حتى ما بعد الاستقلال، يوحي بأن السودان قد شهد تحديثًا في تلك الفترة، هذا صحيح، ولكنه كان بطيئًا ومتعثرًا. فإذا كان المجتمع السوداني قد أمسك ببعض جوانب حركة الحداثة في العهود الاستعمارية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، فإن هناك معوقات كثيرة حالت بينه وبين التحديث حتى بعد الاستقلال. إن المجتمع السوداني والسلطة فيه لا يزالان حتى يومنا هذا حبيسي الأفكار والنظم والأساليب التقليدية والمحافظة المتحدرة من ثقافات قديمة كانت تسودها في حياتها الزراعية والرعوية البدوية التي تتعارض مع الحداثة والتحديث.
لقد شهد السودان أنظمة شمولية استبدادية أدت إلى هجرة عقول سودانية مما كان لها أثر في التحديث وكانت أحد معوقاته، كذلك فإن التحديث لم يحدث للاقتصاد السوداني إلا بما يخدم الاستعمار وليس كما حدث في أوربا إثر الثورة الصناعية، فاجتمعت عوامل عديدة عرقلت عملية التحديث من سيطرة العقلية التقليدية المحافظة وعدم تطوير الاقتصاد والنظم السياسية الاستبدادية وهجرة العقول إلى فشل التحديث في السودان.

مقدمات اقتصادية 
كان قدر السودان أن يتعرض للمطامع والاحتلال، وتصل إليه مقدمات التحديث مع قدوم الاستعمار من أتراك وإنجليز وقاموا بإدخال سياسات وأفكار وأساليب في بنيته التقليدية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكانت ملامح التحديث في البداية تركية - مصرية في عهد محمد علي بعد دخوله السودان، ولكنها كانت تخدم التحديث في مصر وليس إحداث التغيير للأفضل. 
ويعتبر توحيد البلاد تحت إدارة واحدة خطوة أدت إلى بلورة الدولة القومية السودانية في فكر الوطنيين، واستمر ذلك في العهد الثاني للإنجليز، ويعتبر ذلك خطوة في التحديث. عندما دخلت جيوش محمد علي السودان كان يتكون من ممالك قبلية كبيرة وصغيرة وحدتها في كيان واحد، وسلطنات متعددة في جنوبه. إن ذلك الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للسودان هو الذي شهد في الربع الأول من القرن التاسع عشر مقدمات التحديث في هذا البلد، ولعل حكومة مركزية في عاصمة واحدة كانت أولى الخطوات. وكانت خطوات محمد علي التحديثية في مصر والسودان تهدف إلى إقامة إمبراطورية يحكمها هو وأبناؤه من بعده. ولعل توحيد البلاد ووجود نظام سياسي واحد وإدارة واحدة كانا أولى عناصر التحديث، وهذه كما يرى المؤلف تحسب للأتراك بزعامة محمد علي في السودان، ولكن من أهداف محمد علي والي مصر ومن بعده أولاده وأحفاده، تكوين دولة حديثة في السودان كما فعل الإنجليز لمصلحتهم، ولذلك بقي السودان على حاله متخلفًا. ومهما يكن علينا أن نذكر أن محمد علي قد ترك آثارًا تدل على التحديث في مصر وتأثير ذلك في المنطقة العربية لا يمكن إنكاره. 
وبعد تفجر الثورة المهدية في نهاية القرن التاسع عشر ضد الحكم الإنجليزي المصري، حملت في محتواها سمات الحركة الوطنية المنبثقة من الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وكانت حركة دينية إصلاحية، وكانت تهدف إلى التغيير ضد الظلم والقمع والعبودية، وكانت في الحقيقة تمثل مرحلة تحديثية للسودان، لأن عنوانها الأساسي كان الاجتهاد والتجديد. إن توحيد الناس على أساس عقائدي من مختلف القبائل والثقافات في السودان الذي قامت به الثورة المهدية يعتبر في نظر المؤلف خطوة تحديثية مهمة، وفي ما يتعلق بملكية الأرض، فاعتبرتها القيادة المهدية ملكية عامة تخصص لمن يستطيع استصلاحها ويحقق إنتاجًا وعائدًا. وبعد المهدية ساد السودان التقسيم وعاد إلى حاله القبلي والطائفي الذي كان عليه قبل قيام الثورة المهدية وتفاقم الصراع على السلطة والثروة.

منطلقات التحديث في القرن العشرين
ينسب الاستعمار البريطاني إلى عهده في السودان أنه هو الذي قام بتحديث البلد، وإدخاله في الدول الحديثة، ويبدو ذلك واضحًا من التقارير البريطانية التي أعدها الإداريون والموظفون والدبلوماسيون الإنجليز عن تجربتهم هناك، وإذ سلمنا بأن عوامل تحديث كثيرة وأساسية قد أدخلها الإنجليز على أوضاع السودان في فترة استعمارهم له خلال أكثر من نصف قرن، فإن ذلك لم يتم لوجه الله ولمصلحة الشعب السوداني، بل لمصالحهم وأهدافهم الاستعمارية، فقد كان الهدف منه إمداد الصناعة البريطانية بالمواد الخام لإنتاج السلع الاستهلاكية، ومن ثم تسويقها في السودان وغيره لتحقيق أرباح رأسمالية عن طريق شركاته. وفي ذلك الإطار عمليات التحديث التي شهدها السودان في مطلع القرن العشرين، مثل إنشاء المرافق العامة، وبناء السكك الحديدية، وكذلك الأمر في موضوع وضع دستور للبلاد وتطوير التعليم الحديث، وكذلك أدخل الإنجليز لمسات حداثية في نظام الحكم، مما أدى إلى قبول عدد من النخب السياسية والثقافية السودانية لمشروعات التحديث البريطانية في بلادهم.  
لقد لعب البريطانيون دورًا في إقامة نظام الحكم في السودان على أسس قانونية حديثة، والقانون هو الأساس للحداثة، لكن كيف تم تطبيقه في ذلك البلد، تلك هي المشكلة. ففي السودان في العصر الاستعماري صدر قانون ملكية الأراضي، وقانون العقوبات والقضاء المدني والمحاكم الشرعية وقانون الضرائب، وقانون الشركات وقانون الخدمة المدنية وقانون الخدمة العسكرية وغيرها. إلى جانب ذلك، أدخل البريطانيون نظام التعليم الحديث، وهو يهدف إلى تحديث المجتمع، وعلى الرغم من النقد الذي واجهه نظام التعليم من جانب الوطنيين السودانيين من أنه كان يهدف إلى خدمة السياسة البريطانية، فإن لذلك النظام جوانب إيجابية في مقدمتها تخريج أجيال كان لها دورها في الحركة الوطنية التي حققت الاستقلال. وكذلك كان له دور في تخريج مثقفين أرسوا دعائم الثقافة في السودان، وساهم ذلك النظام التعليمي في الابتعاد تدريجيًا عن التعصب القبلي. 
والحقيقة أن السلطات البريطانية لعبت دورًا في إنشاء المؤسسات والمرافق التي ترتبط بالتحديث، مثل مراكز البحث العلمي والمختبرات العلمية والاهتمام بنشر البحوث العلمية في مجالات الزراعة وعلوم الحيوان والمياه وغيرها. واهتموا بإنشاء الجمعيات ودار الوثائق والمتاحف، إضافة إلى ذلك قامت الإدارة البريطانية في السودان باستقدام الخبراء لدراسة أوضاع البلد وإصدار القوانين الخاصة بكل جانب من الحياة السودانية اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا وقانون الحكم الذاتي، نعم كل ذلك لتحقيق المصالح الاستعمارية، ولكن كان لذلك التحديث انعكاسات إيجابية على السودان في فترة الاستقلال وبعد الاستقلال.  وشهد السودان تحديثًا للاقتصاد في العصر الاستعماري، فهناك المشروعات الجديدة وإدخال التقنيات والوسائل الحديثة بهدف زيادة الإنتاج في مجال الزراعة خاصة، كما تم إنشاء شبكة مواصلات لربط مناطق الإنتاج والتصدير والاستيراد، مثل السكك الحديدية والبواخر النيلية والطرق البرية، والتي - مع الأسف - شهدت إهمالًا بعد استقلال السودان.  
لقد اهتم البريطانيون في السودان بالعمران، وخاصة في الخرطوم وفي الجانب السياسي، فإن الإدارة البريطانية حاولت إشراك السودانيين في الإدارة المحلية ونظام اللامركزية في الحكم، وفي الوقت نفسه عمدت السلطات البريطانية إلى تعميق الهوة بين فئات المجتمع وبين قوى التحديث في المجتمع، وقد شهد السودان آثار تلك السياسة بعد الاستقلال وخاصة في ما يتعلق بجنوبه وشماله، فقد زرعت الخلاف، وغذت الإثنية بين الطرفين مما أنبت بذور الصراع بعد الاستقلال.

حركة الحداثة لدى الوطنيين السودانيين
بعد تحقيق استقلال السودان عام 1956م كان ينبغي أن يقف البلد على عتبات التحديث مستفيدًا من تجربتي التحديث المصرية في عهد محمد علي وتجربة الإنجليز التحديثية، ولكن تعثرت الحداثة في السودان بعد الاستقلال، ويرجع ذلك إلى أسباب عدة أولها أن صيغ الحداثة أساسًا لم تقم على أيدي الوطنيين بل على الأجنبي، وأن العسكر لعبوا دورًا في الحياة السياسية السودانية. أما مسألة توطين الحداثة في البيئة السودانية رؤى وفكرًا، فقد كانت محدودة لدى النخبة السودانية المفكرة والمثقفة على الرغم من وجود وبروز رموز فكرية سودانية عديدة. 
لقد أدرك المتعلمون السودانيون مدى قصورهم وصعوبة الحداثة في بلادهم بعد الاستقلال، وظهرت الكثير من المشكلات التي أعاقت تحوله إلى الحداثة، ومنها هجرة المتعلمين إلى الخارج، لكن ذلك لا ينفي وجود نخبة مثقفة ومتعلمة في الداخل، استطاعت أن تشكل نهضة ثقافية حديثة في مرحلة ما بعد الاستقلال، وكانت بداية التحديث في السودان، ثم بدأت مع مطلع القرن العشرين عندما أخذت طلائع خريجي التعليم الحديث في الظهور، وبدأت هذه الفئة المتعلمة دورها في بناء السودان وتأثيرها في ثقافته وبنيته الاجتماعية. وبجانب هذه الفئة المتعلمة الجديدة هناك القيادات التقليدية التاريخية التي كانت ترى نفسها أحق بالقيادة في المجتمع السوداني من الأجنبي ومن فئة المتعلمين، ولعل أول ملمح لحركة الحداثة في السودان آنذاك كان الاهتمام بالصحافة التي اتجه للعمل فيها متعلمون ومثقفون لمعالجة مشكلات الحاضر ورسم معالم مستقبل البلد، وكان للعرب من المشرق العربي دور في بناء ونهضة الصحافة السودانية. وبدت مناهضة الوجود الاستعماري البريطاني على يد المثقفين السودانيين في الصحف والمنشورات السرية، التي تتحدث عن العهد الاستعماري والمطالبة بالاستقلال، وقد لعب المسرح في السودان دورًا في بلورة الوعي وساهم في الحداثة في البلد، ثم جاء بعد ذلك إنشاء منظمات المجتمع المدني السودانية التي لعبت دورًا في النضال ضد الاستعمار والتخلف، ومن مؤسسات ذلك المجتمع نادي الخريجين الذي كان له دور رائد في هذا المجال.
ويمكن القول عن مرحلة ما قبل الاستقلال إن نشوء حركة فكرية وسياسية ذات مضامين اجتماعية واقتصادية وسياسية حديثة أدى إلى تبلور الفكرة القومية باتجاه استقلال السودان، وقد لعب التعليم الحديث دورًا رئيسًا في ذلك الاتجاه حتى تبلورت تيارات سياسية نتجت عنها قيام أحزاب سياسية باتجاهاتها المختلفة. وتلك التيارات التي احتوت عناصر وطنية لعبت دورًا في الثورات ضد الاستعمار، وحتى في فترة ما بعد الاستقلال.
وقد برز كثير من القيادات السياسية والفكرية السودانية في تلك المراحل، ولكن علينا أن نسجل أن هناك فرصًا تاريخية ضاعت على السودان في تاريخه المعاصر، وأنه كان هناك قصور في رؤية تلك القيادات نحو مجتمع ومستقبله. ومن المهم الإشارة إلى دور المثقفين في نهضة السودان وفي مقدمتهم الأدباء والشعراء في فترة الاستعمار البريطاني ربما أكثر وأعمق مما طرح في ما بعد، مثل: العشري ومحجوب وعرفات محمد وغيرهم. لقد كان فكرهم وطنيًا. إن ذلك المشروع الحداثي لم يطور بعد نيل الاستقلال عندما انتقل السودان من المطالبة بالاستقلال إلى تطبيقه.
وبعد حصول البلد على استقلاله بجهود أبنائه، بدأت مرحلة جديدة في تاريخه كان يفترض أن تدخل عهد الحداثة والتحديث بوتيرة أفضل وأسرع مما كانت عليه في السابق، ولكن هذا النهج لم يتحقق، وسبق أن ذكرنا أسبابه، لكن بناء الدولة الحديثة أصعب من التفكير الحداثي النظري، حيث صعوبة ربط التحرير بالتعمير وبحداثة وتحديث حقيقي، وكانت أكبر المشكلات بعد الاستقلال هي مشكلة السلطة وتداولها وكيفية حكم البلاد، وهنا دخلت الأحزاب السياسية والعسكرية في صراع طويل أنهك السودان، ولم تتحقق الحداثة التي كان يتطلع إليها المثقفون السودانيون، وفشلت كثير من المحاولات للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، إن تعدد أعراق السودان وثقافاته والطائفية والقبلية وجنوح العسكريين لممارسة السياسة قد أرهقت الاستقلال، وخلقت كثيرًا من المشكلات لمنع تطوره وتحديثه، ولعل الصراع بين العقلية التقليدية والحداثية كان أحد أسباب تعثر التجربة الاستقلالية السودانية.
وفي ختام هذه المراجعة للكتاب، لابد من إثارة بعض الملاحظات عليه: 
أولًا: يعالج الكتاب تاريخ السودان الحديث والمعاصر ويركز فيه على الحداثة والتحديث في هذا البلد.
ثانيًا: يتسم الكتاب بقدر جيد من الموضوعية والتوثيق التاريخي، ولكون الكاتب سودانيًا فهو الأقدر والأقرب لواقع السودان الثقافي والتاريخي.
ثالثًا: تحدث الباحث عن إيجابيات الاستعمار البريطاني لتحديث السودان في فترة حكمه له، لكنه يتصف بالمبالغة للإنجازات البريطانية، حيث لا يكفي أن يتم الاهتمام بها ثم القول إن كل تلك المشروعات الحداثية لمصلحة الاستعمار البريطاني!
رابعًا: يلاحظ أن الباحث لجأ إلى التكرار في كثير من معلوماته، وربما كان يريد تأكيدها، ولكنها في الدراسة العلمية تسجل كنقطة سلبية. 
خامسًا: لم نجد ذكرًا لدور مصر في استقلال السودان في الخمسينيات من القرن العشرين، ودور عبدالناصر في ذلك الاستقلال.
سادسًا: إن الباحث في هذا الكتاب لم يركز على الاختلاف الإثني في مناطق السودان، مثل جنوب السودان ودارفور، كما لم يهتم بأهمية وحدة وادي النيل استراتيجيًا، وخاصة مصر والسودان.
سابعًا: يلاحظ أن هناك مسألة فكرية تشكل مشكلة لدى المؤلف هي عدم التفريق بين الحداثة والتحديث، والذي بدا واضحًا في مقدمات الكتاب.
ثامنًا: المنهج التحليلي التاريخي للباحث كان موفقًا في هذا الكتاب، وهو كتاب يستحق القراءة والتأمل، وخاصة للذين يهتمون بمسألة الحداثة والتحديث في العالم العربي ■