قصة شجرة مِن حلقات النموّ
في البداية كانت الشتلة صغيرة جدًا, يبدو ذلك جلِيّاً في وجود حلقة ضيّقة في مركز الخشب.
بدأت الشجرة تنمو بِسرعة دون أيّ إزعاج, ففي وجود الأمطار وأشعّة الشمس في فصل الربيع, تنمو حلقات نُموٍّ متساوية ومتباعدة نوعًا ما.
سقط جذع كبير على الشجرة من الجانب الأيسر، ونتيجة لذلك نما الجانب الأيمن للشجرة بسرعة مكوِّنًا ما يُسمّى بـ «خشب ردّ الفعل»، والذي ظَهر في شكل حلقات نُموّ متباعدة في الجانب الأيمن.
يستمرّ نُموّ الشجرة, لكنّ الأشجار من حولها تنمو أيضًا, وتستهلك أجزاؤها الخضرية والجذرية الكثير من الماء والمغذّيات وأشعّة الشمس. إنّ تلك المنافسة تظهر في شكل حلقات نُموّ متقاربة.
عندما قُطعت بعض الأشجار الكبيرة, وأُزيلت من منطقة هذه الشجرة, توفّر الماء والمغذّيات وأشعّة الشمس بِشكل أكبر, وقلّت المنافسة, ممّا ظهر في شكل حلقات نُموّ أوسع وأكثر تباعدًا.
عندما تجاوز عمر الشجرة الثلاثين عامًا, اجتاحت الغابات حرائقٌ تركت أثرًا على شكل ندبة سوداء بالجانب الأيمن, لكن مع مرور عام تِلو الآخر أُحيطت الندبة بِخشب حديث.
بِحلول فترة جفاف طويلة, ساد فيها فصل الصيف, تأثّر نموّ الشجرة كثيرًا, وأصبح النموّ بطيئًا, وظهر ذلك في حلقات نموّ متقاربة ضيّقة.
سلسلة من الحلقات الضيّقة تظهر مرّة أخرى, ربّما سبّبتها حشرة تغذّت على أوراق الشجرة ممّا جعل النموّ أبطأ والحلقات ضيّقة.