صالح وعيناه الحاسدتان

كان‭ ‬هناك‭ ‬ولد‭ ‬اسمه‭ ‬صالح،‭ ‬كان‭ ‬صالح‭ ‬فتى‭ ‬حسودًا‭ ‬وحقودًا‭. ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬مشى‭ ‬ناحية‭ ‬المطاعم،‭ ‬وعندما‭ ‬رأى‭ ‬الناس‭ ‬يأكلون،‭ ‬لم‭ ‬يذكر‭ ‬اسم‭ ‬الله،‭ ‬بل‭ ‬نظر‭ ‬إليهم‭ ‬بنظرة‭ ‬حسد‭ ‬على‭ ‬طعامهم‭ ‬اللذيذ‭. ‬استفرغ‭ ‬الناس‭ ‬هذا‭ ‬الطعام‭ ‬أمامه،‭ ‬ومشى‭ ‬صالح‭ ‬بعيدًا‭ ‬عنهم‭.‬

في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬كان‭ ‬صالح‭ ‬يمشي‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬معمل‭ ‬أحد‭ ‬المُخترِعين،‭ ‬وحين‭ ‬شاهده‭ ‬المُخترِع‭ ‬قادمًا‭ ‬هرب‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭: ‬يالَلهول‭! ‬صالح‭! ‬سوف‭ ‬أهرب‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يراني،‭ ‬فأنا‭ ‬أخاف‭ ‬أن‭ ‬يدمّر‭ ‬مشروعي‭ ‬بِعينَيه‭ ‬الحاسدتين‭.!‬

وفي‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬يليه‭ ‬ذهب‭ ‬صالح‭ ‬للبحر‭ ‬للاستمتاع،‭ ‬فرأى‭ ‬شخصًا‭ ‬ماهرًا‭ ‬في‭ ‬السباحة‭ ‬فقال‭: ‬يالَلهول‭! ‬كيف‭ ‬هذا؟‭ ‬شخص‭ ‬ماهرٌ‭ ‬في‭ ‬السباحة‭! ‬وخلال‭ ‬ثوانٍ‭ ‬غرق‭ ‬الولد‭ ‬داخل‭ ‬البحر‭.‬

كان‭ ‬الناس‭ ‬يتضايقون‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬صالح‭ ‬بسبب‭ ‬حسده‭ ‬وحقده،‭ ‬ولاحظ‭ ‬صالح‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬قد‭ ‬تأذّى‭ ‬بسببه؛‭ ‬فمنهم‭ ‬مَن‭ ‬مرض،‭ ‬ومَن‭ ‬استفرغ،‭ ‬ومَن‭ ‬غرق‭. ‬ففكّر‭ ‬وفكّر‭ ‬طوال‭ ‬اليوم،‭ ‬وشعر‭ ‬بالندم‭ ‬بسبب‭ ‬مشاعره‭ ‬وأفكاره‭ ‬الحسودة‭ ‬والحقودة،‭ ‬وقرّر‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬ينظر‭ ‬لِأحد‭ ‬بنظرة‭ ‬حاسدة،‭ ‬وسيذكر‭ ‬الله‭ ‬قدر‭ ‬استطاعته‭. ‬

ذهب‭ ‬صالح‭ ‬بعدها‭ ‬ليَطلب‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬مسامحته‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬فعله،‭ ‬وفي‭ ‬حينها‭ ‬سامحه‭ ‬الجميع،‭ ‬ويومًا‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬رجعت‭ ‬للناس‭ ‬سعادتهم،‭ ‬وذهب‭ ‬الخوف‭ ‬عنهم،‭ ‬وازداد‭ ‬الحبّ‭ ‬بينهم‭. ‬

رسوم‭: ‬عايشة‭ ‬المزيني‭