مواقيت وليد منير أمين

مواقيت

شعر

حجر :
حجر على الشطآن يرسم صورة
للموجة الأولى التي حملته،
يغفو في سلام
كي يقول لنا: الحياة هي انتقال الحلم من
هدب إلى هدب،
ويحمل صوته العاري،
يلون جلده بالفطر الأعشاب،
يفتح للسحابة قلبه
فترف فيه،
وينحني كالطفل كي يلهو بأسماك
وأصداف.
فياليت الفتى حجرٌ
ليعرف أي موج كانه يوماً،
وأي حبيبة فرت كرمز شارد أبداً أمام
خطاه.
هذي الكائنات الحية اتخذت دمي سكنا
فمن يحتال من أجلي على وترٍ
ليختلس الزمان،
ويجعل الأيام موسيقى،
فيطفو مركب العشاق في عيني؟
جلجامش:

شيئاً فشيئاً يرتخي عصب الأغاني.
لا مناص من الفرار الآن.
لن يبقى سوى قمر يشد القيد في رسغي
أو غصن به تلهو على قلبي الرياح.
ولكن السؤال يظل:
هل بعد انتشاري هكذا في الأرض
هل بعد اشتعالي في المواكبِ
وانقسامي في المعاني
أرتدي كفني،
وأسند هامتي للرمل،
أغفو في دهاليز الأبد؟

صيد:
دمٌ وزَبَدْ
تفجّر منهما اللون الذي غمسَ
المصور فيه ريشته،
ودار مع الفراغ ككوكب
ليعيد رسم الكون ثانية:
هنا شجر كثيف تهبط الأطيار فوق يديه،
عشاقٌ يناجون السماء،
محارةٌ تبكي.
هناك غمامة،
وشعاب مرجان، وعرش الله فوق الماء.
قال : اختر لنفسك موقعاً
فاخترت بين الظل والضوء مكاناً ما.
وقلت له : سألعب دور صياد عجوزٍ
ثم ألقيت الشباك إلى مدار العمقْ.
سألت جميع ما حولي : أتبتلغ النجوم
الطعم؟.
عاد صداي كالطفل اليتيم،
ومر عطرٌ داكنٌ في آخر اللوحة
ولملمت الشباك فكانت الأيام خالية.

 

وليد منير أمين

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات