عزيزي القارئ

 عزيزي القارئ
        

أسئلة صيفية

          تدخل «العربي» صيف هذا العام الملتهب - منذ شتائه - وهي تحاول أن تجيب عن أسئلة صيفية تستدعيها الأحداث الساخنة، مثلما تستدعي إجابات وافية لكل ما هو مُلِحٌّ في حياتنا.

          علّمتنا صفحات التاريخ أن نعيد القراءة والتقييم بين حين وآخر لعلاقاتنا الدولية، فإذا كان الغرب يقيم تلك العلاقة معنا على أساس مصلحته العامة فسيكون من السذاجة أن نستسلم لبديهيات شيّدناها في أذهاننا وحسب، بينما لا يقيم لها الغرب وزنًا.

          وبينما تسعى الجامعة العربية، مؤازرة بدعم أكثر من 100 دولة عربية وغربية، كي تصدق الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) المقبل على قيام دولة فلسطين، تكون عاصمتها القدس الشرقية، نجد ذلك السعي المضاد من دولة الاحتلال للكيان الصهيوني، تدعمها حليفتها الأولى، الولايات المتحدة، لكي تهدم آخر محاولات السلام والأمن في المنطقة العربية، لذلك ينبّه رئيس التحرير في حديثه الشهري إلى خطورة المخطط الذي تبنّته - ولاتزال - الحكومات الصهيونية المتعاقبة - لتحقيق شعارها المعلن والملعون «أرض إسرائيل من النيل إلى الفرات»، وهو مخطط يقوم على عاملين ينبّه لخطورتهما، أولهما الدعم  الغربي الأوربي والأمريكي الأعمى والمطلق، وكذلك العمل الدءوب - من قبل تلك الأطراف ومَن والاها - على تفتيت وحدة العرب، ودعم تشتّتها طائفيّا ومذهبيّا وسياسيّا.

          ولكي نذكّر بما أفقدنا ذلك التشتّت، تزور «العربي» يافا، عروس البحر الأسيرة، المدينة الفلسطينية، التي نحت اسمها من المفردة الكنعانية «يافي»، وتعني الجميلة. ومثلما يسأل رئيس التحرير عن حدود العلاقة الأمريكية - الإسرائيلية يتساءل الاستطلاع في الأراضي الفلسطينية عمّن يتحدى الزمن والغزاة. ومن الأسئلة الصيفية في هذا العدد، سؤال عن الكتابة كمخزن لذاكرة البشرية، يقابله سؤال آخر عن تاريخ القراءة، وتساؤل عن الموجة الرابعة للثورة المعرفية العالمية، ومساءلة أخرى لشعر الثورة بين أمل دنقل وأحمد عبدالمعطي حجازي، وهي جميعها أسئلة تحاول أن تشبع نهم كتّابها وقرّاء «العربي» إلى المعرفة والحقيقة.

          وتظل «العربي» ديوان أعلام العرب، فيطالع القارئ ملفّا عن «سهير القلماوي»، ومقالاً عن أم كلثوم وعبدالوهاب، ونقدًا لقصائد محمد ديب الفرنسية، ورحلة لمدينة الكاتب المغربي الميلودي شغموم، وهو غيض من فيض، ندعوكم لمطالعته على صفحات أسئلة العدد الصيفية، لعلّها تنعش بإجاباتها حرّه اللاهب.

 

المحرر