مع الباحثة أنوار - تقبّل الآخرين

لدى صديقتنا ندى أخ صغير اسمه مروان‭.‬مروان يحبّ الحيوانات الأليفة،ويرغب بِشراء طير الحسّون؛إلّا أنّ ندى رفضت، وانزعجت مِن فكرته قائلة‭: ‬‮«‬لاأحبّ الطيور، وأنت يجب ألّا تحبّها‮»‬‭.‬شعر مروان بِالحزن فهو يحبّ الطيور كثيرًا، ويودّ الاعتناء بِطير الحسّون‭.‬

أحبّتي الصغار، نحن نعيش مع الآخرين في هذا العالّم، وقد نتشابه معهم في بعض الصفات والرغبات، ونختلف معهم في صفات ورغبات أخرى‭.‬ الاختلاف أمر طبيعي، وهو سرّ التكامل، وحتّى في الأسرة الواحدة، وبين الأشقّاء، يوجد قدر من الاختلاف والتنوّع في المهارات والهوايات‭.‬ فهناك مَن يمتلك مهارة الرسم، وهناك مَن يحبّ كرة القدم أو الشعر وغيره، وليس هذا بِالمستغرَب، بل إنّه من بديهيّات الحياة‭.‬

أيّها الأعزّاء، إنّ دعم الآخرين واحترام هواياتهم هو تحفيز لهم، بلدعم وتعزيز لِثقتهم بِأنفسهم‭.‬

أدركت ندى أنها قد قست على شقيقها، كما أدركت خطأها حينما حاولتا لتطفّل والتدخّل فيما يحبّ مروان وما يكره، فنحن لسنا نسخًا متطابقة‭.‬

وبعد ذلك،ابتاعت ندى طيرًا من طيور الحسّون، وأهدته إلى شقيقها‭.‬ كمااشترت له موسوعة علمية مختصّة بِالطيور، لِكي يبحث مروان فيها، ويستفيد منها في تنمية هواية تربية الحيوانات‭.‬

ما رأيكم يا أصدقائي الصغار أن نتعرّف على شجرة تقبّل الآخرين؟

وتذكرّوا‭ ‬دومًا‭ ‬أحبتي‭: ‬نحن‭ ‬لسنا‭ ‬نسخًا‭ ‬طبق‭ ‬الأصل،‭ ‬فالاختلاف‭ ‬كالألوان‭ ‬يُكمل‭ ‬لوحة‭ ‬الحياة‭.‬