سارة تستطيع .. ونحن نستطيع

سارة‭ ‬خالد‭ ‬الحفني،‭ ‬عمرها‭ ‬8‭ ‬سنوات،‭ ‬من‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية،‭ ‬تدرس‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬الثالث‭ ‬الابتدائي‭. ‬قبل‭ ‬دخولها‭ ‬المدرسة‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الخامسة‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬أُصيبَت‭ ‬بمرض‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يُوصَف‭ ‬بأنه‭ ‬خبيث،‭ ‬يستدعي‭ ‬فترة‭ ‬علاج‭ ‬طويلة،‭ ‬بين‭ ‬تناول‭ ‬الأدوية‭ ‬المُرهِقَة‭ ‬للجسد،‭ ‬والمكوث‭ ‬بعض‭ ‬الأوقات‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭. ‬

ولأنّ‭ ‬سارة‭ ‬طفلة‭ ‬شجاعة،‭ ‬واجهت‭ ‬بذكائها‭ ‬خبث‭ ‬هذا‭ ‬المرض،‭ ‬فأحاطت‭ ‬نفسها‭ ‬بالألوان‭ ‬المُشِعّة‭ ‬والبرّاقة،‭ ‬ورسمت‭ ‬لوحات‭ ‬مفعمة‭ ‬بالحياة‭ ‬على‭ ‬كرّاستها‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬ترافقها‭ ‬أينما‭ ‬تذهب،‭ ‬فهي‭ ‬تهوى‭ ‬الرسم،‭ ‬واستغلت‭ ‬فترة‭ ‬علاجها،‭ ‬فكانت‭ ‬فرصة‭ ‬مناسبة‭ ‬لممارسة‭ ‬هوايتها‭. ‬سارة‭ ‬أيضاً‭ ‬أحاطت‭ ‬نفسها‭ ‬بصديقاتها‭ ‬المميّزات،‭ ‬هاجر‭ ‬وسلمى‭ ‬ورزان‭ ‬وملك،‭ ‬وأصبحْنَ‭ ‬يقضينَ‭ ‬أجمل‭ ‬الأوقات‭ ‬معاً‭ ‬في‭ ‬الرسم‭ ‬والتلوين‭. ‬

البطلة‭ ‬سارة‭ ‬تتعافى‭ ‬الآن،‭ ‬لأنّها‭ ‬تتحدّى‭ ‬المرض،‭ ‬وقد‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تتغلب‭ ‬على‭ ‬أوجاعها‭ ‬بلوحاتها‭ ‬الفنية‭ ‬الجميلة،‭ ‬فرسمت‭ ‬فيها‭ ‬الفرح،‭ ‬والبهجة،‭ ‬والبسمة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تفارق‭ ‬وجهها‭. ‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬التحدّي‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬تواجهه‭ ‬سارة‭ ‬الصغيرة‭ ‬اليوم،‭ ‬وسيجعلها‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التغلّب‭ ‬على‭ ‬أيّ‭ ‬مشكلة‭ ‬قد‭ ‬تصادفها،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إيمانها‭ ‬بقدرة‭ ‬الله‭ ‬وثقتها‭ ‬بنفسها‭ ‬وعملها‭ ‬لما‭ ‬تُحِبّ‭ ‬بِحُبّ‭. ‬

صديقتنا‭ ‬سارة،‭ ‬لديها‭ ‬أسرة‭ ‬محبّة‭ ‬لها،‭ ‬أرادت‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬رسوم‭ ‬ابنتها‭ ‬إلى‭ ‬صفحة‭ ‬نادي‭ ‬الرسّامين‭ ‬في‭ ‬المجلّة،‭ ‬ولكنها‭ ‬أوصلت‭ ‬رسالة‭ ‬عظيمة‭ ‬إلى‭ ‬كلّ‭ ‬أطفال‭ ‬العالم‭ ‬الذين‭ ‬يواجهون‭ ‬الخلافات‭ ‬الأسرية‭ ‬والحروب‭ ‬والكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬والأمراض،‭ ‬تقول‭: ‬أنتم‭ ‬الأقوى‭. ‬