اليراعات المضيئة
إن رأيتَ بعض الحشرات الصغيرة المضيئة ليلًا, وتساءلتَ عن تلك الحشرات, وسبب هذا الضوء الجميل, فإليك بعض المعلومات عنها: تُسمّى تلك الحشرات بِاليراعات المضيئة firefly, ويوجد منها ما يقارب من 2000 نوع في العالَم, ومعظمها ذوات أجنحة. وتتميّز بِقابليّتها على إصدار ضوء ينتج عن تفاعل كيميائي في الجزء الأسفل من جسمها. وتنتج هذه الحشرات ألوانًا مختلفة من الضوء, مثل الأصفر والأخضر والأحمر والبرتقالي تِبعًا لِنوع الحشرة والظروف البيئية.
تتواجد هذه الحشرات في المناطق الاستوائية والمناطق الدافئة الرطبة قرب الأنهار والبرك المائية. وتعيش لِمدّة سنة تقريبًا من مرحلة البيضة حتى الحشرة الكاملة, ويبلغ طولها من 6 إلى 15 ملّيمتر. تتغذّى اليراعات المضيئة على الحلزونات والديدان والحشرات الرخوة, وقد تتغذّى على الأنواع الأخرى من اليراعات المضيئة, أو على حبوب اللقاح في النباتات.
لِليراعات المضيئة ثلاث غايات من إصدار الضوء من أجسامها: أولاً لِغرض التزاوج, وثانيًا لِجذب الفرائس إليها, وثالثا كإشارة تحذيرية للمفترسات, مثل الطيور والخفافيش والسحالي والضفادع التي تقتات على الحشرات, إذ تتجنّب تلك المفترسات اليراعات المضيئة لأنها غير مناسبة للأكل, وقد تؤدّي إلى موتها بسبب السموم الموجودة في جسم اليراعات, وكأنّ الإشارة الضوئية تقول للمفترس (لا تأكلني... أنا لست لذيذة... قد أسبّب لك التسمّم!). ورغم هذا فقد تكيّفت بعض أنواع الطيور والضفادع والعناكب مع أكل اليراعات المضيئة دون أن تتأثّر بالسموم.