غيمة تقرأ وتكتب مع الصغار
في شهر ديسمبر الماضي, وتحديدًا باليوم الذي احتفل به العالَم باللغة العربية, هطلت في إحدى مدارس دولة الكويت, حروف وكلمات عربية بليغة, وقصص وحكايات ممتعة, من نادي غيمة للصغار. اِلتقينا بالمشرفة على نادي غيمة, ريهام محمد الفوزان, وسألناها:
- كيف هطلت الكلمات من نادي غيمة؟
٭ من خلال ورشة (كتابة القصّة), التي أُقيمت في ركن صغير بشكل حديقة لونها وردي, وُضعت به طاولتان كبيرتان, وعليهما تمّت كتابة أكثر من 60 قصّة تقريبًا.
- 60 قصّة!! مَن كتبها؟
٭ تلاميذ الصف الثالث والرابع والخامس الابتدائي الذين شاركوا في الورشة, وقُسّموا الى أكثر من شعبة, بواقع من خمس وثلاثين إلى خمس وأربعين دقيقة لكلّ شعبة. وتحفّزوا للكتابة بعد أن قرؤوا ما كتبه المشاركون في فعاليات نادي غيمة الماضية, والتي عُلّقت على السور الجانبي للركن.
- ماذا فعل التلاميذ المشاركون تحديدًا؟
٭ لقد استعان المشاركون بِملصقات كانت على شكل دببة وأبطال خارقين وديناصورات وفتيات صغيرات وحيوانات وغيرها من الأشكال, لأن عناصر كتابة القصّة هي العنوان والمكان والزمان وتحديد الشخصيّات والمقدّمة والمشكلة والحلّ, وجاءت اختياراتهم للشخصيّات متنوعة, فمنهم من استعان بشخصيّات متلائمة ومعروفة, ومنهم من أطلق العنان لِخياله أكثر ودمج أكثر من شخصية متعارضة في قصّته, كقصّة الدبّ والدجاجة.
- هل مِن كتابات مميّزة للمشاركين؟
٭ بالطبع, فقد استطاعت حصّة من الصف الثالث رسم قصّة كاملة دون استخدام كلمة واحدة من خلال رسومها الجميلة فقط. وكتبت دلال من الصف الرابع قصّة مفيدة عن الدمية الشهيرة باربي ونفور صديقاتها منها بسبب العصبيّة الشديدة. بينما جاسم علي كتب قصّة واقعية عن مساعدته لمعلّمته المفضّلة سميرة, أما ياسمين فقد كتبت قصّة عن أمّها الرائعة, وستقدّمها لها بيوم الأمّ العربي. وابتكر صباح قصّة ذات أحداث مثيرة عن بنت ودبّ, كما حرصت فجر أن تكون قصّتها عن الصداقة والتعامل بِلطف مع الآخرين, أما ليان فقد كتبت عن الاهتمام بالتحصيل الدراسي والنجاح, وجاءت قصّة شيخة ظريفة جدًا وعنوانها «ماذا أفعل بِشعري?».
- في الختام, صِف لنا ذلك اليوم.
٭ كان يومًا جميلًا مليئًا بالإبداع والابتكار والمرح. حتى أنّ المشاركين طلبوا وقتًا إضافيًا من مرشديهم, لأن المنافسة على كتابة القصّة ورسمها بين الأولاد تحديدًا كانت شديدة وممتعة, بينما غلب على البنات التعاون والمساعدة فيما بينهنّ بالرسم والتنسيق بين اللوحات. الأولاد والبنات المشاركون أبدعوا فهم موهوبون جدًا, لقد عرضت قصصهم مواضيع مهمّة, مثل التنمّر والعنف والعصبية, وجميعها كانت جميلة, ومشجّعة على احترام مشاعر الآخرين والتصرّف بِلطف واهتمام واحترام.
تركتنا الغيمة ريهام وهي تستعدّ للهطول في مكان آخر مع موهوبين جدد.