المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية
        

  • احتفالية: خمسون عاماً على نوبل إيفو أندريتش

          يواكب هذا العام مرور 50 عامًا على حصول الكاتب إيفو أندريتش على جائزة نوبل في الآداب التي حازها في العام 1961م، كما يوافق العام المقبل 2012م 120 سنة منذ ولادة أندريتش.

          وبتلك المناسبة سيتم في البوسنة والهرسك تنظيم الكثير من الفعاليات والمناسبات، والمكان الرئيسي الذي سيعلن منه عن إحياء هذه الذكريات هو مدينة فيشغراد، وهي مدينة قضى إيفو أندريتش فيها أيام طفولته وأتم دراسته بالمدرسة الابتدائية، كما أنها مدينة يتواجد فيها جسر محمد باشا سوكولوفيتش المشهور والمدرج في قائمة التراث الثقافي العالمي لمنظمة اليونسكو.

          وُلد إيفو أندريتش في قرية دولاتس الواقعة بالقرب من مدينة ترافنيك في عام 1892م، وقضى أيام طفولته بمدينة فيشغراد، حيث أتم فيها دراسته بالمدرسة الابتدائية. في عام 1903م التحق بالمدرسة الثانوية العامة العليا في سراييفو باعتبارها أقدم مدرسة ثانوية في البوسنة والهرسك، وبعد ذلك درس التاريخ بكليات الفلسفة في كل من زغرب وفيينا وكراكوف وغراتز. وحصل على درجة الدكتوراه بجامعة غراتز عام 1924م، وكان موضوع الأطروحة «تطوير الحياة الروحية في البوسنة تحت تأثير الحكم التركي».

          وبعد حصوله على درجة الدكتوراه، باشر العمل الديبلوماسي بجمهورية يوغسلافيا المكوّنة حديثًا، حيث عُيّن عام 1920م موظفًا ديبلوماسيًا بالسفارة في الفاتيكان، ومن ثم عمل موظفا ديبلوماسيا بالقنصليات في كل من بوخارست وتريست وغراتز. وفي ذلك الوقت نُشرت له مجموعة قصائد وقصص.

          وخلال عام 1927م عمل في القنصليات في مارسي وباريس، كما عمل في العام التالي بالسفارة في مدريد. وفي العام نفسه تم نشر قصته تحت عنوان «جسر على نهر جيبا - Most na Zepi». وعمل خلال الفترة من 1930م إلى 1933م بوظيفة سكرتير الوفد الدائم لمملكة يوغسلافيا لدى مجتمع الشعوب في جنيف. وفي ذلك الوقت نُشر له الجزء الأول من الثلاثية تحت عنوان «Jelena, Zena Koje Nema»، وخلال الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، شغل وظيفة الوزير المفوّض وسفير فوق العادة للحكومة اليوغسلافية في برلين (1939م). وفي بداية الحرب العالمية الثانية وبسبب عدم توافقه مع السلطات في بلغراد قدم استقالته من منصب السفير.

          خلال الحرب العالمية الثانية، عاش أندريتش بعيدًا عن الأحداث العامة في منزله في بلغراد بمنطقة اسمها Zeleni Venac التي وصفها بأنها أقبح مكان في العالم، ومن دون رغبته في طبع أو نشر أي من أعماله. وفي الوقت نفسه كان يقوم بتأليف أفضل أعماله وكتبه التي ستنال سمعة عالمية فيما بعد. وبعد عودته إلى بلغراد انسحب أندريتش من الحياة العامة وألف في عزلة منزله عددًا من أفضل الروايات والقصص والمقالات الأدبية.

          كتب أندريتش خلال الحرب العالمية الثانية أشهر رواياته على الإطلاق «جسر على نهر درينا» التي حصل على جائزة نوبل عنها في عام 1961م.

          وتبرع بإجمالي قيمة الجائزة لصندوق رعاية الأدب والكتب في البوسنة والهرسك.

          رواية «جسر على نهر درينا» - نشرت للمرة الأولى عام 1945م - تحكي عن بناء جسر على نهر درينا بمدينة فيشغراد البوسنية. وتم بناء الجسر بناء على طلب الوزير الكبير محمد باشا سوكولوفيتش. وتجري أحداث الرواية خلال أربعة قرون والجسر المصنوع من الحجر هو الشاهد لمختلف المصائر الإنسانية والشخصيات التاريخية والوجوه والأشخاص الذين يعيشون بالقرب منه.

          الجسر يمثل نقطة اندماجية لنظم الرواية ورمزها الرئيسي. كل شيء يمر وهو يبقى لكي يشير إلى جوهر مصير الإنسان. والجسر هو مكان لمس الشخصيات التاريخية والأشخاص المعينين من دون أسماء الذين ظهروا في خيال المؤلف.

          رواية «جسر على نهر درينا» التي يتم فيها وصف الحياة اليومية لأهل وسكان مدينة فيشغراد حسب التسلسل التاريخي هي في الحقيقة «أخبار فيشغراد»، وكرواية تمثل نظيرًا لرواية «أخبار ترافنيك - Travnicka-Hronika» ورواية «عمر باشا لاتاس - Omer-Pasa Latas» التي تمثل «تاريخ سراييفو»، ومن خلال هذه الكتب الثلاثة التاريخية يروي إيفو أندريتش عن «الأزمنة والعهود التركية» في البوسنة.

          وبمناسبة إحياء الذكرى لهذا اليوبيل المهم قام وزراء الثقافة والشئون المدنية من البوسنة والهرسك وصربيا بتقديم دعم لتنظيم فعالية تحت عنوان «درب فيشغراد». وفي إطار هذه الفعالية سيتم خلال السنة كلها تنظيم لقاءات أدبية في المدن الصغرى أيضًا وذلك من أجل عرض أفضل وترقية عمل لهذا الأديب الكبير الذي - حسب ما قال وزير الثقافة لصربيا - يعتبر مؤلفًا يربط الدول والشعوب واللغات، ويمثل جسرًا حقيقيًا يربط هذه المناطق».

          وقال وزير الشئون المدنية للبوسنة والهرسك السيد سريدوي نوفيتش في فيشغراد إن جميع المواطنين للبوسنة والهرسك ينبغي أن يشاركوا في برنامج متعلق بإحياء الذكرى الخمسين لمنح جائزة نوبل للمؤلف إيفو أندريتش لكي يفهموا ما كتبه من الرسائل في كتبه، وأن هذه الفعالية ستدخل في المجتمعات المحلية والمدارس والمكتبات، ولن يقتصر التحدث عنها فقط على الأكاديميات وقاعات البحث.

          وستقوم وزارة الشئون المدنية للبوسنة والهرسك بتنسيق النشاطات المتعلقة بإحياء اليوبيل، حيث ستقوم بتأمين أكبر قدر ممكن من المال، كما هو الحال بالنسبة للمناسبة الثقافية «درب فيشغراد» التي يتم تنظيمها من أجل إحياء ذكريات حول حياة وعمل إيفو أندريتش.

          وبمناسبة إحياء ذكرى مرور نصف قرن على حصول إيفو أندريتش على جائزة نوبل ستقوم حكومة جمهورية صربسكا (أحد كياني دولة البوسنة والهرسك) بتشكيل لجنة تنظيمية سترعى الاحتفال بهذا اليوبيل. ومن المخطط أيضًا أن يتم تأمين نسخة من الرواية «جسر على نهر درينا» وذلك مجانًا لكل مواطن في جمهورية صربسكا ممن لم تتح له فرصة قراءة الكتاب.

          كما أنه من المخطط أن يقوم «درب فيشغراد» بربط مدينة فيشغراد بالمدن الأخرى مثل بانيا لوكا وسراييفو وبلغراد، وكذلك بالنمسا وألمانيا وإيطاليا، وهي الدول التي لها علاقة مباشرة بأندريتش وأعماله.

          وفي مدينة فيشغراد التي قضى المؤلف المشهور الحاصل على جائزة نوبل فيها أطول فترة من طفولته يعود إلى أذهانه أيضًا فصل تذكاري داخل المبنى الذي تعلّم المؤلف الكبير فيه الحروف الأولى وهو نصب تذكاري مصنوع من الرخام الأبيض في شكل كتاب مفتوح مع صورة المؤلف أمام جسر على نهر درينا.

          كما أن كلاً من المكتبة العامة في فيشغراد والمدرسة الثانوية في هذه المدينة تحمل اسم أندريتش. وتم على شرفه تنظيم مناسبة ثقافية (درب فيشغراد) للمرة الواحدة والثلاثين حتى الآن. وأعلن المسئولون في مجال الثقافة عن مبادرة لشراء بيت يقع على الشاطئ الأيسر لنهر درينا من مالكه الحالي الذي قضى إيفو أندريتش فيه طفولته، وأن يتم تحويله إلى متحف تذكاري.

          وكان أندريتش قد توفي في بلغراد في العام 1975م.

سراييفو: أمينة أومانوفيتش

  • ندوة: التجليات السياسية في النص الشعري العماني

          نظم النادي الثقافي ممثلاً في لجنة الأدب والإبداع أخيرًا، ندوة ثقافية بعنوان «التجليات السياسية في النص الشعري العُماني»، وتضمنت الندوة أربع أوراق عمل تهدف في مجملها إلى دراسة وتحليل التجليات السياسية في النص الشعري العماني عبر حقبه المختلفة من حيث تمظهر هذا التجلي وأشكاله، ووسائل ولغة التعبير عن تلك التجليات، والرؤى الفكرية والثقافية التي تعكسها تلك التجليات.

          «النص الشعري العماني بين الانفتاح والانغلاق السياسي» هو الورقة الأولى التي قدمها د.طالب المعمري الذي تطرق فيها إلى الشعر العماني مع الوصول إلى درجة تعاطي هذا الشعر موضوع السياسة بأبعاده المختلفة وتغيب الكشف عن قدرة الشاعر العماني على فهم واقعه والمشاركة الفاعلة في نقده وصنعه، مبينًا تمركز بعض النظريات الأدبية الدارسة للفن حول ضرورة أن يكون المبدع صانعاً للحياة ومخلصاً لها من الآفات التي تطيح بها فهو الوحيد الذي ينظر إلى الأشياء من خلف ذلك الواقع في تلك المنطقة الواقعة عند نقطة الحلم والمتمركزة في منطقة اللاوعي والتي تربطه بالواقع وتنعزل عنه في آن واحد في عملية كشف عميقة وسبر فكري تأملي طويل يصنع عالماً من الحياة التي يبحث عنها المبدع، في صراع بين اختيار الحياة في ظل الكلمة المكبوتة أو اختيار الموت سبيلاً للكلمة الحرة التي تخلص العالم من قيود العبودية.

          أما «التمظهرات السياسية في النص الشعري العُماني»، فهي عنوان الورقة الثانية للباحثة شيخة البادية، حيث تطرقت إلى الموضوعات السياسية في الشعر العُماني، قائلة: إنّ ثمة نماذج من الشعر العماني تناولت موضوعات سياسية، ومن ذلك نصوص لشعراء متعددين، منهم: «هلال بن بدر البوسعيدي (ت: 1385هـ/1965م)، وعبدالله بن محمد الطائي (ت: 1393 هـ/ 1973م)، وهلال بن سالم السيابي، وعبدالله بن علي الخليلي (ت:1421هـ/2000م)، ومحمود بن محمد الخصيبي، وحميد بن عبدالله الجامعي (أبو سرور)، وسالم بن علي الكلباني، وسعيد الصقلاوي، ويوسف الوهيبي، وسعيدة الفارسي، وهلال العامري، وسيف الرحبي، وسماء عيسى، وزاهر الغافري، وأحمد بن هلال العبري، وحسن المطروشي، وغيرهم». كما تطرّقت إلى كتاب القلائد الأدبية، في عقود النهضة العُمانية، والذي تضمن مجموعة مختارة من قصائد شعراء عُمانيين، أنموذجاً للشعر السياسي الذي يعبر فيه الأديب عن علاقته بوطنه، وانتمائه إليه، كما ذكرت في سياق حديثها أن المجتمع العُماني، كأي مجتمع إنساني، شهد أذى فعليّا بفعل تمييز فئات معينة.

          أما «طرائق التعبير والترميز السياسي في النص الشعري العُماني» فهي عنوان الورقة الثالثة للباحث حميد الحجري، والتي حددت أساليب التعبير عن الهم السياسي في الشعر العُماني الحديث، والوقوف على أسلوبين عامين يندرج تحت كل منهما عدد من الأساليب الفرعية وهما: أسلوب التعبير المباشر، وأسلوب التعبير غير المباشر. يندرج في الأسلوب الأول عدد من القصائد الأنماط، أبرزها: القصيدة الاستنهاضية، والقصيدة الوطنية، والقصيدة الناقدة. وفي نطاق الأسلوب الثاني نجد القصيدة القناع، والقصيدة ذات النفس الأسطوري.

          كما أوضح الحجري أبرز النتائج التي توصلت إليها دراسته هذه وهي أن: عَلَم القصيدة الاستنهاضية في عمان دون منازع هو أبو مسلم البهلاني، وروائعه الاستنهاضية تعد من عيون الشعر العماني على امتداد تاريخه، وذلك بما توافر لها من شعرية عالية جدًا، كما ذكر أن القصيدة الوطنية لم تتمكن من تحقيق درجة شعرية عالية، فقد كانت أقرب إلى التقارير الرسمية في تعداد منجزات النهضة، باستثناء بعض النماذج المشرقة كالتي نقرأها عند الشاعر سالم بن علي الكلباني، مؤكدا أن القصيدة الناقدة صَبَّت جام غضبها على الوضع العربي الراهن المتسم بالتدهور والتراجع، وتفاوتت خصائصها الفنية من شاعر إلى آخر، وتقوم القصيدة القناع على استلهام شخصية تاريخية ذات خصوصية وإعادة تقديمها بما يفجر طاقاتها الدلالية والرمزية.

          أما «خصائص لغة التعبير عن التجليات السياسية في النص الشعري العماني» فهي عنوان الورقة الرابعة للباحث والشاعر إسحاق الخنجري الذي أوجز في ورقته بقوله: هناك احتدام وتشاكس مستمر بين الكائن والمكان، الكائن بوصفه فاعل الحدث ومحرك الأثر، والمكان باعتباره مفعول الفعل ومرايا التفاعل بين الأشياء، فكلما كان الكائن حاضرا بتحولاته وظواهره الخلاقة، كان المكان أكثر انفتاحًا وانسجامًا مع الأحداث العالمية، ويصبح الكائن عاملا فاعلاً والمكان حيويًا، مكتظا بالصور الروحية التي تنبع من الشعور الخالص تجاه الكون وجمالياته، فيكونان صورة واحدة، صورة التجربة المثلى، الماثلة في ديمومة الرؤى الفكرية. والذي ضاعف الصراع بين الكائن والمكان، اللغة من خلال ما تقدمه من فضاءات ديناميكية بين الواقع والرؤيا، الحاضر والغائب، الجسد والروح، أسهمت كثيرًا في تغيير ملامح التصورات البصرية للموجودات، المعتمدة على النظر الوصفي، البعيدة عن المناخات المتخيلة، واللغة هي القدرة الفعلية على تفعيل مشاهد القبول أو الرفض، قبول ما هو جوهري وفاتن, وتنتج عنها أحداث ذات دلالات فاضلة, ورفض ما هو معتم وشاحب خارج الزمن، لا يضيف سوى أوصاف خاوية أو باهتة.

          وأضاف إسحاق الخنجري: وحين تكون اللغة شعرية، يكون وصف الواقع ممتزجا بحالات مختلفة من التعبير، نظرًا لما يصاحبها من علاقات متداخلة مع بعضها بعضا فأحيانًا نجد الهمس إشارة إلى حالة عاصفة من الصراخ، وتارة نجد الهدير إيحاء للصمت والغياب، ذلك لأن الموقف الشعري ليس مجرد ملمح عابر أو انخطافة سريعة، بل معارك جارحة بين الحضور واللاحضور، بين علامات الخصب والجمال وعلامات الجدب والفراغ، «ولكي يكون العمل الشعري كله علاقات صورية كما يقول هربرت ريد، يجب على الشاعر أن يؤسس بنية إيجابية مركبة تستمد عناصر تصويريتها من قوة التوهج الانفعالي، عبر تحطيم علاقات المادة المنظورة وإقامة علاقات جديدة وفق رؤيا الشاعر، من خلال استخدام كل الحواس دون الوقوف على حاسة البصر وحدها». وأشار الخنجري إلى أن الشعر السياسي يمثل النوع الأكثر قرباً من عوالم التضاد والصراع بين الحواس، لكونه يرتكز على عمق المشهد الشعري والإنساني، الحفر في أعماق اللغة والحياة، امتزاج الذات بالذوات، الأنا بالآخر، الصوت الأحادي بالكيان الجمعي، إنه النضال بين هنا وهناك، هنا مدى شعور الشاعر بكل تفاصيل الصور اليومية وهناك مرآة التعايش الكامنة في حرية التعبير والتعاملات الروحية الصافية.

          هكذا يرتبط الشاعر السياسي ارتباطًا وثيقًا بكل مواقف التحدي أمامه، تحديات النفس والوطن والعالم, يظل مكافحًا طوال حياته، لا يستسلم لخرائب الفقد والنقصان، يحاول أن يكون القدسي في كل ما يتقفاه. بعدها فتح باب الحوار مع الجمهور حول الأوراق التي قدمت.

مسقط: عبدالله العليان

  • مهرجان: مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر المتوسط

          عرفت الدورة الـ 17 لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط عرض أكثر من خمسين شريطاً سينمائياً، تنقسم ما بين الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية وتلك التي عرضت خارجها. هذه الباقة السينمائية من أفلام دول البحر الأبيض المتوسط أبرزت الاختلاف الثقافي، والتنوع في الإبداع.

          في الكلمة الافتتاحية أشار مدير المهرجان السيد أحمد حسني إلى أن هذه الدورة تقترح أفلاما محملة بهواء المتوسط، تترجم انشغالات وطموح مواطنين متوسطيين، تحمل رسائل السلام والتسامح والمحبة.

          وتم تكريم المخرج الفرنسي كلود شابرول (Claude Chabrol)، والمصري داوود عبدالسيد، والتونسي نوري بوزيد، والمغربي عبدالقادر لقطع، والإسبانية تشوس جوتيريز (Chus Guttiérez).

          افتتح المهرجان بعرض فيلم «رسائل البحر» لداوود عبد السيد، وتخلل الحفل تقديم أعضاء لجنة التحكيم التي تكونت من:

          الرئيس: السينمائي الروسي إيغور ميناييف (Igor Minaev).والأعضاء: المخرج المصري خالد يوسف والإيطالي موريسيو زاغارو والأستاذ الجامعي المغربي نور الدين أفاية، والمدير العام للمهرجان الدولي للأفلام الوثائقية بمرسيليا جون بيير ريم، ومديرة المهرجان الدولي للسينما ببرشلونة مارغاريتا فرنانديز (Margarita Fernandez).

          كما تخلل الحفل تقديم وصلات موسيقية تراثية قدمتها فرقة إخلاص التطوانية برئاسة الفنانة وفاء العسلي.

          شهدت هذه الدورة تنافس 11 فيلما:

          1- فيلم «الناموسية» لأغوستي فيا (إسبانيا).

          2- فيلم «كسموس» لمخرجه ريحا إردم (تركيا).

          3- فيلم «في المرة الرابعة» للمخرج ميشيلانجيلو فرامارتينو( إيطاليا).

          4- فيلم «الناس الطيبون» لإيفانو دي ماتيو (إيطاليا)

          5- فيلم «أنجيل وطوني» لأليكس دو لا بورت (فرنسا).

          6- فيلم «الساحة» لدحمان أوزيد (الجزائر).

          7- فيلم «بنتان من مصر» لمحمد أمين ( مصر).

          8- فيلم «8 7 6» لمحمد دياب (مصر).

          9- فيلم «جناح الهوى» لعبدالحي العراقي ( المغرب).

          10- فيلم «الجامع» لداود أولاد السيد (المغرب).

          11- فيلم «دمشق مع حبي» للمخرج محمود عبدالعزيز (سورية).

          واحتفى المهرجان هذه السنة بالسينما اليونانية، حيث تم التعرف على مساراتها وتياراتها الحديثة. وعرف أيضا تنظيم ندوة كبرى في موضوع: «الفيلم الوثائقي: إشكالات وقضايا وتحديات»، وتنظيم مائدة مستديرة بعنوان «تجارب تربوية وجمعوية في النهوض بالسينما المتوسطية».

          وتخلل حفل الاختتام بسينما « إسبايول» بمدينة تطوان الإعلان عن نتائج المسابقة، كما أضفت الفرقة الموسيقية «فلامينكا» برئاسة جلال شقارة على الأجواء ألوانًا موسيقية امتزجت بفن الطرب الأندلسي وبموسيقى الفلامينكو. كما تم تكريم الصحافة المحلية في شخص قيدوم الصحافيين بتطوان عبد العزيز المرابط وكرمت المخرجة الإسبانية شور غوتييزير لاشتغالها على ماهو مشترك بين المغرب وإسبانيا، وتحديدًا قضية الهجرة السرية، خصوصا في فيلمها «العودة إلى حنصلة».

          وكانت النتائج كالتالي:

  • الأفلام الطويلة:

          - الجائزة الكبرى للمهرجان فيلم «الجامع» لمخرجه داود أولاد السيد.

          - جائزة أحسن دور رجالي للممثل المغربي عبدالهادي توحراش عن دوره في فيلم «الجامع».

          - جائزة أحسن دور نسائي للممثلة الإسبانية إيما سواريس عن دورها في فيلم «الناموسية» للمخرجة أكوسطي فيلا.

          - جائزة لجنة التحكيم: فيلم «الناموسية» للمخرجة أكوسطي فيلا.

  • الأفلام القصيرة:

          - الجائزة الكبرى لمدينة تطوان: فيلم «مختار» للمخرجة المغربية حليمة الوردغي.

          - جائزة الابتكار : الفيلم الإسباني «نظام الأشياء» للمخرجين سيزار وخوسيه إيستيبان أليندا.

          - جائزة لجنة التحكيم: الفيلم الجزائري «كراكوز» للمخرج عبدالنور زهزاه.

  • الأفلام الوثائقية:

          - الجائزة الكبرى لمدينة تطوان: الشريط المغربي - الكندي «السلاحف لا تموت بسبب الشيخوخة» للمخرجة والمنتجة هند بنشقرون والسينمائي التركي سامي مرمر.

          - جائزة العمل الأول:الفيلم المصري «جلد حي» للمخرج فوزي صالح.

          - جائزة لجنة التحكيم: الفيلم الفلسطيني «زهرة» لمحمد بكري.

          من جهة أخرى منحت اللجنة تنويها خاصا للفيلم الجزائري «الساحة» للمخرج دحمان أوزيد في صنف الفيلم الطويل. وللفيلم الفرنسي «قبالة البحر» للمخرج أوليفي لوستا في صنف الفيلم القصير.

          في حين تم حجب جائزة النقد، وجائزة محمد الركاب، وجائزة عز الدين مدور للعمل الأول، وجائزة الجمهور.

المغرب: رضوان السائحي

  • معرض: اضطراب الهوية في عصر العولمة

          حين دخلت إلى معرض الفنان اللبناني عبدالرزاق القادري، الذي أقيم في «جاليري فا» في مدينة الكويت أخيرًا، انتابني إحساسان متناقضان، أولهما هو ما لفحتني به مجمل الأعمال من سمة العصرية والحداثة بلمسة غربية جلية، متقاطعا مع إحساس آخر بالاضطراب الذي تعيشه نماذج الشخوص مبتورة الهوية التي تطل من أطر اللوحات المعلقة على جدران المعرض. وجوه قلقة، بعضها مطموس الملامح، وبعضها إن اكتملت ملامحه، بدت حزينة تفيض بالقلق، فيما يرتدون أزياء عصرية ممثلة في «الجينز» والأحذية الرياضية، يتجلى تعبيرها عن فئة شابة مما يعكس اضطراب الهوية الذي يعيشه الجيل الجديد والذي تعبر عنه هذه الأعمال.

          «كانت خطيئتنا كمجتمع في تجنب أزمة الهوية، تلك اللحظة الحاسمة حيث يخلف الإنسان ماضيه وراءه واعيًا متألمًا، كيما يتمسك بالمستقبل. لماذا تركنا أنفسنا نطفو بشكل واضح كما تطفو قشور البرتقال على سطح البحر؟ لماذا لم نقل من نحن لأنفسنا وللآخرين على الصعيدين الجمعي والفردي؟ هذه هي الأسئلة التي ينبغي أن نجيب عليها قبل أن نباشر في عملية التجديد الواسعة النطاق» هذا المقتطف من إدوارد سعيد، الباحث والمفكر الفلسطيني - الأمريكي الراحل، يعبر بوضوح عن أزمة الهوية التي يعيشها الشباب العربي كما يراها الفنان عبدالرزاق القادري، والتي اختارها لتوضيح فكرة المعرض على الكتالوج الخاص بالأعمال.

          يختار القادري خامات مختلفة يمنح بها بصمته الفنية على خامة الخشب، فأغلب الأعمال مشكلة بمواد ممزوجة على الخشب، مكوناً هذه التشكيلات الفنية التي تعتمد في تعبيرها عن مضمون الهوية على التشظي، وعلى تعدد التفاصيل، لكنها وبقدر تعددها لا تكشف أو تفسر أو تبرر بل تجنح لعكس كل ذلك، للغموض والتشفير والرموز، تعبيرًا عن أزمة الهوية العربية التي لم يتم بحثها لسنوات فصارت مسخاً لا يمكن القبض عليها بسهولة، وبالتالي ينعكس ذلك في ذوات الأفراد المشتتين والمضطربين على أكثر من صعيد.

          يستخدم القادري اللون الأحمر في العديد من اللوحات ما يسبغ على جو المعرض تأثيرًا دراميًا ولونيًا، يتجلى على مستوى الأجزاء، أي في كل لوحة على حدة، لكنها في مجملها تصنع رؤية كلية لونية يلعب الأحمر فيها دور البطولة، لكنه لا يمنح ما قد يشيع من تأثيرات عن اللون الأحمر من بهجة أو جمال قدر ما يضفي نوعاً من القتامة والاضطراب، وهو على ما يبدو التأثير الدرامي المتعمد من قبل الفنان، في تأكيد لهذه الازدواجية على الرموز الفنية التي تعج بها اللوحات، سواء كانت ملامح بشرية أو حالات إنسانية تعيش ذروة أزمة هويتها مع الذات والآخر.

          في عدد من اللوحات تختفي الذوات الإنسانية لصالح مضامين تجريدية يلعب فيها الحرف العربي، متخليًا عن أي مضمون جمالي أو خطي، دور البطولة، التي تسبغ على اللوحات تعبيرًا عن تحديد نوعي لطبيعة الهوية المأزومة بوصفها هوية عربية، من جهة، وربما لكي تقلل من التأثير الغربي الواضح في الشكل العام لأغلب اللوحات، أو ربما أيضًا لتأكيد التناقض الذي تعيشه الذات المأزومة في هويتها بين مكون أصيل عربي وشرقي وتراثي، ومكون وافد غربي وحداثي.

          في مجموعة اللوحات التي تحمل عنواناً رئيسياً هو «اضطراب» تتغير الخامات إلى الورق بدلاً من الخشب، ويقل تأثير اللون الأحمر لصالح ألوان أخرى بدرجات قاتمة، من بينها اللون القرمزي، والأخضر والأسود، بينما يركز موضوع كل لوحة على وجه من الوجوه، لكنها جميعها وجوه مطموسة الملامح، إما بتأثير اللون الأسود، أو بتشكيل خطي يحمل اسماً مثل «ليلى» أو كلمة «الحب» أو سواهما وتأتي كموضوع رئيسي يمسخ الملامح أو يطمسها لصالح تشوهات يصنعها إما موضوع الأرق النفسي أو اضطراب الذات، والتي تعبر عنها اللوحات أو غيرها من أسباب مضمرة في عقل الفنان أو في سر اللوحة. تنحو هذه المجموعة إلى البعد النفسي والسيكولوجي، وتركز على تأكيد البؤس، أوالحزن، ملمحًا لهذه الذوات المضطربة، أو الانفصال عن الذات، والتماهي مع سبب الاضطراب أياً كان.

          الفنان عبدالرزاق القادري من مواليد بيروت عام 1984، اهتم في أعماله الأولى بموضوعات لها طابع أيديولوجي وسياسي، حيث أقام قبل سنوات معرضًا بعنوان «أبو غريب» في لبنان، وأقام معرضًا آخر عام 2008 بعنوان «في الركن»، في نقابة التشكيليين اللبنانيين، إضافة إلى عدد من المعارض الجماعية في لبنان. كما شارك في الكويت أيضا في عدد من المعارض الجماعية بقاعة بوشهري، وفيلا مود، وسواهما. وله اهتمام بالنقد في التشكيل عبر متابعاته التي نشرت في صحف كويتية عدة على مدى السنوات الأربع الماضية.

الكويت: إبراهيم فرغلي

 






من أرشيف الكاتب الراحل أندريتش عقب فوزه بجائزة نوبل





إحدى جلسات ندوة التجليات السياسية في الشعر العماني





 





من أعمال الفنان عبد الرزاق القادري من مجموعة «هوية»





الفنان عبد الرزاق القادري