محمد الشيخ طفل بمواصفات «إسفنجية» وحركات «عنكبوتية»

الطفل‭ ‬محمد‭ ‬الشيخ‭ ‬ابن‭ ‬الاثني‭ ‬عشر‭ ‬ربيعاً‭, ‬والملقب‭ ‬بالعنكبوت‭ ‬الخارق‭, ‬يتمتع‭ ‬بموهبة‭ ‬لف‭ ‬الجسم‭ ‬حول‭ ‬نفسه‭ ‬مع‭ ‬تثبيت‭ ‬الصدر‭ ‬على‭ ‬الأرض‭. ‬

حطم‭ ‬الرقم‭ ‬القياسي‭ ‬بمشاركته‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬عالمية‭ ‬أقيمت‭ ‬في‭ ‬الأردن‭, ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استطاع‭ ‬لف‭ ‬جسده‭ ‬حول‭ ‬نفسه‭ ‬38‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬الدقيقة‭ ‬الواحدة‭, ‬مع‭ ‬إبقاء‭ ‬صدره‭ ‬ثابتاً‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬

وبهذا‭ ‬الرقم‭ ‬دخل‭ ‬‮«‬العنكبوت‭ ‬الخارق‮»‬‭ ‬موسوعة‭ ‬جينيس‭ ‬للأرقام‭, ‬متقدماً‭ ‬بويضيف‭: ‬‮«‬بمعدات‭ ‬بسيطة‭ ‬وفي‭ ‬منزل‭ ‬الطفل‭ ‬محمد‭, ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تتوافر‭ ‬فيه‭ ‬قاعة‭ ‬رياضية‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬معدات‭, ‬اعتدت‭ ‬على‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬منزله‭ ‬للإشراف‭ ‬على‭ ‬تدريبه‭ ‬يومياً‮»‬‭.‬

ويتابع‭: ‬‮«‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭, ‬محمد‭ ‬يفكر‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬تحطيم‭ ‬ثلاثة‭ ‬أرقام‭ ‬قياسية‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭, ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نحتاج‭ ‬إليه‭ ‬هو‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬المادي‭, ‬فالتسجيل‭ ‬في‭ ‬المسابقة‭ ‬العالمية‭ ‬مكلف‭ ‬جداً‮»‬‭.‬​

كاد‭ ‬قلب‭ ‬الأم‭ ‬حنان‭ (‬48‭ ‬عاماً‭) ‬يتوقف‭ ‬عندما‭ ‬قفز‭ ‬ابنها‭ ‬محمد‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مترين‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يهبط‭ ‬إلى‭ ‬الأرض‭ ‬مطوياً‭ ‬كالعنكبوت‭, ‬وهو‭ ‬يضحك‭ ‬بصوت‭ ‬مرتفع‭.‬

وتفخر‭ ‬السيدة‭ ‬بابنها‭ ‬الذي‭ ‬تراه‭ ‬‮«‬بطلاً‭ ‬عالمياً‮»‬‭, ‬وتأمل‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬إثبات‭ ‬موهبته‭ ‬النادرة‭ ‬جداً‭ ‬وقدرته‭ ‬الخارقة‭ ‬في‭ ‬منافسات‭ ‬عالمية‮»‬‭.‬

يواظب‭ ‬محمد‭ ‬على‭ ‬التمارين‭, ‬سواء‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬مع‭ ‬مدربه‭, ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬يواصلها‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬وحده‭.‬

ووسط‭ ‬صالة‭ ‬المنزل‭, ‬يقفز‭ ‬الفتى‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬أريكة‭ ‬ويطوي‭ ‬جسمه‭ ‬واضعاً‭ ‬قدميه‭ ‬حول‭ ‬رأسه‭ ‬ويمسك‭ ‬بأصابع‭ ‬رجليه‭ ‬جهاز‭ ‬‮«‬آي‭ ‬باد‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬شرب‭ ‬كأس‭ ‬ماء‭ ‬موضوعة‭ ‬على‭ ‬الطاولة‭.‬

وتشجيعاً‭ ‬منه‭ ‬وتقديراً‭ ‬لموهبة‭ ‬الطفل‭ ‬العنكبوت‭, ‬أعلن‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬عبدالسلام‭ ‬هنية‭ ‬تقديم‭ ‬رحلة‭ ‬عمرة‭ ‬لبطل‭ ‬فلسطين‭.‬

كما‭ ‬أعلن‭ ‬هنية‭ ‬إنشاء‭ ‬جدارية‭ ‬ضخمة‭ ‬للطفل‭ ‬العنكبوت‭ ‬‮«‬الشيخ‮»‬‭ ‬في‭ ‬ملعب‭ ‬اليرموك‭ ‬بمدينة‭ ‬غزة‭, ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إبداع‭ ‬أبناء‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬لا‭ ‬تحده‭ ‬الظروف‭ ‬ولا‭ ‬الحصار‭, ‬وأن‭ ‬مواهب‭ ‬غزة‭ ‬دائماً‭ ‬تبهر‭ ‬العالم‭ ‬حينما‭ ‬تتاح‭ ‬لها‭ ‬الفرصة‮»‬‭.‬

العنكبوت‭ ‬هو‭ ‬اللقب‭ ‬المحبب‭ ‬إلى‭ ‬قلب‭ ‬محمد‭, ‬وحول‭ ‬هذا‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬كثيرة‭ ‬هي‭ ‬الألقاب‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬الناس‭ ‬عليّ‭, ‬ولكن‭ ‬لقب‭ ‬العنكبوت‭ ‬الأقرب‭ ‬إلى‭ ‬قلبي‭, ‬وخصوصاً‭ ‬أنه‭ ‬يذكّرني‭ ‬بمهاراتي‭, ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬العنكبوت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬خير‭ ‬ممثل‭ ‬لهم‭, ‬بل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬موسوعة‭ ‬جينيس‭ ‬للأرقام‭ ‬القياسية‭, ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أعمل‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬الآن‭.‬

ولابد‭ ‬أن‭ ‬نذكر‭ ‬أن‭ ‬محمد‭ ‬فقد‭ ‬ألعابه‭ ‬بعدما‭ ‬احترقت‭ ‬غرفته‭ ‬بمنزل‭ ‬العائلة‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭, ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬أيضاً‭ ‬لم‭ ‬يَحُل‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬متابعة‭ ‬ما‭ ‬يحبه‭, ‬محاولاً‭ ‬التعويض‭ ‬وإثبات‭ ‬أن‭ ‬المعاناة‭ ‬لن‭ ‬تخلق‭ ‬أشخاصاً‭ ‬مكسوري‭ ‬النفس‭ ‬في‭ ‬غزة‭, ‬وإنما‭ ‬ستصنع‭ ‬أبطالاً‭ ‬كباراً‭ ‬يتحدث‭ ‬عنهم‭ ‬العالم‭.‬