عن العربي
اتصل بنا
قصص على الهواء
نبتة الشجاعة
كان هناك صبيّ في العاشرة من عمره, يتسلّق كلَّ يوم أحد الجبال في قريته, للحصول على (نبتة الشجاعة) التي تجعل قلب من ينالها أقوى من قلب الأسد, وأصلب من قوة الجبل.
وفي أحد الأيام قرأ على أحد ممرات الجبل عبارة: «الجبل لا يعطي قلبه إلا لمَن هو أقوى منه», وهو اعتاد لفترة طويلة أن يصل إلى نصف الجبل, ثم يتعب ويعود أدراجه إلى البيت.
بعد عام, قرر أنه سيصل في هذا العام إلى قمة الجبل وسيحصل على نبتة الشجاعة.
كانت الممرات تزداد وعورة, وكان صدى الجبل يتردد في رأسه: «أقوى من قوشة الجبل وأصلب من صلابة الحجر».
وللحظة فكّر الصبي وقال في نفسه: هل أحتاج للوصول إلى القمة إلى قوة الجبل! لماذا لا أفكر بطريقة أخرى غير الطريقة التي تعوّدت عليها للسير في ممرات الجبل?
بدأ الصبي يبحث عن أنفاق جديدة في عمق الجبل تقوده إلى ممرّات أقل صعوبة.
بدأ يكتشف أنه يستطيع تسلق الجبل بدون مشقة كبيرة لو حفظ بعض مغارات الجبل جيداً.
كان الصوت في داخله يتبدل, أصبح في داخله صوت أذكى من صوت الجبل.
بعد عدة محاولات أصبح الصبي قادراً على الوصول إلى قرب القمة, إلا أنه لم يتمكن من الوصول إليها بعد.
وفي لحظة يائسة, تمدّد على أحد ممرات الجبل, وتطلّع إلى السماء, حدّق فيها طويلاً.
وللحظة تذكّر الشلّال الذي ينحدر من وراء الجبل, إنه الطريق الذي لم يجرّبه أحد لصعود الجبل, كان مكتوباً على آخر طريق الشلال: «هنا تنتهي الطريق ارجع من حيث بدأت».
رجع الصبي إلى الشلال, وبدأ يبحث عن طرق أخرى لصعود الجبل, ثمّ انحدر إلى عمق الشلال, وبعد عدة محاولات اكتشف شقّاً صغيراً في العمق, وما إن دخله حتى بدأ الشّقُّ بالاتساع.
كان هنالك طريق معبّد بشكل بدائي, ظلّ الصبي يصعد درجاته, حتى وصل إلى قمّة صغيرة بعد يوم شاق, عندما خرج منها كان يتنفس بعمق وفرح, لقد وصل أخيراً إلى قمة الجبل.
كانت السحابة تنظر له في سعادة, وكانت (نبتة الشجاعة) تنتظره في أعلى القمة, نظر إليها في تعجب, فقد كانت نفس النبتة التي تنمو قرب الشلال, اكتشف الصبي أن (نبتة الشجاعة) كانت طوال الوقت إلى جواره وهو لا يعرف!
احتفظ الصبي طوال حياته بسر الجبل ونبتة الشجاعة, وعندما كان ينزل من الجبل كتب على أحد ممرات الجبل الشاقة: «نبتة الشجاعة لا تعطي أوراقها إلا للأذكياء, انظر إلى السماء ولا تنظر إلى الجبل».